شرح الحديث 29-30 من كتاب صحيح الترغيب

 

 

29 - (8) [صحيح موقوف] وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

مَنْ راءى بشيءٍ في الدنيا من عملِه؛ وكَلَه اللهُ إليه يومَ القيامةِ، وقال: انظُرْ هل يُغْني عنك شيئاً؟!

رواه البيهقي موقوفاً (1).

__________

(1) وضعفه الجهلة الثلاثة اعتباطاً.

 

ترجمة عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-:

 

قال المزي في تهذيب الكمال  :

( خ م د ت س ق ) : عبد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشى الهاشمى ، أبو العباس المدنى، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم . كان يقال له الحبر، والبحر، لكثرة علمه ، دعا له النبى صلى الله عليه وسلم بالحكمة مرتين .

 

وفي صحيح البخاري (1/ 41) (رقم : 143)، و صحيح مسلم (4/ 1927) (رقم : 2477) : عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الخَلاَءَ، فَوَضَعْتُ لَهُ وَضُوءًا قَالَ: «مَنْ وَضَعَ هَذَا فَأُخْبِرَ فَقَالَ : (اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ)»

 

مصنف ابن أبي شيبة (6/ 383) (رقم : 32220) : عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بن مسعود قال : «نِعْمَ، تُرْجُمَانُ الْقُرْآنِ ابْنُ عَبَّاسٍ»

 

ولد فى الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين .

 

و قال غير واحد ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : "توفى النبى _صلى الله عليه وسلم_، وأنا ابن عشر سنين."

 

الأعلام للزركلي (4/ 95) للزِّرِكْلِيِّ:

وكف بصره في آخر عمره، فسكن الطائف، وتوفي بها. له في الصحيحين وغيرهما (1660) حديثا.

 

العدة في شرح العمدة في أحاديث الأحكام لابن العطار (1/ 138)

وابنُ عباس من أكثرِ الصحابة حديثًا، رُوي له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألفُ حديثٍ، وست مئةِ حديثٍ، وستون (1660) حديثًا، اتَّفق البخاريُّ ومسلم على خمسة وتسعين (95)، وانفردَ البخاريُّ بمئةٍ وعشرين (120)، ومسلم بتسعةٍ وأربعين (49)." اهـ

 

و قال أبو نعيم ، و أبو بكر بن أبى شيبة ، و يحيى بن بكير فى آخرين : مات سنة ثمان و ستين (68) هـ.

 

زاد يحيى [بن بكير] : "وهو ابن إحدى أو اثنتين و سبعين (72 سنة)، وصلى عليه محمد ابن الحنفية."

 

وقال [يعني: يحيى بن بكير]: (اليوم مات رباني هذه الأمة ، ومات بالطائف).

و مناقبه و فضائله كثيرة جدا . روى له الجماعة . اهـ .

 

العدة في شرح العمدة في أحاديث الأحكام لابن العطار (1/ 137)

وقال القاسمُ بن محمد ومجاهد: ما سمعت فُتيا أحسنَ من فُتيا ابن عبَّاس، إلا أن يقولَ قائل: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – [رواه الطبري في "تهذيب الآثار" (1/ 179)، وابن عبد البر في "الاستذكار" (8/ 386)]

وقال طاوس: أدركتُ خمسَ مئةٍ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ذكروا ابن عباس فخالفوه، لم يزلْ يقررهم حتى ينتهوا إلى قوله [انظر: "الاستيعاب" لابن عبد البر (3/ 935)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (3/ 351)]

وقال يزيدُ بنُ الأصم: خرج مُعاوية حاجًّا معه ابنُ عباسِ، فكان لمعاوية موكب، ولابن عباسٍ موكب ممن يطلبُ العلم [رواه عبد الله بن الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (2/ 983)]

وقال مسروق: كنتُ إذا رأيتُ ابنَ عباس قلتُ: أجملُ الناس، فإذا تكلم، قلتُ: أفصحُ (4) الناس، وإذا تحدث، قلتُ: أعلمُ الناس." [رواه الطبري في "تهذيب الآثار" (1/ 179)، وعبد الله بن الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (2/ 960)، لكن عن الأعمش.]

