شرح الحديث 35 من الأدب المفرد

 

 

19_ بَابُ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا

35 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ قَالَ: أَخْبَرَنِي أُسَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أُسَيْدٍ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ بَعْدَ مَوْتِهِمَا أَبَرُّهُمَا؟ قَالَ: " نَعَمْ، خِصَالٌ أَرْبَعٌ: الدُّعَاءُ لَهُمَا، وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا رَحِمَ لَكَ إِلَّا مِنْ قِبَلِهِمَا[1]»

[قال الشيخ الألباني : ضعيف]

 

رواة الحديث:

 

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ (ثقة ثبت: ت 218 هـ):

الفضل بن دكين : عمرو بن حماد بن زهير الكوفى ( مشهور بكنيته )، من صغار أتباع التابعين، روى له :  خ م د ت س ق 

 

قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ (صدوق: ت 172 هـ):

عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة الأنصارى الأوسى ، أبو سليمان المدنى ، المعروف بابن الغسيل روى له :  خ م د تم ق

 

قَالَ: أَخْبَرَنِي أُسَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدٍ (صدوق):

أسيد بن على بن عبيد الساعدى الأنصارى، من صغار التابعين، روى له :  بخ د ق 

 

عَنْ أَبِيهِ (مقبول):

علي بن عبيد الأنصارى المدنى ، مولى أبى أسيد الساعدى، من صغار التابعين، روى له :  بخ د ق  ( البخاري في الأدب المفرد - أبو داود - ابن ماجه )

 

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أُسَيْدٍ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ :

مالك بن ربيعة بن البدن و يقال البدى ، أبو أسيد الساعدى الأنصارى ( مشهور بكنيته ، شهد بدرا و غيرها )، روى له :  خ م د ت س ق

 

وفي "الأعلام" للزركلي (5/ 261):

مالك بن رَبِيَعة (000 - 60 هـ = 680 000 م): مالك بن ربيعة بن عمرو " البَدَنِ " ابن عوف الخزرجي الساعدي، أَبُوْ أُسَيْدٍ: صحابِيٌّ، كانت معه راية بني ساعدة يوم الفتح. وروى أحاديث وكفّ بصره. واختلفوا في تاريخ وفاته. وقيل: إنه آخر البدريين موتا. له 28. حديثا." اهـ

 

سير أعلام النبلاء ط الرسالة (2/ 538)

مِنْ كُبَرَاءِ الأَنْصَارِ. شَهِدَ: بَدْراً، وَالمَشَاهِدَ.

وَاسْمُهُ: مَالِكُ بنُ رَبِيْعَةَ بنِ البَدَنِ. لَهُ أَحَادِيْثُ. وَقَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ فِي أَوَاخِرِ عُمُرِهِ... مَاتَ: سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ، وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ سَعْدٍ، وَخَلِيْفَةَ." اهـ

 

نص الحديث وشرحه:

 

(أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أُسَيْدٍ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَجُلٌ)

وفي رواية: (قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ) بِكَسْرِ اللَّامِ بَطْنٌ مِنَ الْأَنْصَارِ لَيْسَ فِي الْعَرَبِ سَلِمَةُ غَيْرَهُمْ.

(يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ بَعْدَ مَوْتِهِمَا أَبَرُّهُمَا؟)

أَيْ: أَصِلُهُمَا وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمَا بِذَلِكَ الشَّيْءِ مِنَ الْبِرِّ الْبَاقِي بَعْدَ مَوْتِهِمَا؟

مِنْ مَعَانِي الْبِرِّ فِي اللُّغَةِ : الْخَيْرُ وَالْفَضْل وَالصِّدْقُ وَالطَّاعَةُ وَالصَّلاَحُ.

