شرح الحديث 27 من كتاب بهجة قلوب الأبرار

 

الحديث السابع والعشرون :

عن أبي هريرة _رضي الله عنه_ قال :

«أَوْصَانِي خَلِيلِي _صلى الله عليه وسلم_ بِثَلَاثٍ : صِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ» مُتَّفَقٌ عليه.

 [صحيح البخاري (3/ 41) (1981) _ صحيح مسلم (1/ 499) (رقم : 721)]

 

قال المؤلف _رحمه الله_ في بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار ط الوزارة (ص: 66_67)

وصيته صلى الله عليه وسلم وخطابه لواحد من أمته خطاب للأمة كلها، ما لم يدل دليل على الخصوصية.

فهذه الوصايا الثلاث، من آكد نوافل الصلاة والصيام.

أما صيام ثلاثة أيام من كل شهر،

فإنه يعدل صيام السنة، لأن الحسنة بعشر أمثالها، وصيام الثلاث من كل شهر يعدل صيام الشهر كله. والشريعة مبناها على اليسر والسهولة، وجانب الفضل فيها غالب،

وهذا العمل يسير على من يسره الله عليه، لا يشق على الإنسان ولا يمنعه القيام بشيء من مهماته، ومع ذلك ففيه هذا الفضل العظيم، لأن العمل كلما كان أطوع للرب وأنفع للعبد، كان أفضل مما ليس كذلك،

وقد ثبت الحث على تخصيص ستة من شوال، وصيام يوم عرفة، والتاسع والعاشر من المحرم، والاثنين والخميس.

...............................

وأما صلاة الضحى:

فإنه قد تكاثرت الأحاديث الصحيحة في فضلها، واختلف العلماء في استحباب مداومتها، أو أن يغب بها الإنسان،

 

والصحيح: أنه تستحب المداومة عليها لهذا الحديث وغيره،

إلا لمن له عادة من صلاة الليل، فإذا تَرَكَهَا أحيانا فلا بأس،

 

وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه :

«يُصْبِحُ على كل آدميٍّ كُلَّ يَوْمٍ ثَلاَثمُاِئَةٍ وستون صدقة :

فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى»

 

قال العلماء: أقل صلاة الضحى ركعتان، وأكثرها ثمان، ووقتها (صلاة الضحى) من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى قبيل الزوال.

...............................

وأما الوتر (حكمه وعدد ركعاته) :

فإنه سنة مؤكدة، حث عليه رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، وداوم عليه حضرا وسفرا.

 

وأقله ركعة واحدة، وإن شاء بثلاث، أو خمس، أو سبع، أو تسع،____أو إحدى عشرة ركعة، وله أن يسردها بسلام واحد، وأن يسلم من كل ركعتين.

 

ووقت الوتر من صلاة العشاء الآخرة إلى طلوع الفجر، والأفضل آخر الليل : لمن طمع أن يقوم آخره، وإلا أوتر أوله كما في هذا الحديث.

 

فضائل هذه الأعمال :

 

فضل صيام ثلاثة من كل شهر:

 

مشكاة المصابيح (1/ 635) (رقم: 2046) -[11] (صَحِيح)

وَعَنْ مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ أَنَّهَا سَأَلَتْ عَائِشَةَ :

أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ : ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ؟

قَالَتْ : "نَعَمْ"

فَقُلْتُ لَهَا : "مِنْ أَيِّ أَيَّامِ الشَّهْرِ كَانَ يَصُومُ؟ قَالَتْ: لَمْ يَكُنْ يُبَالِي مِنْ أَيِّ أَيَّام الشَّهْر يَصُوم. رَوَاهُ مُسلم

 

صحيح الترغيب والترهيب (1/ 603)

1040 - (14) [حسن لغيره] وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:

"صيامُ ثلاثةِ أيامٍ من كلّ شهر صيامُ الدهر، أيام البيض : صبيحة ثلاثَ عشرة، وأربعَ عشرة، وخمس عشرة".

رواه النسائي بإسناد جيد، والبيهقي.

 

صحيح وضعيف سنن النسائي (6/ 68)

2424 _ عن موسى بن طلحة قال :

سمعت أبا ذر بالربذة قال : قال لي رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ :

"إذا صُمْتَ شَيْئًا مِنَ الشهر : فَصُمْ ثَلاَثَ عَشْرَةَ، وأربعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ." س _ حسن : الإرواء (947)

 

..............................

