شرح الحديث 137_138 من الأدب المفرد

 

76- بَابُ خَيْرُ بيتٍ بيتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُحْسَنُ إليه

 

137 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَتَّابٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

«خَيْرُ بَيْتٍ فِي الْمُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُحْسَنُ إِلَيْهِ، وَشَرُّ بَيْتٍ فِي الْمُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُسَاءُ إِلَيْهِ، أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ» يُشِيرُ بِإِصْبَعَيْهِ

[قال الشيخ الألباني: ضعيف إلا جملة كافل التيم فهي صحيحة

 

رواة الحديث:

 

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ (ثقة حافظ: ت. 221 هـ):

عبد الله بن عثمان بن جبلة بن أبى رواد : ميمون ، و قيل : أيمن ، الأزدى العتكى، أبو عبد الرحمن المروزى ، لقبه عبدان، كبار الآخذين عن تبع الأتباع

روى له :  خ م د ت س 

 

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ (ثقة ثبت فقيه عالم جواد مجاهد: ت. 181 هـ بـ هيت):

عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلى التميمي مولاهم، أبو عبد الرحمن المروزي (أحد الأئمة الأعلام و حفاظ الإسلام)، من الوسطى من أتباع التابعين، روى له:  خ م د ت س ق

 

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ (ثقة ثبت: 161 هـ):

سعيد بن أبى أيوب : مقلاص ، الخزاعى مولاهم المصرى ، أبو يحيى، من كبار أتباع التابعين، روى له:  خ م د ت س ق 

 

عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ (لين الحديث):

يحيى بن أبى سليمان ، أبو صالح المدنى ( قدم البصرة )، من الذين عاصروا صغار التابعين، روى له:  بخ د ت س 

 

عَنِ ابْنِ أَبِي عَتَّابٍ (ثقة):

زيد بن أبي عتاب الشامي (مولى معاوية بن أبى سفيان أو أخته أم حبيبة زوج النبى صلى الله عليه وسلم)، من الوسطى من التابعين، روى له:  بخ د س ق 

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (صحابى: 57 هـ):

عبد الرحمن بن صخر أبو هريرة الدوسى اليمانى، روى له:  خ م د ت س ق

 

نص الحديث وشرحه:

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

 

«خَيْرُ بَيْتٍ فِي الْمُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُحْسَنُ إِلَيْهِ، وَشَرُّ بَيْتٍ فِي الْمُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُسَاءُ إِلَيْهِ، أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ» يُشِيرُ بِإِصْبَعَيْهِ

 

المفاتيح في شرح المصابيح (5/ 223)

قوله: "يُساءُ إليه"؛ أي: يؤذيه بالباطل، فإن ضربَه كافلُه للتأديب وتعليمِ الدين لم يكن آثمًا.

 

شرح المصابيح لابن الملك (5/ 302)

فإنَّ ضربه للتأديب وتعليم القرآن جائز.

 

مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (8/ 3115)

أَيْ: يُؤْذَى بِالْبَاطِلِ، فَإِنَّ ضَرْبَهُ لِلتَّأْدِيبِ، وَتَعْلِيمِ الْقُرْآنِ جَائِزٌ، فَهُمَا دَاخِلَانِ فِي الْإِحْسَانِ مَعْنًى، وَإِنْ كَانَ فِي الصُّورَةِ إِسَاءَةٌ وَالْعَكْسُ عَكْسٌ

 

فيض القدير (3/ 484)

(يحسن إليه) بالبناء للمفعول أي بالقول أو الفعل أو بهما، لأن ذلك البيت حوى الرحمة والشفقة والنيابة عن الله في الإيواء والشفقة وإكرامه تعهد أموره والرفق به

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه ابن ماجه في "سننه" (2/ 1213) (رقم: 3679)، الزهد والرقائق لابن المبارك والزهد لنعيم بن حماد (1/ 230) (رقم: 654)، النفقة على العيال لابن أبي الدنيا (2/ 808) (رقم: 607)، البر والصلة للحسين بن حرب (ص: 109) (رقم: 208)، المنتخب من مسند عبد بن حميد ت صبحي السامرائي (ص: 427) (رقم: 1467)، المعجم الأوسط (5/ 99) (رقم: 4785)، مكارم الأخلاق للطبراني (ص: 348) (رقم: 103)، وابن عدي في "الكامل في ضعفاء الرجال" (9/ 83)، والبغوي في "شرح السنة" (13/ 43) (رقم: 3455)، والمزي في "تهذيب الكمال في أسماء الرجال" (10/ 88).

