شرح الحديث 29 من رياض الصالحين للأستاذ أبي فائزة البوجيسي

  

[29] وعن أبي زَيدٍ أُسَامَةَ بنِ زيدِ بنِ حارثةَ[1] مَوْلَى رسولِ الله (صلى الله عليه وسلم) وحِبِّه وابنِ حبِّه _رضي اللهُ عنهما_ قَالَ :

"أرْسَلَتْ بنْتُ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -[2] :

"إنَّ ابْني[3] قَد احْتُضِرَ فَاشْهَدْنَا"،

فَأَرْسَلَ يُقْرئُ السَّلامَ، ويقُولُ: «إنَّ لله مَا أخَذَ وَلَهُ مَا أعطَى، وَكُلُّ شَيءٍ عِندَهُ بِأجَلٍ مُسَمًّى، فَلتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ»[4]

فَأَرسَلَتْ إِلَيْهِ تُقْسِمُ عَلَيهِ لَيَأتِينَّهَا. فقامَ وَمَعَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابتٍ، وَرجَالٌ _رضي الله عنهم_،

فَرُفعَ إِلَى رَسُول الله _صلى الله عليه وسلم_ الصَّبيُّ، فَأقْعَدَهُ في حِجْرِهِ، وَنَفْسُهُ تَقَعْقَعُ، فَفَاضَتْ عَينَاهُ،

فَقالَ سَعدٌ : "يَا رسولَ الله، مَا هَذَا؟"[5]

فَقالَ : «هذِهِ رَحمَةٌ جَعَلَها اللهُ تَعَالَى في قُلُوبِ عِبَادِهِ»[6]

وفي رواية : «فِي قُلُوبِ مَنْ شَاءَ مِنْ عِبَادِهِ، وَإِنَّما يَرْحَمُ اللهُ مِنْ عِبادِهِ الرُّحَماءَ» . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

وَمَعنَى «تَقَعْقَعُ» : تَتَحرَّكُ وتَضْطَربُ.[7]


تخريج الحديث :

 

أخرجه البخاري في صحيحه (2/ 79) (رقم : 1284)، ومسلم في صحيحه (2/ 635) (رقم : 923)، وأبو داود في سننه (3/ 193) (رقم : 3125)، وابن ماجه في سننه (1/ 506) (رقم : 1588)

 

 ترجمة أسامة بن زيد _رضي الله عنه_ :


وفي سير أعلام النبلاء ط الرسالة (2/ 496) : "أُسَامَةُ بنُ زَيْدِ بنِ حَارِثَةَ بنِ شَرَاحِيْلَ * (ع) : ابْنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ امْرِئِ القَيْسِ المَوْلَى، الأَمِيْرُ الكَبِيْرُ." اهـ


وفي تاريخ دمشق لابن عساكر (8/ 46):

"أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى ابن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عبد ود بن كنانة بن عوف ابن عُذْرَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ اللاتِ بن رُفَيْدَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ كَلْبٍ: أبو زيد ويقال أبو محمد ويقال أبو حارثة ويقال أبو يزيد، حِبُّ رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) وَابْنُ حِبِّهِ،

استعمله رسول الله على جيش، فيه أبو بكر وعمر، فلم ينفُذْ حتى توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فبعثه أبو بكر إلى الشام، فأغار على أبنى من ناحية البقاء، وشهد مع أبيه عزوةَ مؤتةَ، وقدم دمشق، وسكن الْمِزَّةَ مدةً، ثم انتقل إلى المدينة، فمات بها، ويقال بوادي القرى." اهـ

وفي معرفة الصحابة لأبي نعيم (1/ 224) :

"مِنْ مَوَالِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الطَّرَفِينِ، كَانَ أَبُوهُ زَيْدٌ مِمَّنْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ بِالْإِسْلَامِ، وَأَنْعَمَ عَلَيْهِ الرَّسُولُ بِالْعِتْقِ، وَأُمُّهُ أُمُّ أَيْمَنَ حَاضِنَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَتِيقَتُهُ اسْمُهَا بَرَكَةُ." اهـ


وفي الأعلام للزركلي (1/ 291) : "أُسَامَة بن زَيْد : (7 ق هـ - 54 هـ = 615 - 674 م):

"أسامة بن زيد بن حارثة، من كنانة عوف، أبو محمد: صحأبي جليل. ولد بمكة، ونشأ على الإسلام (لأن أباه كان من أول الناس إسلاما) وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يحبه حبا جما وينظر إليه نظره إلى سبطيه الحسن والحسين. وهاجر مع النبي صلّى الله عليه وسلم إلى المدينة، وأمّره رسول الله، قبل أن يبلغ العشرين من عمره، فكان مظفرا موفقا." اهـ


