الْحَدِيثُ الْحَادِي وَالسِّتُّونَ من بهجة قلوب الأبرار

 

الْحَدِيثُ الْحَادِي وَالسِّتُّونَ: الْإِحْسَانُ فِي الذَّبْحِ.

عَنْ شَدَّادِ بْنِ أوْس _رضي الله عنه_:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ _صلى الله عليه وسلم_ قَالَ:

«إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. فَإِذَا قَتَلْتُمْ فأحْسِنوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ. وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ ولْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ» رَوَاهُ مسلم

 

صحابي الحديث:

 

وفي الأعلام للزركلي (3/ 158):

شَدَّاد بن أَوْس (000 - 58 هـ = 000 - 677 م)

شَدَّاد بن أوس بن ثابت الخزرجي الأنصاري، أبو يعلى: صحابي، من الأمراء. ولّاه عمر إمارة حمص، ولما قتل عثمان اعتزل، وعكف على العبادة. كان فصيحا حليما حكيما،

قال أبو الدرداء: لكل أمة فقيه، وفقيه هذه الأمة شَدَّاد بن أوس.

توفي في القدس عن 75 سنة. وله في كتب الحديث 50 حديثا." اهـ

 

سير أعلام النبلاء ط الرسالة (2/ 460_461):

وَشَدَّادٌ: هُوَ ابْنُ أَخِي حَسَّانِ بنِ ثَابِتٍ، شَاعِرِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ___مِنْ فُضَلاَءِ الصَّحَابَةِ، وَعُلَمَائِهِمْ، نَزَلَ بَيْتَ المَقْدِسِ." اهـ

 

سير أعلام النبلاء ط الرسالة (2/ 462)

وَكَانَ لَهُ خَمْسَةُ أَوْلاَدٍ، مِنْهُمْ: بِنْتُهُ خَزْرَجٌ، وَتَزَوَّجَتْ فِي الأَزْدِ، وَكَانَ أَكْبَرُهُمْ يَعْلَى، ثُمَّ مُحَمَّدٌ، ثُمَّ عَبْدُ الوَهَّابِ، وَالمُنْذِرُ.

فَمَاتَ شَدَّادٌ، وَخَلَّفَ عَبْدَ الوَهَّابِ، وَالمُنْذِرَ صَغِيْرَيْنِ، وَأَعْقَبُوا سِوَى يَعْلَى.

 

سير أعلام النبلاء ط الرسالة (2/ 463)

وَنَسَأَ لابْنَتِهِ نَسْلٌ إِلَى سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ.

وَكَانَتِ الرَّجْفَةُ الَّتِي كَانَتْ بِالشَّامِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ، وَكَانَ أَشَدُّهَا بِبَيْتِ المَقْدِسِ، فَفَنِيَ كَثِيْرٌ مِمَّنْ كَانَ فِيْهَا مِنَ الأَنْصَارِ وَغَيْرِهِمْ، وَوَقَعَ مَنْزِلُ شَدَّادٍ عَلَيْهِمْ، وَسَلِمَ مُحَمَّدٌ، وَقَدْ ذَهَبَتْ رِجْلُهُ تَحْتَ الرَّدْمِ." اهـ

 

سير أعلام النبلاء ط الرسالة (2/ 464)

وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: نَزَلَ فِلَسْطِيْنَ، وَلَهُ عَقِبٌ.

مَاتَ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً، وَكَانَتْ لَهُ عِبَادَةٌ وَاجْتِهَادٌ

 

سير أعلام النبلاء ط الرسالة (2/ 465)

قَالَ المُفَضَّلُ الغَلاَبِيُّ: زُهَّادُ الأَنْصَارِ ثَلاَثَةٌ: أَبُو الدَّرْدَاءِ، وَعُمَيْرُ بنُ سَعْدٍ، وَشَدَّادُ بنُ أَوْسٍ.

 

قال المؤلف في بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار ط الوزارة (ص: 127_129) شارحا للحديث:

"الإحسان نوعان:

* إحسان في عبادة الخالق، بأن يعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإن الله يراه. وهو الجد في القيام بحقوق الله على وجه النصح، والتكميل لها.

