شرح الحديث 117 من الأدب المفرد

 

65- باب الجار السوء

 

117 - حَدَّثَنَا صَدَقَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ هُوَ ابْنُ حَيَّانَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَارِ السُّوءِ فِي دَارِ الْمُقَامِ، فَإِنَّ جَارَ الدُّنْيَا يَتَحَوَّلُ»

[قال الشيخ الألباني: حسن]

 

رواة الحديث:

 

حَدَّثَنَا صَدَقَةُ (ثقة : 223 أو 226 هـ):

صدقة بن الفضل ، أبو الفضل المروزى ( و إليه تنسب سكة صدقة بمرو )

الطبقة :  10 : كبار الآخذين عن تبع الأتباع، روى له :  خ 

رتبته عند ابن حجر : 

 

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ هُوَ ابْنُ حَيَّانَ (صدوق يخطىء : ت 190 هـ):

سليمان بن حيان الأزدى ، أبو خالد الأحمر الكوفى الجعفرى، من الوسطى من أتباع التابعين، روى له :  خ م د ت س ق 

 

عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ (صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبى هريرة : ت 148 هـ بـ المدينة):

محمد بن عجلان القرشى ، أبو عبد الله المدنى ، مولى فاطمة بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة، من صغار التابعين، روى له :  خت م د ت س ق 

 

عَنْ سَعِيدٍ (ثقة ، تغير قبل موته بأربع سنين : ت120 هـ):

سعيد بن أبى سعيد (كيسان) المقبرى، أبو سعد المدنى، من الوسطى من التابعين، روى له :  خ م د ت س ق

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (ت 57 هـ)

 

نص الحديث وشرحه:

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَارِ السُّوءِ فِي دَارِ الْمُقَامِ، فَإِنَّ جَارَ الدُّنْيَا يَتَحَوَّلُ»

 

وفي سنن النسائي (8/ 274) (رقم: 5502): عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ، مِنْ جَارِ السَّوْءِ فِي دَارِ الْمُقَامِ، فَإِنَّ جَارَ الْبَادِيَةِ يَتَحَوَّلُ عَنْكَ»

 

قال الإثيوبي في "ذخيرة العقبى في شرح المجتبى" (40/ 59) شارحا لرواية النسائي:

"(فَإِنَّ جَارَ الْبَادِيَةِ) أي الذي جاور فِي البادية يعني السفر (يَتَحَوَّلُ عَنْكَ) أي يفارقك بسهولة، فلا يطول ضرره معك." اهـ

 

مسند أحمد (14/ 227) (رقم: 8553): عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:

عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ جَارِ الْمَقَامِ، فَإِنَّ جَارَ الْمُسَافِرِ إِذَا شَاءَ أَنْ يُزَايِلَ زَايَلَ»

 

الدعاء للطبراني (ص: 399) (رقم: 1339):

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ _رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ_ قَالَ:

"كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَارِ السُّوءِ، وَمِنْ زَوْجٍ تُشَيِّبُنِي قَبْلَ الْمَشِيبِ، وَمِنْ وَلَدٍ يَكُونُ عَلَيَّ رِبًا، وَمِنْ مَالٍ يَكُونُ عَلَيَّ عَذَابًا، وَمِنْ خَلِيلٍ مَاكِرٍ عَيْنَهُ تَرَانِي وَقَلْبُهُ تَرْعَانِي إِنْ رَأَى حَسَنَةً دَفَنَهَا، وَإِذَا رَأَى سَيِّئَةً أَذَاعَهَا»

 

تخريج الحديث:

 

الأدب المفرد مخرجا (ص: 54) (رقم: 117)، سنن النسائي (8/ 274) (رقم: 5502)، السنن الكبرى للنسائي (7/ 228) (رقم: 7886)، مصنف ابن أبي شيبة (5/ 220) (رقم: 25421)، مسند أحمد - عالم الكتب (2/ 346)

(8553)، الزهد لهناد بن السري (2/ 504)، مسند أبي يعلى الموصلي (11/ 411) (رقم: 6536)، مساوئ الأخلاق للخرائطي (ص: 183) (رقم: 389)، صحيح ابن حبان - مخرجا (3/ 307) (رقم: 1033)، الدعاء للطبراني (ص: 399) (رقم: 1339 و 1340)، المستدرك على الصحيحين للحاكم (1/ 714) (رقم: 1951 و 1952)، شعب الإيمان (12/ 100) (رقم: 9106 و 9107)، وفي "الدعوات الكبير" (1/ 458) (رقم: 347).

