الحديث 34 من كتاب الأدب المفرد

 

18_ بَابُ عَرْضِ الْإِسْلَامِ عَلَى الْأُمِّ النَّصْرَانِيَّةِ

 

34 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو كَثِيرٍ السُّحَيْمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ:

مَا سَمِعَ بِي أَحَدٌ، يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ، إِلَّا أَحَبَّنِي،

إِنَّ أُمِّي كُنْتُ أُرِيدُهَا عَلَى الْإِسْلَامِ فَتَأْبَى، فَقُلْتُ لَهَا، فَأَبَتْ،

فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_، فَقُلْتُ: "ادْعُ اللَّهَ لَهَا"، فَدَعَا،

فَأَتَيْتُهَا - وَقَدْ أَجَافَتْ عَلَيْهَا الْبَابَ - فَقَالَتْ: "يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، إِنِّي أَسْلَمْتُ"،

فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_، فَقُلْتُ: "ادْعُ اللَّهَ لِي وَلِأُمِّي، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ، عَبْدُكَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَأُمُّهُ، أَحِبَّهُمَا إِلَى النَّاسِ»

[قال الشيخ الألباني] : حسن

 

رواة الحديث:

 

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ (ثقة ثبت : ت 227):

هشام بن عبد الملك الباهلى مولاهم، أبو الوليد الطيالسي البصري، من صغار أتباع التابعين، روى له:  خ م د ت س ق 

 

قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ(صدوق يغلط ، و فى يحيى بن أبى كثير اضطراب : ت 159 هـ):

عكرمة بن عمار : أبو عمار العجلى اليمامي (بصري الأصل)، من صغار التابعين، روى له :  خت م د ت س ق

 

قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو كَثِيرٍ السُّحَيْمِيُّ (ثقة : 129 هـ):

أبو كثير السحيمى : يزيد بن عبد الرحمن بن غُفَيْلَة الغُبَرِيُّ[1] اليمامي الأعمى، من الوسطى من التابعين، روى له :  بخ م د ت س ق

 

قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ:

أبو هريرة الدوسى اليمانى ( حافظ الصحابة ، عبد الرحمن بن صخر الدوسي) المتوفى 57 هـ، روى له :  خ م د ت س ق

 

نص الحديث:

 

سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ:

مَا سَمِعَ بِي أَحَدٌ، يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ، إِلَّا أَحَبَّنِي،

إِنَّ أُمِّي كُنْتُ أُرِيدُهَا عَلَى الْإِسْلَامِ فَتَأْبَى، فَقُلْتُ لَهَا، فَأَبَتْ،

فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_، فَقُلْتُ: "ادْعُ اللَّهَ لَهَا"، فَدَعَا،

فَأَتَيْتُهَا - وَقَدْ أَجَافَتْ عَلَيْهَا الْبَابَ - فَقَالَتْ: "يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، إِنِّي أَسْلَمْتُ"،

فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_، فَقُلْتُ: "ادْعُ اللَّهَ لِي وَلِأُمِّي، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ، عَبْدُكَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَأُمُّهُ، أَحِبَّهُمَا إِلَى النَّاسِ»

 

وفي رواية مسلم في صحيحه (4/ 1938) (رقم : 2491): عن أَبُي هُرَيْرَةَ _رضي الله عنه_، قَالَ: "كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَامِ وَهِيَ مُشْرِكَةٌ، فَدَعَوْتُهَا يَوْمًا، فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَكْرَهُ،

فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا أَبْكِي، قُلْتُ: (يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَامِ، فَتَأْبَى عَلَيَّ[2]، فَدَعَوْتُهَا الْيَوْمَ، فَأَسْمَعَتْنِي فِيكَ مَا أَكْرَهُ، فَادْعُ اللهَ أَنْ يَهْدِيَ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ»

فَخَرَجْتُ مُسْتَبْشِرًا بِدَعْوَةِ نَبِيِّ اللهِ _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_،

فَلَمَّا جِئْتُ فَصِرْتُ إِلَى الْبَابِ[3]، فَإِذَا هُوَ مُجَافٌ[4]، فَسَمِعَتْ أُمِّي خَشْفَ[5] قَدَمَيَّ، فَقَالَتْ: (مَكَانَكَ[6]، يَا أَبَا هُرَيْرَةَ) وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ الْمَاءِ،

قَالَ: فَاغْتَسَلَتْ وَلَبِسَتْ دِرْعَهَا[7]، وَعَجِلَتْ عَنْ خِمَارِهَا[8]، فَفَتَحَتِ الْبَابَ، ثُمَّ قَالَتْ: (يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ)،

قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُهُ وَأَنَا أَبْكِي مِنَ الْفَرَحِ[9]،

