شرح الحديث 104_107 من كتاب الأدب المفرد

 

57 - باب يبدأ بالجار

 

104 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِنْهَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ»

[قال الشيخ الألباني: صحيح]

 

رواة الحديث:

 

* حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِنْهَالٍ (ثقة حافظ: ت 231 هـ):

محمد بن المنهال التميمي الْمُجَاشِعِي[1]، أبو جعفر (ويقال: أبو عبد الله)، الضرير البصري الحافظ، روى له:  خ م د س

 

* قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ (ثقة ثبت: 182 هـ بـ البصرة):

يزيد بن زريع العَيْشِيُّ[2] (وقيل: التيمي)، أبو معاوية البصري، من الوسطى من أتباع التابعين، روى له:  خ م د ت س ق 

 

      

* قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ (ثقة: ت 150 هـ بـ عسقلان):

عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشى العدوى العمرى ، أبو حفص المدنى (نزيل عسقلان، أخو زيد و عاصم)، من الذين عاصروا صغار التابعين، روى له:  خ م د س ق

 

* عَنْ أَبِيهِ (ثقة):

محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي، أبو عبد الله المدني (والد عمر بن محمد بن زيد)، من الوسطى من التابعين، روى له:  خ م د ت س ق

 

* عَنِ ابْنِ عُمَرَ (73 أو 74 هـ):

عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي ، أبو عبد الرحمن المكى المدنى، روى له:  خ م د ت س ق

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص: 50) (رقم: 104)، وفي "صحيحه" (8/ 10) (رقم: 6015)، ومسلم في "صحيحه"  (4/ 2025) (رقم: 2625)، وأحمد في "مسنده" - عالم الكتب (2/ 85) (رقم: 5577)، والحسين بن حرب المروزي في "البر والصلة" (ص: 126) (رقم: 246)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص: 90) (رقم: 223)، والطبراني في  "المعجم الأوسط" (7/ 100) (رقم: 6972)، و"المعجم الكبير" (12/ 360 و 12/ 415) (رقم: 13340 و 13343 و 13531)، و"مكارم الأخلاق" (ص: 382) (رقم: 195) والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/ 44) (رقم: 13225)، وفي "شعب الإيمان" (12/ 83) (رقم: 9082)، و"معرفة السنن والآثار" (6/ 214) (رقم: 8517_8518).

 

والحديث صحيح: صححه الألباني في "صحيح الجامع الصغير وزيادته" (2/ 984) (رقم: 5628)

 

شرح الحديث وفوائده:

 

تقدم شرحه وفوائده في الحديث (رقم: 101) عن عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فلا حاجة للإعادة.

 

 

 

 

 

 

105 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ شَابُورَ، وَأَبِي إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ ذُبِحَتْ لَهُ شَاةٌ، فَجَعَلَ يَقُولُ لِغُلَامِهِ: أَهْدَيْتَ لِجَارِنَا الْيَهُودِيِّ؟ أَهْدَيْتَ لِجَارِنَا الْيَهُودِيِّ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ»

[قال الشيخ الألباني: صحيح]

 

رواة الحديث:

 

* حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ (ثقة ثبت: ت 227 هـ):

محمد بن سلام بن الفرج السلمى مولاهم: أبو عبد الله البخارى البيكندى، روى له: خ

 

* قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ (ثقة حافظ فقيه إمام حجة: ت 198 هـ بـ مكة):

سفيان بن عيينة بن أبى عمران (ميمون) الهلالي، أبو محمد الكوفي، المكي (مولى محمد بن مزاحم، أخي الضحاك بن مزاحم)، من الوسطى من أتباع التابعين، روى له :  خ م د ت س ق

 

* عَنْ دَاوُدَ بْنِ شَابُورَ، وَأَبِي إِسْمَاعِيلَ:

1/ داود بن شابور (ثقة)، أبو سليمان المكي، من الذين عاصروا صغار التابعين، روى له:  بخ ت س 

 