وقال أبو وائل شقيق: خَطَبَنا ابنُ عباس وهو على الموسم، فافتتح سورةَ النور، فجعل يقرأ ويفسر، فجعلت أقول: ما رأيتُ ولا سمعتُ كلامَ رجلٍ مثله، لو سمعته فارس والرُّوم والتُّرك لأسلمت." [رواه الحاكم في "المستدرك" (6290)، وعبد الله بن أحمد في "فضائل الصحابة" (2/ 980)]

وقال عمرُو بنُ دينار: ما رأيت مجلسًا أجمعَ لكل خيرٍ من مجلس ابنِ عباس؛ الحلال والحرام والعربية والأنساب، وأحسبه قال: والشِّعر." [رواه عبد الله بن أحمد في "فضائل الصحابة" (2/ 954)]

وقال عُبيدُ الله بنُ عباس: ما رأيتُ أحدًا كان أعلمَ بالسنة، ولا أجلدَ رأيًا، ولا أثقبَ نظرًا من ابن عباس." [رواه عبد الله بن أحمد في "فضائل الصحابة" (2/ 971)]

ولقد كان عمرُ - رضي الله عنه - يُعِدُّه للمعضلات، مع اجتهادِ عمرَ ونظرِه للمسلمين.

 

تخريج الحديث :

 

أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (9/ 163) (رقم : 6421)[1]

 

وفي شعب الإيمان (9/ 162) (رقم: 6420) : عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ:

* "كُنَّا نُحَدَّثُ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً أَنَّ الْأَعْمَالَ تُعْرَضُ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَمَا كَانَ مِنْهَا لَهُ قَالَ: هَذَا لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَمَا كَانَ لِغَيْرِهِ قَالَ: «اطْلُبُوا ثَوَابَ هَذَا مِمَّنْ عَمِلْتُمُوهُ لَهُ»،

* وَكُنَّا نُحَدَّثُ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً :

أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا حُبِسَ بِمَرَضٍ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: اكْتُبُوا لِعَبْدِي مِثْلَ مَا كَانَ يَعْمَلُ فِي صِحَّتِهِ حَتَّى أَقْبِضَهُ أَوْ أُخَلِّي سَبِيلَهُ،

* وَكُنَّا نُحَدَّثُ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً:

أَنَّ مَنْ مَرِضَ مَرَضًا، أَشْرَفَ فِيهِ عَلَى نَفْسِهِ، كَانَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ." اهـ

 

شعب الإيمان (9/ 157) للبيهقي:

"قَالَ الْحَلِيمِيُّ _رَحِمَهُ اللهُ_: "فَثَبَتَ بِالْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ: أَنَّ كُلَّ عَمَلٍ أَمْكَنَ أَنْ يُرَادَ بِهِ وَجْهُ اللهِ إِذَا لَمْ يُعْمَلْ لِمُجَرَّدِ التَّقَرُّبِ بِهِ إِلَيْهِ وَابْتِغَاءِ رِضْوَانِهِ حَبِطَ، وَلَمْ يَسْتَوْجِبْ بِهِ ثَوَابًا." اهـ

 

مقاصد الرعاية لحقوق الله عز وجل (ص: 84_85) للعز ابن عبد السلام :

"فَائِدَة فِي عَلامَة الرِّيَاء فِي نفس الْإِنْسَان

من أَرَادَ أَن يعلم من نَفسه أَنه مراء أَو مخلص فعلامة كَونه مرائيا أَن يحب الْحَمد على الطَّاعَة، وَيكرهَ الذَّم، فيفعلَ الطَّاعَة خوفًا من الذَّم.

وَإِذا أخْلص الْعَمَل لله تَعَالَى أَو علم علما لَا يَعْلَمُهُ النَّاس، لم يقنع بِعلم الله مِنْهُ ذَلِك وهاج قلبه لمحبة إطلاع النَّاس عَلَيْهِ.

فَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْهِ مَنْ يَمْدَحُه على ذَلِك.

