شرح الحديث 121 من الأدب المفرد لأبي فائزة البوجيسي

 

121 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو الرَّبِيعِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ»

[قال الشيخ الألباني: صحيح]

 

رواة الحديث:

 

* حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو الرَّبِيعِ (ثقة: ت 234 هـ):

سليمان بن داود العَتَكِيُّ، أبو الربيع الزهراني البصري (سكن بغداد)، كبار الآخذين عن تبع الأتباع، روى له:  خ م د س

 

* قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ (ثقة ثبت: ت 180 هـ بـ بغداد):

إسماعيل بن جعفر بن أبى كثير الأنصاري الزُّرَقِيُّ مولاهم، أبو إسحاق المدني القارىء، من الوسطى من أتباع التابعين، روى له:  خ م د ت س ق 

 

* قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (صدوق ربما وهم: ت 138 هـ):

العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الْحُرَقِيُّ، أبو شبل المدني، مولى الحرقة من جهينة، من صغار التابعين، روى له:  ر م د ت س ق 

 

* عَنْ أَبِيهِ (ثقة):

عبد الرحمن بن يعقوب الجهنى المدنى، مولى الْحُرَقَةِ (والد العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب)، من الوسطى من التابعين، روى له:  ر م د ت س ق 

 

* عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (ت 57 هـ):

عبد الرحمن بن صخر، أبو هريرة الدوسي اليماني (حافظ الصحابة، بل أحفظهم)، روى له:  خ م د ت س ق

 

نص الحديث:

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ قَالَ:

«لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ[1]»

 

المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (1/ 144):

"الجارُ هنا: يصلُحُ للمجاوِرِ لك في مسكنك، ويصلُحُ للداخل في جوارك وحُرْمتك؛ إذْ كلُّ واحد منهما يجبُ الوفاءُ بحقه، وتحرمُ أَذِيَّتُهُ تحريمًا أشدَّ من تحريم أذى المسلم مطلقًا." اهـ

 

وفي مسند أحمد - عالم الكتب (2/ 336)

(8432) 8413- حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لاَ وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ ، لاَ وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ ، لاَ وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ قَالُوا : وَمَنْ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : جَارٌ لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ ، قِيلَ : وَمَا بَوَائِقُهُ ؟ قَالَ : شَرُّهُ." اهـ[2]

 

غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (1/ 361):

"وَمِنْ كَلَامِ الْحُكَمَاءِ: مَنْ أَحْسَنَ إلَى مَنْ أَسَاءَ إلَيْهِ فَقَدْ أَخْلَصَ لِلَّهِ شُكْرًا، وَمَنْ أَسَاءَ إلَى مَنْ أَحْسَنَ إلَيْهِ فَقَدْ اسْتَبْدَلَ نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا." اهـ

 

فيض القدير (6/ 448_449):

"قال ابن أبي جمرة:

"حفظ الجار من كمال الإيمان وكان أهل الجاهلية يحافظون عليه،

ويحصل امتثال الوصية به بإيصال ضروب الإحسان بقدر الطاقة كهدية وسلام وطلاقة وجه وتفقد حال ومعاونة وغير ذلك وكف أسباب الأذى الحسية والمعنوية عنه وتتفاوت مراتب ذلك بالنسبة للجار الصالح وغيره." اهـ

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص: 55) (رقم: 121)، ومسلم في "صحيحه" (1/ 68/ 73) (رقم: 46)، وأحمد في "مسنده" - عالم الكتب (2/ 372) (رقم: 8855)، وأبو يعلى الموصلي في "مسنده" (11/ 375) (رقم: 6490)، وأبو عوانة في "المسند المستخرج" (1/ 38) (رقم: 82)، وابن منده في "الإيمان" (1/ 445 و 1/ 446) (رقم: 304 و 306)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (2/ 56) (رقم: 875)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (12/ 87) (رقم: 9088)، وأبو شجاع الديلمي في "الفردوس بمأثور الخطاب" (5/ 108) (رقم: 7623).

