شرح الحديث 73_75 من كتاب الأدب المفرد لأبي فائزة البوجيسي

 

73 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: احْفَظُوا أَنْسَابَكُمْ، تَصَلُوا أَرْحَامَكُمْ، فَإِنَّهُ لَا بُعْدَ بِالرَّحِمِ إِذَا قَرُبَتْ، وَإِنْ كَانَتْ بَعِيدَةً، وَلَا قُرْبَ بِهَا إِذَا بَعُدَتْ، وَإِنْ كَانَتْ قَرِيبَةً، وَكُلُّ رَحِمٍ آتِيَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمَامَ صَاحِبِهَا، تَشْهَدُ لَهُ بِصِلَةٍ إِنْ كَانَ وَصَلَهَا، وَعَلَيْهِ بِقَطِيعَةٍ إِنْ كَانَ قَطَعَهَا."

[قال الشيخ الألباني : صحيح الإسناد وصح مرفوعا]

 

رواة الحديث:

 

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ (ثقة : ت 200 و بضع عشرة هـ)

أحمد بن يعقوب المسعودى ، أبو يعقوب الكوفى، من صغار أتباع التابعين، روى له:  خ

 

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو (ثقة : ت 170 هـ)

إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس القرشى الأموى السعيدى الكوفي، من كبار أتباع التابعين، روى له:  خ م د ق

 

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يُحَدِّثُ (ثقة : بعد 120 هـ)

سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية القرشى ، أبو عثمان الأموى الدمشقى الكوفي، من الوسطى من التابعين، روى له :  خ م د س ق 

 

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (ت 68 هـ بـ الطائف)

عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشى الهاشمى أبو العباس المدنى ( ابن عم رسول الله صلى الله عليه )، روى له :  خ م د ت س ق

 

نص الحديث:

 

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: احْفَظُوا أَنْسَابَكُمْ، تَصَلُوا أَرْحَامَكُمْ، فَإِنَّهُ لَا بُعْدَ بِالرَّحِمِ إِذَا قَرُبَتْ، وَإِنْ كَانَتْ بَعِيدَةً، وَلَا قُرْبَ بِهَا إِذَا بَعُدَتْ، وَإِنْ كَانَتْ قَرِيبَةً، وَكُلُّ رَحِمٍ آتِيَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمَامَ صَاحِبِهَا، تَشْهَدُ لَهُ بِصِلَةٍ إِنْ كَانَ وَصَلَهَا، وَعَلَيْهِ بِقَطِيعَةٍ إِنْ كَانَ قَطَعَهَا

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص: 39) (رقم: 73)، وأبو داود الطيالسي في مسنده (4/ 473) (رقم: 2880)، وأحمد في "مسنده" (5/ 110) (رقم: 2953)، وابن أبي عاصم في "السنة" (1/ 237) (رقم: 538)، والحاكم في "المستدرك على الصحيحين" (1/ 165 و 4/ 178) (رقم: 301 و 7283)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/ 264) (رقم: 20582)، وفي "شعب الإيمان" (10/ 326 و 10/ 327) (رقم: 7569 و 7570).

 

فوائد الحديث مر بنا في الحديث السابق

 

من فوائد الحديث:

 

قال علي بن سلطان القاري _رحمه الله_ في "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (7/ 3091):

"وَفِيهِ: دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ الصِّلَةَ تَتَعَلَّقُ بِذَوِي الْأَرْحَامِ كُلِّهَا لَا بِالْوَالِدَيْنِ فَقَطْ، كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الْبَعْضُ عَلَى مَا سَبَقَ، وَالْمَعْنَى: تَعَرَّفُوا أَقَارِبَكُمْ مِنْ ذَوِي الْأَرْحَامِ لِيُمْكِنَكُمْ صِلَةَ الرَّحِمِ، وَهِيَ التَّقَرُّبُ لَدَيْهِمْ وَالشَّفَقَةُ عَلَيْهِمْ وَالْإِحْسَانُ إِلَيْهِمْ." اهـ

 

وقال المباركفوري _رحمه الله_ في "تحفة الأحوذي" (6/ 97):

"وَالتَّحْقِيقُ أَنَّهَا سَبَبٌ لِزِيَادَةِ الْعُمُرِ كَسَائِرِ أَسْبَابِ الْعَالَمِ. فَمَنْ أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى زِيَادَةَ عُمُرِهِ وَفَّقَهُ لِصِلَةِ الْأَرْحَامِ.

وَالزِّيَادَةُ إِنَّمَا هُوَ بِحَسَبِ الظَّاهِرِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْخَلْقِ وَأَمَّا فِي عِلْمِ اللَّهِ فَلَا زِيَادَةَ وَلَا نُقْصَانَ وَهُوَ وَجْهُ الْجَمْعِ بَيْنَ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ وَقَوْلُهُ تَعَالَى يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ." اهـ

 

وقال ابن الملك الحنفي _رحمه الله_ في "شرح المصابيح" (5/ 286):

"فإن معنى الصلة التقرُّبُ إليهم والشفقةُ عليهم." اهـ

 

وقال الزيداني _رحمه الله_ في "المفاتيح في شرح المصابيح" (5/ 211):