قَالَ: "قُلْتُ: (يَا رَسُولَ اللهِ، أَبْشِرْ، قَدِ اسْتَجَابَ اللهُ دَعْوَتَكَ، وَهَدَى أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ)،

فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ خَيْرًا[10]،

قَالَ: قُلْتُ: (يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يُحَبِّبَنِي أَنَا وَأُمِّي إِلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ، وَيُحَبِّبَهُمْ إِلَيْنَا)،

قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

«اللهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هَذَا - يَعْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ - وَأُمَّهُ إِلَى عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ، وَحَبِّبْ إِلَيْهِمِ الْمُؤْمِنِينَ»

فَمَا خُلِقَ مُؤْمِنٌ يَسْمَعُ بِي وَلَا يَرَانِي إِلَّا أَحَبَّنِي.[11]"

 

* أسلم أبو هريرة على يدي طفيل بن عمرو الدوسي[12].___

* هاجر إلى المدينة، فعلم أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - خرج لخيبر، فخرج إليها ووصل خيبر بعد الفتح، وفرت عينه برؤية خاتم النبيين - صلى الله عليه وسلم -، واطمأن قلبه بهذا الدين، وأثنى عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما رأى من حرصه الشديد وطموحه بملازمته ودعا له.

*خرجت أمه-ميمونة بنت صبيح-معه إلى المدينة وهي مشركة، وكان أبو هريرة يخدمها ويدعوها إلى الإسلام وهي ترفض، وتسب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان أبو هريرة لا يهدأ باله بما يراه من أمه، حتى دخل يوما من الأيام على النبي - صلى الله عليه وسلم - مغموما محزونا ملتجئا إليه أن يدعو الله عز وجل أن يدخل الإيمان في قلب أمه، فدعا لها النبي - صلى الله عليه وسلم -.

* لزم أبو هريرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربع سنوات من فتح خيبر إلى وفاة الرسول _صلى الله عليه وسلم_ مخلصًا لله وحريصا على التلقي والتعليم والحفظ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص: 27) (رقم : 34)، ومسلم في "صحيحه" (4/ 1938) (رقم : 2491)، وأحمد في "مسنده" – ط. عالم الكتب (2/ 320) (رقم : 8259)، والبزار في "البحر الزخار" (16/ 228) (رقم : 9387)، وأبو عوانة في المسند – ط. الجامعة الإسلامية (19/ 134) (رقم : 10929)، وابن حبان البُسْتِيُّ في "صحيحه" (16/ 107) (رقم : 7154)، والطبراني في "المعجم الكبير" (25/ 40) (رقم : 76)، والحاكم في "المستدرك على الصحيحين" – ط. دار الكتب العلمية (2/ 677) (رقم : 4240)، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (4/ 1889 و 6/ 3448) (رقم : 4756 و 7848)، والبيهقي في "دلائل النبوة" – ط. دار الكتب العلمية، دار الريان للتراث (6/ 203)، وأبو شجاع الديلميّ الهَمَذَانِيُّ في "الفردوس بمأثور الخطاب" (1/ 502) (رقم : 2051)، والبغوي في "شرح السنة" (13/ 306) (رقم : 3726)، وقوام السنة أبو القاسم إسماعيل لأصبهاني  في "دلائل النبوة" (ص: 85) (رقم : 77).

 

الحديث صحيح: صححه الألباني في  «تخريج المشكاة» (رقم : 5895)، وفي التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان (10/ 230) (رقم : 7110)

 

من فوائد الحديث:

 

إكمال المعلم بفوائد مسلم (7/ 533)

وفى خبر أبى هريرة إجابة دعوة النبى - عليه الصلاة والسلام - لأمه." اهـ

 

الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية (6/ 297_299):

"وَمَعْلُومٌ أَنَّ مَنْ عَوَّدَهُ اللَّهُ إِجَابَةَ دُعَائِهِ لَا يَكُونُ إِلَّا مَعَ صَلَاحِهِ وَدِينِهِ، وَمَنِ ادَّعَى النُّبُوَّةَ لَا يَكُونُ إِلَّا مِنْ أَبَرِّ النَّاسِ إِنْ كَانَ صَادِقًا أَوْ مِنْ أَفْجَرِهِمْ إِنْ كَانَ كَاذِبًا،

وَإِذَا عَوَّدَهُ اللَّهُ إِجَابَةَ دُعَائِهِ لَمْ يَكُنْ فَاجِرًا بَلْ بَرًّا، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ مَعَ دَعْوَى النُّبُوَّةِ إِلَّا بَرًّا تَعَيَّنَ أَنْ يَكُونَ نَبِيًّا صَادِقًا، فَإِنَّ هَذَا يَمْتَنِعُ أَنْ يَتَعَمَّدَ الْكَذِبَ،

