شرح الحديث الرابع والثمانون (المرء مع من أحبّ) من بهجة قلوب الأبرار للاستاذ أبي فائزة البوجيسي

 

الحديث الرابع والثمانون: المرء مع من أحبّ.

عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ

 

ترجمة أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-

 

قال المزي في تهذيب الكمال  :

( خ م د ت س ق ) : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسِ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ حَضَّارِ بْنِ حَرْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عِتْرِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَامِرِ بن عَذَر بْنِ وَائِلِ بْنِ نَاجِيَةَ بْنِ الْجَمَاهِرِ بْنِ الْأَشْعَرِ (واسمه : نَبْتُ) بن أُدَدِ بن يشجب بْنِ عُرَيْبِ بن زيد بن كهلان بن سبأ  بن يشْجُب بن يْعرُب بن قحطان بن عابر بن شالِخ بن أَرْفَخَشْذَ بن سام بن نوح بن بْنِ لَمَكَ بن مُتَوَشْلِخَ بن أخَنُوح (وهُوَ إدريس النَّبِيّ) بن يزيد بن مهلابيل بن قَايِن بن أَنُوْش بن بْنِ شِيثِ بْنِ آدَمَ

 

وكنيته : أبو موسى الأشعرى .

 

بنو أشعر أو الأشاعرة قبيلة كهلانية سبئية قديمة تنتسب إلى بنو أشعر واسمه نبت بن أدد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ،

ذكرت في نقوش المسند وكانت تقطن في اب في مملكة حمير.

هناك اختلاف في نسب الأشاعرة فبعض الاخباريون ينسبون قبيلة الأشاعرة إلى كهلان بن سبأ واخرون إلى حمير بن سبأ.

 

سير أعلام النبلاء ط الرسالة (2/ 380) :

"أَبُو مُوْسَى الأَشْعَرِيُّ عَبْدُ اللهِ بنُ قَيْسِ * (ع) : ابْنِ سُلَيْمِ بنِ حَضَّارِ بنِ حَرْبٍ. الإِمَامُ الكَبِيْرُ،_____صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبُو مُوْسَى الأَشْعَرِيُّ، التَّمِيْمِيُّ، الفَقِيْهُ، المُقْرِئُ.

 

الطبقات الكبرى ط دار صادر (4/ 105)

وَأُمُّ أَبِي مُوسَى: ظَبْيَةُ بِنْتُ وَهْبٍ مِنْ عَكٍّ، وَقَدْ كَانَتْ أَسْلَمَتْ وَمَاتَتْ بِالْمَدِينَةِ

 

سير أعلام النبلاء ط الرسالة (2/ 381_382) :

"فَفِي (الصَّحِيْحَيْنِ) : عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بنِ أَبِي مُوْسَى، عَنْ أَبِيْهِ:

أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ اللهِ بنِ قَيْسٍ ذَنْبَهُ، وَأَدْخِلْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مُدْخَلاً كَرِيْماً (1)) .

وَقَدِ اسْتَعْمَلَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمُعَاذاً عَلَى زَبِيْدٍ، وَعَدَنَ (2) . وَوَلِيَ إِمْرَةَ الكُوْفَةِ____لِعُمَرَ، وَإِمْرَةَ البَصْرَةِ، وَقَدِمَ (1) لَيَالِيَ فَتْحِ خَيْبَرَ، وَغَزَا، وَجَاهَدَ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَحَمَلَ عَنْهُ عِلْماً كَثِيْراً.

 

سير أعلام النبلاء ط الرسالة (2/ 382)

وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنَا الهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ، قَالَ:

أَسْلَمَ أَبُو مُوْسَى بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى الحَبَشَةِ، وَأَوَّلُ مَشَاهِدِهِ خَيْبَرُ، وَمَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ (4) .

قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ: أَسْلَمَ بِمَكَّةَ، ثُمَّ قَدِمَ مَعَ أَهْلِ السَّفِيْنَتَيْنِ بَعْدَ فَتْحِ خَيْبَرَ بِثَلاَثٍ، فَقَسَمَ لَهُمُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلِيَ البَصْرَةَ لِعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَوَلِيَ الكُوْفَةَ، وَبِهَا مَاتَ

 

سير أعلام النبلاء ط الرسالة (2/ 383)

وَقَالَ ابْنُ مَنْدَةَ: افْتَتَحَ أَصْبَهَانَ زَمَنَ عُمَرَ (1) .