وَإِن طَالب نَفسه بِطَاعَةٍ خُفْيَةً، ثقلت عَلَيْهِ، وَلم تطاوعه على ذَلِك، وَلَا تتمنى طَاعَة لَا يعلم بهَا أَحَدٌ،

وينفى الرِّيَاء بِأَن يعْمل العَبْدُ الْعَمَلَ، لَا يُرِيد بِهِ إِلَّا الله تَعَالَى اقتصارا على علم الله الَّذِي بِيَدِهِ النَّفْعُ والضُّرُّ،

فقد يعْمل الْعَمَل فِي السِّرّ بجوارحه أَو بِقَلْبِه كالفكر الَّذِي يهيج الْبكاء وَالْأَحْزَان فتجزع نَفسُه من خَفَاء ذَلِك عَن النَّاس، فَتَقول لَهُ: (كَيفَ تخفي مثل هَذِه الْفَضِيلَة عَن النَّاس، وَلَو علمُوا بهَا، لقمت عِنْدهم مقَاما عَظِيما)،

وَلَا يعلم العَبْد أَن فِي ذَلِك ضعة قدره عِنْد ربه حَتَّى يلْزم قلبه الْإِخْلَاص، فيقنع بِعلم____الله تَعَالَى،

فَإِن اطلع عَلَيْهِ منع قلبه من الارتياح إِلَى اطلاعهم عَلَيْهِ، فَإِن غلبته على الارتياح رد عَلَيْهَا بِالْكَرَاهَةِ والإباء، وَامْتنع من الركون إِلَيْهِ، وَلَا يزَال حذرا حَتَّى يفرُغَ من الْعَمَل. فَإِذا فرغ من الْعَمَل، منع نَفسه من طلب التسميع بِهِ.

فَإِن كَانَ الْعَمَل ظَاهرا كتشييع الْجَنَائِز وَطلب الْعلم والتطوع يَوْم الْجُمُعَة فِي الْمَسْجِد، فليوطن نَفسه على أَن تقنع بِعلم الله _تَعَالَى_، وَلَا ينظر إِلَى علم من لَا يضر وَلَا ينفع وَلَا يلْتَفت إِلَيْهِ." اهـ

 

============================

 

صحيح الترغيب والترهيب (1/ 119)

30 - (9) [حسن] وعن رُبَيْحِ بنِ عبدِ الرحمن بن أبي سعيدٍ الخدري عن أبيه عن جده قال :

"خرج علينا رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ونحن نتذاكَر المسيحَ الدَّجال،

فقال :

"ألا أخبِرُكم بما هو أخوفُ عليكم عندي[2] من المسيحِ الدجالِ؟[3]".

فقلنا: بلى يا رسولَ اللهِ!

فقال :

"الشركُ الخفيُّ[4]؛ أن يقومَ الرجلُ فيصلِّي، فَيُزَيِّنُ صلاتَه[5] لما يرى من نظرِ رجلٍ[6]".

رواه ابن ماجه والبيهقي.

(رُبَيْح) بضم الراء وفتح الباء الموحدةِ بعدها ياء آخر الحروف وحاء مهملة. ويأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى.[7]

 

ترجمة أبي سعيد الخدري _رضي الله_

 

قال المزي في تهذيب الكمال  :

( خ م د ت س ق ) : سعد بن مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر (وهو خدرة) بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصارى ، أبو سعيد الخدرى، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

 

سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 168) (رقم : 28) : "أَبُو سَعِيْدٍ الخُدْرِيُّ : سَعْدُ بنُ مَالِكِ بنِ سِنَانٍ * (ع) : الإِمَامُ، المُجَاهِدُ، مُفْتِي المَدِيْنَةِ." اهـ

 

سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 169)

وَكَانَ أَحَدَ الفُقَهَاءِ المُجْتَهِدِيْنَ.

 

و أمه أنيسة بنت أبى حارثة ، من بنى عدى بن النجار.

 

سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 169)

وَأَخُو أَبِي سَعِيْدٍ لأُمِّهِ هُوَ: قَتَادَةُ بنُ النُّعْمَانِ الظَّفَرِيُّ، أَحَدُ البَدْرِيِّيْنَ.

اسْتُشْهِدَ أَبُوْهُ مَالِكٌ يَوْمَ أُحُدٍ، وَشَهِدَ أَبُو سَعِيْدٍ الخَنْدَقَ، وَبَيْعَةَ الرُّضْوَانِ.

 

استصغر يوم أحد[8]، و استشهد أبوه يومئذ ،

و غزا بعد ذلك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتى عشرة غزوة . اهـ .

 

و قال حنظلة بن أبى سفيان عن أشياخه : لم يكن أحد من أحداث أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أفقهَ من أبى سعيد الخدرى, و فى رواية : أعلم .

