شرح الحديث 102-104 من صحيح الترغيب

 

5 - (الترغيب في إِكرام العلماء إجلالهم وتوقيرهم، والترهيب من إضاعتهم وعدم المبالاة بهم).

 

102 - (6) [صحيح لغيره] وعن واثلةَ بن الأسقع قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:

"ليس منا من لم يَرحمْ صغيرَنا، وُيجِلَّ كَبيرنا".

رواه الطبراني من رواية ابن شهاب عن واثلة، ولم يسمع منه.

 

ترجمة وَاثِلَة ابن الأَسْقَع الليثي الكناني _رضي الله عنه_:

 

الاستيعاب في معرفة الأصحاب (4/ 1563) (رقم: 2738):

واثلة بْن الأسقع بْن عبد العزى بْن عبد ياليل بْن ناشب بن غيرة ابن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن على بن كنانة الليثي.

 

 الأعلام للزركلي (8/ 107)

وَاثِلَة ابن الأَسْقَع

(22 ق هـ - 83 هـ = 601 - 702 م)

واثلة بن الأسقع بن عبد العزى بن عبد ياليل، الليثي الكناني: صحابي، من أهل الصفَّة. كان، قبل إسلامه، ينزل ناحية المدينة. ودخل المسجد بالمدينة، والنبي (صلّى الله عليه وسلم) يصلي الصبح فصلى معه،

وكان من عادة النبي إذا انصرف من صلاة الصبح، تصفح وجوه أصحابه، ينظر إليهم، فلما دنا من واثلة أنكره، فقال: "من أنت؟"

فأخبره، فقال: "ما جاء بك؟" قال: "أبايع."

فقال: "على ما أحببتَ وكرهت؟" قال: "نعم."

قال: "فيما أطقتَ؟" قال: "نعم."

وكان رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يتجهز إلى تبوك، فشهدها معه.

وقيل: خدم النبي ثلاث سنين. ثم نزل البصرة، وكانت له بها دار. وشهد فتح دمشق، وسكن قرية " البلاط " على ثلاثة فراسخ منها."

وحضر المغازي في البلاد الشامية. وتحول إلى بيت المقدس، فأقام.

ويقال: كان مسكنه ببيت جبرين. وكف بصره. وعاش 105 سنين، وقيل: 98 وهو آخر الصحابة موتا في دمشق.

له 76 حديثا. ووفاته بالقدس أو بدمشق." اهـ

 

تاريخ الإسلام ت بشار (2/ 1015)

وَشَهِدَ فَتْحَ دِمَشْقَ، وَسَكَنَهَا، وَمَسْجِدُهُ مَعْرُوفٌ بِدِمَشْقَ إِلَى جَانِبِ حَبْسِ بَابِ الصَّغِيرِ، وَدَارُهُ إِلَى جَانِبِ دَارِ ابْنِ الْبَقَّالِ.

 

الإصابة في تمييز الصحابة (6/ 462)

وقال أبو مسهر وغيره: مات سنة خمس وثمانين، وفيها أرّخه الواقديّ، وزاد: وهو ابن ثمان وسبعين سنة، وهو آخر من مات بدمشق من الصّحابة.

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (22/ 95) (رقم: 229)، وفيه: جَعْفَر بن سُلَيْمَان النَّوفلي المدنيُّ، وهو مقبول.

 

وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (8/ 14) (رقم: 12614): "رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَالزُّهْرِيُّ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ وَاثِلَةَ." اهـ

 

قلت: إلا أن للحديث شواهد عن جمع من الصحابة. فقال الزيلعي (المتوفى: 762 هـ) _رحمه الله_ في "نصب الراية" (4/ 26)

فِي الْبَابِ حَدِيثٌ: (لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا)،

رُوِيَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَمِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَمِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ، وَمِنْ حَدِيثِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ، وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَمِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ، وَمِنْ حَدِيثِ وَاثِلَةَ، وَمِنْ حَدِيثِ ضُمَيْرَةَ." اهـ

 

فبهذه الشواهد صحح الحديث الشيخ الألباني _رحه الله_، ويأتي بعضها بعد قليل _إن شاء الله تعالى_.