وَفِي الاِصْطِلاَحِ : يُطْلَقُ فِي الأْغْلَبِ عَلَى : الإْحْسَانِ بِالْقَوْل اللَّيِّنِ اللَّطِيفِ الدَّال عَلَى الرِّفْقِ وَالْمَحَبَّةِ، وَتَجَنُّبِ غَلِيظِ الْقَوْل الْمُوجِبِ لِلنُّفْرَةِ، وَاقْتِرَانِ ذَلِكَ بِالشَّفَقَةِ وَالْعَطْفِ وَالتَّوَدُّدِ وَالإْحْسَانِ بِالْمَال وَغَيْرِهِ مِنَ الْأَفْعَال الصَّالِحَاتِ.

(قَالَ: " نَعَمْ، خِصَالٌ أَرْبَعٌ: الدُّعَاءُ لَهُمَا)

أَيِ: الدُّعَاءُ وَمِنْهُ صَلَاةُ الْجِنَازَةِ

(وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا)،

أَيْ: طَلَبُ الْمَغْفِرَةِ لَهُمَا، وَهُوَ تَخْصِيصٌ بَعْدَ تَعْمِيمٍ، لأن الاستغفار من الدعاء.

(وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا)

أَيْ: إِمْضَاءُ وَصِيَّتِهِمَا مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِمَا، وَلَوْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمَا.

إذا عهدا إليه بشيء أو أوصيا بوصية، ينفذ تلك الوصية إذا كانت مشروعة وسائغة وليست مخالفة للشرع، أما إذا كانت مخالفة للشرع فلا ينفذ ما كان مخالفاً للشرع.

(وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا)،

يعني: أن يحسن إلى صديقهما؛ من أجل صداقته لأبيه، أو صداقة المرأة لأمه.

ففي سنن أبي داود (4/ 261) (رقم: 4843): عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ: إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ» حسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1/ 151) (رقم : 98)

وفي غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (1/ 393)

وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا – "

«أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَعْرَابِ لَقِيَهُ بِطَرِيقِ مَكَّةَ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَحَمَلَهُ عَلَى حِمَارٍ، كَانَ يَرْكَبُهُ وَأَعْطَاهُ عِمَامَةً كَانَتْ عَلَى رَأْسِهِ»،

قَالَ ابْنُ دِينَارٍ: فَقُلْنَا أَصْلَحَك اللَّهُ، إنَّهُمْ الْأَعْرَابُ وَهُمْ يَرْضَوْنَ بِالْيَسِيرِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ:

"إنَّ أَبَا هَذَا كَانَ وُدًّا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَإِنِّي سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ «وَإِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ صِلَةُ الْوَلَدِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ».

(وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا رَحِمَ لَكَ إِلَّا مِنْ قِبَلِهِمَا)

يعني: صلة الأقارب التي تتعلَّقُ بالأب والأم؛ يعني: الإحسان إلى أقاربِ الأبِ والأمِّ." اهـ من المفاتيح في شرح المصابيح (5/ 212) للزيداني.

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص: 27) (رقم : 35)، وأبو داود في "سننه" (4/ 336) (رقم : 5142)، وابن ماجه في "سننه" (2/ 1208) (رقم : 3664)، وأبو بكر ابن أبي شيبة في "الأدب" (ص: 190) (رقم : 132)، وأحمد في "مسنده" - عالم الكتب (3/ 497) (رقم : 16059)، والحسين بن حرب المروزي في البر والصلة (ص: 45) (رقم : 87)، وأبو بكر الروياني في مسنده (2/ 437) (رقم : 1460)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (ص: 649) (رقم : 712) وابن حبان في "صحيحه" (2/ 162) (رقم : 418)، والطراني في "المعجم الكبير" (19/ 267) (رقم : 592)، وفي "المعجم الأوسط" (8/ 65) (رقم : 7976)، والبغوي في معجم الصحابة (5/ 182) (رقم : 2052)، وأبو طاهر الْمُخَلِّصُ في "الْمُخَلِّصِيَّاتِ" (1/ 300 و 4/ 105) (رقم : 452 و 3082)، وأبو حفص ابن شاهين البغدادي في "الترغيب في "فضائل الأعمال وثواب ذلك" (ص: 94) (رقم : 301)، وأبو عبد الرحمن السُّلَمِي في آداب الصحبة (ص: 121) (رقم : 199)،  المستدرك على الصحيحين للحاكم (4/ 171) (رقم : 7260)، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (6/ 1225) (رقم : 2170) والبيهقي في السنن الكبرى للبيهقي (4/ 45 و 4/ 102) (رقم : 6893 و 7102)، وفي "شعب الإيمان" (10/ 293) (رقم : 7514) "معرفة السنن والآثار" (5/ 282) (رقم : 7543)، الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي (2/ 204) (رقم : 1622)، الأربعون البلدانية لابن عساكر (ص: 85_88)، وعبد الرزاق بن عبد القادر الكيلاني البغدادي في "الأربعين الكيلانية" (ص: 19)، وابن الجوزي في "البر والصلة" (ص: 131) (رقم : 175) كلهم من طريق أسيد بن على بن عبيد عن أبيه علي بن عبيد مولى أبى أسيد عن أبى أسيد الساعدى مرفوعاً .

