شرح الحديث 76_77 من كتاب الأدب المفرد لأبي فائزة البوجيسي

 

41_ باب من عال جاريتين أو واحدة

76 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ أَبُو حَفْصٍ التُّجِيبِيُّ، عَنْ أَبِي عُشَّانَةَ الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ، وَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ، وَكَسَاهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ[1]، كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ»

[قال الشيخ الألباني : صحيح]

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص: 41) (رقم: 76)، وابن ماجه في "سننه" (2/ 1210) (رقم: 3669)، أحمد في "مسنده" - عالم الكتب (4/ 154) (رقم: 17403)، والحسين بن حرب المروزي في "البر والصلة" (ص: 79) (رقم: 152)، وابن أبي الدنيا في "النفقة على العيال" (1/ 235) (رقم: 89)، وأبو يعلى الموصلي في "مسنده"  (3/ 299) (رقم: 1764)، مسند الروياني في "مسنده"  (1/ 176) (رقم: 229)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (11/ 148 و 11/ 149) (رقم: 8317 و 8318)، وفي "الآداب" (ص: 13) (رقم: 22)

 

صحيح: صححه الألباني _رحمه الله_ في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (1/ 590) (رقم: 294)، وفي "صحيح الجامع الصغير وزيادته" (2/ 1106) (رقم: 6488)

 

رواة الحديث:

 

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ (ثقة فاضل : 213 هـ):

عبد الله بن يزيد القرشى العدوي المكي، أبو عبد الرحمن المقرىء القصير (مولى آل عمر بن الخطاب)، من صغار أتباع التابعين، روى له :  خ م د ت س ق

 

قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ أَبُو حَفْصٍ التُّجِيبِيُّ (ثقة : ت. 160 هـ):

حرملة بن عمران بن قُرَاد التجيبى: أبو حفص المصرى (مولى سلمة بن مخرمة الزميلي)، من كبار أتباع التابعين، روى له :  بخ م د س ق 

 

عَنْ أَبِي عُشَّانَةَ الْمَعَافِرِيِّ (ثقة: 118 هـ):

حي بن يؤمن بن حُجَيْل بن حُدَيْج بن أسعد ، أبو عُشَّانة المَعَافِرِيُّ[2] الْمِصْرِيُّ، من الوسطى من التابعين، روى له:  بخ د س ق 

 

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ (فى قرب 60 هـ بـ مصر):

عقبة بن عامر الجهني أبو حماد، صحابي، روى له :  خ م د ت س ق

 

نص الحديث:

 

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ، وَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ، وَكَسَاهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ، كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ»

 

وفي سنن ابن ماجه (2/ 1210) (رقم: 3669):

عن عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

«مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ، وَأَطْعَمَهُنَّ، وَسَقَاهُنَّ، وَكَسَاهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

 

وفي رواية: للبخاري في صحيحه (2/ 110) (رقم: 1418):

عَنْ عَائِشَةَ _رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا_، قَالَتْ:

دَخَلَتِ امْرَأَةٌ مَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا تَسْأَلُ، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي شَيْئًا غَيْرَ تَمْرَةٍ، فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا، فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْهَا، وَلَمْ تَأْكُلْ مِنْهَا، ثُمَّ قَامَتْ، فَخَرَجَتْ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا، فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: «مَنِ ابْتُلِيَ مِنْ هَذِهِ البَنَاتِ بِشَيْءٍ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ»

 

من فوائد الحديث:

 

شرح رياض الصالحين (6/ 554)

فالحاصل أن البنات إذا من الله على الإنسان بهن وكفلهن وأحسن إليهن كن له حجابا من النار

 

تحفة الأحوذي (6/ 36)

وَفِيهِ تَأْكِيدُ حَقِّ الْبَنَاتِ لِمَا فِيهِنَّ مِنَ الضَّعْفِ غَالِبًا عَنِ الْقِيَامِ بِمَصَالِحِ أَنْفُسِهِنَّ بِخِلَافِ الذُّكُورِ لِمَا فِيهِمْ مِنْ قُوَّةِ الْبَدَنِ وَجَزَالَةِ الرَّأْيِ وَإِمْكَانِ التَّصَرُّفِ فِي الْأُمُورِ الْمُحْتَاجِ إِلَيْهَا فِي أَكْثَرِ الْأَحْوَالِ

