شرح الحديث 149 من الأدب المفرد لأبي فائزة البوجيسي

 

149 - حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ حَفْصٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَامِرٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ سُلَيْمٍ قَالَتْ: 

كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: 

«يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلَاثَةُ أَوْلَادٍ، إِلَّا أَدْخَلَهُمَا اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ»، 

قُلْتُ: وَاثْنَانِ؟ قَالَ: «وَاثْنَانِ»

[قال الشيخ الألباني: صحيح]

 

رواة الحديث:

 

* حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ حَفْصٍ (ثقة: ت. 223 أو 226 هـ):

حرمى بن حفص بن عمر العَتَكِي القَسْمَلِيُّ، أبو علي البصري، كبار الآخذين عن تبع الأتباع، روى له:  خ د س 

 

* وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ (ثقة ثبت: ت. 223 هـ بـ البصرة):  

موسى بن إسماعيل المنقري مولاهم ، أبو سلمة التبوذكى البصرى (مشهور بكنيته و باسمه)، من صغار أتباع التابعين، روى له:  خ م د ت س ق 

 

* قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ (ثقة، إلا أن فى حديثه عن الأعمش وحده مقالا: ت. 176 هـ):

عبد الواحد بن زِياد العبدي مولاهم، أبو بِشْرٍ (وقيل: أبو عبيدة) البصري، من الوسطى من أتباع التابعين، روى له:  خ م د ت س ق 

 

 

* قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ (ثقة: ت. 138 هـ):

عثمان بن حكيم بن عباد بن حنيف الأنصارى الأوسى الأحلافى ، أبو سهل المدنى ثم الكوفى (أخو حكيم بن حكيم)، من صغار التابعين، روى له:  خت م د ت س ق

 

 

* قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَامِرٍ الْأَنْصَارِيُّ (مقبول):

عمرو بن عاصم، و يقال ابن عامر ، الأنصارى المدنى، من الوسطى من التابعين، روى له:  بخ 

 

[تعليق]:

وقال مُغُلْطَايُ بن قَلِيْج البَكْجَرِي الحنفي في "إكمال تهذيب الكمال" (10/ 199) (رقم: 4121):

"(بخ) عمرو بن عاصم ويقال: ابن عامر الأنصاري. روى عن أم سليم. روى عنه: عثمان بن حكيم.

كذا ذكره المزي لم يزد شيئًا. والذي في كتاب ابن أبي حاتم عن أبيه: عمرو بن عامر الأنصاري. روى عن أنس. روى عنه: أبو الزناد ومسعر الثوري وشعبة وشريك ويحيى الجابر.

وقال: "هو ثقة صالح الحديث." وفي كتاب البخاري: (عمرو بن عامر الأنصاري. سمع أنسًا، حديثه في الكوفيين).

وفي كتاب " التمييز " للنسائي: (عمرو بن عامر الأنصاري ثقة).

وفي "ثقات ابن حبان": (عمرو بن عامر الأنصاري).

روى عن أنس، وكذا هو في " تاريخ " ابن أبي خيثمة الكبير والفسوي، وكتاب " الثقات " لابن خلفون،

لم أر من تردد في اسم أبيه ولا من ذكر عمرو بن عاصم ولا ابن عامر فيمن روى عن أم ملحان. والله تعالى أعلم.

فينظر، وكأنه هو المذكور عند المزي بعد، لا أشك في هذا؛ لأن الطبقة واحدة، ولأني لم أر من أفردهما بالذكر، ولأن النسبة واحدة فأي فرقان بينهما، إلا أن يكون قد قاله إمام قديم معتمد مبين وجه ذلك، والله - تعالى - أعلم." اهـ

 

* قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ سُلَيْمٍ (أم أنس بن مالك: ت. نحو 30 هـ، فى خلافة عثمان):

بِنْتُ مِلْحَانَ بنِ خَالِدِ بنِ زَيْدِ بنِ حَرَامِ بنِ جُنْدُبِ بنِ عَامِرِ بنِ غَنْمِ بنِ عَدِيِّ بنِ النَّجَّارِ الأَنْصَارِيَّةُ، الخَزْرَجِيَّةُ =  (قيل: اسمها سهلة، أو رميلة أو رميثة أو مُليكة أو أنيسة = هى الغميصاء أو الرميصاء)، روى له:  خ م د ت س

 

[تعليق]:

وقال ابن عبد البر _رحمه الله_ في "الاستيعاب في معرفة الأصحاب" (4/ 1940):

"كانت تحت مالك بْن النضر أبي أنس بْن مالك فِي الجاهلية، فولدت له أنس بْن مالك، فلما جاء اللَّه بالإسلام أسلمت مَعَ قومها وعرضت الإسلام عَلَى زوجها، فغضب عليها، وخرج إِلَى الشام، فهلك هناك،

ثم خلف عليها بعده أَبُو طلحة الأَنْصَارِيّ، خطبها مشركًا. فلما علم أنه لا سبيل له إليها إلا بالإسلام أسلم وتزوجها وحسن إسلامه.

