شرح الحديث 130 - 131 من الأدب المفرد

 

72_ باب الإحسان إلى البَرِّ وَالْفَاجِرِ

 

130 - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن: 60]، 

قَالَ: هِيَ مُسَجَّلَةٌ لِلْبَرِّ وَالْفَاجِرِ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مُسَجَّلَةٌ مُرْسَلَةٌ

[قال الشيخ الألباني: حسن]

 

رواة الحديث:

 

* حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ (ثقة حافظ فقيه: ت 219 هـ بـ مكة):

عبد الله بن الزبير بن عيسى بن عبيد الله بن أسامة بن عبد الله بن حميد بن زهير القرشى الأسدي، أبو بكر الحميدي، المكي، كبار الآخذين عن تبع الأتباع، روى له:  خ م د ت س فق

 

* قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (ثقة حافظ فقيه إمام حجة: ت. 198 هـ بـ مكة):

سفيان بن عيينة بن أبي عمران (ميمون) الهلالي، أبو محمد الكوفي، المكي (مولى محمد بن مزاحم)، من الوسطى من أتباع التابعين، روى له:  خ م د ت س ق 

 

* قَالَ: حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ (صدوق فى الحديث إلا أنه شيعي غالٍ: ت. 140 هـ تقريبا):

سالم بن أبى حفصة العجلي، أبو يونس الكوفي (أخو إبراهيم بن أبى حفصة)، طبقة تلى الوسطى من التابعين، روى له:  بخ ت 

 

* عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ (ثقة):

المنذر بن يعلى الثوري، أبو يعلى الكوفي، من الذين عاصروا صغار التابعين، روى له:  خ م د ت س ق 

 

وفي "تاريخ دمشق" لابن عساكر (60/ 303)

عن منذر قال: "كل ما لا يُبْتَغَى بِهِ وجْهُ اللهِ يَضْمَحِلُّ." اهـ

 

* عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ (ثقة: ت. 81 هـ):

محمد بن عليِّ بْنِ أَبِيْ طَالِبٍ القرشيُّ الْهَاشِمِيُّ، أبو القاسم، المعروف بـ"ابن الحنفية"، المدني، من كبار التابعين، روى له:  خ م د ت س ق 

 

نص الحديث:

 

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن: 60]،

قَالَ: هِيَ مُسَجَّلَةٌ لِلْبَرِّ وَالْفَاجِرِ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مُسَجَّلَةٌ مُرْسَلَةٌ

 

غريب الحديث للقاسم بن سلام (4/ 349_351):

"قَالَ الْأَصْمَعِي: قَوْله (مُسْجَلة)، يَعْنِي: مُرْسَلة لم يُشْتَرط فِيهَا بَرٌّ دونَ___فاجرٍ،

 

النهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 344)

وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ «قَرَأَ: هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ، فَقَالَ: هِيَ مُسْجَلَةٌ للبَرِّ وَالْفَاجِرِ» أَيْ هِيَ مُرْسَلة مُطْلَقة فِي الإحسانِ إِلَى كلِّ أحَد؛ بَرّاً كَانَ أَوْ فَاجِرًا.

 

وفي "شعب الإيمان" (11/ 394) (رقم: 8726) مرفوعا بإسناد ضعيف جدًّا:

أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ بِسْطَامٍ، بِمَرْوَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، نا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ إِيَاسٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنْزَلَ اللهُ هَذِهِ الْآيَةَ مُسَجَّلَةً لِلْكَافِرِ وَالْمُسْلِمِ {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن: 60] ". "الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ الْكُوفِيُّ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ"[1]

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص: 59) (رقم: 130)، الدعاء للطبراني (ص: 448) (رقم: 1548)، أبو يحيى المروزي في "حديث سفيان بن عيينة" (ص: 70) (رقم: 44)، شعب الإيمان (11/ 393) (رقم: 8725)

 

