شرح الحديث 108_110 من الأدب المفرد

 

108 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي جَارَيْنِ، فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي؟ قَالَ: «إِلَى أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا»

[قال الشيخ الألباني: صحيح]

 

رواة الحديث:

 

* حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ (ثقة: ت 252 هـ بـ البصرة):

محمد بن بشار بن عثمان العَبْدِيُّ، أبو بكر البصري، الملقب بـ(بُنْدَارٍ)[1]، كبار الآخذين عن تبع الأتباع، روى له :  خ م د ت س ق[2] 

 

* قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ (ثقة: 293 هـ أو 294 هـ):

محمد بن جعفر الهذلي مولاهم، أبو عبد الله البصري، المعروف بـ"غُنْدَرٍ"[3] (صاحب الكرابيس، و كان ربيب شعبة)، من صغار أتباع التابعين، روى له:  خ م د ت س ق 

 

* قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (ثقة حافظ متقن: 160 هـ بـ البصرة):

شعبة بن الحجاج بن الورد العَتَكِيُّ[4] مولاهم الأزدي، أبو بِسطام الواسطي ثم البصري (مولى عبدة بن الأغر، وعبدةُ مولى يزيد بن المهلب)[5]، من كبار أتباع التابعين، روى له:  خ م د ت س ق 

 

* عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ (ثقة: ت 128 هـ):

عبد الملك بن حبيب الأزدي، أبو عمران الجونى البصرى

الطبقة :  4  : طبقة تلى الوسطى من التابعين، روى له:  خ م د ت س ق 

 

* عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ – (ثقة):

طلحة بن عبد الله بن عثمان بن عبيد الله بن معمر القرشي التيمي، المدني، من الوسطى من التابعين، روى له:  خ د س 

 

* عَنْ عَائِشَةَ _رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا_ (صحابية: 57 هـ على الصحيح):

عائشة بنت أبي بكر الصديق التيمية، أم المؤمنين، أم عبد الله (وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب)، روى له:  خ م د ت س ق

 

نص الحديث:

 

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي جَارَيْنِ، فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي؟ قَالَ: «إِلَى أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا»

 

من فوائد الحديث :

 

&        عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (12 / 76)

وَقَالَ الْمُهلب: وَإِنَّمَا أَمر بالهدية إِلَى من قرب بَابه لِأَنَّهُ ينظر إِلَى مَا يدْخل دَار جَاره وَمَا يخرج مِنْهَا، فَإِذا رأى ذَلِك أحب أَن يُشَارك فِيهِ، وَأَنه أسْرع إِجَابَة لجاره عِنْدَمَا ينوبه من حَاجَة إِلَيْهِ فِي أَوْقَات الْغَفْلَة والغرة، فَلذَلِك بَدَأَ بِهِ على من بعد بَاب دَاره وَإِن كَانَت دَاره أقرب،

 

شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (6 / 383)

قال المهلب : وإنما أمر عليه السلام بالهدية إلى من قرب بابه ؛ لأنه ينظر إلى ما يدخل دار جاره وما يخرج منها ، فإذا رأى ذلك أحب أن يشاركه فيه ، وأنه أسرع إجابة لجاره عند ما ينوبه من حاجة إليه فى أوقات الغفلة والغرة ؛ فلذلك بدأ به على من بعد بابه ، وإن كانت داره أقرب .

 

&        عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (12 / 76)

قَالَ ابْن الْمُنْذر: وَهَذَا الحَدِيث دَال على أَن اسْم الْجَار يَقع على غير الملاصق، لِأَنَّهُ قد يكون لَهُ جَار ملاصق وبابه من سكَّة غير سكته، وَله جَار بَينه وَبَين بَابه قدر ذراعين وَلَيْسَ بملاصق، وَهُوَ أدناهما بَابا.

