شرح الحديث 102 من الأدب المفرد

 

102 - حَدَّثَنَا صَدَقَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ»

[قال الشيخ الألباني: صحيح]

 

رواة الحديث:

 

* حَدَّثَنَا صَدَقَةُ (ثقة: ت 223 أو 226 هـ):

صدقة بن الفضل، أبو الفضل المروزي، كبار الآخذين عن تبع الأتباع، روى له: خ

 

* قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ (ثقة حافظ فقيه إمام حجة: ت 198 هـ بـ مكة):

سفيان بن عيينة بن أبى عمران : ميمون الهلالى ، أبو محمد الكوفى ، المكى ، مولى محمد بن مزاحم، من الوسطى من أتباع التابعين، روى له:  خ م د ت س ق

 

* عَنْ عَمْرٍو (ثقة ثبت : ت 126 هـ):

عمرو بن دينار المكي، أبو محمد الأثرم الجمحي (مولى موسى بن باذم)، طبقة تلى الوسطى من التابعين، روى له:  خ م د ت س ق

 

* عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ (ثقة فاضل: ت 99 هـ بـ المدينة):

نافع بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل القرشى النوفلى، أبو محمد المدني، من الوسطى من التابعين، روى له:  خ م د ت س ق 

 

* عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ (68 هـ على الصحيح بـ المدينة):

أبو شريح الخزاعي العدوي الكعبي (قيل: اسمه خويلد بن عمرو)، صحابي جليل _رضي الله عنه_، روى له:  خ م د ت س ق

 

البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (2/ 193)

جملة من يُكنى بأبي شُريح في الكتب الستّة أربعة:

1 - أحدهم: هذا المترجم هنا.

2 - والثاني: أبو شُريح الكنديّ، واسمه هانئ بن يزيد الْمَذْحِجيّ، صحابيّ نزل الكوفة، وحديثه عند البخاريّ في "الأدب المفرد"، وأبي داود، والنسائيّ.

3 - والثالث: أبو شُريح المعافريّ، واسمه عبد الرحمن بن شُريح بن عبيد الله الإسكندرانيّ، من الطبقة السابعة، ثقة فاضل، أخرج له الجماعة.

4 - والرابع: أبو شُريح يروي عن أبي مسلم العبديّ، مقبول، من السادسة، حديثه عند ابن ماجه فقط.

 

نص الحديث:

 

عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

«مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ»

 

وفي رواية البخاري في "صحيحه" (8/ 11)

عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ العَدَوِيِّ، قَالَ: سَمِعَتْ أُذُنَايَ، وَأَبْصَرَتْ عَيْنَايَ، حِينَ تَكَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ جَائِزَتَهُ»

قَالَ: وَمَا جَائِزَتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، وَالضِّيَافَةُ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ، فَمَا كَانَ وَرَاءَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ عَلَيْهِ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ»

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص: 49 و 259 ) (رقم: 102 و 741)، وفي "صحيحه" (8/ 11) (رقم: 6019)، ومسلم في "صحيحه" (1/ 69) (رقم: 48)، وابن ماجه في "سننه" (2/ 1211) (رقم: 3672)

 

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص: 259) (رقم: 743)، وفي "صحيحه" (8/ 32 و 8/ 100) (رقم: 6135 و 6476)، ومسلم في "صحيحه" (3/ 1352) (رقم: 48) دون ذكر الجار.

 

وأخرجه أبو داود في "سننه"  (3/ 342) (رقم: 3748)، والترمذي في "سننه" – ت. شاكر (4/ 345) (رقم: 1967)، وابن ماجه في "سننه"  (2/ 1212) (رقم: 3675)، دون ذكر الجار وقول الخير

 

من فوائد الحديث:

 

البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (2/ 165)

في فوائده:

1 - (منها): أن هذه الأمور المذكورة في هذا الحديث من شعب الإيمان.___

البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (2/ 166)

2 - (ومنها): الأمر بلزوم الصمت إلا عن الخير، فإذا أراد أن يتكلّم بشيء ينبغي له أن يفكّر في ذلك، فإن كان ما يتكلّم به خيرًا يثاب عليه، واجبًا كان أو مندوبًا فليتكلّم به، وإن لم يظهر له خيريّته، سواء ظهر له أنه حرام، أو مكروه، أو مباح، فليُمسك عنه، فالكلام المباح مأمور بتركه، مخافة انجراره إلى الحرام.