 

 

 

5 - (الترغيب في إِكرام العلماء إجلالهم وتوقيرهم، والترهيب من إضاعتهم وعدم المبالاة بهم).

 

103 - (7) [حسن صحيح] وعن عَمرو بن شُعيْب عن أبيه عن جدّه؛ أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:

"ليس منا من لَم يرحمْ صغيرَنا، ويَعْرِف شرفَ كبيرِنا".

رواه الترمذي وأبو داود؛ إلا أنه قال:

صحيح الترغيب والترهيب (1/ 152)

"ويعرف حقَّ كبيرِنا" (1).

 

__________

(1) قلت: وبهذا اللفظ أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"، وأحمد في "المسند" (2/ 185 و207)، وفي رواية لهما بلفظ:، ويوقّر كبيرنا"، وإسناد الحديث حسن. وله شاهد من حديث أبي هريرة باللفظ الأول. أخرجه الحاكم (4/ 178)، وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.

 

ترجمة عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي -رضي الله عنه-

 

قال المزي في تهذيب الكمال  :

( خ م د ت س ق ) : عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سعد ابن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤى بن غالب القرشى ، أبو محمد السهمى .

 

سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 80)

وَقَدْ أَسْلَمَ قَبْلَ أَبِيْهِ - فِيْمَا بَلَغَنَا -.

وَيُقَالُ: كَانَ اسْمُهُ (العَاصَ)، فَلَمَّا أَسْلَمَ غَيَّرَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بِـ(عَبْدِ اللهِ)

 

معجم المفسرين «من صدر الإسلام وحتى العصر الحاضر» (1/ 318)

عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل السهمي القرشي، أبو محمد (وقيل : أبو عبد الرحمن، وقيل : أبو نصير) : صحابي، ناسك، غزير العلم، من أهل مكة. كان يكتب في الجاهلية.

قال أبو هريرة: "ما كان أحدٌ أكثر حديثا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مني إلا عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب وكنت لا أكتب". وكان يحسن السريانية." اهـ

 

أمه :

سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 80)

وَأُمُّهُ: هِيَ رَائِطَةُ بِنْتُ الحَجَّاجِ بنِ مُنَبِّهٍ السَّهْمِيَّةُ، وَلَيْسَ أَبُوْهُ أَكْبَرَ مِنْهُ إِلاَّ بِإِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً، أَوْ نَحْوِهَا.

 

أولاده :

 

قال مغلطاي _رحمه الله_ الحنفي في "إكمال تهذيب الكمال" (8/ 90)

"وذكر ابن سعد في الطبقة الثالثة طبقةِ الخندقيين : (ومن ولده : محمد، وهشام، وهاشم، وعمران، وأم إياس، وأم عبد الله، وأم سعيد."

 

مَنَاقِبُه، وَفَضَائِلُه

 

سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 80)

وَلَهُ: مَنَاقِبُ، وَفَضَائِلُ، وَمَقَامٌ رَاسِخٌ فِي العِلْمِ وَالعَمَلِ، حَمَلَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عِلْماً جَمّاً.

 

وقال فيهم النبى صلى الله عليه وسلم : " نعم أهل البيت : عبد الله ، و أبو عبد الله ، و أم عبد الله " [حم : ضعيف]

 

و كان غزير العلم ، مجتهدا فى العبادة .

 

قال الأرنؤوط في تعليقه على سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 83_83)

وأخرج البخاري: 9 / 84 في فضائل القرآن، ومسلم (1159) (184) من طريق أبي سلمة، عن عبد الله بن عمرو بن رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اقرأ القرآن في كل شهر " قال: قلت: إني أجد قوة، قال: " فاقرأه في عشرين ليلة " قال: قلت: إني أجد قوة، قال: " فاقرأه في سبع،__ولا تزد على ذلك ".