 

والحديث ضعيف: ضعفه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (2/ 62) (رقم : 597)

 

وقال شيخنا عبد المحسن العباد _حفظه الله_ في "شرح سنن أبي داود" (رقم : 5142):

والحديث ضعفه الألباني؛ لأن من رجاله عليَّ بْنَ عُبَيْدٍ، وهو مقبول، ولكن الحديث له شواهد فيما يتعلق بالدعاء والاستغفار لهما، وكذلك فيما يتعلق بإنفاذ العهد والوصية ما لم يكن محرماً، وكذلك من ناحية البر وإكرام الصديق، وسيأتي الحديث الذي بعد هذا وفيه إكرام الرجل أهل ود أبيه.

إذاً: فالحديث وإن كان في إسناده رجل مقبول، إلا أن له شواهد تدل عليه." اهـ

 

من فوائد الحديث:

 

موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين (ص: 149)

لَا يَخْفَى أَنَّهُ إِذَا تَأَكَّدَ الْقَرَابَةُ وَالرَّحِمُ فَأَخَصُّ الْأَرْحَامِ وَأَمَسُّهَا الْوِلَادَةُ فَيَتَضَاعَفُ تَأَكُّدُ الْحَقِّ فِيهَ

 

الضياء اللامع من الخطب الجوامع (1/ 108) للعثيمين:

"واعلموا أن ما يتصف به الناس من الأخلاق على وجهين: فأخلاق فاضلة شريفة حث الدين عليها، وأمر بها، وأخلاق رذيلة سافلة حذر عنها، وزهد بها،

ألاَ، وإن من الأخلاق الفاضلة : بِرَّ الوالدَيْنِ، بالإحسان إليهما قولا وفعلا في الحياة، وبعد الممات،

ألا، وإن من برهما بعد الموت: الدعاء لهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ وصيتهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما،

ومن الأخلاق الفاضلة: صلة الأرحام، وذلك بتعاهدهم بالبر والإنفاق ولطف الكلام، فإن من وصل رحمه وصله الله، ومن قطعها قطعه الله." اهـ

 

الضياء اللامع من الخطب الجوامع (7/ 502):

"أيها المسلمون إن بر الوالدين يكون بـ: بذل المعروف، والإحسان إليهما بالقول والفعل والمال:

* أما الإحسان بالقول فأن تخاطبهما باللين واللطف مستصحبًا كل لفظ طيب يدل على اللين والتكريم،

* وأما الإحسان بالفعل، فأن تخدمهما ببدنك ما استطعت من قضاء الحوائج والمساعدة على شؤونهما وتيسير أمورهما وطاعتهما في غير ما يضرك في دينك أو دنياك والله أعلم بما يضرك في ذلك فلا تفت نفسك في شيء لا يضرك بأنه يضرك ثم تعصهما في ذلك.

* وأما الإحسان بالمال: فأن تبذل لهما من مالك كل ما يحتاجان إليه طيبة به نفسك منشرحًا به صدرك غير متبع له بمنة ولا أذى، بلْ تَبْذُلُهُ، وأنت ترى أن المنة لهما في ذلك في قبوله والانتفاع به.