3 - (ومنها): الأمر بإكرام الجار.

4 - (ومنها): الأمر بإكرام الضيف، وسيأتي تحقيق الخلاف في وجوبه وعدمه.

5 - (ومنها): هذا الحديث من جوامع الكلم، لأن القول كلّه إما خير، وإما شرّ، وإما آيلٌ إلى أحدهما، فدخل في الخير كل مطلوب من الأقوال فرضها وندبها، فَأَذِن فيه على اختلاف أنواعه، ودخل ما يؤول إليه، وما عدا ذلك مما هو شرّ، أو يؤول إلى الشرّ فأُمر عند إرادة الخوض فيه بالصمت.

وقد أخرج الطبرانيّ، والبيهقيّ في "الزهد" من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه - نحو حديث الباب، بلفظ: "فليقل خيرًا لِيَغْنَم، أو ليسكت عن شرّ لِيَسْلَم"، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

6 - (ومنها): ما قاله في "الفتح": قد اشتمل حديث أبي هريرة وأبي شُريح رضفا المذكوران في الباب على أمور ثلاثة، تجمع مكارم الأخلاق الفعلية والقولية، أما الأولان فمن الفعلية، وأولهما يرجع إلى الأمر بالتخلي عن الرذيلة، والثاني يرجع إلى الأمر بالتحلي بالفضيلة، وحاصله من كان حامل الإيمان فهو متصف بالشفقة على خلق الله، قولًا بالخير، وسكوتًا عن الشرّ، وفعلًا لما ينفع، أو تركًا لما يَضُرُّ، وفي معنى الأمر بالصمت عِدّة أحاديث:

منها: حديث أبي موسى، وعبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"، وقد تقدما.

وللطبرانيّ عن ابن مسعود - رضي الله عنه -: قلت: يا رسول الله، أيّ الأعمال أفضل؟ فذكر فيها: "أن يسلم المسلمون من لسانك".

ولأحمد، وصححه ابن حبان من حديث البراء - رضي الله عنه - رفعه في ذكر أنواعٍ من البر قال: "فإن لم تُطِقْ ذلك، فكُفّ لسانك إلا من خير".___

البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (2/ 167)

وللترمذي من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -: "مَن صَمَتَ نَجَا"، وله من حديثه: "كثرةُ الكلام بغير ذكر الله تُقسِي القلب"، وله من حديث سفيان الثقفي - رضي الله عنه -: قلت: يا رسول الله، ما أكثر ما تخاف عليّ؟ قال: "هذا"، وأشار إلى لسانه، وللطبراني مثله من حديث الحارث بن هشام - رضي الله عنه -، وفي حديث معاذ - رضي الله عنه - عند أحمد، والترمذيّ، والنسائيّ: "أَخْبِرني بعمل يدخلني الجنة ... " فذكر الوصية بطولها، وفي آخرها: "ألا أُخبرك بملاك ذلك كله؟ كُفَّ عليك هذا"، وأشار إلى لسانه ... الحديث.

وللترمذي من حديث عقبة بن عامر - رضي الله عنه -: قلت: يا رسول الله، ما النجاة؟ قال: "أمسك عليك لسانك". انتهى ["الفتح" (10/ 549)].

7 - (ومنها): ما قاله العلامة، أبو محمد عبد الله بن أبي زيد المغربيّ: جِمَاعُ آداب الخير يتفرع من أربعة أحاديث:

قول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمُت"، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"، وقوله - صلى الله عليه وسلم - للذي اختصر له الوصية: "لا تغضب"، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يحب لنفسه".

