شرح الوجه الْحَادِي وَالثَّلَاثُينَ إلى الرابع وَالثَّلَاثُينَ من كتاب مفتاح دار السعادة لأبي فائزة البوجيسي _حفظه الله_

 

مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة (1/ 53)

الْوَجْه الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: أنَّهُ _سُبْحَانَهُ_ ذمّ اهل الْجَهْل فِي مَوَاضِع كَثِيرَة من كِتَابه،

فَقَالَ تَعَالَى : {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ } [الأنعام: 111]،

وَقَالَ : {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الأنعام: 37]،

وَقَالَ تَعَالَى : {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} [الفرقان: 44]،

 

قال الطبري في "جامع البيان" – ت. شاكر (19/ 274):

"(إِنْ هُمْ إِلا كَالأنْعَامِ) يقول: ما هم إلا كالبهائم التي لا تعقل ما يقال لها، ولا تفقه، بل هم من البهائم أضلّ سبيلا لأن البهائم تهتدي لمراعيها، وتنقاد لأربابها، وهؤلاء الكفرة لا يطيعون ربهم، ولا يشكرون نعمة من أنعم عليهم، بل يكفرونها، ويعصون من خلقهم وبرأهم."

 

فَلم يقْتَصر _سُبْحَانَهُ_ على تَشْبِيه الْجُهَّال بالأنعام حَتَّى جعلهم أضلَّ سَبِيلا مِنْهُم،

وَقَالَ : {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} [الأنفال: 22]

أخبر أنَّ الْجُهَّال شَرُّ الدَّوَابِّ عِنْده على اخْتِلَاف أصنافها من الْحمير وَالسِّبَاع وَالْكلاب والحشرات وَسَائِر الدَّوَابّ.

 

فالجهال شَرّ مِنْهُم، وَلَيْسَ عَلي دين الرُّسُل أضرُّ من الْجُهَّال، بل أعداؤُهم على الْحَقِيقَة،

وَقَالَ تَعَالَى لنَبيه وَقد أعاذه : {فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [الأنعام: 35]،

وَقَالَ كليمه مُوسَى _عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام_ : {أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ } [البقرة: 67]،

وَقَالَ لأوّل رسله نوح _عَلَيْهِ السَّلَام_  : {إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [هود: 46]،

 

فَهَذِهِ حَال الْجَاهِلين عِنْده، والأول حَال أهل الْعلم عِنْده،

 

وَاخْبَرْ _سُبْحَانَهُ_ عَن عُقُوبَته لأعدائه: أنه مَنعهم علم كِتَابه ومعرفتَه وفِقْهَهُ، فَقَالَ تَعَالَى

{وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (45) وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا} [الإسراء: 45، 46]،

 

وقال ابن الجوزي _رحمه الله_ في "زاد المسير في علم التفسير" (3/ 27):

"قوله تعالى: حِجاباً مَسْتُوراً فيه ثلاثة أقوال:

* أحدها: أن الحجاب: هو الأكنَّة على قلوبهم، قاله قتادة.

* والثاني: أنه حجابٌ يستره فلا يرونه

* وقيل: إِنها نزلت في قوم كانوا يؤذون رسول الله _صلى الله عليه وسلّم_ إِذا قرأ القرآن.

قال الكلبي: وهم أبو سفيان والنضر بن الحارث وأبو جهل وأم جميل امرأة أبي لهب." اهـ

 

وَأمر نبيه بالإعراض عَنْهُم، فَقَالَ : {وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199] ،

وأثنى على عباده بالإعراض عَنْهُم ومتاركتهم كَمَا فِي قَوْله : {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ } [القصص: 55]

وَقَالَ تَعَالَى : {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} [الفرقان: 63]،

وكل هَذَا يدل على قبح الْجَهْل عِنْده وبغْضِه للْجَهْل وَأَهلِه، وَهُوَ كَذَلِك عِنْد النَّاس، فَإِن كل أحد يتبرأ مِنْهُ، وَإِن كَانَ فيه." اهـ

 

زاد المسير في علم التفسير (3/ 327)

"وقال مقاتل بن حيّان: «قالوا سلاماً» أي: قولاً يسْلَمون فيه من الإِثم." اهـ

 

تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن (ص: 586)

خاطبوهم خطابا يسلمون فيه من الإثم ويسلمون من مقابلة الجاهل بجهله. وهذا مدح لهم، بالحلم الكثير ومقابلة المسيء بالإحسان والعفو عن الجاهل ورزانة العقل الذي أوصلهم إلى هذه الحال.