وَقَالَ العِجْلِيُّ: بَعَثَهُ عُمَرُ أَمِيْراً عَلَى البَصْرَةِ، فَأَقْرَأَهُمْ، وَفَقَّهَهُمْ، وَهُوَ فَتَحَ تُسْتَرَ، وَلَمْ يَكُنْ فِي الصَّحَابَةِ أَحَدٌ أَحْسَنَ صَوْتاً مِنْهُ

 

و قيل : إنه قدم مكة، فحالف أبا أحيحة سعيد بن العاص ثم رجع إلى بلاد قومه ، ثم خرج فى خمسين رجلا من قومه فى سفينة فألقتهم الريح إلى أرض الحبشة فوافقوا بها جعفر بن أبى طالب ، فأقاموا عنده ، ثم خرجوا معه إلى المدينة . و هذا هو الصحيح .

 

و عمل للنبى صلى الله عليه وسلم على زبيد ، و عدن ، و ساحل اليمن .

و استعمله عمر بن الخطاب على الكوفة و البصرة . و شهد وفاة أبى عبيدة بن الجراح بالأردن .

 

و شهد خطبة الجابية . و قدم دمشق على معاوية . اهـ .

 

 

و قال أحمد بن عبد الله العجلى : كان أحسن أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم صوتا

 

صحيح البخاري (الطبعة الهندية) - (1 / 2615)

عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ :

"يَا أَبَا مُوسَى لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ"

 

 

و كان عمر استخلفه على البصرة ، و هو فقههم و علمهم ، و ولى الكوفة أيضا فى زمن عثمان .

 

و قال عبد الله بن بريدة : كان خفيف اللحم ، قصيرا أثط .

 

و قال حميد ، عن أنس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقدم عليكم غدا

قوم هم أرق قلوبا للإسلام منكم "

 

فقدم الأشعريون فيهم أبو موسى الأشعرى فلما دنوا من المدينة جعلوا يرتجزون يقولون : غدا نلقى الأحبة محمدا و حزبه . فلما أن قدموا تصافحوا ، فكانوا هم أول من أحدث المصافحة .

 

و قال سماك بن حرب ، عن عياض الأشعرى : لما نزلت * ( فسوف يأتى الله بقوم يحبهم و يحبونه ) * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هم قومك يا أبا موسى "

 

و قال حميد ، عن أنس : إن الهرمزان نزل على حكم عمر ، يعنى : حين فتحت تستر ، فبعث به أبو موسى مع أنس إلى عمر ، قال : فقدمت به عليه ، فقال له عمر : تكلم لا بأس عليك ، فاستحياه فأسلم ، و فرض له .

 

و قال مجالد ، عن الشعبى : كتب عمر فى وصيته : أن لا يقر لى عامل أكثر من سنة ، و أقروا الأشعرى أربع سنين .

 

و مناقبه و فضائله كثيرة جدا .

 

و قال أبو سليمان بن زبر ، عن أبيه ، عن أحمد بن عبيد ، عن الهيثم بن عدى ،

و المدائنى : مات سنة خمسين .

و قال خليفة بن خياط : مات سنة خمسين ،

 

و قال غيره : مات بمكة ، و قيل : بالثوية على ميلين من الكوفة .

 

روى له الجماعة . اهـ .

ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ

 قال الحافظ في تهذيب التهذيب 5 / 363 :

و قال الشعبى : خذوا العلم عن ستة . فذكره فيهم .

و قال ابن المدينى : قضاة الأمة أربعة : عمر ، و على ، و أبو موسى ، و زيد بن

ثابت .

 

و قال أبو عثمان النهدى : صليت خلف أبى موسى ، فما سمعت فى الجاهلية صوت صنج ، و لا مثانى ، و لا بربط أحسن من صوته بالقرآن .

 

و كان عمر بن الخطاب إذا رآه قال : ذكرنا يا أبا موسى فيقرأ عنده .

 

و فى رواية : شوقنا إلى ربنا . اهـ . 

