شرح الحديث 114 من الأدب المفرد

 

114 - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ:

قَالَ النَّبِيُّ _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_:

«يَا أَبَا ذَرٍّ، إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَ الْمَرَقَةِ، وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ، أَوِ اقْسِمْ فِي جِيرَانِكَ»

[قال الشيخ الألباني: صحيح]

 

* حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ (ثقة حافظ فقيه: ت 219 هـ بـ مكة):

عبد الله بن الزبير بن عيسى بن عبيد الله بن أسامة بن عبد الله بن حميد بن زهير القرشي الأسدي الحميدي، المكي، أبو بكر، كبار الآخذين عن تبع الأتباع، روى له :  خ م د ت س فق  (ابن ماجه في التفسير)

 

* قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ (ثقة حافظ: ت 187 هـ):

عبد العزيز بن عبد الصمد العَمِّيُّ، أبو عبْدِ الصَّمَدِ الْبَصْرِي، من صغار أتباع التابعين، روى له:  خ م د ت س ق 

 

* قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ (ثقة: ت 128 هـ):

عبد الملك بن حبيب الأزدي، أبو عمران الجونى البصرى

الطبقة :  4  : طبقة تلى الوسطى من التابعين، روى له:  خ م د ت س ق 

 

* عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ (ثقة : بعد 70 هـ ):

عبد الله بن الصامت الغفاري البصري (ابن أخى أبي ذر)، من الوسطى من التابعين، روى له:  خت م د ت س ق 

 

* عَنْ أَبِي ذَرٍّ (32 هـ بـ الربذة):

جندب بن جنادة (أخو عمرو بن عبسة لأمه)، روى له :  خ م د ت س ق

 

نص الحديث:

 

عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ:

قَالَ النَّبِيُّ _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_:

«يَا أَبَا ذَرٍّ، إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَ الْمَرَقَةِ، وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ، أَوِ اقْسِمْ فِي جِيرَانِكَ»

 

وفي رواية مسند أحمد - عالم الكتب (3/ 377) (رقم: 15030):

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_:

«إِذَا طَبَخْتُمُ اللَّحْمَ ، فَأَكْثِرُوا الْمَرَقَ أَوِ الْمَاءَ، فَإِنَّهُ أَوْسَعُ، أَوْ أَبْلَغُ لِلْجِيرَانِ»[1]

 

مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (4/ 1353)

وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ " جَمْعُ الْجَارِ يَعْنِي تَفَقَّدْهُمْ بِزِيَادَةِ طَعَامِكَ وَتَجَدُّدِ عَهْدِكَ بِذَلِكَ تَحْفَظْ بِهِ حَقَّ الْجِوَارِ." اهـ

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ص: 53) (رقم: 114)، صحيح مسلم (4/ 2025/ 142) (رقم: 2625)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (41/ 148)، و(الترمذيّ) في "الأطعمة" (1833)، و(النسائيّ) في "الكبرى" (6690)، و(ابن ماجه) في "الأطعمة" (3405)، ومسند أحمد - عالم الكتب (5/ 149) (رقم: 21326)، مسند الحميدي (1/ 229) (رقم: 139)، شعب الإيمان (12/ 90) (رقم: 9092)، معجم ابن عساكر (2/ 1031) (رقم: 1328)،

 

والحديث صحيح: صححه الألباني في "تخريج مشكاة المصابيح" (1/ 604) (رقم: 1937)، و"صحيح الجامع الصغير وزيادته" (2/ 1290) (رقم: 7818)

 

فوائد الحديث :

 

&        فيض القدير - (1 / 397)

قال العلائي : وفيه تنبيه لطيف على تسهيل الأمر على مزيد الخير حيث لم يقل فأكثروا لحمها أو طعامها إذ لا يسهل ذلك على كثير .

 

&        فيض القدير - (1 / 397)

وقال الحافظ العراقي : وفيه ندب إكثار مرق الطعام لقصد التوسعة على الجيران والفقراء وأن المرق فيه قوة اللحم فإنه يسمى أحد اللحمين لأنه يخرج خاصية اللحم فيه بالغليان .

