شرح الحديث 135-136 من الأدب المفرد

135 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ:

عَنِ النَّبِيِّ _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ قَالَ:

«أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا»، وَقَالَ بِإِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى

[قال الشيخ الألباني: صحيح]

 

* حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ (ثقة: ت. 228 هـ):

عبد الله بن عبد الوهاب الحَجَبِيُّ، أبو محمد البصري، كبار الآخذين عن تبع الأتباع، روى له:  خ س  

 

* قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ (صدوق: ت. 184 هـ):

عبد العزيز بن أبى حازم سلمة بن دينار المخزومي مولاهم، أبو تمام المدنى، من الوسطى من أتباع التابعين، روى له:  خ م د ت س ق 

 

* قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي (ثقة عابد: ت. 140 هـ)[1]:

سلمة بن دينار، أبو حازم الأعرج الأفزر التمار المدني القاص الزاهد الحكيم (مولى الأسود بن سفيان المخزومي)، من صغار التابعين، روى له:  خ م د ت س ق 

 

قلت: وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" – ت. بشار (3/ 666)

وَعَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: (مَنْ عَرَفَ الدُّنْيَا لَمْ يَفْرَحْ فِيهَا بِرَخَاءٍ وَلَمْ يَحْزَنْ عَلَى بَلْوَى).

 

* قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ (صحابي: ت. 88 هـ):

سهل بن سعد بن مالك بن خالد الأنصاري الخزرجي الساعدي، أبو العباس، المدني (له ولأَبِيْهِ صُحْبَةٌ)، روى له:  خ م د ت س ق

 

نص الحديث:

 

عَنِ النَّبِيِّ _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ قَالَ:

«أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا»، وَقَالَ بِإِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى

 

تخريج الحديث:

 

الأدب المفرد مخرجا (ص: 60) (رقم: 135)، صحيح البخاري (7/ 53 و 8/ 9) (رقم: 5304 و 6005)، سنن أبي داود (4/ 338) (رقم: 5150)، سنن أبي داود (4/ 338) (رقم: 5150)، مسند أحمد - عالم الكتب (5/ 333) (رقم: 22820)، صحيح ابن حبان - مخرجا (2/ 207) (رقم: 460)، المعجم الكبير للطبراني (6/ 173) (رقم: 5905)، مسند أبي يعلى الموصلي (13/ 546) (رقم: 7553)، مسند الروياني (2/ 216)، مسند الشهاب القضاعي (1/ 217) (رقم: 332)، السنن الكبرى للبيهقي (6/ 463) (رقم: 12662)، شعب الإيمان (13/ 385) (رقم: 10514)، الآداب للبيهقي (ص: 13) (رقم: 19)

 

والحديث صحيح: صححه الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (2/ 435) (رقم: 800)، وصحيح الأدب المفرد (ص: 75) (رقم: 101)، وتخريج مشكاة المصابيح (3/ 1384) (رقم: 4952)، و"صحيح الجامع الصغير وزيادته" (1/ 310) (رقم: 1475)، و"غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام" (ص: 165) (رقم: 265)، و"التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان" (1/ 456) (رقم: 461)، صحيح الترغيب والترهيب (2/ 675) (رقم: 2541)

 

فوائد الحديث:

 

صحيح ابن حبان - مخرجا (2/ 208)

قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «هَكَذَا» أَرَادَ بِهِ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ، لَا أَنَّ كَافِلَ الْيَتِيمِ تَكُونُ مَرْتَبَتُهُ مَعَ مَرْتَبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الْجَنَّةِ وَاحِدَةً.