 

وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب في معرفة الأصحاب" (2/ 602) :

"أول مشاهده الخندق، وغزا مع رَسُول اللَّهِ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ اثنتي عشرة غزوة، وكان ممن حفظ عن رَسُول اللَّهِ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ سننا كثيرة، وروى عنه علما جما، وكان من نجباء الأنصار وعلمائهم وفضلائهم." اهـ

 

إكمال تهذيب الكمال (5/ 247)

قال: وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة بني المصطلق، وكانت في شعبان قبل الخندق بثلاثة أشهر.

 

تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (1/ 192)

وورد المدائن في حياة حذيفة بْن اليمان، وبعد ذلك مع عَلِيّ بْن أَبِي طالب لما حارب الخوارج بالنهروان.

 

مختصر تاريخ دمشق (9/ 272)

شهد خطبة عمر بالجابية وقدم دمشق على معاوية.

 

إكمال تهذيب الكمال (5/ 247)

وذكره المرادي في كتاب «الزمنى» أنه عمي.

 

قال الحافظ في تهذيب التهذيب 3 / 481 :

و قال أبو الحسن المدائنى : مات سنة ثلاث و ستين .

و قال العسكرى : مات سنة خمس و ستين . اهـ .

 

معرفة الصحابة لأبي نعيم (3/ 1260)

كَانَ يَسْكُنُ الْمَدِينَةَ، وَبِهَا تُوُفِّيَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ، وَلَهُ عَقِبٌ، وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً، كَانَ يُحْفِي شَارِبَهُ وَيُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ.

 

زاد بعضهم : بالمدينة .

 

روى له الجماعة . اهـ .

 

سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 172)

مُسْنَدُ أَبِي سَعِيْدٍ: أَلْفٌ وَمائَةٌ وَسَبْعُوْنَ حَدِيْثاً، فَفِي (البُخَارِيِّ) وَ (مُسْلِمٍ) : ثَلاَثَةٌ وَأَرْبَعُوْنَ.

وَانْفَرَدَ البُخَارِيُّ: بِسِتَّةَ عَشَرَ حَدِيْثاً، وَمُسْلِمٌ: بِاثْنَيْنِ وَخَمْسِيْنَ.

 

سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 170)

أَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ:

عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللهِ، فَإِنَّهُ رَأْسُ كُلِّ شَيْءٍ، وَعَلَيْكَ بِالجِهَادِ، فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَةُ الإِسْلاَمِ، وَعَلَيْكَ بِذِكْرِ اللهِ وَتِلاَوَةِ القُرْآنِ، فَإِنَّهُ رُوْحُكَ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ، وَذِكْرُكَ فِي أَهْلِ الأَرْضِ، وَعَلَيْكَ بِالصَّمْتِ إِلاَّ فِي حَقٍّ، فَإِنَّكَ تَغْلِبُ الشَّيْطَانَ

 

 

تخريج الحديث :

 

أخرجه ابن ماجه في سننه (2/ 1406) (رقم : 4204)، وأحمد في مسنده (17/ 354) (رقم : 11252)، وحنبل بن إسحاق الشيباني في الفتن (ص: 136) (رقم : 30)، وأبو جعفر الطبري في "تهذيب الآثار" - مسند عمر (2/ 794) (رقم : 1117)، والحاكم في المستدرك على الصحيحين (4/ 365) (رقم : 7936)، والبيهقي في شعب الإيمان (9/ 155) (رقم : 6413)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (5/ 35) (رقم : 1781).

 

شرح الحديث وفوائده :

 

توضيح الأحكام من بلوغ المرام (7/ 400_401) للبسام:

"الشرك نوعان: أكبر يخرج من الملَّة الإسلامية، وأصغر، وضابطه: أنَّه أحد الوسائل المفضية إلى الشرك الأكبر، والأصغر لا يخرج من___الملَّة إلاَّ أنَّه خطر." اهـ

 

فتح الباري لابن حجر (13/ 103)

فَإِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ لِلصَّحَابَةِ لِأَنَّ الَّذِي خَافَهُ عَلَيْهِمْ أَقْرَبُ إِلَيْهِمْ مِنَ الدَّجَّالِ فَالْقَرِيبُ الْمُتَيَقَّنُ وُقُوعُهُ لِمَنْ يَخَافُ عَلَيْهِ يَشْتَدُ الْخَوْفُ مِنْهُ عَلَى الْبَعِيدِ الْمَظْنُونِ وُقُوعُهُ بِهِ وَلَوْ كَانَ أَشَدَّ

