شرح الحديث 141-143

 

78- بَابُ فَضْلِ الْمَرْأَةِ إِذَا تَصَبَّرَتْ عَلَى وَلَدِهَا ولم تَزَوَّجْ

 

141 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ نَهَّاسِ بْنِ قَهْمٍ، عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

«أَنَا وَامْرَأَةٌ سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ، امْرَأَةٌ آمَتْ مِنْ زَوْجِهَا فَصَبَرَتْ عَلَى وَلَدِهَا، كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ»

[قال الشيخ الألباني: ضعيف]

 

رواة الحديث:

 

* حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ (ثقة ثبت: ت. 212 هـ):

الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم بن الضحاك الشيباني، أبو عاصم النبيل البصري (يقال: إنه مولى بني شيبان، ويقال: من أنفسهم)، من صغار أتباع التابعين، روى له:  خ م د ت س ق

 

عَنْ نَهَّاسِ بْنِ قَهْمٍ (ضعيف):

النهّاس بن قَهْم القيسي، أبو الخطاب البصري، من الذين عاصروا صغار التابعين، روى له:  بخ د ت ق

 

* عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ (ثقة يرسل):

شداد بن عبد الله القرشى الأموي، أبو عمّار الدمشقي (مولى معاوية بن أبى سفيان)، طبقة تلى الوسطى من التابعين، روى له:  بخ م د ت س ق 

 

وقال العلائي _رحمه الله_ في جامع التحصيل (ص: 195) (رقم: 279):

"شداد بن عبد الله أبو عمار:

روى عن أبي هريرة وعوف بن مالك. وقال صالح جزرة: (لم يسمع منهما، وقد سمع أنسا وأبا أمامة وغيرهما _رضي الله عنهم_." اهـ

 

* عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ (صحابي: ت. 73 هـ بـ الشام):

عوف بن مالك بن أبي عوف الأشجعي الغَطَفَانِي أبو حمَّاد (وقيل أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو عبد الله، وقيل: أبو محمد، وقيل أبو عمرو)، روى له:  خ م د ت س ق

 

نص الحديث وشرحه:

 

عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

«أَنَا وَامْرَأَةٌ سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ، امْرَأَةٌ آمَتْ مِنْ زَوْجِهَا فَصَبَرَتْ عَلَى وَلَدِهَا، كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ»

 

وفي سنن أبي داود (4/ 338)

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا النَّهَّاسُ بْنُ قَهْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَدَّادٌ أَبُو عَمَّارٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

«أَنَا وَامْرَأَةٌ سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ كَهَاتَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» وَأَوْمَأَ يَزِيدُ بِالْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةِ

«امْرَأَةٌ آمَتْ مِنْ زَوْجِهَا ذَاتُ مَنْصِبٍ، وَجَمَالٍ، حَبَسَتْ نَفْسَهَا عَلَى يَتَامَاهَا حَتَّى بَانُوا أَوْ مَاتُوا»

 

وقال ابن الجوزي في "كشف المشكل" من حديث الصحيحين (3/ 20):

"وَقَوله: (سفعاء الْخَدين).

السفعاء: الَّتِي قد تغير لَوْنهَا إِلَى الكمودة والسواد من طول الأيمة، كَأَنَّهُ مَأْخُوذ من سفع النَّار،

وَمِنْه: الحَدِيث الآخر: (أَنا وَامْرَأَة سفعاء الْخَدين كهاتين يَوْم الْقِيَامَة).