والحديث حسن: حسَّنه الألباني في "صحيح الأدب المفرد" (ص: 73) (رقم: 97)

 

من فوائد الحديث:

 

وقال محمد لقمان الصديقي السلفي في رش البرد شرح الأدب المفرد (ص 89):

"فقه الحديث:

1_ عدم الفرق في الإحسان، والبر، والكرم، بين المسلم وغيره، وبين التقي والبغي." اهـ

 

غريب الحديث للقاسم بن سلام (4/ 349_351):

يَقُول [الأصمعي]: فالإحسان إِلَى كلّ أحدٍ، جَزَاؤُهُ الْإِحْسَان، وَإِن كَانَ الَّذِي يُصْطنع إِلَيْهِ فَاجِرًا.

وَقد رُوِيَ عَن النَّبِيّ _صلى اللَّه عَلَيْهِ وَسلم_ شَيْء يدلّ على ذَلِك، قَالَ: سَمِعت إِسْمَاعِيل يحدِّث عَن أيّوب قَالَ: "نُبئت أَن رَسُول الله _صلى الله عَلَيْهِ وَسلم_ أُتِي على رجلٍ قد قُطعتْ يدُه فِي سرِقة، وَهُوَ فِي فُسْطاط، فَقَالَ: (من آوى هَذَا العَبْد المُصاب؟) فَقَالُوا: "فاتك أَو خُرَيْمُ بن فاتِك" فَقَالَ: (اللهمَّ باركْ على آل فاتك كَمَا آوَى هَذَا العَبْد الْمُصَاب)."

قَالَ وحَدَّثَنِي حجاج عَن ابْن جريج فِي قَوْله: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا } [الإنسان: 8]،

قَالَ: لم يكن الْأَسير على___عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا من الْمُشْركين

قَالَ أَبُو عبيد:

فَأرى أَن الله _عزّ وجلّ_ قد أثنى على من أحسن إِلَى أَسِير الْمُشْركين، وَمِنْه: قَول النَّبِيّ _صلى اللَّه عَلَيْهِ وَسلم_: (إِن الله عز وَجل كتب الْإِحْسَان على كل شَيْء، فَإِذا قتلتم، فأحْسِنوا القتْلةَ. وَإِذا ذبحتم، فَأحْسنُوا الذّبْح) [م]." اهـ

 

عون الأحد الصمد (١/ ١٥٦_١٥٧):

"الإحسان أعلى مرتبة من مراتب الدين الإسلامي، إذ أن مراتب الدين ثلاث: الإسلام والإيمان والإحسان،

فالإحسان أعلاها قدرا، وقد أمر الله عزوجل به، فقال: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين} [البقرة: 195]،

ووعـد أهـلـه بالنصر والتأييد، فقال _عز وجل_: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69]،

أي: إن الله معهـم بنصره وتأييده وتوفيقه وإعانته لهم على كل خير وبر وتقوى،

وقال النبي _صلى الله عليه وسلم_: «إن الله كتب الإحسان على كل شيء» [م]

فالإحسان يصدر من المؤمنين إلى الناس وإلى سائر المخلوقات على اختلاف طبقات الناس وسائر الخلق،

كما يصدر إلى أهل البر، وهم أهل الطاعة لله ولرسوله _عليه الصلاة والسلام_، بل ولمن عنده مخالفاتٌ بدعوته إلى الخير وإلى صالح العمل، وتحذيرِهِ من الشر،

وإذا كان الأمر كذلك، فالعمل بالإحسان إلى جميع طبقات الناس، ولكن لا يقوم به إلا من عنده علم بمرتبة الإحسان، وما يترتب عليه من الجزاء الحسن من الله _تبارك وتعالى_، وهو في كل شيء.

