شرح الحديث 41 من كتاب رياض الصالحين لأبي فائزة البوجيسي

 

[41] وعن أبي عبد الله خَبَّاب بنِ الأَرتِّ _رضي الله عنه_ قَالَ:

شَكَوْنَا إِلَى رسولِ الله _صلى الله عليه وسلم_، وَهُوَ متَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ[1] في ظلِّ الكَعْبَةِ،

فقُلْنَا : "أَلا تَسْتَنْصِرُ لَنَا، ألا تَدْعُو لَنا؟"[2]

فَقَالَ : «قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ[3] يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فَيُحْفَرُ لَهُ في الأرضِ فَيُجْعَلُ فِيهَا، ثُمَّ يُؤْتَى بِالمِنْشَارِ[4]، فَيُوضَعُ عَلَى رَأسِهِ فَيُجْعَلُ نصفَينِ، وَيُمْشَطُ بأمْشَاطِ الحَديدِ[5] مَا دُونَ لَحْمِه وَعَظْمِهِ[6]، مَا يَصُدُّهُ ذلِكَ عَنْ دِينِهِ،

وَاللهِ لَيُتِمَّنَّ الله هَذَا الأَمْرَ[7] حَتَّى يَسيرَ الرَّاكبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَموتَ[8]، لا يَخَافُ إلا اللهَ والذِّئْب عَلَى غَنَمِهِ، ولكنكم تَسْتَعجِلُونَ» . رواه البخاري.

وفي رواية: «وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً وَقَدْ لَقِينا مِنَ المُشْرِكِينَ شدَّةً» .

 

تخريج الحديث :

 

أخرجه البخاري في "صحيحه" (4/ 201 و 5/ 45 و  9/ 20) (رقم : 3612 و 3852 و 6943)، وأبو داود في "سننه" (3/ 47) (رقم : 2649)، والنسائي في "سننه" (8/ 204) (رقم: 5320)، وفي "السنن الكبرى" (5/ 385 و 8/ 421) (رقم: 5862 و 9579)، وغيرهم.

 

والحديث صحيح: صححه الألباني في "صحيح الجامع الصغير وزيادته" (2/ 820) (رقم: 4450)، وفي "تخريج مشكاة المصابيح" (3/ 1630) (رقم: 5858)

 

ترجمة خباب بن الأرتِّ التميمي _رضي الله_ :

 

وفي "تهذيب الكمال في أسماء الرجال" (8/ 219) للمزي:

"خباب بن الأرت بن جندلة بن سعد بن خزيمة بْن كعب بْن سعد بْن زيد مناة بْن تميم التميمي، كنيته أَبُو عَبْد اللَّهِ،

* وقيل: إنه__مولى أم أنمار بنت سباع الخزاعية، وهي من حلفاء بني زُهْرَة بْنِ كلابٍ، وقيل: مولى ثابت ابْن أم أنمار، وثابت مولى الأخنس بْن شريق الثقفي.

* شهد بدرا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وكَانَ قينا فِي الجاهلية." اهـ

 

وفي "سير أعلام النبلاء" – ط. الرسالة (2/ 323) للذهبي:

"خَبَّابُ بنُ الأَرَتِّ بنِ جَنْدَلَةَ بنِ سَعْدٍ التَّمِيْمِيُّ * (ع): ابْنِ خُزَيْمَةَ بنِ كَعْبِ بنِ سَعْدِ بنِ زَيْدِ مَنَاةَ، مِنْ تَمِيْمٍ، أَبُو يَحْيَى التَّمِيْمِيُّ. مِنْ نُجَبَاءِ السَّابِقِيْنَ.  لَهُ عِدَّةُ أَحَادِيْثَ. وَقِيْلَ: كُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ. شَهِدَ بَدْراً، وَالمَشَاهِدَ." اهـ

 

إكمال تهذيب الكمال (4/ 169) لمغلطاي الحنفي:

وفي «كتاب ابن سعد الكبير»: أصابه سبيا فبيع بمكة فاشترته أم أنمار وهي أم سباع، ويقال: بل أم خباب، وأم سباع ابنة عبد العزي واحدة، وكانت ختانة بمكة، وهي التي عنى حمزة بن عبد المطلب يوم أحد حين قال لسباع وأمه أم أنمار: هلم إلي يا ابن مقطعة البظور، فانضم خباب إلى آل سباع، وادعى حلف بني زهرة بهذا السبب." اهـ

 

إكمال تهذيب الكمال (4/ 169):

"وكان إسلامه قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وقبل أن يدعو فيها، وكان من المستضعفين الذين يعذبون بمكة،

وجاء يوما إلى عمر بن الخطاب فقال له: ادن، فما أحد أحق بهذا المجلس منك إلا عمار بن ياسر. وفي لفظ: إلا بلال.