يَعْنِي: أَن تِلْكَ الْمَرْأَة حبست نَفسهَا على أَوْلَادهَا تربيهم، وَتركت التزين والتصنع والتعرض للأزواج." اهـ

 

وفي "فتح الباري" لابن حجر (10/ 202):

"وَذَكَرَ صَاحِبُ الْبَارِعِ فِي اللُّغَةِ:

أَنَّ السَّفْعَ سَوَادُ الْخَدَّيْنِ مِنَ الْمَرْأَةِ الشَّاحِبَةِ، وَالشُّحُوبُ (بِمُعْجَمَةٍ ثُمَّ مُهْمَلَةٍ): تَغَيُّرُ اللَّوْنِ بِهُزَالٍ أَوْ غَيْرِهِ، وَمِنْهُ: سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ." اهـ

 

وفي تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة (3/ 255) للبيضاوي:

"(سفعاء الخدين)، أي: متغيرة لون الخدين، لما يكابدها من المشقة والضنك، وسُفْعَة الوجْه: سوادٌ في خدَّيِ الْمَرأة الشاحبةِ، وهي في الأصل: سوادٌ مُشْرَبٌ حُمْرَةً." اهـ

 

شرح المصابيح لابن الملك (5/ 304)

"(أنا وامرأة سفعاء الخدين)؛ أي: متغيرة الخدين من غاية الْجُهْدِ والمشقَّةِ وترْك الزينةِ والترفُّهِ إقامةً على وَلَدِهَا بعْد وفاة زوجها." اهـ

 

مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (8/ 3119)

وَقَالَ شَارِحٌ: أَيِ اشْتَغَلَتْ بِخِدْمَةِ الْأَوْلَادِ، وَعَمِلَتْ لَهُمْ، فَكَأَنَّهَا حَبَسَتْ نَفْسَهَا أَيْ: وَقَفَتْ عَلَيْهِمْ

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ص: 62) (رقم: 141)، وأبو داود في "سننه" (4/ 338) (رقم: 5149)، وأحمد في "مسنده" – ط. عالم الكتب (6/ 29) (رقم: 24006)، وابن أبي الدنيا في "النفقة على العيال" (1/ 232) (رقم: 86)، ولخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص: 210) (رقم: 635)، والطبراني في "المعجم الكبير" (18/ 56) (رقم: 103).

 

ضعفه الألباني _رحمه الله_ في "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة" (3/ 251) (رقم: 1122).

 

وقال الأرنؤوط في "تخريج مسند أحمد" – ط. الرسالة (39/ 432):

"حسن لغيره إن شاء الله، وهذا إسناد ضعيف لضعف النَّهَّاس -وهو ابن قَهْم- ولانقطاعه بين شداد أبي عمار وعوف بن مالك.

وأخرجه أبو داود (5149) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (86) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (103) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8680) و (8682) من طريقين عن النهاس بن قهم، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (20591) عن معمر، عن قتادة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره. وهو مرسلٌ رجاله ثقات.

وسيأتي برقم (24008).

وفي الباب عن أبي هريرة عند أبي يعلى (6651)، وسنده حسن في المتابعات والشواهد." اهـ

 

من فوائد الحديث:

 

وقال محمد عبد العزيز بن علي الشاذلي الخَوْلي (المتوفى: 1349هـ)  في "الأدب النبوي" (ص: 116)

"وفي هذا ترغيب عظيم في كفالة الأيتام، والعناية بأمورهم. إمَّا كان الكافل قريبا، أو أجنبيا أو صديقا." اهـ

 

عون المعبود وحاشية ابن القيم (14/ 40):

الْغَرَضُ مِنْهُ الْمُبَالَغَةُ فِي رَفْعِ دَرَجَتِهِ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّمَا فَرَّقَ بَيْنَ الْأُصْبُعَيْنِ إِشَارَةً إِلَى التَّفَاوُتِ بَيْنَ دَرَجَةِ الْأَنْبِيَاءِ وَآحَادِ الْأُمَّةِ قَالَهُ السُّيُوطِيُّ فِي مِرْقَاةِ الصُّعُودِ

 

رش البرد (ص ٩٥):

فقه الحديث:

۱ ـ بيان فضل المرأة التي تركت الزواج والزينة بعد وفاة زوجها حرصا على رعاية ولدها ورغبة في تربيته ، فذهبت نضارة وجهها ." اهـ

