شرح الحديث 96-97 من الأدب المفرد

 

96 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، وَأَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَرْحَمُ اللَّهُ مَنْ لَا يَرْحَمُ النَّاسَ»

[قال الشيخ الألباني: صحيح]

 

رواة الحديث :

 

* حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ (ثقة ثبت: ت 227 هـ):

محمد بن سلام بن الفرج السلمي مولاهم، أبو عبد الله البخاري البيكندي، روى له:  خ. 

 

* قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ (ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش: ت 295 هـ):

محمد بن خازم التميمي السعدي، أبو معاوية الضرير الكوفي (مولى بنى سعد بن زيد مناة بن تميم)، من صغار أتباع التابعين، روى له:  خ م د ت س ق

   

* عَنِ الْأَعْمَشِ (ثقة حافظ عارف بالقراءات : ت 147 أو 148 هـ):

سليمان بن مهران الأسدى الكاهلى مولاهم ، أبو محمد الكوفى الأعمش، من صغار التابعين، روى له :  خ م د ت س ق 

 

* عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ (ثقة جليل: ت 96 هـ):

زيد بن وهب الجهني، أبو سليمان الكوفي (رحل إلى النبى _صلى الله عليه وسلم_، فقبض وهو فى الطريق )، من كبار التابعين، روى له:  خ م د ت س ق

 

* وَأَبِي ظَبْيَانَ (ثقة: ت 90 هـ):

حُصَيْن بن جُنْدُب بن عمرو بن الحارث بن وَحْشِيّ بن مالك بن ربيعة، أبو ظبيان الْجَنْبِيُّ الكوفي (والد قابوس بن أبى ظبيان المذحجي)، من كبار التابعين، روى له:  خ م د ت س ق

 

* عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (51 هـ بـ قرقيسيا):

جرير بن عبد الله بن جابر البجلى القَسْرِي، أبو عمرو اليمانيّ، صحابى جليل _رضي الله_، روى له:  خ م د ت س ق

 

نص الحديث:

 

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_: «لَا يَرْحَمُ اللَّهُ مَنْ لَا يَرْحَمُ النَّاسَ»

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص: 48) (رقم: 96)، صحيح البخاري (8/ 10 و 9/ 115) (رقم: 6013 و 7376)، صحيح مسلم (4/ 1809) (رقم: 2319)، سنن الترمذي ت شاكر (4/ 323) (رقم: 1922)

 

شرح صحيح البخارى لابن بطال (10/ 403)

غرضه فى هذا الباب إثبات الرحمة وهى صفة من صفات ذاته لا من صفات أفعاله، والرحمن وصف به نفسه تعالى وهو متضمن لمعنى الرحمة كتضمن وصفه لنفسه بأنه عالم وقادر وحى وسميع وبصير ومتكلم ومريد للعلم والقدرة والحياة والسمع والبصر والكلام والإرادة، التى جميعها صفات ذاته لا صفات أفعاله، لقيام الدليل على أنه تعالى لم يزل ولا يزال حيًا عالمًا قادرًا سميعًا بصيرًا متكلمًا مريدًا

 

مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (7/ 3099)

مَنْ لَا يَتَعَطَّفُ عَلَيْهِمْ وَلَا يَرْأَفُ بِهِمْ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ إِخْبَارٌ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ دُعَاءً، وَالْمَعْنَى: أَنَّهُ لَا يَكُونُ مِنَ الْفَائِزِينَ بِالرَّحْمَةِ الْكَامِلَةِ، وَالسَّابِقِينَ إِلَى دَارِ الرَّحْمَةِ، وَإِلَّا فَرَحْمَتُهُ وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ.

 

عون الأجدالصمد (1/ 120):

"فالمؤمن المطيع جمع الله عزوجل له بين الرحمة العامة والرحمة الخاصة، وغير المطيع انفردت فيه الرحمة العامة برزقه وصحته وأمنه واستقراره وغير ذلك مما تتمتع به الخلائق مـن آثـار رحمة الله تعالى عليها،

لذا ندب النبـي لا إلى التخلق بخلـق الرحمة، فالكبير يرحم الصغير، والغني يرحم الفقير، والعالم يرحم الجاهل بتعليمه والصبر عليه، وهكذا يبذل الإنسان الرحمة بحسب الحاجة إليها والملابسات التي تقتضيها وتستدعيها،

فلا يكون فظا غليظا ولا جبارا عنيدا ولا شتاما للناس وسابا لهم ومعرضا عنهم ومحتقرا لهم وساخرا منهم،

 هذه آفات تتنافى مع وجود الرحمة التي حث عليها نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام في هذه الأحاديث وما في معناهـا، وكلها تحث على الاتصاف بصفة الرحمة، «إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السّماء»،

لأن الجزاء عند الله من جنس العمل، فمن تخلق بخلق الرحمة و اتصف بها في الأرض رحمه الله تبارك وتعالى في عليائه برحمته التي لا يستغني عنها مخلوق أبدا،

ومن وكله الله إلى نفسـه ضاع وهلك وضل، ومن هذه الأحاديث: «من لا يرحم لا يرحم»،

من لم يتصف بصفة الرحمة في محلها ولأهلها فقد تسبب في حرمان نفسه من رحمة الله تبارك وتعالى التي حاجته إليها أعظم من حاجته إلى الطعام والشراب والنفس والصحة وغير ذلك، مما هو مندرج تحت هذا النص الكريم: «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»،

وكم من نصـوص وردت في هـذا المعنى مما يبين لنا وجـوب التخلق بخلق الرحمة حتى مع الحيوانات،

وقصـة المرأة البغي الزانية التي رأت كلبا حول بئر يلهث من العطش، فنزلت إلى البئر وملأت خفهـا ثـم حملته ورفعته وسقت الكلب، فغفر الله لهـا ذنبها العظيم، وهـذا من آثار الرحمة." اهـ

 

 

 

97 - وَعَنْ عَبْدَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَا يَرْحَمُ النَّاسَ لَا يَرْحَمُهُ اللَّهُ»

[قال الشيخ الألباني : صحيح - انظر ما فبله]

 

رواة الحديث:

 

وَعَنْ عَبْدَةَ (ثقة ثبت: ت 187 هـ )

عبدة بن سليمان الكلابى ، أبو محمد الكوفي، من الوسطى من أتباع التابعين، روى له :  خ م د ت س ق

 

عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ (146 هـ):

 إسماعيل بن أبى خالد (هرمز) الأحمسي مولاهم، البجلي، أبو عبد الله الكوفي (ثقة ثبت)، طبقة تلى الوسطى من التابعين، روى له :  خ م د ت س ق

 

 

عَنْ قَيْسٍ ((ثقة مخضرم، جاز المائة: ت بعد 90 هـ):

قيس بن أبى حازم : حصين البجلى الأحمسى، أبو عبد الله، الكوفى، من كبار التابعين، روى له :  خ م د ت س ق

 

* عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (51 هـ بـ قرقيسيا):

جرير بن عبد الله بن جابر البجلى القَسْرِي، أبو عمرو اليمانيّ، صحابى جليل _رضي الله_، روى له:  خ م د ت س ق

 

Komentar

Postingan populer dari blog ini

شرح الحديث 112 - 113 - الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير - من صحيح الرغيب

شرح الحديث 66 من رياض الصالحين