وفي الحديث المذكور: «إنّ الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليجد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته» [م]

إن هذه الأمور من الإحسان، فما بالك بمعاملة المسلمين، وبمعاملة الناس أجمعين، إنها أولى بأن تكون على الإحسان وبالإحسان،

فمن أسـلف الإحسان في معاملته مع ربه _عزَّ وجَلَّ_، بإقامة فرائضه وواجباته، وتقرب إليه بالمستحبات وترك المحرمات، كل ذلك من الإحسان، وعامل الناس بالإحسان على اختلاف طبقاتهم؛ فإن الله _تبارك وتعالى_ يجازيه في الدنيـا والـبرزخ والآخرة،

كما وعد _ووعـده الحق_: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69]،

ومن كان الله معـه، فـإنـه لا يضيـع، لا في الدنيا ولا في البرزخ ولا في الآخرة." اهـ

 

تفسير الآية الواردة في الحديث:

 

وهو قول الله _تعالى_: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ } [الرحمن: 60]

 

تفسير ابن كثير ت سلامة (7/ 505)

"وَقَوْلُهُ: {هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ}

أَيْ: مَا لِمَنْ أَحْسَنَ فِي الدُّنْيَا الْعَمَلَ  إِلَّا الْإِحْسَانُ إِلَيْهِ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ. كَمَا قَالَ تَعَالَى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يُونُسَ:26] ...

وَلَمَّا كَانَ فِي الَّذِي ذُكِرَ نِعَمٌ عَظِيمَةٌ لَا يُقَاوِمُهَا عَمَلٌ، بَلْ مُجَرَّدُ تَفَضُّلٍ وَامْتِنَانٍ، قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ كُلِّهِ: {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} ." اهـ

 

زاد المسير في علم التفسير (4/ 214)

قوله عزّ وجلّ: (هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ)

قال الزجاج: "أي: ما جزاءُ مَنْ أحسنَ في الدُّنيا إلاّ أن يُحسَنَ إِليه في الآخرة."

وقال ابن عباس: "هل جزاءُ من قال: «لا إِله إِلاّ اللهُ» وعَمِل بما جاء به محمّد صلّى الله عليه وسلم إلاّ الجنة." اهـ

 

تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم (8/ 185):

"أي: ما جزاءُ الإحسانِ في العملِ إلا الإحسانُ في الثواب." اهـ

 

التحرير والتنوير (27/ 271)

تَذْيِيلٌ لِلْجُمَلِ الْمَبْدُوءَةِ بِقَوْلِهِ: وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ [الرَّحْمَن: 46] ، أَيْ لِأَنَّهُمْ أَحْسَنُوا فَجَازَاهُمْ رَبُّهُمْ بِالْإِحْسَانِ.

وَالْإِحْسَانُ الْأَوَّلُ: الْفِعْلُ الْحَسَنُ، وَالْإِحْسَانُ الثَّانِي: إِعْطَاءُ الْحَسَنِ، وَهُوَ الْخَيْرُ، فَالْأَوَّلُ مِنْ قَوْلِهِمْ: أحسن فِي كَذَا، وَالثَّانِي مِنْ قَوْلِهِمْ: أَحْسَنَ إِلَى فُلَانٍ.

وَالْاِسْتِفْهَامُ مُسْتَعْمَلٌ فِي النَّفْيِ، وَلِذَلِكَ عَقَّبَ بِالْاِسْتِثْنَاءِ فَأَفَادَ حَصْرَ مُجَازَاةِ الْإِحْسَانِ فِي أَنَّهَا إِحْسَانٌ، وَهَذَا الْحَصْرُ إِخْبَارٌ عَنْ كَوْنِهِ الْجَزَاءَ الْحَقَّ وَمُقْتَضَى الْحِكْمَةِ وَالْعَدْلِ، وَإِلَّا فَقَدْ يَتَخَلَّفُ ذَلِكَ لَدَى الظَّالِمِينَ، قَالَ تَعَالَى: وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ [الْوَاقِعَة: 82] وَقَالَ: فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما [الْأَعْرَاف: 190] .