 

2/ فيه فضل تربية الأولاد

3/ تربية الأولاد وتعليمهم دينهم من الأمور المهمة

4/ جواز ترك الزواج لمصلحة راجحة

5/ فيه بيان دور المرأة في بناء المجتمع الإسلامي

6/ الأولاد المربَّوْنَ ذخيرة ثمينة لوالديه

7/ الأولاد بلام مربٍّ كالأغنام بلا أم

 

 

 

 

 

142 - حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ شُمَيْسَةَ الْعَتَكِيَّةِ قَالَتْ: ذُكِرَ أَدَبُ الْيَتِيمِ عِنْدَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَتْ: إِنِّي لِأَضْرِبُ الْيَتِيمَ حَتَّى يَنْبَسِطَ

[قال الشيخ الألباني: صحيح]

 

رواة الحديث:

 

* حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ (ثقة مأمون: ت. 222 هـ بـ البصرة):

مسلم بن إبراهيم الأزدى الفراهيدى مولاهم، أبو عمرو البصري (وفراهيد من الأزد)، من صغار أتباع التابعين، روى له:  خ م د ت س ق.

 

* قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (ثقة حافظ متقن: ت. 160 هـ بـ البصرة):

شعبة بن الحجاج بن الورد العَتَكِيُّ مولاهم الأزدي، أبو بِسْطام الواسطي ثم البصرى (مولى عبدة بن الأغر، مولى يزيد بن المهلب)، من كبار أتباع التابعين، روى له:  خ م د ت س ق 

 

* عَنْ شُمَيْسَةَ الْعَتَكِيَّةِ (مقبولة):

شُمَيْسَةُ بنت عزيز بن عاقر العتكية[1]، الوَشْقِيَّةُ[2]، أم سلمة البصرية، من الوسطى من التابعين، روى له:  بخ

 

سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (7/ 624):

"أن ابن أبي حاتم أوردها في "الجرح والتعديل " (2/ 1/ 391) ؛ فوقع فيه على أنها رجل؛ ففيه: "شميسة روى عنه شعبة".

ثم روى بسنده عن عثمان بن سعيد قال: سأ لت يحيى بن معين؛ قلت: شمسية؟ قال: "ثقة"...

روى عثمان بن سعيد عنه، فقال (105/333):

"قيل له: فشميسة؟ قال: ثقة، روى عنها شعبة، وابن أبي حازم والدراوردي، ليس بها بأس ".

قلت: وهذه فائدة هامة تضم إلى ترجمة شميسة في "تهذيب المزي "

وجملة القول: أن "شميسة" هذه ثقة، بخلاف سمية، فهي مجهولة." اهـ

 

قَالَتْ: ذُكِرَ أَدَبُ الْيَتِيمِ عِنْدَ عَائِشَةَ _رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا_ (صحابية: ت. 57 هـ على الصحيح):

عائشة بنت أبى بكر الصديق التيمية، أم المؤمنين، أم عبد الله (وأمُّها: أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب)، روى له: خ م د ت س ق.

 

نص الحديث:

 

قَالَتْ: ذُكِرَ أَدَبُ الْيَتِيمِ عِنْدَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَتْ: إِنِّي لِأَضْرِبُ الْيَتِيمَ حَتَّى يَنْبَسِطَ

 

وفي "تهذيب الآثار" - مسند عمر (1/ 421) (رقم: 695) للطبري:

عَنْ شُمَيْسَةَ، قَالَتْ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ أَدَبِ الْيَتِيمِ، فَقَالَتْ: «إِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ يَضْرِبُ يَتِيمَهُ حَتَّى يَنْبَسِطْ» أي: يعتدل.

