شرح الحديث 133-134 من الأدب المفرد

 

75- باب فضل من يعول يتيما من بين أبويه

 

133 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ صَفْوَانَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُنَيْسَةُ، عَنْ أُمِّ سَعِيدٍ بِنْتِ مُرَّةَ الْفِهْرِيِّ، عَنْ أَبِيهَا:

عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

«أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ، أَوْ كَهَذِهِ مِنْ هَذِهِ».

شَكَّ سُفْيَانُ فِي الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ

[قال الشيخ الألباني: صحيح]

 

رواة الحديث:

 

* حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ (ثقة حافظ جمع المسند: ت. 229 هـ):

عبد الله بن محمد بن عبد الله بن جعفر الجعفي، أبو جعفر البخارى المعروف بـ"المسندي" (سمى بذلك لأنه كان يطلب المسندات)، كبار الآخذين عن تبع الأتباع، روى له:  خ ت 

 

* قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ (ثقة حافظ فقيه إمام حجة إلا أنه تغير حفظه بأخرة: ت. 198 هـ بـ مكة):

سفيان بن عيينة بن أبى عمران (ميمون) الهلالي، أبو محمد الكوفي، المكي (مولى محمد بن مزاحم)، من الوسطى من أتباع التابعين، روى له:  خ م د ت س ق

 

* عَنْ صَفْوَانَ (ثقة مفت عابد رمى بالقدر: ت. 132 هـ):

صفوان بن سليم المدني، أبو عبد الله القرشى الزهري مولاهم، الفقيه، طبقة تلى الوسطى من التابعين، روى له:  خ م د ت س ق 

 

* قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُنَيْسَةُ (لا تعرف):

أنيسة، من الذين عاصروا صغار التابعين، روى له:  بخ

 

* عَنْ أُمِّ سَعِيدٍ بِنْتِ مُرَّةَ الْفِهْرِيِّ (مقبولة):

أم سعيد بنت مرة الفهرية، من الوسطى من التابعين، روى له:  بخ

 

* عَنْ أَبِيهَا (صحابي):

مرة بن عمرو بن حبيب بن واثلة الفهري، المدني، من مسلمة الفتح، روى له:  بخ 

 

نص الحديث وشرحه:

 

عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

«أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ، أَوْ كَهَذِهِ مِنْ هَذِهِ».

شَكَّ سُفْيَانُ فِي الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ

 

الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم (2/ 126)

838 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ [ص:127] سُلَيْمٍ، عَنْ أُمِّ سَعْدِ بِنْتِ مُرَّةَ الْفِهْرِيَّةِ، عَنْ أَبِيهَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ وَلِغَيْرِهِ إِذَا اتَّقَى أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ، وَكَهَذِهِ مِنْ هَذِهِ» ، وَجَمَعَ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى

 

وفي صحيح البخاري (7/ 53)

5304 - عَنْ سَهْلٍ، قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَأَنَا وَكَافِلُ اليَتِيمِ فِي الجَنَّةِ هَكَذَا» وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى، وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا

 

شرح الغرائب:

 

النهاية في غريب الحديث والأثر - (4 / 192)

الكَافِل: الْقَائِمُ بأمْرِ اليَتيم المُرَبِّي لَهُ، وَهُوَ مِنَ الكَفِيل: الضَّمِين.

 

عون المعبود - (14 / 41):

(أنا وكافل اليتيم)، أي: القيم بأمره ومصالحه ومربيه. و(اليتيم): من مات أبوه وهو صغير يستوي فيه المذكر والمؤنث

 

كشف المشكل من حديث الصحيحين - (1 / 481)

"قال الأصمعي: "اليُتْمُ في الناس من قِبَلِ الْأَبِ، وفي غير الناس: من قبل الأم." وقال ثعلب: "معناه في كلام العرب: الانفراد، فمعنى يتيم: منفرد عن أبيه." اهـ

 

عون المعبود - (14 / 41_42)

وفي رواية : (كهاتين إذا اتقى أي اتقى الله في ما يتعلق باليتيم)

ويحتمل: أن يكون المراد قرب المنزلة حالَ دخولِ الجنةِ، أيْ: سرعةُ الدخول عقبه _صلى الله عليه وسلم_.