"صلةِ الرَّحِم: معاونةُ الأقاربِ والإحسانُ إليهم والتلطُّفُ بهم، ومجالسَتُهم ومكالمَتُهم ومداخلَتُهم وما أشبهَ ذلك مما يتعلَّق بالتقرب إليهم والشفقةِ عليهم، وما لم يَعْرِفِ الرَّجُلُ أقاربَه لم يُمْكِنْه صلةُ الرَّحِم." اهـ

 

وقال _رحمه الله_ في "المفاتيح في شرح المصابيح" (5/ 211)

"إذا كان بين الآباء تواصلٌ وتعارفٌ تكون بين الأولاد محبةٌ مثريات في المال." اهـ

 

وقال ابن الملقن المصري _رحمه الله في "التوضيح لشرح الجامع الصحيح" (20/ 17)

"وعلم النسب علم جليل، يتعين الاعتناء به، وقد صح من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا: "تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم" قال الحاكم: صحيح الإسناد." اهـ

 

وقال الحافظ ابن حجرٍ _رحمه الله_ في "فتح الباري" (6/ 527_528):

"وَقَالَ بن عَبْدِ الْبَرِّ فِي أَوَّلِ كِتَابِهِ (النَّسَبُ):

"وَلَعَمْرِي لَمْ يُنْصِفْ مَنْ زَعَمَ أَنَّ عِلْمَ النَّسَبِ عِلْمٌ لَا يَنْفَعُ وَجَهْلٌ لَا يَضُرُّ." انْتَهَى وَهَذَا الْكَلَامُ قَدْ رُوِيَ مَرْفُوعًا وَلَا يَثْبُتُ وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ أَيْضًا وَلَا يَثْبُتُ بَلْ وَرَدَ فِي الْمَرْفُوعِ حَدِيثُ تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَكُمْ وَلَهُ طُرُقٌ أَقْوَاهَا مَا أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ الْعَلَاءِ بْنِ خَارِجَةَ وَجَاءَ هَذَا أَيْضًا عَنْ عُمَرَ سَاقَهُ بن حَزْمٍ بِإِسْنَادٍ رِجَالُهُ مَوْثُوقُونَ إِلَّا أَنَّ فِيهِ انْقِطَاعًا وَالَّذِي يَظْهَرُ حَمْلُ مَا وَرَدَ مِنْ ذَمِّهِ عَلَى التَّعَمُّقِ فِيهِ حَتَّى يَشْتَغِلَ عَمَّا هُوَ أَهَمُّ مِنْهُ وَحَمْلَ___مَا وَرَدَ فِي اسْتِحْسَانِهِ عَلَى مَا تَقَدَّمَ من الْوُجُوه الَّتِي أوردهَا بن حَزْمٍ وَلَا يَخْفَى أَنَّ بَعْضَ ذَلِكَ لَا يَخْتَصُّ بِعِلْمِ النَّسَبِ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ." اهـ

                        

وقال الأمير الصنعاني _رحمه الله_ في "التنوير شرح الجامع الصغير" (5/ 59):

"القلوب جُبِلَتْ على حُبِّ مَنْ أَحْسَنَ إليها." اهـ

 

وقال السفاريني _رحمه الله_ في "غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب" (1/ 352_353):

"وَقَالَ شَيْخُ مَشَايِخِنَا الْبَلْبَانِيُّ فِي "آدَابِهِ":

"اعْلَمْ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْك أَنْ تَصِلَ بَقِيَّةَ رَحِمِكَ، وَهُمْ كُلُّ قَرَابَةٍ لَك مِنْ النَّسَبِ، فَصِلَتُهُمْ فَرْضُ عَيْنٍ عَلَيْك، وَقَطِيعَتُهُمْ مُحَرَّمَةٌ عَلَيْك تَحْرِيمًا مُؤَكَّدًا، فَهِيَ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى: وَقَدْ قَرَنَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ الْأَرْحَامَ بِاسْمِهِ الْكَرِيمِ فِي قَوْلِهِ جَلَّ مِنْ قَائِلٍ {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]__

وَذَلِكَ تَنْبِيهٌ عَظِيمٌ عَلَى أَنَّ صِلَتَهَا بِمَكَانٍ مِنْهُ سُبْحَانَهُ وَمُقَرِّبٌ إلَيْهِ، وَقَطْعُهَا خَطَرٌ عَظِيمٌ عِنْدَهُ، وَمُبْعِدٌ عَنْهُ _سُبْحَانَهُ_." اهـ

 

وقال _رحمه الله_ في "غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب" (1/ 353):

"وَمَعْلُومٌ: أَنَّ الشَّرْعَ لَمْ يُرِدْ صِلَةَ كُلِّ رَحِمٍ وَقَرَابَةٍ، إذْ لَوْ كَانَ ذَلِكَ لَوَجَبَ صِلَةُ جَمِيعِ بَنِي آدَمَ، فَلَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنْ ضَبْطِ ذَلِكَ بِقَرَابَةٍ تَجِبُ صِلَتُهَا وَإِكْرَامُهَا وَيَحْرُمُ قَطْعُهَا،

وَتِلْكَ قَرَابَةُ الرَّحِمِ الْمُحَرَّمِ.