وإن بر الوالدين كما يكون في حياتهما يكون أيضًا بعد مماتهما." اهـ

 

منهاج المسلم (ص: 131_132) لأبي بكر الجزائري:

"وأمَّا الإحسانُ فيِ بابِ المعاملاتِ: فهوَ للوالدينِ: ببرهمَا الّذِي هوَ طاعتهمَا، وإيصالُ الخيرِ إليهمَا، وكف الأذَى عنهمَا، والدعاءُ والاستغفارُ لهمَا، وإنفاذُ عهدهمَا، وإكرامُ صديقهمَا.

وهوَ للأقاربِ: ببرِّهم ورحمتهم، والعطفِ والحدبِ عليهم، وفعلِ مَا يجملُ فعلهُ معهم، وتركِ مَا يسيءُ إليهم، أوْ يقبحُ قولهُ أوْ فعلهُ معهم.

وهوَ لليتامَى: بالمحافظةِ علَى أموالهم، وصيانةِ حقوقهم، وتأديبهم وتربيتهم وتركِ أذاهمْ، وعدمِ قهرهم، وبالهشِّ فيِ وجوههمْ، والمسحِ علَى رؤوسهمْ.

وهوَ للمساكينِ: بسدِّ جوعتهم، وسترِ عورتهم؛ بالحثِّ علَى إطعامهم وعدمِ المساسِ بكرامتهم فلَا يُحتقرونَ ولَا يزدرونَ، ولَا يُنالونَ بسوء أوْ يمشونَ بمكروهٍ.

وهوَ لابنِ السبيلِ: بقضاءِ حاجتهِ، وسدِّ خلتهِ، ورعايةِ مالهِ، وصيانةِ كرامتهِ، وبإرشادهِ إنْ استرشدَ، وهدايتهِ إنْ ضل.

وهوَ للخادمِ: بإتيانهِ أجرَهُ قبلَ أنْ يجف عرقهُ، وبعدمِ إلزامهِ مَا لَا يلزمهُ أوْ تكليفهِ بمِا لَا يطيقُ، وبصونِ كرامتهِ، واحترامِ شخصيتهِ، فإنْ كانَ منْ خدمِ البيتِ فبإطعامهِ مما يطعمُ أهلهُ، وكسوتهِ ممّا يكسونَ، وهوَ لعمومِ الناسِ بالتّلطُّفِ فيِ القولِ لهم، ومجاملتهم فيِ المعاملةِ والمخاطبةِ بعدَ___أمرهم بالمعروفِ ونهيهم عنِ المنكرِ، وبإرشادِ ضالهم، وتعليمِ جاهلهم وبإنصافهم منْ النَّفسِ، والاعترافِ بحقوقهم، وبكفِّ الأذَى عنهم وبعدمِ ارتكابِ مَا يضرهم أوْ فعلِ مَا يؤذيهم.

وهوَ للحيوانِ: بإطعامهِ إنْ جاعَ، ومداواتهِ إنْ مرضَ، وبعدمِ تكليفهِ ما لَا يطيقُ وحملهِ علَى مَا لَا يقدرُ، وبالرفقِ بهِ إنْ عملَ، وإراحتهِ إنْ تعبَ." اهـ

 

مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار (2/ 265) لأبي محمد عبد العزيز بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد المحسن السلمان (المتوفى: 1422هـ):

"فاتقوا الله عباد الله، واعملوا جاهدين لرد بعض الجميل، واستجيبوا لأمر الله ورسوله في الوصية بالوالدين؛ فهما -كما صح في الحديث- جنة العبد وناره. فمن أحسن فعليه بمتابعة الإحسان، ومن فرط فعليه بالتكفير والتماس الغفران." اهـ

 

تطريز رياض الصالحين - (1 / 237)

الحديث دليل على أنَّ الدعاء للوالدين من البر، وقد قال الله تعالى: {وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً} [الإسراء (24) ] .

 

تطريز رياض الصالحين - (1 / 237)

وفيه: الحث على صلة الأرحام وإكرام أصدقاء الوالدين وتنفيذ وصيتهما.