وَعُلِمَ مِنْهُ أَنَّ جَزَاءَ الْإِسَاءَةِ السُّوءُ قَالَ تَعَالَى: جَزاءً وِفاقاً [النبأ: 26]."

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

73- باب فضل من يعول يتيما

 

131 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

«السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمَسَاكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَكَالَّذِي يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ»

[قال الشيخ الألباني: صحيح]

 

رواة الحديث:

 

* حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ (صدوق: ت 226 هـ):

إسماعيل بْنُ عبدِ اللهِ (أبي أويس) بْنِ عبْدِ اللهِ بْنِ أُويْس بْنِ مَالِك بْنِ أبى عامر الأصبحي، أبو عبد الله بن أبى أويس المدني (ابن أخت الإمام مالك)، روى له:  خ م د ت ق 

 

* قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ (إمام دار الهجرة، رأس المتقنين: ت 179 هـ):

مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو الأصبحي الْحِمْيَرِيُّ، أبو عبد الله المدني الفقيه، من كبار أتباع التابعين، روى له:  خ م د ت س ق

 

* عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ (ثقة: ت. 135 هـ):

ثور بن زيد الديلي المدني (مولى بنى الديل بن بكر)، من الذين عاصروا صغار التابعين، روى له:  خ م د ت س ق

 

* عَنْ أَبِي الْغَيْثِ (ثقة):

سالم أبو الغيث المدني (مولى عبد الله بن مطيع بن الأسود القرشي العدوي)، من الوسطى من التابعين، روى له:  خ م د ت س ق

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (ت 57 هـ):

عبد الرحمن بن صخر، أبو هريرة الدوسي اليماني، روى له:  خ م د ت س ق

 

نص الحديث:

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

«السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمَسَاكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَكَالَّذِي يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ»

 

تطريز رياض الصالحين (ص: 198)

الأرملة: المرأة التي لا وزج لها. والأرامل: المساكين من رجال ونساء، والساعي عليهما، وهو المكتسب لهما بما يمونهما به.

 

فتح الباري لابن حجر (1/ 132):

"قَوْله السَّاعِي على الأرملة أَي الْعَامِل عَلَيْهَا." اهـ

 

المعلم بفوائد مسلم (3/ 383)

قال ابن قتيبة: سمّيت المرأة التي مات عنها زوجها أرملَة لما يقع بها من الفَقر وذهاب الزاد بعد موت قَيِّمِهَا. يقال: أرمَل الرّجل فَنِيَ زَاده.

قال ابن الأنباري: يقال لِلرّجل إذا مَاتَت امرأته أيِّم ولا يقال له أرمَل لأنه ليس سبيلُ الرجل أن يفتقرَ ويذهبَ زاده لِمَوتِ امرَأته، فدلَّ ذلك على أنه اسم وَاقع لِلنّسَاء إذا كان الرجال هم المنفقون عليهنَّ." اهـ

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص: 59) (رقم: 131)، وفي "صحيحه" (7/ 62 و 8/ 9) (رقم: 5353 و 6007)، ومسلم في "صحيحه" (4/ 2286/ 41) (رقم: 2982)، والنسائي في "سننه" (5/ 86) (رقم: 2577)، وفي "السنن الكبرى" (3/ 69) (رقم: 2369)، وابن ماجه في "سننه" (2/ 724) (رقم: 2140)، وأحمد في "مسنده" - عالم الكتب (2/ 361) (رقم: 8732)، والبزار في "مسنده" = و"البحر الزخار" (14/ 405) (رقم: 8159)، وابن حبان وفي "صحيحه" (10/ 55) (رقم: 4245)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (1/ 100) (رقم: 306)، وابن زنجويه في "الأموال" (2/ 875) (رقم: 1547)، وغيرهم.