منزلة الحديث :

 

شرح النووي على مسلم (6/ 225) :

"وَهَذَا الْحَدِيثُ مِنْ قَوَاعِدِ الْإِسْلَامِ الْمُشْتَمِلَةِ عَلَى جُمَلٍ مِنْ أُصُولِ الدِّينِ وَفُرُوعِهِ وَالْآدَابِ." اهـ[8]

 

من فوائد الحديث :

 

فتح الباري لابن حجر (3/ 158) :

"وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنَ الْفَوَائِدِ غَيْرَ مَا تَقَدَّمَ :

* جَوَازُ اسْتِحْضَارِ ذَوِي الْفَضْلِ لِلْمُحْتَضَرِ لِرَجَاءِ بَرَكَتِهِمْ وَدُعَائِهِمْ[9]،

* وَجَوَازُ الْقَسَمِ عَلَيْهِمْ لِذَلِكَ،

* وَجَوَازُ الْمَشْيِ إِلَى التَّعْزِيَةِ وَالْعِيَادَةِ بِغَيْرِ إِذْنٍ بِخِلَافِ الْوَلِيمَةِ[10]،

* وَجَوَازُ إِطْلَاقِ اللَّفْظِ الْمُوهِمِ لِمَا لَمْ يَقَعْ بِأَنَّهُ يَقَعُ مُبَالَغَةً فِي ذَلِكَ لِيَنْبَعِثَ خَاطِرُ الْمَسْئُولِ فِي الْمَجِيءِ لِلْإِجَابَةِ إِلَى ذَلِكَ،

* وَفِيهِ اسْتِحْبَابُ إِبْرَارِ الْقَسَمِ،

* وَأَمْرُ صَاحِبِ الْمُصِيبَةِ بِالصَّبْرِ قَبْلَ وُقُوعِ الْمَوْتِ لِيَقَعَ وَهُوَ مُسْتَشْعِرٌ بِالرِّضَا مُقَاوِمًا لِلْحُزْنِ بِالصَّبْرِ،

* وَإِخْبَارُ مَنْ يَسْتَدْعِي بِالْأَمْرِ الَّذِي يُسْتَدْعَى مِنْ أَجْلِهِ،

* وَتَقْدِيمُ السَّلَامِ عَلَى الْكَلَامِ،

* وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ وَلَوْ كَانَ مَفْضُولًا أَوْ صَبِيًّا صَغِيرًا،

* وَفِيهِ أَنَّ أَهْلَ الْفَضْلِ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَقْطَعُوا النَّاسَ عَنْ فَضْلِهِمْ وَلَوْ رُدُّوا أَوَّلَ مَرَّةٍ،

* وَاسْتِفْهَامُ التَّابِعِ مِنْ إِمَامِهِ عَمَّا يُشْكِلُ عَلَيْهِ مِمَّا يَتَعَارَضُ ظَاهِرُهُ،

* وَحُسْنُ الْأَدَبِ فِي السُّؤَالِ لِتَقْدِيمِهِ قَوْلَهُ : "يَا رَسُولَ اللَّهِ" عَلَى الِاسْتِفْهَامِ،

* وَفِيهِ التَّرْغِيبُ فِي الشَّفَقَةِ عَلَى خَلْقِ اللَّهِ وَالرَّحْمَةِ لَهُمْ،

* وَالتَّرْهِيبُ مِنْ قَسَاوَةِ الْقَلْبِ وَجُمُودِ الْعَيْنِ،

* وَجَوَازُ الْبُكَاءِ مِنْ غَيْرِ نَوْحٍ وَنَحْوِهِ." اهـ

 

عمدة القاري شرح صحيح البخاري (8/ 75) للعيني :

"ذكر مَا يُسْتَفَاد مِنْهُ :

* فِيهِ : جَوَاز استحضار ذَوي الْفضل للمحتضر لرجاء بركتهم ودعائهم.

* وَفِيه: جَوَاز الْقسم عَلَيْهِم لذَلِك.

* وَفِيه: جَوَاز الْمَشْي إِلَى التَّعْزِيَة والعيادة بِغَيْر إذْنهمْ بِخِلَاف الْوَلِيمَة.

* وَفِيه: اسْتِحْبَاب إبرار الْقسم.

* وَفِيه: أَمر صَاحب الْمُصِيبَة بِالصبرِ قبل وُقُوع الْمَوْت ليَقَع وَهُوَ مستشعر بالرضى مقاوما للحزن بِالصبرِ.