 

غذاء الألباب شرح منظومة الآداب ( ط: الكتب العلمية ) - (1 / 303)

وَقَالَ أَبُو اللَّيْثِ فِي تَنْبِيهِهِ : فَإِنْ سَأَلَ سَائِلٌ أَنَّ الْوَالِدَيْنِ إذَا مَاتَا سَاخِطَيْنِ عَلَى الْوَلَدِ هَلْ يُمْكِنُهُ أَنْ يُرْضِيَهُمَا بَعْدَ وَفَاتِهِمَا , قِيلَ لَهُ بَلْ يُرْضِيهِمَا بِثَلاثَةِ أَشْيَاءَ , أَوَّلُهَا : أَنْ يَكُونَ الْوَلَدُ صَالِحًا فِي نَفْسِهِ ; لأَنَّهُ لا يَكُونُ شَيْءٌ أَحَبَّ إلَيْهِمَا مِنْ صَلاحِهِ , وَالثَّانِي : أَنْ يَصِلَ قَرَابَتَهُمَا وَأَصْدِقَاءَهُمَا , وَالثَّالِثُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَهُمَا وَيَدْعُوَ لَهُمَا وَيَتَصَدَّقَ عَنْهُمَا .

وَذُكِرَ عَنْ بَعْضِ التَّابِعِينَ أَنَّ مَنْ دَعَا لأَبَوَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ فَقَدْ أَدَّى حَقَّهُمَا لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ((أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ))

فَشُكْرُ اللَّهِ أَنْ تُصَلِّيَ فِي كُلِّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ , وَكَذَا شُكْرُ الْوَالِدَيْنِ أَنْ تَدْعُوَ لَهُمَا فِي كُلِّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ , وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .

 

المدخل لابن الحاج الفاسي (3 / 164)

((والصحبة مع الوالدين ببرهما بالنفس والمال وخدمتهما في حياتهما وإنجاز وعدهما والدعاء لهما في كل الأوقات ما داما في الحياة وحفظ عهدهما بعد الممات وإنجاز عاداتهما وإكرام أصدقائهما فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن من أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه)) اهـ

 

مجموع فتاوى ابن باز(30)جزءا - (8 / 344)

فمن بره إنفاذها إذا كانت موافقة للشرع المطهر ، ومن بر الوالدين ; الصدقة عنهما ، والدعاء لهما ، والحج والعمرة عنهما . والله ولي التوفيق .

 

مجموع فتاوى ابن باز(30)جزءا - (25 / 368):

"فبرهما والإحسان إليهما جميعا أمر مفترض ، وحق الوالدة على الولد الذكر والأنثى أعظم وأكبر." اهـ

 

مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (7/ 3092)

"إنَّ الْعِبَادَ أُمِرُوا بِأَنْ لَا يَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ، وَلَا يُرِيدُوا بِطَاعَتِهِمْ غَيْرَهُ، وَكَذَلِكَ مَنْ يَخْدِمُ أَبَوَيْهِ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَخْدِمَ لِطَلَبِ مَنْزِلَةٍ عِنْدَهُمَا إِلَّا مِنْ حَيْثُ أَنَّ رِضَا اللَّهِ فِي رِضَا الْوَالِدَيْنِ، وَلَا يَجُوزُ لَهُ أَنْ يُرَائِيَ بِطَاعَتِهِ لِيَنَالَ بِهَا مَنْزِلَةً عِنْدَ الْوَالِدَيْنِ، فَإِنَّ ذَلِكَ مَعْصِيَةٌ فِي الْحَالِ، وَسَيَكْشِفُ اللَّهُ عَنْ رِيَائِهِ فَتَسْقُطُ مَنْزِلَتُهُ مِنْ قَلْبِهِمَا أَيْضًا." اهـ

شرح سنن ابن ماجه للسيوطي وغيره (ص: 261)