2/ بشير بن سلمان الكندي (ثقة يغرب)، أبو إسماعيل الكوفي، من الذين عاصروا صغار التابعين، روى له :  بخ م د ت س ق

 

* عَنْ مُجَاهِدٍ (ثقة إمام فى التفسير و فى العلم: ت سنة 101 أو 102 أو 103 أو 104 هـ):

مجاهد بن جبر المكي، أبو الحجاج القرشي المخزومي مولاهم، من الوسطى من التابعين، روى له :  خ م د ت س ق 

 

* عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو (ت 63 هـ):

عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سعد القرشي السهمي، أبو محمد، روى له:  خ م د ت س ق

 

نص الحديث:

 

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو:

أَنَّهُ ذُبِحَتْ لَهُ شَاةٌ، فَجَعَلَ يَقُولُ لِغُلَامِهِ: أَهْدَيْتَ لِجَارِنَا الْيَهُودِيِّ؟ أَهْدَيْتَ لِجَارِنَا الْيَهُودِيِّ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ»

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص: 50) (رقم: 105)، وأبو داود في "سننه" (4/ 338) (رقم: 5152)، والترمذي في "سننه" ت شاكر (4/ 333) (رقم: 1943)، وغيرهم.

 

واحديث صحيح: صححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (2/ 688) (رقم: 2574)

 

شرح الحديث وفوائده:

 

تقدم شرحه وفوائده في الحديث (رقم: 101) عن عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فلا حاجة للإعادة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

106 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، أَنَّ عَمْرَةَ حَدَّثَتْهُ، أَنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ لَيُوَرِّثُهُ»

[قال الشيخ الألباني: صحيح]

 

رواة الحديث:

 

* حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ (ثقة ثبت: ت 227 هـ):

محمد بن سلام بن الفرج السلمى مولاهم: أبو عبد الله البخارى البيكندى، روى له: خ

 

* قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ (ثقة تغير قبل موته بثلاث سنين: ت 194 هـ):

عبد الوهاب بن عبد المجيد بن الصلت الثقفي أبو محمد البصري (وجده الحكم بن أبى العاص أخو عثمان بن أبى العاص، ولهما صحبة)، من الوسطى من أتباع التابعين، روى له:  خ م د ت س ق 

 

* قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ (ثقة ثبت: ت 144 هـ)

يحيى بن سعيد بن قيس الأنصارى النجاري، أبو سعيد المدني القاضي، من صغار التابعين، روى له:  خ م د ت س ق 

 

* يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ (ثقة عابد: 120 هـ)

أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري الخزرجي ثم النجاري المدني القاضي (اسمه كنيته، و قيل كنيته أبو محمد)، من صغار التابعين، روى له:  خ م د ت س ق

 

* أَنَّ عَمْرَةَ حَدَّثَتْهُ (ثقة: ت 98 هـ):

عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصارية المدنية، من الوسطى من التابعين، روى له:  خ م د ت س ق 

 

* أَنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا (57 هـ على الصحيح):

عائشة بنت أبى بكر الصديق التيمية القرشية، أم المؤمنين، أم عبد الله، صحابية، روى له:  خ م د ت س ق

 

 

والحديث صحيح: صححه الألباني في "إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل" (3/ 400) (رقم: 891).

 

نص الحديث:

 

تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ لَيُوَرِّثُهُ»