وَيَمْتَنِعُ أَنْ يَكُونَ ضَالًّا يَظُنُّ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَأَنَّ الَّذِي يَأْتِيهِ مَلَكٌ، وَيَكُونُ ضَالًّا فِي ذَلِكَ، وَالَّذِي يَأْتِيهِ الشَّيْطَانُ فَإِنَّ هَذَا حَالُ مَنْ هُوَ جَاهِلٌ بِحَالِ نَفْسِهِ، وَحَالِ مَنْ يَأْتِيهِ، وَمِثْلُ هَذَا لَا يَكُونُ أَضَلَّ مِنْهُ، وَلَا أَجْهَلَ مِنْهُ، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ بَيْنَ الْمَلَائِكَةِ وَالشَّيَاطِينِ، وَبَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ الصَّادِقِينَ، وَبَيْنَ الْمُتَشَبِّهِينَ بِهِمْ مِنَ الْكَذَّابِينَ مِنَ الْفَرْقِ مَا لَا يُحْصِيهِ غَيْرُهُ مِنَ الْفُرُوقِ، بَلْ جَعَلَ بَيْنَ الْأَبْرَارِ وَالْفُجَّارِ مِنَ الْفُرُوقِ أَعْظَمَ مِمَّا بَيْنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ،

وَلِأَنَّ مَا يَأْتِي بِهِ الْأَنْبِيَاءُ مِنَ الْأَخْبَارِ وَالْأَوَامِرِ مُخَالِفٌ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ لِمَا يَأْتِي بِهِ الشَّيْطَانُ، وَمَنِ اسْتَقْرَأَ أَحْوَالَ الرُّسُلِ وَأَتْبَاعِهِمْ، وَحَالَ الْكُهَّانِ وَالسَّحَرَةِ تَبَيَّنَ لَهُ مَا يُحَقِّقُ ذَلِكَ___

وَالشَّيْطَانُ الَّذِي يَقُولُ لِمَنْ لَيْسَ بِنَبِيٍّ: "إِنَّكَ نَبِيٌّ صَادِقٌ، وَاللَّهُ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ"، يَكُونُ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ كَذِبًا، وَالْكَذِبُ يَسْتَلْزِمُ الْفُجُورَ فَلَا بُدَّ أَنْ يَأْمُرَهُ بِمَا لَيْسَ بِرًّا بَلْ إِثْمًا، وَيُخْبِرُهُ بِمَا لَيْسَ صِدْقًا بَلْ كَذِبًا كَمَا هُوَ الْوَاقِعُ مِمَّنْ تُضِلُّهُ الشَّيَاطِينُ مِنْ جَهَلَةِ الْعُبَّادِ، وَمِمَّنْ يُزَيَّنُ لَهُ أَنَّهُ نَبِيٌّ أَوْ أَنَّهُ الْمَهْدِيُّ أَوْ خَاتَمُ الْأَوْلِيَاءِ، وَكُلُّ هَؤُلَاءِ لَا بُدَّ أَنْ تَأْمُرَهُ الشَّيَاطِينُ بِإِثْمٍ، وَلَا بُدَّ أَنْ يَكْذِبَ فِي بَعْضِ مَا تُخْبِرُهُ بِهِ تَحْقِيقًا لِقَوْلِهِ تَعَالَى:

{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ} [الشعراء: 221] (221) {تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} [الشعراء: 222]

وَحِينَئِذٍ فَمِثْلُ هَذَا لَا يَكُونُ مَعَ دَعْوَى النُّبُوَّةِ مِنَ الْأَبْرَارِ الَّذِينَ عَوَّدَهُمُ اللَّهُ إِجَابَةَ دُعَائِهِمْ إِجَابَةً خَارِجَةً عَنِ الْعَادَاتِ، بَلْ لَا يَكُونُ مَعَ دَعْوَى النُّبُوَّةِ إِلَّا مِنَ الْأَفَّاكِينَ الْفُجَّارِ، وَإِذَا كَانَ صَادِقًا فِي دَعْوَى النُّبُوَّةِ عَالِمًا بِأَنَّهُ صَادِقٌ ثَبَتَ أَنَّهُ نَبِيٌّ.