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص: 62) (رقم: 142)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (5/ 340) (رقم: 26686)، والحسين بن حرب في "البر والصلة" (ص: 109) (رقم: 209)، وابن أبي الدنيا في "النفقة على العيال" (2/ 832) (رقم: 629)، والطبري في "تهذيب الآثار" - مسند عمر (1/ 420 و 1/ 421) (رقم: 694_695)، وابن الأعرابي في "المعجم" (1/ 247) (رقم: 456)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/ 466) (رقم: 12674)

 

والحديث صحيح: صححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (ص: 76) (رقم: 105)

 

من فوائد الحديث:

 

1/ من محبة الأيتام: تقويم سلوكه على حسب الأوضاع.

 

وفي "رش البرد" (ص 96):

"فقه الحديث:

1 ـ ينبغي للمؤمن أن يحاسب نفسه في ضرب اليتيم ولا بأس أن يضربه ضربا موجعا إذا كان يرى فيه مصلحته، يعرف من نفسه صدق المحبة والشفقة عليه." اهـ

 

2/ والضرب وسيلة تقويم، وقبلها وسائل، وقد ورد الأمر بتعليق العصا في البيت.

 

* وفي "سنن أبي داود" (1/ 133) (رقم: 495):

عَنْ عبد الله عمرو _رضي الله عنهما_، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

«مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا، وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ»،

 

* وقال الإمام أحمد: اليتيم يؤدب ويضرب ضرباً خفيفاً [رواه ابن أبي الدنيا في العيال، 1/ 528]

 

* وكان عمر بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ يكتب للأمصار: لا يقرن المعلم فوق ثلاث؛ فإنها مخافة للغلام [رواه ابن أبي الدنيا في العيال 1/ 512]، ـ يعني لا يجمع ثلاث ضربات.

 

* وفي "الآداب الشرعية والمنح المرعية" (1/ 451):

قَالَ إسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدٍ:

"سَأَلْت أَحْمَدَ عَمَّا يَجُوزُ فِيهِ ضَرْبُ الْوَلَدِ، قَالَ: (الْوَلَدُ يُضْرَبُ عَلَى الْأَدَبِ)،

قَالَ وَسَأَلْت أَحْمَدَ: "هَلْ يُضْرَبُ الصَّبِيُّ عَلَى الصَّلَاةِ؟" قَالَ: (إذَا بَلَغَ عَشْرًا)،

وَقَالَ حَنْبَلٌ: "إنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "الْيَتِيمُ يُؤَدَّبُ وَيُضْرَبُ ضَرْبًا خَفِيفًا."

وَقَالَ الْأَثْرَمُ سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَنْ ضَرْبِ الْمُعَلِّمِ الصِّبْيَانَ فَقَالَ: (عَلَى قَدْرِ ذُنُوبِهِمْ وَيَتَوَقَّى بِجَهْدِهِ الضَّرْبَ. وَإِنْ كَانَ صَغِيرًا لَا يَعْقِلُ، فَلَا يَضْرِبُهُ)."  اهـ

 

مسند أحمد - عالم الكتب (2/ 483) (رقم: 10271) حَدَّثَنَا يُونُسُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْخَزْرَجُ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ :

دَخَلْتُ مَعَهُ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَرَأَى غُلاَمًا، فَقَالَ لَهُ: (يَا غُلاَمُ، اذْهَبِ، الْعَبْ)، قَالَ : (إِنَّمَا جِئْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ)،

قَالَ: (يَا غُلاَمُ، اذْهَبِ الْعَبْ)، قَالَ : إِنَّمَا جِئْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ ،

قَالَ: (فَتَقْعُدُ حَتَّى يَخْرُجَ الإِمَامُ؟)، قَالَ : (نَعَمْ)،

قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :

إِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَجِيءُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَتَقْعُدُ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ، فَيَكْتُبُونَ السَّابِقَ، وَالثَّانِيَ، وَالثَّالِثَ، وَالنَّاسَ عَلَى مَنَازِلِهِمْ حَتَّى يَخْرُجَ الإِمَامُ، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ طُوِيَتْ الصُّحُفُ.