قَالَ النَّوَوِيّ وَفِي هَذَا فضل صلَة اصدقاء الْأَب وَالْإِحْسَان إِلَيْهِم باكرامهم وَهُوَ مُتَضَمّن لبر الْأَب واكرامه لكَونه بِسَبَبِهِ وتلتحق بِهِ اصدقاء الام والاجداد والمشائخ الزَّوْج وَالزَّوْجَة وَقد جَاءَت الْأَحَادِيث فِي اكرامه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خلائل خَدِيجَة انْتهى

 

دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين (3/ 192) لابن علان الصديقي:

"قال العاقولي: وفي الحديث تنبيه على اغتنام فضيلة الصلة وأنها طاعة لا يكون إدراكها إلا من جهتهما، فإنه لو فرض أن إنساناً تولد من تراب مثلاً ولم يولد له لم يكن لذلك الإنسان سبيل إلى دخول الجنة من صلة الرحم، فإنه لا رحم له، فإذا كان الوالدان سبباً في مثل هذه الطاعة وجب رعايتهما وحفظهما فيها

 

الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (19/ 39) للساعاتي:

من تمام بر الأب : أن يصل الرجل صديق أبيه كما قال صلى الله عليه وسلم (أن البر صلة المرء أهل ود أبيه بعد أن يولى) وسيأتي هذا الحديث في هذا الباب وقد كان صلى الله عليه وسلم يصل صدائق خديجة رضي الله عنها برا بها فكيف بصديق الأب

 

الزواجر عن اقتراف الكبائر (2/ 105_107) للهيتمي:

قَالَ - تَعَالَى -: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [النساء: 36]

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يُرِيدُ الْبِرَّ بِهِمَا مَعَ اللُّطْفِ وَلِينِ الْجَانِبِ، فَلَا يُغْلِظُ لَهُمَا فِي الْجَوَابِ، وَلَا يُحِدُّ النَّظَرَ إلَيْهِمَا، وَلَا يَرْفَعُ صَوْتَهُ عَلَيْهِمَا، بَلَى يَكُونُ بَيْنَ يَدَيْهِمَا مِثْلَ الْعَبْدِ بَيْنَ يَدَيْ السَّيِّدِ تَذَلُّلًا لَهُمَا، وَقَالَ - تَعَالَى -: ___

{وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا} [الإسراء: 23] {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: 24]

أَمَرَ اللَّهُ - تَعَالَى - بِالْإِحْسَانِ إلَيْهِمَا، وَهُوَ الْبِرُّ وَالشَّفَقَةُ وَالْعَطْفُ وَالتَّوَدُّدُ وَإِيثَارُ رِضَاهُمَا. وَنَهَى عَنْ أَنْ يُقَالَ لَهُمَا أُفٍّ، إذْ هُوَ كِنَايَةٌ عَنْ الْإِيذَاءِ بِأَيِّ نَوْعٍ كَانَ حَتَّى بِأَقَلِّ أَنْوَاعِهِ، وَمِنْ ثَمَّ وَرَدَ أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: قَالَ: «لَوْ عَلِمَ اللَّهُ شَيْئًا أَدْنَى مِنْ أُفٍّ لَنَهَى عَنْهُ، فَلْيَعْمَلْ الْعَاقُّ مَا شَاءَ أَنْ يَعْمَلَ فَلَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ، وَلْيَعْمَلْ الْبَارُّ مَا شَاءَ أَنْ يَعْمَلَ فَلَنْ يَدْخُلَ النَّارَ» . ثُمَّ أَمَرَ بِأَنْ يُقَالَ لَهُمَا الْقَوْلُ الْكَرِيمُ: أَيْ اللَّيِّنُ اللَّطِيفُ الْمُشْتَمِلُ عَلَى الْعَطْفِ وَالِاسْتِمَالَةِ وَمُوَافَقَةِ مُرَادِهِمَا وَمَيْلِهِمَا وَمَطْلُوبِهِمَا مَا أَمْكَنَ سِيَّمَا عِنْدَ الْكِبَرِ، فَإِنَّ الْكَبِيرَ يَصِيرُ كَحَالِ الطِّفْلِ وَأَرْذَلَ؛ لِمَا يَغْلِبُ عَلَيْهِ مِنْ الْخَرَفِ وَفَسَادِ التَّصَوُّرِ، فَيَرَى الْقَبِيحَ حَسَنًا وَالْحَسَنَ قَبِيحًا، فَإِذَا طَلَبْت رِعَايَتَهُ وَغَايَةَ التَّلَطُّفِ بِهِ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ وَأَنْ يَتَقَرَّبَ إلَيْهِ بِمَا يُنَاسِبُ عَقْلَهُ إلَى أَنْ يَرْضَى فَفِي غَيْرِ هَذِهِ الْحَالَةِ أَوْلَى.