ويحتمل: أن يكون المراد مجموع الأمرين: سرعةُ الدخولِ، وعلوُّ المرتبةِ." اهـ

 

دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين - (3 / 81)

قال القرطبي معنى قوله: «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين»:

أنه معه فيها وبحضرته غير أن كل واحد منهما على درجته فيها إذ لا يبلغ درجة الأنبياء غيرُهم، ولا يبلغ درجةَ نبينا أحدٌ من الأنبياء،

وإلى هذا المعنى، الإشارة بقِرانه بين أصبعيه، فيفهم من الجمع المعية والحضور ومن تفاوت ما بينهما اختصاص كل منهما بدرجة ومنزلة اهـ.

 

تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي (ص: 350)

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ _رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا_ قَالَ:

"سِتٌّ مُوبِقَاتٌ لَيْسَ فِيهِنَّ تَوْبَةٌ: أَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ، وَالسِّحْرُ، وَالشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَقَتْلُ نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ.

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص: 60) (رقم: 133)، مسند الحميدي (2/ 86) (رقم: 861)، الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم (2/ 126) (رقم: 838)، البر والصلة للحسين بن حرب (ص: 107 و 110) (رقم: 205 و 212)، مسند الروياني (2/ 463) (رقم: 1483) معجم الصحابة لابن قانع (3/ 58) (رقم: 1006)، والحارث في "مسنده"  كما في "بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث" (2/ 851) (رقم: 904)، مكارم الأخلاق للخرائطي (ص: 215) (رقم: 651)، المعجم الكبير للطبراني (20/ 320) (رقم: 758)، مكارم الأخلاق للطبراني (ص: 348) (رقم: 102)، معرفة الصحابة لأبي نعيم (5/ 2582 و 6/ 3513) (رقم: 6225 و 7956) السنن الكبرى للبيهقي (6/ 463) (رقم: 12665)، الآداب للبيهقي (ص: 13) (رقم: 20)

 

والحديث صحيح: صححه الألباني في "صحيح الأدب المفرد" (ص: 75) (رقم: 100)

 

فوائد الحديث:

 

البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (45/ 182)

في فوائده:

البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (45/ 183)

1 - (منها): بيان فضل كفالة اليتيم، حيث إنه يقارب درجة النبيّ - صلى الله عليه وسلم – في الجنّة، ولا فضل أعظم من هذا.

2 - (ومنها): ما قاله ابن بطّال رحمه الله: حقّ على من سمع هذا الحديث أن يَعمل به؛ ليكون رفيق النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في الجنة، ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك.

3 - (ومنها): ما قاله الحافظ العراقيّ رحمه الله في "شرح الترمذيّ: لعل الحكمة في كون كافل اليتيم يشبه في دخول الجنة، أو شبهت منزلته في الجنة بالقرب من النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، أو منزلة النبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ لكون النبيّ شأنه أن يبعث إلى قوم لا يعقلون أمر دينهم، فيكون كافلًا لهم، ومعلِّمًا، ومرشدًا، وكذلك كافل اليتيم يقوم بكفالة من لا يعقل أمر دينه، بل ولا دنياه، ويرشده، ويعلّمه، ويحسن أدبه، فظهرت مناسبة ذلك. انتهى، نقله في "الفتح" ["الفتح " 10/ 437]، والله تعالى أعلم." اهـ

 

دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين - (3 / 82)

وهذه الفضيلة تحصل لمن كفل اليتيم من مال نفسه أو مال اليتيم بولاية شرعية.

 

عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (20 / 294)

وَإِنَّمَا فَرج بَينهمَا إِشَارَةً إِلَى التَّفَاوُت بَين دَرَجَة الْأَنْبِيَاء وآحاد الْأمة

 

شرح القسطلاني = إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري - (9 / 21):

"قال ابن حجر: وفيه إشارة إلى أن بين درجة النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وكافل اليتيم قَدْرَ تفاوتِ ما بين السبابة والوسطى، وهو نظير قوله: (بعثت أنا والساعة كهاتين)." اهـ

 

حاشية السندى على صحيح البخارى - (4 / 92)

قرب كافل اليتيم إليه -صلى الله تعالى عليه وسلم- من بعض الوجوه، وإلا فمعلوم أن درجته _صلى الله تعالى عليه وسلم_ أرفع، والله تعالى أعلم اهـ سندي.