 

طرح التثريب في شرح التقريب (7/ 68)

وَيَنْبَغِي لِلْإِنْسَانِ أَنْ يُخْلِصَ نِيَّتَهُ فِي ذَلِكَ وَيَقْصِدَ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَى فَالْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَمِنْ تَمَامِ الْإِحْسَانِ أَنْ لَا يُظْهِرَ بِهِنَّ ضَجَرًا وَلَا قَلَقًا وَلَا كَرَاهَةً، وَلَا اسْتِثْقَالًا فَإِنَّ ذَلِكَ يُكَدِّرُ الْإِحْسَانَ.

 

وقال العلامة ابن باز _رحمه الله_ في "مجموع فتاوى ورسائل متنوعة" (25/ 364)

"وهذا يدل على فضل الإحسان إلى البنات والقيام بشئونهن؛ رغبة فيما عند الله عز وجل فإن ذلك من أسباب دخول الجنة والسلامة من النار.

ويرجى لمن عال غير البنات من الأخوات والعمات والخالات وغيرهن من ذوي الحاجة فأحسن إليهن وأطعمهن." اهـ

 

قلت: ورد في "سنن أبي داود" (4/ 338) (رقم: 5147):

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ عَالَ ثَلَاثَ بَنَاتٍ، فَأَدَّبَهُنَّ، وَزَوَّجَهُنَّ، وَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ، فَلَهُ الْجَنَّةُ»[3]

 

الفروق للقرافي = أنوار البروق في أنواء الفروق (4/ 234_235):

"فَالْحِجَابُ رَاجِعٌ إلَى مَعْنَى التَّكْفِيرِ أَيْ تُكَفِّرُ مُصِيبَةُ فَقْدِ الْوَلَدِ ذُنُوبًا كَانَ شَأْنَهَا أَنْ يَدْخُلَ بِهَا النَّارَ فَلَمَّا كَفَّرَتْ تِلْكَ الذُّنُوبَ بَطَلَ دُخُولُ النَّارِ بِسَبَبِهَا فَصَارَتْ الْمُصِيبَةُ كَالْحِجَابِ الْمَانِعِ مِنْ دُخُولِ النَّارِ___مِنْ جِهَةِ مَجَازِ التَّشْبِيهِ،

وَاعْلَمْ أَنَّ التَّكْفِيرَ فِي مَوْتِ الْأَوْلَادِ وَنَحْوِهِمْ إنَّمَا هُوَ بِسَبَبِ الْآلَامِ الدَّاخِلَةِ عَلَى الْقَلْبِ مِنْ فَقْدِ الْمَحْبُوبِ، فَإِنْ كَثُرَ كَثُرَ التَّكْفِيرُ، وَإِنْ قَلَّ قَلَّ التَّكْفِيرُ،

فَلَا جَرَمَ يَكُونُ التَّكْفِيرُ عَلَى قَدْرِ نَفَاسَةِ الْوَلَدِ فِي صِفَاتِهِ وَنَفَاسَتِهِ فِي بِرِّهِ وَأَحْوَالِهِ، فَإِنْ كَانَ الْوَلَدُ مَكْرُوهًا يُسَرُّ بِفَقْدِهِ، فَلَا كَفَّارَةَ بِفَقْدِهِ أَلْبَتَّةَ.

وَإِنَّمَا أَطْلَقَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - التَّكْفِيرَ بِمَوْتِ الْأَوْلَادِ بِنَاءً عَلَى الْغَالِبِ أَنَّهُ يُؤْلِمُ، فَظَهَرَ لَك الْفَرْقُ بَيْنَ الْمُكَفِّرَاتِ وَأَسْبَابِ الْمَثُوبَاتِ بِهَذِهِ التَّقَادِيرِ وَالْمَبَاحِثِ.