 

والححديث صحيح: صححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (2/ 676) (رقم: 2546)

 

شرح الكلمات والمبهمات

 

شرح النووي على مسلم - (18 / 112_113)

الْمُرَاد بِالسَّاعِي الْكَاسِب لَهُمَا : الْعَامِل لِمَئُونَتِهِمَا . وَالْأَرْمَلَة مَنْ لَا زَوْج لَهَا ، سَوَاء كَانَتْ تَزَوَّجَتْ أَمْ لَا ، وَقِيلَ : هِيَ الَّتِي فَارَقَتْ زَوْجهَا . قَالَ اِبْن قُتَيْبَة : سُمِّيَتْ أَرْمَلَة لِمَا يَحْصُل لَهَا مِنْ الْإِرْمَال ، وَهُوَ الْفَقْر وَذَهَاب الزَّاد بِفَقْدِ_الزَّوْج ، يُقَال أَرْمَلَ الرَّجُل إِذَا فَنِيَ زَاده .

 

الديباج على مسلم - (6 / 289)

الساعي : أي : الكاسب المنفق المائن. على الارملة : هي من لازوج لها.

 

فيض القدير - (4 / 134)

ومعنى الساعي الذي يذهب ويجيء في تحصيل ما ينفع الأرملة والمسكين

 

فوائد الحديث وطرائفه

 

شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (9 / 218)

قال المؤلف : من عجز عن الجهاد فى سبيل الله وعن قيام الليل وصيام النهار ، فليعمل بهذا الحديث وليسع على الرامل والمساكين ليحشر يوم القيامة فى جملة المجاهدين فى سبيل الله دون أن يخطو فى ذلك خطوة ، أو ينفق درهمًا ، أو يلقى عدوًا يرتاع بلقائه ، أو ليحشر فى زمرة الصائمين والقائمين وينال درجتهم وهو طاعم نهاره نائم ليلة أيام حياته ، فينبغى لكل مؤمن أن يحرص على هذه التجارة التى لاتبور ، ويسعى على ارملة أو مسكين لوجه الله تعالى فيربح فى تجارته درجات المجاهدين والصائمين والقائمين من غير تعب ولانصب ، ذلك فضل الله يوتيه من يشاء .

 

مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (7 / 3101)

ثَوَابُ الْقَائِمِ بِأَمْرِهِمَا وَإِصْلَاحِ شَأْنِهِمَا وَالْإِنْفَاقِ عَلَيْهِمَا، كَثَوَابِ الْغَازِي فِي جِهَادِهِ، فَإِنَّ الْمَالَ شَقِيقُ الرُّوحِ، وَفِي بَذْلِهِ مُخَالَفَةُ النَّفْسِ وَمُطَالَبَةُ رِضَا الرَّبِّ.

 

ذخيرة العقبى في شرح المجتبى - (23 / 117)

في فوائده:

(منها): ما ترجم له المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-، وهو بيان فضل السعي في تحصيل النفع للأرملة، أي المرأة التي مات زوجها، ولا مال لها

(ومنها): أن بعض الأعمال يساوي الجهاد، وقيام الليل، وصيام النهار

(ومنها): أن معرفة مقدار ثواب الأعمال مفوّض إلى اللَّه سبحانه وتعالى، فربّ عمل سهل يساوي فضل عمل شاقّ، وبالعكس. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب. "إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أُنيب".

 

قال القاضى في "إكمال المعلم بفوائد مسلم" (8 / 531)

"فى هذا الحديث فضل ما للساعى لقوام عيشه وعيش مَنْ يقوم به وابتغاء فضل الله الذى به قوام بدنه لعبادة ربه، وقوام مَنْ يمونه ويستر عوراتهم وأجر نفقاتهم أنه كالمجاهد، وكالصائم القائم، وذلك أنه فى كل تصرف له فى ذلك فى طاعة ربه وامتثال أمره." اهـ

 

دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين - (3 / 84)

