شرح الحديث 75 من رياش الصالحين

 

[75] الثاني: عن ابن عباس _رضي الله عنهما_ أيضاً:

أنَّ رَسُول الله _صلى الله عليه وسلم_ كَانَ يقول:

«اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَليْك تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ.

اللَّهُمَّ إِنِّي أعُوذُ بعزَّتِكَ؛ لا إلهَ إلا أَنْتَ أنْ تُضلَّني، أَنْتَ الحَيُّ الَّذِي لا يَمُوتُ، وَالجِنُّ والإنْسُ يَمُوتُونَ». مُتَّفَقٌ عَلَيهِ، وهذا لفظ مسلم واختصره البخاري.

 

ترجمة عبد الله بن عباس _رضي الله عنهما_ :

 

وفي سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 331) :

"عَبْدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ البَحْرُ أَبُو العَبَّاسِ الهَاشِمِيُّ *(ع):

حَبْرُ الأُمَّةِ، وَفَقِيْهُ العَصْرِ، وَإِمَامُ التَّفْسِيْرِ، أَبُو العَبَّاسِ عَبْدُ اللهِ، ابْنُ___عَمِّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ شَيْبَةَ بنِ هَاشِمٍ، وَاسْمُهُ عَمْرُو بنُ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيِّ بنِ كِلاَبِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غَالِبِ بنِ فِهْرٍ القُرَشِيُّ، الهَاشِمِيُّ، المَكِّيُّ، الأَمِيْرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -.

 

وفي سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 359):

"قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: تُوُفِّيَ ابْنُ عَبَّاسٍ سَنَةَ ثَمَانٍ، أَوْ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ. وَقَالَ الوَاقِدِيُّ، وَالهَيْثَمُ، وَأَبُو نُعَيْمٍ: سَنَةَ ثَمَانٍ." اهـ

 

وفي الأعلام للزركلي (4/ 95_96):

"ابن عبَّاس (3 ق هـ - 68 هـ = 619 - 687 م)

عبد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي، أبو العباس: حبر الامة، الصح أبي الجليل.

ولد بمكة. ونشأ في بدء عصر النبوّة، فلازم رسول الله صلّى الله عليه وسلم وروى عنه الأحاديث الصحيحة. وشهد مع علي الجمل وصفين. وكف بصره في آخر عمره، فسكن الطائف، وتوفي بها.

له في الصحيحين وغير هما 1660 حديثا.

قال ابن مسعود: نعم، ترجمان عباس.

وقال عمرو بن دينار: ما رأيت مجلسا كان أجمع لكل خير من مجلس ابن عباس، الحلال والحرام والعربية والأنساب والشعر.

وقال عطاء: كان ناس يأتون ابن عباس في الشعر والأنساب، وناس يأتونه لأيام العرب ووقائعهم، وناس يأتونه للفقه والعلم، فما منهم صنف إلا يقبل عليهم بما يشاؤون. وكان كثيرا ما يجعل أيامه يوما للفقه،

مَوْلِدُهُ: بِشِعْبِ بَنِي هَاشِمٍ، قَبْلَ عَامِ الهِجْرَةِ بِثَلاَثِ سِنِيْنَ.___ويوما للتأويل، ويوما للمغازي، ويوما للشعر، ويوما لوقائع العرب.

وكان عمر إذا أعضلت عليه قضية دعا ابن عباس وقال له: أنت لها ولأمثالها، ثم يأخذ بقوله ولا يدعو لذلك أحدا سواه.

وكان آية في الحفظ، أنشده ابن أبي ربيعة قصيدته التي مطلعها: " أمن آل نعم أنت غاد فمبكر " فحفظها في مرة واحدة، وهي ثمانون بيتا،

وكان إذا سمع النوادب سد أذنيه بأصابعه، مخافة أن يحفظ أقوالهن.

ولحسان بن ثابت شعر في وصفه وذكر فضائله.