ثُمَّ أَمَرَ - تَعَالَى - بَعْدَ الْقَوْلِ الْكَرِيمِ بِأَنْ يَخْفِضَ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الْقَوْلِ بِأَنْ لَا يُكَلِّمَهُمَا إلَّا مَعَ الِاسْتِكَانَةِ وَالذُّلِّ وَالْخُضُوعِ وَإِظْهَارِ ذَلِكَ لَهُمَا، وَاحْتِمَالِ مَا يَصْدُرُ مِنْهُمَا، وَيُرِيهِمَا أَنَّهُ فِي غَايَةِ التَّقْصِيرِ فِي حَقِّهِمَا وَبِرِّهِمَا، وَأَنَّهُ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ ذَلِيلٌ حَقِيرٌ، وَلَا يَزَالُ عَلَى نَحْوِ ذَلِكَ إلَى أَنْ يُثَلِّجَ خَاطِرَهُمَا، وَيُبَرِّدَ قَلْبَهُمَا عَلَيْهِ، فَيَنْعَطِفَا عَلَيْهِ بِالرِّضَا وَالدُّعَاءِ؛ وَمِنْ ثَمَّ طَلَبَ مِنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ أَنْ يَدْعُوَ لَهُمَا؛ لِأَنَّ مَا سَبَقَ يَقْتَضِي دُعَاءَهُمَا لَهُ كَمَا تَقَرَّرَ فَلْيُكَافِئْهُمَا إنْ فُرِضَتْ مُسَاوَاةٌ، وَإِلَّا فَشَتَّانَ مَا بَيْنَ الْمَرْتَبَتَيْنِ،

وَكَيْفَ تُتَوَهَّمُ الْمُسَاوَاةُ، وَقَدْ كَانَا يَحْمِلَانِ أَذَاك وَكَلَّك وَعَظِيمَ الْمَشَقَّةِ فِي تَرْبِيَتِك، وَغَايَةَ الْإِحْسَانِ إلَيْك، رَاجِينَ حَيَاتَك، مُؤَمَّلِينَ سَعَادَتَك، وَأَنْتَ إنْ حَمَلْت شَيْئًا مِنْ أَذَاهُمَا رَجَوْت مَوْتَهُمَا، وَسَئِمْت مِنْ مُصَاحَبَتِهِمَا؛ وَلِكَوْنِ الْأُمِّ أَحْمَلَ لِذَلِكَ وَأَصْبَرَ عَلَيْهِ مَعَ أَنَّ عَنَاءَهَا أَكْثَرُ وَشَفَقَتَهَا أَعْظَمُ بِمَا قَاسَتْهُ مِنْ حَمْلٍ وَطَلْقٍ وَوِلَادَةٍ وَرَضَاعٍ وَسَهَرِ لَيْلٍ، وَتَلَطُّخٍ بِالْقَذَرِ وَالنَّجَسِ، وَتَجَنُّبٍ لِلنَّظَافَةِ وَالتَّرَفُّهِ حَضَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى بِرِّهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَعَلَى بِرِّ الْأَبِ مَرَّةً وَاحِدَةً كَمَا فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: «أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ أُمُّك، قَالَ ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ أُمُّك، قَالَ ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: أُمُّك، قَالَ ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ أَبُوك ثُمَّ الْأَقْرَبُ فَالْأَقْرَبُ» .