 

وقال البوصيري الكناني _رحمه الله_ في "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه" (4/ 103):

"هَذَا إِسْنَاد ضَعِيف يحيى بن سُلَيْمَان أَبُو صَالح. قَالَ فِيهِ البُخَارِيّ: "مُنكر الحَدِيث." وَقَالَ أَبُو حَاتِم: "مُضْطَرب الحَدِيث."

وَذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات، وَأخرج ابْن خُزَيْمَة حَدِيثَه فِي "صَحِيحه"، وَقَالَ: "فِي النَّفسِ من هَذَا الْإِسْنَادِ، فَإِنِّي لَا أعرف يحيى بعدالةٍ وَلَا جرْحٍ، وَإِنَّمَا أخرجتُ خَبره، لِأَنَّهُ لَا يخْتَلف فِيهِ الْعلمَاء

قلت: قد ظهر البُخَارِيّ وَأبي حَاتِم فِي الْجرْح فِي يحيى بن سُلَيْمَان مَا خَفِي على ابْن___خُزَيْمَة وَغَيره فَهُوَ مقدم على من جهل حَاله، وَالله أعلم

رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كتاب الْأَدَب الْمُفْرد عَن عبد الله بن عُثْمَان عَن عبد الله بن الْمُبَارك بِإِسْنَادِهِ وَمَتنه." اهـ كلام البوصيري

 

والحديث ضعيف: ضعفه الألباني في "ضعيف الأدب المفرد" (ص: 32) (رقم: 26)، و"ضعيف الجامع الصغير وزيادته" (ص: 427) (رقم: 2905)، و"ضعيف الترغيب والترهيب" (2/ 153) (رقم: 1510)

 

من فوائد الحديث:

 

التنوير شرح الجامع الصغير (6/ 8):

"الإحسان إليه مما يحبه الله ويرضى عن فاعله. ومَدْحُ البيْتِ مَدْحٌ لسكانه، إما مجازٌ من إطلاقِ الْمَحَلِّ على الحالِ أو إعلامٌ أنه قد طَابَ مسكنُهُمْ لِطِيْبِ فِعْلِهِمْ." اهـ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

77- باب كن لليتيم كالأب الرحيم

 

138 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبْزَى قَالَ: قَالَ دَاوُدُ:

«كُنَّ لِلْيَتِيمِ كَالْأَبِ الرَّحِيمِ،

* وَاعْلَمْ أَنَّكَ كَمَا تَزْرَعُ كَذَلِكَ تَحْصُدُ،

* مَا أَقْبَحَ الْفَقْرَ بَعْدَ الْغِنَى،

* وَأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ - أَوْ أَقْبَحُ مِنْ ذَلِكَ - الضَّلَالَةُ بَعْدَ الْهُدَى،

* وَإِذَا وَعَدْتَ صَاحِبَكَ، فَأَنْجِزْ لَهُ مَا وَعَدْتَهُ، فَإِنْ لَا تَفْعَلْ يُورِثُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ،

* وَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ صَاحِبٍ إِنْ ذَكَرْتَ لَمْ يُعِنْكَ، وَإِنْ نَسِيتَ لَمْ يُذَكِّرْكَ»

[قال الشيخ الألباني: صحيح]

 

رواة الحديث:

 

* حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ (صدوق ربما وهم: 235 هـ):

عمرو بن العباس الباهلي، أبو عثمان البصري الأهوازي الرزي (والد محمد بن عمرو بن العباس)، كبار الآخذين عن تبع الأتباع، روى له: خ

 

* قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ (ثقة ثبت حافظ عارف بالرجال والحديث: 198ت.  هـ بـ البصرة):

عبد الرحمن بن مهدى بن حسان بن عبد الرحمن العنبري، أبو سعيد البصيى اللؤلؤي، من صغار أتباع التابعين، روى له:  خ م د ت س ق

 

قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة: ت. 161 هـ):

سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، أبو عبد الله الكوفي، من كبار أتباع التابعين، روى له:  خ م د ت س ق 