تخريج الحديث:

 

أخرجه: البخاري في "صحيحه" رقم: 6170, ومسلم في "صحيحه" رقم: 2639

 

قال المؤلف _رحمه الله_ في "بهجة قلوب الأبرار – ط. الوزارة (ص: 173):

 

"«المرء مع من أحب» هذا الحديث فيه:

* الحث على قوة محبة الرسل، واتباعهم بحسب مراتبهم،

* والتحذير من محبة ضدهم، فإن المحبة دليل على قوة اتصال المحب بمن يحبه، ومناسبته لأخلاقه، واقتدائه به،

فهي دليل على وجود ذلك، وهي أيضا باعثة على ذلك.

 

وأيضا من أحب الله _تعالى_، فإن نفس محبَّتِهِ مِنْ أَعْظَمِ ما يقربه إلى الله، فإن الله تعالى شكور، يعطي المتقرب أعظمَ _بأضعاف مضاعفة_ مما بذل،

 

ومِنْ شُكْرِه تعالى: أَنْ يُلْحِقَهُ بِمَنْ أحَبَّ، وإن قصر عمله، قال تعالى:

{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69]

 

ولهذا قال أنس:

"ما فرحنا بشيء فرحنا بقوله صلى الله عليه وسلم: «الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أحب»

قال: "فأنا أحب رسول الله، وأبا بكر، وعمر، فأرجو أن أكون معهم". [خ م]

 

وقال تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ} [الرعد: 23]

 

وقال سبحانه: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} [الطور: 21]

 

وهذا مشاهد مجرب، إذا أحب العبد أهل الخير، رأيته منضما إليهم، حريصا على أن يكون مثلهم، وإذا أحب أهل الشر، انضم إليهم، وعمل بأعمالهم.

 

وقال صلى الله عليه وسلم: «المرء على دين خليله، فلينطر أحدكم من يخالل» [د ت]،

 

و«مثل الجليس الصالح، كحامل المسك: إما أن يحذيك، وإما أن يبيعك، وإما أن تجد منه رائحة طيبة، ومثل الجليس السوء كنافخ الْكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وِإِمَّا أَنْ تجد معه رائحة خبيثة» [خ م].

 

وإذا كان هذا في محبة الخلق فيما بينهم، فكيف بمن أحب الله، وقدم محبته وخشيته على كل شيء؟ فإنه مع الله،

 

وقد حصل له القرب الكامل منه، وهو قرب المحبين، وكان الله معه. ف {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل: 128]

 

وأعلى أنواع الإحسان محبة الرحيم الكريم الرحمن، محبة مقرونة بمعرفته. فنسأل الله أن يرزقنا حبه، وحب من يحبه، وحب العمل الذي يقرب إلى حبه، إنه جواد كريم، وبالله التوفيق.

 

فوائد الحديث :

 

q           عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (22 / 197)

وَقَالَ ابْن بطال. فِيهِ: أَن من أحب عبدا فِي الله تَعَالَى فَإِن الله يجمع بَينهمَا فِي جنته وَإِن قصّر فِي عمله، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لما أحب الصَّالِحين لأجل طاعتهم أثابه الله تَعَالَى ثَوَاب تِلْكَ الطَّاعَة إِذْ النِّيَّة هِيَ الأَصْل وَالْعَمَل تَابع لَهَا، وَالله يُؤْتِي فَضله من يَشَاء، وَالله ذُو الْفضل الْعَظِيم.

 

q           فتح الباري- تعليق ابن باز - (10 / 558)

ودل الخبر على أن اتباع الرسول وإن كان الأصل أنه لا يحصل إلا بامتثال جميع ما أمر به أنه قد يحصل من طريق التفضل باعتقاد ذلك وإن لم يحصل استيفاء العمل بمقتضاه، بل محبة من يعمل ذلك كافية في حصول أصل النجاة، والكون مع العاملين بذلك لأن محبتهم إنما هي لأجل طاعتهم. والمحبة من أعمال القلوب فأثاب الله محبهم على معتقده، إذ النية هي الأصل والعمل تابع لها، وليس من لازم المعية الاستواء في الدرجات.

 

q           حاشية السندى على صحيح البخارى - (4 / 37)

من أحب من المؤمنين أحداً منهم لله تعالى كان معه في الجنة بحسن نيته لأنها الأصل ، والعمل تابع لها ، أو من أحب الله كان معه ، أي : مع رسوله.

