شرح الحديث 118 من الأدب المفرد

 

65- باب الجار السوء

 

118 - حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَغْرَاءَ قَالَ: حَدَّثَنَا بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

«لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ وَأَخَاهُ وَأَبَاهُ»

[قال الشيخ الألباني: حسن]

 

رواة الحديث:

 

حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ مَالِكٍ ():

مخلد بن مالك بن جابر الجمال ، أبو جعفر الرازى ( نزيل نيسابور )

الطبقة :  10 : كبار الآخذين عن تبع الأتباع

الوفاة :  241 هـ بـ نيسابور

روى له :  خ  ( البخاري )

رتبته عند ابن حجر :  ثقة

 

قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَغْرَاءَ ():

عبد الرحمن بن مغراء بن عياض بن الحارث بن عبد الله بن وهب الدوسى ، أبو زهير الكوفى ( سكن الرى ، و ولى قضاء الأردن )

الطبقة :  9  : من صغار أتباع التابعين

الوفاة :  100 و بضع و تسعون هـ

روى له :  بخ د ت س ق  ( البخاري في الأدب المفرد - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه )

رتبته عند ابن حجر :  صدوق تكلم فى حديثه عن الأعمش

 

قَالَ: حَدَّثَنَا بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ،

بريد بن عبد الله بن أبى بردة بن أبى موسى الأشعرى ، أبو بردة الكوفى

الطبقة :  6  : من الذين عاصروا صغارالتابعين

روى له :  خ م د ت س ق  ( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه )

رتبته عند ابن حجر :  ثقة يخطىء قليلا

 

عَنْ أَبِي بُرْدَةَ،

أبو بردة بن أبى موسى الأشعرى ، قيل اسمه عامر بن عبد الله بن قيس أو الحارث ( من أهل الكوفة ، و ولى القضاء بها )

الطبقة :  3  : من الوسطى من التابعين

الوفاة :  104 هـ و قيل غير ذلك بـ الكوفة

روى له :  خ م د ت س ق  ( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه )

رتبته عند ابن حجر :  ثقة

 

عَنْ أَبِي مُوسَى:

الاسم : عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن عامر بن الأشعر ، أبو موسى الأشعرى

الطبقة :  1 : صحابى

الوفاة :  50 هـ و قيل بعدها بـ مكة ، و قيل : الثوية

روى له :  خ م د ت س ق

 

نص الحديث وشرحه:

 

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

«لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ وَأَخَاهُ وَأَبَاهُ»

 

صحيح البخاري (9/ 48) (رقم: 7062): عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ:

كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبِي مُوسَى، فَقَالاَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ لَأَيَّامًا، يَنْزِلُ فِيهَا الجَهْلُ، وَيُرْفَعُ فِيهَا العِلْمُ، وَيَكْثُرُ فِيهَا الهَرْجُ» وَالهَرْجُ: القَتْلُ." اهـ

 

سنن ابن ماجه (2/ 1309) (رقم: 3959):عن أَسِيد بْن الْمُتَشَمِّسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

«إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ لَهَرْجًا» ،

قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: «الْقَتْلُ» ،

فَقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَقْتُلُ الْآنَ فِي الْعَامِ الْوَاحِدِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ كَذَا وَكَذَا،

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ بِقَتْلِ الْمُشْرِكِينَ، وَلَكِنْ يَقْتُلُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ، وَابْنَ عَمِّهِ وَذَا قَرَابَتِهِ» ،

فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَعَنَا عُقُولُنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا، تُنْزَعُ عُقُولُ أَكْثَرِ ذَلِكَ الزَّمَانِ، وَيَخْلُفُ لَهُ هَبَاءٌ مِنَ النَّاسِ لَا عُقُولَ لَهُمْ»

ثُمَّ قَالَ الْأَشْعَرِيُّ: «وَايْمُ اللَّهِ، إِنِّي لَأَظُنُّهَا مُدْرِكَتِي وَإِيَّاكُمْ، وَايْمُ اللَّهِ، مَا لِي وَلَكُمْ مِنْهَا مَخْرَجٌ، إِنْ أَدْرَكَتْنَا فِيمَا عَهِدَ إِلَيْنَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَّا أَنْ نَخْرُجَ كَمَا دَخَلْنَا فِيهَا»

 

مسند أحمد - عالم الكتب (4/ 414) (رقم: 19717):

عَنْ أَبِي مُوسَى ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

"إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ الْهَرْجَ."

فَقَالُوا: "وَمَا الْهَرْجُ؟" قَالَ : (الْقَتْلُ).

