شرح الحديث 112-113 من الأدب المفرد

 

61- باب لا يشبع دون جاره

 

112 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُسَاوِرِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يُخْبِرُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَشْبَعُ وَجَارُهُ جَائِعٌ»

[قال الشيخ الألباني: صحيح]

 

 

رواة الحديث:

 

* حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ (ثقة لم يصب من ضعفه: ت 223 هـ):

محمد بن كثير العبدى ، أبو عبد الله البصرى ( أخو سليمان بن كثير ، و كان سليمان أكبر منه بخمسين سنة )، كبار الآخذين عن تبع الأتباع، روى له:  خ م د ت س ق 

 

* قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ (ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة : ت 161 هـ):

سفيان بن سعيد بن مسروق الثورى ، أبو عبد الله الكوفى (من ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد)، من كبار أتباع التابعين، روى له:  خ م د ت س ق 

 

* عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ (ثقة: ت 131 - 140 ه):

عبد الملك بن أبى بشير البصري ثم المدائني، من الذين عاصروا صغارالتابعين

روى له :  بخ د ت س ق

 

* عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُسَاوِرِ (مقبول):

عبد الله بن المساور، أبو جعفر الهاشمي (ضعيف الحديث من ولد جعفر بن أبي طالب)، طبقة تلى الوسطى من التابعين، روى له:  بخ 

 

* قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يُخْبِرُ ابْنَ الزُّبَيْرِ (68 هـ بـ الطائف):

عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشى الهاشمى أبو العباس المدني (ابن عم رسول الله صلى الله عليه)، صحابي جليل _رضي الله عنه_، روى له:  خ م د ت س ق

 

نص الحديث:

 

يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ يَقُولُ: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَشْبَعُ وَجَارُهُ جَائِعٌ»

 

تخريج الحديث:

 

أخرج البخاري في "الأدب المفرد" (ص: 52) (رقم: 112)، مصنف ابن أبي شيبة (6/ 164) (رقم: 30359)، الإيمان لابن أبي شيبة (ص: 39) (رقم: 100)، الزهد لهناد بن السري (2/ 507)، البر والصلة للحسين بن حرب (ص: 123) (رقم: 239)، المنتخب من مسند عبد بن حميد – ت. صبحي السامرائي (ص: 231) (رقم: 694)، مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا (ص: 107) (رقم: 347)، تعظيم قدر الصلاة لمحمد بن نصر المروزي (2/ 593) (رقم: 628 و 629)، مسند أبي يعلى الموصلي (5/ 92) (رقم: 2699)، شرح معاني الآثار (1/ 28) (رقم: 116)، المعجم الكبير للطبراني (12/ 154) (رقم: 12741)، فوائد تمام (2/ 105) (رقم: 1262)، المستدرك على الصحيحين للحاكم (4/ 184) (رقم: 7307)، السنن الكبرى للبيهقي (10/ 5) (رقم: 19668)، شعب الإيمان (5/ 76 و 7/ 454 و 12/ 87 و 12/ 88) (رقم: 3117 و 5272 و 9089 و 9090)، الآداب للبيهقي (ص: 29) (رقم: 71).

 

والحديث صحيح لغيره: صححه الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (1/ 278) (رقم: 149)، و"صحيح الأدب المفرد" (ص: 67) (رقم: 82)

 

من فوائد الحديث:

 

عمدة القاري شرح صحيح البخاري (12/ 76)

وَفِيه: افتقاد الْجِيرَان بإرسال شَيْء إِلَيْهِم، وَلَا سِيمَا إِذا كَانُوا فُقَرَاء وَفِيهِمْ أَغْنِيَاء، وَقد قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: (لَا يُؤمن أحدكُم بِبَيْت شبعان وجاره طاوٍ) وَقد أوصى الله تَعَالَى بالجار. فَقَالَ: {وَالْجَار ذِي الْقُرْبَى وَالْجَار الْجنب} (النِّسَاء: 63) . وَقَالَ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: (مَا زَالَ جِبْرِيل، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، يوصيني بالجار حَتَّى ظَنَنْت أَنه سيورثه) ." اهـ