* وَفِيه: تَقْدِيم السَّلَام على الْكَلَام.

* وَفِيه: عِيَادَة المرضى، وَلَو كَانَ مفضولاً أَو صَبيا صَغِيرا.

* وَفِيه: أَن أهل الْفضل لَا يَنْبَغِي أَن يقطع الْيَأْس من فَضلهمْ وَلَو ردوا أول مرّة.

* وَفِيه: اسْتِفْهَام التَّابِع من إِمَامه عَمَّا يشكل عَلَيْهِ مِمَّا يتعارض ظَاهره.

* وَفِيه: حسن الْأَدَب فِي السُّؤَال.

* وَفِيه: التَّرْغِيب فِي الشَّفَقَة على خلق الله تَعَالَى وَالرَّحْمَة لَهُم.

* وَفِيه: التَّرْهِيب من قساوة الْقلب وجمود الْعين.

* وَفِيه: جَوَاز الْبكاء من غير نوح وَنَحْوه،

وروى التِّرْمِذِيّ فِي الشَّمَائِل من رِوَايَة سُفْيَان الثَّوْريّ، وَالنَّسَائِيّ من رِوَايَة أبي الْأَحْوَص كِلَاهُمَا عَن عَطاء بن السَّائِب عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا، قَالَ : (لما حضرت بنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَغِيرَة فَأَخذهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَضمّهَا إِلَى صَدره، ثمَّ وضع يَده عَلَيْهَا وَهِي تَئِنُّ، فَبكى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم،

فَبَكَتْ أم أَيمن فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم : "أتبكين يَا أم أَيمن، وَرَسُول الله عنْدك؟"

فَقَالَ : "مَا لي لَا أبْكِي وَرَسُول الله _صلى الله عَلَيْهِ وَسلم_ يبكي؟"

فَقَالَ رَسُول الله _صلى الله عَلَيْهِ وَسلم_ : "إِنِّي لست أبْكِي، وَلكنهَا رَحْمَة".

ثمَّ قَالَ رَسُول الله _صلى الله عَلَيْهِ وَسلم_ : "الْمُؤمن بِخَير على كل حَال تنْزع نَفسه من بَين جَنْبَيْهِ وَهُوَ يحمد الله تَعَالَى).[11]

وَلابْن عَبَّاس حَدِيث آخر رَوَاهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ رَوَاهُ عَنهُ قَالَ:

(بَكت النِّسَاء على رقية فَجعل عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، ينهاهن، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مَه يَا عمر! ثمَّ قَالَ: إيَّاكُمْ ونعيق الشَّيْطَان فَإِنَّهُ مهما يكون من الْعين وَمن الْقلب فَمن الرَّحْمَة، وَمَا يكون من اللِّسَان وَالْيَد فَمن الشَّيْطَان قَالَ: وَجعلت فَاطِمَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا، تبْكي على شَفير قبر رقية، فَجعل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، يمسح الدُّمُوع عَن وَجههَا بِالْيَدِ أَو بالثياب)[12]. وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي (سنَنه) ثمَّ قَالَ :

"وَهَذَا وَإِن كَانَ غير قوي، فَقَوله فِي الحَدِيث الثَّابِت: (إِن الله لَا يعذب بدمع الْعين) يدل على مَعْنَاهُ، وَيشْهد لَهُ بِالصِّحَّةِ."[13]

وروى الطَّبَرَانِيّ من رِوَايَة شريك عَن أبي إِسْحَاق (عَن عَامر ابْن سعد، قَالَ: شهِدت صنيعا فِيهِ أَبُو مَسْعُود وقرظة بن كَعْب وجَوارٍ يغنين، فَقلت: سُبْحَانَ الله هَذَا وَأَنْتُم أَصْحَاب مُحَمَّد، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَأهل بدر؟ فَقَالُوا: رخص لنا فِي الْغناء فِي الْعرس، والبكاء فِي غير نياحة)[14].

وروى النَّسَائِيّ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ: (مَاتَ ميت من آل رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَاجْتمع النِّسَاء يبْكين عَلَيْهِ، فَقَامَ عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، ينهاهن ويطردهن، فَقَالَ رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: «دَعْهُنَّ يَا عُمَرُ فَإِنَّ الْعَيْنَ دَامِعَةٌ، وَالْقَلْبَ مُصَابٌ، وَالْعَهْدَ قَرِيبٌ»[15].