 

 

 

 

 

 

مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة (1/ 53)

الوجه الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ:

أنَّ الْعلم حَيَاةٌ وَنورٌ، وَالْجهْلَ موْتٌ وظُلْمَةٌ، وَالشَّر كُله: سَببُه عدَمُ الْحَيَاةِ. والنور وَالْخَيْر كُله: سَببه النُّورُ والحياة، فَإِن النُّورَ يكْشف عَن حقائق الأشياءِ، وَيبين مراتبها. والحياةُ هِيَ المصححة لصفات الْكَمَال الْمُوجبَة لتسديد الاقوال والاعمال.

فَكلما تصرف من الْحَيَاة، فَهُوَ خير كُله، كالحياء الَّذِي سَببُه كَمَالُ حَيَاةِ الْقلْبِ وتصورُه حَقِيقَة الْقبْح ونُفْرَتُه مِنْهُ،

وضدُه الوقاحة___وَالْفُحْش، وَسَببه: موت الْقلب وَعدم نفرته من الْقَبِيح،

وكالحياء الَّذِي هُوَ الْمَطَر الَّذِي بِهِ حَيَاةُ كل شَيْءٍ،

قَالَ _تَعَالَى_:

{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا } [الأنعام: 122]،

كَانَ مَيْتًا بِالْجَهْلِ قَلْبُهُ، فأحياه بِالْعلمِ، وَجعل لَهُ من الايمان نورا يمشى بِهِ فِي النَّاس."

 

قال محمد صديق حسن خان _رحمه الله_ في "فتح البيان في مقاصد القرآن" (4/ 233):

"(وجعلنا له نوراً) النور عبارة عن الهداية والإيمان، وقيل هو القرآن وقيل الحكمة، وقيل هو النور المذكور في قوله تعالى: (يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم)." اهـ

 

وَقَالَ _تَعَالَى_:

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (28) لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29) } [الحديد: 28، 29].

 

زاد المسير في علم التفسير (4/ 239)

وفي المراد بالكفلين هاهنا قولان: أحدهما: أنّ أحدهما لإيمانهم بمن تقدَّم من الأنبياء، والآخر لإيمانهم بمحمّد صلّى الله عليه وسلم، قاله ابن عباس. والثاني: أن أحدهما: أجر الدنيا. والثاني: أجر الآخرة، قاله ابن زيد.

 

زاد المسير في علم التفسير (4/ 239)

قوله عزّ وجلّ: وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً.

فيه أربعة أقوال: أحدها: القرآن، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس. والثاني: تمشون به على الصراط، رواه أبو صالح عن ابن عباس. والثالث: الهدى، قاله مجاهد. والرابع: الإيمان، قاله ابن السّائب.

 

وَقَالَ _تَعَالَى_:

{اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 257]،

 

تفسير القرطبي (3/ 283)

قَالَ قَتَادَةُ: الظُّلُمَاتُ الضَّلَالَةُ، وَالنُّورُ الْهُدَى، وَبِمَعْنَاهُ قَالَ الضَّحَّاكُ والربيع. وقال مجاهد وعبدة ابن أَبِي لُبَابَةَ: قَوْلُهُ" اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا" نَزَلَتْ فِي قَوْمٍ آمَنُوا بِعِيسَى فَلَمَّا جَاءَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَفَرُوا بِهِ، فَذَلِكَ إِخْرَاجُهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ.

 

وَقَالَ _تَعَالَى_:

{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52]،

 

فَأخْبر أنَّهُ روْحٌ تحصل بِهِ الْحَيَاةُ، وَنورٌ يحصل بِهِ الإضاءةُ والإشراق، فَجمع بَين الأصلين: الْحَيَاةِ والنورِ.