وَقَدْ رَأَى ابْنُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - رَجُلًا يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ حَامِلًا أُمَّهُ عَلَى رَقَبَتِهِ___

فَقَالَ: يَا ابْنَ عُمَرَ أَتَرَى أَنِّي جَزَيْتهَا؟ قَالَ: لَا وَلَا بِطَلْقَةٍ وَاحِدَةٍ وَلَكِنَّك أَحْسَنْت وَاَللَّهُ يُثِيبُك عَلَى الْقَلِيلِ كَثِيرًا. «وَجَاءَ رَجُلٌ إلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ فَقَالَ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ إنَّ لِي امْرَأَةً وَإِنَّ أُمِّيَ تَأْمُرُنِي بِطَلَاقِهَا فَقَالَ سَمِعْت رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: الْوَالِدَةُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَإِنْ شِئْت فَأَضِعْ ذَلِكَ الْبَابَ أَوْ احْفَظْهُ» . وَقَالَ - تَعَالَى -: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} [لقمان: 14]

فَانْظُرْ - وَفَّقَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكَ - كَيْفَ قَرَنَ شُكْرَهُمَا بِشُكْرِهِ.

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -: ثَلَاثُ آيَاتٍ نَزَلَتْ مَقْرُونَةً بِثَلَاثٍ لَمْ تُقْبَلْ مِنْهَا وَاحِدَةٌ بِغَيْرِ قَرِينَتِهَا. إحْدَاهَا: قَوْله تَعَالَى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [النساء: 59] فَمَنْ أَطَاعَ اللَّهَ وَلَمْ يُطِعْ رَسُولَهُ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ. وَالثَّانِيَةُ قَوْله تَعَالَى: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة: 43] فَمَنْ صَلَّى وَلَمْ يُزَكِّ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ. الثَّالِثَةُ قَوْله تَعَالَى: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} [لقمان: 14] فَمَنْ شَكَرَ اللَّهَ وَلَمْ يَشْكُرْ وَالِدَيْهِ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ، وَلِذَا قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «رِضَا اللَّهِ فِي رِضَا الْوَالِدَيْنِ وَسَخَطُ اللَّهِ فِي سَخَطِ الْوَالِدَيْنِ» .

 

فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر (14/ 265)

فذكر خمسة أشياء: الصلاة عليهما يعني الدعاء لهم، ومن الصلاة عليهما صلاة الجنازة أيضا، والاستغفار لهما طلب المغفرة لهما، والثالث: إنفاذ عهدهما من بعدهما، إذا أوصيا بشيء ينفذه، إذا كانت وصية لا تخالف الشرع ينفذها، والرابع: صلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، كإكرام أعمامك وعماتك وأخوالك وخالاتك، والإحسان إليهم، وصلتهم، كل هذا من بر والديك، والخامس: إكرام صديقهما، إذا كان لهما صديق تكرمه بما تستطيع بالكلام الطيب، والزيارة، والدعوة إلى البيت، وإكرام الضيافة، ومواساته، إن كان فقيرا، كل هذا من إكرام الصديق، والله المستعان.


وفي رش البرد (ص 37) لمحمد لقمان السلفي:

"فقه الحديث:

1_ فيه الحث على الدعاء بالرحمة والمغفرة للوالدين .

٢_ الحث على إيفاء العهد الذي كان بين والديه وشخص آخر وتوفيا قبل إنجازه .

٣_ من تمام البر والصلة الإكرام والإنفاق على أصدقاء الوالدين وأصحابهما .

4_ فيه فضل صلة الأرحام، وأن الإنسان لا يستحق هذا الفضل إلا بسبب الوالدين ." اهـ



[1] وفي المفاتيح في شرح المصابيح (5/ 212) للزيداني:

"قوله: «وصلةُ الرَّحِم التي لا تُوْصَلُ إلا بهما»؛ يعني: صلة الأقارب التي تتعلَّقُ بالأب والأم؛ يعني: الإحسان إلى أقاربِ الأبِ والأمِّ." اهـ

Komentar

Postingan populer dari blog ini

شرح الحديث 112 - 113 - الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير - من صحيح الرغيب

شرح الحديث 66 من رياض الصالحين