 

q           شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (5 / 94)

وفيه من الفقه : أنه يجوز للرجل أن يبين عن تفاضل إخوانه وأهله وخاصته فى محبته ، ويعلمهم كلهم أنهم فى حزبه ومودته

 

q           شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (9 / 332_333)

قال المؤلف : علامة حب الله حب رسوله واتباع سبيله والاقتداء____لى : ( إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ( وقوله عليه السلام : ( المرء مع من أحب ) فدل هذا أن من أحب عبدًا فى الله فإن الله جامع بينه وبينه فى جنته ومدخله مدخلة وإن قصر عن عمله ، وهذا معنى قوله : ( ولم يلحق بهم ) يعنى فى العمل والمنزلة ، وبيان هذا المعنى - والله أعلم - أنه لما كان المحب للصالحين وإنما أحبهم من أجل طاعتهم لله ، وكانت المحبة عملا من أعمال القلوب واعتقادًا لها أثاب الله معتقدًا ذلك ثواب الصالحين إذ النية هى الأصل والعمل تابع لها ، والله يوتى فضله من يشاء .

 

q           شرح النووي على مسلم - (16 / 186)

فِيهِ فَضْل حُبّ اللَّه وَرَسُوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّالِحِينَ ، وَأَهْل الْخَيْر ، الْأَحْيَاء وَالْأَمْوَات . وَمِنْ فَضْل مَحَبَّة اللَّه وَرَسُوله اِمْتِثَال أَمْرهمَا ، وَاجْتِنَاب نَهْيهمَا ، وَالتَّأَدُّب بِالْآدَابِ الشَّرْعِيَّة . وَلَا يُشْتَرَط فِي الِانْتِفَاع بِمَحَبَّةِ الصَّالِحِينَ أَنْ يَعْمَل عَمَلهمْ ؛ إِذْ لَوْ عَمِلَهُ لَكَانَ مِنْهُمْ وَمِثْلهمْ ، وَقَدْ صُرِّحَ فِي الْحَدِيث الَّذِي بَعْد هَذَا بِذَلِكَ ، فَقَالَ : أَحَبَّ قَوْمًا وَلَمَّا يَلْحَق بِهِمْ . قَالَ أَهْل الْعَرَبِيَّة : ( لَمَّا ) نَفْي لِلْمَاضِي الْمُسْتَمِرّ ، فَيَدُلّ عَلَى نَفْيه فِي الْمَاضِي ، وَفِي الْحَال . بِخِلَافِ ( لَمْ ) فَإِنَّهَا تَدُلّ عَلَى الْمَاضِي فَقَطْ ، ثُمَّ إِنَّهُ لَا يَلْزَم مِنْ كَوْنه مَعَهُمْ أَنْ تَكُون مَنْزِلَته وَجَزَاؤُهُ مِثْلهمْ مِنْ كُلّ وَجْه .

 

q           عون المعبود - (14 / 25)

من أحب قوما بالإخلاص يكون من زمرتهم وإن لم يعمل عملهم لثبوت التقارب بين قلوبهم وربما تؤدي تلك المحبة إلى موافقتهم وفيه حث على محبة الصلحاء والأخيار رجاء اللحاق بهم والخلاص من النار

 

قال الله تعالى :

وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا (70) [النساء : 69 ، 70]

 

q           تحفة الأحوذي - (7 / 51)

وظاهر الحديث العموم الشامل للصالح والطالح ويؤيده حديث المرء على دين خليله كما مر ففيه ترغيب وترهيب ووعد ووعيد وله ما اكتسب

 

q           التيسير بشرح الجامع الصغير ـ للمناوى - (2 / 881)

فكل مهتم بشئ فهو منجذب اليه بطبعه شاء أم أبى وكل أمر يصبو الى مناسبه رضى ام سخط

 

فيض القدير - (6 / 265)

فكل مهتم بشيء فهو منجذب إليه وإلى أهله بطبعه شاء أم أبى وكل امرئ يصبو إلى مناسبه رضي أم سخط فالنفوس العلوية تنجذب بذواتها وهممها وعملها إلى أعلى،

والنفوس الدنية تنجذب بذواتها إلى أسفل

ومن أراد أن يعلم هل هو مع الرفيق الأعلى أو الأسفل فلينظر أين هو ؟ ومع من هو في هذا العالم؟

#فإن الروح إذا فارقت البدن تكون مع الرفيق الذي كانت تنجذب إليه في الدنيا فهو أولى بها، فمن أحب الله فهو معه في الدنيا والآخرة//إن تكلم فبالله //وإن نطق فمن الله //وإن تحرك فبأمر الله //وإن سكت فمع الله/// فهو بالله ولله ومع الله

#واتفقوا على أن المحبة لا تصح إلا بتوحد المحبوب [ ص 266 ] وأن من ادعى محبته ثم لم يحفظ حدوده فليس بصادق

وقيل : المراد هنا من أحب قوما بإخلاص فهو في زمرتهم وإن لم يعمل عملهم لثبوت التقارب مع قلوبهم قال أنس : ما فرح المسلمون بشيء فرحهم بهذا الحديث .

