شرح الحديث 89 من الأدب المفرد

 

49_ بَابُ الْوَالِدَاتُ رَحِيمَاتٌ

 

89 - حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فَضَالَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:

"جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى عَائِشَةَ _رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا_، فَأَعْطَتْهَا عَائِشَةُ ثَلَاثَ تَمَرَاتٍ، فَأَعْطَتْ كُلَّ صَبِيٍّ لَهَا تَمْرَةً، وَأَمْسَكَتْ لِنَفْسِهَا تَمْرَةً،

فَأَكَلَ الصِّبْيَانُ التَّمْرَتَيْنِ، وَنَظَرَا إِلَى أُمِّهِمَا، فَعَمَدَتْ إِلَى التَّمْرَةِ فَشَقَّتْهَا، فَأَعْطَتْ كُلَّ صَبِيٍّ نِصْفَ تَمْرَةٍ،

فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ فَقَالَ: «وَمَا يُعْجِبُكَ مِنْ ذَلِكَ؟ لَقَدْ رَحِمَهَا اللَّهُ بِرَحْمَتِهَا صَبِيَّيْهَا»

[قال الشيخ الألباني : صحيح]

 

رواة الحديث:

 

حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (ثقة مأمون: ت 222 هـ بـ البصرة):

مسلم بن إبراهيم الأزدى الفراهيدى مولاهم، أبو عمرو البصرى، من صغار أتباع التابعين، روى له :  خ م د ت س ق  ( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه )

 

قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فَضَالَةَ (ثقة):

 

وفي "موسوعة أقوال الإمام أحمد بن حنبل في رجال الحديث وعلله" (2/ 339) (رقم: 1563): "عبد الرحمن بن فضالة، أبو أمية.

• قال عبد الله بن أحمد: قال أبي: عبد الرحمن بن فضالة، هو أبو أمية، هو أخو مبارك بن فضالة، شيخ ثقة. «الكامل» (1801)

 

قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ (ثقة ثبت جليل : ت 106 هـ):

بكر بن عبد الله المزنى ، أبو عبد الله البصرى، من الوسطى من التابعين، روى له :  خ م د ت س ق

 

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ (ت 92 هـ):

أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدى بن النجار الأنصارى النجارى ، أبو حمزة المدنى، صحابى، روى له :  خ م د ت س ق

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص: 45) (رقم: 89)، والحاكم في "المستدرك على الصحيحين" (4/ 196) (رقم: 7349)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء وطبقات الأصفياء" (2/ 230)

 

نص الحديث:

 

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:

"جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى عَائِشَةَ _رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا_، فَأَعْطَتْهَا عَائِشَةُ ثَلَاثَ تَمَرَاتٍ، فَأَعْطَتْ كُلَّ صَبِيٍّ لَهَا تَمْرَةً، وَأَمْسَكَتْ لِنَفْسِهَا تَمْرَةً،

فَأَكَلَ الصِّبْيَانُ التَّمْرَتَيْنِ، وَنَظَرَا إِلَى أُمِّهِمَا، فَعَمَدَتْ إِلَى التَّمْرَةِ فَشَقَّتْهَا، فَأَعْطَتْ كُلَّ صَبِيٍّ نِصْفَ تَمْرَةٍ،

فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ فَقَالَ: «وَمَا يُعْجِبُكَ مِنْ ذَلِكَ؟ لَقَدْ رَحِمَهَا اللَّهُ بِرَحْمَتِهَا صَبِيَّيْهَا»

 

وورد الحديث على وجه آخر فيما أخرجه البخاري في "صحيحه" (2/ 110) (رقم: 1418)، ومسلم في "صحيحه" (4/ 2027) (رقم: 2629):

عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ:

دَخَلَتِ امْرَأَةٌ مَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا تَسْأَلُ، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي شَيْئًا غَيْرَ تَمْرَةٍ، فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا، فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْهَا، وَلَمْ تَأْكُلْ مِنْهَا، ثُمَّ قَامَتْ، فَخَرَجَتْ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا، فَأَخْبَرْتُهُ،

فَقَالَ: «مَنِ ابْتُلِيَ مِنْ هَذِهِ البَنَاتِ بِشَيْءٍ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ»

 

من فوائد الحديث:

 

وقال العراقي في "طرح التثريب في شرح التقريب" (7/ 68):

"وَيَنْبَغِي لِلْإِنْسَانِ أَنْ يُخْلِصَ نِيَّتَهُ فِي ذَلِكَ وَيَقْصِدَ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَى فَالْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَمِنْ تَمَامِ الْإِحْسَانِ أَنْ لَا يُظْهِرَ بِهِنَّ ضَجَرًا وَلَا قَلَقًا وَلَا كَرَاهَةً، وَلَا اسْتِثْقَالًا فَإِنَّ ذَلِكَ يُكَدِّرُ الْإِحْسَانَ." اهـ

 

عون الأحد الصمد (1/ 114):

"هـذا الحديث فيه مشروعية الحرص على الصدقة من المال وإن قل المال وقلت الصدقة منه، فكل يتصدق مما يملك وبقدر ما يملك، وهي خير من أن يرد السائل لقلة الصدقة التي سيعطيها المحتاج.

وثانيا ـ فيه بيان شفقة الأم على أبنائها ذكورا وإناثا بدليل الإيثـار أي: إيثار الأم ولدها على نفسها بأمور كثيرة، قد تسهر الأم لينام الابن، وقد تجوع ليشبع الابن، وقد يصيبها القلق والخوف وهو آمن إلى غير ذلك من إيثار الأم لولدها على نفسها، وتود أن تمرض ولا يمرض، وهـذه غريزة في قلوب الأمهات وكذلك الآباء ولكن الأمهات أكثر، جـاء الشرع بتأييد هذه الغريزة و تثبيتهـا وكـم لها من الأجر، فقد ثبت عن النبي صلوا بعين وسان أن من توفي لها ابنان كانا حجابـا لها من النار وسترا، وما ذلك إلا لما لها من الحق ولما في قلبها من المحبة والإيثار لولدها على نفسها .

رش البرد (ص 68):

(۸۹) فقه الحدیث:

۱ ـ جواز السؤال للمحتاجين والمنكوبين لسد حاجاتهم .

٢ ـ سخاء عائشة لأنها آثرت بما وجد عندها . ۳ ـ ينبغي للمتصدق أن يتصدق بما تيسر له قل أو كثر . ٤ ـ جواز ذكر المعروف إن لم يكن على وجه الفخر والمن . ه ـ إن الله لا يرحم إلا عباده الرحماء .

Komentar

Postingan populer dari blog ini

شرح الحديث 112 - 113 - الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير - من صحيح الرغيب

شرح الحديث 66 من رياض الصالحين