 

جامع العلوم والحكم ت الأرنؤوط (1/ 349):

"فَمِنْ أَنْوَاعِ الْإِحْسَانِ إِلَى الْجَارِ مُوَاسَاتُهُ عِنْدَ حَاجَتِهِ،

وَفِي " الْمُسْنَدِ " عَنْ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَشْبَعُ الْمُؤْمِنُ دُونَ جَارِهِ» وَخَرَّجَ الْحَاكِمُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَشْبَعُ وَجَارُهُ جَائِعٌ» وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا آمَنَ مَنْ بَاتَ شَبْعَانًا وَجَارُهُ طَاوِيًا»." اهـ

 

وقال ابن العربي _رحمه الله_ في "المسالك في شرح موطأ مالك" (7/ 395):

"فعلى المرء أنّ يوقِظَ جارَهُ من الغَفَلاتِ، وينقله إلى الطّاعات، ويأمره بإقامة الصّلوات، وهذا من حقوق الجوار.

وقيل: إنَّ الجار الصّالح يشفعُ يومَ القيامةِ في جيرانه ومعَارِفِهِ وقَرَابَتِه." اهـ

 

تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي (ص: 144)

وَرُوِيَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ , أَنَّهُ قَالَ: عَشْرَةُ أَشْيَاءَ مِنَ الْجَفَاءِ: أَوَّلُهَا رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ يَدْعُو لِنَفْسِهِ وَلَا يَدْعُو لِوَالِدَيْهِ وَالْمُؤْمِنِينَ.

وَالثَّانِي رَجُلٌ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَلَا يَقْرَأُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِائَةَ آيَةً.

وَالثَّالِثُ: رَجُلٌ دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَخَرَجَ وَلَمْ يُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ.

وَالرَّابِعُ: رَجُلٌ يَمُرُّ عَلَى الْمَقَابِرِ وَلَمْ يُسَلِّمْ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يَدْعُ لَهُمْ.

وَالْخَامِسُ رَجُلٌ دَخَلَ مَدِينَةً فِي يَوْمِ الْجُمْعَةِ، ثُمَّ خَرَجَ وَلَمْ يُصَلِّ الْجُمْعَةَ.

وَالسَّادِسُ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ نَزَلَ فِي مَحِلَّتِهِمَا عَالَمٌ، وَلَمْ يَذْهَبْ إِلَيْهِ أَحَدٌ لِيَتَعَلَّمَ مِنْهُ شَيْئًا مِنَ الْعِلْمِ.

وَالسَّابِعُ رَجُلَانِ تَرَافَقَا وَلَمْ يَسْأَلْ أَحَدُهُمَا عَنِ اسْمِ صَاحِبِهِ.

وَالثَّامِنُ رَجُلٌ دَعَاهُ رَجُلٌ إِلَى ضِيَافَةٍ فَلَمْ يَذْهَبْ إِلَى الضِّيَافَةِ.

وَالتَّاسِعُ شَابٌّ يَضِيعُ شَبَابُهُ وَهُوَ فَارِغٌ وَلَمْ يَطْلُبِ الْعِلْمَ وَالْأَدَبَ.

وَالْعَاشِرُ رَجُلٌ شَبْعَانُ وَجَارُهُ جَائِعٌ وَلَا يُعْطِيهِ شَيْئًا مِنْ طَعَامِهِ.

تَمَامُ حُسْنِ الْجِوَارِ فِي أَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ: أَوَّلُهَا أَنْ يُوَاسِيهِ بِمَا عِنْدَهُ.

وَالثَّانِي أَنْ لَا يَطْمَعَ فِيمَا عِنْدَهُ.

وَالثَّالِثُ أَنْ يَمْنَعَ أَذَاهُ عَنْهُ.

وَالرَّابِعُ أَنْ يَصْبِرَ عَلَى أَذَاهُ

 

اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى (ص: 76)

فإطعام الطعام يوجب دخول الجنة، ويُباعد من النار ويُنجي منها كما قال تعالى: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16)} [البلد: 11 - 16].