 

* عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (ثقة مكثر عابد ، اختلط بأخرة: ت. 129 هـ بـ الكوفة):

عمرو بن عبد الله بن عبيد الهمداني، أبو إسحاق السبيعي الكوفي، من الوسطى من التابعين، روى له:  خ م د ت س ق  ( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه )

 

* قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبْزَى (صحابي صغيرٌ):

عبد الرحمن بن أبزى الخزاعى مولاهم (مولى نافع بن عبد الحارث، سكن الكوفة واستعمل عليها)، روى له:  خ م د ت س ق

 

نص الحديث:

 

قَالَ: قَالَ دَاوُدُ:

«كُنَّ لِلْيَتِيمِ كَالْأَبِ الرَّحِيمِ،

* وَاعْلَمْ أَنَّكَ كَمَا تَزْرَعُ كَذَلِكَ تَحْصُدُ،

* مَا أَقْبَحَ الْفَقْرَ بَعْدَ الْغِنَى،

* وَأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ - أَوْ أَقْبَحُ مِنْ ذَلِكَ - الضَّلَالَةُ بَعْدَ الْهُدَى،

* وَإِذَا وَعَدْتَ صَاحِبَكَ، فَأَنْجِزْ لَهُ مَا وَعَدْتَهُ، فَإِنْ لَا تَفْعَلْ يُورِثُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ،

* وَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ صَاحِبٍ إِنْ ذَكَرْتَ لَمْ يُعِنْكَ، وَإِنْ نَسِيتَ لَمْ يُذَكِّرْكَ»

 

وفي "الخطب والمواعظ" لأبي عبيد (ص: 139):

"أن داود النبي _صلى الله عليه وسلم_ أوصى ابنه سليمانَ، فقال:

"يا بني كن لليتيم كالأب الرحيم..."

 

وفي شعب الإيمان (13/ 393): عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، قَالَ:

" كَانَ دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، يَقُولُ:

* كُنْ لِلْيَتِيمِ كَالْأَبِ الرَّحِيمِ،

* وَاعْلَمْ أَنَّكَ كَمَا تَزْرَعُ كَذَلِكَ تَحْصُدُ،

* وَإِنَّ الْمَرْأَةَ الصَّالِحَةَ لِبَعْلِهَا كَالْمَلِكِ الْمُتَوَّجِ بِالتَّاجِ الْمُحَوَّضِ بِالذَّهَبِ،

* وَاعْلَمْ أَنَّ الْمَرْأَةَ السُّوءَ لِبَعْلِهَا كَالْحِمْلِ الثَّقِيلِ عَلَى ظَهْرِ الشَّيْخِ الضَّعِيفِ،

* وَاعْلَمْ أَنَّ خُطْبَةَ الْأَحْمَقِ فِي نَادِي الْقَوْمِ كَالْمُغَنِّي عِنْدَ رَأْسِ الْمَيِّتِ،

* وَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْ صَاحِبٍ إِذَا ذَكَرَتْ لَمْ يُعِنْكَ وَإِذَا نَسِيتَ لَمْ يَذْكُرْكَ،

* وَمَا أَقْبَحَ الْفَقْرَ بَعْدَ الْغِنَى،

* وَأَقْبَحُ مِنْ ذَلِكَ الضَّلَالَةُ بَعْدَ الْهُدَى."

 

شعب الإيمان (13/ 394):

"...وَمَا أَحْسَنَ الْعِلْمَ بَعْدَ الْجَهْلِ..."

 

مكارم الأخلاق للخرائطي (ص: 126)

كَانَ دَاوُدُ يَقُولُ: «انْظُرْ مَا تَكْرَهُ أَنْ يُذْكَرَ مِنْكَ فِي نَادِي الْقَوْمِ فَلَا تَفْعَلْهُ إِذَا خَلَوْتَ»

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص: 61) (رقم: 138)، الخطب والمواعظ لأبي عبيد (ص: 139) (رقم: 53)، إصلاح المال (ص: 122) (رقم: 446)، النفقة على العيال لابن أبي الدنيا (2/ 820) (رقم: 619)، مكارم الأخلاق للخرائطي (ص: 83 و 126 و 218 و 242) (رقم: 211 و 362 و 665 و 739)، أمالي ابن بشران - الجزء الأول (ص: 221) (رقم: 508)، شعب الإيمان (13/ 393) (رقم: 10528_10529)، وابن العديم في "بغية الطلب فى تاريخ حلب" (7/ 3427)

 

وفي "مجمع الزوائد ومنبع الفوائد" (4/ 274): "رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ."