 

والحديث صحيح: صححه الأرنؤوط في "تخريج مسند أحمد" – ط. الرسالة (14/ 444) (رقم: 8855)،

 

وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (ص: 70) (رقم: 89)، و صحيح الجامع الصغير وزيادته (2/ 1270) (رقم: 7675)، صحيح الترغيب والترهيب (2/ 679) (رقم: 2550)

 

من فوائد الحديث:

 

تطريز رياض الصالحين (ص: 218)

في هذا الحديث: وعيد شديد لمن أخاف جاره أو خادعه على أهله أو ماله.

 

شرح رياض الصالحين (3/ 178)

وفي هذا دليل على تحريم العدوان على الجار؛ سواء كان ذلك بالقول أو بالفعل، أما بالقول فأن يسمع منه ما يزعجه ويقلقه، كالذين يفتحون الراديو أو التلفزيون أو غيرهما مما يسمع فيزعج الجيران، فإن هذا لا يحل له، حتى لو فتحه على كتاب الله وهو مما يزعج الجيران بصوته فإنه معتد عليهم، ولا يحل له لك أن يفعل ذلك.

وأما بالفعل فيكون بإلقاء الكناسة حول بابه، والتضييق عليه عند مداخل بابه، أو بالدق، أو ما أشبه ذلك مما يضره، ومن هذا أيضاً إذا كان له نخلة أو شجرة حول جدار جاره فكان يسقيها حتى يؤذي جاره بهذا السقي، فإن ذلك من بوائق الجار يحل له.

إذاً يحرم على الجار أن يؤذي جاره بأي شيء، فإن فعل فإنه ليس بمؤمن، والمعنى أنه ليس متصفاً بصفات المؤمنين في هذه المسألة التي خالف بها الحق.

 

كشف المشكل من حديث الصحيحين (3/ 515)

فَإِن قيل: فَهَل يخرج بِهَذَا من الْإِيمَان؟ فَالْجَوَاب: يخرج من كَمَال الْإِيمَان وَيُمكن أَن يُقَال إِن هَذِه الصّفة لَيست من صِفَات الْمُؤمن." اهـ

 

فتح الباري لابن حجر (10/ 444)

"قَالَ بن بَطَّالٍ:

"فِي هَذَا الْحَدِيثِ تَأْكِيدُ حَقِّ الْجَارِ لِقَسَمِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ذَلِكَ وَتَكْرِيرِهِ الْيَمِينَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَفِيهِ نَفْيُ الْإِيمَانِ عَمَّنْ يُؤْذِي جَارَهُ بِالْقَوْلِ أَوِ الْفِعْلِ وَمُرَادُهُ الْإِيمَانُ الْكَامِلُ وَلَا شَكَّ أَنَّ الْعَاصِي غَيْرُ كَامِلِ الْإِيمَانِ.

وَقَالَ النَّوَوِيُّ عَنْ نَفْيِ الْإِيمَانِ:

"فِي مِثْلِ هَذَا جَوَابَانِ:

* أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ فِي حَقِّ الْمُسْتَحِلِّ،

* وَالثَّانِي: أَنَّ مَعْنَاهُ لَيْسَ مُؤْمِنًا كَامِلًا اهـ

* وَيُحْتَمِلُ: أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ أَنَّهُ لَا يُجَازَى مُجَازَاةَ الْمُؤْمِنِ بِدُخُولِ الْجَنَّةِ مِنْ أَوَّلِ وَهْلَةٍ مَثَلًا

* أَوْ أَنَّ هَذَا خَرَجَ مَخْرَجَ الزَّجْرِ وَالتَّغْلِيظِ وَظَاهِرُهُ غَيْرُ مُرَادٍ، وَاللَّهُ أعلم." اهـ

 

المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (1/ 144)

فمَنْ كان - مع هذا التأكيد الشديد - مُضِرًّا بجاره ، كاشفًا لعوراته ، حريصًا على إنزالِ البوائِقِ به : كان ذلك منه دليلاً :

وإمَّا على فسادِ اعتقادٍ ونفاق ، فيكونُ كافرًا ، ولا شك في أنه لا يدخُلُ الجنة.