 

فتح الباري لابن حجر (10/ 436)

وَيَكْفِي فِي إِثْبَاتِ قُرْبِ الْمَنْزِلَةِ مِنَ الْمَنْزِلَةِ أَنَّهُ لَيْسَ بَيْنَ الْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةِ إِصْبَعٌ أُخْرَى

 

فتح الباري لابن حجر (10/ 436)

وَيَكْفِي فِي إِثْبَاتِ قُرْبِ الْمَنْزِلَةِ مِنَ الْمَنْزِلَةِ أَنَّهُ لَيْسَ بَيْنَ الْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةِ إِصْبَعٌ أُخْرَى

 

تحفة الأحوذي (6/ 39):

"قال بن بَطَّالٍ:

"حَقٌّ عَلَى مَنْ سَمِعَ هَذَا الْحَدِيثَ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ لِيَكُونَ رَفِيقَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجَنَّةِ وَلَا مَنْزِلَةَ فِي الْآخِرَةِ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ." اهـ

 

وتقدم بنا فوائده وشرحه في الحديث (رقم: 133)

 

شرح القسطلاني = إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري - (9 / 21):

"قال ابن حجر: وفيه إشارة إلى أن بين درجة النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وكافل اليتيم قَدْرَ تفاوتِ ما بين السبابة والوسطى، وهو نظير قوله: (بعثت أنا والساعة كهاتين)." اهـ

 

حاشية السندى على صحيح البخارى - (4 / 92)

قرب كافل اليتيم إليه -صلى الله تعالى عليه وسلم- من بعض الوجوه، وإلا فمعلوم أن درجته _صلى الله تعالى عليه وسلم_ أرفع، والله تعالى أعلم اهـ سندي.

 

شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (9 / 217)

"حق على كل مؤمن يسمع هذا الحديث أن يرغب فى العمل به ليكون فى الجنة رفيقًا للنبى _عليه السلام_ ولجماعة النبيين والمرسلين _صلوات الله عليهم أجمعين_ ولا منزلة عند الله فى الآخرة أفضل من مرافقة الأنبياء."

 

قلت: ففي صحيح مسلم (1/ 353/ 226) (رقم: 489): عن رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيِّ، قَالَ:

"كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ فَقَالَ لِي: «سَلْ» فَقُلْتُ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: «أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ» قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ. قَالَ: «فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ»

 

فيض القدير - (3 / 49):

وفي الإشارة إشارة إلى أن بين درجته والكافل قدر تفاوت ما بين المشار به ويحتمل أن المراد قرب المنزلة حال دخول الجنة أو المراد في سرعة الدخول وذلك لما فيه من حسن الخلافة للأبوين ورحمة الصغير وذلك مقصود عظيم في الشريعة

 

فيض القدير - (3 / 49)

ومناسبة التشبيه أن النبي صلى الله عليه و سلم شأنه أن يبعث لقوم لا يعقلون أمر دينهم، فيكون كافلا ومرشدا لهم ومعلما،

وكافل اليتيم يقوم بكفالة من لا يعقل فيرشده ويعقله،

وهذا تنويه عظيم بفضل قبول وصية من يوصى إليه ومحل كراهة الدخول في الوصايا أن يخاف تهمة أو ضعفا عن القيام بحقها

 

الاستذكار - (8 / 434)

قال أبو عمر:

وهذه فضيلة عظيمة إلى كل من ضم يتيما إلى مائدته وأنفق عليه من طَوْلِهِ، فإذا كان مع ذلك من الذين قالوا (ربنا الله ثم استقاموا) نال ذلك.

وحسبك بها فضيلةً وقربةً من منزل النبي _صلى الله عليه و سلم_ في الجنة، وليس بين السبابة والوسطى في الطول، ولا في اللصوق كثيرٌ وإن كان نسبة ذلك من سعة الجنة كثيرا." اهـ

 

قلت: ففي صحيح الترغيب والترهيب (2/ 675) (رقم: 2543):

وعن زُرارة بن أبي أوفى عن رجل من قومه (يقال له: مالكٌ أو ابن مالك)، سمع النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول:

"مَنْ ضَمَّ يتيماً بين مسلمين في طعامِهِ وشرابِهِ حتى يستغني عنه؛ وجبتْ له الجنةُ. ومن أدركَ والدَيْه أو أحَدهما ثم لم يبرهما؛ دخل النار، فأبعده الله، وأيما مسلم أعتق رقبة مسلمة كانت فكاكه من النار".