 

شرح رياض الصالحين (6/ 611)

فهذا رياء والعياذ بالله والمرائي حابط عمله والرياء من صفات المنافقين كما قال الله تبارك وتعالى {إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا} واعلم أيها المرائي أن الله سيفضحك عن قرب لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال من راءى راءى الله به يعني أظهر مراءاته وعيوبه عند الناس ومن سمع سمع الله به ثم قال صلى الله عليه وسلم إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم يعني لو خرج الدجال وأنا موجود فأنا أكفيكم إياه وإن يخرج يعني وليس فيهم فامرؤ حجيج نفسه يعني كل إنسان يحاج عن نفسه والله خليفتي على كل مؤمن فاستخلف ربه عز وجل أن يكون مؤيدا للمؤمنين واقيا لهم من فتن الدجال الذي ليس بين خلق آدم وقيام الساعة فتنة أشد منها نسأل الله أن يقينا وإياكم فتنته والله الموفق تابع الحديث السابق.

 

شرح صحيح البخارى لابن بطال (1/ 113_114)

فلا محالة أن هذا الضرب من الرياء، لا يوجب الكفر، وهذا المعنى فى الحديث. قال (صلى الله عليه وسلم) : «الشرك أخفى فيكم من دبيب النمل»، ثم قال: «يا أبا بكر، ألا أدلك على ما يُذهب صغير ذلك وكبيره، قل: (اللهم إنى أعوذ بك أن أُشْرِكَ بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم».

وفى بعض الطرق، يقول ذلك ثلاث مرات.

فبان بهذا الحديث أن من كان هذا القدر من الرياء فيه خفيًا كخفاء دبيب النمل على الصفا، أن عقد الإيمان ثابت له، ولا يخرج بذلك____الخاطر الفاسد من الرياء، الذى زين له الشيطان فيه محمدة المخلوقين إلى الشرك، ولذلك عَلَّم النبى، (صلى الله عليه وسلم) ، أمته مداواة ذلك الخاطر بالاستعاذة، مما يذهب صغير ذلك وكبيره، وليست هذه حالة المنافقين ولا صفات الكافرين، وليس هذا بمخالف لما بيَّنا، والله أعلم.

 

إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد (2/ 90_91) للفوزان:

"والرياء على قسمين:

القسم الأول: شركٌ أكبر،

وهو: إذا كان قصد الإنسان بجميع أعماله مراءاة النّاس، ولا يقصد وجه الله أبداً، وإنما يقصد العيش مع المسلمين، وحقن دمه، وحفظ ماله، فهذا رياء المنافقين، وهو شركٌ أكبر، قال الله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلاً (142) } ، وهذا لا يصدر من مؤمن.

القسم الثاني: قد يصدر من مؤمن، ويكون في بعض الأعمال، وهو: أن يكون العمل فيه قصدٌ لله وفيه قصدٌ لغير الله.

وهذا هو الشرك الأصغر.

وهذا النوع من الرياء له ثلاثة حالات:

الحالة الأولى: إن كان مقصوداً في العمل من أوله واستمرّ معه إلى آخره فإنّ هذا عملٌ مردود، لا يقبله الله سبحانه وتعالى. فمن صلّى لله وهو يحب أن يُمدح وأن يُثنى عليه، واستمرّ معه الرياء إلى آخر صلاته؛ فهذا لا تُقبل منه صلاته، بدليل الحديث الآتي.

الحالة الثانية: أن يكون أصل العمل لله ثمّ يطرأ عليه الرياء. فهذا إن تاب منه صاحبه في الحال ودفعه، وأخلص العمل لله؛ فإنه لا يضر صاحبه قولاً واحداً، لأن أصل العمل لله وطرأ الرياء، ثمّ دفعه وأخلص العمل لله وعاد إلى الإخلاص، فهذا لا يضرُّه.____

الحالة الثالثة: أن يطرأ في أثناء العمل ويستمر معه. فهذا موضع خلاف بين أهل العلم؛ منهم من قال: إنه يحبط العمل كالنوع الأول، ومنهم من قال: إنه يثاب على قدر نيّته لله في هذا العمل. ذكر هذا التفصيل الحافظ ابن رجب في شرح الأربعين." اهـ

 

حاشية السندي على سنن ابن ماجه (2/ 550) :

"فَإِنَّهُ[9] شِرْكٌ لَا يَظْهَرُ لِلنَّاسِ أَنَّهُ شِرْكٌ، بَلْ يَظْهَرُ لَهُمْ أَنَّهُ صَلَاحٌ."