وَقَدْ نَصَّ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_:

«لَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا وَلَا عَلَى خَالَتِهَا وَلَا عَلَى بِنْتِ أَخِيهَا، وَأُخْتِهَا فَإِنَّكُمْ إذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ قَطَعْتُمْ أَرْحَامَكُمْ» [حب][1]

قَالَ الْإِمَامُ ابْنُ مُفْلِحٍ فِي آدَابِهِ الْكُبْرَى:

"وَهَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ أَبُو الْخَطَّابِ مِنْ أَنَّهُ لَا تَجِبُ إلَّا صِلَةُ الرَّحِمِ الْمُحَرَّمِ اخْتَارَهُ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ. وَنَصَّ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: تَجِبُ صِلَةُ الرَّحِمِ مَحْرَمًا كَانَ أَوْ لَا." [الآداب الشرعية والمنح المرعية (1/ 452)]." اهـ

  

39- بَابُ هَلْ يَقُولُ الْمَوْلَى إِنِّي مِنْ فُلَانٍ

 

74 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَائِلُ بْنُ دَاوُدَ اللَّيْثِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ:

قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: «مِمَّنْ أَنْتَ؟»

قُلْتُ: مِنْ تَيْمِ تَمِيمٍ،

قَالَ: مِنْ أَنْفُسِهِمْ أَوْ مِنْ مَوَالِيهِمْ؟[2]

قُلْتُ: مِنْ مَوَالِيهِمْ،

قَالَ: فَهَلَّا قُلْتَ: مِنْ مَوَالِيهِمْ إِذًا؟

[قال الشيخ الألباني : ضعيف]

 

رواة الحديث:

  

رواة الحديث:

 

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ (ثقة ثبت: ت 223 هـ بـ البصرة):

موسى بن إسماعيل المنقرى ، مولاهم ، أبو سلمة التبوذكى البصرى، من صغار أتباع التابعين، روى له :  خ م د ت س ق

 

قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ (ثقة : 176 هـ)

عبد الواحد بن زياد العبدى مولاهم: أبو بشر البصري، من الوسطى من أتباع التابعين، روى له :  خ م د ت س

 

قَالَ: حَدَّثَنَا وَائِلُ بْنُ دَاوُدَ اللَّيْثِيُّ (ثقة):

وائل بن داود التيمى ، أبو بكر الكوفى ( والد بكر بن وائل )، من الذين عاصروا صغار التابعين، روى له :  بخ د ت س ق 

 

قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ (مقبول):

عبد الرحمن بن حبيب الحجازى ، مولى بنى تميم، طبقة تلى الوسطى من التابعين

روى له :  بخ

 

قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ (73 هـ):

عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشى العدوى ، أبو عبد الرحمن المكى المدنى، روى له :  خ م د ت س ق

 

نص الحديث:


قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: «مِمَّنْ أَنْتَ؟»

قُلْتُ: مِنْ تَيْمِ تَمِيمٍ،

قَالَ: مِنْ أَنْفُسِهِمْ أَوْ مِنْ مَوَالِيهِمْ؟[2]

قُلْتُ: مِنْ مَوَالِيهِمْ،

قَالَ: فَهَلَّا قُلْتَ: مِنْ مَوَالِيهِمْ إِذًا؟


تخريج الحديث:

 

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص: 40) (رقم: 74)، والحديث ضعيف الإسناد، لجهالة ابن حبيب.

 

شرح الكلمات:

 

تيم الرباب بن عبد مناة بن تميم بن عمرو بن خِنْدِف[3] زوجة إلياس (وهو : إلياس بن مضر بن عدنان بن إسماعيل بن إبراهيم _عليهما السلام_)

 

وخندف: لقب ليلى بنت حلوان بن عمران بن الحافي بن قضاعة بن معد بن عدنان.

 

اللباب في تهذيب الأنساب (1/ 233):

"التَّيْمِيّ (بِفَتْح التَّاء الْمُثَنَّاة من فَوْقهَا، وَسُكُون الْيَاء الْمُثَنَّاة من تحتهَا، وَفِي آخرهَا الْمِيم):

هَذِه النِّسْبَة إِلَى عدَّة قبائل اسْمهَا (تيم):

فَالْأول: تيم قُرَيْش،

وَمِنْهَا: خلق كثير من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ، فَمن بعدهمْ. مِنْهُم:

* أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ،

* وَمُحَمّد بن الْمُنْكَدر بن عبد الله بن الهدير، توفّي سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَة وَغَيرهمَا.

وَالثَّانِي: تيم اللات (وَيُقَال: تيم الله بن ثَعْلَبَة)،

ينْسب إِلَيْهِم: حجاج بن حسان التَّيْمِيّ من تيم الله وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ العائشي من أهل الْبَصْرَة يروي عَن عِكْرِمَة وَعبد الله بن بُرَيْدَة روى عَنهُ يحيى الْقطَّان والبصريون.

وَالثَّالِث: تيم الرَّبَاب (وَهُوَ: تيم بن عبد مَنَاة بن أد بن طابخة بن إلْيَاس بن مُضر).

وينسب إِلَيْهِم: أَبُو إِبْرَاهِيم يزِيد بن شريك بن طَارق التَّيْمِيّ،

يروي عَن عمر بن الْخطاب وَعلي بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُمَا، وَابْنُه إِبْرَاهِيم بن يزِيد التَّيْمِيّ يروي عَن أنس.

وَمَات فِي سجن الْحجَّاج سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَقيل اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَكَانَ عابدا صَابِرًا على الْجُوع أرْسلت عَلَيْهِ الْكلاب فِي السجْن تنهشه حَتَّى مَاتَ وَكَانَ هُوَ وَأَبوهُ ثقتين.