وينسب إليه كتاب في " تفسير القرآن - ط " جمعه بعض أهل العلم من مرويات المفسرين عنه في كل آية فجاء تفسيرا حسنا. وأخباره كثيرة." اهـ

 

نص الحديث وشرحه:

 

* الثاني: عن ابن عباس _رضي الله عنهما_ أيضاً:

أنَّ رَسُول الله _صلى الله عليه وسلم_ كَانَ يقول :

«اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ،

 

وفي فتح الباري لابن حجر (3/ 4) : "قَوْلُهُ (اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ) أَيِ : انْقَدْتُ وَخَضَعْتُ." اهـ

 

وفي التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (12/ 191) لابن عبد البر: "وَأَمَّا قَوْلُهُ (اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ) فَمَعْنَاهُ : اسْتَسْلَمْتُ لِحُكْمِكَ وَأَمْرِكَ، وَسَلَّمْتُ، وَرَضِيتُ، وَآمَنْتُ، وَصَدَّقْتُ، وَاسْتَيْقَنْتُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ." اهـ

 

* وَبِكَ آمَنْتُ،

 

وفي فتح الباري لابن حجر (3/ 4) : "(وَبِكَ آمَنْتُ) أَيْ : صَدَّقْتُ." اهـ

 

* وَعَليْك تَوَكَّلْتُ

وفي فتح الباري لابن حجر (3/ 4) : "(وَعليْكَ تَوَكَّلْتُ) أَيْ : فَوَّضْتُ الْأَمْرَ إِلَيْكَ تَارِكًا لِلنَّظَرِ فِي الْأَسْبَابِ العاديه." اهـ

 

* وَإِلَيْكَ أنَبْتُ

وفي فتح الباري لابن حجر (3/ 4) : "(وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ) أَيْ : رَجَعْتُ إِلَيْكَ فِي تَدْبِيرِ أَمْرِي." اهـ

 

وفي إكمال المعلم بفوائد مسلم (3/ 131) : "وقوله : (وإليك أنبت) أى : أطعتُ ورجعت إلى عبادتك، والإقبال على ما يقرب إليك، والإنابة: الرجوع، وقيل: إليك رجعت فى أمرى بمعنى توكلت واستعنت." اهـ

 

وفي مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (4/ 1707) للقاري : "(وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ) أَيْ : رَجَعْتُ مِنَ الْمَعْصِيَةِ إِلَى الطَّاعَةِ أَوْ مِنَ الْغَفْلَةِ إِلَى الذِّكْرِ أَوْ مِنَ الْغَيْبَةِ إِلَى الْحُضُورِ." اهـ

 

وفي مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (8/ 223) لعبيد الله الرحمني : "(وإليك أنبت) أي: رجعت مقبلاً بقلبي عليك أو أقبلت بهمتي وطاعتي عليك وأعرضت عما سواك." اهـ

 

* وَبِكَ خَاصَمْتُ.

وفي فتح الباري لابن حجر (3/ 4) : "(وَبِكَ خَاصَمْتُ) أَيْ : بِمَا أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْبُرْهَانِ وَبِمَا لَقَّنْتَنِي مِنَ الْحُجَّةِ." اهـ

 

* اللَّهُمَّ إِنِّي أعُوذُ بعزَّتِكَ؛ لا إلهَ إلا أَنْتَ أنْ تُضلَّني

وفي مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (4/ 1708) :

"(أَنْ تُضِلَّنِي) مُتَعَلِّقٌ بِأَعُوذُ، وَكَلِمَةُ التَّوْحِيدِ مُعْتَرِضَةٌ لِتَأْكِيدِ الْعِزَّةِ أَيْ: أَعُوذُ مِنْ أَنْ تُضِلَّنِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي وَوَفَّقْتَنِي لِلِانْقِيَادِ الظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ فِي حُكْمِكَ وَقَضَائِكَ وَلِلْإِنَابَةِ إِلَى جَنَابِكَ وَالْمُخَاصِمَةِ مَعَ أَعْدَائِكَ وَالِالْتِجَاءِ فِي كُلِّ حَالٍ إِلَى عِزَّتِكَ وَنُصْرَتِكَ." اهـ

 

* أَنْتَ الحَيُّ الَّذِي لا يَمُوتُ، وَالجِنُّ والإنْسُ يَمُوتُونَ». مُتَّفَقٌ عَلَيهِ، وهذا لفظ مسلم واختصره البخاري.