 

سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 91)

يَعْلَى بنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:

كُنْتُ أَصْنَعُ الكُحْلَ لِعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَكَانَ يُطْفِئُ السِّرَاجَ بِاللَّيْلِ، ثُمَّ يَبْكِي حَتَّى رَسِعَتْ عَيْنَاهُ

 

سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 91)

وَقَدْ أَسْلَمَ عَبْدُ اللهِ، وَهَاجَرَ بَعْدَ سَنَةِ سَبْعٍ، وَشَهِدَ بَعْضَ المَغَازِي.

 

سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 80)

وَكَتَبَ الكَثِيْرَ بِإِذْنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَتَرْخِيْصِهِ لَهُ فِي الكِتَابَةِ بَعْدَ كَرَاهِيَتِهِ لِلصَّحَابَةِ أَنْ يَكْتُبُوا عَنْهُ سِوَى القُرْآنِ، وَسَوَّغَ ذَلِكَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

ثُمَّ انْعَقَدَ الإِجْمَاعُ بَعْدَ اخْتِلاَفِ الصَّحَابَةِ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُم - عَلَى الجَوَازِ وَالاسْتِحْبَابِ لِتَقْيِيْدِ العِلْمِ بِالكِتَابَةِ." اهـ[1]

 

سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 91) :

"وَقَدْ أَسْلَمَ عَبْدُ اللهِ، وَهَاجَرَ بَعْدَ سَنَةِ سَبْعٍ، وَشَهِدَ بَعْضَ المَغَازِي." اهـ

 

إكمال تهذيب الكمال (8/ 92) :

وفي كتاب " الصحابة " لأبي عبيد الله محمد بن الربيع الجيزي: شهد فتح مصر واختط بها

 

إكمال تهذيب الكمال (8/ 91) :

" وعن أبي سلمة قال : "قدِمْتُ على عبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، وَهُوَ أَمِيْرُ مِصْرَ." وفي " تاريخ " الواقدي: لما مات أبوه تولى مكانه ابنُه عبدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو." اهـ

 

سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 91_92)

"وَذَكَرَهُ : خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ فِي تَسْمِيَةِ عُمَّالِ مُعَاوِيَةَ عَلَى الكُوْفَةِ. قَالَ: ثُمَّ___عَزَلَهُ، وَوَلَّى المُغِيْرَةَ بنَ شُعْبَةَ." اهـ

 

وفي "معجم المفسرين" «من صدر الإسلام وحتى العصر الحاضر» (1/ 319) لعادل نويهض :

"وكان يشهد الحروب والغزوات، وَيَضْرِبُ بِسَيْفَيْنِ. وَحَمَلَ رَايَةَ أَبِيْهِ يَوْمَ الْيَرْمُوْكِ، وَشَهِدَ صِفِّيْنَ مَعَ مُعَاوِيَةَ. وَوَلاَّهُ مُعَاوِيَةُ الكوفةَ مدَّةً، ثم عزله.

ولما ولي يزيد امتنع من بيعته، وانزوى منقطعا للعبادة. وعمي في آخر عمره." اهـ

 

الاستيعاب في معرفة الأصحاب (3/ 958)

عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه كان يقول: ما لي ولصفين! ما لي وَلِقِتَالِ الْمُسْلِمِينَ! وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي مِتُّ قَبْلَ هَذَا بِعَشْرِ سِنِينَ، ثُمَّ يَقُولُ : (أَمَا، وَاللَّهِ، مَا ضَرَبْتُ فِيهَا بِسَيْفٍ، وَلا طَعَنْتُ بِرُمْحٍ، وَلا رَمَيْتُ، بِسَهْمٍ،

وَلَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَحْضَرْ شَيْئًا مِنْهَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ ذَلِكَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ)،