فقال: يا أمير المؤمنين بلال كان له من يمنعه ولم يكن لي أحد يمنعني، ولقد رأيتني يوما أخذوني فأوقدوا لي نارا ثم سلقوني فيها، ثم وضع رجل رجله على صدري فما اتقيت الأرض إلا بظهري، ثم كشف عن ظهره فإذا هو قد برص.

وكان _صلى الله عليه وسلم_ قد آخى بينه وبين جبر بن عتيك[9]." اهـ

 

وفي "إكمال تهذيب الكمال" (4/ 170):

وقال أبو نعيم الحافظ: مولى عتبة بن عزوان...

وفي «الطبقات» لابن المنذر: الأثبت أنه مولى أم أنمار.

وقال الحاكم أبو أحمد: أصح هذه الأقاويل أنه مولى عتبة بن غزوان.

 

وفي "إكمال تهذيب الكمال" (4/ 170):

وقال أبو صالح:

"كان خباب قينا يطبع السيوف، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يألفه ويأتيه، فأخبرت مولاته بذلك فكانت تأخذ الحديدة المحماة فتصفها على رأسه، فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: اللهم انصر خبابا. فشكت مولاته من رأسها، فكانت تعوي مثل الكلاب.

فقيل لها: اكتوي. فكان خباب يأخذ الحديدة المحماة فيكوي بها رأسها." اهـ

 

وفي الأعلام للزركلي (2/ 301) :

"خباب بن الأرت (000 - 37 هـ = 000 - 657 م).

خباب بن الأرتّ بن جندلة بن سعد التميمي، أبويحيى أو أبو عبد الله: صحابي، من السابقين، قيل أسلم سادس ستة، وهو أول من أظهر إسلامه.

كان في الجاهلية قينا يعمل السيوف، بمكة. ولما أسلم استضعفه المشركون فعذبوه ليرجع عن دينه، فصبر، إلى أن كانت الهجرة. ثم شهد المشاهد كلها،

ونزل الكوفة، فمات فيها وهو ابن 73 سنة.

ولما رجع علي من صفين مرّ بقبره، فقال: رحم الله خبابا أسلم راغبا وهاجر طائعا وعاش مجاهدا. روى له البخاري ومسلم وغيرهما 32 حديثا." اهـ

 

الإصابة في تمييز الصحابة (2/ 222)

وشهد خبّاب بدرا وما بعدها، ونزل الكوفة، ومات بها سنة سبع وثلاثين (37 هـ)، زاد ابن حبان منصرف عليّ من صفّين وصلّى عليه عليّ. وقيل: مات سنة تسعَ عشرةَ. والأول أصحّ." اهـ

 

الإصابة في تمييز الصحابة (2/ 222):

"ويقال: إنه أول من دفن بظهر الكوفة، ذكر ذلك الطبريّ بسند له إلى علقمة بن قيس النخعي، عن ابن الخباب. قال: وعاش ثلاثا وستين سنة." اهـ

 

من فوائد الحديث :

 

فتح الباري لابن حجر (12/ 317)

قَالَ بن بَطَّالٍ أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ مَنْ أُكْرِهَ عَلَى الْكُفْرِ وَاخْتَارَ الْقَتْلَ أَنَّهُ أَعْظَمُ أَجْرًا عِنْدَ اللَّهِ مِمَّنِ اخْتَارَ الرُّخْصَةَ،

وَأَمَّا غَيْرُ الْكُفْرِ فَإِنْ أُكْرِهَ عَلَى أَكْلِ الْخِنْزِيرِ وَشُرْبِ الْخَمْرِ مَثَلًا فَالْفِعْلُ أَوْلَى،

وَقَالَ بَعْضُ الْمَالِكِيَّةِ بَلْ يَأْثَمُ إِنْ مُنِعَ مِنْ أَكْلِ غَيْرِهَا فَإِنَّهُ يَصِيرُ كَالْمُضْطَرِّ عَلَى أَكْلِ الْمَيْتَةِ إِذَا خَافَ على نَفسه الْمَوْت فَلم يَأْكُل." اهـ[10]

 

عمدة القاري شرح صحيح البخاري (16/ 145) للعيني :

قَوْله: (وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُون)

وَحَاصِل الْمَعْنى: لَا تستعجلوا فَإِن من كَانَ قبلكُمْ قاسوا مَا ذكرنَا فصبروا، وَأخْبرهمْ الشَّارِع بذلك[11] ليقوى صبرهم على الْأَذَى."