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص: 49 و 51) (رقم: 101 و 106)، وفي "صحيحه" (8/ 10) (رقم: 6014)، ومسلم في في "صحيحه" (4/ 2025) (رقم: 2624)، وأبو داود في "سننه" (4/ 338) (رقم: 5151)، والترمذي في "سننه" – ت. شاكر (4/ 332) (رقم: 1942)، وابن ماجه في "سننه" (2/ 1211) (رقم: 3673)، وابن الجعد في "مسنده" (ص: 396) (رقم: 2707)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (5/ 220) (رقم: 25416)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (3/ 620 و 3/ 1005) (رقم: 1196 و 1745)، وأحمد في "مسنده" - عالم الكتب (6/ 52 و 6/ 91 و 6/ 125 و 6/ 187 و 6/ 238) (رقم: 24260 و 24600 و 24942 و 25539 و 26013)، والحسين بن حرب المروزي في "البر والصلة" (ص: 133 و 135) (رقم: 263 و 267)، وأبو يعلى الموصلي في "مسنده" (8/ 65) (رقم: 4590)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (7/ 217) (رقم: 2785)، وابن حبان في "صحيحه" (2/ 265) (رقم: 511)، المعجم الأوسط (1/ 202) (رقم: 647)، والبيهقي في السنن الكبرى (6/ 450 و 7/ 44 و 8/ 19) (رقم: 12609 و 13224 و 15801)، وفي "شعب الإيمان" (5/ 106 و 11/ 69 و 12/ 82 و 12/ 83) (رقم: 3158 و 8194 و 9080 و 9081)، وغيرهم.

 

والحديث صحيح: صححه الألباني في "إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل" (3/ 400) (رقم: 891).

 

شرح الحديث وفوائده:

 

تقدم شرحه وفوائده في الحديث (رقم: 101) عن عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فلا حاجة للإعادة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

58- باب يهدى إلى أقربهم بابا

 

107 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عِمْرَانَ قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي جَارَيْنِ، فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي؟ قَالَ: «إِلَى أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا»

[قال الشيخ الألباني: صحيح]

 

رواة الحديث:

 

* حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ (ثقة فاضل: ت 216 أو 217 هـ):

حجاج بن المنهال الأنماطي، أبو محمد السلمي البصري،

الطبقة :  9  : من صغار أتباع التابعين، روى له:  خ م د ت س ق

 

* قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (ثقة حافظ متقن: ت 160 هـ بـ البصرة):

شعبة بن الحجاج بن الورد العتكى مولاهم الأزدي، أبو بِسْطَام الواسطي ثم البصري (مولى عبدة بن الأغر)، من كبار أتباع التابعين، روى له:  خ م د ت س ق

 

* قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عِمْرَانَ (ثقة: 128 هـ):

عبد الملك بن حبيب الأزدي، أبو عمران الجونى البصري، طبقة تلى الوسطى من التابعين، روى له:  خ م د ت س ق

 

* قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ (ثقة):

طلحة بن عبد الله بن عثمان بن عبيد الله بن مَعْمَر القرشي التيمي، المدني، من الوسطى من التابعين، روى له:  خ د س 

 

* عَنْ عَائِشَةَ (57 هـ على الصحيح):

عائشة بنت أبى بكر الصديق التيمية القرشية، أم المؤمنين، أم عبد الله، صحابية، روى له:  خ م د ت س ق

 

 

نص الحديث:

 

قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي جَارَيْنِ، فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي؟ قَالَ: «إِلَى أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا»

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص: 51) (رقم: 107) وفي "صحيحه" (3/ 88 و 3/ 159 و 8/ 11) (رقم: 2259 و 2595 و 6020)، وأبو داود في "سننه" (4/ 339) (رقم: 5155).

 

من فوائد الحديث :

 

&        عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (12 / 76)

وَقَالَ الْمُهلب: وَإِنَّمَا أَمر بالهدية إِلَى من قرب بَابه لِأَنَّهُ ينظر إِلَى مَا يدْخل دَار جَاره وَمَا يخرج مِنْهَا، فَإِذا رأى ذَلِك أحب أَن يُشَارك فِيهِ، وَأَنه أسْرع إِجَابَة لجاره عِنْدَمَا ينوبه من حَاجَة إِلَيْهِ فِي أَوْقَات الْغَفْلَة والغرة، فَلذَلِك بَدَأَ بِهِ على من بعد بَاب دَاره وَإِن كَانَت دَاره أقرب،

 

شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (6 / 383)

قال المهلب : وإنما أمر عليه السلام بالهدية إلى من قرب بابه ؛ لأنه ينظر إلى ما يدخل دار جاره وما يخرج منها ، فإذا رأى ذلك أحب أن يشاركه فيه ، وأنه أسرع إجابة لجاره عند ما ينوبه من حاجة إليه فى أوقات الغفلة والغرة ؛ فلذلك بدأ به على من بعد بابه ، وإن كانت داره أقرب .