 

شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (9 / 217)

"حق على كل مؤمن يسمع هذا الحديث أن يرغب فى العمل به ليكون فى الجنة رفيقًا للنبى _عليه السلام_ ولجماعة النبيين والمرسلين _صلوات الله عليهم أجمعين_ ولا منزلة عند الله فى الآخرة أفضل من مرافقة الأنبياء."

 

قلت: ففي صحيح مسلم (1/ 353/ 226) (رقم: 489): عن رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيِّ، قَالَ:

"كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ فَقَالَ لِي: «سَلْ» فَقُلْتُ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: «أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ» قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ. قَالَ: «فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ»

 

فيض القدير - (3 / 49):

وفي الإشارة إشارة إلى أن بين درجته والكافل قدر تفاوت ما بين المشار به ويحتمل أن المراد قرب المنزلة حال دخول الجنة أو المراد في سرعة الدخول وذلك لما فيه من حسن الخلافة للأبوين ورحمة الصغير وذلك مقصود عظيم في الشريعة

 

فيض القدير - (3 / 49)

ومناسبة التشبيه أن النبي صلى الله عليه و سلم شأنه أن يبعث لقوم لا يعقلون أمر دينهم، فيكون كافلا ومرشدا لهم ومعلما،

وكافل اليتيم يقوم بكفالة من لا يعقل فيرشده ويعقله،

وهذا تنويه عظيم بفضل قبول وصية من يوصى إليه ومحل كراهة الدخول في الوصايا أن يخاف تهمة أو ضعفا عن القيام بحقها

 

الاستذكار - (8 / 434)

قال أبو عمر:

وهذه فضيلة عظيمة إلى كل من ضم يتيما إلى مائدته وأنفق عليه من طَوْلِهِ، فإذا كان مع ذلك من الذين قالوا (ربنا الله ثم استقاموا) نال ذلك.

وحسبك بها فضيلةً وقربةً من منزل النبي _صلى الله عليه و سلم_ في الجنة، وليس بين السبابة والوسطى في الطول، ولا في اللصوق كثيرٌ وإن كان نسبة ذلك من سعة الجنة كثيرا." اهـ

 

قلت: ففي صحيح الترغيب والترهيب (2/ 675) (رقم: 2543):

وعن زُرارة بن أبي أوفى عن رجل من قومه (يقال له: مالكٌ أو ابن مالك)، سمع النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول:

"مَنْ ضَمَّ يتيماً بين مسلمين في طعامِهِ وشرابِهِ حتى يستغني عنه؛ وجبتْ له الجنةُ. ومن أدركَ والدَيْه أو أحَدهما ثم لم يبرهما؛ دخل النار، فأبعده الله، وأيما مسلم أعتق رقبة مسلمة كانت فكاكه من النار".

 

تفسير القاسمي = محاسن التأويل - (2 / 115)

هذا العمل خير لليتيم من حيث إنّه يتضمّن صلاح نفسه وصلاح ماله. فهذه الكلمة جامعة لجميع مصالح اليتيم والوليّ.

 

مجموع فتاوى ابن باز (30) جزءا - (14 / 328):

"لا ريب أن اليتيم والمسكين من أحق الناس بالرعاية والعناية، وقد أكثر الرب _عز وجل_ في كتابه العظيم من الحث على الإحسان إليهما ورحمتهما ومواساتهما؛

فجدير بالمؤمن والمؤمنة: الإحسانُ إلى من لديه شيءٌ منهما من أيتام المسلمين وفقرائهم ؛ فإن الصدقة في هؤلاء في محلها من الزكاة وغيرها.

وقد جاء في الحديث الصحيح عنه - عليه الصلاة والسلام - أنه قال : «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين ، وشبك بين أصبعيه » [خ] .