وإمَّا على استهانةٍ بما عظَّم اللهُ تعالى مِنْ حرمةِ الجار ، ومِنْ تأكيدِ عهدِ الجوار ، فيكونُ فاسقًا فِسْقًا عظيمًا ، ومرتكبَ كبيرةٍ ، يُخَافُ عليه من الإصرار عليها أن يُخْتَمَ عليه بالكفر ؛ فإنَّ المعاصيَ بريدُ الكُفْر ، فيكونُ من الصِّنْفِ الأول ، ، وإنْ سَلِمَ من ذلك ومات غيرَ تائب ، فأمرُهُ إلى الله تعالى ، فإنْ عَاقَبَهُ بدخول النار ، لم يدخُلِ الجَنَّةَ حين يدخلُهَا مَنْ لم يكنْ كذلك ، أو لا يدخُلُ الجنَّةَ المعدَّةَ لمن قام بحقوق جاره.

وعلى هذا القانون: ينبغي أن يحمَلَ كلُّ ما في هذا الباب مما قالَ فيه النبي ِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ : إنَّ فاعله لا يدخُلُ الجنّة ، مما ليس بشركٍ ؛ للأدلَّةِ المتقدِّمة ، ولِمَا يأتي في أحاديث الشفاعة." اهـ

 

فتح الباري لابن حجر (10/ 444):

"وَقَالَ بن أَبِي جَمْرَةَ:

"إِذَا أُكِّدَ حَقُّ الْجَارِ مَعَ الْحَائِلِ بَيْنَ الشَّخْصِ وَبَيْنَهُ وَأُمِرَ بِحِفْظِهِ وَإِيصَالِ الْخَيْرِ إِلَيْهِ وَكَفِّ أَسْبَابِ الضَّرَرِ عَنْهُ، فَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُرَاعِيَ حَقَّ الْحَافِظِينَ اللَّذِينِ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمَا جِدَارٌ وَلَا حَائِلٌ، فَلَا يُؤْذِيهِمَا بِإِيقَاعِ الْمُخَالَفَاتِ فِي مُرُورِ السَّاعَاتِ،

فَقَدْ جَاءَ أَنَّهُمَا يُسَرَّانِ بِوُقُوعِ الْحَسَنَاتِ وَيَحْزَنَانِ بِوُقُوعِ السَّيِّئَاتِ، فَيَنْبَغِي مُرَاعَاةُ جَانِبِهِمَا وَحِفْظُ خَوَاطِرِهِمَا بِالتَّكْثِيرِ مِنْ عَمَلِ الطَّاعَاتِ وَالْمُوَاظَبَةِ عَلَى اجْتِنَابِ الْمَعْصِيَةِ، فَهُمَا أَوْلَى بِرِعَايَةِ الْحَقِّ مِنْ كَثِيرٍ مِنَ الْجِيرَانِ." اهـ مُلَخصا." اهـ

 

العلم للعثيمين (ص: 181):

"فالإساءة إلى الوالدين مثلا أعظم من الإساءة إلى غيرهما، والإساءة إلى الأقارب أعظم من الإساءة إلى الأباعد، والإساءة إلى الجيران أعظم من الإساءة إلى من ليسوا من جيرانًا لك." اهـ [وانظر: مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (26/ 497)]

 

إكمال المعلم بفوائد مسلم (1/ 283):

"من لا يؤمن شره ولا مضرته، ومن كان بهذه الصفة من سوء الاعتقاد للمؤمن، فكيف بالجار وتربصه به الدوائر وتسبيبه له المضار،

فهو من العاصين المتوعدين بدخول النار، وأنه لا يدخل الجنة حتى يُعاقب ويجازى بفعله، إلا أن يعفو الله عنه." اهـ

 

البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (2/ 158)

"في فوائده:

1 - (منها): بيان تحريم إيذاء الجار.