وروى ابْن مَاجَه من رِوَايَة شهر بن حَوْشَب عَن أَسمَاء بنت يزِيد، قَالَت :

لَمَّا تُوُفِّيَ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِبْرَاهِيمُ بَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ الْمُعَزِّي: إِمَّا أَبُو بَكْرٍ، وَإِمَّا عُمَرُ: أَنْتَ أَحَقُّ مَنْ عَظَّمَ اللَّهُ حَقَّهُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَدْمَعُ الْعَيْنُ، وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلَا نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ، لَوْلَا أَنَّهُ وَعْدٌ صَادِقٌ، وَمَوْعُودٌ جَامِعٌ، وَأَنَّ الْآخِرَ تَابِعٌ لِلْأَوَّلِ، لَوَجَدْنَا عَلَيْكَ يَا إِبْرَاهِيمُ أَفْضَلَ مِمَّا وَجَدْنَا، وَإِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ»[16]." اهـ كلام بدر الدين العيني الحنفي

 

نيل الأوطار - (4 / 151)

"وفيه دليل على جواز ذلك وإنما المنهي عنه الجزع وعدم البصر." اهـ

 

المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم - (3 / 448)

رقِّةٌ يجدها الإنسان في قلبه ، تبعثه على البكاء من خشية الله تعالى ، وعلى أفعال البر والخير ، وعلى الشفقة على المبتلى والمصاب ، ومَن كان كذلك ؛ جازاه الله برحمته

 

شرح النووي على مسلم - (6 / 225):

"معناه: أن سعدا ظن أن جميع أنواع البكاء حرام، وأن دمع العين حرام، وظن أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ نسي، فذكَّره، فأعلمه النبي _صلى الله عليه وسلم_ أن مجرد البكاء، ودمْعَ عَيْنٍ، ليس بحرام، ولا مكروه، بل هو رحمة وفضيلة. وإنما المحرم النوح والندب والبكاء المقرون بهما أو بأحدهما." اهـ

 

تطريز رياض الصالحين (ص: 39)

* في هذا الحديث: جوازُ استحضار أهل الفضل للمحتضر لرجاء بركتهم ودعائهم،

* واستحباب إبرار القسم،

* وأمرُ صاحِبِ المصيبة بالصبر قبل وقوع الموت ليقع وهو مستشعر بالرضا مقاومًّا للحزن بالصبر،

* وفيه: جواز البكاء من غير نوح ونحوه." اهـ

 

تسلية أهل المصائب (ص: 42) لمحمد بن محمد بن محمد، شمس الدين المنبجي (المتوفى: 785هـ) :

"فصل: في التحذير مما يتفوه به المصاب من ألفاظ التظلم والشكوى

وليحذر العبد كل الحذر، أن يتكلم في حال مصيبته وبكائه، بشيء يحبط به أجره، ويسخط به ربه، مما يشبه التظلم،

فإن الله تعالى عدل لا يجور، وعالم لا يضل ولا يجهل، وحكيم أفعاله كلها حِكَمٌ ومصالحُ، ما يفعل شيئاً إلا لحكمة،

فإنه سبحانه له ما أعطى، وله ما أخذ، {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء: 23]،

وهو الفعال لما يريد، والقادر على ما يشاء، له الخلق والأمر.

بل إنما يتكلم بكلام يرضي به ربه ويكثر به أجره، ويرفع الله به قدره." اهـ

 

تطريز رياض الصالحين (ص: 545)

في هذا الحديث: الوصية بالصبر عند المصيبة قبل وجودها ليستعد لها.

 

شرح صحيح البخارى لابن بطال (10/ 403)

غرضه فى هذا الباب إثبات الرحمة وهى صفة من صفات ذاته لا من صفات أفعاله، والرحمن وصف به نفسه تعالى وهو متضمن لمعنى الرحمة كتضمن وصفه لنفسه بأنه عالم وقادر وحى وسميع وبصير ومتكلم..." اهـ

 

محمد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر بن محمد، المخزومي القرشي، بدر الدين المعروف بالدماميني، وبابن الدماميني (المتوفى: 827 هـ) في "مصابيح الجامع" (3/ 239):

"وفيه: أن البكاء لا يقدح في الصبر، وما جاوز السنَّة إلى التنطُّع فهو___مردود،

والسنَّةُ الحزنُ، وهو معدود من حُسن العهد، والمذمومُ طَرَفا الإفراط والتفويط،

فالمعتمَد ألا يبكي، وأن يكون ظاهره وباطنه عند المصيبة كحاله قبلها متنطِّعُ مفرطٌ، والمكثرُ الشكوى والجزع مفرطٌ، وكانَ بينَ ذلك قوامًا." اهـ

 

مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (3/ 1231) للقاري :

"وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الصَّبْرَ يُورِثُ الثَّوَابَ، وَالْجَزَعَ يُفَوِّتُهُ عَنِ الْمُصَابِ، وَهَذَا الْحَدِيثُ أَصْلٌ فِي التَّعْزِيَةِ." اهـ

 

فيض القدير (2/ 481)

وإنما قال المصطفى _صلى الله عليه وسلم_ مُعَرِّفًا إِيَّاهُ بِمَا الأمر عليه ليسلم الأمر إليه فيرزق درجة التسليم والتفويض مع بذل المجهود فيما يحبسه منا أن يرجع فيه إليه بحسب الحال في المخالفة بالتوبة والاستغفار، وفي الموافقة بالشكر وطلب الإقامة على الموافقة.

ومن استحضر ذلك هانت عليه المصائب وتصبر على فقد الحبائب وهذا قاله لابنته حين أرسلت تدعوه إلى ابن لها في الموت فأرسل يقرئها السلام ويقول لها ذلك فعلمها به حقيقة التوحيد وهذه الحقيقة توجب السكوت تحت مجاري الأقدار." اهـ

 

دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين (6/ 401) لابن علان :

"وفيه الوصية بالصبر عند البلية قبل وجودها ليستعد لها."

 

شرح رياض الصالحين (1/ 209_210) للعثيمين :

ففي هذا الحديث دليل على وجوب الصبر؛ لأن الرسول صلي الله عليه وسلم قال: ((مرها فلتصبر ولتحتسب)) .

وفيه دليل أيضاً على أن هذه الصيغة من العزاء أفضل صيغة، أفضل من قوله بعض الناس: ((أعظم الله أجرك، وأحسن عزاءك، وغفر لميتك))

هذه صيغة أختارها بعض العلماء، لكن الصيغة التي اختارها الرسول _عليه الصلاة والسلام_: ((اصبر واحتسب، فإن لله ما أخذ وله ما أعطي، وكل شيء عنده بأجل مسمي)) أفضل؛ لأن المصاب إذا سمعها اقتنع أكثر.

والتعزية في الحقيقة ليست تهنئةً كما ظنها بعض العوام، يحتفل بها، وتوضع لها الكراسي، وتوقد لها الشموع، ويحضر لها القراء والأطعمة، بل هي تسلية وتقوية للمصاب أن يصبر، ولهذا لو أن أحداً لم يصب بالمصيبة، كما لو مات له ابن عم ولم يهتم به؛ فإنه لا يعزي، ولهذا قال___العلماء رحمهم الله ((تسن تعزية المصاب)) ولم يقولوا تسن تعزية القريب، لأن القريب ربما لا يصاب بموت قريبه، والبعيد يصاب لقوة صداقة بينهما مثلاً.

فالتعزية للمصاب لا للقريب. أما الآن- مع الأسف- انقلبت الموازين وصارت التعزية للقريب، حتى وإن كان قد فرح وضرب الطبول لموت قريبه فإنه يعزي، ربما يكون بعض الناس فقيراً، وبينه وبين ابن عمه في هذه الحال أو يصاب؟ غالبا يفرح، ويقول: الحمد لله الذي خلصني من مشاكلة ورثني ماله! فهذا لا يعزي، هذا يهنأ لو أردنا أن نقول شيئاً.

والمهم أنه يجب أن نعلم أن التعازي إنما هي لتقوية المصاب على الصبر وتسليته، فيختار لها من الكلمات أفضل ما يكون وأقرب ما يكون للتعزية، ولا أحسن من الكلمات التي صاغها نبينا صلي الله عليه وسلم. والله الموفق." اهـ

 

ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (18/ 340_341) للشيخ محمد بن علي بن آدم الأثيوبي :

"في فوائده:

منها: ما ترجم له المصنف -رحمه اللَّه تعالى-، وهو الحثّ على الاحتساب، والصبر عند نزول المصيبة.

ومنها: مشروعيّة استحضار أهل الفضل، والصلاح عند المحتضر___ليدعوا له، وجواز القسم عليهم لذلك.

ومنها: جواز المشي إلى التعزية، والعيادة بغير إذن، بخلاف الوليمة.

ومنها: جواز إطلاق اللفظ الموهم لما وقع على ما سيقع، وذلك حيث قالت: أن ابنًا لي قُبض، مبالغة في ذلك، لينبعث خاطر المسؤول في المجيء للإجابة إلى ذلك.

ومنها: مشروعيّة إبرار القسم.