وَالرَّابِع: تيم ربيعَة،

وينسب إِلَيْهِم أَبُو بشر يحيى بن حَفْص بن عمر بن عباد التَّيْمِيّ.

قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: هُوَ من تيم ربيعَة من أهل سرخس، يروي عَن ابْن عون روى عَنهُ ابْن الْمُبَارك.

قلت: قَوْله تيم ربيعَة إِن اراد بِهِ تيم بن شَيبَان بن ثَعْلَبَة أَو تيم بن ضبيعة بن قيس بن ثَعْلَبَة بن عكابة بن صَعب بن عَليّ بن بكر بن وَائِل بن هنب ابْن أقْصَى بن دعمى بن جديلة بن أَسد بن ربيعَة بن نزار بن معد وَإِلَّا فَمَا أعرفهُ وَمن تيم شَيبَان الْأَخْضَر وشميط ابْنا عجلَان التيميان الشيبانيان

وَفَاتَهُ النِّسْبَة إِلَى:

* تيم بن مَالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد بن طابخة ابْن الياس بن مُضر (بطن من ضَبَّةَ)[4]،

يُنْسَبُ إِلَيْهِ نفَرٌ من الفرسان وَالشعرَاء.

* وَإِلَى تيم بن النمر بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمرَان بن الحاف بن قضاعة___وَهُوَ ابْن أخي كلب بن وبرة،

ينْسب إِلَيْهِ نفر من الشُّعَرَاء والفرسان، مِنْهُم: الأقلح التَّيْمِيّ، وَهُوَ سَلامَة بن يعبوب (أحد بني حُجَيْر بن حَيّ شَاعِرٌ فَارسٌ).

قَالَ الْآمِدِيّ: "هُوَ الأفلج (بِالْفَاءِ وَالْجِيم)."

وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: "هُوَ الأقلح (بِالْقَافِ والحاء الْمُهْملَة)."

* وَإِلَى: تيم بن ضبيعة بن قيس بن ثَعْلَبَة بن عكابة بن صَعب ابْن عَليّ بن بكر بن وَائِل، مِنْهُم: أَبُو رِيَاح حُصَيْن بن عَمْرو بن مَالك بن هفان ابْن تيم بن ضبيعة

وَفَاته النِّسْبَة:

* إِلَى تيم بن ثَعْلَبَة بن جَدْعَاء بن ذهل بن رُومَان بن جُنْدُب ابْن خَارِجَة بن سعد بن قَطْرَة بن طَيء (بطن من طَيء)، هم: الَّذين يُقَال لَهُم "مصابيح الظلام"،

وَعَلَيْهِم نزل امْرُؤ الْقَيْس بن حجر، نزل على الْمُعَلَّى بن تيم،

وَمِنْهُم الْحَرْث بن النُّعْمَان بن قيس بن تيم، كَانَ لَهُ بلَاء عَظِيمٌ فِي الْإِسْلَام فِي الرِّدَّة." اهـ

 

من فوائد الحديث:

 

قال محمد لقمان السلفي _حفظه الله_ في رش البرد شرح الأدب المفرد (ص 59):

"لا يصح للمولى أن ينسب نفسه إلى قبيلة معتِقه مباشرة، ويخفي صفته الأصلية." اهـ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

40- باب مولى القوم من أنفسهم

75 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ عُبَيْدٍ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ:

"أَنَّ النَّبِيَّ _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ قَالَ لِعُمَرَ _رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ_:

«اجْمَعْ لِي قَوْمَكَ»،

فَجَمَعَهُمْ، فَلَمَّا حَضَرُوا بَابَ النَّبِيِّ _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ دَخَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ، فَقَالَ: "قَدْ جَمَعْتُ لَكَ قَوْمِي."

فَسَمِعَ ذَلِكَ الْأَنْصَارُ، فَقَالُوا: "قَدْ نَزَلَ فِي قُرَيْشٍ الْوَحْيُ."

فَجَاءَ الْمُسْتَمِعُ وَالنَّاظِرُ مَا يُقَالُ لَهُمْ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ، فَقَالَ: «هَلْ فِيكُمْ مِنْ غَيْرِكُمْ؟»

قَالُوا: "نَعَمْ، فِينَا حَلِيفُنَا وَابْنُ أُخْتِنَا وَمَوَالِينَا."

قَالَ النَّبِيُّ _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_:

«حَلِيفُنَا مِنَّا، وَابْنُ أُخْتِنَا مِنَّا، وَمَوَالِينَا مِنَّا، وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ: إِنَّ أَوْلِيَائِي مِنْكُمُ الْمُتَّقُونَ، فَإِنْ كُنْتُمْ أُولَئِكَ فَذَاكَ، وَإِلَّا فَانْظُرُوا، لَا يَأْتِي النَّاسُ بِالْأَعْمَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَتَأْتُونَ بِالْأَثْقَالِ، فَيُعْرَضَ عَنْكُمْ»

ثُمَّ نَادَى فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ _وَرَفَعَ يَدَيْهِ يَضَعَهُمَا عَلَى رُءُوسِ قُرَيْشٍ_ أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ قُرَيْشًا أَهْلُ أَمَانَةٍ، مَنْ بَغَى بِهِمْ _قَالَ زُهَيْرٌ: أَظُنُّهُ قَالَ: الْعَوَاثِرَ[5]_ كَبَّهُ اللَّهُ لِمِنْخِرَيْهِ[6]"، يَقُولُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ»