2 - (ومنها): بيان كون إيذاء الجار من الكبائر.

3 - (ومنها): نفي الإيمان عمّن لا يأمن جاره بوائقه، وأخرج البخاريّ من حديث أبي شُرَيح الْخُزاعيّ - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن"، قيل: من يا رسول الله؟ قال: "الذي لا يَأْمَنُ جاره بوائقه".

قال ابنُ بطال رحمه الله تعالى: في هذا الحديث تأكيدُ حَقِّ الجار؛ لقسمه - صلى الله عليه وسلم - على ذلك، وتكريره اليمين ثلاث مرات، وفيه نفيُ الإيمان عمن يؤذي جاره بالقول أو الفعل، ومراده الإيمان الكامل، ولا شكّ أن العاصي غير كامل الإيمان.

وقال ابن أبي جمرة رَحِمَهُ اللهُ: إذا أُكِّد حَقّ الجار مع الحائل بين الشخص وبينه، وأُمر بحفظه، وإيصال الخير إليه، وكفّ أسباب الضرر عنه، فينبغي له___أن يُرَاعِي حَقَّ الحافظين اللذين ليس بينه وبينهما جدار ولا حائل، فلا يؤذهما بإيقاع المخالفات في مرور الساعات، فقد جاء أنهما يُسَرّان بوقوع الحسنات، وَيَحْزَنَان بوقوع السيئات، فينبغي مراعاة جانبهما، وحفظ خواطرهما بالتكثير من عمل الطاعات، والمواظبة على اجتناب المعصية، فهما أولى برعاية الحقّ من كثير من الجيران. انتهى ملخصًا (1).

4 - (ومنها): أن من يؤذي جاره يُحْرَم من دخول الجنّة إما تحريمًا أوّليًّا، أو تحريمًا مؤبَّدًا على التوجيه الذي أسلفناه.

5 - (ومنها): من يُكْرِم جاره، ويقوم بمصالحه، مع مراعاة سائر الحقوق يكون مؤمنًا كامل الإيمان، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}." اهـ

 

الإفصاح عن معاني الصحاح (7/ 278)

* في هذا الحديث: تشديد الحفظ للجار، والمصافي أصل وضع اسم الجار في لغة العرب هو الملتجئ والمستجير، وقد يكون المصافى والقريب المنزل، فإذا كان المستجير إنما قصد ولجأ إلى مسلم، ليكون دافعًا عنه البوائق عن غيره، فأي شيء أقبح من أن تأتيه البوائق من الشخص الذي استجار به لدفع البوائق؛ فلهذا كرر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النهي ثلاثا إنه: لا يؤمن.

 

 

التوضيح لشرح الجامع الصحيح (28/ 322):

"وهذا الحديث شديد الحض على ترك أذى الجار، ألا ترى أنه - عليه السلام - أكد ذلك بقسمه ثلاث مرات أنه لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه، ومعناه: أنه لا يؤمن الإيمان الكامل، ولا يبلغ أعلى درجاته من كان بهذِه الصفة،

فينبغي لكل مؤمن أن يحذر أذى جاره ويرغب أن يكون في أعلى درجات الإيمان وينتهي عما نهاه الله ورسوله عنه، ويرغب فيما رضياه وحضَّا العباد عليه.

وقال أبو حازم المزني:

"كان أهل الجاهلية أبر بالجار منكم، هذا قائلهم يقول:

ناري ونار الجار واحدة ... وإليه قبلي تُنزل القِدْرُ.

ما ضَرَّ جارًا أن أُجاوره ... أَن لا يَكون لبابه سترُ.