وقال أبو القاسم القشيريّ رحمه الله تعالى: الصمت بسلامة هو الأصل، والسكوت في وقته صفة الرجال، كما أن النطق في موضعه من أشرف الخصال، قال: وسمعت أبا عليّ الدقّاق يقول: من سكت عن الحقّ فهو شيطان أخرس، قال: فأما إيثار أصحاب المجاهدة السكوت، فلما عَلِمُوا ما في الكلام من الآفات، ثم ما فيه من حظّ النفس، وإظهار صفات المدح، والميل إلى أن يتميز من بين أشكاله بحسن النطق، وغير هذا من الآفات. وعن الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى قال: من عَدَّ كلامه من عمله، قَلَّ كلامه فيما لا يعنيه. وعن ذي النون رحمه الله تعالى: أصون الناس لنفسه أمسكهم للسانه، ذكره النوويّ في "شرحه" [شرح مسلم" (2/ 19 – 20)]، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

 

عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (22 / 110)

قَوْله: (فَليُكرم ضَيفه) ، وَالْأَمر بالإكرام يخْتَلف بِحَسب المقامات، وَرُبمَا يكون فرض عين أَو فرض كِفَايَة، وَأقله أَنه من بَاب مَكَارِم الْأَخْلَاق، وَلَا شكّ أَن الضِّيَافَة من سنَن الْمُرْسلين، وَقَالَ الدَّاودِيّ: يزِيد فِي إكرامه على مَا كَانَ يفعل فِي عِيَاله،

 

عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (22 / 110_111)

قَالَ الْكرْمَانِي: فَإِن قلت: مَا وَجه ذكر هَذِه الْأُمُور الثَّلَاثَة؟ قلت: هَذَا الْكَلَام من جَوَامِع الْكَلم لِأَنَّهَا هِيَ___الْأُصُول إِذْ الثَّالِث مِنْهَا إِشَارَة إِلَى القولية، والأولان إِلَى الفعلية: الأول: مِنْهُمَا إِلَى التَّخْلِيَة عَن الرذائل، وَالثَّانِي: إِلَى التحلية بالفضائل يَعْنِي: من كَانَ لَهُ صفة التَّعْظِيم لأمر الله لَا بُد لَهُ أَن يَتَّصِف بالشفقة على خلق الله عز وَجل إِمَّا قولا بِالْخَيرِ أَو سكُوتًا عَن الشَّرّ، وَإِمَّا فعلا لما ينفع أَو تركا لما يضر.

 

فتح الباري- تعليق ابن باز - (11 / 310)

وفيه الحث على إكرام الضيف ومنع أذى الجار،

 

فتح الباري- تعليق ابن باز - (11 / 311)

وقال النووي: في هذا الحديث حث على حفظ اللسان، فينبغي لمن أراد أن ينطق أن يتدبر ما يقول قبل أن ينطق، فإن ظهرت فيه مصلحة تكلم وإلا أمسك

 

شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (10 / 185_186)

قال المؤلف : ما أحق من علم أن عليه حفظةً موكلين به ، يحصون عليه سقط كلامه وعثرات لسانه ، أن يحزنه ويقل كلامه فيما لا يعنيه ،___وما أحراه بالسعى فى أن لا يرتفع عنه ما يطول عليه ندمه من قول الزور والخوض فى الباطل ، وأن يجاهد نفسه فى ذلك ويستعين بالله ويستعيذ من شر لسانه ،

 

شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (10 / 186)

من كان يؤمن بالله واليوم الآخر الإيمان التام فإنه ستبعثه قوة إيمانه على محاسبة نفسه فى الدنيا والصمت عما يعود عليه ندامةً يوم القيامة ،

وكان الحسن يقول : ابن آدم ، نهارك ضيفك فأحسن إليه ، فإنك إن أحسنت إليه ارتحل يحمدك ، وإن أسأت إليه ارتحل يذمك .