 

التحبير لإيضاح معاني التيسير (6/ 377)

وهذا تسلية وتأسية لأتباعه - صلى الله عليه وسلم - الذين عذبوا في ذات الله، وتصبير لهم على ذلك، ثم بشَّرَ خباباً بقوله: "والله ليتمنَّ الله هذا الأمر" وهو ظهور دين الله على الدين كله، ويأمن المؤمنون.

 

شرح صحيح البخارى لابن بطال (8/ 297):

"وفيه من الفقه: أن النبى (صلى الله عليه وسلم) لم يترك الدعاء فى ذلك على أن الله أمرهم بالدعاء أمرًا عامًا بقوله: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]

وبقوله : {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا} [الأنعام: 43]،

إلا لأنه (صلى الله عليه وسلم) علم من الله أنه قد سبق من قدره وعلمه أنه يجرى عليهم ما جرى من البلوى والمحن ليؤجروا عليها على ما جرت عادته فى سائر أتباع الأنبياء من الصبر على الشدة فى ذات الله، ثم يعقبهم بالنصر والتأييد، والظفر وجزيل الأجر،

وأما غير الأنبياء فواجب عليهم الدعاء عند كل نازلة تنزل بهم؛ لأنهم لا يعلمون الغيب فيها،

والدعاء من أفضل العبادة ولا يخلو الداعى من إحدى الثلاث التى وعد النبى (صلى الله عليه وسلم) بها.

وفيه: علامات النبوة وذلك خروج ما قال (صلى الله عليه وسلم) من تمام الدين وانتشار الأمر وإنجاز الله ما وعد نبيه (صلى الله عليه وسلم) من ذلك." اهـ

 

المفاتيح في شرح المصابيح (6/ 181_182) للزيداني :

"أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بظهور الدين على الأديان الباطلة، وظهوره عن فتن الكفرة المتمردين، بحيث لو سار راكب من المسلمين من صنعاء إلى حضرموت لكان آمنًا غيرُ خائفٍ سوى الله تعالى، أو الذئبِ على غنمه، ولو كان بينهما____مسافة بعيدة؛ يعني: سيزول أذى المشركين عن المسلمين؛ لنكبتهم وقوة المسلمين." اهـ

 

المفاتيح في شرح المصابيح (6/ 182)

وفيه تحريضٌ على الصبر على الأذى، والتحمُّل على المشاق، وعدم الاستعجال في الأمور.[12]

 

دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين (1/ 184)

"ولكل شيء في علم الله أوان وإذا جاء الأوان يجيء.

وقد وقع ما أخبر به المصطفى كما أخبر، فعم الإسلام وظهر وصار الراكب لا يخشى من يفتنه ويصده عن دينه." اهـ

 

صحيح ابن حبان (7/ 156) :

ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ عَلَى الْمَرْءِ التَّصَبُّرَ عِنْدَ كُلِّ مِحْنَةٍ يُمْتَحَنُ بِهَا وَإِنْ كَانَتْ تِلْكَ الْمِحْنَةُ شَيْئًا يَسِيرًا." اهـ

 

صحيح ابن حبان (15/ 91) :

"ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ أَمْنِ النَّاسِ عِنْدَ ظُهُورِ الْإِسْلَامِ فِي جَزَائِرِ الْعَرَبِ." اهـ

 

شرح رياض الصالحين (1/ 252_253)

ففي هذا الحديث آية من آيات الله، حيث وقع الأمر مطابقا لما أخبر به النبي _عليه الصلاة والسلام_.

وآية من آيات الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ حيث صدقه الله بما أخبر به، وهذه شهادة له من الله بالرسالة، كما قال الله) لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً) (النساء: 166) .