[قال الشيخ الألباني : حسن]           

 

رواة الحديث:

 

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ (ثقة: ت 229 هـ بـ مصر):

عمرو بن خالد بن فروخ بن سعيد التميمى الحنظلى: أبو الحسن الجزرى الحرانى، روى له :  خ ق 

 

قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ (ثقة ثبت : ت 172 هـ):

زهير بن معاوية بن حُدَيْج بن الرُّحَيْلِ بن زهير بن خيثمة ، أبو خيثمة الجعفى الكوفى، من كبار أتباع التابعين، روى له :  خ م د ت س ق

 

قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ (صدوق : 132 هـ):

عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم القاري: أبو عثمان المكي، (من القارة، حليف بنى زهرة)، من صغار التابعين، روى له :  خت م د ت س ق

 

قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدٍ (مقبول)،

إسماعيل بن عبيد بن رفاعة بن رافع بن العجلان العجلاني الأنصاري الزُّرَقي[7] المدني، من الذين عاصروا صغارالتابعين، روى له :  بخ ت ق 

رتبته عند ابن حجر : 

 

عَنْ أَبِيهِ عُبَيْدٍ (ولد فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم ، و وثقه العجلى):

عبيد بن رفاعة بن رافع بن مالك الأنصارى الزرقى المدنى و يقال عبيد الله، من كبار التابعين، روى له :  بخ د ت س ق

 

عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ (فى أول خلافة معاوية):

رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق الأنصاري الزُرَقي الخزرجي: أبو معاذ المدنى، صحابى، روى له :  خ د ت س ق

 

نص الحديث:

 

عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ:

"أَنَّ النَّبِيَّ _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ قَالَ لِعُمَرَ _رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ_:

«اجْمَعْ لِي قَوْمَكَ»،

فَجَمَعَهُمْ، فَلَمَّا حَضَرُوا بَابَ النَّبِيِّ _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ دَخَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ، فَقَالَ: "قَدْ جَمَعْتُ لَكَ قَوْمِي."

فَسَمِعَ ذَلِكَ الْأَنْصَارُ، فَقَالُوا: "قَدْ نَزَلَ فِي قُرَيْشٍ الْوَحْيُ."

فَجَاءَ الْمُسْتَمِعُ وَالنَّاظِرُ مَا يُقَالُ لَهُمْ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ، فَقَالَ: «هَلْ فِيكُمْ مِنْ غَيْرِكُمْ؟»

قَالُوا: "نَعَمْ، فِينَا حَلِيفُنَا وَابْنُ أُخْتِنَا وَمَوَالِينَا."

قَالَ النَّبِيُّ _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_:

«حَلِيفُنَا مِنَّا، وَابْنُ أُخْتِنَا مِنَّا، وَمَوَالِينَا مِنَّا، وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ: إِنَّ أَوْلِيَائِي مِنْكُمُ الْمُتَّقُونَ، فَإِنْ كُنْتُمْ أُولَئِكَ فَذَاكَ، وَإِلَّا فَانْظُرُوا، لَا يَأْتِي النَّاسُ بِالْأَعْمَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَتَأْتُونَ بِالْأَثْقَالِ، فَيُعْرَضَ عَنْكُمْ»

ثُمَّ نَادَى فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ _وَرَفَعَ يَدَيْهِ يَضَعَهُمَا عَلَى رُءُوسِ قُرَيْشٍ_ أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ قُرَيْشًا أَهْلُ أَمَانَةٍ، مَنْ بَغَى بِهِمْ _قَالَ زُهَيْرٌ: أَظُنُّهُ قَالَ: الْعَوَاثِرَ[8]_ كَبَّهُ اللَّهُ لِمِنْخِرَيْهِ[9]"، يَقُولُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ»

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه في الأدب المفرد مخرجا (ص: 40) (رقم: 75)، عبد الرزاق في "مصنفه" (11/ 55) (رقم: 19897)، وابن أبي شيبة في مصنفه (6/ 402) (رقم: 32383)، وأحمد مسنده (31/ 327) (رقم: 18993 و 18994)، أبو إبراهيم المزني في السنن المأثورة للشافعي (ص: 350) (رقم: 442)، والبزار في البحر الزخار (9/ 176) (رقم: 3725)، وابن أبي عاصم في السنة (2/ 635) (رقم: 1507)، والطبراني في المعجم الكبير (5/ 45) (رقم: 4544_4547)، والحاكم في المستدرك على الصحيحين (2/ 358 و 4/ 82) (رقم: 3266 و 6952)، والبيهقي معرفة السنن والآثار (1/ 155) (رقم: 221)، وفي مناقب الشافعي (1/ 60_61)، والبغوي في معجم الصحابة (2/ 332) (رقم: 681).

 

قال نور الدين الهيثمي في "مجمع الزوائد ومنبع الفوائد" (10/ 26):

"رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَأَبُو يَعْلَى، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ." اهـ

 

وقال إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 316)

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

 

"وسنده ضعيف؛ لإبهام شيخ ابن خُثيم.

ويشهد له ما رُوي عن الحكم بن مِيناء، وأبي هريرة، وعِمران بن حُصَين، كما يلي:

1 - حديث الحكم بن مِيناء: أخرجه أبو يعلى (3/ 150)، بنحوه مطولًا، وسنده ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث القادم برقم (3313).