 

وَقَالَ _تَعَالَى_:

{قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16) } [المائدة: 15 - 17]،

 

وَقَالَ _تَعَالَى_:

{فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } [التغابن: 8]،

 

وَقَالَ _تَعَالَى_:

{يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا } [النساء: 174] ،

 

وَقَالَ _تَعَالَى_:

{قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [الطلاق: 10، 11]

 

وَقَالَ _تَعَالَى_:

{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [النور: 35]،

 

فَضرب _سُبْحَانَهُ_ مَثَلاً لنوره الَّذِي قَذَفَهُ فِي قلب الْمُؤمن، كَمَا قَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ _رضى الله عَنهُ_:

"مَثَلُ نُوْرِهِ فِي قلب عَبدِه الْمُؤمنِ، وَهُوَ نُوْرُ الْقُرْآنِ والإيمانِ الَّذِي أعطاه إِيَّاه، كَمَا قَالَ فِي آخر الْآيَة: {نُورٌ عَلَى نُورٍ} [النور: 35]،

يعْنى: نُوْرَ الايمان على نور الْقُرْآن،

 

كَمَا قَالَ بعض السّلف: "يكَاد الْمُؤمنُ ينْطق بالحكمة، وإن لم يسمع فِيهَا بالاثر، فَإِذا سمع فِيهَا بالاثر كَانَ نورا على نور."

 

وَقد جمع الله _سُبْحَانَهُ_ بَين ذكر هذَيْن النورين، وهما: الْكتاب والايمان، فِي غير مَوضِع من كِتَابه، كَقَوْلِه:

{مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} [الشورى: 52]

 

وَقَولِهِ _تَعَالَى_: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } [يونس: 58]،

ففضل الله: الايمان. وَرَحمته: الْقُرْآن

 

وَقَولِهِ _تَعَالَى_: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} [الأنعام: 122]،

 

وَقد تقدّمت هَذِه الايات

 

وَقَالَ فِي آيَة النُّور: {نُورٌ عَلَى نُورٍ} [النور: 35]

 

وَهُوَ: نور الايمان على نور الْقُرْآن،

 

وَفِي حَدِيث النواس بن سمْعَان _رضى الله عَنهُ_:

عَن النَّبِي: سنن الترمذي ت شاكر (5/ 144)

«إِنَّ اللَّهَ ضَرَبَ مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا، عَلَى كَنَفَيِ الصِّرَاطِ سُورَانِ لَهُمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ، عَلَى الأَبْوَابِ سُتُورٌ وَدَاعٍ يَدْعُو عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ وَدَاعٍ يَدْعُو فَوْقَهُ:

{وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}،

وَالأَبْوَابُ الَّتِي عَلَى كَنَفَيِ الصِّرَاطِ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا يَقَعُ أَحَدٌ فِي حُدُودِ اللَّهِ حَتَّى يُكْشَفَ السِّتْرُ وَالَّذِي يَدْعُو مِنْ فَوْقِهِ وَاعِظُ رَبِّهِ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ، وَهَذَا لَفظه[1]، والإمام أحْمَد، وَلَفظه:

"والداعي على رَأس الصِّرَاط كتاب الله والداعي فَوق الصِّرَاط واعظ الله فِي قلب كل مُؤمن."[2]

 

فَذكر الأصلين، وهما: دَاعِي الْقُرْآن، وداعي الايمان

 

وَقَالَ حُذَيْفَة: حَدثنَا رَسُول الله أنَّ الامانة نزلت فِي جذر قُلُوب الرِّجَال ثمَّ نزل الْقُرْآن فَعَلمُوا من الايمان ثمَّ علمُوا من الْقُرْآن." [خ م][3]

 

عن حُذَيْفَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَيْنِ، رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ الآخَرَ: حَدَّثَنَا: «أَنَّ الأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ القُرْآنِ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ» أخرجه البخاري صحيحه (8/ 104 و 9/ 52 و 9/ 92) (رقم: 6497 و 7086 و 7276)، ومسلم في صحيحه (1/ 126) (رقم: 143).

 

وقال ابن حجر _رحمه الله_ في "فتح الباري" (13/ 39):

"وَفِيهِ: إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّهُمْ كَانُوا يَتَعَلَّمُونَ الْقُرْآنَ قَبْلَ أَنْ يَتَعَلَّمُوا السُّنَنَ وَالْمُرَادُ بِالسُّنَنِ مَا يَتَلَقَّوْنَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاجِبًا كَانَ أَوْ مَنْدُوبًا." اهـ

 

وقال النووي _رحمه الله_ في "المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج" (2/ 168)

أَمَّا الْجَذْرُ: فَهُوَ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَكَسْرِهَا لُغَتَانِ وَبِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ فِيهِمَا وَهُوَ الْأَصْلُ قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ رَحِمَهُ اللَّهُ مَذْهَبُ الْأَصْمَعِيِّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَتْحُ الْجِيمِ وَأَبُو عَمْرٍو يَكْسِرُهَا.

