شرح الحديث 116 من الأدب المفرد

 

64- باب الجار الصالح

 

116 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: حَدَّثَنِي خَمِيلٌ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ: الْمَسْكَنُ الْوَاسِعُ، وَالْجَارُ الصَّالِحُ، وَالْمَرْكَبُ الْهَنِيءُ "

[قال الشيخ الألباني:صحيح لغيره]

 

تراجم رواة الحديث:

 

* حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ (ثقة لم يصب من ضعفه: ت 223 هـ):

محمد بن كثير العبدى ، أبو عبد الله البصرى (أخو سليمان بن كثير، وكان سليمان أكبر منه بخمسين سنة)، من كبار الآخذين عن تبع الأتباع، روى له:  خ م د ت س ق 

 

* قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ (ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة: 161 هـ):

سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، أبو عبد الله الكوفي (من ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد)، من كبار أتباع التابعين، روى له:  خ م د ت س ق 

 

* عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ (ثقة فقيه جليل، عرف بالتدليس: ت 119 هـ):

حبيب بن أبى ثابتٍ (قيسٍ) بن دينارٍ، الأسدي مولاهم، أبو يحيى الكوفي، من الوسطى من التابعين، روى له :  خ م د ت س ق 

 

* قَالَ: حَدَّثَنِي خُمَيْلٌ (مقبول)[1]:

خُمَيل بن عبد الرحمن (مَوْلَى نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ) من الوسطى من التابعين، روى له:  بخ 

 

* عَنْ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ (صحابى جليل: توفي بـ مكة):

نافع بن عبد الحارث بن خالد الخزاعى و هو نافع بن عبد الحارث بن حبالة بن عمير بن الحارث (كان عامل عمر بن الخطاب على مكة)، روى له:  بخ م د س ق

 

نص الحديث:

 

عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

" مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ: الْمَسْكَنُ الْوَاسِعُ، وَالْجَارُ الصَّالِحُ، وَالْمَرْكَبُ الْهَنِيءُ "

 

وفي "البر والصلة" للحسين بن حرب المروزي (ص: 124) (رقم: 241 ):

أَنَّهُ قَالَ: «مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ فِي الدُّنْيَا»

 

وفي مسند أحمد - عالم الكتب (1/ 168) (رقم: 1445): عن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ _رضي الله عنه_، قَالَ :

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

(مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ: الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ ، وَالْمَسْكَنُ الصَّالِحُ ، وَالْمَرْكَبُ الصَّالِحُ ، وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ: الْمَرْأَةُ السُّوءُ ، وَالْمَسْكَنُ السُّوءُ ، وَالْمَرْكَبُ السُّوءُ).[2]

 

المستدرك على الصحيحين للحاكم (2/ 175) (رقم: 2684): سَعْدٍ بن وقاص _رضي الله عنه_:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

"ثَلَاثٌ مِنَ السَّعَادَةِ، وَثَلَاثٌ مِنَ الشَّقَاوَةِ،

فَمِنَ السَّعَادَةِ:

* الْمَرْأَةُ تَرَاهَا تُعْجِبُكَ، وَتَغِيبُ فَتَأْمَنُهَا عَلَى نَفْسِهَا، وَمَالِكَ،

* وَالدَّابَّةُ تَكُونُ وَطِيَّةً، فَتُلْحِقُكَ بِأَصْحَابِكَ،

* وَالدَّارُ تَكُونُ وَاسِعَةً كَثِيرَةَ الْمَرَافِقِ،

وَمِنَ الشَّقَاوَةِ:

* الْمَرْأَةُ تَرَاهَا فَتَسُوءُكَ، وَتَحْمِلُ لِسَانَهَا عَلَيْكَ، وَإِنْ غِبْتَ عَنْهَا لَمْ تَأْمَنْهَا عَلَى نَفْسِهَا، وَمَالِكَ،

* وَالدَّابَّةُ تَكُونُ قَطُوفًا، فَإِنْ ضَرَبْتَهَا أَتْعَبَتْكَ، وَإِنْ تَرْكَبْهَا لَمْ تُلْحِقْكَ بِأَصْحَابِكَ،

* وَالدَّارُ تَكُونُ ضَيِّقَةً قَلِيلَةَ الْمَرَافِقِ."[3]

 

السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (3/ 219)

والمراد بالشقاوة هنا التعب والمشقة من قبيل فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى

 

المعجم الكبير للطبراني (24/ 153) (رقم: 395): عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