* وإحسان في حقوق الخلق.

 

وأصل الإحسان الواجب: أن تقوم بحقوقهم الواجبة، كالقيام ببر الوالدين، وصلة الأرحام، والإنصاف في جميع المعاملات، بإعطاء جميع ما عليك من الحقوق، كما أنك تأخذ مالك وافيا.

 

قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء: 36]

 

فأمر بالإحسان إلى جميع هؤلاء.

 

ويدخل في ذلك:

* الإحسان إلى جميع نوع الإنسان،

* والإحسان إلى البهائم، حتى في الحالة التي تَزْهَقُ فيها نفوسها،

ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة» .

 

فمن استحق القتل لموجب قتل، يُضْرَبْ عُنُقُه بالسيف، من دون تعزير ولا تمثيل.

 

وقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة» أي: هيئة الذبح وصفته. ولهذا قال: «وليحد أحدكم شفرته» أي: سكينه: «وليرح ذبيحته»

 

فإذا____كان العبد مأمورا بالإحسان إلى من استحق القتل من الآدميين، وبإحسان ذبحة ما يراد ذبحه من الحيوان، فكيف بغير هذه الحالة؟

 

واعلم أن الإحسان المأمورَ بِهِ نوعان:

أحدهما: واجب، وهو الإنصاف، والقيام بما يجب عليك للخلق بحسب ما توجه عليك من الحقوق.

والثاني: إحسان مستحب. وهو ما زاد على ذلك من بذل نفع بدني، أو مالي، أو علمي، أو توجيه لخير ديني، أو مصلحة دنيوية،

فكل معروف صدقة، وكل ما أدخل السرور على الخلق صدقة وإحسان. وكل ما أزال عنهم ما يكرهون، ودفع عنهم ما لا يرتضون من قليل أو كثير، فهو صدقة وإحسان.

 

ولما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قصة البغي التي سقت الكلب الشديدَ الْعَطَشِ بِخُفَّيْهَا مِنَ الْبِئْرِ، وأن الله شكر لها وغفر لها. قالوا لرسول الله _صلى الله عليه وسلم_: «إن لنا في البهائم أجرا؟» قال: «في كل كبد حَرَى أَجْرٌ»[1].

 

فالإحسان: هو بذل جميع المنافع من أي نوع كان، لأي مخلوق يكون، ولكنه يتفاوت بتفاوت المحسن إليهم، وحقهم ومقامهم، وبحسب الإحسان، وعظم موقعه، وعظيم نفعه، وبحسب إيمان المحسن وإخلاصه، والسبب الداعي له إلى ذلك.

 

ومن أَجَلِّ أنواعِ الإحسانِ: الإحسانُ إلى من أساء إليك بقول أو فعل.

قال تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ - وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}[2] [فصلت: 34 - 35]

 

ومن كانت طريقته الإحسان أحسن الله جزاءه: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن: 60] [3] ____

{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26]

{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ}[4] [الزمر: 10]

{إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56]

أي المحسنين في عبادة الله، المحسنين إلى عباد الله.

 

والله تعالى يوجب على عباده العدل من الإحسان، ويندبهم إلى زيادة الفضل منه، وقال تعالى في المعاملة:

{وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} [البقرة: 237][5]، أي: اجعلوا للفضل والإحسان موضعا من معاملاتكم. ولا تستقصوا في جميع الحقوق، بل يسروا ولا تعسروا، وتسامحوا في البيع والشراء، والقضاء والاقتضاء.

 

ومن ألزم نفسه هذا المعروف، نال خيرا كثيرا، وإحسانا كبيرا. . والله أعلم." اهـ كلام المؤلف _رحمه الله_.

 

شرح الأربعين النووية للعثيمين (ص: 186_193)

"من فوائد هذا الحديث:

 

1_ رأفة الله عزّ وجل بالعباد، وأنه كتب الإحسان على كل شيء.

ويدخل في ذلك الإحسان إلى شخص تدله الطريق، وكذا إطعام الطعام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من القتل والذبح مجرد أمثلة.