 

&        عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (12 / 76)

قَالَ ابْن الْمُنْذر: وَهَذَا الحَدِيث دَال على أَن اسْم الْجَار يَقع على غير الملاصق، لِأَنَّهُ قد يكون لَهُ جَار ملاصق وبابه من سكَّة غير سكته، وَله جَار بَينه وَبَين بَابه قدر ذراعين وَلَيْسَ بملاصق، وَهُوَ أدناهما بَابا.

 

&        عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (12 / 76)

وَفِيه: افتقاد الْجِيرَان بإرسال شَيْء إِلَيْهِم، وَلَا سِيمَا إِذا كَانُوا فُقَرَاء وَفِيهِمْ أَغْنِيَاء، وَقد قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: (لَا يُؤمن أحدكُم يبَيْت شبعان وجاره طاوٍ) وَقد أوصى الله تَعَالَى بالجار. فَقَالَ: {وَالْجَار ذِي الْقُرْبَى وَالْجَار الْجنب} (النِّسَاء: 63) . وَقَالَ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: (مَا زَالَ جِبْرِيل، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، يوصيني بالجار حَتَّى ظَنَنْت أَنه سيورثه) .

 

&        فتح الباري- تعليق ابن باز - (10 / 447)

وقال ابن أبي جمرة: الإهداء إلى الأقرب مندوب، لأن الهدية في الأصل ليست واجبة فلا يكون الترتيب فيها واجبا. ويؤخذ من الحديث أن الأخذ في العمل بما هو أعلى أولى، وفيه تقديم العلم على العمل.

واختُلِفَ في حَدِّ الجوار:

* فجاء عن عليّ - رضي الله عنه -: "من سَمِعَ النداء فهو جارٌ"،

* وقيل: من صلى معك صلاة الصبح في المسجد، فهو جار،

* وعن عائشة: حَدُّ الجوار أربعون دارًا من كل جانب،

وعن الأوزاعي مثله، وأخرج البخاري في "الأدب المفرد" مثله عن الحسن، وللطبراني بسند ضعيف، عن كعب بن مالك، مرفوعًا: "ألا إن أربعين دارًا جار"، وأخرج ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب: "أربعون دارًا عن يمينه، وعن يساره، ومن خلفه، ومن بين يديه"،

وهذا يحتمل كالأولى، ويحتمل أن يريد التوزيع، فيكون من كل جانب عشرة." اهـ

 

البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (41/ 143)

قال الجامع عفا الله عنه: عندي أن من صلى الصلوات معك دائماً، ولا

سيّما صلاة الصبح هو جار لك؛ لأن هذا يدلّ على قربه من دارك، ويرى كل

ما يدخل في بيتك، أو بعضه، ولو صحّ حديث: "أربعون داراً جارٌ" لكان نصّاً

في التحديد، لكنه ضعيف، فلا يصلح للاحتجاج به، فتنبّه، والله تعالى

أعلم." اهـ [راجع: "إرواء الغليل" للشيخ الألبانيّ -رَحِمَهُ اللهُ- (6/ 100)]

 

&        فيض القدير - (1 / 244)

وفيه أن العبرة في الجوار بقرب الباب لا بقرب الجدار وسره أنه أسرع إجابة له عندما ينوبه في أوقات الغفلات فهو بالرعاية أقدم ولا دلالة فيه على أن الشفعة للجار بل لأنه أحق بالإهداء

 

&        مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (4 / 1353)

