شرح الحديث 83 من رياض الصالحين

 

[83] العاشر: عن أنس _رضي الله عنه_ قَالَ :

قَالَ رَسُول الله _صلى الله عليه وسلم_ :

«مَنْ قَالَ _يَعْني: إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيتِهِ_: (بِسْمِ اللهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ باللهِ)، يُقالُ لَهُ: (هُدِيْتَ وَكُفِيْتَ وَوُقِيْتَ)، وَتَنَحَّى عَنْهُ الشَّيطَانُ» . رواه أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم. وَقالَ الترمذي: (حديث حسن)،

زاد أبو داود: «فيقول - يعني: الشيطان - - لِشيطان آخر: كَيفَ لَكَ بِرجلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ؟»

 

ترجمة أنس بن مالك الأنصاري  الخزرجي النجاري _رضي الله عنه_:

 

وفي "سير أعلام النبلاء" – ط. الرسالة (3/ 395) للذهبي:

"أَنَسُ بنُ مَالِكِ بنِ النَّضْرِ بنِ ضَمْضَمٍ الأَنْصَارِيُّ* (ع): ابْنِ زَيْدِ بنِ حَرَامِ بنِ جُنْدُبِ بنِ عَامِرِ بنِ غَنْمِ بنِ عَدِيِّ بنِ النَّجَّارِ: الإِمَامُ، المُفْتِي، المُقْرِئُ، المُحَدِّثُ، رَاوِيَةُ الإِسْلاَمِ، أَبُو حَمْزَةَ الأَنْصَارِيُّ، الخَزْرَجِيُّ، النَّجَّارِيُّ، المَدَنِيُّ، خَادِمُ رَسُوْلِ اللهِ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ وَقَرَابَتُهُ مِنَ النِّسَاءِ، وَتِلْمِيذُهُ، وَتَبَعُهُ، وَآخِرُ أَصْحَابِهِ مَوْتاً.

 

وفي "تاريخ دمشق" لابن عساكر (9/ 361):

عن أنس قال: شهدت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الحديبية وعمرته والحج والفتح وحنينا وخيبر." اهـ

 

وفي "معرفة الصحابة" لأبي نعيم (1/ 231):

"تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ، وَقِيلَ: إِحْدَى وَتِسْعِينَ، وَقِيلَ: تِسْعِينَ، آخِرُ مِنْ تُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ مِنَ الْصَّحَابَةِ، وَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَثْرَةِ الْمَالِ وَالْوَلَدِ، وَكَانَتْ نَخْلَاتُهُ تَحْمِلُ فِي السَّنَةِ مَرَّتَيْنِ، وَوُلِدَ لَهُ مِنْ صُلْبِهِ ثَمَانُونَ وَلَدًا، وَقِيلَ: بِضْعٌ وَعِشْرُونَ وَمِائَةٌ." اهـ

 

نص الحديث وشرحه:

 

عن أنس _رضي الله عنه_ قَالَ :

قَالَ رَسُول الله _صلى الله عليه وسلم_ :

«مَنْ قَالَ _يَعْني: إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيتِهِ_: (بِسْمِ اللهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ باللهِ)، يُقالُ لَهُ: (هُدِيْتَ وَكُفِيْتَ وَوُقِيْتَ)، وَتَنَحَّى عَنْهُ الشَّيطَانُ». رواه أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم. وَقالَ الترمذي: (حديث حسن)،

زاد أبو داود: «فيقول - يعني: الشيطان - - لِشيطان آخر: كَيفَ لَكَ بِرجلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ؟»

 

[تعليق]: وقال الحسين بن محمود الزَّيْدَانيُّ الكوفي الضَّريرُ الشِّيرازيُّ الحَنَفيُّ، المشهورُ بـ"المُظْهِري" (المتوفى: 727 هـ) _رحمه الله_ في "المفاتيح في شرح المصابيح" (3/ 231):

"قوله: (فيقال له: هديت)؛ أي: فينادي مَلَك: يا عبد الله! فإذا ذكرت اسم الله فقد هُديت؛ أي: رزقت إصابة الحق ووجدان الطريق المستقيم، ويسَّرَ لك أمورك.

(وكفيت)؛ أي: ودفع عنك همك.

(ووقيت)؛ أي: حُفِظت من شر أعدائك من الشيطان.

(فيتنحى عنه الشيطان)؛ أي: يبتعد عنه إبليسُ _عليه اللعنة_، ويحتمل أن يريد بالشيطان ها هنا: شيطانه الموكل عليه.