وشبه به لأن القيام على المرأة بما يصلحها ويحفظها ويصونها لا يتصور الدوام عليه إلا مع الصبر العظيم ومجاهدة النفس والشيطان فإنهما يكسلان عن ذلك ويثقلانه ويفسدان النية فيه وربما يدعوان بسبب ذلك إلى السوء ويسؤان له ولذا قل من يدوم على ذلك العمل وقلّ من يسلم منه فإذا حصل ذلك العمل حصلت منه الفوائد: كشف كرب الضعفاء وإبقاء رمقهم وسدّ خلتهم وصون حرمتهم كذا في «المفهم» للقرطب

 

شرح رياض الصالحين (3 / 100_101):

"وفي هذا دليل على جهل أولئك القوم الذين يذهبون يميناً وشمالاً ويدعون عوائلهم في بيوتهم مع النساء، ولا يكون لهم عائل فيضيعون؛ لأنهم يحتاجون إلى الإنفاق ويحتاجون إلى الرعاية وإلى غير ذلك،

وتجدهم يذهبون يتجولون في القرى وربما في المدن أيضاً، بدون أن يكون هناك ضرورة، ولكن شيء في نفوسهم، يظنون أن هذا أفضل من البقاء في أهليهم بتأديبهم وتربيتهم.

وهذا ظن خطأ، فإن بقاءهم في أهلهم، وتوجيه أولادهم من ذكور وإناث، وزوجاتهم ومن يتعلق بهم أفضل من كونهم يخرجون يزعمون أنهم يرشدون الناس وهم يتركون عوائلهم الذين هم أحق من غيرهم بنصيحتهم وإرشادهم، ولهذا قال الله تعالى: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) [الشعراء: 214] ، فبدأ بعشيرته الأقربين قبل كل أحد.

أما الذي يذهب إلى الدعوة إلى الله يوماً أو يومين أو ما أشبه ذلك، وهو عائد إلى أهله عن قرب فهذا لا يضره، وهو على خير ـ لكن كلامنا في قوم يذهبون أربعة أشهر، أو خمسة أشهر، أو سنة ـ عن عوائلهم؛ يتركونهم للأهواء والرياح تعصف بهم، فهؤلاء لا شك أن هذا من قصور فقهم في دين الله عز وجل.

وقد قال النبي عليه الصلاة: ((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين))،

فالفقيه في الدين هو الذي يعرف الأمور، ويحسب لها، ويعرف كيف تؤتى البيوت من أبوابها، حتى يقوم بما يجب عليه." اهـ

 

المفاتيح في شرح المصابيح (5 / 213) - للحسين بن محمود بن الحسن، مظهر الدين الزَّيْدَانيُّ الكوفي الضَّريرُ الشِّيرازيُّ الحَنَفيُّ المشهورُ بالمُظْهِري (المتوفى: 727 هـ):

"من أعانَ أرملةً وأحسنَ إليها يكونُ ثوابُه كثوابِ الغازي، وكثوابِ الذي يصومُ النهارَ ولا يُفْطِر، ويقومُ الليل ولا يَفْتُر؛ أي: ولا يتركُ العبادة." اهـ

 

مجموع فتاوى ابن باز (30) جزءا - (14 / 328):

"لا ريب أن اليتيم والمسكين من أحق الناس بالرعاية والعناية، وقد أكثر الرب _عز وجل_ في كتابه العظيم من الحث على الإحسان إليهما، ورحمتهما ومواساتهما؛

فجدير بالمؤمن والمؤمنة الإحسان إلى من لديه شيء منهما من أيتام المسلمين وفقرائهم ؛ فإن الصدقة في هؤلاء في محلها من الزكاة وغيرها." اهـ

 

الإفصاح عن معاني الصحاح (6/ 267) لابن هبيرة:

* في هذا الحديث من الفقه: أنه أشار إلى فضل السعي، وإنه إذا كان لا عيال له؛ إذ لو كان له عيال، لكان كسبه عليهم فرضًا، وكان أعظم من هذا؛

ولكن إذا لم يكن له عيال فصرف كسبه إلى الأرملة والمسكين، كان كالصائم لا يفطر، وكالقائم لا يفتر، والمجاهد في سبيل الله." اهـ

 

طرح التثريب في شرح التقريب (4/ 74)

وَقَالَ ابْنُ بَطَّالٍ إنْفَاقُ الْمَالِ فِي حَقِّهِ ثَلَاثَةُ أَقْسَامٍ.

