شرح الحديث 115 من الأدب المفرد

 

63- باب خير الجيران

 

115 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ شَرِيكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ:

عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:

«خَيْرُ الْأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ _تَعَالَى_ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ، وَخَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ اللَّهِ _تَعَالَى_ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ»

[قال الشيخ الألباني: صحيح]

 

رواة الحديث:

 

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ (ثقة فاضل: ت 213 هـ):

عبد الله بن يزيد القرشي العدوي المكي، أبو عبد الرحمن المقرئ القصير (مولى آل عمر بن الخطاب، من صغار أتباع التابعين، روى له:  خ م د ت س ق

 

قَالَ: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ (ثقة ثبت فقيه زاهد: ت 158 هـ):

حيوة بن شريح بن صفوان بن مالك التُّجِيْبِي، أبو زرعة المصري (الفقيه الزاهد العابد)، من كبار أتباع التابعين، روى له:  خ م د ت س ق

 

قَالَ: أَخْبَرَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ شَرِيكٍ (صدوق):

شرحبيل بن شريك المَعافري الأَجْرَوِيّ، أبو محمد المصري، من الذين عاصروا صغار التابعين، روى له:  بخ م د ت س 

 

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ (ثقة: 100 هـ بـ أفريقية):

عبد الله بن يزيد المعافري المقرئ، أبو عبد الرحمن الحُبُلِّيُّ المصرِيُّ، من الوسطى من التابعين، روى له :  بخ م د ت س ق

 

يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ (ليالى الحرة بـ الطائف 63 هـ):

عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سعد القرشى السهمي، أبو محمد، روى له:  خ م د ت س ق

 

نص الحديث وشرحه:

 

عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:

«خَيْرُ الْأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ _تَعَالَى_ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ، وَخَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ اللَّهِ _تَعَالَى_ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ»

 

لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح (8/ 263)

قوله: (خيرهم لصاحبه) بنصيحته وعدم اغتيابه، وأمانته لأسراره، ورعاية سائر حقوق الصحبة والجوار.

 

تخريج الحديث:

 

الأدب المفرد مخرجا (ص: 53) (رقم: 115)، الجهاد لابن المبارك (ص: 163)، سنن الترمذي ت شاكر (4/ 333) (رقم: 1944)، سنن سعيد بن منصور (2/ 184) (رقم: 2388)، مسند أحمد - عالم الكتب (2/ 167) (رقم: 6566)، البر والصلة للحسين بن حرب (ص: 113) (رقم: 218)، المنتخب من مسند عبد بن حميد ت صبحي السامرائي (ص: 136) (رقم: 342)، سنن الدارمي (3/ 1583) (رقم: 2481)، مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا (ص: 92 و 103) (رقم: 281 و 330)، صحيح ابن حبان - مخرجا (2/ 276_277) (رقم: 518_519)، المعجم الكبير للطبراني (13/ 23) (رقم: 41)، المستدرك على الصحيحين للحاكم (1/ 610 و 2/ 111 و 4/ 181) (رقم: 1620 و 2490 و 7295)، صحيح ابن خزيمة (4/ 140) (رقم: 2539)، شرح مشكل الآثار (7/ 229) (رقم: 2800_2801)، فوائد أبي محمد الفاكهي (ص: 481) (رقم: 247)، مسند الشهاب القضاعي (2/ 224) (رقم: 1235)، شعب الإيمان (12/ 91_92) (رقم: 9094 و 9095)، وفي الآداب (ص: 268) (رقم: 655)، وأبو شجاع الديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب (2/ 177) (رقم: 2887) الترغيب والترهيب لقوام السنة (1/ 483) (رقم: 873)، تاريخ بغداد ت بشار (13/ 478) (رقم: 3986)، الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي (2/ 241) (رقم: 1727)، تاريخ دمشق لابن عساكر (32/ 137)، حديث عبد الله بن يزيد المقرىء للضياء المقدسي (ص: 63) (رقم: 17)، والحافظ ابن حجر في "الأمالي المطلقة"  (ص: 208)

 

والحديث صحيح: صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2/ 685 و 3/ 159) (رقم: 2568 و 3015)، صحيح الجامع الصغير وزيادته (1/ 620) (رقم: 3271)، سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (1/ 211) (رقم: 103)

 

من فوائد الحديث:

 

شرح مشكل الآثار (7/ 230)

مَنْ كَانَ مِنْهُمْ مُتَمَسِّكًا بِمَا أَمَرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ فِي جَارِهِ مَحْمُودًا عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ , وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ كَانَ خَيْرُ الْجِنْسِ الَّذِي هُوَ مِنْهُ أَعْنِي مِنَ الْجِيرَانِ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ , وَاللهَ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ

 

 

التيسير بشرح الجامع الصغير ـ للمناوى - (1 / 1065)

فكل من كان أكثر خيرا لصاحبه وجاره فهو أفضل عند الله والعكس بالعكس

 

فيض القدير - (3 / 469)

فكل من كان أكثر خيرا لصاحبه أو جاره فهو الأفضل عند الله تعالى

 

التنوير شرح الجامع الصغير - (5 / 542)

وفيه حث على الوفاء نحو الصاحب والجار وفيه أن شر الأصحاب عنده تعالى شرهم لصاحبه ومثله في الجار.

 

فيض القدير - (3 / 469)

قال الحرالي : ويبنى على ذلك أنه ينبغي أن يخدم من يصحبه

 

تطريز رياض الصالحين - (1 / 219)

فيه: الحث على الإحسان إلى الجيران، وكف الأذى عنهم والانبساط إليهم.