وَلَعَلَّ وَجْهَهُ أَنَّهُ أَكْثَرُ اخْتِلَاطًا وَأَظْهَرُ اطِّلَاعًا فَيَكُونُ بِحُسْنِ الْعِشْرَةِ وَظُهُورِ الْمَوَدَّةِ أَوْلَى، وَقَدْ قَالَ - تَعَالَى - {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ} [النساء: 36] فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْجَارَ الْأَقْرَبَ بِمَزِيدِ الْإِحْسَانِ أَنْسَبُ، وَلَيْسَ الْمُرَادُ انْحِصَارَ الْإِهْدَاءِ إِلَى الْأَقْرَبِ كَمَا هُوَ ظَاهِرُ الْحَدِيثِ لِمَا فِي الْآيَةِ وَالْحَدِيثِ الْآتِي وَهُوَ قَوْلُهُ

 

التوضيح لشرح الجامع الصحيح - (16 / 351)

وفيه: أن أقرب الجيران أولى بالصلة والبر والرعاية، وأن صلة الأقرب منهم أفضل من صلة الأبعد؛ إذ لا يقدر على عموم جميعهم بالهدية، وقد أكد الله تعالى في كتابه فقال: {وَالجَارِ ذِي القُرْبَى وَالجَارِ الجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنْبِ} [النساء: 36]، فدل على تفضيل الأقرب،

 

تطريز رياض الصالحين (ص: 219)

فيه: دليل على تقديم الأقرب من الجيران بابًا على الأبعد منهم.

 

شرح المصابيح لابن الملك - (2 / 488)

فهذا يدل على أن الصدقة للجيران الأقربِ أولى من البعيد.

 

فتح الباري لابن حجر (4/ 439)

فَاسْتُنْبِطَ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ تَقْدِيمُ الْأَقْرَبِ عَلَى الْأَبْعَدِ لِلْعِلَّةِ فِي مَشْرُوعِيَّةِ الشُّفْعَةِ لِمَا يَحْصُلُ مِنَ الضَّرَرِ بِمُشَارَكَةِ الْغَيْرِ الْأَجْنَبِيِّ بِخِلَافِ الشَّرِيكِ فِي نَفْسِ الدَّارِ وَاللَّصِيقِ لِلدَّارِ

 

شرح صحيح البخارى لابن بطال (7/ 111)

وفى حديث عائشة أن أقرب الجيران أولى بالصلة والبر والرعاية، وأن صلة الأقرب منهم أفضل من صلة الأبعد إذ لا يقدر على عموم جميعهم بالهدية، وقد أكد الله تعالى ذلك فى كتابه، فقال: (والجار ذى القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب) [النساء: 36] ، فدل هذا على تفضيل الأقرب، وقد تقدم معنى ذلك فى باب أى الجوار أقرب فى كتاب الشفعة، فأغنى عن تكراره.

 

شرح صحيح البخارى لابن بطال (6/ 382)

أخبرها أنه من قرب بابه أولى بها من غيره، فدل بهذا أنه أولى بجميع حقوق الجوار وكرم العشرة والبر ممن هو أبعد منه بابًا. قال ابن المنذر: وهذا الحديث يدل أن اسم الجار يقع على غير

 

مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (4/ 1353)

وَلَعَلَّ وَجْهَهُ أَنَّهُ أَكْثَرُ اخْتِلَاطًا وَأَظْهَرُ اطِّلَاعًا فَيَكُونُ بِحُسْنِ الْعِشْرَةِ وَظُهُورِ الْمَوَدَّةِ أَوْلَى، وَقَدْ قَالَ - تَعَالَى - {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ} [النساء: 36] فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْجَارَ الْأَقْرَبَ بِمَزِيدِ الْإِحْسَانِ أَنْسَبُ، وَلَيْسَ الْمُرَادُ انْحِصَارَ الْإِهْدَاءِ إِلَى الْأَقْرَبِ كَمَا هُوَ ظَاهِرُ الْحَدِيثِ لِمَا فِي الْآيَة

 

شرح الزرقاني على الموطأ (4/ 479_480)

قَالَ الزَّوَاوِيُّ: هَذَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ إِذَا كَانَ الْمَشْيُ قَلِيلًا فَالْأَقْرَبُ بَابًا أَوْلَى بِهِ، فَأَمَّا مَعَ السَّعَةِ وَكَثْرَةِ مَا يُهْدَى فَلْيُهْدِ___إِلَى غَيْرِ وَاحِدٍ الْأَقْرَبَ فَالْأَقْرَبَ.