وَعَلَى هَذَا الْبَيَانِ، لَا يَجُوزُ أَنْ تَقُولَ لِمُصَابٍ بِمَرَضٍ أَوْ فَقْدِ مَحْبُوبٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ: (جَعَلَ اللَّهُ لَك هَذِهِ الْمُصِيبَةَ كَفَّارَةً)؛

لِأَنَّهَا كَفَّارَةٌ قَطْعًا وَالدُّعَاءُ بِتَحْصِيلِ الْحَاصِلِ حَرَامٌ لَا يَجُوزُ؛ لِأَنَّهُ قِلَّةُ أَدَبٍ مَعَ اللَّهِ _تَعَالَى_،

وَقَدْ بَسَطْت هَذَا فِي كِتَابِ الْمُنْجِيَاتِ وَالْمُوبِقَاتِ فِي الْأَدْعِيَةِ، بَلْ يُقَالُ: (اللَّهُمَّ عَظِّمْ لَهُ الْكَفَّارَةَ)؛ لِأَنَّ تَعْظِيمَهَا لَمْ يُعْلَمْ ثُبُوتُهُ بِخِلَافِ أَصْلِ التَّكْفِيرِ، فَإِنَّهُ مَعْلُومٌ لَنَا بِالنُّصُوصِ الْوَارِدَةِ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فَلَا يَجُوزُ طَلَبُهُ." اهـ

 

قلت: أشار إلى ما أخرجه البخاري في صحيحه (7/ 114) (رقم: 5641):

عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

«مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ»

 

وفي سنن ابن ماجه (2/ 1208):

"بَابُ بِرِّ الْوَالِدِ، وَالْإِحْسَانِ إِلَى الْبَنَاتِ." اهـ

 

وفي شعب الإيمان (11/109) للبيهقي:

"حقوق الأولاد والأهلين." اهـ

 

وفي الآداب للبيهقي (ص: 10)

بَابٌ: فِي رَحْمَةِ الْأَوْلَادِ وَتَقْبِيلِهِمْ وَالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ

 

عبد الرحمن بن خليل بن سلامة، زين الدين الأذرعي القابوني، ويعرف بابن الشيخ خليل (المتوفى: 869هـ) في "بشارة المحبوب بتكفير الذنوب" (ص: 110):

"تربية البنات تدخل الجنة." اهـ

 

عبد الرحمن بن خليل بن سلامة، زين الدين الأذرعي القابوني، ويعرف بابن الشيخ خليل (المتوفى: 869هـ) في "بشارة المحبوب بتكفير الذنوب" (ص: 136):

"الباقيات الصالحات من أعمال الجنة." اهـ

 

وقال محمد بن أحمد عبد السلام خضر الشقيري الحوامدي (المتوفى: بعد 1352هـ) _رحمه الله_ في "السنن والمبتدعات المتعلقة بالأذكار والصلوات" (ص: 24_25):

إِن ولدت الْحَامِل ولدا فليلتها بَيْضَاء، الْكل يستبشر؛ ويبرك لَهَا.___ويفرح، ويهنيها، ويعطيها. ويزغردن لَهَا ويصفقن ويرقصن. وَقد يخلع الْبَعْض عمائمهم ويتحزمون بهَا ويرقصون لَهَا، وَإِن ولدت بِنْتا فيا سوء حظها. وَيَا شدَّة بلائها وغمها وحزنها، فكم تسمع هَذِه المسكينة من أَلْفَاظ وقحة بذيئة. من حماتها وأقارب زَوجهَا، كَأَنَّهَا ارتكبت شَرّ جريمة. وَلِهَذَا لَا يُنْفقُونَ عَلَيْهَا بعض النَّفَقَات الْوَاجِبَة. وَالْكل يتَمَنَّى للمولود الْمَوْت. وَلَا سِيمَا إِذا كَانَ لَهَا أُخْت أَو أختَان. والغارة الْكُبْرَى تكون عِنْد مَجِيء زَوجهَا آخر النَّهَار. فعندما يعلم بالحادث يطلقهَا ثَلَاثًا. أَو يحلف بِالطَّلَاق ليتزوجن عَلَيْهَا.