 

3/ تربية الأولاد والأيتام من واجبات الجميع.

 

80- باب فضل من مات له الولد

 

143 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

«لَا يَمُوتُ لِأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ، فَتَمَسَّهُ النَّارُ، إِلَّا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ»

[قال الشيخ الألباني: صحيح]

 

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ

إسماعيل بن عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبى عامر الأصبحى ، أبو عبد الله بن أبى أويس المدنى ( ابن أخت الإمام )

الطبقة :  10 : كبار الآخذين عن تبع الأتباع

الوفاة :  226 هـ

روى له :  خ م د ت ق  ( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - ابن ماجه )

رتبته عند ابن حجر :  صدوق أخطأ فى أحاديث من حفظه

 

قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ،

مالك بن أنس بن مالك بن أبى عامر بن عمرو الأصبحى الحميرى ، أبو عبد الله المدنى الفقيه ( إمام دار الهجرة )

المولد :  93 هـ

الطبقة :  7  : من كبار أتباع التابعين

الوفاة :  179 هـ

روى له :  خ م د ت س ق

 

عَنِ ابْنِ شِهَابٍ،

محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة القرشى الزهرى ، أبو بكر المدنى

الطبقة :  4  : طبقة تلى الوسطى من التابعين

الوفاة :  125 هـ و قيل قبلها بـ شغب

روى له :  خ م د ت س ق  ( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه )

رتبته عند ابن حجر :  الفقيه الحافظ متفق على جلالته و إتقانه

 

عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ،

سعيد بن المسيب بن حزن بن أبى وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشى المخزومى ، أبو محمد المدنى ( سيد التابعين )

الطبقة :  2  : من كبار التابعين

الوفاة :  بعد 90 هـ

روى له :  خ م د ت س ق  ( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه )

رتبته عند ابن حجر :  أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:

 

نص الحديث:

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

«لَا يَمُوتُ لِأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ، فَتَمَسَّهُ النَّارُ، إِلَّا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ»

 

البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (41/ 185)

"وقالوا:

المراد به قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71]، قال الخطابيّ: معناه

لا يدخل النار؛ ليعاقَب بها، ولكنه يدخلها مجتازًا، ولا يكون ذلك الجواز إلا

قدر ما يُحَلِّل به الرجل يمينه،

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ص: 62) (رقم: 143)، صحيح البخاري (2/ 73 و 8/ 134) (رقم: 1251) و 6656، صحيح البخاري صحيح مسلم (4/ 2028/ 150_151) (رقم: 2632)، سنن الترمذي ت شاكر (3/ 366) (رقم: 1060)، سنن ابن ماجه (1/ 512) (رقم: 1603)، سنن النسائي (4/ 25) (رقم: 1875)

 

من فوائد الحديث:

 

البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (41/ 188)

في فوائده:

1 - (منها): بيان فضل من مات له ثلاثة أولاد، فإنه يدخل الجنّة، ولا

تمسّه النار، إلا الورود الذي في قوله عز وجل: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} الآية.

2 - (ومنها): أن هذا الفضل خاصّ بالمسلمين، فلا حظّ للكافر فيه،

وتدخل المسلمات فيه، وقد جاء ما يخصّهنّ بالذكر في الحديث الثالث.

3 - (ومنها): بيان فضل الله تعالى على المسلمين، حيث جعل لهم الجنة

عِوَضًا عما يصيبهم من البلاء بموت أولادهم.

4 - (ومنها): بيان أن أولاد المسلمين في الجنة؛ لأن من يكون سببًا في

حَجْب النار عن أبويه أَولى بأن يُحجَبَ هو؛ لأنه أصل الرحمة، وسببها، بل

جاء التصريح به في الحديث، ولفظه: "فيقال: ادخلوا الجنّة أنتم وآباؤكم"،

والله تعالى أعلم.