 

&        عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (12 / 76)

وَفِيه: افتقاد الْجِيرَان بإرسال شَيْء إِلَيْهِم، وَلَا سِيمَا إِذا كَانُوا فُقَرَاء وَفِيهِمْ أَغْنِيَاء، وَقد قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: (لَا يُؤمن أحدكُم يبَيْت شبعان وجاره طاوٍ) وَقد أوصى الله تَعَالَى بالجار. فَقَالَ: {وَالْجَار ذِي الْقُرْبَى وَالْجَار الْجنب} (النِّسَاء: 63) . وَقَالَ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: (مَا زَالَ جِبْرِيل، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، يوصيني بالجار حَتَّى ظَنَنْت أَنه سيورثه) .

 

&        فتح الباري- تعليق ابن باز - (10 / 447)

وقال ابن أبي جمرة: الإهداء إلى الأقرب مندوب، لأن الهدية في الأصل ليست واجبة فلا يكون الترتيب فيها واجبا. ويؤخذ من الحديث أن الأخذ في العمل بما هو أعلى أولى، وفيه تقديم العلم على العمل.

واختُلِفَ في حَدِّ الجوار:

* فجاء عن عليّ - رضي الله عنه -: "من سَمِعَ النداء فهو جارٌ"،

* وقيل: من صلى معك صلاة الصبح في المسجد، فهو جار،

* وعن عائشة: حَدُّ الجوار أربعون دارًا من كل جانب،

وعن الأوزاعي مثله، وأخرج البخاري في "الأدب المفرد" مثله عن الحسن، وللطبراني بسند ضعيف، عن كعب بن مالك، مرفوعًا: "ألا إن أربعين دارًا جار"، وأخرج ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب: "أربعون دارًا عن يمينه، وعن يساره، ومن خلفه، ومن بين يديه"،

وهذا يحتمل كالأولى، ويحتمل أن يريد التوزيع، فيكون من كل جانب عشرة." اهـ

 

البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (41/ 143)

قال الجامع عفا الله عنه: عندي أن من صلى الصلوات معك دائماً، ولا

سيّما صلاة الصبح هو جار لك؛ لأن هذا يدلّ على قربه من دارك، ويرى كل

ما يدخل في بيتك، أو بعضه، ولو صحّ حديث: "أربعون داراً جارٌ" لكان نصّاً

في التحديد، لكنه ضعيف، فلا يصلح للاحتجاج به، فتنبّه، والله تعالى

أعلم." اهـ [راجع: "إرواء الغليل" للشيخ الألبانيّ -رَحِمَهُ اللهُ- (6/ 100)]

 

&        فيض القدير - (1 / 244)

وفيه أن العبرة في الجوار بقرب الباب لا بقرب الجدار وسره أنه أسرع إجابة له عندما ينوبه في أوقات الغفلات فهو بالرعاية أقدم ولا دلالة فيه على أن الشفعة للجار بل لأنه أحق بالإهداء

 

&        مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (4 / 1353)

وَلَعَلَّ وَجْهَهُ أَنَّهُ أَكْثَرُ اخْتِلَاطًا وَأَظْهَرُ اطِّلَاعًا فَيَكُونُ بِحُسْنِ الْعِشْرَةِ وَظُهُورِ الْمَوَدَّةِ أَوْلَى، وَقَدْ قَالَ - تَعَالَى - {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ} [النساء: 36] فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْجَارَ الْأَقْرَبَ بِمَزِيدِ الْإِحْسَانِ أَنْسَبُ، وَلَيْسَ الْمُرَادُ انْحِصَارَ الْإِهْدَاءِ إِلَى الْأَقْرَبِ كَمَا هُوَ ظَاهِرُ الْحَدِيثِ لِمَا فِي الْآيَةِ وَالْحَدِيثِ الْآتِي وَهُوَ قَوْلُهُ

 

التوضيح لشرح الجامع الصحيح - (16 / 351)

وفيه: أن أقرب الجيران أولى بالصلة والبر والرعاية، وأن صلة الأقرب منهم أفضل من صلة الأبعد؛ إذ لا يقدر على عموم جميعهم بالهدية، وقد أكد الله تعالى في كتابه فقال: {وَالجَارِ ذِي القُرْبَى وَالجَارِ الجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنْبِ} [النساء: 36]، فدل على تفضيل الأقرب،

 

تطريز رياض الصالحين (ص: 219)

فيه: دليل على تقديم الأقرب من الجيران بابًا على الأبعد منهم.