(الْأَوَّلُ) أَنْ يُنْفِقَ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ وَمَنْ تَلْزَمُهُ النَّفَقَةُ عَلَيْهِ غَيْرَ مُقَتِّرٍ عَمَّا يَجِبُ لَهُمْ وَلَا مُسْرِفٍ فِي ذَلِكَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67] وَهَذِهِ النَّفَقَةُ أَفْضَلُ مِنْ الصَّدَقَةِ وَمِنْ جَمِيعِ النَّفَقَاتِ

(وَالْقِسْمُ الثَّانِي) أَدَاءُ الزَّكَاةِ وَإِخْرَاجُ حَقِّ اللَّهِ تَعَالَى لِمَنْ وَجَبَ لَهُ،

(وَالْقِسْمُ الثَّالِثُ) صِلَةُ الْأَهْلِ الْبُعَدَاءِ وَمُوَاسَاةُ الصِّدِّيقِ وَإِطْعَامُ الْجَائِعِ وَصَدَقَةُ التَّطَوُّعِ كُلُّهَا؛

فَهَذِهِ نَفَقَةٌ مَنْدُوبٌ إلَيْهَا مَأْجُورٌ عَلَيْهَا لِقَوْلِهِ _عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ_: «السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْيَتِيمِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»[2].

 

شرح صحيح البخارى لابن بطال (3/ 409)

فمن أنفق فى هذه الوجوه الثلاثة فقد وضع المال فى موضعه، وأنفقه فى حقه، ووجب حسده، وكذلك من آتاه الله حكمته فعلمها فهو وارث منزلة النبوة، لأنه يموت ويبقى له أجر من علّمه، وعمل بعلمه إلى يوم القيامة، فينبغى لكل مؤمن أن يحسد من هذه حاله، والله يؤتى فضله من يشاء.

 

المفاتيح في شرح المصابيح (5/ 213):

"من أعانَ أرملةً وأحسنَ إليها يكونُ ثوابُه كثوابِ الغازي، وكثوابِ الذي يصومُ النهارَ ولا يُفْطِر، ويقومُ الليل ولا يَفْتُر؛ أي: ولا يتركُ العبادة." اهـ

 

دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين (3/ 84)

"(كالمجاهد في سبيل الله)،

وشبه به لأن القيام على المرأة بما يصلحها ويحفظها ويصونها، لا يتصور الدوام عليه، إلا مع الصبر العظيم ومجاهدة النفس والشيطان، فإنهما يكسلان عن ذلك ويثقلانه ويفسدان النية فيه، وربما يدعوان بسبب ذلك إلى السوء ويسؤان له،

ولذا قل من يدوم على ذلك العمل، وقلّ من يسلم منه فإذا حصل ذلك العمل حصلت منه الفوائد: كشف كرب الضعفاء، وإبقاءُ رمقهم، وسدّ خلتهم، وصون حرمتهم كذا في «المفهم» للقرطبي." اهـ

 

الأدب النبوي (ص: 117):

"المجاهد في سبيل الله الذي يخدم دينه بنفسه وماله، أو جاهه وسلطانه أو علمه وفنه، ليس له جزاء إلا الجنة إلى الذكرى الطيبة في الحياة الدنيا والمكانة العالية في النفوس.