# قال : وفيه أفضلية اللحم المطبوخ على المشوي لعموم الانتفاع لأنه لأهل البيت والجيران ولأنه يجعل فيه الثريد وهو أفضل الطعام

 

&        فيض القدير - (1 / 397)

وفيه ندب الإحسان إلى الجار وفيه يندب أن يفرق لجاره من طعامه وأفرد في رواية الترمذي ذكر الجار فإنه أراد الواحد فينبغي أن يخص به أولا الأقرب وإن أريد الجنس وأمكن التعميم فهو أولى . وإلا فينبغي تقديم الأحوج والأولى

 

&        مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (4 / 1353)

قَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: إِنَّمَا أَمَرَهُ بِإِكْثَارِ الْمَاءِ فِي مَرَقَةِ الطَّعَامِ حِرْصًا عَلَى إِيصَالِ نَصِيبٍ مِنْهُ إِلَى الْجَارِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَذِيذًا

 

&        تطريز رياض الصالحين - (1 / 217)

وفي الحديث: الحضّ على تعاهد الجيران ولو بالقليل، لما يترتب على ذلك من المحبة والأُلفة، ولما يحصل به من المنفعة ودفع المفسدة، لأن الجار قد يتزوج القتار فيتحرى لهدية جاره.

 

شرح بلوغ المرام - (137 / 9) – عطية سالم

فكل ما سد فقراً، ولو إبرة تخيطُ بها ثوباً، ولو خيطاً تربط به شيئاً فهو محمودُ، يحمدك صاحب الخرق على أنك أعطيته الإبرة، وهكذا.

ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: ( لا تحقرن جارة لجارتها، ولو فرسن شاة )، وكان صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ( إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها، وتعاهد جيرانك ).

 

&        دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين - (3 / 137)

ويكون المهدى إليه مأموراً بقبوله ذلك والمكافأة عليه ولو بالشكر، فإنه وإن كان قليلاً دليل على تعلق قلب المهدي بجاره.

 

سبل السلام - (2 / 637)

فِيهِمَا الْحَثُّ عَلَى فِعْلِ الْمَعْرُوفِ وَلَوْ بِطَلَاقَةِ الْوَجْهِ وَالْبِشْرِ وَالِابْتِسَامِ فِي وَجْهِ مَنْ يُلَاقِيهِ مِنْ إخْوَانِهِ. وَفِيهِ الْوَصِيَّةُ بِحَقِّ الْجَارِ وَتَعَاهُدُهُ وَلَوْ بِمَرَقَةٍ تُهْدِيهَا إلَيْهِ.

 

&        البدر التمام شرح بلوغ المرام - (10 / 224)

الحسين بن محمد بن سعيد اللاعيّ، المعروف بالمَغرِبي (المتوفى: 1119 هـ) :

وقوله: "إذا طبخت مرقة". الحديث فيه دلالة على التوصية بحق الجار والإحسان إليه وبيان عظيم حقه.

 

&        اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى - (ص / 76_77)

فإطعام الطعام يوجب دخول الجنة، ويُباعد من النار ويُنجي منها...___ويتأكد إطعام الطعام للجائع وللجيران خصوصاً

 

&        الشرح الممتع على زاد المستقنع - (9 / 249)

ولننظر في أنفسنا نحن، هل قمنا بحق الجوار؟

الجواب: أكثر الناس في غفلة عن هذا الحق، ولا يرون أن للجار حقّاً، ولكن هذا خطأ، فالذي ينبغي للإنسان أن يواصل جاره بحسب ما تقتضيه الحال وطبيعة الناس، وأن يكف شره عن الجار، يعطيه من الخير ويكف عن الشر، حتى قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك» (4) .

ومن الأشياء التي يجب أن تُكَفَّ عن الجار،، إذا حصل غصن شجرته في هواء غيره أو قراره.

 

&        حقوق دعت إليها الفطرة وقررتها الشريعة - (1 / 17)

العثيمين : فمن حقوق الجار على جاره : إن يحسن إليه بما استطاع من المال والجاه والنفع...ومن الإحسان إلى الجار تقديم الهدايا إليه في المناسبات فإن الهدية تجلب المودة وتزيل العداوة .

 

&        توضيح الأحكام من بلوغ المرام - (7 / 343)

* ما يؤخذ من الحديث:

1 - تقدَّم الحثُّ على فضل صلة الجار، وبرِّه، والإحسان إليه، وهذا الحديث يحث الرجل أنْ يتعاهد جيرانه بقدر حاله، وأنْ لا يحقر من المعروف شيئًا، حتَّى ولو لم يكن عنده إلاَّ مرقة، فليكثر ماءها، وليتعاهد جيرانه ببعث شيء منها.