فهذا يدل على عظم أجر كفالة اليتيم والإحسان إليه." اهـ

 

شرح رياض الصالحين - (3 / 97):

"وفي هذا حث على كفالة اليتيم، وكفالة اليتيم هي القيام بما يصلحه في دينه ودنياه؛ بما يصلحه في دينه من التربية والتوجيه والتعليم وما أشبه ذلك، وما يصلحه في دنياه من الطعام والشراب والمسكن.

واليتيم حده البلوغ، فإذا بلغ الصبي؛ زال عنه اليتم، وإذا كان قبل البلوغ فهو يتيم؛ هذا إن مات أبوه، وأما إذا ماتت أمه دون أبيه فإنه ليس بيتيم.

وكذلك الحديث الذي بعده فيه أيضاً ثواب من قام بشئون اليتيم وإصلاحه." اهـ

 

التنوير شرح الجامع الصغير - (4 / 269)

وفيه فضيلة بالغة لكافل اليتيم

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

134 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، عَنِ الْحَسَنِ:

أَنَّ يَتِيمًا كَانَ يَحْضُرُ طَعَامَ ابْنِ عُمَرَ، فَدَعَا بِطَعَامٍ ذَاتَ يَوْمٍ، فَطَلَبَ يَتِيمَهُ فَلَمْ يَجِدْهُ، فَجَاءَ بَعْدَمَا فَرَغَ ابْنُ عُمَرَ، فَدَعَا لَهُ ابْنُ عُمَرَ بِطَعَامٍ، لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ، فَجَاءَه بِسَوِيقٍ وَعَسَلٍ، فَقَالَ: "دُونَكَ هَذَا، فَوَاللَّهِ مَا غُبِنْتَ."

يَقُولُ الْحَسَنُ: وَابْنُ عُمَرَ وَاللَّهِ مَا غُبِنَ.

[قال الشيخ الألباني: ضعيف]

 

رواة الحديث:

 

* حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ (ثقة حافظ وهم فى حديث: ت 232 هـ بـ بغداد):

عمرو بن محمد بن بكير بن سابور الناقد ، أبو عثمان البغدادى ( سكن الرقة )، كبار الآخذين عن تبع الأتباع، روى له:  خ م د س

 

* قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ (ثقة ثبت كثير التدليس و الإرسال الخفي: ت. 183 هـ بـ بغداد):

هشيم بن بَشِيْر بن القاسم بن دينار السلمي أبو معاوية بن أبى خازم الواسطي، من كبار أتباع التابعين، روى له :  خ م د ت س ق 

 

قلت: وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/ 115):

"نا عبد الرحمن نا أحمد بن منصور الرمادي ثنا الحارث بن سريج قال سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول: (هشيمٌ أعلمُ الناسِ بِحَدِيْثِ سَيَّارٍ وَمَنْصُوْرٍ ويُوْنُسَ وحُصَيْنٍ)." اهـ

 

* قَالَ: أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ (ثقة ثبت عابد: ت. 129 هـ):

منصور بن زاذان الواسطي، أبو المغيرة الثقفي (مولى عبد الله بن أبى عقيل الثقفي)، من الذين عاصروا صغار التابعين، روى له:  خ م د ت س ق 

 

* عَنِ الْحَسَنِ (ثقة فقيه فاضل مشهور، و كان يرسل كثيرا ويدلس: 110 هـ):

الحسن بن أبى الحسن يسارٍ البصريُّ، الأنصارى مولاهم أبو سعيد (مولى زيد بن ثابت، ويقال: مولى جابر بن عبد الله)، من الوسطى من التابعين، روى له:  خ م د ت س ق

 

قلت: وفي "الجرح والتعديل لابن أبي حاتم" (3/ 41):

"حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد ابن محمد بن حنبل قال: قال أبي:

"سمع الحسن من ابن عمر وأنس بن مالك وابن مغفل، وسمع من عمرو بن تغلِب أحاديث."

قال أبو محمد: فذكرت قول أحمد لأبي _رحمه الله_، فقال: "قد سمع من هؤلاء الأربعة."