وَأَمَّا (الْأَمَانَةُ)، فَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِهَا: التَّكْلِيفُ الَّذِي كَلَّفَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ عِبَادَهُ وَالْعَهْدُ الَّذِي أَخَذَهُ عَلَيْهِمْ.

* قَالَ الْإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ الْوَاحِدِيُّ _رَحِمَهُ اللَّهُ_ فِي قَوْلِ اللَّهِ _تَعَالَى_:

{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَال} [الأحزاب: 72]،

قال بن عَبَّاسٍ _رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا_: "هِيَ الْفَرَائِضُ الَّتِي افْتَرَضَهَا اللَّهُ _تَعَالَى_ عَلَى الْعِبَادِ.

* وَقَالَ الْحَسَنُ: "هُوَ الدِّينُ، وَالدِّينُ كُلُّهُ أَمَانَةٌ."

* وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: "الْأَمَانَةُ: مَا أُمِرُوا بِهِ، وَمَا نُهُوا عَنْهُ."

* وَقَالَ مُقَاتِلٌ: "الْأَمَانَةُ: الطَّاعَةُ."

قَالَ الْوَاحِدِيُّ: "وَهَذَا قَوْلُ أَكْثَرِ الْمُفَسِّرِينَ."

قَالَ: "فَالْأَمَانَةُ فِي قَوْلِ جَمِيعِهِمُ: الطَّاعَةُ وَالْفَرَائِضُ الَّتِي يَتَعَلَّقُ بِأَدَائِهَا الثَّوَابُ وَبِتَضْيِيعِهَا الْعِقَابُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ."

وَقَالَ صَاحِبُ التَّحْرِيرِ: "الْأَمَانَةُ فِي الْحَدِيثِ: هِيَ الْأَمَانَةُ الْمَذْكُورَةُ في قوله _تعالى_:

{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ ...} [الأحزاب: 72]،

وَهِيَ عَيْنُ الْإِيمَانِ. فَإِذَا اسْتَمْكَنَتِ الْأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِ الْعَبْدِ، قَامَ حِينَئِذٍ بِأَدَاءِ التَّكَالِيفِ، وَاغْتَنَمَ مَا يَرِدُ عَلَيْهِ مِنْهَا وَجَدَّ فِي إِقَامَتِهَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ." اهـ

 

وَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث ابي مُوسَى الاشعري _رضى الله عَنهُ_: عَن النَّبِي:

* "مثل الْمُؤمن الَّذِي يقْرَأ الْقُرْآن: كَمثل الأترجة، طعْمُها طيِّبٌ، وريحها طيب.

* وَمثل الْمُؤمن الَّذِي لَا يقْرَأ الْقُرْآن: كَمثل التمرة، طعمها طيبٌ، وَلَا ريح لَهَا.

* وَمثل الْمُنَافِق الَّذِي يقْرَأ الْقُرْآن: كالريحانة رِيحُهَا طيبٌ، وطعمها مُرٌّ،

* وَمثل الْمُنَافِق الَّذِي لَا يقْرَأ الْقُرْآن: كَمثل الحنظلة، طعمُها مُرٌّ، ولا ريحَ لَهَا." [خ م]

 

فَجعل النَّاس أربعةَ أقسام:

* أهل الايمان وَالْقُرْآن، وهم خِيَار النَّاس،

* الثَّانِي: أهل الإيمان الَّذين لَا يقرءُون الْقُرْآن، وهم دونهم، فَهَؤُلَاءِ هم السُّعَدَاء.

والاشقياء قِسْمَانِ:

* أحدهما: من أوتى قُرْآنًا بِلَا إِيمَان فَهُوَ مُنَافِق،

* وَالثَّانِي: من لَا أوتى قُرْآنًا وَلَا إِيمَانًا.

 

وَالْمَقْصُود: أن الْقُرْآن والايمان هما نور يَجعله الله فِي قلب من يَشَاء من عباده، وأنهما أصل كل خير فِي الدُّنْيَا والاخرة، وعِلْمُهما أجل الْعُلُوم وأفضلُها، بل لَا علم فِي الْحَقِيقَة ينفع صَاحبه إلا عِلْمُهما، {وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [النور: 46]." اهـ

 

وقال المؤلف _رحمه الله_ في "مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة" (1/ 55):

"الْوَجْه الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ:

أنَّ الله _سُبْحَانَهُ_ جعل صيْدَ الْكَلْبِ الْجَاهِلِ ميتَةً يَحْرُمُ أَكْلُهُا، وَأَبَاحَ صَيْدَ الْكَلْبِ الْمُعَلَّمِ، وَهَذَا _أيضا_ مِنْ شَرَفِ الْعِلْمِ: أنَّه لَا يُبَاحُ إِلَّا صَيْدُ الْكَلْبِ الْعَالِمِ، وأما الْكَلْب الْجَاهِلُ، فَلَاَ يَحِلُّ أكْلُ صَيْدِهِ.