أَعمى إِذا ما جارتي برزت ... حتى يواري جارتي الخدرُ." اهـ

 

مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (7/ 3109):

"وَفِيهِ: مُبَالَغَةٌ حَيْثُ جَعَلَ عَدَمَ الْأَمْنِ مِنْ وُقُوعِ الضَّرَرِ سَبَبًا لِنَفْيِ دُخُولِ الْجَنَّةِ، فَكَيْفَ إِذَا تَحَقَّقَ لُحُوقُ الضَّرَرِ وَالشَّرِّ؟" اهـ

 

فيض القدير (6/ 448):

"وذلك لأنه إذا كان مضرا لجاره كان كاشفا لعورته حريصا على إنزال البوائق به دل حاله على فساد عقيدته ونفاق طويته أو على امتهانه ما عظم الله حرمته،

وأكد وصلته فإصراره على هذه الكبيرة مظنة حلول الكفر به، فإن المعاصي بريده ومن ختم له بالكفر لا يدخلها أو هو في المستحل، أو المراد الجنة المعدة لمن قام بحق جاره." اهـ

 

فيض القدير (6/ 448_449):

"قال ابن أبي جمرة:

"حفظ الجار من كمال الإيمان وكان أهل الجاهلية يحافظون عليه ويحصل امتثال الوصية به بإيصال ضروب الإحسان بقدر الطاقة كهدية وسلام وطلاقة وجه وتفقد حال ومعاونة وغير ذلك وكف أسباب الأذى الحسية والمعنوية عنه وتتفاوت مراتب ذلك بالنسبة للجار الصالح وغيره." اهـ

 

التنوير شرح الجامع الصغير (11/ 181):

"وهذه توصية في الجار وأنه من خافه جاره لا يدخل الجنة فإن الله وصى في الجار وتقدمت عدة أحاديث في ذلك." اهـ

 

 

أبو عبد الله الحَلِيمي (المتوفى: 403 هـ) _رحمه الله_ في "المنهاج في شعب الإيمان" (3/ 358):

"الجوار سبب الأمن كما يثبت، فإذا أخاف الجارُ الجارَ، كان كمن أمنه رجل فعدا عليه فقتله، فيكون قد جازى الحسنة بالسيئة، ولذلك ملوم في الطبائع ومذموم في الشرائع." اهـ

 

الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي = الداء والدواء (ص: 112)

فَالزِّنَا بِمِائَةِ امْرَأَةٍ لَا زَوْجَ لَهَا أَيْسَرُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الزِّنَا بِامْرَأَةِ الْجَارِ، فَإِنْ كَانَ زَوْجُهَا جَارًا لَهُ انْضَافَ إِلَى ذَلِكَ سُوءُ الْجِوَارِ، وَأَذَى جَارِهِ بِأَعْلَى أَنْوَاعِ الْأَذَى وَذَلِكَ مِنْ أَعْظَمِ الْبَوَائِقِ.

 

شرح جوامع الأخبار - عبد الكريم الخضير (8/ 12) _ الشاملة:

"فالإحسان مطلوب مع كل أحد حتى مع الحيوان، ((في كل كبد رطبة فيها أجر)) إذا تصور الإنسان أنه دخل الجنة بإزالة غصن من الطريق؛ لأنه أحسن على الناس." اهـ

 

 

 



[1] وفي "لسان العرب" (10/ 30): "قَالَ الْكِسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: "بوائقُه غَوائلُه وشرُّه أَوْ ظُلْمه وغَشَمُه." اهـ

وفي "كشف المشكل من حديث الصحيحين" (3/ 515):

"قَالَ أَبُو عبيد: "(البوائق): الغوائل وَالشَّر، يُقَال: أَصَابَتْهُم بائقة: أَي داهية، وباقتهم تبوقهم بوقا، وَكَذَلِكَ فقرتهم الفاقرة، وصلتهم الصالة، والصالة: الداهية." اهـ

[2] صحيح: صححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (2/ 679) (رقم: 2550).

Komentar

Postingan populer dari blog ini

شرح الحديث 112 - 113 - الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير - من صحيح الرغيب

شرح الحديث 66 من رياض الصالحين