ومنها: أَمْرُ صاحب المصيبة بالصبر قبل وقوع الموت ليقع، وهو مستشعر بالرضا، مقاومًا للحزن بالصبر.

ومنها: إخبار من يُسْتَدْعَى بالأمر الذي يُسْتَدْعَى من أجله.

ومنها: تقديم السلام على الكلام. ومنها: عيادة المريض، ولو كان مفضولاً، أو صبيًا صغيرًا.

ومنها: أن أهل الفضل لا ينبغي أن يَقطعوا الناس عن فضلهم، ولو رَدُّوا أول مرّة.

ومنها: استفهام التابع من إمامه عما أشكل عليه، مما يتعارض ظاهره.

ومنها: حسن الأدب في السؤال، لتقديمه قوله: "يا رسول اللَّه" على الاستفهام.

ومنها: الترغيب في الشفقة على خلق اللَّه، والرحمة لهم، والترهيب من قساوة القلب، وجمود العين.

ومنها: جواز البكاء من غير نوح ونحوه. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل." اهـ

 

أبو أسامة، محمود محمد الخزندار (المتوفى: 1422هـ) في "هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا" (ص: 83)

والمجتمع المسلم هو الذي يعم فيه التناصح بالصبر والتواصي به، فحين مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بامرأة وهي تبكي عند قبر قال لها: «اتقي الله واصبري» (3)، وحين أرسلت إليه إحدى بناته تخبره أن ابنها قُبِض أرسل إليها بقوله: «إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب ...» (4).

ولا يزول الخسران عن المجتمع البشري ما لم يكن من صفاتهم: {... وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 3] {... وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} [البلد: 17].

ولأن طعم الصبر مرٌّ فلابد أن يتعهد الإنسان نفسه ويتزود بالصبر الجميل، ومما يعين المسلم على التصبر استحضار ما أعد الله للصابرين؛ من تكفير السيئات ورفع الدرجات وتكثير الحسنات." اهـ

 

صحيح ابن حبان - مخرجا (2/ 208)

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا إِنَّمَا يَرْحَمُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ

 

صحيح ابن حبان - مخرجا (7/ 429)

ذِكْرُ إِبَاحَةِ بُكَاءِ الْمَرْءِ عِنْدَ فَقْدِهِ وَلَدَهُ، أَوْ وَلَدَ وَلَدِهِ مَا لَمْ يُخَالِطِ الْبُكَاءَ حَالَةُ التَّسَخُّطِ

 

السنن الكبرى للنسائي (2/ 398):

"الْأَمْرُ بِالِاحْتِسَابِ، وَالصَّبْرِ عِنْدَ نُزُولِ الْمُصِيبَةِ." اهـ

 

الأدب المفرد مخرجا (ص: 180)

بَابُ عِيَادَةِ الصِّبْيَانِ

 

السنن الكبرى للبيهقي (4/ 114)

بَابُ الرُّخْصَةِ فِي الْبُكَاءِ بِلَا نَدْبٍ وَلَا نِيَاحَةٍ



[1] ترجمة أسامة بن زيد _رضي الله عنه_ :

وفي سير أعلام النبلاء ط الرسالة (2/ 496) : "أُسَامَةُ بنُ زَيْدِ بنِ حَارِثَةَ بنِ شَرَاحِيْلَ * (ع) : ابْنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ امْرِئِ القَيْسِ المَوْلَى، الأَمِيْرُ الكَبِيْرُ." اهـ

وفي تاريخ دمشق لابن عساكر (8/ 46):

"أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى ابن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عبد ود بن كنانة بن عوف ابن عُذْرَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ اللاتِ بن رُفَيْدَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ كَلْبٍ: أبو زيد ويقال أبو محمد ويقال أبو حارثة ويقال أبو يزيد، حِبُّ رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) وَابْنُ حِبِّهِ،

استعمله رسول الله على جيش، فيه أبو بكر وعمر، فلم ينفُذْ حتى توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فبعثه أبو بكر إلى الشام، فأغار على أبنى من ناحية البقاء، وشهد مع أبيه عزوةَ مؤتةَ، وقدم دمشق، وسكن الْمِزَّةَ مدةً، ثم انتقل إلى المدينة، فمات بها، ويقال بوادي القرى." اهـ

وفي معرفة الصحابة لأبي نعيم (1/ 224) :

"مِنْ مَوَالِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الطَّرَفِينِ، كَانَ أَبُوهُ زَيْدٌ مِمَّنْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ بِالْإِسْلَامِ، وَأَنْعَمَ عَلَيْهِ الرَّسُولُ بِالْعِتْقِ، وَأُمُّهُ أُمُّ أَيْمَنَ حَاضِنَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَتِيقَتُهُ اسْمُهَا بَرَكَةُ." اهـ