(ويقول شيطان آخر: "كيف لك برجل هدي")؛

يعني: يقول شيطان آخر للشيطان الموكَّل على قائل هذه الكلمات: "كيف تقدر على إضلال هذا الرجل؛ فإنه حُفِظَ من شر الشياطين ببركة اسم الله تعالى؟!" اهـ[1]

 

وقال عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّد الرَّحْمَانِيُّ الْمُبَارَكْفُوْرِيُّ (المتوفى: 1414 هـ) _رحمه الله_ في "مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (8/ 196):

"فإن قلتَ: بم علم الشيطان أنه هدي وكفي ووقي؟ قلتُ: قال ابن حجر: علِم من الأمر العام أن كل من دعا بهذا الدعاء المرغب من حضرته - صلى الله عليه وسلم - استجيب له.

 

تخريج الحديث :

 

أخرجه أبو داود في "سننه" (4/ 325) (رقم : 5095)، والترمذي في في "سننه" (5/ 490) (رقم : 3426)، وفي "العلل الكبير" = "ترتيب علل الترمذي الكبير" (ص: 362) (رقم : 673)، والنسائي في "السنن الكبرى" (9/ 39) (رقم : 9837)، وأبو بكر الدّيِنَوَرِيُّ في "المجالسة وجواهر العلم" (6/ 300 و 8/ 311) (رقم: 2664 و 3582)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (ص: 146) (رقم : 178)، وابن أبي الدنيا في "التوكل على الله" (ص: 55) (رقم : 20)، وابن حبان في "صحيحه" (3/ 104) (رقم : 822)، والطبراني في "الدعاء" (ص: 146) (رقم : 407)، وابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك" (ص: 105) (رقم: 348)، وأبو طاهر الْمُخَلِّصُ في "الْمُخَلِّصِيَّاتِ" (3/ 83) (رقم: 2044)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/ 411) (رقم : 10310)، وفي "الدعوات الكبير" (2/ 38) (رقم : 454)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" = "المستخرج من الأحاديث المختارة مما لم يخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما" (4/ 371_372) (رقم: 1539_1540).

 

والحديث صحيح: صححه الألباني _رحمه الله_ في "صحيح الترغيب والترهيب" (2/ 265) (رقم : 1605)، و"صحيح الجامع الصغير وزيادته" (1/ 148 و 2/ 1096) (رقم: 499 و 6419)، و"تخريج الكلم الطيب" (ص: 89) (رقم: 59)، و"التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان" (2/ 206) (رقم: 819)، و"صحيح موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان" (2/ 431_432) (رقم: 2015).[2]

 

من فوائد الحديث :

 

1/ استحباب هذا الذكر عند الخروج من المنزل

 

وقال نصر بن محمد، الشهير بـ"أبي الليث السمرقندي" (المتوفى: 373 هـ) _رحمه الله_ في "بستان العارفين" (ص: 349)

"يستحب للرجل إذا خرج من بيته أن يقول: (بسم الله توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله)،

فإنه بلغنا أنه إذا قال (بسم الله)، قال له الملك: (هديت)،

وإذا قال: (توكلت على الله)، قال له الملك: (كفيت)،

وإذا قال: (لا حول ولا قوة إلا بالله)، قال له الملك: (وقيت)." اهـ

 

وقال الشيخ محمد بن صالح بن محمد العثيمين (المتوفى: 1421 هـ) _رحمه الله_ في "شرح رياض الصالحين" (1/ 566):

"الشاهد من هذا الحديث قوله: (بسم الله توكلت علي الله)

فإنَّ في هذا: دليلاً على أن الإنسان ينبغي له إذا خرج من بيته، أن يقول هذا الذكر، الذي منه التوكلُ على اللهِ والاعتصامُ به، لأن الإنسان إذا خرج من بيته، فهو عرضةٌ لأن يُصِيْبَهُ شيْءٌ، أو يَعْتَدِيَ عليه حيوانٌ من عَقْرَبٍ أو حَيَّةٍ أو ما أشبه ذلك." اهـ

 

وقال الشيخ محمد بن صالح بن محمد العثيمين (المتوفى: 1421 هـ) _رحمه الله_ في "شرح رياض الصالحين" (1/ 567):

"فهذا الذكر ينبغي أن يقوله الإنسان إذا خرج من بيته، لما فيه من اللجوء إلي الله سبحانه وتعالى والاعتصام به. والله والموفق." اهـ

 

2/ الاستعانة سبب الهداية والمعونة

 

قال الحسين بن عبد الله، المشهور بـ"شَرَفِ الدينِ الطِّيْبِيِّ" (743 هـ) _رحمه الله_ في "شرح المشكاة" المسمى بـ"الكاشف عن حقائق السنن" (6/ 1905):