 

شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (10 / 186)

عن الحسن البصرى قال : لا يبلغ أحد حقيقة الإيمان حتى لا يعيب أحدًا بعيب هو فيه ، وحتى يبتدئ بصلاح ذلك العيب من نفسه ، فإنه إن فعل ذلك لم يصلح عيبًا إلا وجد فى نفسه عيبًا آخر ، فينبغى له أن يصلحه ، فإذا كان المرء كذلك شغله فى خاصته واجبًا ، وأحب العباد إلى الله من كان كذلك

 

&        عون المعبود - (14 / 43)

( أو ليصمت ) بضم الميم أي ليسكت وفيه استحباب ترك الكلام المباح خوفا من انجراره إلى المكروه أو الجناح وقد قال صلى الله عليه و سلم من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه رواه أحمد والترمذي وبن ماجه وليس المراد توقف الإيمان على هذه الأفعال بل هو مبالغة في الإتيان بها كما يقول القائل لولده إن كنت ابني فأطعني تحريضا له على الطاعة أو المراد من كان كامل الإيمان فليأت بها

 

مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (7 / 2731)

قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ: مَنِ الْتَزَمَ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ لَزِمَهُ إِكْرَامُ جَارِهِ وَضَيْفِهِ وَبَرِّهِمَا، وَقَدْ أَوْصَى اللَّهُ تَعَالَى بِالْإِحْسَانِ إِلَى الْجَارِ، وَالضِّيَافَةِ مِنْ مَحَاسِنِ الشَّرِيعَةِ وَمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ،

 

صحيح الترغيب والترهيب - (2 / 351)

 2589 - ( صحيح )

 وعن أبي شريح خويلد بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، جائزته يوم وليلة والضيافة ثلاثة أيام فما كان بعد ذلك فهو صدقة ولا يحل له أن يثوي عنده حتى يحرجه

 رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه

 

مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (7 / 2732)

إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ، فَإِنْ كَانَ مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ خَيْرًا يُثَابُ عَلَيْهِ وَاجِبًا كَانَ أَوْ مَنْدُوبًا فَلْيَتَكَلَّمْ بِهِ، وَإِنْ لَمْ يَظْهَرْ لَهُ خَبَرُهُ سَوَاءً ظَهَرَ أَنَّهُ حَرَامٌ أَوْ مَكْرُوهٌ أَوْ مُبَاحٌ، فَلْيُمْسِكْ عَنْهُ فَالْكَلَامُ الْمُبَاحُ مَأْمُورٌ بِتَرْكِهِ مَخَافَةَ انْجِرَارِهِ إِلَى الْحَرَامِ.

 

المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم - (1 / 144)

فمَنْ كان - مع هذا التأكيد الشديد - مُضِرًّا بجاره ، كاشفًا لعوراته ، حريصًا على إنزالِ البوائِقِ به : كان ذلك منه دليلاً :

وإمَّا على فسادِ اعتقادٍ ونفاق ، فيكونُ كافرًا ، ولا شك في أنه لا يدخُلُ الجنة.

وإمَّا على استهانةٍ بما عظَّم اللهُ تعالى مِنْ حرمةِ الجار ، ومِنْ تأكيدِ عهدِ الجوار ، فيكونُ فاسقًا فِسْقًا عظيمًا ، ومرتكبَ كبيرةٍ ، يُخَافُ عليه من الإصرار عليها أن يُخْتَمَ عليه بالكفر ؛ فإنَّ المعاصيَ بريدُ الكُفْر ، فيكونُ من الصِّنْفِ الأول ، ، وإنْ سَلِمَ من ذلك ومات غيرَ تائب ، فأمرُهُ إلى الله تعالى ، فإنْ عَاقَبَهُ بدخول النار ، لم يدخُلِ الجَنَّةَ حين يدخلُهَا مَنْ لم يكنْ كذلك ، أو لا يدخُلُ الجنَّةَ المعدَّةَ لمن قام بحقوق جاره.