فإليك يَا أرْحم الرَّاحِمِينَ نبرأ من هَؤُلَاءِ الَّذين: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59)} [النحل: 58، 59]." اهـ

 

وقال محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ) _رحمه الله_ في "تحفة المودود بأحكام المولود" (ص: 21 و 26):

"وَالْمَقْصُود: أَن التسخط بالإناث من أَخْلَاق الْجَاهِلِيَّة الَّذين ذمهم الله تَعَالَى فِي قَوْله: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59)} [النحل: 58، 59]...

 

وَقد قَالَ تَعَالَى فِي حق النِّسَاء {فَإِن كرهتموهن فَعَسَى أَن تكْرهُوا شَيْئا وَيجْعَل الله فِيهِ خيرا كثيرا} النِّسَاء 19

وَهَكَذَا الْبَنَات أَيْضا قد يكون للْعَبد فِيهِنَّ خير فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة، وَيَكْفِي فِي قبح كراهتهن أَن يكره مَا رضيه الله وَأَعْطَاهُ عَبده وَقَالَ صَالح بن أَحْمد كَانَ أبي إِذا ولد لَهُ ابْنة يَقُول الْأَنْبِيَاء كَانُوا آبَاء بَنَات وَيَقُول قد جَاءَ فِي الْبَنَات مَا قد علمت وَقَالَ يَعْقُوب بن بختان ولد لي سبع بَنَات فَكنت كلما ولد لي ابْنة دخلت على أَحْمد بن حَنْبَل فَيَقُول لي: (يَا أَبَا يُوسُف، الْأَنْبِيَاءُ آبَاء بَنَات)، فَكَانَ يُذْهِبُ قَوْله همي." اهـ

 

وقال العلامة ابن باز _رحمه الله_ في "مجموع فتاوى ورسائل متنوعة" (4/ 375):

"الحديث عام للأب والأم بقوله صلى الله عليه وسلم «من كان له ابنتان فأحسن إليهما كن له سترا من النار » وهكذا لو كان له أخوات أو عمات أو خالات

 

قال الشيخ محمد لقمان السلفي _حفظه الله تعالى_ في كتابه "رش البرد شرح الأدب المفرد" (ص ٦٠_٦١):

فقه الحديث:

الاول: فيه تاكيد حق البنات لما فيهن من الضعف غالبا عن القيام بمصالح انفسهن

الثاني: فضل النفقه على البنات والبر بهن

الثالث: عناية الابوين بالبنات تربية وتهذيبا سبب لدخول الجنة وعلو المنزلة فيها.

 

77 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ شُرَحْبِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُدْرِكُهُ[4] ابْنَتَانِ، فَيُحْسِنُ صُحْبَتَهُمَا، إِلَّا أَدْخَلَتَاهُ الْجَنَّةَ»

[قال الشيخ الألباني : حسن لغيره]

 

رواة الحديث:

 

حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ (ثقة ثبت : 218 هـ):

الفضل بن دكين:  أبو نعيم الملائي الكوفي، من صغار أتباع التابعين، روى له :  خ م د ت س ق

 

قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ (صدوق: ت بعد 150 هـ):

فطر بن خليفة القرشي المخزومي، أبو بكر الكوفي الحنَّاطُ (مولى عمرو بن حريث)، من صغار التابعين، روى له :  خ د ت س ق

 

عَنْ شُرَحْبِيلَ (صدوق اختلط بأخرة: 123 هـ)

شرحبيل بن سعد ، أبو سعد الخطمى المدني (مولى الأنصار)، من الوسطى من التابعين، روى له:  بخ د ق 

 

قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ (ت 68 هـ بـ الطائف):

عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشى الهاشمى أبو العباس المدنى ( ابن عم رسول الله صلى الله عليه )، روى له :  خ م د ت س ق

 

نص الحديث:

 

عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُدْرِكُهُ ابْنَتَانِ، فَيُحْسِنُ صُحْبَتَهُمَا، إِلَّا أَدْخَلَتَاهُ الْجَنَّةَ»

 

تخريج الحديث:

 