"إنه إذا استعان العبد بالله، وباسمه المبارك، فإن الله _تعالى_ يهديه، ويرشده، ويعينه في الأمور الدينية والدنياوية،

وإذا توكل علي الله، وفوض أمره إليه، كفاه الله، فيكون هو حسبه." اهـ

 

وقال عبد المحسن بن حمد بن عبد المحسن بن عبد الله بن حمد العباد البدر _حفظه الله_ في "شرح سنن أبي داود" – تفريغ الشاملة (578/ 18):

"وهذا يفيد بأن مثل هذا الدعاء يكون سبباً من أسباب الهداية والوقاية والكفاية." اهـ

 

وقال الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر _حفظه الله_ في "فقه الأدعية والأذكار" (3/ 96):

"وهذا الذِّكر المبارك نافعٌ للمسلمِ أن يقوله في كلِّ مرَّةٍ يخرج فيها من بيته لقضاء شيء من مصالِحه الدينية أو الدنيوية، وذلك ليكون محفوظاً في سيره، ومُعاناً في قضاء مصالحه، مسدَّداً في وجهته وحاجته،

والعبدُ لا غِنى له عن ربِّه طرفة عين، بأن يكون له حافظاً ومؤيِّداً، ومُسدِّداً وهادياً،

ولا ينال العبدُ ذلك إلاَّ بالتوجُّه إلى الله عزَّ وجلَّ في حصوله ونيله،

فأرشد صلوات الله وسلامه عليه مَن خرج من مَنْزله إلى أن يقول هذا الذِّكرَ المبارك ليُهدى في طريقه، وليُكفى هَمَّه وحاجتَه، وليوقى الشرور والآفات." اهـ

 

3/ بيان عظم هذا الذكر وأهميته

 

وقال الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر _حفظه الله_ في "فقه الأدعية والأذكار" (3/ 98):

"وهذا يدلُّنا على عِظَم شأن هذا الذِّكر المبارك، وأهميَّةِ المحافظةِ عليه عند خروج المسلم من منْزله في كلِّ مرَّة يخرج فيها؛ لينال هذه الأوصافَ المباركةَ والثمارَ العظيمة المذكورة في هذا الحديث." اهـ

 

4/ فضل كلمة الحوقلة

 

وقال أبو حفص عمر بن أحمد البغدادي، المعروف بـ"ابن شاهين" (المتوفى: 385هـ) _رحمه الله_ في "الترغيب في فضائل الأعمال" (ص: 104):

"بَابُ فَضْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ." اهـ

 

5/ فضل التوكل على الله

 

وقال القاضي/حسين بن محمد المهدي في "صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال" (2/ 21)

من ثمرة التعرف على اسمه سبحانه وتعالى الوكيل الكفيل الإيمان به وتفويض الامور إلى الله _تعالى_ بما يحصل للمؤمن به حقيقة التوحيد.

فإذا توجه العبد إلى الله متوكلا عليه، تولاه بحسن رعايته، وخَتَمَ له بجميل ولايته.

فالمتوكل على الله يكون قويا في إيمانه, كريما في أخلاقه, محبا لخالقه، محبا لإخوانه، يعلم أن الله بيده حياتُه ورزقُه، وبيده من فوقه ومن تحته، وبيده أقربُ الناسِ إليه وأبعدُ الناسِ عنه، وبيده الضرُّ والنفْع.

فهو على كل شي وكيل قال تعالى: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [الأنعام: 102]،

فإذا أردت أنْ تكون أقوى الناسِ، فتوكل على الله. وإذا___أردْتَ أن تكون أكرمَ الناسِ، فاتق الله. وما تَوَكَّلَ على اللهِ أحدٌ وخيب ظنه. ولا توكل على الله أحد إلاَّ وكفاه، واغناه.

فتدبر اخي قول الحق _جل وعلا_: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } [آل عمران: 173]." اهـ

 

وقال ابن القيم _رحمه الله_ في "مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين" (2/ 113_114)

التَّوَكُّلُ نِصْفُ الدِّينِ. وَالنِّصْفُ الثَّانِي الْإِنَابَةُ، فَإِنَّ الدِّينَ اسْتِعَانَةٌ وَعِبَادَةٌ.___

فَالتَّوَكُّلُ هُوَ الِاسْتِعَانَةُ، وَالْإِنَابَةُ هِيَ الْعِبَادَةُ.