5 - (ومنها): أن من حلف أن يفعل كذا، ثم فَعَل منه شيئًا ولو قَلّ بَرّت

يمينه، خلافًا لمالك، قاله عياض وغيره.

6 - (ومنها): بيان كون أولاد المسلمين في الجنة. قاله الجمهور،

ووَقَفت طائفة قليلة، والصحيح قول الجمهور.

قال النوويّ رحمه الله: أجمع من يُعتدّ به من علماء المسلمين على أن من

مات من أطفال المسلمين، فهو من أهل الجنة، وتوقف فيه بعضهم، لِمَا

أخرجه مسلم عن عائشة -رضي الله عنها-، قالت: أُتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بصبيّ من صبيان

الأنصار، فصلى عليه، قالت عائشة: فقلت: طوبى لهذا، عصفور، من عصافير

الجنة، لم يعمل سوءًا، ولم يدركه، قال: "أو غير ذلك يا عائشة، خَلَق الله عز وجل

الجنة، وخَلَق لها أهلًا، وخَلَقهم في أصلاب آبائهم، وخلق النار، وخلق لها

أهلًا، وخلقهم في أصلاب آبائهم".

قال: والجواب عنه: أنه لعله نهاها عن المسارعة إلى القطع من غير

دليل، أو قال ذلك قبل أن يعلم أن أطفال المسلمين في الجنة. انتهى، والله

تعالى أعلم.___

البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (41/ 189)

7 - (ومنها): ما قاله ابن عبد البرّ رحمه الله: في هذا الحديث على حَسَب ما

قيّده مالك رحمه الله في ترجمته من ذِكر الحسبة، وهي الصبر، والاحتساب،

والرضا، والتسليم، أن المسلم تُكَفَّر خطاياه، ويُغفر له ذنوبه بالصبر على

مصيبته، ولذلك خَرَج عن النار، فلم تمسّه، قاله في "الاستذكار" (1).

وقال في "التمهيد": فيه أن المسلم تُكَفَّر خطاياه، وتُغْفَر له ذنوبه بالصبر

على مصيبته، ولذلك زُحزح عن النار، فلم تمسّه؛ لأن من لم تُغفر له ذنوبه لم

يُزحزح عن النار -والله أعلم، أجارنا الله منها- وإنما قلت ذلك بدليل

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يزال المؤمن يصاب في ولده، وحامَّته حتى يلقى الله، وليست

عليه خطيئة"، وانما قلت: إن ذلك بالصبر والاحتساب والرضى؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-:

"من صبر على مصيبته، واحتسب كان جزاؤه الجنة". انتهى (2)، والله تعالى

أعلم.



[1] وفي "اللباب في تهذيب الأنساب" (2/ 322) لابن الأثير: "الْعَتكِي (بِفَتْح الْعين وَالتَّاء الْمُثَنَّاة من فَوْقهَا وَفِي آخرهَا كَاف): هَذِه النِّسْبَة إِلَى الْعَتِيْكِ، وَهُوَ بطن من الأزد، وَهُوَ عتِيكُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ الْأَزْدِ، ينْسب إِلَيْهِ خلق كثير، مِنْهُم: أَبُو بِسْطَام شُعْبَة بن الْحجَّاج بن الْورْد الْعَتكِي مَوْلَاهُم من أهل وَاسِط" اهـ

[2] الأنساب للسمعاني (13/ 344) (رقم: 5185): الوَشْقِيُّ (بفتح الواو وسكون الشين المعجمة وفي آخرها القاف): هذه النسبة إلى الوشق، وقيل: إلى وشقة، وهو بطن من العتيك، كذا قاله ابن ماكولا، والمشهور بالنسبة إليها شميسة بنت عزيز ابن عامر الوشقية، قال الدارقطنيّ: هو من الأزد

Komentar

Postingan populer dari blog ini

شرح الحديث 112 - 113 - الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير - من صحيح الرغيب

شرح الحديث 66 من رياض الصالحين