وفي هذا الحديث الصحيح عن النبي _صلى الله عليه وسلم_: "اتقوا النار ولو بشق تمرة."

وكان أبو موسى الأشعري يقول لولده: "اذكروا صاحب الرغيف".

ثم ذكر أن رجلاً من بني إسرائيل عبدَ الله سبعين سنة، ثم إن الشيطان حسَّن في عينيه امرأة، فأقام معها سبعة أيامٍ، ثم خرج هارباً، فأقام مع مساكين، فتُصُدِّق عليه برغيف كان بعض أولئك المساكين يريده، فآثره به ثم مات،

فوِزن عبادته بالسبعة الأيام التي مع المرأة فرجحت الأيام السبعة بعبادته، ثوم وُزن الرغيف بالسبعة الأيام فرجح بها.

ويتأكد إطعام الطعام للجائع وللجيران خصوصاً." اهـ

 

قلت: أثر أبي موسى _رضي الله عنه_ أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (7/ 61) (رقم: 34212)، الأموال لابن زنجويه (2/ 766) (رقم: 1323)، المجالسة وجواهر العلم (5/ 346) (رقم: 2216)، حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (1/ 263).[1]

 

وقال العيني في "نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار" (1/ 234):

"لم يرد النبي - عليه السلام - بذلك أي بقوله: "ليس المؤمن الذي يبيت شبعان، وجاره جائع"، أنه خرج بتركه ذلك عن الإيمان إلى الكفر؛ لأن حقيقة الإيمان موجودة فيه لعدم ما يضادِده، ولكنه - عليه السلام - أراد بذلك أنه ليس المؤمن الكامل في مراتب الإيمان، والإيمان له مراتب، وشُعب كما قال - عليه السلام -: "الإيمان بضع وسبعون شعبة" فبتركه شعبة منها لا يخرج عن حقيقة الإيمان، ولكن عن تلك الشعبة التي هي من فضائل الإيمان." اهـ

 

التنوير شرح الجامع الصغير (9/ 324):

"فإن حق الجار أكيد ومواساته لازمة فليس من شأن كامل الإيمان ذلك." اهـ

62- بَابُ يُكْثِرُ مَاءَ الْمَرَقِ فَيَقْسِمُ فِي الْجِيرَانِ

 

الأدب المفرد مخرجا (ص: 52)

113 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثٍ: أَسْمَعُ وَأُطِيعُ وَلَوْ لِعَبْدٍ مُجَدَّعِ الْأَطْرَافِ، وَإِذَا صَنَعْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا، ثُمَّ انْظُرْ أَهْلَ بَيْتٍ مِنْ جِيرَانِكَ، فَأَصِبْهُمْ مِنْهُ بِمَعْرُوفٍ، وَصَلِّ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا، فَإِنْ وَجَدْتَ الْإِمَامَ قَدْ صَلَّى، فَقَدْ أَحْرَزْتَ صَلَاتَكَ، وَإِلَّا فَهِيَ نَافِلَةٌ "

[قال الشيخ الألباني: صحيح]

 

رواة الحديث:

 

حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ (صدوق رمى بالإرجاء: 224 هـ):

بشر بن محمد السختيانى ، أبو محمد المروزي، كبار الآخذين عن تبع الأتباع، روى له:  خ 

 

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ (ثقة ثبت: ت 181 هـ بـ هيت)

عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلى التميمى مولاهم، أبو عبد الرحمن المروزي، من الوسطى من أتباع التابعين، روى له:  خ م د ت س ق 

 

* قَالَ: أخبرنا شُعْبَةُ (ثقة حافظ متقن: 160 هـ بـ البصرة):

شعبة بن الحجاج بن الورد العَتَكِيُّ[2] مولاهم الأزدي، أبو بِسطام الواسطي ثم البصري (مولى عبدة بن الأغر، وعبدةُ مولى يزيد بن المهلب)[3]، من كبار أتباع التابعين، روى له:  خ م د ت س ق 

 

* عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ (ثقة: ت 128 هـ):