 

فضل صلاة الضحى :

 

مشكاة المصابيح (1/ 411)

1312 -[4] (صَحِيح)

وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ أَنَّهُ رَأَى قَوْمًا يُصَلُّونَ مِنَ الضُّحَى فَقَالَ: لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ الصَّلَاةَ فِي غَيْرِ هَذِهِ السَّاعَةِ أَفْضَلُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «صَلَاةُ الْأَوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الْفِصَالُ» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ

 

مشكاة المصابيح (1/ 227)

728 -[40] (حسن)

وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: «مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا إِلَى صَلَاةٍ مَكْتُوبَة فَأَجره كَأَجر الْحَاج الْمُحْرِمِ وَمَنْ خَرَجَ إِلَى تَسْبِيحِ الضُّحَى لَا يُنْصِبُهُ إِلَّا إِيَّاهُ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْمُعْتَمِرِ وَصَلَاةٌ عَلَى إِثْرِ صَلَاةٍ لَا لَغْوَ بَيْنَهُمَا كِتَابٌ فِي عليين» . رَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو دَاوُد

 

صحيح الترغيب والترهيب (1/ 422):

674 - (11) [صحيح لغيره] وعن أبي مُرَّةَ الطائفي (3) رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول:

"قال الله _عز وجلَّ_ : ابنَ آدم! صَلِّ لي أربعَ ركعاتٍ من أولِ النهار؛ أكفِكَ آخرَه".

رواه أحمد، رواته محتجٌّ بهم في "الصحيح".

.............................................

 

سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (3/ 214)

1213 - " إن العبد إذا قام يصلي أتاه الملك فقام خلفه يستمع القرآن ويدنو، فلا يزال

يستمع ويدنو حتى يضع فاه على فيه فلا يقرأ أية إلا كانت في جوف الملك ".

رواه البيهقي في " السنن الكبرى " (1 / 38)

 

مشكاة المصابيح (1/ 387)

1227 -[9] (حسن بشواهده)

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ وَهُوَ قُرْبَةٌ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ وَمَكْفَرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ وَمَنْهَاةٌ عَنِ الْإِثْمِ» . رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ

 

صحيح الترغيب والترهيب (1/ 396)

615 - (3) [صحيح] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:

"أفضلُ الصيامِ بعدَ رمضانَ شهرُ الله المحرَّمُ، وأفضلُ الصلاة بعد الفريضة صلاةُ الليل".

رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي، وابن خزيمة في "صحيحه".

 

صحيح الترغيب والترهيب (1/ 397)

618 - (6) [صحيح لغيره] وعن أبي مالكٍ الأشعري رضي الله عنه عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:

"إنّ في الجنة غرفاً يُرى ظاهرُها مِن باطِنِها، وباطنُها من ظاهرِها، أعدَّها الله لِمَنْ أطعم الطعامْ، وأفشى السلامْ، وصلى بالليل والناسُ نيامْ".

رواه ابنُ حبان في "صحيحه".

 

صحيح الترغيب والترهيب (1/ 399)

623 - (11) [صحيح] وعن جابر رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول:

"إنَّ في الليلِ لساعةً لا يوافقها رجلٌ مسلمٌ يسأَلُ اللهَ خيراً من أمرِ الدنيا والآخرةِ؛ إلا أعطاهُ إياه، وذلك كلَّ ليلةٍ".

رواه مسلم.

 

 

صحيح الترغيب والترهيب (1/ 401)

627 - (15) [حسن لغيره] وعن سهل بن سعدٍ رضي الله عنهما قال:

جاء جبريل إلى النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال:

"يا محمد! عِشْ ما شئتَ فإنك ميتٌ، واعمل ما شئتَ فإنك مجزيٌّ به، وأحبِبْ من شئتَ فإنك مفارقُه، واعلم أنّ شرفَ المؤمنِ قيامُ الليلِ، وعزَّه استغناؤه عن الناس".

رواه الطبراني في "الأوسط"، وإسناده حسن

Komentar

Postingan populer dari blog ini

شرح الحديث 112 - 113 - الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير - من صحيح الرغيب

شرح الحديث 66 من رياض الصالحين