 

صحيح ابن خزيمة (4/ 140)

بَابُ حُسْنِ الصَّحَابَةِ فِي السَّفَرِ، إِذْ خَيْرُ الْأَصْحَابِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ

 

شعب الإيمان (12/ 84): باب إكرام الجار

 

الآداب للبيهقي (ص: 267)

بَابُ الْمُوَاسَاتِ مَعَ الْأَصْحَابِ وَخِدْمَةِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا وَمَعُونَتِهِ وَهِدَايَتِهِ

 

ترتيب الأمالي الخميسية للشجري (2/ 183)

فِي الْأُخُوَّةِ فِي اللَّهِ سُبْحَانَهُ، وَفَضْلِهَا , وَمَا يَتَّصِلُ بِذَلِكَ

 

ترتيب الأمالي الخميسية للشجري (2/ 241)

فِي فَضْلِ قَضَاءِ حَوَائِجِ الْمُسْلِمِينَ , وَمَا يَتَّصِلُ بِذَلِكَ

 

شرح السنة للبغوي (13/ 71)

بَاب حق الْجَار

 

جامع الأصول (6/ 636)

الفصل الرابع عشر: في حفظ الجار

 

الزواجر عن اقتراف الكبائر (1/ 422)

"(الْكَبِيرَةُ الْعَاشِرَةُ بَعْدَ الْمِائَتَيْنِ): إيذَاءُ الْجَارِ وَلَوْ ذِمِّيًّا كَأَنْ يُشْرِفَ عَلَى حُرَمِهِ أَوْ يَبْنِيَ مَا يُؤْذِيهِ مِمَّا لَا يُسَوَّغُ لَهُ شَرْعًا

 

الصارم المسلول على شاتم الرسول (ص: 576)

ومعلوم أن صحبة الرفيق وصحبة الزوجة قد تكون ساعة فما فوقها وقد أوصى الله به إحسانا ما دام صاحبا وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: "خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره" وقد دخل في ذلك قليل الصحبة وكثيرها وقليل الجوار وكثيره وكذلك قال الإمام أحمد وغيره: كل من صحب النبي صلى الله عليه وسلم سنة أو شهرا أو يوما أو رآه مؤمنا به فهو من أصحابه له من الصحبة بقدر ذلك.

فإن قيل: فلم نهى خالد عن أن يسب أصحابه إذا كان من أصحابه أيضا؟ وقال: "لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه".

قلنا: لأن عبد الرحمن بن عوف ونظراءه هم من السابقين الأولين الذين صحبوه في وقت كان خالد وأمثاله يعادونه فيه وأنفقوا أموالهم قبل الفتح وقاتلوا وهو أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد الفتح وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى فقد انفردوا من الصحبة بما لم يشركهم فيه خالد ونظراؤه ممن أسلم بعد الفتح الذي هو صلح الحديبية وقاتل أن يسب أولئك الذين صحبوه قبله ومن لم يصحبه قط نسبته إلى من صحبه كنسية خالد إلى السابقين وأبعد.

 

رش البرد (ص ٨١):

فقه الحديث:

1 ـ الحث على تعظيم الصحبة الإيمانية وتعزيزها

۲ ـ الحث على حفظ الجار والإحسان إليه .

 

عون الأحد الصمد (1/ 141):

"هذا الحديث فيه الترغيب في بـذل المعروف عموما وللأصحـاب وللجيران خصوصا، فمن بذل المعروف أكثر ووالى الإحسان إلى أصحابه الذين يعرفونه ويعرفهم، وقد تمت الصحبة على التعاون على البر والتقوى، صحبة على الخير، على مذاكرة العلم وعلى العمل في الدعوة إلى الله عزوجل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من عمل الخير المتعـدي إلى الغير، والقاصر على النفس، اصطحبوا على ذلك، فأكثرهم إحسانا إلى صاحبه هو خيرهم،

والثاني إن قصر في شيء من ذلك فهو على جانب من الخير عظيم، غير أن الأعمال الصالحة يتفاوت الناس فيها والجزاء من الله على قدر العمل، وحسن النية،

وهكذا الجيران خيرهم خيرهم لجاره بالإحسان إليه وكف الأذى عنه وبذل المعروف له من علم وغيره يكون خيرا من الثاني، والثاني عـلى جانب من الخير، غير أن الجزاء من الله على قدر العمـل،

والناس يتفاوتون في العمل ومن ثـم يتفاوتون في الجزاء، وعلى العموم فالحديث فيه ترغيب في الإكثار من الإحسان إلى الغير،

وفي المقدمة الأرحام ويليهم الأصحاب الذين تمت صحبتهم على التعاون على البر والتقوى وعـلى الخير، جملة وتفصيلا والجيران كذلك كما مرت الأحاديث في هذا الموضوع،

فالحمد الله لقـد جاء دين الإسلام ببيان الأعمال التي تقرب العبد إلى الله زلفى على اختلاف أنواعها، من فرائض وواجبات ومستحبات ومـن فضائل يرغب في فعلها الإنسان؛ ليجزى الجزاء الأوفى من الله تبارك وتعالى." اهـ

Komentar

Postingan populer dari blog ini

شرح الحديث 112 - 113 - الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير - من صحيح الرغيب

شرح الحديث 66 من رياض الصالحين