 

المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم - (1 / 145)

مَنْ آمَنَ بالله تعالى حَقَّ إيمانه ، خاف وعيدَه رجاءَ ثوابَه ، ومَنْ آمنَ باليومِ الآخر ، استعدَّ له ، واجتهَدَ في فعل ما يدفَعُ به أهوالَهُ ومكارهه ، فيأتمرُ بما أُمِرَ به ، وينتهي عما نُهِيَ عنه ، ويتقرَّبُ إلى الله تعالى بفعلِ ما يقرِّبُ إليه ، ويعلمُ أَنَّ مِنْ أهمِّ ما عليه ضَبْطَ جوارحه - التي هي رعاياه ، وهو مسؤولٌ عنها - جارحةً جارحةً

 

المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم - (1 / 145)

وإِنَّ مِنْ أكثرِ المعاصي عددًا ، وأيسرها فعلاً : معاصيَ اللسان ، وقد استقرَأَ المحاسِبُونَ لأنفسهم آفاتِ اللسان ، فوجدوها تُنَيِّفُ على العشرين.

وقد أرشد النبي ِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى هذا جملةً ؛ فقال : وَهَل يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ ، فِي النَّارِ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ.

وقال : كُلُّ كَلاَمِ ابْنِ آدَمَ عَلَيْهِ لاَ لَهُ ، إِلاَّ ذِكْرُ اللهِ تَعَالَى ، أَوْ أَمْرٌ بِمَعْرُوفٍ ، أَوْ نَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ.

وقال ِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ : إنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ مَا يُلْقِي لَهَا بَالاً ، يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا.

فَمَنْ علم ذلك ، وآمَنَ به حقَّ إيمانه ، اتَّقَى اللهَ في لسانه ، فتكلَّمَ ليَغْنَمَ ، أوْ سَكَتَ لِيَسْلَمَ.

 

المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم - (1 / 146)

والضيافةُ : مِنْ مكارم الأخلاقِ ، ومَحَاسِنِ الدين ، ومِنْ خُلُق النبيِّين ، وليستْ بواجبةٍ ، عند عامَّةِ أهل العلم.

خلافًا لِلَّيْث ؛ فإنه أوجبها ليلةً واحدة ؛ محتجًّا بقوله ِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ : لَيْلَةَ الضَّيْفِ وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ، وبقوله : إِنْ نَزَلْتُمْ بِقَوْمٍ فَأَمَرُوا لَكُمْ بِحَقِّ الضَّيْفِ فَاقْبَلُوهُ ، َوإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا ، فَخُذُوا مِنْهُمْ حَقَّ الضَّيْفِ الَّذِي يَنْبَغِي لَهُ .

وحُجَّةُ الجمهور : قوله ِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ : جَائِزَتُهُ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ ، والجائزةُ : العطيَّةُ والصلةُ ، التي أصلُهَا على الندب ، وقلَّما يستعملُ مثلُ هذا اللفظ في الواجب.

وتأوَّل الجمهورُ أحاديثَ الليث : بأنَّ ذلك كان في أولِ الإسلام ؛ إذْ كانت المواساةُ واجبة ، ، أو كان هذا للمجاهدين في أوَّلِ الإسلام ؛ لقلَّة الأزواد ، ، أو المرادُ به : مَنْ لزمته الضيافةُ من أهل الذمَّة.

الفوائد المستنبطة من الأربعين النووية - البراك - (1 / 23)

الحديث أصل في حفظ اللسان وبذل الإحسان، وفيه من الفوائد:

1- أن الإيمان بالله واليوم الآخر أصل لكل خير.

2- أن الإيمان بالله واليوم الآخر يبعث على المراقبة والخوف والرجاء.

3- أن الإيمان بالله واليوم الآخر يتضمن المبدأ والمعاد.

4- أن الإيمان بالله واليوم الآخر أقوى البواعث على الامتثال.

5- التحريض على امتثال الأوامر بذكر موجِبه، وما يهيّج على الطاعة.

6- أن الكلام فيه خير وشر وما ليس بخير.

7- الحث على التكلم بالخير، وهو الكلم الطيب وهو كل ما أمر الله به ورسوله - صلى الله عليه وسلم - من الكلام وجوباً أو استحباباً، كأنواع الذكر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعليم العلم، والإصلاح بين الناس.

8- أن الصمت عمّا ليس بخير من الكلام مما يقتضيه الإيمان بالله وباليوم الآخر.