 

فَدلَّ على شَرَف الْعلْمِ وفَضْلِهِ. قَالَ الله _تَعَالَى_:

{يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } [المائدة: 4][4]

 

وَلَوْلَا مزية الْعلم والتعليمِ وشرفُهما كَانَ صيدُ الْكَلْبِ الْمعلمِ وَالْجَاهِل سَوَاءً!

 

أخرج البخاري في "صحيحه" (1/ 46) (رقم: 175)، ومسلم في "صحيحه" (3/ 1529) (رقم: 1929):

عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:

«إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ المُعَلَّمَ فَقَتَلَ فَكُلْ، وَإِذَا أَكَلَ فَلاَ تَأْكُلْ، فَإِنَّمَا أَمْسَكَهُ عَلَى نَفْسِهِ» قُلْتُ: أُرْسِلُ كَلْبِي فَأَجِدُ مَعَهُ كَلْبًا آخَرَ؟ قَالَ: «فَلاَ تَأْكُلْ، فَإِنَّمَا سَمَّيْتَ عَلَى كَلْبِكَ وَلَمْ تُسَمِّ عَلَى كَلْبٍ آخَرَ»

 

وقال ابن تيمية _رحمه الله_ في "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح" (3/ 214):

وَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:

«إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ الْمُعَلَّمَ، وَذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ فَقَتَلَ فَكُلْ» [خ م]

وَلَا رَيْبَ أَنَّ الْعِلْمَ صِفَةُ كَمَالٍ، فَالْعَالِمُ أَكْمَلُ مِنَ الْجَاهِلِ." اهـ

 

شرح النووي على مسلم (13/ 73)

قَوْلُهُ (إنِّي أُرْسِلُ كِلَابِي الْمُعَلَّمَةَ إِلَى آخِرِهِ) مَعَ الْأَحَادِيثِ الْمَذْكُورَةِ فِي الِاصْطِيَادِ فِيهَا كُلِّهَا إِبَاحَةُ الِاصْطِيَادِ وَقَدْ أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ وَتَظَاهَرَتْ عَلَيْهِ دَلَائِلُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ

 

شرح رياض الصالحين (6/ 411)

فهذه الثلاثة كلب الحرث والماشية والصيد يجوز للإنسان أن يقتنيها وما عدا ذلك فاقتناؤه حرام والكلب أخبث الحيوانات في النجاسة لأن نجاسته مغلظة إذا شرب في الإناء يجب أن يغسل الإناء سبع مرات واحدة منها بالتراب والأفضل أن يكون التراب مع الأولى فهو الأحسن والأولى فإذا كان عند الإنسان كلب ولو كان كلب صيد أو ماشية أو زرع فإنه يحرم عليه بيعه وثمنه عليه حرام لكن إذا انتهى منه يعطيه أحدا يحتاج له ولا يحل له أن يبيعه لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الكلب الثاني حلوان الكاهن." اهـ

 

 

مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة (1/ 55_56):

"الْوَجْه الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ:

أنَّ اللهَ _سُبْحَانَهُ_ أخْبَرَنَا عَن صَفِيِّهِ وكلِيْمِهِ الَّذِي كتب لَهُ التوارة بِيَدِهِ وَكَلَّمه مِنْهُ إليْهِ أنَّهُ رَحَلَ إلى رَجُلٍ عَالِمٍ يتَعَلَّمُ مِنْهُ، ويزدادُ عِلْمًا إلى عِلْمِهِ، فَقَالَ:

{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا } [الكهف: 60]

حِرْصًا مِنْهُ على لِقَاء هَذَا الْعَالم، وعَلى التَّعَلُّم مِنْهُ.