" إِنَّ مِنْ شَقَاءِ الْمَرْءِ فِي الدُّنْيَا ثَلَاثَةً: سُوءَ الدَّارِ، وَسُوءَ الْمَرْأَةِ، وَسُوءَ الدَّابَّةِ " قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا سُوءُ الدَّارِ؟ قَالَ: «ضِيقُ سَاحَتِهَا، وَخُبْثُ جِيرَانِهَا» قِيلَ: فَمَا سُوءُ الدَّابَّةِ؟ قَالَ: «مَنْعُهَا ظَهْرَهَا، وَسُوءُ ضَلْعِهَا»، قِيلَ: فَمَا سُوءُ الْمَرْأَةِ؟ قَالَ: «عُقْمُ رَحِمِهَا، وَسُوءُ خُلُقِهَا». [ضعيف: طب][4]

 

وقال الله _تعالى_:

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ} [التغابن: 14]

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص: 54 و 162) (رقم: 116 و 457)، وأبو إسحاق الفزاري في "السير" (ص: 277) (رقم: 496)، وابن أبي شيبة في "مسنده" (2/ 251) (رقم: 741)، وأحمد في "مسنده" – ط. عالم الكتب (3/ 407_408) (رقم: 15372 و 15373)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (4/ 311) (رقم: 2336)، والحسين بن حرب المروزي في "البر والصلة" (ص: 124) (رقم: 240 و 241)، والروياني في "مسنده" (2/ 480) (رقم: 1505)، وعبد بن حميد الكشي في المنتخب – ت. صبحي السامرائي (ص: 149) (رقم: 385)، وأبو جعفر الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (7/ 207) (رقم: 2772)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص: 96) (رقم: 251)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/ 139) (رقم: 1112)، والطبري في تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري (11/ 582)، والحاكم في "المستدرك على الصحيحين" (4/ 184) (رقم: 7306)، وأبي نعيم في "معرفة الصحابة" (5/ 2672) (رقم: 6400)، وابن أبي خيثمة في أخبار المكيين (ص: 233) (رقم: 140)، شعب الإيمان (12/ 103) (رقم: 9111)، الآداب للبيهقي (ص: 291) (رقم: 711)، والبُوْشَنْجِي في المنظوم والمنثور من الحديث (ص: 78) (رقم: 31)

 

من فوائد الحديث:

 

وقال الشيخ زيد بن محمد المدخلي (المتوفى 1435 هـ) _رحمه الله_ في "عون الأحد الصمد" (1/142):

"يفيد هذا الحديث أن الله إذا أكرم العبدَ المسلمَ بثلاثِ خصالٍ في حياتِهِ، فقد تمت عليـه النعمـةُ ورأى خيرا:

* أن يكـون جاره صالحا: يحسن إليه ويكف عنـه الأذى،

* وأن تكونَ دارُهُ واسعةً، تتسع له ولِضَيْفِهِ ولِقَرابَتِهِ،

وأن يكون المركب نَجِيْبًا، أيا كان نوع المركب،

والمراكب تختلف باختلاف الزمان والمكان، فكلما كان المركب مريحا وسريعا فهو من سعادة المرء المسلم،

والخلاصـة: أنـه إذا اجتمع للمرء المسلم هذه الثلاثُ الخصالِ: جارٌ صَالِحٌ (يحسن إليه بخير، ويكف عنه الأذى)، ودار واسعة (تتسع له ولضيفه ولمرافقه)، ومركب هنيء (أي: سريع ومريح)، فإن ذلك من سعادته، ومما يكون عونا له على قضاء حوائجه الدنيوية والأخروية." اهـ

 

وقال محمد لقمان بن محمد بن ياسين أبو عبد الله الصِّدِّيْقِيُّ السلَفِيُّ (المتوفى 1441 هـ) _رحمه الله_ في "رش البرد شرح الأدب المفرد" (ص 81):

"فقه الحديث:

 

1 ـ الجار الصالح نعمة عظيمة للمرء يجب عليه الشكر لله على ذلك، وكذلك سعة المنزل، والمركب الهنيء إذا لم يشغل قلب راكبه عن ذكر الله _عز وجل_، فهو من نعم الله الواسعة أيضا ." اهـ

 

قلت: ورد في سنن ابن ماجه (2/ 1412) (رقم: 4223): عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود _رضي الله عنه_، قَالَ:

قَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_: "كَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ إِذَا أَحْسَنْتُ، وَإِذَا أَسَأْتُ؟" قَالَ النَّبِيُّ _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_:

(إِذَا سَمِعْتَ جِيرَانَكَ يَقُولُونَ: "أَنْ قَدْ أَحْسَنْتَ"، فَقَدْ أَحْسَنْتَ، وَإِذَا سَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ: "قَدْ أَسَأْتَ"، فَقَدْ أَسَأْتَ)."