2_ الحث على الإحسان في كل شيء، لأن الله تعالى كتب ذلك أي شرعه شرعاً مؤكداً..

3_ أنك إذا قتلت شيئاً يباح قتله، فأحسن القتلة،

ولنضرب لهذا مثلاً : رجلٌ آذاه كَلْبٌ من الكلاب، وأراد أن يقتله، فله طرق في قتله كأن يقتله بالرصاص، أو برضّ الرأس، أو بإسقائه السم، أو بالصعق بالكهرباء، أنواعٌ كثيرةٌ من القتل، فنقتله بالأسهل، وأسهلها كما قيل: الصعق بالكهرباء، لأن الصعق بالكهرباء لايحس المقتول بأي ألم ولكن تخرج روحه بسرعة من غير أن يشعر، فيكون هذا أسهلَ شَيْءٍ.

يستثنى من ذلك : القصاص،

ففي القصاص، يُفعل بالجاني كما فُعِل بالمقتول،

ودليل ذلك قصة اليهودي الذي رضّ رأس الجارية، فأمر النبي _صلى الله عليه وسلم_ أن يُرَضَّ رأسه بين حجرين.[6]

4_ أن الله عزّ وجل له الأمر وإليه الحكم، لقوله: "إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ" وكتابة الله تعالى نوعان: كتابة قدرية، وكتابة شرعية.

الكتابة القدرية لابد أن تقع، والكتابة الشرعية قد تقع من بني آدم وقد لاتقع.

مثال الأول: قول الله تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (الانبياء: 105)

فهذه كتابة قدرية.

ومثال الثاني: قوله تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ) (البقرة: الآية216) أي كتب كتابة شرعية.

وقوله : (وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ) يجب أن تعلم أن الضمير في قوله: (وَهُوَ) يعود على القتال وليس يعود على الكتابة، لأن الصحابة رضي الله عنهم لايمكن أن يكرهوا فريضة الله لكن يكرهون القتل ويقاتلون فيقتلون.

وفرق بين أن يكره الإنسان حكم الله، أو أن يكره المحكوم به.

ومن الكتابة الشرعية قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَام) (البقرة: الآية183) أي كتب شرعاً.___

5_ أن الإحسان شامل في كل شيء، كل شيء يمكن فيه الإحسان لقوله: «إِنَّ الله كَتَبَ الإِحسَانَ عَلَى كِلِّ شَيء».

 

6_ حسن تعليم النبي _صلى الله عليه وسلم_ بضرب الأمثال، لأن الأمثلة تقرّب المعاني في قوله: «إِذَا قَتَلتُمْ...إِذَا ذَبَحْتُمْ»

7_ وجوب إحسان القِتلة، لأن هذا وصف للهيئة لا للفعل.

وإحسان القتلة على القول الراجح : هو اتباع الشرع فيها سواء كانت أصعب أو أسهل، وعلى هذا التقدير لا يرد علينا مسألة رجم الزاني الثيّب.

8_ أن نحسن الذبحة، بأن نذبحها على الوجه المشروع، والذبح لابد فيه من شروط:____

شرح الأربعين النووية للعثيمين (ص: 187)

(1) أهلية الذابح بأن يكون مسلماً أو كتابياً، فإن كان وثنياً لم تحل ذبيحته، وإن كان مرتدّاً لم تحل ذبيحته، وعلى هذا فتارك الصلاة لاتحل ذبيحته لأنه ليس مسلماً ولا كتابياً...___

(2) أن تكون الآلة مما يباح الذبح بها، وهي: كل ما أنهر الدم من حديد أو فضة أو ذهب أو حصى أو قصب، أي شيء لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا أَنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ فَكُلْ» [خ م] ومعنى: أَنْهَرَ الدَّمَ أي أساله.___

(3) إنهار الدم أي إسالته، ويكون إنهار الدم بقطع الودجين وهما العرقان الغليظان المحيطان بالحلقوم، وهذان العرقان متصلان بالقلب فإذا قطعا انهال الدم بكثرة___وغزارة، ثم ماتت الذبيحة بسرعة.____

(4) ذكر اسم الله عليها عند الذبح، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: مَا أَنهرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ فَكُلْ فإذا كان إنهار الدم شرطاً فكذلك التسمية شرط، بل إن الله تعالى أكد هذا بقوله: (وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وإنه لفِسْقُ) (الأنعام: الآية121) فإذا ذبح إنسان ذبيحة ولم يسمّ فالذبيحة حرام.