 

وفي "شرح المصابيح" لابن الملك (3/ 214) : "وإنما خصهما بالذكر؛ لأنهما المكلَّفان المقصودان بالتبليغ فكأنهما الأصل." اهـ

 

البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (42/ 336)

وقال القاري - رَحِمَهُ اللهُ -: "اللَّهُمَّ لك"؛ أي: لا لغيرك، "أسلمت"؛ أي: انقدت

انقياداً ظاهراً، "وبك آمنت"؛ أي: صدّقت تصديقاً باطناً، "وعليك توكلت"؛ أي:

اعتمدت في أموري أولاً وآخراً، أو معناه: أسلمت جميع أموري لتُدبِّرها، فإني لا

أملك نفعها، ولا ضرّها، "وبك آمنت"؛ أي: بتوفيقك آمنت بجميع ما يجب

الإيمان به، "وعليك توكلت" في سائر أموري، "وإليك أنبت"؛ أي: رجعت من

المعصية إلى الطاعة، أو من الغفلة إلى الذكر، أو من الغيبة إلى الحضور،

"وبك"؛ أي: بإعانتك "خاصمت"؛ أي: حاربت أعداءك. "اللَّهُمَّ إني أعوذ

بعزتك"؛ أي: بغلبتك، {فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} [النساء: 139]، "لا إله إلا إنت"؛

أي: فلا معبود بحقّ إلا أنت، ولا سؤال إلا منك، ولا استعاذة إلا بك، "أن

تُضلني" متعلق بـ"أعوذ"، وكلمة التوحيد معترضة لتأكيد العزة؛ أي: أعوذ من أن

تضلني بعد إذ هديتني، ووفقتني للانقياد الظاهر والباطن في حكمك، وقضائك،

وللإنابة إلى جنابك، والمخاصمة مع أعدائك، والالتجاء في كل حال إلى عزتك،

ونُصرتك، وفيه إيماء إلى قوله تعالى: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} [آل عمران:

8]، "أنت الحيّ الذي لا يموت" بالغيبة، وفي الحصن: "أنت الحيّ لا تموت"

بالخطاب، وبدون الموصول، وفيه تأكيد العزّة أيضاً. انتهى ["مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" 8/ 362]، والله تعالى أعلم.

 

هذه بعض أقوال أهل العلم في التفريق بين التوبة والأوبة والإنابة

١- هي درجات أولها التوبة وأوسطها الإنابة وآخرها الأوبة بمعنى أن العبد يتوب إلى ربه ثم ينيب إليه ثم يؤوب إليه.

 

٢- التوبة لعموم المؤمنين، قال تعالى: ( وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون )

والإنابة للأولياء والصالحين، قال تعالى: (وجاء بقلب منيب)

وأما الأوبة فللأنبياء والمرسلين، قال تعالى: (نعم العبد إنه أواب)

 

٣-التوبة تكون خشية العقاب من ذنب حصل، والإنابة تكون طمعاً بما عند الله من فضل، والأوبة الرجوع إلى الله مطلقاً لأنه الرب جلّ جلاله .

والله تعالى أعلم

 

تخريج الحديث :

 

أخرجه البخاري في صحيحه (9/ 117) (رقم : 7383)، ومسلم في صحيحه (4/ 2086) (رقم : 2717)، وأحمد بن حنبل في مسنده (4/ 476) (رقم : 2748)، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 167) (رقم : 380)، والنسائي في السنن الكبرى (7/ 134) (رقم : 7637)، وابن حبان في صحيحه (3/ 180) (رقم : 898)، وغيرهم.

 

من فوائد الحديث :

 

1/ مُوَاظَبَتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي اللَّيْلِ عَلَى الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ

 

شرح النووي على مسلم (6/ 56) :

"وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ وَغَيْرِهِ مُوَاظَبَتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي اللَّيْلِ عَلَى الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَالِاعْتِرَافِ لِلَّهِ تَعَالَى بِحُقُوقِهِ وَالْإِقْرَارِ بِصِدْقِهِ وَوَعْدِهِ وَوَعِيدِهِ وَالْبَعْثِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَغَيْرِ ذَلِكَ." اهـ[1]

 

2/ إجازة السجع فى الدعاء والذكر من دون تكلف

 

إكمال المعلم بفوائد مسلم (8/ 215) للقاضي عياض :