وفيه أيضا دليل على وجوب الصبر على أذية أعداء المسلمين. وإذا صبر الإنسان ظفر!!

فالواجب على الإنسان أن يقابل ما يحصل من أذية الكفار بالصبر والاحتساب وانتظار الفرج، ولا يظن أن الأمر ينتهي بسرعة وينتهي بسهولة، قد يبتلي الله عز وجل المؤمنين بالكفار يؤذونهم وربما يقتلونهم، كما قتل اليهود الأنبياء الذين هم أعظم من الدعاة وأعظم من المسلمين.

فليصبر ولينتظر الفرج ولا يمل ولا يضجر، بل يبقى راسيا كالصخرة، والعاقبة للمتقين، والله تعالى مع الصابرين.

فإذا صبر وثابر وسلك الطرق التي توصل إلى المقصود ولكن بدون___فوضى وبدون استنفار وبدون إثارة، ولكن بطريق منظمة، لأن أعداء المسلمين من المنافقين والكفار يمشون على خطى ثابتة منظمة ويحصلون مقصودهم.

أما السطحيون الذين تأخذهم العواطف حتى يثوروا ويستنفروا، فإنه قد يفوتهم شيء كثير، وربما حصل منهم زلة تفسد كل ما بنوا، إن كانوا قد بنوا شيئا.

لكن المؤمن يصبر ويتئد، ويعمل بتودة ويوطن نفسه، ويخطط تخطيطا منظما يقضي به على أعداء الله من المنافقين والكفار، ويفوت عليهم الفرص؛ لأنهم يتربصون الدوائر بأهل الخير، يريدون أن يثيروهم، حتى إن حصل من بعضهم ما يحصل حينئذ استعلوا عليهم وقالوا: هذا الذي نريد، وحصل بذلك شر كبير." اهـ

 

منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري (4/ 249)

فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي :

أولاً : هذه البشارة العظيمة باستتباب الأمن والأمان، كنتيجة حتمية لظهور الإِسلام، والحكم بما أنزله الله، ْوقد تحقق ذلك في آخر عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه، ثم في بعض الدول الإسلامية التي نفّذت فيها حدود الله.

ثانياً : أن هذه البشارة من علامات نبوته - صلى الله عليه وسلم -." اهـ

 

ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (39/ 76)

فِي فوائده:

(منها) : ما ترجم له المصنّف رحمه الله تعالى، وهو بيان جواز لبس البرود.

(ومنها) : جواز الاتّكاء.

(ومنها) : الصبر عَلَى مقساة الشدائد فِي الدعوة إلى الله تعالى.

(ومنها) : البشارة بالنصر والعزّ لمن صبر عَلَى دينه.

(ومنها) : أن فيه علمًا منْ أعلام النبوّة، فإنه -صلى الله عليه وسلم- أخبر بأنه سيتمّ الله تعالى هَذَا الدين، ويكون المؤمنون آمنين، لا يخافون أعداءهم، وَقَدْ وقع ذلك كذلك بعد موته -صلى الله عليه وسلم-. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل." اهـ

 

تطريز رياض الصالحين (ص: 46)

في هذا الحديث: مَدْحُ الصبر على العذاب في الدين، وكراهة الاستعجال. قال الله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ

الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ} [البقرة (214) ] .



[1] مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (9/ 3747) : "أَيْ : كِسَاءً مُخَطَّطًا، وَالْمَعْنَى جَاعِلٌ الْبُرْدَةَ وِسَادَةً لَهُ مِنْ تَوَسَّدَ الشَّيْءَ جَعَلَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ." اهـ

[2] وفي التحبير لإيضاح معاني التيسير (6/ 376) للأمير الصنعاني :

"قوله : (فقلنا : ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟)

وذلك أنَّهم كانوا في شدة من أذية الكفار لهم، وكان خباب ممن أسلم قديماً قبل دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم وهو ممن عُذب في الله على إسلامه فصبر، وهو مهاجري، شهد بدراً وما بعدها." اهـ

[3] وفي التحبير لإيضاح معاني التيسير (6/ 377) : "قوله: فقال - صلى الله عليه وسلم -: "قد كان من قبلكم". من أتباع الأنبياء - عليهم السلام -."