صحيح: صححه الألباني في مشكاة المصابيح (3/ 1390) (رقم: 4988)

 

بحر الفوائد المسمى بمعاني الأخبار للكلاباذي (ص: 48)

هَذِهِ _وَاللَّهُ أَعْلَمُ_ سَعَادَةُ الدُّنْيَا دُونَ سَعَادَةِ الدِّينِ.

وَالسَّعَادَةُ سَعَادَتَانِ: مُطْلَقَةٌ، وَمُقَيَّدَةٌ،

* فَالْمُطْلَقَةُ: السَّعَادَةُ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا،

وَالْمُقَيَّدَةُ: فِيمَا قُيِّدَتْ بِهِ، وَهَذِهِ سَعَادَةٌ مُقَيَّدَةٌ، لِأَنَّهَا ذَكَرَتْ أَشْيَاءَ مَعْدُودَةً، فَكَانَ مَنْ رُزِقَ امْرَأَةً صَالِحَةً، وَمَسْكَنًا وَاسِعَةً، وَمَرْكَبًا صَالِحًا، طَابَ عَيْشُهُ، وَيَهْنَأُ بِبَقَائِهِ، وَثُمَّ رَفَعَهُ بِهَا، لِأَنَّ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ مِنْ تَرَاخِي الْأَبْدَانِ، وَمَتَاعِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا،

وَقَدْ يَكُونُ السَّعِيدُ فِي الدِّينِ، وَمِنْ عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، وَلَا يَكُونُ لَهُ شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ. وَإِنْ كَانَتْ أَيِ الشَّقَاوَةُ، فَعَلَى ضِدِّ هَذَا الْمَعْنَى مِنَ الشَّقَاوَةِ، وَمَعْنَى الشَّقَاوَةِ هَهُنَا: التَّعَبُ،

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} قِيلَ: فَتَتْعَبَ،

وَمَنِ ابْتُلِيَ بِالْمَرْأَةِ السُّوءِ، وَالْمَسْكَنِ السُّوءِ، وَالْمَرْكَبِ السُّوءِ: تَعِبَ فِي أَكْثَرِ أَوْقَاتِهِ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَكْثَرَ السُّعَدَاءِ مُبْتَلِينَ بِهَذَا التَّعَبِ،

فَإِنَّ الْأَوْلِيَاءَ مُرَادُونَ بِالْبَلَاءِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَشَدُّ النَّاسِ بَلَاءً الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ» [ت ق]،

وَقَدْ كَانَ لِنُوحٍ وَلُوطٍ___ _صَلَوَاتُ اللَّهُ عَلَيْهِمَا_ امْرَأَتَا سُوءٍ، فَهُمَا فِي غَايَةِ الشَّقَاوَةِ، وَلُوطٌ وَنُوحٌ فِي غَايَةِ السَّعَادَةِ،

وَامْرَأَةُ فِرْعَوْنَ أَسْعَدُ أَهْلِ زَمَانِهَا، وَفِرْعَوْنُ أَشْقَى الْخَلْقِ، وَقَدْ كَانَ لِمُوسَى صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ عَرِيشٌ يَأْوِي إِلَيْهِ، وَكَذَلِكَ أَكْثَرُ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، وَالْأَوْلِيَاءُ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ،

فَدَلَّ أَنَّهُ أَرَادَ السَّعَادَةَ الْمُقَيَّدَةَ الَّتِي هِيَ سَعَادَةُ الدُّنْيَا دُونَ السَّعَادَةِ الْمُطْلَقَةِ الَّتِي تَعُمُّ الدِّينَ وَالدُّنْيَا." اهـ

 

فيض القدير (4/ 105)

وهذه من سعادة الدنيا لا سعادة الدين والسعادة مطلقة ومقيدة فالمطلقة السعادة في الدارين والمقيدة ما قيدت به فإنه ذكر أشياء متعددة فكان من رزق الصلاح في الثلاث المذكورة طاب عيشه وتهنى ببقائه وتم رفقه بها لأن هذه الأمور من مرافق الأبدان ومتاع الدنيا وقد يكون سعيدا في الدنيا ولا يرزق هذه الأشياء والمراد بالشقاوة هنا التعب على وزان {فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} [طه: 117]،