2 - العادة أنَّ الجيران قد سقطت بينهم الكلفة، وزالت فيما بينهم الهيبة، والهدية -ولو صغرت- توثق الصلة، وتقوي العلاقة، وتحكم المحبة؛ فالأفضل أنْ يتعاهدوا فيما بينهم الوسائل التي تربط بينهم علاقة الجوار؛ ففي الحديث: "تهادَوْا تحابوا".

 

&        نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - (5 / 1673)

رأى أبو بكر الصّدّيق- رضي اللّه عنه- ولده عبد الرّحمن وهو يناصي جارا له، فقال: «لا تناص جارك فإنّ هذا يبقى والنّاس يذهبون» إحياء علوم الدين (2/ 214)

 

&        نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - (5 / 1673)

(عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت:

«خلال المكارم عشر، تكون في الرّجل ولا تكون في أبيه وتكون في العبد ولا تكون في سيّده، يقسّمها اللّه تعالى لمن أحبّ:

* صدق الحديث،

* وصدق النّاس،

* وإعطاء السّائل،

* والمكافأة بالصّنائع،

* وصلة الرّحم،

* وحفظ الأمانة،

* والتّذمّم للجار،

* والتّذمّم للصاحب،

* وقرى الضّيف،

* ورأسهنّ الحياء») إحياء علوم الدين (2/ 314)

 

البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (41/ 148)

قال ابن الملك: إنما أمَره بإكثار

الماء في مرقة الطعام حرصاً على إيصال نصيب منه إلى الجار، وإن لم يكن

لذيذاً

 

البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (41/ 148)

في فوائده:

1 - (منها): الحضّ على تكثير المرقة، ليواسي بها جيرانه، قال الحافظ

العراقيّ -رَحِمَهُ اللهُ-: وفيه نَدْب إكثار مرق الطعام؛ لِقَصْد التوسعة على الجيران،

والفقراء، وأن المرق فيه قُوّة اللحم، فإنه يسمى أحد اللحمين، لأنه يَخرُجُ

خاصية اللحم فيه بالغليان. انتهى.

وقال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللهُ-: قوله: "فأكثر ماءها، وتعاهد جيرانك" هذا الأمر

على جهة الندب، والحضّ على مكارم الأخلاق، والإرشاد إلى محاسنها؛ لِمَا___

البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (41/ 149)

يترتّب عليه من المحبّة، وحُسن العشرة، والألفة، ولما يحصل به من المنفعة،

ودَفْع الحاجة والمفسدة، فقد يتأذى الجار بقُتار[2] قِدْر جاره، وعياله، وصغار

أولاده، ولا يقدر على التوصّل إلى ذلك، فتَهِيج من ضعفائهم الشهوة، وَيعْظُم

على القائم عليهم الألم والكُلْفة، وربما يكون يتيماً، أو أرملة ضعيفة، فتَعْظُم

المشقة، ويشتدّ منهم الألم والحسرة، وكل ذلك يندفع بتشريكهم في شيء من

الطبيخ يُدفع إليهم، فلا أقبح من منع هذا النزر اليسير الذي يترتّب عليه هذا

الضرر الكبير. انتهى.[ "المفهم" (6/ 611)]

2 - (ومنها): الأمر بتعاهد الجيران، والإحسان إليهم،

قال المناويّ: "الأمر فيه للندب عند الجمهور، وللوجوب عند الظاهرية."

قال الجامع عفا الله عنه: ما قاله الظاهريّة هو الظاهر؛ لظواهر النصوص،

والله تعالى أعلم.

3 - (ومنها): ما قاله العلائيّ: فيه تنبية لطيفٌ على تسهيل الأمر على

مزيد الخير، حيث لم يقل: فأكثروا لحمها، أو طعامها؛ إذ لا يسهل ذلك على

كثير." انتهى.

4 - (ومنها): أن فيه أفضلية اللحم المطبوخ على المشويّ؛ لعموم

الانتفاع؛ لأنه لأهل البيت والجيران، ولأنه يُجعل فيه الثريد، وهو أفضل

الطعام، والله تعالى أعلم." اهـ



[1] والحديث صحيح: صححه لغيره الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (3/ 355) (رقم: 1368)، وأخرجه تمّام في "فوائده" (2/ 99) (رقم: 1248)، وابن أبي الدنيا في إصلاح المال (ص: 63) (رقم: 162)

[2] "القُتار": الدخان من المطبوخ وزناً ومعنى.

Komentar

Postingan populer dari blog ini

شرح الحديث 112 - 113 - الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير - من صحيح الرغيب

شرح الحديث 66 من رياض الصالحين