2 - حديث أبي هريرة: أخرجه ابن أبي عاصم في الستة (1/ 93) واللفظ له، والبيهقيُّ في الزهد الكبير (ص 329) من طريق محمَّد بْنِ عَمرو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "إن أوليائي يوم القيامة هم المتقون، وإن كان نسب أقرب من نسب، لا يأتي الناس بالأعمال وتأتون بالدنيا تحملونها على رقابكم، وتقولون: يا محمَّد، فأقول: هكذا". وأعرض في عطفيه.

وإسناده حسن، لحال محمَّد بن عَمرو، وهو ابن علقمة. (انظر الميزان 3/ 673).___

3 - حديث عِمران بن حُصَين: أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 161) من طريق أبي سهل عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمران بْنِ حُصَين قَالَ: جمع النبي -صلى الله عليه وسلم- بني هاشم، ذات يوم، فقال لهم: "يا بني هاشم، لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا بني هاشم، إن أوليائي منكم المتقون، يا بني هاشم، اتقوا النار ولو بشق تمرة، يا بني هاشم، لا ألفِيِّنكم تأتون بالدنيا تحملونها على ظهوركم وتأتون بالآخرة تحملونها".

وسنده ضعيف، أبو سهل هو محمَّد بن عَمرو الواقفي، ضعيف. (التقريب ص 500)، والحسن هو البصري، لم يسمع من عِمران بن حُصَين رضي الله عنه.

(انظر المراسيل ص 38).

وقال العراقي: أخرجه الطبراني من حديث عِمران بن حُصَين ... وسنده ضعيف (المغني مع الإحياء 3/ 375).

ويشهد لقوله: "ألا إن أوليائي منكم المتقون"، ما يلي:

أخرج البخاريُّ (فتح 10/ 419) بسنده عَنْ عَمرو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جهارًا غير سرّ يقول: "إن آل أبي ليسوا بأوليائي، إنما وليي الله، وصالح المؤمنين".

وأخرج أحمد (5/ 235)، وابن أبي عاصم في السنّة (1/ 93) واللفظ له عن أبي المُغيرة، حدّثنا صَفوان بن عَمرو، عن راشد بن سعد، عن عاصم بن حُميد الكوفي، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-لما بعثه إلى اليمن خرج معه يوصيه، ثم التفت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة فقال: "إن أهل بيتي هؤلاء يرون أنهم أولى الناس بي، وليس كذلك، إن أوليائي منكم المتقون من كانوا، وحيث كانوا، اللهم إني لا أحل لهم فساد ما أصلحت، وأيم الله لتكفأن أمتي عن دينها، كما تكفأن الإناء في البطحاء".

وسنده صحيح، ورجاله كلهم ثقات.

وبالجملة يرتقي حديث الباب بهذه الشواهد إلى الحسن لغيره." اهـ[10]

 

وقال محمد لقمان السلفي في رش البرد (ص 59) (رقم: 75):

حسنٌ لغيره , وهذا الإسناد ضعيف , لجهالة إسماعيل بن عُبيد (انظر الصحيحة 1688,والضعيفة 1716).أخرجه أحمد (4/ 340) , والطبراني (4454 - 4545)، والحاكم (4/ 73).

وله شاهد من مرسل الحكم بن عُيينة عند أبي يعلى (1576)، وليس فيه ذِكر فضل قُريش،

وورد ذلك من حديث عِند ابن عساكر في تاريخه (11/ 233) , ولقوله: " ابن أخينا منّا وموالينا منّا" شاهد من حديث أنس عِند البُخاري (6761) و (6762)." اهـ

 

شرح الحديث:

 

وفي "المعجم الكبير" للطبراني (5/ 45) (رقم: 4544): ثُمَّ نَادَى فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ قُرَيْشًا أَهْلُ أَمَانَةٍ مَنْ بَغَاهُمُ الْغَوَائِرَ أَوِ الْعَوَاثِرَ - قَالَ زُهَيْرٌ: وَأَظُنُّهَا الْعَوَاثِرَ - كَبَّهُ اللهُ لمَنْخِرِهِ " قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ."

 

 

وفي تعليق الأرنؤوط على "مسند أحمد" – ط. الرسالة (31/ 327):

"قال السندي: قوله: "فمن بغى لها العواثر" جمع عاثرة، وهي الحادثة التي تعثر بصاحبها، مِنْ عَثَرَ بهم الزمان: إذا جنى عليهم، وروي "العواثير" جمع عاثور، وهو المكان الخشن، لأنه يُعثر فيه، وقيل: هو حفرةٌ تحفر ليقع فيها نحو الأسد، فيصاد، فاستعير للورطة والمهلكة." اهـ

 

وقال مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (المتوفى: 606هـ) في "الشافي في شرح مسند الشافعي" (5/ 524_525)

بغيت الشيء أبغيه: إذا طلبته، وبغيتك: طلبته لك، كأن الأصل لغيت لك الشيء فحذف اللام وأوصل الفعل، لأن بغيت لا يتعدى إلا إلى مفعول واحد وعلى هذا جاء قوله: "من بغاها العواثر" أي: بغى لها وطلب لها.

والعواثر: جمع عاثرة أي: خصلة من شأنها العثور وهو السقوط والوقوع___على الوجه، من عثر يعثر عثورًا.