 

الأخلاق الزكية في آداب الطالب المرضية (ص: 50) لأحمد بن يوسف بن محمد الأهدل :

"وهو في غاية من الخفاء لأنه أدق من دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء- أي على الحجر الأملس- في الليلة الظلماء.

ولهذا جاء في الحديث: «الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النملة السوداء على صَفاةٍ سوداء في ظُلمة الليل»[10]." اهـ [أخرجه الحكيم الترمذي، انظر: صحيح الجامع (3/ 233) وتخريج الطحاوية للأرنؤوط (ص83)]

 

خطوات إلى السعادة (ص: 21) لعبد المحسن بن محمد بن عبد الرحمن القاسم القحطاني :

"مداخل الشيطان على العبد عديدة ويلبس كل صنف لبوسهم فيؤُزُّ التجارَّ إلى أكل الربا، ويزين للنساء أمور الزينة المحرمة، ويدخل على الصالحين من باب الرياء. قال الطيبي عن الرياء: "وهو من أضر غوائل النفس وبواطن مكائدها، يبتلى به العلماء والعباد والمشمرون عن ساق الجد لسلوك طريق الآخرة". وهو من أخفى الأبواب وأضرها على العبد...والصالح إذا كان يرائي بعمله يعذب في الآخرة قبل غيره". اهـ

 

تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد الذى هو حق الله على العبيد (ص: 460_461) :

"فسر الشرك الخفي بهذا أن يعمل الرجل العمل لله، لكن يزيد فيه صفة كتحسينه وتطويله ونحو ذلك، لما يرى من نظر رجل،

فهذا هو الشرك الخفي، وهو الرياء،

والحامل له على ذلك: هو حب الرياسة، والجاه عند الناس.

قال الطِّيْبِيُّ: وهو من أضر غوائل النفس، وبواطن مكائدها، يبتلى به العلماء والعباد، والمشمرون عن ساق الجد لسلوك طريق الآخرة، فإنهم مهما قهروا أنفسهم، وفطموها عن الشهوات، وصانوها عن الشبهات، عجزت نفوسهم عن الطمع في المعاصي الظاهرة، الواقعة على الجوارح، فطلبت الاستراحة إلى التظاهر بالخير، وإظهار العلم والعمل، فوجدت مخلصًا من مشقة المجاهدة إلى لذة القبول عند الخلق، ولم تقنع باطلاع الخالق تبارك وتعالى، وفرحت بحمد الناس، ولم تقنع بحمد الله وحده، فأحب مدحهم،___وتبركهم بمشاهدته وخدمته وإكرامه وتقديمه في المحافل،

فأصابت النفس في ذلك أعظم اللذات، وأعظم الشهوات. وهو يظن أن حياته بالله تعالى وبعبادته، وإنما حياته هذه الشهوة الخفية التي تعمى عن دركها العقول الناقدة،

قد أثبت اسمه عند الله من المنافقين، وهو يظن أنه عند الله من عباده المقربين. وهذه مكيدة للنفس لا يسلم منها إلا الصديقون، ولذلك قيل: (آخر ما يخرج من رؤوس الصديقين حب الرياسة). انتهى كلامه.

وفي الحديث من الفوائد:

* شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته ونصحه لهم،

* وأن الرياء أخوف على الصالحين من فتنة الدجال،

* والحذر من الرياء ومن الشرك الأكبر، إذ كان _صلى الله عليه وسلم_ يخاف الرياء على أصحابه مع علمهم وفضلهم، فغيرهم أولى بالخوف." اهـ

 

إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد (1/ 96)