[4] وفي المفاتيح في شرح المصابيح (6/ 181) للزيداني : "(المنشار والمئشار) بالهمز : كلاهما الذي يشق بها الخشبة." اهـ

[5] وفي المفاتيح في شرح المصابيح (6/ 181) : "(الأمشاط) : جمع مشط، وهو ما يمتشط به." اهـ

[6] وفي اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح (10/ 185) شمس الدين البِرْماوي (ت 831 هـ) : "(وما دون لحمه)؛ أي: تحت لحمه، أو عند لحمه." اهـ

[7] وفي المفاتيح في شرح المصابيح (6/ 181) : "(الأمر) ها هنا : بمعنى الدين."

[8] وفي مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (9/ 3748) للقاري :

"(مِنْ صَنْعَاءَ) : بَلَدٍ بِالْيَمَنِ (إِلَى حَضْرَمَوْتَ) : مَوْضِعٍ بِأَقْصَى الْيَمَنِ وَهُوَ بِفَتْحِ الْمِيمِ غَيْرَ مُنْصَرِفٍ لِلتَّرْكِيبِ وَالْعَلَمِيَّةِ، وَقِيلَ اسْمُ قَبِيلَةٍ، وَقِيلَ مَوْضِعٌ حَضَرَ فِيهِ صَالِحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَمَاتَ فِيهِ، وَحَضَرَ جِرْجِيسُ فَمَاتَ فِيهِ ذَكَرَهُ شَارِحٌ، وَتَبِعَهُ ابْنُ الْمَلَكِ وَفِي الْقَامُوسِ: حَضْرَمَوْتُ وَبِضَمِّ الْمِيمِ بَلَدٌ وَقَبِيلَةٌ، وَيُقَالُ هَذَا حَضْرَمَوْتُ، وَيُضَافُ فَيُقَالُ: حَضْرُمَوْتٍ بِضَمِّ الرَّاءِ وَإِنْ شِئْتَ لَا تُنَوِّنِ الثَّانِي." اهـ

[9] وفي سير أعلام النبلاء ط الرسالة (2/ 36) (رقم: 7): "جَبْرُ بنُ عَتِيْكِ بنِ قَيْسِ بنِ هَيْشَةَ بنِ الحَارِثِ الأَنْصَارِيُّ *

ابْنِ أُمَيَّةَ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ مَالِكِ بنِ عَوْفِ بنِ عَمْرِو بنِ عَوْفٍ الأَنْصَارِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، بَدْرِيٌّ كَبِيْرٌ. وَقِيْلَ: اسْمُهُ جَابِرٌ.

وَلَهُ أَوْلاَدٌ: عَتِيْكٌ، وَعَبْدُ اللهِ، وَأُمُّ ثَابِتٍ. آخَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَبَّابِ بنِ الأَرَتِّ.

شَهِدَ بَدْراً وَالمَشَاهِدَ، وَكَانَتْ إِلَيْهِ رَايَةُ بَنِي مُعَاوِيَةَ بنِ مَالِكٍ يَوْمَ الفَتْحِ.

قَالَ الوَاقِدِيُّ، وَابْنُ سَعْدٍ، وَخَلِيْفَةُ، وَابْنُ زَبْرٍ، وَابْنُ مَنْدَةَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ. قِيْلَ: عَاشَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ سَنَةً." اهـ

وفي الإصابة في تمييز الصحابة (1/ 561): "وقال ابن سعد: هم ثلاثة إخوة: جابر، وجبر، وعبد اللَّه، وكان جبر أكبرهم." اهـ

[10] وفي شرح صحيح البخارى لابن بطال (8/ 296) :

"وحديث خباب حجة لأصحاب مالك؛ لوصفه (صلى الله عليه وسلم) عن الأمم السالفة من كان يمشط لحمه بأمشاط الحديد، ويشق بالمناشر بالشدة فى دينه والصبر على المكروه فى ذات الله، ولم يكفروا فى الظاهر ويبطنوا الإيمان، ليدفعوا العذاب عن أنفسهم؛ فمدحهم."

[11] ما وقع للأمم السالفة من التعذيب.

[12] وفي شرح المصابيح لابن الملك (6/ 269) :

"وفيه تحريض على الصبر على الأذى، والتحمُّل على المشاق، وعدم الاستعجال في الأمور."

Komentar

Postingan populer dari blog ini

شرح الحديث 112 - 113 - الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير - من صحيح الرغيب

شرح الحديث 66 من رياض الصالحين