وكذلك الجزاء للساعي على الأرملة والمسكين، فيكد ويتعب؛ ويجاهد وينصب، ليكفي تلك الأرملة حاجاتها. بعد أن فقدت بعلها، الذي كان يرعاها وينفق عليها، فهو بذلك يخفف عنها من ألم المصيبة؛ ويسليها على الفجيعة «1» ؛ ويكف يدها عن المد؛ ويصون وجهها عن العرض. وكذلك يصنع للمسلم الذي فقد المال؛ وعجز عن الكسب أو قدر ولكن لم يجد العمل، فهو يجمع المال بعرق جبينه. لا ليمتّع نفسه أو ولده؛ أو لينفقه في البذخ واللذة، ولكن ليسد به جوعة المسكين، ويغنيه عن الإستجداء فيحفظ على وجهه ماء الحياء، وعلى نفسه خلق العفاف، فكان خليقا بمرتبة المجاهدين، ومنزلة المقربين. فاخدم بمالك ووقتك وقوتك وسعيك ذوي الحاجات، وأرباب العاهات تنل المنزلة العالية والجنة الخالدة." اهـ

 

وقال محمد الأمين بن عبد الله بن يوسف بن حسن الأُرمي العَلًوي الأثيوبي الهَرَري الكري البُوَيطي _رحمه الله_ في "مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه والقول المكتفى على سنن المصطفى" (12/ 357):

"ثوابُ القائم بأمرهما وإصلاحِ شأنهما والإنفاقِ عليهما، كثواب الغازي في جهاده؛ فإنَّ المال شقيقُ الروح، وفي بَذْلهِ: مخالفةُ النفس، ومطالبةُ رضا الرب." اهـ

 



[1] وأخرجه الطبراني في الدعاء (ص: 447) (رقم: 1544)

وفيه: يحيى الحماني. وفي ديوان الضعفاء (ص: 436) للذهبي: "وقال النسائي: ضعيف، وأما أحمد بن حنبل فقال: كان يكذب جهاراً، ما زلنا نعرفه يسرق الأحاديث، وقال محمد بن عبد الله بن نمير: كذاب، وقال الجوزجاني: ترك حديثه." اهـ

وكذا فيه النضر بن عبد الرحمن ، أبو عمر الخزاز (حديثه فى الكوفيين)، من الذين عاصروا صغارالتابعين، روى له الترمذي،وقال عنه ابن حجر: "متروك."

[2] ففي "شرح صحيح البخارى" لابن بطال (3/ 408_409):

"قال بعض أهل العلم: إنفاق المال فى حقه ينقسم ثلاثة أقسام: فالأول أن ينفق على نفسه، وأهله، ومن تلزمه نفقته غير مقتر عما يجب لهم، ولا مسرف فى ذلك، كما قال تعالى: (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قوامًا) [الفرقان: 67] ،

وهذه النفقة أفضل من الصدقة، ومن جميع النفقات، لقوله (صلى الله عليه وسلم) : (إنك لن تنفق نفقة تبتغى بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى اللقمة تضعها فِى فىّ امرأتك) .

وقسم ثان: وهو أداء الزكاة، وإخراج حق الله تعالى لمن وجب له. وقد قيل: من أدى الزكاة فقد سقط عنه اسم البخل.

وقسم ثالث: وهو صلة الأهل البعداء ومواساة الصديق، وإطعام الجائع، وصدقة التطوع كلها فهذه نفقة مندوب إليها مأجور عليها، لقوله (صلى الله عليه وسلم) : (الساعى على الأرملة واليتيم كالمجاهد فى سبيل الله).

فمن أنفق فى هذه الوجوه الثلاثة فقد وضع المال فى موضعه، وأنفقه فى حقه، ووجب حسده، وكذلك من آتاه الله حكمته فعلمها فهو وارث منزلة النبوة، لأنه يموت ويبقى له أجر من علّمه، وعمل بعلمه إلى يوم القيامة، فينبغى لكل مؤمن أن يحسد من هذه حاله، والله يؤتى فضله من يشاء." اهـ

Komentar

Postingan populer dari blog ini

شرح الحديث 112 - 113 - الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير - من صحيح الرغيب

شرح الحديث 66 من رياض الصالحين