#وفي ضمنه حث على حب الأخيار رجاء اللحاق بهم في دار القرار والخلاص من النار والقرب من الجبار والترغيب في الحب في الله والترهيب من التباغض بين المسلمين، لأن مِنْ لازمِها فواتَ هذه المعية

#وفيه رمز إلى أن التحابب بين الكفار ينتج لهم المعية في النار وبئس القرار { قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار }

تطريز رياض الصالحين - (1 / 250)

في هذا الحديث: الحث على محبة الصالحين، لأن من أحبّهم دخل معهم الجنة، والمعية تحصل بمجرد الاجتماع وإنْ تفاوتت الدرجات.

 

q           الاستذكار - (8 / 447)

 قال أبو عمر فمن الحب في الله - عز و جل - حب أولياء الله عز و جل وهو حب الأتقياء الأولياء منهم المعلمون لدين الله ( عز و جل ) العاملون به

 

q           بحر الفوائد المشهور بمعاني الأخبار - (1 / 305)

فمن احب آل محمد كان معهم ، وهو - [  ] - على | الصراط فهو لا يؤثر عليهم بل يؤثرهم

 

q           بحر الفوائد المشهور بمعاني الأخبار - (1 / 306)

فمن احب الاتقياء كان معهم ، لقوله - [  ] - : | ' المرء مع من احب ' ، وأخرى أن المحبة توجب محبة أوصاف المحبوب وكل من احب | أحدا احب أوصافه واخلاقه ، ومن احب شيئا اقتناه وحازه وسعى في تخليصه عنده ، | فكان من احب الاتقياء احب أفعالهم ، وإذا احب أفعالهم سعى في تحصيلها التقوى | فمن حصل التقوى فهو متق

 

إكمال المعلم بفوائد مسلم - (8 / 119)

وفى الحديث الآخر: " المرء مع مَنْ أحبّ " فيه أنَّ محبة الله ومحبة نبيه الاستقامة على طاعتهما وترك مخالفتهما، وإذا أحبهما تأدب بأدب شريعتهما، ووقف عند حدودهما وفى حبه لله ولنبيه ولمن أحبه من الصالحين وميله بقلبه إليهم، إنما ذلك كله لله تعالى، وطاعة له وثمرة صحة إيمانه، وشرح قلبه، وهو من أعظم الدرجات وأرفع منازل الطاعات، ومن أعمال القلوب التى الأجر عليها أعظم من أجر أعمال الجوارح، وإثابة الله على ذلك أن رفع إلى منزلة مَنْ أحبه فيه، وإن لم يكن له أعمال مثل أعماله، وهو فضل الله يؤتيه من يشاء.

 

q           إكمال المعلم بفوائد مسلم - (8 / 120_121)

وقوله: " ما أعددت لها كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة " يزيد فيما زاد على الفرائض، والله أعلم.

لكن في حبه لله تعالى ولرسوله بما ذكرناه من أعظم العبادة وأفضل____أعمال الطاعات، وهو عمل من أعمال القلب، ومحبة الله تعالى من أفضل مقامات الأولياء وأعلى درجات الأصفياء.

 

q           الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري - (9 / 509)

معيار دعوى المحبة التي توجب المعية هو متابعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

 

q           الحكم الجديرة بالإذاعة - (1 / 47)

التشبه بأهل الخير والتقوى والإيمان والطاعة فهذا حسن مندوب إليه، ولهذا يشرع الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وحركاته وسكناته وآدابه وأخلاقه. وذلك مقتضى المحبة الصحيحة، فإن المرء مع من أحب، ولا بد من مشاركته في أصل عمله وان قصر المحب عن درجته.