9- أن التكلم بالخير خير من الصمت عما لا خير فيه، وأن الصمت عمّا لا خير فيه خير من التكلم به، ففيه دليل على أن فعل الطاعة أفضل من ترك المعصية في الجملة.

10- أنه يجوز التخيير بين خيرين، أحدهما أفضل من الآخر، كما تقول : صلِّ ركعتين أو أربعاً.

11- أن هذه الخصال الثلاث من الإيمان.

12- عظم حق الجار.

الفوائد المستنبطة من الأربعين النووية - البراك - (1 / 24)

13- أن حق الجار الإكرام، وهو يتضمن الإحسان وكف الأذى، وفي رواية " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره " (1) وفي أخرى " فلا يؤذ جاره " (2) .

14- أن حق الجوار لكل جار، مسلماً كان أم كافراً، لإطلاق الحديث، وقد قال تعالى في آية الحقوق العشرة : چ ? ? ہ ہ ہ ہ ھچ

فالجيران ثلاثة : الجار المسلم الذي له قرابة له ثلاثة حقوق، والجار المسلم غير القريب له حقان، والجار الكافر له حق الجوار.

ويتفاوت حق الجوار بحسب قرب الجار وبعده، ويدل على عظم حق الجار قول النبي - صلى الله عليه وسلم - " ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه" (3)

15- أن إكرام الضيف من صفات المؤمنين.

16- الأمر بإكرام الضيف، وهو من ينزل بالإنسان يريد المأوى والطعام، وإكرامه بحسب منزلة الضيف وحال المضيف ويُرجع فيه إلى العرف، والواجب للضيف إضافته يوماً وليلة، وما زاد فهو سنة إلى ثلاثة أيام ويتأكد حق الضيف على النازلين في طرق المسافرين وفي القرى التي لا تتوفر فيها حاجة المسافر من مطعم ومسكن بخلاف المدن التي يُهيأ فيها للمسافرين المسكن والمطعم بالثمن، وهذا التفصيل إحدى الروايتين عن الإمام أحمد، والرواية الأخرى تجب الضيافة مطلقاً على أهل المدن والقرى. (4)

17- أن من محاسن الإسلام رعاية الحقوق التي بين الناس والحث على حفظ اللسان بكفه عمّا لا خير فيه والترغيب في الكلام الطيب.

 

جامع العلوم والحكم محقق - (17 / 2)

وأعمال الإيمان تارة تتعلَّق بحقوق الله ، كأداءِ الواجبات وترك المحرَّمات ، ومِنْ ذلك قولُ الخير ، والصمتُ عن غيره وتارةً تتعلق بحقوق عبادِه كإكرامِ الضيف ، وإكرامِ الجارِ ، والكفِّ عن أذاه ، فهذه ثلاثة أشياء يؤمر بها المؤمن : أحدها : قولُ الخير والصمت عما سواه ،..............وقد ورد أنَّ استقامة اللسانِ من خصالِ الإيمان ، كما في " المسند " (2) عن أنس(3) ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال : (( لا يَستَقيمُ إيمانُ عبدٍ حتَّى يستقيمَ قلبُه ، ولا يستقيم قلبُه حتَّى يستقيمَ لسانُه )) .

جامع العلوم والحكم محقق - (17 / 11)

قال عمر : مَنْ كَثُرَ كلامُه ، كَثُرَ سَقَطُهُ ، ومَنْ كَثُرَ سَقَطُه ، كَثُرَتْ ذُنوبهُ ، ومَن كَثُرَتْ ذنوبُه ، كانت النارُ أولى به(1) . وخرَّجه العقيلي من حديث ابن عمر مرفوعاً بإسنادٍ ضعيفٍ(2) .

وقال محمد بن عجلان : إنَّما الكلام أربعة : أنْ تذْكُرَ الله ، وتقرأ القرآن ، وتسأل عن علم فتخبر به ، أو تكلَّم فيما يعنيك من أمر دنياك .

وقال رجل لسلمان : أوصني ، قال : لا تكلَّم ، قال : ما يستطيعُ من عاش في الناس أنْ لا يتكلم ، قال : فإنْ تكلَّمت ، فتكلم بحقٍّ أو اسكُت(3) .