 

والحديث حسن صحيح: حسنه الالباني في صحيح الأدب المفرد (ص: 69) (رقم: 86)

 

وفي ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (40/ 60)

والحديث صحيح، ولا يقال: فِي إسناده محمد بن عجلان، وَقَدْ اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة -رضي الله عنه-؛ لأنه لم ينفرد به، بل تابعه عليه عبد الرحمن بن إسحاق، وهو القرشي مولاهم عن سعيد المقبريّ، عند أحمد، والحاكم، كما مر آنفاً، وله أيضاً شاهد منْ حديث عقبة -رضي الله عنه-، كما مر أيضاً.

وهو منْ أفراد المصنّف رحمه الله تعالى، أخرجه هنا -44/ 5504 - وفي "الكبرى" 47/ 79370 وأخرجه (أحمد) فِي "باقي مسند المكثرين" 8348 (الحاكم) فِي "مستدركه" 1/ 532. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

 

من فوائد الحديث:

 

1/ فيه استحباب الإكثار من الدعاء والاستعاذة

سنن النسائي (8/ 274)

الِاسْتِعَاذَةُ مِنْ جَارِ السُّوءِ

 

2_ كيفية الاستعاذة من جار السوء

التنوير شرح الجامع الصغير (3/ 96)

أمر بالاستعاذة وهذا تعليم لكيفيتها

 

2/ استحباب التعوذ من جار السوء

صحيح ابن حبان - مخرجا (3/ 307)

ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَتَعَوَّذَ بِاللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مِنْ سُوءِ الْجِوَارِ فِي الْعُقْبَى بِهِ يَتَعَوَّذُ مِنْهُ

 

3/ فيه إشارة إلى إكرام الجار وعدم إيذائه

شعب الإيمان (12/ 84):

إكرام الجار


 

4_ فيه الترغيب في أداء حق الجار

مصنف ابن أبي شيبة (5/ 220)

مَا جَاءَ فِي حَقِّ الْجُوَارِ

 

 

وقال الشيخ زيد بن محمد المدخلي (المتوفى 1435 هـ) _رحمه الله_ في "عون الأحد الصمد" (1/ 143):

* هذا الحديث فيه دليل على شـؤم جار السوء، ومدى ضرره لجيرانه.

* والمعروف من واقع الناس: أن الجار إما أن يكون جارَ خيرٍ، وإما أن يكون جارَ سـوءٍ وشرٍّ،

فالنبي _صلى الله عليه وسلم_ تعوذ من جار السوء الذي يسيء إلى جيرانِهِ، إما بلسانه، وإما بعصاه، وإما بأي نوع من أنواع الإساءة،

فلشـدة خطره استعاذ النبي _صلى الله عليه وسلم_ أن يكون له جار سوء،

وهكذا المسلمون، يحب المسلم أن يكـون لـه جارٌ صالح من أهل الإحسان، ومن أهـل الصبر، ومن أهل كف الأذى، فيكسب الأجـر ويرتاح جاره،

والمراد بـ(دار الإقامة): الاستيطان، كالمدينة والقرية والحي والمجتمع، هذه دار إقامـة بـخـلاف الذين يسكنون، ويتحولون، كالرجل الذين يتتبعون أماكن الرعي، وأماكن المصالح، فلا يستقرون في مكان،

فإن من كان مثل هذا من الجيران إذا آذى جاره في وقت قصير صبر عليه وارتحل، لكن من كان في دار الإقامة يكون ثابتا ومقيما، فيتادى الأذى بجاره إلا إذا وفَّقه الله وبذل الإساءة بالإحسان، فإنه يكسب الأجر، ويحصل التآلف بين الجيران." اهـ

 

فيض القدير (3/ 257)

قال لقمان عليه السلام لابنه _فيما رواه البيهقي عنه بسند عن الحسن_: يا بني حملت الجندل والحديد وكل ثقيل فلم أحمل شيئا أكثر من جار السوء وذقت المرار فلم أذق شيئا أمر من الصبر

 

التنوير شرح الجامع الصغير (2/ 325)

فيحتمل أن يراد هنا بدار المقامة القبور وبالمسافر دار الحياة فإن كلا مفارقها وعلى كل حال فالجاران يستعاذ من أن يكونا من أهل السوء بما يتفرع عنهما من ضرر من جاورهما

 

التنوير شرح الجامع الصغير (5/ 70)

وفي الحديث دليل على أنه يحسن الصبر وعدم الدعاء بزوال الأمر المكروه المعلوم زواله.

 

السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (1/ 291_292):

"فإنه الشر الدائم والضر اللازم فإن جار البادية يتحول فمدته قصيرة فلا يعظم الضرر في تحملها ولعله دعا بذلك لما بالغ جيرانه___، ومنهم عمه أبو لهب وزوجته وابنه في إذائه فقد كانوا يطرحون الفرث والدم على بابه

 

Komentar

Postingan populer dari blog ini

شرح الحديث 112 - 113 - الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير - من صحيح الرغيب

شرح الحديث 66 من رياض الصالحين