وقال الأزهري: معناه: من بغى لها المكائد التي تعثر بها، كالعاثور الذي يحدُّ في الأرض فيتعثر به الإنسان إِذا مر به ليلًا وهو لا يشعر به.

قال: ويقال: وقع فلان في عاثور شر وعافور شر، إذا وقع في ورطة لم يحسبها ولا شعر بها.

 

من فوائد الحديث:

 

قال ابن أبي شيبة في "مصنفه" (6/ 401):

"مَا ذُكِرَ فِي فَضْلِ قُرَيْشٍ." اهـ

 

المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية (13/ 189)

"15- بَابُ التَّرْهِيبِ مِنْ مَسَاوِئِ الْأَعْمَالِ." اهـ

 

الجزري ابن الأثير (المتوفى: 606هـ) في "الشافي في شرح مسند الشافعي" (5/ 525):

"من طلب لقريش المكائد نقلها الله إِليه وجعلها له، وعكس عليه غرضه." اهـ

 

وقال أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي السعدي الأنصاري، شهاب الدين شيخ الإسلام، أبو العباس (المتوفى: 974هـ) _رحمه الله_ في "الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة" (2/ 686):

"بَاب التحذير من بُغْضِهِمْ وَسَبِّهِمْ." اهـ

 

وقال محمد بن يوسف الصالحي الشامي (المتوفى: 942هـ) في سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1/ 229):

"الباب الأول في فضل العرب وحبهم." اهـ

 

وقال محمد لقمان السلفي في رش البرد (ص 60):

"فقه الحديث:

1/ إنّ الإنسان يكرم ويشرف بتقوى الله عزَّ وجلّ , وإن من كان تقياً كان كثير الخير في الدُنيا رفيع الدرجة في الآخرة.

2/ فيه منقبة قُريش وأنّهم متّصفون بالصِدق والولاء وجديرون بالأخوّة والحبّ والولاء.

3/ يجوز للمولى المُعتق أن ينسب نفسهُ للقبيلة التي اهتمت بإعتاقه أو إلى التي هو يعيشُ في كنفها وإشرافها , مع بيان صِفته الأصلية.

4/ التقوى أفضل من الحسب والنسب والجاه والمال."



[1] وفي سنن الترمذي - ت شاكر (3/ 424) (رقم: 1125): عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ تُزَوَّجَ المَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، أَوْ عَلَى خَالَتِهَا»، وصححه الألباني في الإرواء (2882)

وفي صحيح ابن حبان - مخرجا (9/ 426) (رقم: 4116): عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُزَوَّجَ الْمَرْأَةُ عَلَى الْعَمَّةِ، وَالْخَالَةِ، قَالَ: إِنَّكُنَّ إِذَا فَعَلْتُنَّ ذَلِكَ قَطَعْتُنَّ أَرْحَامَكُنَّ»

والشطر الملون ضعيف، فقال الألباني _رحمه الله_ في "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (14/ 64) (رقم: 6528): "منكر بزيادة (الشطر الثاني)." اهـ

[2] جمع المولى، وكلمة (المولى) تطلق على المُعْتِقِ، والمُعْتَقِ. والمراد به هنا هو الثاني، والله أعلم.

[3] وقال أبو العباس أحمد بن علي القلقشندي (المتوفى: 821هـ) في نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب (ص: 248)

وخندف أسم أمرأته عرف بنوه بها، وهي خندف وأسمها ليلى بنت حلوان بن عمران بن الحافي بن قضاعة، وسميت خندف يقال خندف الرجل إذا مشى يقلب قدميه كأنه يغرف بهما، قال الجوهري: وجميع بني الياس بينهما، وكان للياس منالولد على عمود النسب مدركة، وجميع بني الياس، وخارجاً عن عمود النسب طابخة وقمعة.

وفي نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب (ص: 322) (رقم: 1161):

"بنو طابخة - بطن من خِنْدِف من مضر من العدنانية، وهم بنو طابخة (واسمه: عمرو بن الياس بن مضر)، وسمي طابخة لأنه كان هو وأخوه عامر في أبل لهما يرعيانها فاصطادوا صيداً وقعداً يطبخانه فعدت عادية على أبلهما فقال عامر لعمر وتدارك الأبل فجاء بها وطبخ عمرو، فلما راحا على أبيهما أخبراه بشأنهما فقال لعامر: أنت مدركة، وقال لعمرو أنت طابخة: فسمي عمرو طابخة من حينئذ، وسيأتي الكلام على مدركة في حرف الميم أن شاء الله تعالى." اهـ

[4] وفي جمهرة أنساب العرب لابن حزم (1/ 198)

ولد طابخة بن إلياس: أد بن طابخة. فولد أد بن طابخة: مر بن أد، وضبّة بن أدّ، وعمرو بن أدّ، وعبد مناة بن أد، وحميس بن أد؛ شهد بنو حميس يوم الفيل مع الحبشة، فقتلوا؛ فلم يبق منهم إلا ستون رجلاً؛ فهم إلى اليوم لا يزيدون على ستين أبداً.