وكان أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - يأخذ بلسانه ويقول : هذا أوردني الموارد(4) .

 

جامع العلوم والحكم محقق - (17 / 12)

وقال ابن مسعود : والله الذي(1) لا إله إلا هو ، ما على الأرض أحقُّ بطول سجنٍ مِنَ اللِّسانِ(2) . وقال وهب بن منبه : أجمعت الحكماءُ على أنَّ رأسَ الحكمِ الصمتُ(3) .

وقال شميط بن عجلان : يا ابن آدم ، إنَّك ما سكتَّ ، فأنت سالمٌ ، فإذا تكلمت ، فخذ حِذرَك ، إمَّا لك وإمَّا عليك(4) . وهذا بابٌ يطول استقصاؤه .

والمقصود أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أمر بالكلام بالخير ، والسُّكوتِ عمَّا ليس بخيرٍ ، وخرَّج الإمام أحمدُ وابنُ حبان(5) من حديث البراء بن عازب: أنَّ رجلاً قال : يا رسولَ الله، علمني عملاً يُدخلُني الجنَّة ، فذكر الحديثَ ، وفيه قال : (( فأطعم الجائع ، واسقِ الظمآن ، وأْمُر بالمعروف ، وانْهَ عَنِ المُنكر ، واسكت عن الشَّرِ(6) ، فإنْ لم تُطِقْ ذلك ، فكفَّ لسانك إلاَّ مِن خيرٍ ))(7)

 

المنتقى شرح الموطإ - (7 / 242)

حَضَّ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى إكْرَامِ الْجَارِ وَحُسْنِ مُجَاوَرَتِهِ وَأَعْلَمَ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ شَرَائِعِ الْإِيمَانِ وَأَنَّ كُلَّ مُؤْمِنٍ بِاَللَّهِ وَبِالثَّوَابِ وَالْعِقَابِ فِي الْآخِرَةِ يَتَعَيَّنُ عَلَيْهِ أَنْ يَلْتَزِمَ هَذَا وَيَعْمَلَ بِهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ} [النساء: 36] وَرَوَتْ عَائِشَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - وَابْنُ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْت أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ»

 

سبل السلام - (2 / 634)

وَاَلَّذِي يَشْمَلُ الْجَمِيعَ إرَادَةُ الْخَيْرِ وَمَوْعِظَتُهُ بِالْحُسْنَى وَالدُّعَاءُ لَهُ بِالْهِدَايَةِ وَتَرْكُ الْإِضْرَارِ لَهُ إلَّا فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَحِلُّ لَهُ الْإِضْرَارُ بِالْقَوْلِ وَالْفِعْلِ. وَاَلَّذِي يَخُصُّ الصَّالِحَ هُوَ جَمِيعُ مَا تَقَدَّمَ وَغَيْرَ الصَّالِحِ كَفُّهُ عَنْ الْأَذَى وَأَمْرُهُ بِالْحُسْنَى عَلَى حَسَبِ مَرَاتِبِ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ. وَالْكَافِرُ يُعْرَضُ الْإِسْلَامُ عَلَيْهِ وَالتَّرْغِيبُ فِيهِ بِرِفْقٍ. وَالْفَاسِقُ يَعِظُهُ بِمَا يُنَاسِبُهُ بِالرِّفْقِ وَيَسْتُرُ عَلَيْهِ زَلَلَهُ وَيَنْهَاهُ بِالرِّفْقِ فَإِنْ نَفَعَ وَإِلَّا هَجَرَهُ قَاصِدًا تَأْدِيبَهُ بِذَلِكَ مَعَ إعْلَامِهِ بِالسَّبَبِ لِيَكُفَّ. وَيُقَدِّمُ عِنْدَ التَّعَارُضِ مَنْ كَانَ أَقْرَبَ إلَيْهِ بَابًا كَمَا فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «قُلْت يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّ لِي جَارَيْنِ فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي قَالَ: إلَى أَقْرَبِهِمَا بَابًا» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَالْحِكْمَةُ فِيهِ أَنَّ الْأَقْرَبَ بَابًا يَرَى مَا يَدْخُلُ بَيْتَ جَارِهِ مِنْ هَدِيَّةٍ وَغَيْرِهَا فَيَتَشَوَّفُ لَهُ بِخِلَافِ الْأَبْعَدِ.