إِلا أَنَّهُ ذَكَرَ أَنَّهُ كَانَتْ بِيَدِهِ الرَّايَةَ يَوْمَئِذٍ، فَنَدِمَ نَدَامَةً شَدِيدَةً عَلَى قِتَالِهِ مَعَ مُعَاوِيَةَ، وَجَعَلَ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَيَتُوبُ إِلَيْهِ." اهـ

 

وقال تقي الدين محمد بن أحمد الحسني الفاسى المكي (المتوفى: 832 هـ) في "العقد الثمين فى تاريخ البلد الأمين" (4/ 396_397) :

"وقال سليمان بن ربيعة : إنه حج فى عصابة من قراء أهل البصرة، فقالوا: والله لا نرجع أو نلقى أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضيّا، يحدثنا بحديث.

فلم نزل نسأل، حتى حدثنا أن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما نازل فى أسفل مكة، فعَمَدْنَا إليه، فإذا نحن بثَقَلٍ عظيم، يرتحلون ثلاثمائة راحلة : منها مائة راحلة، ومائتا زاملة.

فقلنا : "لمن هذا الثقل؟" فقالوا: لعبد الله بن عمرو. فقلنا: هذا كله له؟

وكنا نتحدث أنه من أشد الناس تواضعا ـ فقالوا : )أما هذه المائة راحلة، فلإخوانه، يحملهم عليها وأما المائتان، فلمن ينزل عليه من أهل الأمصار ولأضيافه(،

فعجبنا من ذلك. فقالوا: لا تعجبوا من هذا! فإن عبد الله رجل غنى، وإنه يرى حقا عليه، أن يكثر من الزاد لمن نزل عليه من____الناس، فقلنا: دلونا عليه. فقالوا: إنه فى المسجد الحرام، فانطلقنا نطلبه، حتى وجدناه فى دبر الكعبة، جالسا بين بردتين وعمامة، وليس عليه قميص، قد علق نعليه فى شماله." اهـ

 

سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 94)

وَقَالَ ابْنُ البَرْقِيِّ أَبُو بَكْرٍ: فَأَمَّا وَلَدُهُ، فَيَقُوْلُوْنَ: مَاتَ بِالشَّامِ.

 

وفاته :

و قال المزى :

قال أحمد بن حنبل : مات لياليَ الحرة ، و كانت فى ذى الحجة سنة ثلاث و ستين . (63 هـ)[2]

و قال فى موضع آخر : مات سنة خمس و ستين .

و قال يحيى بن بكير : مات سنة خمس و ستين .

 

كان موته بمكة ، و قيل : بالطائف،

و قيل : بمصر ، و قيل : بفلسطين .

 

إكمال تهذيب الكمال (8/ 90):

"ذكر العسكري أنه أتى له حين وفاته قريبٌ من مائة سنة ومات ليالي الحرة." اهـ

روى له الجماعة . اهـ .

 

شرح الحديث:

 

سنن أبي داود (4/ 286)

«مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا فَلَيْسَ مِنَّا»

 

تخريج الحديث:

 

سنن الترمذي ت شاكر (4/ 322) (رقم: 1920)، سنن أبي داود (4/ 286) (رقم: 4943)، مسند الحميدي (1/ 500) (رقم: 597)، مصنف ابن أبي شيبة (5/ 214) (رقم: 25359)، مسند أحمد - عالم الكتب (2/ 185 و 2/ 207 و 2/ 222) (رقم: 6733 و 6935 و 6937 و 7073)، الأدب المفرد (ص: 129 و 130 و 133) (رقم: 354 و 355 و 358 و 363)، الزهد لهناد بن السري (2/ 615)، النفقة على العيال لابن أبي الدنيا (1/ 350) (رقم: 188)، السنة لأبي بكر بن الخلال (4/ 169) (رقم: 1449)، مكارم الأخلاق للخرائطي (ص: 123) (رقم: 350)،

 

والحديث صحيح: صححه الألباني _رحمه الله_ في "صحيح الجامع الصغير وزيادته" (2/ 957) (رقم: 5444)

 

 

 

 

 

 

 

 

5 - (الترغيب في إِكرام العلماء إجلالهم وتوقيرهم، والترهيب من إضاعتهم وعدم المبالاة بهم).