[5] وقال أبو العباس، شهاب الدين، أحمد بن يوسف بن عبد الدائم المعروف بالسمين الحلبي (المتوفى: 756 هـ) _رحمه الله_ في "عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ" (3/ 29): "والعاثور: الهلكة، والجمع العواثير. ومنه الحديث "من بغى قريشًا العواثير كبه الله على منخريه"، ويروى العاثر وهو حبالة الصائد." اهـ

وقال الأزهري في "تهذيب اللغة" (2/ 195): "وَقَوله: (من بغاها العواثر) أَي بغى لَهَا المكايد الَّتِي تَعْثُر بهَا كالعاثور الَّذِي يُخَدّ فِي الأَرْض فتعثّر بِهِ الْإِنْسَان إِذا مَرَّ بِهِ لَيْلًا وَهُوَ لَا يشْعر بِهِ فَرُبمَا أَعْنته." اهـ

وفي الفائق في غريب الحديث (2/ 393): "وَفِي (العواثر) وَجْهَان:

أَحدهمَا: أَنه جمع عاثر وَهُوَ حباله الصَّائِد.

وَالثَّانِي: أَنه جمه عاثرة وَهِي الْحَادِثَة الَّتِي تعثر بصاحبها من قَوْلهم: عثر بهم الزَّمَان إِذا أدال مِنْهُم وأتعس جدَّهم وَيجوز أَن يُرَاد العواثير فَاكْتفى عَن الْيَاء بالكسرة." اهـ

وفي النهاية في غريب الحديث والأثر (3/ 182): "يُقَالُ: وقَعَ فُلان فِي عَاثُورِ شرٍّ، إِذَا وَقَعَ فِي مَهْلَكة، فاستُعِير للورْطة والخُطَّة المُهْلكة."

[6] وفي الشافي في شرح مسند الشافعي (5/ 525) لابن الأثير: "وقوله (لمنخريه)، أي: ألقاه على وجهه ورماه ملتقيًا وجه الأرض بمنخريه، وتخصيص المنخرين: جريًا على قولهم: رغم أنفه وأرغم الله أنفه أي: ألقاه في الرغام وهو التراب. وذلك أن الإنسان إذا سقط على وجهه فأول ما يلقى الأرض أنفه.

واللام في "لمنخريه" لام التخصيص، أي أن الكب لهما خاصة دون سائر أعضائه، والمراد كما قلنا: أنه من طلب لقريش المكائد نقلها الله إِليه وجعلها له، وعكس عليه غرضه." اهـ

[7] وفي اللباب في تهذيب الأنساب (2/ 65)

الزرقي بِضَم الزَّاي وَفتح الرَّاء وَفِي آخرهَا الْقَاف - هَذِه النِّسْبَة إِلَى بني زُرَيْق بطن من الْأَنْصَار من الْخَزْرَج وَهُوَ زُرَيْق بن عَامر بن زُرَيْق بن عبد حَارِثَة بن مَالك بن غضب بن جشم بن الْخَزْرَج

[8] وقال أبو العباس، شهاب الدين، أحمد بن يوسف بن عبد الدائم المعروف بالسمين الحلبي (المتوفى: 756 هـ) _رحمه الله_ في "عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ" (3/ 29): "والعاثور: الهلكة، والجمع العواثير. ومنه الحديث "من بغى قريشًا العواثير كبه الله على منخريه"، ويروى العاثر وهو حبالة الصائد." اهـ

وقال الأزهري في "تهذيب اللغة" (2/ 195): "وَقَوله: (من بغاها العواثر) أَي بغى لَهَا المكايد الَّتِي تَعْثُر بهَا كالعاثور الَّذِي يُخَدّ فِي الأَرْض فتعثّر بِهِ الْإِنْسَان إِذا مَرَّ بِهِ لَيْلًا وَهُوَ لَا يشْعر بِهِ فَرُبمَا أَعْنته." اهـ

وفي الفائق في غريب الحديث (2/ 393): "وَفِي (العواثر) وَجْهَان:

أَحدهمَا: أَنه جمع عاثر وَهُوَ حباله الصَّائِد.

وَالثَّانِي: أَنه جمه عاثرة وَهِي الْحَادِثَة الَّتِي تعثر بصاحبها من قَوْلهم: عثر بهم الزَّمَان إِذا أدال مِنْهُم وأتعس جدَّهم وَيجوز أَن يُرَاد العواثير فَاكْتفى عَن الْيَاء بالكسرة." اهـ

وفي النهاية في غريب الحديث والأثر (3/ 182): "يُقَالُ: وقَعَ فُلان فِي عَاثُورِ شرٍّ، إِذَا وَقَعَ فِي مَهْلَكة، فاستُعِير للورْطة والخُطَّة المُهْلكة."

[9] وفي الشافي في شرح مسند الشافعي (5/ 525) لابن الأثير: "وقوله (لمنخريه)، أي: ألقاه على وجهه ورماه ملتقيًا وجه الأرض بمنخريه، وتخصيص المنخرين: جريًا على قولهم: رغم أنفه وأرغم الله أنفه أي: ألقاه في الرغام وهو التراب. وذلك أن الإنسان إذا سقط على وجهه فأول ما يلقى الأرض أنفه.

واللام في "لمنخريه" لام التخصيص، أي أن الكب لهما خاصة دون سائر أعضائه، والمراد كما قلنا: أنه من طلب لقريش المكائد نقلها الله إِليه وجعلها له، وعكس عليه غرضه." اهـ

[10] المطالب العالية محققا (13/ 192_193)

Komentar

Postingan populer dari blog ini

شرح الحديث 112 - 113 - الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير - من صحيح الرغيب

شرح الحديث 66 من رياض الصالحين