"وما جاء فى هذه الأدعية مما هو على سجع يحتج به فى إجازة السجع فى الدعاء والذكر وأن ما كره منه ما جاء بتكلف وشغل بين بطلبه؛ لأن الشغل به يذهب الإخلاص والخشوع، ويلهى عن الضراعة وفراغ القلب، أو على ما يأتى من نوع سجع الكهان الذى ذمه - عليه السلام. وأما ما جاء من نمط كلامه السهل البليغ المستعذب الذى يلقيه الطبع، فهو مستحسن غير مذموم، كقوله: " رب آتِ نفسى تقواها وزكها، وأنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها ". اهـ

 

3/ مشروعية الالتجاء إلى الله والاعتصام به

 

تطريز رياض الصالحين (ص: 72) لفيصل بن عبد العزيز الحريملي النجدي :

"وفي الحديث: الالتجاء إلى الله والاعتصام به، فمن اعتزَّ بغير الله ذلّ، ومن اهتدى بغير هدايته ضلّ، ومن اعتصم بالله تعالى وتوكَّل عليه عظُم وجلّ." اهـ

 

تطريز رياض الصالحين (ص: 812) :

"في هذا الحديث: كمال الرجوع إلى الله تعالى، والركون إليه في الأحوال كلها، والاعتصام بحبله، والتوكل عليه." اهـ

 

4/ تَعْظِيمُ اللَّهِ وَالثَّنَاءُ عَلَيْهِ

 

الاستذكار (2/ 535) لابن عبد البر :

"وَفِيهِ تَعْظِيمُ اللَّهِ وَالثَّنَاءُ عَلَيْهِ وَتَحْمِيدُهُ وَتَمْجِيدُهُ وَالْإِيمَانُ بِهِ وَالْخُضُوعُ لَهُ وَالِاعْتِرَافُ بِرُبُوبِيَّتِهِ وَالتَّوَكُّلُ عَلَيْهِ وَالْإِنَابَةُ إِلَيْهِ وَالْإِقْرَارُ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَقِيَامِ السَّاعَةِ،

 

5/ الحث على التأسي بدعاء الرسول _صلى الله عليه وسلم_

 

الاستذكار (2/ 535) لابن عبد البر :

وَالدُّعَاءُ بِمَا كَانَ يَدْعُو بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْبَغِي أَنْ يُمْتَثَلَ وَيُرْغَبَ فِيهِ فَفِيهِ الْأُسْوَةُ الْحَسَنَةُ وَالْهُدَى الْمُسْتَقِيمُ." اهـ

 

6/ إثبات الفرق بين الإسلام والإيمان

 

الإفصاح عن معاني الصحاح (3/ 84) لابن هبيرة الشيباني:

* في هذا الحديث من الفقه أن الإسلام درجة أولى والإيمان مقام وراء ذلك؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - قال: (لك أسلمت) ثم أتبعه بقوله: (وبك آمنت)،

فلما بدأ بالإسلام ثم ثنى بالإيمان لم يبق حينئذ إلا تبين ثمرة الإيمان، وهو التوكل على الله. فقال: (وعليك توكلت) ثم لما لم يخل بسر ما يقتضي الإنابة مع ذلك كله، قال بعده: (وإليك أنبت)، ثم لما استقر ذلك كله جاء بالحب في الله والبغض في الله فقال: (وبك خاصمت) وهذا أبلغ من قوله: (وفيك خاصمت)؛ لأن ذلك يتضمن نوع تزكية للنفس، ودعوى قوله: (وبك خاصمت) يتضمن صدق التوكل، والمعنى: أنت مستندي وتفويض الانتصار بالله تعالى، وأنه خاصم في الله بدليل أنه لا ينتصر بالله إلا فيما يخاصم به فيه.

 

فيض القدير (2/ 131) للمناوي :

"قال النووي : فيه إشارة إلى الفرق بين الإسلام والإيمان." اهـ

 

7/ الحديث مصداق القرآن

 

مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (4/ 1708) للقاري :

"وَفِيهِ إِيمَاءٌ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى : {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} [آل عمران: 8]." اهـ

 

التنوير شرح الجامع الصغير (3/ 142) للأمير الصنعاني :

"والضلال ضد الاهتداء، استعاذة من أسباب الإضلال من قسوة القلب بالمعاصي فتعسر الطاعة عليه وتسهل عليه المعصية كما قال تعالى :

{وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} [المائدة: 13]

{وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ} [الأنعام: 25]

ونحوها وهذا أقرب ما يحمل عليه الإضلال أينما ورد مسندًا إليه تعالى." اهـ

 

مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (8/ 224) لعبيد الله الرحمني المباركفوري :

"قال الحافظ :

"استدل به على أن الملائكة لا تموت ولا حجة فيه لأنه مفهوم لقب ولا اعتبار له وعلى تقديره فيعارضه ما هو أقوى منه وهو عموم قوله: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ} (28: 88)

مع أنه لا مانع من دخول الملائكة في مسمى الجن لجامع ما بينهم من الاستتار عن عيون الإنس." اهـ

 

8/ استحباب سؤال الهداية

 

صحيح ابن حبان (3/ 180) لأبي حاتم البستي :

"ذِكْرُ سُؤَالِ الْعَبْدِ رَبَّهُ أَنْ لَا يُضِلَّهُ بَعْدَ إِذْ مَنَّ عَلَيْهِ بِالْإِسْلَامِ لَهُ وَالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ." اهـ

 

9/ إِثْبَاتِ صِفَةِ الْحَيَاةِ لله على ما يليق به مع التنزيه

 

الأسماء والصفات للبيهقي (1/ 278) :

"بَابُ مَا جَاءَ فِي إِثْبَاتِ صِفَةِ الْحَيَاةِ." اهـ

 

الإفصاح عن معاني الصحاح (3/ 84_85) لابن هبيرة الشيباني:

* وقوله: (أنت الحي الذي لا يموت) وذلك أن كل حي سواه فحياته عارية، وهو الحي الدائم." اهـ

 

10/ فِي إِثْبَاتِ الْعِزَّةِ لِلَّهِ _عَزَّ وَجَلَّ_ على ما يليق به مع التنزيه

 

الأسماء والصفات للبيهقي (1/ 328) :

"بَابُ مَا جَاءَ فِي إِثْبَاتِ الْعِزَّةِ لِلَّهِ _عَزَّ وَجَلَّ_." اهـ

 

الإفصاح عن معاني الصحاح (3/ 84) لابن هبيرة الشيباني:

* وقوله: (أعوذ بعزتك) العزة تحتمل وجهين :

أحدهما: الامتناع، والثاني: ارتفاع القدر، فهو عز وجل عزيز في قلوب أوليائه، فيجوز أن يكون الإضلال فعلاً للعزة، فيكون المعنى: أعوذ بك أن تضلني عزتك أي تمنعني عظمتك واحتقاري لنفسي أن أسميك أو أصفك بما سميت به ووصفت به نفسك أو سماك ووصفك به رسلك.

ويجوز أن يكون الإضلال عائدًا إلى الله تعالى؛ فقد قال الله تعالى: {ويضل الله الظالمين}.

 



[1]  وفي إكمال المعلم بفوائد مسلم (3/ 132) لعياض بن موسى اليحصبي : "وفى هذا وغيره - من الأحاديث التى ذكر مسلم - مواظبة النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الذكر___بالليل والدعاء والاعتراف لله بحقوقه والإقرار بوعده ووعيده والخضوع له والضراعة إليه ما يقتدى به فيه - عليه السلام." اهـ

وفي شرح صحيح البخارى لابن بطال (10/ 85_86)

كان النبى (صلى الله عليه وسلم) يدعو الله عز وجل فى أوقات ليله ونهاره، وعند نومه ويقظته بنوع من الدعاء يصلح لحاله تلك ولوقته___ذلك. فمنها: أوقات كان يدعو فيها إلى ربه تعالى، ويعين له ما يدعو فيه فى أوقات الخلوة، وعند فراغ باله وعلمه بأوقات الغفلة التى ترجى فيها الإجابة، فكان يلح عند ذلك ويجتهد فى دعائه، ألا ترى سؤاله (صلى الله عليه وسلم) ربه حين انتبه من نومه أن يجعل فى قلبه نورًا، وفى بصره نورًا، وفى سمعه وجميع جوارحه؟ ومنها: أوقات كان يدعو فيها بجوامع الدعاء ويقتصر على المعانى دون تعيين وشرح، فينبغى الاقتداء بالنبى (صلى الله عليه وسلم) فى دعائه فى تلك الأوقات، والتأسى به فى كل الأحوال."

Komentar

Postingan populer dari blog ini

شرح الحديث 112 - 113 - الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير - من صحيح الرغيب

شرح الحديث 66 من رياض الصالحين