 

والحديث صحيح: صححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (ص: 75) (رقم: 103)

 

من فوائد الحديث:

 

تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي (ص: 351)

"وَيُقَالُ: طُوبَى لِلْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ الْيَتِيمُ، وَوَيْلٌ لِلْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ الْيَتِيمُ.

يَعْنِي: وَيْلٌ لِأَهْلِ الْبَيْتِ الَّذِينَ لَمْ يَعْرِفُوا حَقَّ الْيَتِيمِ، وَطُوبَى لَهُمْ إِذَا عَرَفُوا حَقَّهُ." اهـ

 

تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي (ص: 350)

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ _رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا_ قَالَ:

"سِتٌّ مُوبِقَاتٌ لَيْسَ فِيهِنَّ تَوْبَةٌ: أَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ، وَالسِّحْرُ، وَالشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَقَتْلُ نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ." اهـ

 

فيض القدير (4/ 543)

"وقد تطابقت الشرائع والأديان على الحث على الإحسان إلى اليتيم.

وحق على من سمع هذا الحديث العمل به ليكون رفيق المصطفى صلى الله عليه وسلم في الجنة. ولا منزلة أفضل من ذلك.

وفيه: إشارة إلى أن بين درجة النبي صلى الله عليه وسلم وكافل اليتيم قدر تفاوت ما بين السبابة والوسطى

 

وقال محمد بن هارون، أبو علي الأنصاري الدمشقي (المتوفى: 353 هـ) _رحمه الله_ في "صفة النبي _صلى الله عليه وسلم_" (ص: 18):

"وكان حبيبي محمد _صلى الله عليه وسلم_ أَرْحَمَ الناس بالناس، وكان لليتيم كالأب الرحيم، وللأرملة كالزوج الكريم، وكان محمد صلى الله عليه وسلم أشجع الناس قلباً، وأبذله كفاً وأصبحه وجهاً وأطيبه ريحاً، وأكرمه حسباً، لم يكن مثل ولا مثله أهل بيته في الأولين والآخرين.

 

الكنى والأسماء للدولابي (2/ 441_442) (رقم: 793): عن أَبي حَبِيبٍ السُّلَمِيُّ قَالَ:

"قَرَأْتُ فِي الْحِكْمَةِ: «أَنْصِتْ لِلسَّائِلِ حَتَّى يَنْقضِيَ كَلَامُهُ، ثُمَّ ارْدُدْ بِرَحْمَةٍ وَلِينٍ، وَكُنْ لِلْيَتِيمِ كَالْأَبِّ الرَّحِيمِ، وَكُنْ لِلْمَظْلُومِ نَاصِرًا لَعَلَّكَ أَنْ تَكُونَ خَلِيفَةَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ»[1]

 

النفقة على العيال لابن أبي الدنيا (2/ 817) (رقم: 616):

عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:

"كُنْ لِلْيَتِيمِ كَالْأَبِ الرَّحِيمِ وَرُدَّ الْمِسْكِينَ بِرَحْمَةٍ وَلِينٍ." اهـ

 

تفسير القرطبي (20/ 100)

وَرُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا شَكَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسْوَةَ قَلْبِهِ، فَقَالَ: (إِنْ أَرَدْتُ أَنْ يَلِينَ، فَامْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمِ، وَأَطْعِمِ الْمِسْكِينَ) [حم].[2]



[1] وأخرجه عبد الله أحمد بن حنبل في "زوائد الزهد" (ص: 88) (رقم: 544)

[2] أخرجه أحمد في مسنده - عالم الكتب (2/ 387) (رقم: 9018)، وحسنه الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (2/ 507) (رقم: 854)، و صحيح الترغيب والترهيب (2/ 676) (رقم: 2545)

Komentar

Postingan populer dari blog ini

شرح الحديث 112 - 113 - الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير - من صحيح الرغيب

شرح الحديث 66 من رياض الصالحين