ويصح له السماع من أبي برزة، ومن أحمر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ومن غيرهم. ولم يصح له السماع من جندب ولا من معقل بن يسار ولا من عمران بن حصين ولا من ابن عمرو، ولا من عقبة بن عامر ولا من أبي هريرة." اهـ كلام ابن أبي حاتم _رحمه الله_

 

نص الحديث وشرحه:

 

عَنِ الْحَسَنِ:

أَنَّ يَتِيمًا كَانَ يَحْضُرُ طَعَامَ ابْنِ عُمَرَ، فَدَعَا بِطَعَامٍ ذَاتَ يَوْمٍ، فَطَلَبَ يَتِيمَهُ فَلَمْ يَجِدْهُ، فَجَاءَ بَعْدَمَا فَرَغَ ابْنُ عُمَرَ، فَدَعَا لَهُ ابْنُ عُمَرَ بِطَعَامٍ، لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ، فَجَاءَه بِسَوِيقٍ وَعَسَلٍ، فَقَالَ: "دُونَكَ هَذَا، فَوَاللَّهِ مَا غُبِنْتَ."

يَقُولُ الْحَسَنُ: وَابْنُ عُمَرَ وَاللَّهِ مَا غُبِنَ.

 

الجوع لابن أبي الدنيا (ص: 59)

54 - عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ:

"كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا تَغَدَّى وَتَعَشَّى دَعَا مَنْ حَوْلَهُ مِنَ الْيَتَامَى، فَتَغَدَّى ذَاتَ يَوْمٍ، فَأَرْسَلَ إِلَى يَتِيمٍ فَلَمْ يَجِدْهُ، وَكَانَتْ لَهُ سُوَيْقَةٌ مُحَلَّاةٌ يَشْرَبُهَا بَعْدَ غَدَائِهِ، فَجَاءَ الْيَتِيمُ وَقَدْ فَرَغُوا مِنَ الْغَدَاءِ وَبِيَدِهِ السُّوَيِّقَةُ لِيَشْرَبَهَا، فَنَاوَلَهُ إِيَّاهَا، وَقَالَ: خُذْهَا فَمَا أَرَاكَ غُبِنْتَ."

 

مكارم الأخلاق للخرائطي (ص: 215)

652 - عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: «كَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا يَأْكُلُ طَعَامًا، إِلَّا وَعَلَى خِوَانِهِ أَيْتَامٌ»[1]

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص: 60) (رقم: 134)، وأحمد بن حنبل في "الزهد" (ص: 155) (رقم: 1051) والحسين بن حرب المروزي في البر والصلة (ص: 111) (رقم: 213)، وابن أبي الدنيا في "الجوع" (ص: 59) (رقم: 54)

 

والحديث ضعيف: ضعفه الألباني في "ضعيف الأدب المفرد" (ص: 32) (رقم: 25).

 

والحق أن الحديث صحيح بلا ريب كما بينته من خلال تراجم الرواة

 

من فوائد الحديث:

 

1/ اهتمام الصحابة بالأيتام

قال محمد لقمان الصديقي السلفي _رحمه الله_ في رش البرد (ص 92):

"اهتمام الصحابة بالإحسانِ إلى الأيتام والعناية بهم عناية بالغة." اهـ

 

2/ فيه: فضل النفقة على الأيتام

 

3/ فيه حث على الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة.

 

4/ استحباب الأكل جماعةً

 

5/ فيه فضل ابن عمر، وكرمه، ومحبته للأيتام.

 

6/ من أخلاق أهلِ الإسلام: الاهتمام بالضعفاء.

 

7/ الغبن في الحقيقة غُبْنٌ في الآخرة كما أن الفلاح الحقيقي إنما يكون في أمور الآخرة



[1] وأخرجه البُرْجُلَانِيُّ في "الكرم والجود" (ص: 53) (رقم: 56)، وأحمد بن حنبل في "الزهد" (ص: 155) (رقم: 1049).

Komentar

Postingan populer dari blog ini

شرح الحديث 112 - 113 - الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير - من صحيح الرغيب

شرح الحديث 66 من رياض الصالحين