قال: "وفي الحديث" أي الحديث الذي رواه أحمد والطبراني والبيهقي أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لأصحابه: "أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر"، الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول لأبي بكر وعمر ولسادات المهاجرين والأنصار، الذين بلغوا القمّة في التّوحيد والإيمان والجهاد في سبيل الله، ومع هذا الرسول يخاف عليهم، فمن يأمن بعد هؤلاء؟: "أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر"، فسئل عنه فقال: "الرياء" هذا دليل على اهتمام الصحابة في الأمر، والرياء معناه: أن الإنسان يتصنّع أمام الناس بالتقوى، والعمل الصالح، وإتقان الصلاة، وغير ذلك، من أجل أن يمدحوه، فالرياء من الرؤية أن يحب الإنسان أن يراه الناس وهو يعمل العمل الصالح من أجل أن___يمدحوه، والسُّمعة أن يحب الإنسان أن الناس يسمعون كلامه ويسمعون عمله ويمدحونه، فالرياء لما يُرى من الأعمال، والسُّمعة لما يسمع منها." اهـ

 

إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد (1/ 97)

يمدحوه، والسُّمعة أن يحب الإنسان أن الناس يسمعون كلامه ويسمعون عمله ويمدحونه، فالرياء لما يُرى من الأعمال، والسُّمعة لما يسمع منها.

والرياء شرك خفي، لأن الشرك على نوعين: شرك ظاهر وشرك خفي.[11]

الشرك الظاهر: الذي يتمثل في الأعمال والأقوال، بأن يدعو غير الله، أو يذبح لغير الله، أو يستغيث بغير الله، هذا ظاهر يراه الناس ويسمعونه،

لكن هناك شرك خفي: لا يدري عنه الناس، لأنه في القلب، لا يعلمه إلاَّ الله سبحانه وتعالى، وهو الشرك في النيّة والإرادة، فالإنسان إذا سَلِم من الشرك الأكبر فإنه قد لا يسلم من الشرك الأصغر الذي يكون في القلوب، وهذا مما يُعطي المؤمن الحذر الشديد.

والرياء من صفات المنافقين، يقول الله تعالى في المنافقين: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلاً (142) } والله تعالى توعّد المرائين، قال تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ (6) } فوعدهم الله بالويل، وجاء في الحديث أن الله يقول للمرائين يوم القيامة: "اذهبوا إلى الذين كنتم تراءونهم في الدنيا هل تجدون عندهم جزاءً".

 

إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد (1/ 97)

فهذا الحديث فيه الخوف من الشرك، لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خافه على سادات المهاجرين والأنصار، وعلى أفضل هذه الأمة، فكيف بمن دونهم، وإذا كان هذا في الشرك الأصغر الذي لا يُخرج من الملّة فكيف بالشرك الأكبر- والعياذ بالله-.

وفيه دليل على وجوب إخلاص النية لله عزّ وجلّ، وان الإنسان لا يقصد مدح الناس أو ثناء الناس أو مطامع دنيا بأعماله الصالحة، وإنما يخلص النيّة لله عزّ وجلّ، يريد وجه الله، فإن عَمِل من أجل الرياء فعمله باطل.

فهذا الحديث يدل:

أولاً: على الخوف من الشرك.

ثانياً: أن الرياء شرك، ومعناه- كما ذكرنا-: أن يحب الإنسان أن يراه الناس على الطاعة فيُثنوا عليه بها.

وثالثاً: أن الرياء شرك خفي، لا يعلمه الناس، وإنما الله جل وعلا هو الذي يعلمه، لأنه في القلوب." اهـ

 

الملخص في شرح كتاب التوحيد (ص: 45)

لكمال شفقته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ورحمته بأمته ونصحه لهم بحيث لم يترك خيراً إلا دلهم عليه ولا شراً إلا حذّرهم منه، ومن الشر الذي حذّر منه الظهور بمظهر العبادة لقصد تحصيل ثناء الناس لأنه شركٌ في العبادة -وهو وإن كان شكاً أصغرَ فخطره عظيم، لأنه يحبط العمل الذي قارنه- ولما كانت النفوس مجبولة على محبة الرئاسة والمنزلة في قلوب الخلق إلا من سلَّم الله كان هذا أخوف ما يُخاف على الصالحين -لقوة الداعي إليه- بخلاف الداعي إلى الشرك الأكبر، فإنه إما معدوم في قلوب المؤمنين الكاملين، وإما ضعيف.

 

الملخص في شرح كتاب التوحيد (ص: 46)

ما يستفاد من الحديث:

1- شدة الخوف من الوقوع في الشرك الأصغر، وذلك من وجهين:

الأول: أن الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تخوَّف من وقوعه تخوفاً شديداً.