 

شرح المصابيح لابن الملك - (2 / 488)

فهذا يدل على أن الصدقة للجيران الأقربِ أولى من البعيد.

 

فتح الباري لابن حجر (4/ 439)

فَاسْتُنْبِطَ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ تَقْدِيمُ الْأَقْرَبِ عَلَى الْأَبْعَدِ لِلْعِلَّةِ فِي مَشْرُوعِيَّةِ الشُّفْعَةِ لِمَا يَحْصُلُ مِنَ الضَّرَرِ بِمُشَارَكَةِ الْغَيْرِ الْأَجْنَبِيِّ بِخِلَافِ الشَّرِيكِ فِي نَفْسِ الدَّارِ وَاللَّصِيقِ لِلدَّارِ

 

شرح صحيح البخارى لابن بطال (7/ 111)

وفى حديث عائشة أن أقرب الجيران أولى بالصلة والبر والرعاية، وأن صلة الأقرب منهم أفضل من صلة الأبعد إذ لا يقدر على عموم جميعهم بالهدية، وقد أكد الله تعالى ذلك فى كتابه، فقال: (والجار ذى القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب) [النساء: 36] ، فدل هذا على تفضيل الأقرب، وقد تقدم معنى ذلك فى باب أى الجوار أقرب فى كتاب الشفعة، فأغنى عن تكراره.

 

شرح صحيح البخارى لابن بطال (6/ 382)

أخبرها أنه من قرب بابه أولى بها من غيره، فدل بهذا أنه أولى بجميع حقوق الجوار وكرم العشرة والبر ممن هو أبعد منه بابًا. قال ابن المنذر: وهذا الحديث يدل أن اسم الجار يقع على غير

 

مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (4/ 1353)

وَلَعَلَّ وَجْهَهُ أَنَّهُ أَكْثَرُ اخْتِلَاطًا وَأَظْهَرُ اطِّلَاعًا فَيَكُونُ بِحُسْنِ الْعِشْرَةِ وَظُهُورِ الْمَوَدَّةِ أَوْلَى، وَقَدْ قَالَ - تَعَالَى - {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ} [النساء: 36] فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْجَارَ الْأَقْرَبَ بِمَزِيدِ الْإِحْسَانِ أَنْسَبُ، وَلَيْسَ الْمُرَادُ انْحِصَارَ الْإِهْدَاءِ إِلَى الْأَقْرَبِ كَمَا هُوَ ظَاهِرُ الْحَدِيثِ لِمَا فِي الْآيَة

 

شرح الزرقاني على الموطأ (4/ 479_480)

قَالَ الزَّوَاوِيُّ: هَذَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ إِذَا كَانَ الْمَشْيُ قَلِيلًا فَالْأَقْرَبُ بَابًا أَوْلَى بِهِ، فَأَمَّا مَعَ السَّعَةِ وَكَثْرَةِ مَا يُهْدَى فَلْيُهْدِ___إِلَى غَيْرِ وَاحِدٍ الْأَقْرَبَ فَالْأَقْرَبَ.

 

التحبير لإيضاح معاني التيسير (6/ 639)

قيل: الحكمة فيه أن الأقرب يرى ما يدخل بيت جاره من هدية ونحوها فهو متشوق بها، بخلاف الأبعد، ولأن الأقرب أسرع إجابة لما يقع بجاره في المهمات ولا سيما في أوقات الغفلة.