الحكم الجديرة بالإذاعة - (1 / 48)

قال الحسن لا تغتر بقولك: المرء مع من أحب، ان من أحب قوما اتبع آثارهم، ولن تلحق الأبرار حتى تتبع آثارهم، وتأخذ بهديهم، وتقتدي بسنتهم، وتمسي وتصبح وأنت على مناهجهم، حريصاً أن تكون منهم، وتسلك سبيلهم، وتأخذ طريقتهم، وإن كنت مقصراً في العمل. فإن ملاك الأمر أم تكون على استقامة. أما رأيت اليهود والنصارى وأهل الأهواء الردية يحبون أنبياءهم وليسوا معهم لأنهم خالفوهم في القول والعمل وسلكوا غير طريقهم فصار موردهم النار؟ نعوذ بالله من النار._____

فمن أحب أهل الخير وتشبه بهم جهده فإنه يلحق بهم____

ومن أحب أهل الطاعة والذكر - على وجه السنة - وجالسهم يغفر له معهم وإن لم يكن منهم " فإنهم القوم لا يشقى جليسهم ".

فأما التشبه بأهل الخير في الظاهر، والباطن لا يشبههم فهو بعيد منهم، وإنما القصد بالتشبيه أن يقال عن المتشبه بهم انه منهم وليس منهم من خصال النفاق كما قال بعض السلف: " استعيذوا بالله من خشوع النفاق ان يرى الجسد خاشعاً، والقلب ليس بخاشع ".

كان السلف يجتهدون في أعمال الخير ويعدون أنفسهم من المقصرين المذنبين، ونحن مع إساءتنا نعد أنفسنا من المحسنين.____

يا من إذا تشبه بالصالحين فهو عنهم متباعد، وإذا تشبه بالمذنبين فحاله وحالهم واحد، يا من يسمع ما يلين الجوامد وطرفه جامد، وقلبه أقسى من الجلامد، يا من يرد قلبه عن التقوى، كيف ينفع الضرب البارد في حديد بارد؟" اهـ

 

q           تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي - (1 / 392)

وَعَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى , قَالَ: لَا يَغُرَّنَّكَ قَوْلُ مَنْ يَقُولُ: الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ، فَإِنَّكَ لَنْ تَلْحَقَ الْأَبْرَارَ إِلَّا بِأَعْمَالِهِمْ، فَإِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى وَأَهْلَ الْبِدْعَةِ يُحِبُّونَ أَنْبِيَاءَهُمْ وَلَيْسُوا مَعَهُمْ

 

q           تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي - (1 / 442)

يُقَالُ: مَنْ جَلَسَ مَعَ ثَمَانِيَةِ أَصْنَافٍ مِنَ النَّاسِ، زَادَهُ اللَّهُ ثَمَانِيَةَ أَشْيَاءَ مَنْ جَلَسَ مَعَ الْأَغْنِيَاءِ، زَادَهُ اللَّهُ حُبَّ الدُّنْيَا وَالرَّغْبَةَ فِيهَا، وَمَنْ جَلَسَ مَعَ الْفُقَرَاءِ، زَادَهُ اللَّهُ الشُّكْرَ وَالرِّضَا بِقِسْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى، وَمَنْ جَلَسَ مَعَ السُّلْطَانِ، زَادَهُ اللَّهُ الْكِبْرَ، وَقَسَاوَةَ الْقَلْبِ، وَمَنْ جَلَسَ مَعَ النِّسَاءِ، زَادَهُ اللَّهُ الْجَهْلَ، وَالشَّهْوَةَ، وَالْمَيْلَ إِلَى عُقُولِهِنَّ، وَمَنْ جَلَسَ مَعَ الصِّبْيَانِ، زَادَهُ اللَّهُ اللَّهْوَ وَالْمِزَاحَ، وَمَنْ جَلَسَ مَعَ الْفُسَّاقِ، زَادَهُ اللَّهُ الْجُرْأَةَ عَلَى الذُّنُوبِ، وَالْمَعَاصِيَ وَالْإِقْدَامَ عَلَيْهَا، وَالتَّسْوِيفَ فِي التَّوْبَةِ، وَمَنْ جَلَسَ مَعَ الصَّالِحِينَ، زَادَهُ اللَّهُ الرَّغْبَةَ فِي الطَّاعَاتِ وَاجْتِنَابَ الْمَحَارِمَ، وَمَنْ جَلَسَ مَعَ الْعُلَمَاءِ، زَادَهُ اللَّهُ الْعِلْمَ وَالْوَرَعَ.