 

تفسير القاسمي = محاسن التأويل - (2 / 115)

هذا العمل خير لليتيم من حيث إنّه يتضمّن صلاح نفسه وصلاح ماله. فهذه الكلمة جامعة لجميع مصالح اليتيم والوليّ.

 

مجموع فتاوى ابن باز (30) جزءا - (14 / 328):

"لا ريب أن اليتيم والمسكين من أحق الناس بالرعاية والعناية، وقد أكثر الرب _عز وجل_ في كتابه العظيم من الحث على الإحسان إليهما ورحمتهما ومواساتهما؛

فجدير بالمؤمن والمؤمنة: الإحسانُ إلى من لديه شيءٌ منهما من أيتام المسلمين وفقرائهم ؛ فإن الصدقة في هؤلاء في محلها من الزكاة وغيرها.

وقد جاء في الحديث الصحيح عنه - عليه الصلاة والسلام - أنه قال : «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين ، وشبك بين أصبعيه » [خ] .

فهذا يدل على عظم أجر كفالة اليتيم والإحسان إليه." اهـ

 

شرح رياض الصالحين - (3 / 97):

"وفي هذا حث على كفالة اليتيم، وكفالة اليتيم هي القيام بما يصلحه في دينه ودنياه؛ بما يصلحه في دينه من التربية والتوجيه والتعليم وما أشبه ذلك، وما يصلحه في دنياه من الطعام والشراب والمسكن.

واليتيم حده البلوغ، فإذا بلغ الصبي؛ زال عنه اليتم، وإذا كان قبل البلوغ فهو يتيم؛ هذا إن مات أبوه، وأما إذا ماتت أمه دون أبيه فإنه ليس بيتيم.

وكذلك الحديث الذي بعده فيه أيضاً ثواب من قام بشئون اليتيم وإصلاحه." اهـ

 

التنوير شرح الجامع الصغير - (4 / 269)

وفيه فضيلة بالغة لكافل اليتيم

 

 

 

 

 

136 - حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ خَالِدِ بْنِ وَرْدَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ كَانَ لَا يَأْكُلُ طَعَامًا إِلَّا وَعَلَى خِوَانِهِ يَتِيمٌ

[قال الشيخ الألباني: صحيح]

 

رواة الحديث:

 

* حَدَّثَنَا مُوسَى (ثقة ثبت: 223 هـ بـ البصرة):

موسى بن إسماعيل المنقرى، مولاهم ، أبو سلمة التبوذكى البصرى (مشهور بكنيته و باسمه)، من صغار أتباع التابعين، روى له:  خ م د ت س ق 

 

* قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ خَالِدِ بْنِ وَرْدَانَ

العلاء بن خالد المجاشعى (مجهول)، من كبار أتباع التابعين، روى له:  تمييز  (لم يخرج له أحد من الستة)

 

* قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ (ثقة):

عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبى وقاص القرشى الزهرى، أبو بكر المدنى، من صغار التابعين، روى له :  خ م د ت س ق

 

* أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ (صحابى: 73 أو 74 هـ):

عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشى العدوى ، أبو عبد الرحمن المكى المدنى، روى له:  خ م د ت س ق

 

نص الحديث:

 

أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ كَانَ لَا يَأْكُلُ طَعَامًا إِلَّا وَعَلَى خِوَانِهِ يَتِيمٌ

 

وللحديث شاهد في "مكارم الأخلاق" للخرائطي (ص: 215) (رقم: 652) بإسناد حسنٍ:

عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: «كَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا يَأْكُلُ طَعَامًا، إِلَّا وَعَلَى خِوَانِهِ أَيْتَامٌ»

 

حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (1/ 298)

مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ: أَنَّ امْرَأَةَ ابْنِ عُمَرَ عُوتِبَتْ فِيهِ، فَقِيلَ لَهَا: أَمَا تَلْطُفِينَ بِهَذَا الشَّيْخِ؟ فَقَالَتْ: فَمَا أَصْنَعُ بِهِ، لَا نَصْنَعُ لَهُ طَعَامًا إِلَّا دَعَا عَلَيْهِ مَنْ يَأْكُلُهُ، فَأَرْسَلَتْ إِلَى قَوْمٍ مِنَ الْمَسَاكِينِ كَانُوا يَجْلِسُونَ بِطَرِيقِهِ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ فَأَطْعَمَتْهُمْ، وَقَالَتْ لَهُمْ: لَا تَجْلِسُوا بِطَرِيقِهِ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى بَيْتِهِ فَقَالَ: أَرْسِلُوا إِلَى فُلَانٍ وَإِلَى فُلَانٍ، وَكَانَتِ امْرَأَتُهُ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِمْ بِطَعَامٍ، وَقَالَتْ: إِنْ دَعَاكُمْ فَلَا تَأْتُوهُ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: إِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ لَا أَتَعَشَّى اللَّيْلَةَ، فَلَمْ يَتَعَشَّ تِلْكَ اللَّيْلَةَ.

 

حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (1/ 302)

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَارِّيِّ، قَالَ: قَالَ مَوْلَايَ: أَخْرُجُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ أَخْدُمُهُ، قَالَ: فَكَانَ كُلُّ مَاءٍ يَنْزِلُهُ يَدْعُو أَهْلَ ذَلِكَ الْمَاءِ يَأْكُلُونَ مَعَهُ، قَالَ: فَكَانَ أَكَابِرُ وَلَدِهِ يَدْخُلُونَ فَيَأْكُلُونَ فَكَانَ الرَّجُلُ يَأْكُلُ اللُّقْمَتَيْنِ وَالثَّلَاثَ فَنَزَلَ الْجُحْفَةَ فَجَاءُوا وَجَاءَ غُلَامٌ أَسْوَدُ عُرْيَانٌ، فَدَعَاهُ ابْنُ عُمَرَ، فَقَالَ الْغُلَامُ: إِنِّي لَا أَجِدُ مَوْضِعًا قَدْ تَرَاصُّوا، فَرَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ تَنَحَّى حَتَّى أَلْزَقَهُ إِلَى صَدْرِهِ.

 

الطبقات الكبرى ط دار صادر (4/ 148)

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَارِئِ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ , وَكَانَ لَهُ جَفْنَةٌ مِنْ ثَرِيدٍ يَجْتَمِعُ عَلَيْهَا بَنَوْهُ وَأَصْحَابُهُ وَكُلُّ مَنْ جَاءَ حَتَّى يَأْكُلَ بَعْضُهُمْ قَائِمًا، وَمَعَهُ بَعِيرٌ لَهُ عَلَيْهِ مَزَادَتَانِ فِيهِمَا نَبِيذٌ وَمَاءٌ مَمْلُوءَتَانِ , فَكَانَ لِكُلِّ رَجُلٍ قَدَحٌ مِنْ سَوِيقٍ بِذَلِكَ النَّبِيذِ حَتَّى يَتَضَلَّعَ مِنْهُ شَبَعًا

 

الطبقات الكبرى ط دار صادر (4/ 149)

عَنْ مَعْنٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا صَنَعَ طَعَامًا , فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ لَهُ هَيْئَةٌ لَمْ يَدَعْهُ وَدَعَاهُ بَنَوْهُ أَوْ بَنُو أَخِيهِ , وَإِذَا مَرَّ إِنْسَانٌ مِسْكِينٌ دَعَاهُ وَلَمْ يَدَعْوهُ، وَقَالَ: يَدْعُونَ مَنْ لَا يَشْتَهِيهِ وَيَدَعُونَ مَنْ يَشْتَهِيهِ." اهـ

 

حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (1/ 291)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ رَبِيعَةَ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ حَجَّ فِي إِمْرَةِ مُعَاوِيَةَ وَمَعَهُ الْمُنْتَصِرُ بْنُ الْحَارِثِ الضَّبِّيُّ فِي عِصَابَةٍ مِنْ قُرَّاءِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَقَالُوا: وَاللَّهِ لَا نَرْجِعُ حَتَّى نَلْقَى رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْضِيًّا يُحَدِّثُنَا بِحَدِيثٍ فَلَمْ نَزَلْ نَسْأَلُ حَتَّى حُدِّثْنَا أَنَّ عبد الله بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ نَازِلٌ فِي أَسْفَلِ مَكَّةَ، فَعَمَدْنَا إِلَيْهِ فَإِذَا نَحْنُ بِثَقَلٍ عَظِيمٍ يَرْتَحِلُونَ ثَلَاثَمِائَةِ رَاحِلَةٍ مِنْهَا مِائَةُ رَاحِلَةٍ وَمِائَتَا زَامِلَةٍ، قُلْنَا: لِمَنْ هَذَا الثَّقَلُ؟ فَقَالُوا: لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، فَقُلْنَا: أَكُلُّ هَذَا لَهُ؟ وَكُنَّا نُحَدَّثُ أَنَّهُ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ تَوَاضُعًا، فَقَالُوا: أَمَّا هَذِهِ الْمِائَةُ رَاحِلَةٍ فَلِإِخْوَانِهِ يَحْمِلُهُمْ عَلَيْهَا، وَأَمَّا الْمِائَتَانِ فَلِمَنْ نَزَلَ عَلَيْهِ مِنْ أَهْلِ الْأَمْصَارِ لَهُ وَلِأَضْيَافِهِ، فَعَجِبْنَا مِنْ ذَلِكَ عَجَبًا شَدِيدًا. فَقَالُوا: لَا تَعْجَبُوا مِنْ هَذَا فَإِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رَجُلٌ غَنِيٌّ، وَإِنَّهُ يَرَى حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يُكْثِرَ مِنَ الزَّادِ لِمَنْ نَزَلَ عَلَيْهِ مِنَ النَّاسِ، فَقُلْنَا: دُلُّونَا عَلَيْهِ، فَقَالُوا: إِنَّهُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَانْطَلَقْنَا نَطْلُبُهُ حَتَّى وَجَدْنَاهُ فِي دُبُرِ الْكَعْبَةِ جَالِسًا، رَجُلٌ قَصِيرٌ أَرْمَصُ بَيْنَ بُرْدَيْنِ وَعِمَامَةٍ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ قَمِيصٌ قَدْ عَلَّقَ نَعْلَيْهِ فِي شِمَالِهِ.

 

 

الطبقات الكبرى ط دار صادر (3/ 613)

هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " أَدْرَكْتُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ وَهُوَ يُنَادِي عَلَى أُطُمِهِ: مَنْ أَحَبَّ شَحْمًا أَوْ لَحْمًا فَلْيَأْتِ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، ثُمَّ أَدْرَكْتُ ابْنَهُ مِثْلَ ذَلِكَ يَدْعُو بِهِ

 

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص: 60) (رقم: 136)، وعبد الله بن أحمد بن حنبل في "زوائد الزهد" (ص: 155) (رقم: 1049)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء وطبقات الأصفياء" (1/ 299)،

 

والحديث صحيح: صححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (ص: 75) (رقم: 102)

 

من فوائد الحديث:

 

فيه: حسن خلق الصحابة.

فيه: فضل ابن عمر

فيه: بيان سخاء ابن عمر

فيه: الحث على الاهتمام بأمرهم.

فيه أن من صفات المؤمنين الكمل: محبة الأيتام



[1] وفي تاريخ الإسلام ت بشار (3/ 666): "تُوُفِّيَ أَبُو حَازِمٍ سَنَةَ أربعين ومائة. أرخه المدائني، وابن سعد." اهـ

Komentar

Postingan populer dari blog ini

شرح الحديث 112 - 113 - الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير - من صحيح الرغيب

شرح الحديث 66 من رياض الصالحين