الثاني: أنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تخوَّف من وقوعه في الصالحين الكاملين فمن دونهم من باب أولى.

2- شدة شفقته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على أمته وحرصه على هدايتهم ونصحه لهم.

3- أن الشرك ينقسم إلى أكبر وأصغر -فالأكبر هو أن يسوِّي غير الله بالله فيما هو من خصائص الله، والأصغر هو ما أتى في النصوص أنه شرك ولم يصل إلى حد الأكبر- والفرق بينهما:

أ-أن الأكبر يحبط جميع الأعمال، والأصغر يحبط العمل الذي قارنة.

ب- أن الأكبر يخلد صاحبه في النار، والأصغر لا يوجب الخلود في النار.

ج- أن الأكبر ينقل عن الملة، والأصغر لا ينقل عن الملة.



[1] كثيرا ما أطلق المنذي نسبة الحديث إلى البيهقي، ومراده : البيهقي في شعب الإيمان.

 

[2] وفي مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (8/ 3342) : "أَيْ: لِعُمُومِهِ وَخَفَائِهِ." اهـ

[3] وفي مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (8/ 3342) : "«مِنَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ» ، أَيْ لِخُصُوصِ وَقْتِهِ، وَلِظُهُورِ مَقْتِهِ، فَيَجِبُ عَلَيْكُمْ رِعَايَةُ مُحَافَظَتِهِ." اهـ

[4] وفي حاشية السندي على سنن ابن ماجه (2/ 550)

قَوْلُهُ: (الشِّرْكُ الْخَفِيُّ) فَإِنَّهُ شِرْكٌ لَا يَظْهَرُ لِلنَّاسِ أَنَّهُ شِرْكٌ، بَلْ يَظْهَرُ لَهُمْ أَنَّهُ صَلَاحٌ." اهـ

[5] وفي مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (8/ 3342) : "قَوْلُهُ: (" فَيَزِيدَ ") أَيْ: فِي الْكَمِّيَّةِ أَوِ الْكَيْفِيَّةِ." اهـ

[6] وفي مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (8/ 3342) : "وَلَمْ يَكْتَفِ بِاطِّلَاعِهِ سُبْحَانَهُ عَلَيْهِ." اهـ

[7] ربيح بن عبد الرحمن بن أبى سعيد الخدرى المدنى، يقال: سعيد (وربيح لقَبٌ)، من الطبقة السابعة  (من كبار أتباع التابعين)، روى له: أبو داود، والترمذي في الشمائل، وابن ماجه. بيَّن الحافظ أنه مقبول.

[8] وفي سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 169)

وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي سَعِيْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:

عُرِضْتُ يَوْمَ أُحُدٍ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا ابْنُ ثَلاَثَ عَشْرَةَ، فَجَعَلَ أَبِي يَأْخُذُ بِيَدِي، وَيَقُوْلُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! إِنَّهُ عَبْلُ العِظَامِ.

وَجَعَلَ نَبِيُّ اللهِ يُصَعِّدُ فِيَّ النَّظَرَ، وَيُصَوِّبُهُ، ثُمَّ قَالَ: (رُدَّهُ) . فَرَدَّنِي." اهـ

[9] يعني: الرياء

[10] أخرجه الحكيم الترمذي، انظر: صحيح الجامع (3/ 233) وتخريج الطحاوية للأرنؤوط (ص83).

[11] وفي إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد (2/ 89) للفوزان: "ولَمّا كان الشرك على نوعين: شركٌ ظاهر، وشرك خفي.

فالشرك الظاهر: هو ما يكون في الأعمال الظاهرة كالذي يذبح لغير الله أو ينذر لغير الله أو يستغيث بغير الله إلى غير ذلك من أنواع الشرك الأكبر الذي يراه النّاس ويسمعونه.

أما النوع الثاني: وهو الشرك الخفي، فهذا لا يراه النّاس ولا يعلمونه؛ لأنه في القلوب.

فالشرك الأول يكون في الأعمال الظاهرة، وهذا في النيّات والمقاصد القلبية التي لا يعلمها إلاَّ الله سبحانه وتعالى." اهـ

Komentar

Postingan populer dari blog ini

شرح الحديث 112 - 113 - الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير - من صحيح الرغيب

شرح الحديث 66 من رياض الصالحين