وفي الأعلام للزركلي (1/ 291) : "أُسَامَة بن زَيْد : (7 ق هـ - 54 هـ = 615 - 674 م) :

"أسامة بن زيد بن حارثة، من كنانة عوف، أبو محمد: صحأبي جليل. ولد بمكة، ونشأ على الإسلام (لأن أباه كان من أول الناس إسلاما) وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يحبه حبا جما وينظر إليه نظره إلى سبطيه الحسن والحسين. وهاجر مع النبي صلّى الله عليه وسلم إلى المدينة، وأمّره رسول الله، قبل أن يبلغ العشرين من عمره، فكان مظفرا موفقا." اهـ

[2] وفي فتح الباري لابن حجر (3/ 156): "قَوْلُهُ (أَرْسَلَتْ بِنْتُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، هِيَ: زَيْنَبُ، كَمَا وَقَعَ فِي رِوَايَةِ أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنْ عَاصِمٍ الْمَذْكُورِ فِي مُصَنَّفِ بن أَبِي شَيْبَةَ." اهـ

ففي مصنف ابن أبي شيبة (3/ 62) (رقم: 12123): عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: دَمَعَتْ عَيْنُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أُتِيَ بِابْنَةِ زَيْنَبَ، وَنَفْسُهَا تَقَعْقَعُ كَأَنَّهَا فِي شَنٍّ، قَالَ: فَبَكَى، قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: تَبْكِي، وَقَدْ نَهَيْتَ عَنِ الْبُكَاءِ، فَقَالَ: «إِنَّمَا هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ»

[3] وفي البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (18/ 177) للإثيوبي : "الصواب في حديث الباب : أن المرسلة زينب، وأن الولد صبيّة، كما ثبت في "مسند أحمد"، عن أبي معاوية، بالسند المذكور، ولفظه : "أُتِي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بأمامة بنت زينب."

زاد سعدان بن نصر في الثاني من حديثه، عن أبي معاوبة بهذا الإسناد : "وهي لأبي العاص بن الربيع، ونفسها تقعقع، كأنها في شنّ"، فذكر حديث الباب، وفيه مراجعة سعد بن عبادة،

وهكذا أخرجه أبو سعيد ابن الأعرابيّ في "معجمه"، عن سعدان، ووقع في رواية بعضهم "أُميمة" بالتصغير، وهي أمامة المذكورة، فقد اتفق أهل العلم بالنسب أن زينب لَمْ تلد لأبي العاص إلَّا عليًّا، وأمامة فقط." اهـ كلام الأثيوبي _رحمه الله_.

[4] وفي فتح الباري لابن حجر (3/ 157) :

"وَالْمَعْنَى : أَنَّ الَّذِي أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَأْخُذَهُ هُوَ الَّذِي كَانَ أَعْطَاهُ فَإِنْ أَخَذَهُ أَخَذَ مَا هُوَ لَهُ فَلَا يَنْبَغِي الْجَزَعُ لِأَنَّ مُسْتَوْدَعَ الْأَمَانَةِ لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَجْزَعَ إِذَا اسْتُعِيدَتْ مِنْهُ،

وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالْإِعْطَاءِ إِعْطَاءَ الْحَيَاةِ لِمَنْ بَقِيَ بَعْدَ الْمَيِّتِ أَوْ ثَوَابَهُمْ عَلَى الْمُصِيبَةِ أَوْ مَا هُوَ أَعم من ذَلِك." اهـ

[5] وفي شرح النووي على مسلم (6/ 225_226)

"مَعْنَاهُ : أَنَّ سَعْدًا ظَنَّ أَنَّ جَمِيعَ أَنْوَاعِ الْبُكَاءِ حَرَامٌ وَأَنَّ دَمْعَ الْعَيْنِ حَرَامٌ وَظَنَّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَسِيَ فَذَكَّرَهُ فَأَعْلَمَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ مُجَرَّدَ الْبُكَاءِ وَدَمْعٍ بِعَيْنٍ لَيْسَ بِحَرَامٍ وَلَا مَكْرُوهٍ بَلْ هُوَ رَحْمَةٌ وَفَضِيلَةٌ وَإِنَّمَا الْمُحَرَّمُ النَّوْحُ وَالنَّدْبُ وَالْبُكَاءُ الْمَقْرُونُ بِهِمَا أَوْ بِأَحَدِهِمَا كَمَا__سيأتي." اهـ