فَلَمَّا لقِيه، سلك مَعَه مَسْلَك المتعلِّمِ مَعَ مُعَلِّمِهِ، وَقَالَ لَهُ:

{هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} [الكهف: 66]،

فبدأه بعد السَّلَام بالاستئذان على مُتَابَعَته وأنَّه لَا يتبعهُ، إِلَّا بإذْنِهِ، وَقَالَ:

{عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} [الكهف: 66]،___

فَلم يَجِئْ مُمْتَحِنًا، وَلَا مُتَعَلِّمًا، وَإِنَّمَا جَاءَ متعلما مستزيدا علما إِلَى علمه، وَكفى بِهَذَا فَضْلاً وَشَرَفًا للْعلم، فَإِن نَبِي الله وكليمَهُ سَافر ورحَل حَتَّى لَقِيَ النَّصَبَ مِنْ سَفَره فِي تَعَلُّمِ ثَلَاثِ مَسَائِلَ مِنْ رَجُلٍ عَالِمٍ،

وَلما سمع بِهِ، لَمْ يَقَرُّ لَهُ قَرَارٌ حَتَّى لَقِيَهُ، وَطَلَبَ مِنْهُ مُتَابَعَتَهُ وتعليمَه، وَفِي قِصَّتِهِمَا عِبَرٌ وآياتٌ وَحِكَمٌ، لَيْسَ هَذَا مَوضِعَ ذِكْرِهَا." اهـ

 

تفسير القرطبي (11/ 11)

فِي هَذَا مِنَ الْفِقْهِ رِحْلَةُ الْعَالِمِ فِي طَلَبِ الِازْدِيَادِ مِنَ الْعِلْمِ وَالِاسْتِعَانَةِ عَلَى ذَلِكَ بِالْخَادِمِ وَالصَّاحِبِ وَاغْتِنَامِ لِقَاءِ الْفُضَلَاءِ وَالْعُلَمَاءِ وإن بعدت أقطارهم،

وذلك كان دَأْبَ السَّلَفِ الصَّالِحِ، وَبِسَبَبِ ذَلِكَ وَصَلَ الْمُرْتَحِلُونَ إِلَى الْحَظِّ الرَّاجِحِ، وَحَصَلُوا عَلَى السَّعْيِ النَّاجِحِ،

فَرَسَخَتْ لَهُمْ فِي الْعُلُومِ أَقْدَامٌ، وَصَحَّ لَهُمْ مِنَ الذِّكْرِ وَالْأَجْرِ وَالْفَضْلِ أَفْضَلُ الْأَقْسَامِ. قَالَ الْبُخَارِيُّ: (وَرَحَلَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ فِي حديث)." اهـ

 

تفسير القاسمي = محاسن التأويل (7/ 48)

قال القاضي: وقد راعي في ذلك غاية التواضع والأدب. فاستجهل نفسه، واستأذن أن يكون تابعا له، وسأل منه أن يرشده وينعم عليه، بتعليم بعض ما أنعم الله عليه. أي وهكذا ينبغي أن يكون سؤال المتعلم من العالم.



[1]  أخرجه الترمذي في "سننه" – ت. شاكر (5/ 144) (رقم: 2859)، صححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (2/ 592) (رقم: 2347)

[2]  أخرجه أحمد في "مسنده" – ط. عالم الكتب (4/ 182) (رقم: 17634)، وصححه الأرنؤوط في "تخريج مسند أحمد" – ط. الرسالة (29/ 182): "حديث صحيح."

[3]  قال ابن حجر في فتح الباري (11/ 334): "قَوْلُهُ (الْجَذْرُ): الْأَصْلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ اتَّفَقُوا عَلَى التَّفْسِيرِ وَلَكِنْ عِنْدَ أَبِي عَمْرٍو أَنَّ الْجِذْرَ بِكَسْرِ الْجِيمِ وَعِنْدَ الْأَصْمَعِيِّ بِفَتْحِهَا." اهـ

 

[4]  وقال ابن القيم _رحمه الله_ في "إعلام الموقعين عن رب العالمين" (1/ 158): "وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ: "مُكَلِّبِينَ مَعْنَاهُ مُعَلَّمِينَ، وَإِنَّمَا قِيلَ لَهُمْ مُكَلِّبِينَ؛ لِأَنَّ الْغَالِبَ مِنْ صَيْدِهِمْ إنَّمَا يَكُونُ بِالْكِلَابِ وَهَؤُلَاء." اهـ

Komentar

Postingan populer dari blog ini

شرح الحديث 112 - 113 - الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير - من صحيح الرغيب

شرح الحديث 66 من رياض الصالحين