فإذا نسي أن يسمي، فإنها حرام، لأن الشرط لايسقط بالنسيان بدليل أن الرجل لو___صلى محدثاً ناسياً فصلاته غير صحيحة، ولأن الله تعالى قال: (وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ) (الأنعام: 121) وأطلق بالنسبة للذابح.___

ومن فوائد هذا الحديث:

1_ وجوب حد الشفرة، لأن ذلك أسهل للذبيحة، ومعنىإحدادها: أن يمسحها بشيء يجعلها حادة، فإن ذبح بشفرةكالّة أي ليست بجيدة ولكن قطع ما يجب قطعه فالذبيحة حلال لكنه آثم حيث لم يحد الشفرة.___

2_ وجوب إراحة الذبيحة وذلك بسرعة الذبح، فلا يبقى هكذا يحرحر بل بسرعة لأنه أريح لها.

شرح الأربعين النووية للعثيمين (ص: 193)

3_ إذا أراد الإنسان أن يؤدب أهله، أو ولده فليؤدب بإحسان.

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: «وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَن لاَ يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدَاً تَكْرَهُونَهُ، فَإِنْ فَعَلْنَ ذَلِكَ فَاضرِبُوهُنَّ ضَرْبَاً غَيْرَ مُبَرِّحٍ» [م]

فنقول: حتى في التأديب إذا أدبت فأحسن التأديب ولاتؤدّب بعنف." اهـ


[1] أخرجه البيهقي بهذا اللفظ في "الآداب" (ص: 17) (رقم : 34)،

وأخرجه البخاري ومسلم بلفظ : «في كل كبد رطبة أجر»

قال أبو العباس القرطبي في "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" (18/ 40):

"وقوله : «في كل كبد رطبة أجر»؛ أي: حيَّة ؛ يعني بها : رطوبة الحياة . وفي رواية أخرى : (( في كل كبدٍ حرَّى ))؛ يعني بها : حرارة الحياة، أو حرارة العطش." اهـ

[2] وفي "زاد المسير في علم التفسير" (4/ 53)لابن الجوزي: "وقال قتادة: الحظُّ العظيم: الجنة فالمعنى: ما يُلَقَّاها إلاّ مَنْ وجبت له الجنة." اهـ

[3] وفي تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن (ص: 831): "أي: هل جزاء من أحسن في عبادة الخالق ونفع عبيده، إلا أن يحسن إليه بالثواب الجزيل، والفوز الكبير، والنعيم المقيم، والعيش السليم، فهاتان الجنتان العاليتان للمقربين." اهـ

[4] وفي الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (10/ 100_101):

"وَالْحَسَنَةُ هُنَا: الْجَنَّةُ، أَيْ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ فَلَهُ الْجَنَّةُ غَدًا. وَقِيلَ: «لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا» الْيَوْمَ حَسَنَةٌ فِي الدُّنْيَا مِنَ النَّصْرِ وَالْفَتْحِ وَالْغَنِيمَةِ: (وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ)___أَيْ: مَا يَنَالُونَ فِي الْآخِرَةِ مِنْ ثَوَابِ الْجَنَّةِ خَيْرٌ وَأَعْظَمُ مِنْ دَارِ الدُّنْيَا، لِفَنَائِهَا وَبَقَاءِ الْآخِرَةِ." اهـ

[5] وفي أيسر التفاسير للجزائري (1/ 226): "{وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} : أي المودة والإحسان." اهـ

[6] أخرجه البخاري في صحيحه (7/ 51 و 9/ 5) (رقم : 5295 و 6877)، صحيح مسلم (3/ 1299) (رقم : 1672)

Komentar

Postingan populer dari blog ini

شرح الحديث 112 - 113 - الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير - من صحيح الرغيب

شرح الحديث 66 من رياض الصالحين