عبد الملك بن حبيب الأزدي، أبو عمران الجونى البصرى

الطبقة :  4  : طبقة تلى الوسطى من التابعين، روى له:  خ م د ت س ق 

 

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ (ثقة : بعد 70 هـ ):

عبد الله بن الصامت الغفارى البصرى (ابن أخى أبى ذر)، من الوسطى من التابعين، روى له :  خت م د ت س ق  رتبته عند ابن حجر : 

 

عَنْ أَبِي ذَرٍّ (32 هـ بـ الربذة):

جندب بن جنادة (أخو عمرو بن عبسة لأمه)، روى له :  خ م د ت س ق

 

نص الحديث:

 

عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ:

"أَوْصَانِي خَلِيلِي _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ بِثَلَاثٍ:

* أَسْمَعُ وَأُطِيعُ، وَلَوْ لِعَبْدٍ مُجَدَّعِ الْأَطْرَافِ،

* وَإِذَا صَنَعْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا، ثُمَّ انْظُرْ أَهْلَ بَيْتٍ مِنْ جِيرَانِكَ، فَأَصِبْهُمْ مِنْهُ بِمَعْرُوفٍ،

* وَصَلِّ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا، فَإِنْ وَجَدْتَ الْإِمَامَ قَدْ صَلَّى، فَقَدْ أَحْرَزْتَ صَلَاتَكَ، وَإِلَّا فَهِيَ نَافِلَةٌ."

 

وفي رواية في صحيح مسلم (4/ 2026) (رقم: 2626): عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ»

 

تخريج الحديث:

 

الأدب المفرد مخرجا (ص: 52) (رقم: 113)، صحيح مسلم (1/ 448/ 238_244 و 3/ 1467/ 36 و 4/ 2025/ 142_143) (رقم: 648 و 1837 و 2625)، سنن ابن ماجه (1/ 398 و 2/ 955 و 2/ 1116) (رقم: 1256 و 2862 و 3362)

 

صحيح – صححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (ص: 67) (رقم: 83)، و«ظلال الجنة» (1052) ، و«السلسلة الصحيحة» (1368) : [م: 45 - ك البر والصلة والآداب، ح142، 143. م: 5 ك المساجد، ح 239]

 

من فوائده:

 

البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (14/ 161_162)

في فوائده:

1 - (منها): الحثّ بالصلاة في أول وقتها، وأن من صلّى أول الوقت، ثم أُقيمت الجماعة صلّى معهم ثانيًا.

2 - (ومنها): مشروعيّة إعادة الصلاة، وفيه خلاف بين العلماء، سيأتي تحقيقه -إن شاء اللَّه تعالى-.

3 - (ومنها): بيان أن الإمام إذا أخَّر الصلاة عن أول الوقت المستحبّ___ينبغي للشخص أن يصليها في أول الوقت منفردًا، ثم يصليها مع الإمام إن أدركه، فيجمع بين فضيلتي أول الوقت، والجماعة.

قال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: فلو أراد الاقتصار على إحداهما، فهل الأفضل الاقتصار على فعلها منفردًا في أول الوقت، أم الاقتصار على فعلها جماعة في آخر الوقت؟ فيه خلاف مشهور لأصحابنا -يعني الشافعية- واختلفوا في الراجح، والمختارُ استحباب الانتظار إن لم يَفْحُش التأخير.

4 - (ومنها): الحثّ على موافقة الأمراء في غير معصية؛ لئلا تتفرق الكلمة، وتقع الفتنة، ولهذا قال أبو ذرّ -رضي اللَّه عنه- في الرواية الآتية: "إن خليلي أوصاني أن أسمع، وأطيع، وإن كان عبدًا مجدَّع الأطراف".

5 - (ومنها): أن فيه عَلَمًا من أعلام النبوة، حيث أخبر النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بما سيكون بعده من تحوّل الأمراء عن طريق الحقّ، بحيث إنهم لا يبالون بتأخير الصلاة التي هي من أعظم أركان الدين، فكيف بما دونها من تغيير السنن، وإحداث البدع، وهذا من معجزاته -صلى اللَّه عليه وسلم-، حيث وقع طبْقًا لما أخبر به، قال اللَّه تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)} [النجم: 3، 4].