 

نيل الأوطار (6/ 215)

وَقَدْ جَعَلَ الْحَافِظُ حَدِيثَ عَائِشَةَ الْمَذْكُورَ شَاهِدًا لِلْحَدِيثِ الْأَوَّلِ. وَوَجْهُ الثَّانِي أَنَّ إيثَارَ الْأَقْرَبِ بِالْهَدِيَّةِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ أَحَقُّ مِنْ الْأَبْعَدِ فِي الْإِحْسَانِ إلَيْهِ فَيَكُونُ أَحَقَّ مِنْهُ بِإِجَابَةِ دَعْوَتِهِ مَعَ اجْتِمَاعِهِمَا فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ، فَإِنْ تَقَدَّمَ أَحَدُهُمَا كَانَ أَوْلَى بِالْإِجَابَةِ مِنْ الْآخَرِ، سَوَاءٌ كَانَ السَّابِقُ هُوَ الْأَقْرَبُ أَوْ الْأَبْعَدُ، فَالْقُرْبُ وَإِنْ كَانَ سَبَبًا لِلْإِيثَارِ وَلَكِنَّهُ لَا يُعْتَبَرُ إلَّا مَعَ عَدَمِ السَّبْقِ، فَإِنْ وُجِدَ السَّبْقُ فَلَا اعْتِبَارَ بِالْقُرْبِ، فَإِنْ وَقَعَ الِاسْتِوَاءُ فِي قُرْبِ الدَّارِ وَبُعْدِهَا مَعَ الِاجْتِمَاعِ فِي الدَّعْوَةِ، فَقَالَ الْإِمَامُ يَحْيَى: يُقْرَعُ بَيْنَهُمَا.

وَقَدْ قِيلَ: إنَّ مِنْ مُرَجِّحَاتِ الْإِجَابَةِ لِأَحَدِ الدَّاعِيَيْنِ كَوْنَهُ رَحِمًا أَوْ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَوْ الْوَرَعِ أَوْ الْقَرَابَةِ مِنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

 

 

 

 

 

59- باب الأدنى فالأدنى من الجيران

 

109 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْجَارِ، فَقَالَ: أَرْبَعِينَ دَارًا أَمَامَهُ، وَأَرْبَعِينَ خَلْفَهُ، وَأَرْبَعِينَ عَنْ يَمِينِهِ، وَأَرْبَعِينَ عَنْ يَسَارِهِ

[قال الشيخ الألباني: حسن]

 

رواة الحديث:

 

* حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ (ثقة: ت 244 هـ بـ قرميسين):

الحسين بن حريث بن الحسن بن ثابت بن قطبة الخزاعي مولاهم، أبو عمار المروزي (مولى عمران بن حصين)، كبار الآخذين عن تبع الأتباع، روى له:  خ م د ت س 

 

قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى (ثقة ثبت: 192 هـ):

الفضل بن موسى السينانى ، أبو عبد الله المروزي (مولى بَنِي قَطِيْعَةَ مِنْ بَنِي زَبِيْد مِنْ مَذْحَج (وسينان: قرية من قرى مرو )، من صغار أتباع التابعين، روى له:  خ م د ت س ق

 

* عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ دِينَارٍ (مقبول):

الوليد بن دينار السَّعْدِيُّ، أبو الفضل البصري، التَّيَّاسُ، من كبار أتباع التابعين، روى له:  بخ

 

عَنِ الْحَسَنِ (ثقة وكان يرسل كثيرا و يدلس: ت 110 هـ):

الحسن بن أبى الحسن (يسار) البصري، الأنصاري مولاهم، أبو سعيد (مولى زيد بن ثابت، ويقال: مولى جابر بن عبد الله)، من الوسطى من التابعين، روى له:  خ م د ت س ق 

 

نص الحديث:

 

عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْجَارِ، فَقَالَ: "أَرْبَعِينَ دَارًا أَمَامَهُ، وَأَرْبَعِينَ خَلْفَهُ، وَأَرْبَعِينَ عَنْ يَمِينِهِ، وَأَرْبَعِينَ عَنْ يَسَارِهِ."

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص: 51) (رقم: 109)، وحسنه الألباني _رحمه الله_ في "صحيح الأدب المفرد" (ص: 66) (رقم: 80).

 

وأنى له الصحة، ففيه الوليد بن دينار السعدي التياس، وهو ضعيف، ضعفه يحيى بن معين.