 

التحبير لإيضاح معاني التيسير (6/ 639)

قيل: الحكمة فيه أن الأقرب يرى ما يدخل بيت جاره من هدية ونحوها فهو متشوق بها، بخلاف الأبعد، ولأن الأقرب أسرع إجابة لما يقع بجاره في المهمات ولا سيما في أوقات الغفلة.

 

نيل الأوطار (6/ 215)

وَقَدْ جَعَلَ الْحَافِظُ حَدِيثَ عَائِشَةَ الْمَذْكُورَ شَاهِدًا لِلْحَدِيثِ الْأَوَّلِ. وَوَجْهُ الثَّانِي أَنَّ إيثَارَ الْأَقْرَبِ بِالْهَدِيَّةِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ أَحَقُّ مِنْ الْأَبْعَدِ فِي الْإِحْسَانِ إلَيْهِ فَيَكُونُ أَحَقَّ مِنْهُ بِإِجَابَةِ دَعْوَتِهِ مَعَ اجْتِمَاعِهِمَا فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ، فَإِنْ تَقَدَّمَ أَحَدُهُمَا كَانَ أَوْلَى بِالْإِجَابَةِ مِنْ الْآخَرِ، سَوَاءٌ كَانَ السَّابِقُ هُوَ الْأَقْرَبُ أَوْ الْأَبْعَدُ، فَالْقُرْبُ وَإِنْ كَانَ سَبَبًا لِلْإِيثَارِ وَلَكِنَّهُ لَا يُعْتَبَرُ إلَّا مَعَ عَدَمِ السَّبْقِ، فَإِنْ وُجِدَ السَّبْقُ فَلَا اعْتِبَارَ بِالْقُرْبِ، فَإِنْ وَقَعَ الِاسْتِوَاءُ فِي قُرْبِ الدَّارِ وَبُعْدِهَا مَعَ الِاجْتِمَاعِ فِي الدَّعْوَةِ، فَقَالَ الْإِمَامُ يَحْيَى: يُقْرَعُ بَيْنَهُمَا.

وَقَدْ قِيلَ: إنَّ مِنْ مُرَجِّحَاتِ الْإِجَابَةِ لِأَحَدِ الدَّاعِيَيْنِ كَوْنَهُ رَحِمًا أَوْ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَوْ الْوَرَعِ أَوْ الْقَرَابَةِ مِنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

 



[1] وفي "اللباب في تهذيب الأنساب" (3/ 164_165) لابن الأثير:

"الْمُجَاشِعِي (بِضَم الْمِيم وَفتح الْجِيم، وَسُكُون الْألف، وَكسر الشين الْمُعْجَمَة وَالْعين الْمُهْملَة): هَذِه النِّسْبَة إِلَى مجاشع بن دارم بن مَالك بن حَنْظَلَة بن مَالك___ابْن زيد مَنَاة من تَمِيم وهم خلق كثير." اهـ

[2] وفي "الأنساب" للسمعاني (9/ 426) (رقم: 2851):

"الْعَيْشِيُّ (بفتح العين المهملة وسكون الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها وفي آخرها الشين المعجمة): هذه النسبة إلى عائشة، والمشهور بهذه النسبة أبو عبد الرحمن عبيد الله بن محمد بن حفص بن عمر بن موسى ابن عبيد الله بن معمر التيمي العيشى، يقال له «ابن عائشة القرشي» لأنه من ولد عائشة بنت طلحة بن عبيد الله التيمي." اهـ

Komentar

Postingan populer dari blog ini

شرح الحديث 112 - 113 - الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير - من صحيح الرغيب

شرح الحديث 66 من رياض الصالحين