6 - (ومنها): اهتمامه -صلى اللَّه عليه وسلم- بأصحابه الذين يتأخرون بعده، ويتولى عليهم من يغيّر الأمور، فأرشدهم إلى كيفية معايشتهم، وحَثَّهم على عدم الخروج عليهم، وأمرهم بالإحسان معهم إذا أحسنوا، واجتنابهم إذا أساءوا.

7 - (ومنها): أن العالم ينبغي له أن يبدأ بالمسألة من غير أن يُسألَ، إذا كان الناس في حاجة إليها.

8 - (ومنها): أنه ينبغي للجاهل أن يطلب من العالم حَلَّ المسألة، وتوضيحها إذا لم يتبين له وجهها، فإن أبا ذر -رضي اللَّه عنه- قال: "فما تأمرني"، فقد سأل كيف يكون حلّ هذه المشكلة، فبيّن له -صلى اللَّه عليه وسلم- بأن يحرز بين المصلحتين: مصلحة الصلاة في وقتها، ومصلحة عدم مخالفة الجماعة.

9 - (ومنها): بيان جواز الصلاة خلف أئمة الجور، وسيأتي تحقيق الخلاف فيه قريبًا، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب." اهـ

 

البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (41/ 154)

في فوائده:

1 - (منها): الحض على إتيان المعروف، وفَضْله، وما تيسّر منه ولو

قليلاً، حتى طلاقة الوجه عند اللقاء.

2 - (ومنها): النهي عن التهاون بالمعروف، وإن قلّ.

3 - (ومنها): الحثّ على طلاقة الوجه، وبشاشته، فينبغي للمسلم أن

يكون طلق الوجه غير عبوس، ولا منقبض، والله تعالى أعلم.

 

البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (41/ 154)

في فوائده:

1 - (منها): الحض على إتيان المعروف، وفَضْله، وما تيسّر منه ولو

قليلاً، حتى طلاقة الوجه عند اللقاء.

2 - (ومنها): النهي عن التهاون بالمعروف، وإن قلّ.

3 - (ومنها): الحثّ على طلاقة الوجه، وبشاشته، فينبغي للمسلم أن

يكون طلق الوجه غير عبوس، ولا منقبض، والله تعالى أعلم.



[1] صححه مشهور بن حسن آل سلمان في تحقيقه لكتاب "المجالسة وجواهر العلم" (5/ 348)

[2] وفي "اللباب في تهذيب الأنساب" (2/ 322) لابن الأثير:

"الْعَتكِي (بِفَتْح الْعين وَالتَّاء الْمُثَنَّاة من فَوْقهَا وَفِي آخرهَا كَاف): هَذِه النِّسْبَة إِلَى العتيك وَهُوَ بطن من الأزد، وَهُوَ عتِيك بن النَّضر بن الأزد. ينْسب إِلَيْهِ خلقٌ كثيرٌ، مِنْهُم: أَبُو بسطَام شُعْبَة بن الْحجَّاج بن الْورْد الْعَتكِي مَوْلَاهُم من أهل وَاسِط

[3] وقال النووي (المتوفى: 676هـ) _رحمه الله_ في "تهذيب الأسماء واللغات" (1/ 245):

"هو أبو بسطام شعبة بن الحجاج بن الورد العتكى الأزدى، مولاهم الواسطى، ثم البصرى، مولى عبدة بن الأغر، وعبدة مولى يزيد بن المهلب الأزدي. كان شعبة من واسط، ثم انتقل إلى البصرة فاستوطنها، وهو من تابعى التابعين، وأعلام المحدثين، وكبار المحققين، رأى الحسن ومحمد ابن سيرين، وسمع أنس بن سيرين، وعمرو بن دينار، والشعبى، وخلائق لا يحصون من التابعين، وخلائق من غيرهم." اهـ

Komentar

Postingan populer dari blog ini

شرح الحديث 112 - 113 - الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير - من صحيح الرغيب

شرح الحديث 66 من رياض الصالحين