 

شرح الحديث:

 

قال ابن حجر في الفتح (10/ 447):

"وَاخْتُلِفَ فِي حَدّ الْجِوَار:

* فَجَاءَ عَنْ عَلِيّ _رَضِيَ اللَّه عَنْهُ_: "مَنْ سَمِعَ النِّدَاء، فَهُوَ جَار."

* وَقِيلَ: "مَنْ صَلَّى مَعَك صَلَاة الصُّبْح فِي الْمَسْجِد، فَهُوَ جَار."

* وَعَنْ عَائِشَة: "حَدُّ الْجِوَارِ: أَرْبَعُونَ دَارًا مِنْ كُلّ جَانِب."

* وَعَنْ الْأَوْزَاعِيِّ مِثْلُه،

وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيّ فِي "الْأَدَب الْمُفْرَد" مِثْلَهُ عَنْ الْحَسَنِ،

وَلِلطَّبَرَانِيِّ بِسَنَدٍ ضَعِيف عَنْ كَعْب بْن مَالِك مَرْفُوعًا " أَلَّا إِنَّ أَرْبَعِينَ دَارًا جَار " وَأَخْرَجَ اِبْن وَهْب عَنْ يُونُس عَنْ اِبْن شِهَاب: "أَرْبَعُونَ دَارًا عَنْ يَمِينه، وَعَنْ يَسَارِهِ، وَمِنْ خَلْفِهِ، وَمِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ."

وَهَذَا يَحْتَمِل كَالْأُولَى، وَيَحْتَمِل أَنْ يُرِيد التَّوْزِيع فَيَكُون مِنْ كُلّ جَانِب عَشْرَة." اهـ

 

و قال الألباني _رحمه الله_ في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (1/ 446):

"وكل ما جاء تحديدُهُ عَنْهُ _صلى الله عليه وسلم_ بأربعينَ ضعيفٌ، لا يصح. فالظاهر: أن الصواب تحديده بالْعُرْفِ، والله أعلم." اهـ

 

عون الأحد الصمد (1/133):

"في هـذا الأثـر بـيـان لحـدود الجـار، فـلا يتبادر إلى الذهن أن الجـار هو الملاصق فقط، بـل إلى أربعين دارا شرقا وغربا وشمالا وجنوبا،

وبقدر ما يستطيع المسلم فإنه يحسن إلى جيرانه؛ ليكتـب لـه الأجر ويقـوم بالحق الذي حرص عليـه النبي مانده كما في قوله: امـا زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه، أي: سيجعله وارِثًا لي في مالي، وما ذلك، إلا لأهمية حقوق الجوار." اهـ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

110 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلْقَمَةُ بْنُ بَجَالَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: وَلَا يَبْدَأُ بِجَارِهِ الْأَقْصَى قَبْلَ الْأَدْنَى، وَلَكِنْ يَبْدَأُ بِالْأَدْنَى قَبْلَ الْأَقْصَى

[قال الشيخ الألباني: ضعيف]

 

رواة الحديث:

 

حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ (صدوق رمى بالإرجاء: 224 هـ):

بشر بن محمد السختيانى ، أبو محمد المروزي، كبار الآخذين عن تبع الأتباع، روى له:  خ 

 

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ (ثقة ثبت: ت 181 هـ بـ هيت)

عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلى التميمى مولاهم، أبو عبد الرحمن المروزي، من الوسطى من أتباع التابعين، روى له:  خ م د ت س ق 

 

قَالَ: أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ (صدوق يغلط: ت قبيل 160 هـ بـ بغداد):

عكرمة بن عمار العجلي، أبو عمار اليمامي، من صغار التابعين، روى له:  خت م د ت س ق   

 

قَالَ: حَدَّثَنَا عَلْقَمَةُ بْنُ بَجَالَةَ بْنِ زَيْدٍ (مقبول):

علقمة بن بجالة بن الزِّبْرِقَانِ، طبقة تلى الوسطى من التابعين، روى له:  بخ 

 

وقال ابن حبان في "مشاهير علماء الأمصار" (ص: 201) (رقم: 977): "علقمة بن بجالة بن الزبرقان ممن صحب أبا هريرة وكان ثبتا." اهـ