ومن ابتلي بمسكن سوء وامرأة سوء تعب لا محالة وقد يكون السعداء مبتلين بداء التعب، والأولياء مرادون بالبلاء،

وقد كانت امرأتا نوح ولوط في غاية الشقاء وهما في غاية السعادة وامرأة فرعون أسعد أهل زمنها وفرعون أشقى الخلق فبان أنه أراد السعادة المقيدة التي هي سعادة الدنيا لا السعادة المطلقة العامة." اهـ

 

شرح الزرقاني على الموطأ (4/ 603)

وَهَذَا تَخْصِيصٌ بِبَعْضِ أَنْوَاعِ الْأَجْنَاسِ الْمَذْكُورَةِ دُونَ بَعْضٍ، وَبِهِ صَرَّحَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فَقَالَ: يَكُونُ لِقَوْمٍ دُونَ قَوْمٍ، وَذَلِكَ كُلُّهُ بِقَدَرِ اللَّهِ.

 

شرح الزرقاني على الموطأ (4/ 605)

وَسَأَلَ بَعْضُهُمْ: مَا الْفَرْقُ بَيْنَ الدَّارِ يُبَاحُ الِانْتِقَالُ مِنْهَا، وَبَيْنَ مَوْضِعِ الْوَبَاءِ يُنْهَى عَنِ الِانْتِقَالِ عَنْهُ؟ وَأَجَابَ النَّوَوِيُّ بِقَوْلِ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ: الْأُمُورُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى هَذَا الْمَعْنَى ثَلَاثَةُ أَقْسَامٍ: قِسْمٌ لَمْ يَقَعْ بِهِ ضَرَرٌ، وَلَا اطَّرَدَتْ بِهِ الْعَادَةُ كَصَرِيخِ بُومٍ عَلَى دَارٍ، وَنَعِيقِ غُرَابٍ فِي سَفَرٍ، فَهَذَا لَا يُصْغَى إِلَيْهِ، وَهُوَ الَّذِي أَنْكَرَ الشَّرْعُ الِالْتِفَاتَ إِلَيْهِ، وَهُوَ الَّذِي كَانَتِ الْعَرَبُ تَتَطَيَّرُ بِهِ.

وَثَانِيهَا: مَا يَقَعُ بِهِ الطِّيرَةُ، وَلَكِنَّهُ لَا يَعُمُّ كَالدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ، فَيُبَاحُ لِصَاحِبِ ذَلِكَ أَنْ يُفَارِقَ، وَلِمَا مَرَّ مِنْ وَجْهِ اسْتِثْنَائِهَا.

الثَّالِثُ: مَا يَقَعُ وَيَعُمُّ، وَلَا يَخُصُّ وَيَنْدُرُ، وَلَا يَتَكَرَّرُ كَالْوَبَاءِ، هَذَا لَا يُقَدَمُ عَلَيْهِ احْتِيَاطًا، وَلَا يُنْتَقَلُ عَنْهُ؛ لِأَنَّهُ لَا يُفِيدُ.

قَالَ: فَهَذَا التَّفْسِيرُ الَّذِي ذَكَرَهُ يُشِيرُ إِلَى الْفَرْقِ، وَالْحَدِيثُ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ، وَمُسْلِمٌ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ، وَيَحْيَى، الثَّلَاثَةُ عَنْ مَالِكٍ بِهِ، وَتَابَعَهُ جَمَاعَةٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا.

 

التنوير شرح الجامع الصغير (5/ 171)

مما يدل على أنه تعالى قد أسعده فيها فيتعين عليه مزيد الشكر والاعتراف بالنعمة." اهـ

 

التنوير شرح الجامع الصغير (6/ 403)

واعلم أن هذه الأشياء من سعادة الدنيا وقد تكون من سعادة الدين أيضاً فإن من رزق الثلاثة الأول طاب عيشه وكملت لذته فقد تعينه على أمور دينه فتكون سعادة في الدين والدنيا وقد لا فتكون سعادة دنيوية فقط.