فولد له منها غلام كَانَ قد أعجب به فمات صغيرًا، فأسف عَلَيْهِ. ويقال: إنه أَبُو عمير صاحب النغير،

ثم ولدت له عَبْد اللَّهِ بْن أبي طلحة، فبورك فيه، وهو والد إسحاق ابن عَبْد اللَّهِ بْن أبي طلحة الفقيه وإخوته، وكانوا عشرة، كلهم حمل عنه العلم." اهـ

 

نص الحديث:

 

قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ سُلَيْمٍ قَالَتْ:

"كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_، فَقَالَ:

«يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلَاثَةُ أَوْلَادٍ، إِلَّا أَدْخَلَهُمَا اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ»،

قُلْتُ: وَاثْنَانِ؟ قَالَ: «وَاثْنَانِ»

 

وفي "فتح الباري" لابن حجر (3/ 121):

فَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ: (إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ هُوَ وَإِيَّاهُمُ الْجَنَّةَ)،

وَفِي حَدِيثِ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْأَشْجَعِيِّ الْمُقَدَّمِ ذِكْرُهُ: (أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ)، قَالَهُ بَعْدَ قَوْلِهِ: (مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدَانِ)، فَوَضَحَ بِذَلِكَ أَنَّ الضَّمِيرَ فِي قَوْلِهِ: (إِيَّاهُمْ) لِلْأَوْلَادِ، لَا لِلْآبَاءِ وَالله أعلم." اهـ

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص: 64) (رقم: 149)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (3/ 36) (رقم: 11882)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (5/ 57) (رقم: 2162)، وأحمد في "مسنده" – ط. عالم الكتب (6/ 376 و 6/ 431) (رقم: 27113 و 27429)، والطبراني في "المعجم الكبير" (25/ 126) (رقم: 305 و 306)، والمزي في "تهذيب الكمال في أسماء الرجال" (22/ 91)، وشرف الدين الدمياطي الشافعي في "التسلي والاغتباط بثواب من تقدم من الأفراط" (ص: 94_95) (رقم: 89 و 91)

 

 

والحديث صحيح: صححه الأرنؤوط في "تخريج مسند أحمد" – ط. الرسالة (45/ 417) (رقم: 27429)، والألباني في صحيح الأدب المفرد (ص: 78) (رقم: 111)

 

من فوائد الحديث:

 

ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (18/ 354):

17403 - حدثنا محمد بن أبي عدي، عن داود، عن عبد اللَّه بن قيس، عن الحارث بن أُقَيش، قال: كنا عند أبي برزة ليلة، فحدث ليلتئذ، عن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -، أنه قال: "ما من مسلمين، يموت لهما أربعة أفراط، إلا أدخلهما اللَّه الجنة، بفضل رحمته"، قالوا: يا رسول اللَّه وثلاثة؟ قال: "وثلاثة"، قالوا: واثنان؟ قال: "واثنان" قال" "وإنّ من أمتي لمن يدخل الجنة بشفاعته مثل مضر"، قال: "وإن من أمتي، لمن يَعظُمُ للنار حتى يكون أحدَ زواياها". انتهى.

 

ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (18/ 356)

فى فوائده:

* منها: ما ترجم له المصنف -رحمه اللَّه تعالى-، وهو بيان ثواب من احتسب ثلاثة من صلبه.

* ومنها: أن من احتسب اثنين، فهو كالثلاثة.

* ومنها: ما كان عليه الصحابيات من الحرص في معرفة أحكام الشرع، حيث إن هذه المرأة سألت عن الاثنين، ثم لما فاتها السؤال عن الواحد تأسفت على ذلك، فقالت: ياليتني قلت: واحدًا.

* ومنها: بيان فضل اللَّه تعالى على المسلمين، حيث جعل لهم الجنة عوضا عما يصيبهم من البلاء بموت أولادهم.

* ومنها: أن المصيبة بمن لم يبلغ الحلم أشدّ من غيره، فلذا كان الأجر عليه أعظم.

* ومنها: أن أولاد المسلمين في الجنّة، لأن من يكون سببا في حجب النار عن أبويه أولى بأن يُحجَبَ هو، لأنه أصل الرحمة، وسببها، بل جاء التصريح به في الحديث الأخير من الأحاديث الآتية في الباب التالى، ولفظه: "فيقال: ادخلوا الجنّة أنتم وآباؤكم". واللَّه تعالى أعلم.

 

ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (18/ 356)

[تنبيه]: كون أولاد المسلمين في الجنّة هو الذي عليه الجمهور، وتوقفت طائفة قليلة في ذلك:

قال النووي -رَحِمَهُ اللَّهُ-: أجمع من يُعتدّ به من علماء المسلمين على أن من مات من أطفال المسلمين، فهو من أهل الجنة، وتوقف فيه بعضهم، لما أخرجه مسلم عن عائشة - رضي اللَّه عنه -، قالت: أُتي رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -، بصبي من صبيان الأنصار، فصلى عليه، قالت عائشة: فقلت: طوبى لهذا، عصفور، من عصافير الجنة، لم يعمل سوءا، ولم يدركه، قال: "أو غير ذلك يا عائشة، خلق اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- الجنة، وخلق لها أهلا، وخلقهم في أصلاب آبائهم، وخلق النار، وخلق لها أهلا، وخلقهم في أصلاب آبائهم".

قال: والجواب عنه أنه لعله نهاها عن المسارعة إلى القطع من غير دليل، أو قال ذلك قبل أن يعلم أن أطفال المسلمين في الجنة انتهى. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

 

صحيح ابن حبان - مخرجا (7/ 202)

ذِكْرُ إِيجَابِ الْجَنَّةِ لِمَنْ قَدَّمَ ثَلَاثَةً مِنْ صُلْبِهِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ

Komentar

Postingan populer dari blog ini

شرح الحديث 112 - 113 - الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير - من صحيح الرغيب

شرح الحديث 60 من رياض الصالحين لأبي فائزة البوجيسي