 

قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ (ت 57 هـ):

عبد الرحمن بن صخر، أبو هريرة الدوسي اليماني، روى له:  خ م د ت س ق

 

نص الحديث:

 

قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: وَلَا يَبْدَأُ بِجَارِهِ الْأَقْصَى قَبْلَ الْأَدْنَى، وَلَكِنْ يَبْدَأُ بِالْأَدْنَى قَبْلَ الْأَقْصَى

 

تخريج الحديث:

 

الأدب المفرد مخرجا (ص: 52) (رقم: 110)، البر والصلة للحسين بن حرب (ص: 112) (رقم: 215)

 

ضعفه الألباني، ويكفينا الحديث (رقم: 108): عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي جَارَيْنِ، فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي؟ قَالَ: «إِلَى أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا» [قال الشيخ الألباني: صحيح]


من فوائد الحديث:


رش البرد رش البرد (ص ٧٨): 

"كلما قرب الجار زاد حقه على جاره الأقرب." اهـ



[1] وفي سير أعلام النبلاء ط الرسالة (12/ 144): "لُقِّبَ بِذَلِكَ، لأَنَّهُ كَانَ بُنْدَارَ الحَدِيْثِ فِي عَصْرهِ بِبَلَدِهِ." اهـ

[2] وفي سير أعلام النبلاء ط الرسالة (12/ 145): "قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ خَاقَانَ المَرْوَزِيُّ: سَمِعْتُ بُنْدَاراً يَقُوْلُ: (أَرَدْتُ الخُرُوجَ -يَعْنِي: الرِّحْلَةَ- فَمَنَعَتْنِي أُمِّي، فَأَطَعْتُهَا، فَبُوْرِكَ لِي فِيْهِ)." اهـ

[3] وفي سير أعلام النبلاء ط الرسالة (9/ 99): "قُلْتُ: مَا أَظُنُّه رَحَلَ فِي الحَدِيْثِ مِنَ البَصْرَةِ، وَابْنُ جُرَيْجٍ هُوَ الَّذِيْنَ سَمَّاهُ غُنْدَراً، وَذَلِكَ لأَنَّهُ تَعَنَّتَ ابْنَ جُرَيْجٍ فِي الأَخْذِ، وَشَغَبَ عَلَيْهِ أَهْلُ الحِجَازِ، فَقَالَ: مَا أَنْتَ إِلاَّ غُنْدَرٌ." اهـ

[4] وفي "اللباب في تهذيب الأنساب" (2/ 322) لابن الأثير:

"الْعَتكِي (بِفَتْح الْعين وَالتَّاء الْمُثَنَّاة من فَوْقهَا وَفِي آخرهَا كَاف): هَذِه النِّسْبَة إِلَى العتيك وَهُوَ بطن من الأزد، وَهُوَ عتِيك بن النَّضر بن الأزد. ينْسب إِلَيْهِ خلقٌ كثيرٌ، مِنْهُم: أَبُو بسطَام شُعْبَة بن الْحجَّاج بن الْورْد الْعَتكِي مَوْلَاهُم من أهل وَاسِط

[5] وقال النووي (المتوفى: 676هـ) _رحمه الله_ في "تهذيب الأسماء واللغات" (1/ 245):

"هو أبو بسطام شعبة بن الحجاج بن الورد العتكى الأزدى، مولاهم الواسطى، ثم البصرى، مولى عبدة بن الأغر، وعبدة مولى يزيد بن المهلب الأزدي. كان شعبة من واسط، ثم انتقل إلى البصرة فاستوطنها، وهو من تابعى التابعين، وأعلام المحدثين، وكبار المحققين، رأى الحسن ومحمد ابن سيرين، وسمع أنس بن سيرين، وعمرو بن دينار، والشعبى، وخلائق لا يحصون من التابعين، وخلائق من غيرهم." اهـ

Komentar

Postingan populer dari blog ini

شرح الحديث 112 - 113 - الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير - من صحيح الرغيب

شرح الحديث 66 من رياض الصالحين