 

104 - (8) [حسن] وعن عبدِ الله بن بُسر رضي الله عنه قال: لقد سمعت حديثاً منذ زمان:

"إذا كنتَ في قومٍ، عشرين رجلاً أو أقلَّ أو أكثرَ، فتصَفَّحْتَ وجوهَهم فلم تَرَ فيهم رجلاً يُهابُ في الله عز وجل؛ فاعلم أن الأمر قد رقَّ".

رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وإسناده حسن.

 

ترجمة عَبْدِ اللهِ بنِ بُسْرِ المَازِنِيِّ _رضي الله عنه_:

 

سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 430)

77 - عَبْدُ اللهِ بنُ بُسْرِ بنِ أَبِي بُسْرٍ أَبُو صَفْوَانَ المَازِنِيُّ * (ع): الصَّحَابِيُّ، المُعَمَّرُ، بَرَكَةُ الشَّامِ، أَبُو صَفْوَانَ المَازِنِيُّ، نَزِيْلُ حِمْصَ.

سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 431)

لَهُ: أَحَادِيْثُ قَلِيلَةٌ، وَصُحْبَةٌ يَسِيْرَةٌ. وَلأَخَوَيْهِ (عَطِيَّةَ وَالصَّمَّاءِ) وَلأَبِيهِم صُحْبَةٌ." اهـ


 

تاريخ الإسلام ت بشار (2/ 951)

وَغَزَا قُبْرُسَ مَعَ مُعَاوِيَةَ

 

سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 431)

قَالَ صَفْوَانُ بنُ عَمْرٍو: رَأَيْتُ فِي جَبْهَةِ عَبْدِ اللهِ بنِ بُسْرٍ أَثَرَ السُّجُودِ.

 

إكمال تهذيب الكمال (7/ 259)

وكان منزله في دار قناية بحمص في مسجد عبد الله بالقرب من مسجد الكفليين.

 

مسند الشاميين للطبراني (2/ 17) (رقم: 836):

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَالَ: «يَعِيشُ هَذَا الْغُلَامُ قَرْنًا» فَعَاشَ مِائَةَ سَنَةٍ، وَكَانَ فِي وَجْهِهِ ثُؤْلُولٌ , فَقَالَ: «لَا يَمُوتُ هَذَا الْغُلَامُ حَتَّى يَذْهَبَ هَذَا الثُّؤْلُولُ , فَلَمْ يَمُتْ حَتَّى ذَهَبَ الثُّؤْلُولُ مِنْ وَجْهِهِ» وصححه الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (6/ 343) (رقم: 2660)

 

سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 432)

قَالَ الوَاقِدِيُّ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنَ الصَّحَابَةِ بِالشَّامِ.

قَالَ: وَلَهُ أَرْبَعٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً.

وَكَذَا أَرَّخَهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ جَمَاعَةٌ.

 

تاريخ الإسلام ت بشار (2/ 953)

وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ: تُوُفِّيَ فِي إِمْرَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.

 

الأعلام للزركلي (4/ 74)

عَبْد الله بن بُسْر

(000 - 88 هـ = 000 - 707 م)

عبد الله بن بسر المازني، أبو صفوان، ويقال أبو بسر، من بني مازن ابن منصور: صحابيّ.

كان ممن صلى إلى القبلتين. توفي بحمص، عن 95 عاما. وهو آخر الصحابة موتا بالشام.