وَمَنْزِلَتُهُ أَوْسَعُ الْمَنَازِلِ وَأَجْمَعُهَا. وَلَا تَزَالُ مَعْمُورَةً بِالنَّازِلِينَ، لِسَعَةِ مُتَعَلِّقِ التَّوَكُّلِ، وَكَثْرَةِ حَوَائِجَ الْعَالَمِينَ، وَعُمُومِ التَّوَكُّلِ، وَوُقُوعِهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْكُفَّارِ، وَالْأَبْرَارِ وَالْفُجَّارِ، وَالطَّيْرِ وَالْوَحْشِ وَالْبَهَائِمِ. فَأَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ - الْمُكَلَّفُونَ وَغَيْرُهُمْ - فِي مَقَامِ التَّوَكُّلِ، وَإِنْ تَبَايَنَ مُتَعَلِّقُ تَوَكُّلِهِمْ. فَأَوْلِيَاؤُهُ وَخَاصَّتُهُ يَتَوَكَّلُونَ عَلَيْهِ فِي الْإِيمَانِ، وَنُصْرَةِ دِينِهِ، وَإِعْلَاءِ كَلِمَتِهِ، وَجِهَادِ أَعْدَائِهِ، وَفِي مَحَابِّهِ وَتَنْفِيذِ أَوَامِرِهِ." اهـ

 

6/ آداب الخروج المنزل

 

وقال المتقي الهندي (المتوفى: 975هـ) _رحمه الله_ في "كنز العمال" (15/ 396):

"آداب الدخول والخروج من البيت." اهـ

 

6/ مشروعية الذكر زالدعاء باللسان، لا بالأجهزة

 

وقال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مع أعضائه _حفظهم الله_ في "فتاوى اللجنة الدائمة" 1 (24/ 194_195):

"لا يجوز استيراد هذا الجهاز بأشكاله المذكورة؛ لأن ذكر الله عبادة بدنية، مطلوب من المسلم أن يقوم بها بنفسه، ولا يكتفى___بسماعها من الأشرطة، ولأن هذا العمل يبعث على العبث في العبادة، ويكسل عن الطاعة. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم." اهـ



[1] وفي "لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح" (5/ 229) لعبد الحق الدهلوي: "وقوله: (كيف لك برجل) أي: كيف تيسر لك إغواء رجل هذه حالُه." اهـ

[2] وصححه المحدث عبد القادر الأرنؤوط _رحمه الله_ في "تخريج جامع الأصول" (4/ 275) (رقم: 2268)، الهلالي في "عجالة الراغب المتمني في تخريج كتاب «عمل اليوم والليلة» لابن السني" (1/ 230) (رقم: 179)

تنبيه: ضعّف الحديث الشيخ مقبل الوادعي _رحمه الله_ في "أحاديث معلة ظاهرها الصحة" (ص: 43_44) (رقم: 27)، وقال:

"هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده حكمت عليه بالصحة , ولكن الحافظ ابن حجر لما ذكر أن ابن حبان صححه قال: لكن خفيت عليه علته , قال البخاري: لا أعرف لابن جريج عن إسحاق إلا هذا ولا أعرف له منه سماعاً.

وقال الدارقطني: رواه عبد المجيد بن عبد العزيز عن ابن جريج قال حُدِّثْتُ عن___إسحاق , قال: وعبد المجيد أثبت الناس بابن جريج , ثم ذكر له شاهدا مرسلا قويا من طريق عون ابن عبد الله بن عتبة. أهـ المراد من تخريج "اليوم والليلة "للنسائي.

وذكر الترمذي رحمه الله في العلل الكبير ص (362) فقال سألت محمدا يعنى البخاري عن هذا الحديث فقال حدثوني عن يحيى بن سعيد عن ابن جريج بهذا الحديث ولا أعرف لا بن جريج عن إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة غير هذا ولا أعرف له سماعاً منه. اهـ

فالحاصل أن الحديث بهذا السند ضعيف." اهـ

ورد عليه سليم الهلالي في "عجالة الراغب المتمني في تخريج كتاب «عمل اليوم والليلة» لابن السني" (1/ 231) قائلا:

"قلت: لكن يعكر عليه أن ابن جريج صرح بالتحديث عند ابن حبان والضياء في "الأحاديث المختارة" والسند إليه صحيح؛ فثبت سماع ابن جريج، والله أعلم.

وله شاهد مرسل: أخرجه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 164 - 165) بسند صحيح عن عون بن عبد الله بن عتبة به مرسلًا.

قال ابن حجر: "قوي الإسناد، لكنه مرسل".

وبالجملة؛ فالحديث صحيح بلا ريب.

Komentar

Postingan populer dari blog ini

شرح الحديث 112 - 113 - الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير - من صحيح الرغيب

شرح الحديث 66 من رياض الصالحين