الأدب المفرد مخرجا (ص: 41) (رقم: 77)، سنن الترمذي ت شاكر (4/ 320) (رقم: 1917)، سنن ابن ماجه (2/ 1210) (رقم: 3670)، مصنف ابن أبي شيبة (5/ 221) (رقم: 25437)، مسند أحمد - عالم الكتب (1/ 235 و 5/ 396) (رقم: 2104 و 3424)، النفقة على العيال لابن أبي الدنيا (1/ 255) (رقم: 109)، البر والصلة للحسين بن حرب (ص: 75) (رقم: 145)، مسند أبي يعلى الموصلي (4/ 445 و 5/ 128) (رقم: 2571 و 2742)، مكارم الأخلاق للخرائطي (ص: 210) (رقم: 637)، المعجم الكبير للطبراني (10/ 337) (رقم: 10836)، صحيح ابن حبان - مخرجا (7/ 207) (رقم: 2945)، المستدرك على الصحيحين للحاكم (4/ 196) (رقم: 7351)، شعب الإيمان (11/ 146) (رقم: 8314 و 10512)، الترغيب والترهيب لقوام السنة (1/ 362) (رقم: 619)

 

حسن لغيره: حسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (6/ 644) (رقم: 2776)، وفي صحيح الترغيب والترهيب (2/ 428) (رقم: 1971)

 

من فوائد الحديث:

 

الترغيب والترهيب لقوام السنة (1/ 361)

فصل في الترغيب في الشفقة على البنات والنفقة عليهن والرحمة لهن

 

حاشية السندي على سنن ابن ماجه (2/ 391)

قَوْلُهُ: (تُدْرِكُ لَهُ ابْنَتَانِ) مِنْ أَدْرَكَ إِذَا بَلَغَ، وَإِنَّمَا قَيَّدَ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ الْبِنْتَ تَغْفُلُ عَنِ الْأَبِ بَعْدَ الْبُلُوغِ فَرُبَّمَا تُؤَدِّي الْكَرَاهَةُ إِلَى سُوءِ الْمُعَامَلَةِ فَبَيَّنَ أَنَّ حُسْنَ الْمُعَامَلَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا

 

التنوير شرح الجامع الصغير (9/ 506)

كانتا سبباً في دخوله إياها مكافأة على إحسانه إليهما بأعظم منه وهو دخول الجنة، وفيه ترغيب لآباء البنات على الإحسان إليهن.

 

قال الشيخ محمد لقمان السلفي _حفظه الله تعالى_ في كتابه "رش البرد شرح الأدب المفرد" (ص 61):

"رعايه البنات والقيام عليهن بتربيه والاحسان اليهن سببا لنزول رحمة الله." اهـ



[1][1] وفي حاشية السندي على سنن ابن ماجه (2/ 391) : "قَوْلُهُ: (مِنْ جِدَتِهِ) بِكَسْرِ الْجِيمِ، أَيْ: غِنَاهُ وَيُقَالُ وَجَدَ يَجِدُ جِدَةً إِذَا اسْتَغْنَى." اهـ

[2] وفي اللباب في تهذيب الأنساب (3/ 229) لابن الأثير:

"(الْمعَافِرِي) بِفَتْح الْمِيم وَالْعين وَبعد الْألف فَاء مَكْسُورَة وَرَاء: هَذِه النِّسْبَة إِلَى المَعَافر بن يَعْفِرَ بن مَالك بن الْحَارِث بن مرّة بن أدد بن زيد بن يشجب ابْن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان قبيل ينْسب إِلَيْهِ كثير عامتهم بِمصْر." اهـ

[3] صححه لغيره الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (2/ 429) (رقم: 1973)، وقال الأرنؤوط _رحمه الله_ في تعليقه على "سنن أبي داود" (7/ 459) : "حديث صحيح لغيره." اهـ

[4] وفي التنوير شرح الجامع الصغير (9/ 506) للصنعاني: "أي يبلغان سن التكليف." اهـ

Komentar

Postingan populer dari blog ini

شرح الحديث 112 - 113 - الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير - من صحيح الرغيب

شرح الحديث 66 من رياض الصالحين