[6] وفي فتح الباري لابن حجر (3/ 157_158) :

"قَوْلُهُ (فَقَالَ هَذِهِ) أَيِ الدَّمْعَةُ أَثَرُ رَحْمَةٍ أَيْ أَنَّ___الَّذِي يَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِنْ حُزْنِ الْقَلْبِ بِغَيْرِ تَعَمُّدٍ مِنْ صَاحِبِهِ وَلَا اسْتِدْعَاءٍ لَا مُؤَاخَذَةَ عَلَيْهِ وَإِنَّمَا الْمَنْهِيُّ عَنْهُ الْجَزَعُ وَعَدَمُ الصَّبْرِ." اهـ

[7] وفي فتح الباري لابن حجر (3/ 157) :

"وَالْقَعْقَعَةُ حِكَايَةُ صَوْتِ الشَّيْءِ الْيَابِسِ إِذَا حُرِّكَ." اهـ

[8] وقال النووي الأذكار، ت. الأرنؤوط (ص: 150) : "فهذا الحديث من أعظم قواعد الإِسلام، المشتملة على مهمات كثيرة من أصول الدين وفروعه والآداب والصبر على النوازل كلِّها، والهموم والأسقام وغير ذلك من الأعراض." اهـ

[9] التبرك بالنبي _صلى الله عليه وسلم_ في حياته جائز، وأما غيره، فلا يشرع ولا يجوز، فلا ينقل أن أحدا من الصحابة يتبرك بأبي بكر _رضي الله عنه_، مع أنه أفضل الصحابة، فكيف بغيره؟! فمن باب أولى ألا يشرع التبرك به!

[10] وفي المدخل لابن الحاج (3/ 266) :

"وَيَنْبَغِي لِأَهْلِ الْفَضْلِ وَالدِّينِ أَنْ يُرَاعُوا التَّعْزِيَةَ فِي الدِّينِ أَكْثَرَ كَمَا نُقِلَ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّهُ قَالَ: "فَاتَتْنِي الصَّلَاةُ فِي جَمَاعَةٍ فَعَزَّانِي فِيهَا فُلَانٌ، وَلَمْ يُعَزِّنِي غَيْرُهُ، وَلَوْ مَاتَ لِي وَلَدٌ لَعَزَّانِي فِيهِ مِائَةُ أَلْفٍ"، أَوْ كَمَا قَالَ، وَمَا ذَاكَ إلَّا أَنَّ مُصِيبَةَ الدِّينِ عِنْدَ أَهْلِ الدِّينِ أَعْظَمُ مِنْ مُصِيبَةِ الدُّنْيَا عَكْسُ مَا الْحَالُ عَلَيْهِ فِي هَذَا الزَّمَانِ." اهـ

[11] أخرجه النسائي في السنن الكبرى (2/ 387) (رقم : 1982)، وفي السنن الصغرى (4/ 12) (رقم : 1843)، والترمذي في الشمائل المحمدية (رقم : 326)، وصححه الألباني في الصحيحة (رقم : 1632)

[12] أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (4/ 411) (رقم : 2817)، وضعفه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (7/ 373) (رقم : 3361)، وقال مبينا ضعفه :

"وهذا سند ضعيف، يوسف بن مهران لين الحديث. وعلي بن زيد - وهو ابن جدعان - ضعيف." اهـ

[13] أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 117) (رقم : 7160) من طريق الطيالسي به

[14] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (17/ 248) (رقم : 691)، وفيه الهيثم بن جميل، شريك بن عبد الله القاضي، أبو إسحاق السبيعي، وعامر بن سعد البجلي!

[15] أخرجه النسائي في سننه (4/ 19) (رقم : 1859)، وابن ماجه في سننه (1/ 505) (رقم : 1587)،

ضعفه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (8/ 96) (رقم : 3603)، وقال :

"وهذا إسناد ضعيف؛ رجاله ثقات غير سلمة بن الأزرق؛ قال الذهبي : "لا يعرف".

قلت: وقد سقط من الإسناد عند بعضهم، ومنهم الحاكم في "المستدرك" (1/ 381) ، فجرى على ظاهره، فقال : "صحيح على شرط الشيخين"! ووافقه الذهبي!!" اهـ

[16] أخرجه سنن ابن ماجه (1/ 506) (رقم : 1589)، وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (4/ 311) (رقم : 1732)، وقال : "وهذا إسناد حسن في الشواهد." اهـ

Komentar

Postingan populer dari blog ini

شرح الحديث 112 - 113 - الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير - من صحيح الرغيب

شرح الحديث 66 من رياض الصالحين