له 50 حديثا

 

نص الحديث وشرحه:

 

وعن عبدِ الله بن بُسر رضي الله عنه قال: لقد سمعت حديثاً منذ زمان:

"إذا كنتَ في قومٍ، عشرين رجلاً أو أقلَّ أو أكثرَ، فتصَفَّحْتَ وجوهَهم فلم تَرَ فيهم رجلاً يُهابُ في الله عز وجل؛ فاعلم أن الأمر قد رقَّ".

رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وإسناده حسن.

 

الجامع الصحيح للسنن والمسانيد (2/ 307)

أي: ضَعُف , والرِّقَّةُ مصدرُ الرَّقيق , وهو عامٌّ في كل شيء , حتى يُقَال: فلانٌ رَقيقُ الدِّين. لسان العرب (ج10ص121)

 

الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (1/ 118):

"أيْ: الناس يهابونه لعلمه وإيمانه لأنهم يهابون الله تعالى ويخافونه أو مبني للفاعل أي يهاب الذنوب فيتقيها يقال هاب الشيء يهابه إذا خافه وإذا وقره وعظمه

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه أحمد في "مسنده" – ط. عالم الكتب (4/ 188) (رقم: 17679)، والطبراني في "مسند الشاميين" (2/ 110) (رقم: 1008 و 1009)، وابن بشران في "فوائده" (ص: 198) (رقم: 602)، والبيهقي "شعب الإيمان" (11/ 355) (رقم: 8657)، والضياء المقدسي في "المنتقى" (ص: 200) (رقم: 343)، تاريخ دمشق لابن عساكر (27/ 157) (رقم: 5778).

 

والحديث حسن: حسنه الهيثمي في "مجمع الزوائد ومنبع الفوائد" (1/ 183)، فقال: "وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ، وَرِجَالُهُ مُوَثَّقُونَ، وَأَزْهَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ فِيهِ الْبُخَارِيُّ: إِنَّهُ أَزْهَرُ بْنُ سَعِيدٍ. قَالَ فِيهِ الذَّهَبِيُّ: تَابِعِيٌّ حَسَنُ الْحَدِيثِ." اهـ

 

وحسنه الأرنؤوط في "تخريج مسند أحمد" – ط. الرسالة (29/ 225) (رقم: 17679)

 

من فوائد الحديث:

 

وقال الشيخ حمود بن عبد الله بن حمود بن عبد الرحمن التويجري (المتوفى: 1413هـ) _رحمه الله_ في "إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة" (2/ 68):

باب: ما جاء في ضعف الإيمان وقلته في آخر الزمان

 

وقال صهيب بن عبد الجبار _رحمه الله_ في في "الجامع الصحيح للسنن والمسانيد" (2/ 299):

"مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى قِلَّةُ الْعُلَمَاءِ فِي آخِرِ الزَّمَان." اهـ

 

3/ الدين سبب من أسباب المهابة، وإن كان صاحبه أدنى الناس مرتبة فيهم

 

4/ فيه أن رقة في الدين يؤدي إلى الدناءة

 

5/ فيه الترغيب في إِكرام العلماء إجلالهم وتوقيرهم، والترهيب من إضاعتهم وعدم المبالاة بهم



[1] وفي سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 80) : "يَبْلُغُ مَا أَسْنَدَ: سَبْعُ مائَةِ حَدِيْثٍ، اتَّفَقَا لَهُ عَلَى سَبْعَةِ أَحَادِيْثَ، وَانْفَرَدَ البُخَارِيُّ بِثَمَانِيَةٍ، وَمُسْلِمٌ بِعِشْرِيْنَ." اهـ

[2] وفي الاستيعاب في معرفة الأصحاب (3/ 958)

قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: مات عَبْد اللَّهِ بن عمرو____ابن الْعَاص ليالي الحرة، فِي ولاية يَزِيد بْن مُعَاوِيَة، وكانت الحرة يَوْم الأربعاء لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة ثلاث وستين.

Komentar

Postingan populer dari blog ini

شرح الحديث 112 - 113 - الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير - من صحيح الرغيب

شرح الحديث 66 من رياض الصالحين