 

رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام - (1 / 549)

أبو حفص عمر بن علي بن سالم بن صدقة اللخمي الإسكندري المالكي، تاج الدين الفاكهاني (المتوفى: 734هـ)

وقد (4) قال مالك -رحمه الله-: من عد كلامه من عمله، قلّ كلامه (5).

وقيل في الحكمة: إنما جُعل لك لسانٌ واحد، وأذنان؛ ليكون ما تسمع أكثر مما تقول.

ويقال: لو كان الكلام من فضة، لكان السكوت من ذهب.

 

التحبير لإيضاح معاني التيسير - (4 / 93)

وأحق العباد باسم المؤمن من كان سبباً لأمن العباد من عذاب الله بالهداية إلى طريق الله والإرشاد إلى سبيل النجاة، وهو حرفة الأنبياء - عليهم السلام -، والعلماء

 

شرح سنن أبي داود للعباد - (585 / 21)

ويأتي في الكتاب والسنة الجمع بين الإيمان بالله واليوم الآخر؛ لأن الإيمان بالله هو الأصل والإيمان بالملائكة والكتب والرسل وغير ذلك تابعة للإيمان بالله، فمن لا يؤمن بالله لا يؤمن بهذه الأشياء.

فالجمع بين الإيمان بالله واليوم الآخر؛ لأن الإيمان بالله هو الأصل، واليوم الآخر فيه تذكير بالجزاء والحساب، وأن على الإنسان أن يستعد لذلك اليوم ويخشى العقوبة فيه؛ ولهذا جاء الجمع بينهما في هذه الأمور الثلاثة.

 

فيض القدير - (6 / 209)

قال القرطبي : وقد أكثر الناس الكلام في تفصيل آفات الكلام وهي أكثر من أن تدخل تحت حصر وحاصله أن آفات اللسان أسرع الآفات للإنسان وأعظمها في الهلاك والخسران فالأصل ملازمة الصمت إلى أن يتحقق السلامة من الآفات والحصول على الخيرات فحينئذ تخرج تلك الكلمة مخطومة وبأزمة التقوى مزمومة وهذا من جوامع الكلم لأن القول كله خير أو شر أو آيل إلى أحدهما فدخل في الخير كل مطلوب من فرضها وندبها فأذن فيه على اختلاف أنواعه ودخل فيه ما يؤول إليه وما عدا ذلك مما هو شر أو يؤول إليه فأمر عند إرادة الخوض فيه بالصمت

 

التمهيد - (21 / 47)

وقد أجمعوا أن إكرام الجار ليس بفرض فكذلك الضيف وفي هذا الحديث وما كان مثله دليل على أن الضيافة من مكارم الأخلاق في الحاضرة والبادية ويجوز أن يحتج بهذا من سوى بين الضيافة في البادية والحاضرة إلا أن أكثر الآثار في تأكيدها إنما وردت في قوم مسافرين منعوها ومما يدل على أنها ليست بواجبة فرضا

 

فتح القوي المتين في شرح الأربعين وتتمة الخمسين - (1 / 56)

مِمَّا يُستفاد من الحديث:

1 ـ الترغيب في الكلام فيما هو خير.

2 ـ الترغيب في الصمت إذا لم يكن التكلُّم بخير.

3 ـ التذكير عند الترغيب والترهيب باليوم الآخر؛ لأنَّ فيه الحساب على الأعمال.

4 ـ الترغيب في إكرام الجار، والتحذير من إيذائه.

5 ـ الحثُّ على إكرام الضيف والإحسان إليه.

Komentar

Postingan populer dari blog ini

شرح الحديث 112 - 113 - الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير - من صحيح الرغيب

شرح الحديث 66 من رياض الصالحين