قَالُوا: "أَكْثَرُ مِمَّا نَقْتُلُ، إِنَّا لَنَقْتُلُ فِي الْعَامِ الْوَاحِدِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ أَلْفًا."

قَالَ: (إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمُ الْمُشْرِكِينَ، وَلَكِنْ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا)

قَالُوا: "وَمَعَنَا عُقُولُنَا يَوْمَئِذٍ؟" قَالَ: (إِنَّهُ يُنْزَعُ عُقُولُ أَكْثَرِ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ، وَيُخَلَّفُ لَهُ هَبَاءٌ مِنَ النَّاسِ يَحْسَبُ أَكْثَرُهُمْ أَنَّهُ عَلَى شَيْءٍ، وَلَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ)."

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه في "الأدب المفرد" (ص: 54) (رقم: 118)، سنن ابن ماجه (2/ 1309) (رقم: 3959)، ونعيم بن حماد في "الْفِتَنِ" (1/ 29_30 و 1/ 47) (رقم: 10_11 و 68)، وأحمد في "مسنده" – ط. عالم الكتب (4/ 406) (رقم: 19636)، والبزار في "مسنده" = البحر الزخار (8/ 56) (رقم: 3047)، وأبو يعلى الموصلي في "مسنده"  (13/ 203) (رقم: 7234).

 

والحديث حسن: حسنه الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (7/ 563) (رقم: 3185).

 

من فوائد الحديث:

 

وقال محمد لقمان بن محمد بن ياسين أبو عبد الله الصِّدِّيْقِيُّ السلَفِيُّ (المتوفى 1441 هـ) _رحمه الله_ في "رش البرد شرح الأدب المفرد" (ص: 0)

"فقه الحديث:

1/ من أشراط الساعة الصُغرى شُيوع القتل، ولا يعني هذا مقاتلة المُسلمين الكفار، وإنمّا هو قتلُ المسلمين للمسلمين، يقتلُ بعضُهم بعضاً." اهـ

 

عون الأحد الصمد (1/ 144):

"في هذا الحديث بيان معجزة للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإخباره بوقوع أمور ستقع في آخر الزمان،

وفي الحديث أيضا دليل على بشاعة جريمة القتل ظلما وعدوانا لا سيما قتل القريب والجار، وفيه دلـيـل عـلى أن الرحمـة تنزع من القلـوب في آخر الزمان فتبقى الناس كالوحـوش يأكل بعضها بعضا." اهـ

 

2/ هذه العلامة من علامات الساعة الصُغرى، ألا وهي شيوع القتْل بين المسلمين، حتّى أنّه يقتُلَ الجارُ جاره، والأخ أخاه، والولد أباه، يجهلها كثيرٌ من الناس،

والمتأمّل في وضعنا الراهن، وخاصّةً في قضايا القتل بينَ المسلمين، يعلمُ أن هذه العلامة قد وقعت، والقتلُ بينَ المسلمين للمسلمين قد شاع، ولِأتفهِ الأسباب، حتى بهذا التفصيل، من قتل الجار للجار، والأخ للأخ، والولد للأب. نسأل الله السلامة.

 

3/ فعلى المسلم أن يبتعد عن الفتن كل الابتعاد؛ لأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أرشد أمته إذا أدركوا الفتن أو أحسوا بالفتن أنْ يبتعدوا عنها كل الابتعاد، وأنْ يهربوا منها كل الهرب؛ لأنَّ الفرار من الفتنة من الدين

 

4/ إنَّ المسلم ينبغي له أنْ يحذر من الدخول في الفتن، وأنْ يستعيذ بالله تعالى منها -فقد كان عمار بن ياسر يستعيذ من الفتن - وأنْ يحذر أنْ يشارك فيها بقول أو فعل أو رأي أو بغير ذلك؛ فإنَّ الفتن إذا صارت لم يسلم منها أحد إلا مَن رَحِمَ اللهُ.

 

5/ الفتن لنعيم بن حماد (1/ 62)

مَا يُذْكَرُ مِنَ انْتِقَاصِ الْعُقُولِ، وَذَهَابِ أَحْلَامِ النَّاسِ فِي الْفِتَنِ

 

6/ سنن ابن ماجه (2/ 1306)

بَابُ التَّثَبُّتِ فِي الْفِتْنَةِ

Komentar

Postingan populer dari blog ini

شرح الحديث 112 - 113 - الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير - من صحيح الرغيب

شرح الحديث 66 من رياض الصالحين