 

التنوير شرح الجامع الصغير - (10 / 472_473)

(المرء مع من أحب) يحشر معهم وينزل في الآخرة منازلهم إن أحب أهل الخير لحق بهم أو أهل الشر عد من جملتهم وهو [4/ 314] أيضًا في دار الدنيا ينسب إلى من يحبه ويقاربه ويواصله:

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ... فكل قرين بالمقارن يقتدي (4)

والحديث حث على حب الأخيار والاتصال بالأبرار وتجنب الأشرار والأغيار والإنسان حيث وضع نفسه يدرك سعده في الدارين ويحسه, والخير ينجذب في الأخيار، والشرير يأرز إلى الأشرار والحديث عظيم في باب الرَّجاء____ولذا قال أنس: ما فرحوا بعد الإِسلام بشيء كفرحهم بهذا الحديث

 

التنوير شرح الجامع الصغير - (10 / 473)

(المرء مع من أحب، وله ما اكتسب) من صالحات الأعمال فيه إشارة إلى أنه لا بد من الأعمال الصالحة لتلحقه بالصالحين وأنه لا ينفع الحب بلا عمل ثم ليعلم أن المراد بالحب المأذون فيه شرعًا فمن أحب عيسى عليه السلام وجعله لله ولدا فما أحبه ولا هو معه وكذلك من أحب عليًّا عليه السلام حب الغلاة.

 

الشافي في شرح مسند الشافعي - (1 / 279)

مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (المتوفى: 606هـ) :

 وفي قوله "المرء مع من أحب": دليل على أنه أقام المحبة؛ والمشايعة في الخير والطاعة مقام العمل بها، في اشتراك المحب والمحبوب معًا في الثواب والعقاب في يوم

 

منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) - (1 / 119)

وفي محبّتنا له صلّى الله عليه وسلم منن عظيمة علينا، لأنّها موجبة لمعيّته ومجاورته وصحبته، لحديث:

«المرء مع من أحبّ» . رواه الشيخان؛ عن أنس، وابن مسعود.

 

مختصر منهاج القاصدين - (1 / 338)

اعلم: أن المحبة لله تعالى هي الغاية القصوى من المقامات، فما بعد إدراك المحبة مقام إلا وهو ثمرة من ثمارها، وتابع من توابعها، كالشوق، والأنس، والرضى، ولا قبل المحبة، مقام إلا وهو من مقدماتها، كالتوبة، والصبر، والزهد وغيرها.

واعلم: أن الأمة مجمعة على أن الحب لله ولرسوله فرض، ومن شواهد المحبة قوله تعالى: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54] وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} [البقرة: 165] وهذا دليل على إثبات الحب لله، وإثبات التفاوت فيه.

 

q           شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن - (10 / 3201_3202)

قيل: فيه إرشاد إلى الرغبة في صحبة الصلحاء والعلماء ومجالستهم؛ فإنها تنفع في الدنيا والآخرة، وإلى الاجتناب عن صحبة الأشرار والفساق؛ فإنه تضر دينا ودنيا. قيل: مصاحبة الأخيار تورث الخير، ومصاحبة الأسرار تورث الشر، كالريح إن هبت على الطيب عقبت طيبا، وإن مرت على النتن____حملت نتنا. وقيل: إذا جالست الحمقى علق بك من حماقتهم ما لا يعلق بك من العقل إذا جلست العقلاء؛ لأن الفساد أسرع إلى الناس وأسد اقتحاماً في الطبائع.

 

شرح سنن أبي داود للعباد - (582 / 7)

وحديث: (المرء مع من أحب) حديث متواتر ذكره ابن كثير عند تفسير قول الله عز وجل: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبْ} [الشورى:17] في تفسير سورة الشورى، وقال: إنه حديث متواتر.

وابن القيم ذكر في تهذيب السنن تسعة عشر صحابياً رووا هذا الحديث، وذكر الذين خرجوا هذا الحديث، وهو يبين ما ذكره ابن كثير من تواتره.

Komentar

Postingan populer dari blog ini

شرح الحديث 112 - 113 - الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير - من صحيح الرغيب

شرح الحديث 66 من رياض الصالحين