وخصال الشقاوة قد يصبر عليها من كانت له فيسارع فتكون سعادة في الدين وقد يجزع فتكون شقاوة وأما في الدنيا فما هي إلا من أسباب التعب والنصب والهم والكدر وغير ذلك." اهـ

 

شرح مشكل الآثار (7/ 212):

"وَمَا قَدْ رُوِيَ عَنْهُ فِيهِ فِي أَنْ لَا يُؤْذِيَهُ مَا قَدْ وَكَّدَ ذَلِكَ , وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ لِلْجَارِ عَلَى الْجَارِ كَانَ تَوْفِيَتُهُ إِيَّاهُ ذَلِكَ سَعَادَةً لِلْمُوفِي , فَهَذَا مَعْنَى مَا رُوِيَ فِي الْجَارِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ ,

وَأَمَّا مَا رُوِيَ مِنْ سَعَةِ الْمَنْزِلِ، فَلْيَكُنْ صَاحِبُ الْمَنْزِلِ بِذَلِكَ حَامِدًا لِلَّهِ _عَزَّ وَجَلَّ_ وَعَارِفًا بِنَعْمَائِهِ عَلَيْهِ، وَتَفْضِيلِهِ إِيَّاهُ عَلَى غَيْرِهِ،

فَيَكُونُ مِنَ الشُّكْرِ لَهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى مَا يَكُونُ عَلَيْهِ مِثْلُهُ فِي ذَلِكَ.

* وَأَمَّا مَا فِيهِ مِنَ الْمَرْكَبِ الْهَنِيِّ , فَأَنْ يَكُونَ ذَلِكَ بِرَفْعِ الشُّغْلِ عَنْ قَلْبِهِ، وَيَكُونَ فِي رُكُوبِهِ عَلَى أَحَدِ وَجْهَيْنِ:

إِمَّا مُتَشَاغِلًا بِذِكْرِ رَبِّهِ _عَزَّ وَجَلَّ_، وَإِمَّا غَيْرَ مَشْغُولِ الْقَلْبِ مِمَّا يُؤْذِيهِ مِنْ مَرْكَبِهِ. وَكُلُّ ذَلِكَ سَعَادَةٌ، وَاللهَ _عَزَّ وَجَلَّ_ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ." اهـ

 

مكارم الأخلاق للخرائطي (ص: 87)

بَابُ مَا جَاءَ فِي حِفْظِ الْجَارِ وَحُسْنِ مُجَاوَرَتِهِ مِنَ الْفَضْلِ

 

الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (3/ 40)

الترغيب في النكاح سيما بذات الدين الولود

 

موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ت حسين أسد (4/ 149)

2 - باب فيما يرغب فيه من النساء وما ينهى عنه

 

الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (3/ 352)

الترهيب من أذى الجار، وما جاء في تأكيد حقه

 

الزواجر عن اقتراف الكبائر (1/ 422)

الْكَبِيرَةُ الْعَاشِرَةُ بَعْدَ الْمِائَتَيْنِ) : إيذَاءُ الْجَارِ وَلَوْ ذِمِّيًّا كَأَنْ يُشْرِفَ عَلَى حُرَمِهِ أَوْ يَبْنِيَ مَا يُؤْذِيهِ مِمَّا لَا يُسَوَّغُ لَهُ شَرْعًا

 

 

وقال أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد القرطبي (المتوفى: 520هـ) في البيان والتحصيل (17/ 181):

"من اجتمعت له هذه الثلاثة الأشياء، فقد سلم في دنياه." اهـ



[1] وفي إكمال تهذيب الكمال (4/ 228) (رقم: 1418): "(بخ) خميل بن عبد الرحمن: ذكره أبو أحمد العسكري في كتابه «شرح التصحيف الكبير»: بضم الخاء المعجمة." اهـ

[2] صحيح: صححه لغيره الأرنؤوط في "تخريج مسند أحمد" – ط. الرسالة (3/ 55) (رقم: 1445)، والألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (2/ 403) (رقم: 1914)

[3] حسن: حسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2/ 403) (رقم: 1915)، و صحيح الجامع الصغير وزيادته (1/ 586) (رقم: 3056)، وسلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (3/ 39) (رقم: 1047)

[4] ضعيف: وفيه من لم أعرفهم" المجمع (5/ 105) للهيثمي. أبو عمر وحبيب بن سالم لم أعرفهما، ومحمد بن إسحاق مدلس، ولم يذكر سماعا من أبي عمر.

Komentar

Postingan populer dari blog ini

شرح الحديث 112 - 113 - الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير - من صحيح الرغيب

شرح الحديث 66 من رياض الصالحين