وَالْأَنْبِيَاءُ مَعْصُومُونَ مِنَ الْإِقْرَارِ عَلَى الْخَطَأِ فِيمَا يُبَلِّغُونَهُ عَنِ اللَّهِ بِاتِّفَاقِ النَّاسِ، وَحِينَئِذٍ فَكُلُّ مَا يُبَلِّغُهُ عَنِ اللَّهِ فَهُوَ حَقٌّ، وَهُوَ___الْمَطْلُوبُ." اهـ

 

البداية والنهاية ط هجر (11/ 366) لابن كثير:

وَهَذَا الْحَدِيثُ مِنْ دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ، فَإِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ مُحَبَّبٌ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، وَقَدْ شَهَرَ اللَّهُ ذِكْرَهُ

 

صحيح ابن حبان - مخرجا (16/ 107) للبستي:

(ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ مَحَبَّةَ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنَ الْإِيمَانِ)

 

الإفصاح عن معاني الصحاح (8/ 200) لابن هبيرة الشيباني:

* في هذا الحديث من الفقه: أن أبا هريرة، كان من توفيقه أنه لما كانت أمه تسمعه ما يكره على إسلامه، لم يقابلها بمثله، ولكنه أتى الأمر من بابه، وطلب الفضل من أهله، ورأى أن يطلب لها الخير على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ ليكون قد بلغ ما أراده في بر والدته،

فطلب لها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما جرى به قدر الله، لأن الله تعالى جعل إسلامها آية دالة على صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورسالته؛ ليعلم كل سامع هذا الحديث أن النار لا تطفئ بمثلها من النار، ولكن بالماء، ويستدفع السوء بالدعاء، وتطلب المستصعبات من القادر على الأشياء.

ألا ترى أنه لما طلب ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأجابه، كان إسلام أمه في وقته، فهدى الله أمه ببركته وتوفيقه لسؤال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك، كما أنه وفقه لأن يطلب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طلبا يعم سائر أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - في كل من أحبه،

فهذا يدل على أن أبا هريرة مع دعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن آية الإيمان حبه؛ فإذا رأيت أحدا من الناس لا يحب أبا هريرة بعد هذا الحديث فاتهمه." اهـ

 

بهجة المحافل وبغية الأماثل (1/ 359) ليحيى بن أبى بكر العامري الحَرَضِيِّ (المتوفى: 893 هـ):

"في هذا وما يأتي بعده: نَدْبُ طَلَبِ الدُّعَاءِ مِمَّنْ يتوسم فيه الخيرُ." اهـ

 

بهجة المحافل وبغية الأماثل (1/ 360):

"وقوله «اللهم حبب عبيدك هذا»...الى آخره: دليلٌ علي جواز التحصين بالدعاء." اهـ

 

بهجة المحافل وبغية الأماثل (1/ 360)

فيه سرعة استجابة دعائه صلى الله عليه وسلم بعين ما سأل وذلك من اعلام النبوة." اهـ

 

بهجة المحافل وبغية الأماثل (1/ 360)

(فحمد الله الى آخره) فيه استحباب حمد الله والثناء عليه عند حصول النعم

 

فقه الأدعية والأذكار (2/ 242_243) لعبد الرزاق بن عبد المحسن البدر:

"فهذه القصَّةُ العظيمةُ الرائعةُ دالةٌ على جواز الدعاءِ للوالدين إذا كانا مشركَيْن بالهدايةِ، وأهميَّةِ ذلك وعِظمِ فائدته، وينبغي له أن يجمع لهما بين الدعاء والدعوة، كما فعل أبو هريرة رضي الله عنه مع أمِّه رضي الله عنها، فقد كان يُكثر من دعوتها إلى الإسلام، والدعاءِ لها بالهداية والتوفيق، ثمَّ إنَّه رضي الله عنه كان يُكثر من الدعاءِ لَها ـ بعد هدايتها ـ بالرحمة والمغفرة.

روى البخاري في الأدب المفرد عن أبي مرَّة مولى أمِّ هانئ بنت أبي طالب: أنَّه ركب مع أبي هريرة إلى أرضه بالعقيق، فإذا دخل أرضَه صاح بأعلى صوتِه: عليكِ السلامُ ورحمةُ الله وبركاتُه يا أمَّتاه، تقول: وعليكَ السلام ورحمة الله وبركاته، يقول: رَحمَكِ الله كما ربَّيتنِي صغيراً، فتقول: يا بُني، وأنت جزاك الله خيراً ورضي عنك كما بررتني كبيراً "[أخرجه البخاري في الأدب المفرد (رقم: 14) ، وحسنه العلامة الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد (رقم:11)].

وروى أيضاً عن محمد بن سيرين قال: " كنَّا عند أبي هريرة ليلة فقال: اللَّهمَّ اغفر لأبي هريرة ولأمِّي، ولِمَن استغفر لهما، قال محمد بن سيرين: فنحن نستغفر لهما حتى ندخل في دعوة أبي هريرة." [أخرجه البخاري في الأدب المفرد (رقم:37) ، وصححه العلامة الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد (رقم:28)].

ودعاء الولدِ لوالديه ينفعهما بعد موتهما حيث ينقطع عملُهما في___هذه الحياة، فقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا مات الإنسانُ انقطع عملُه إلاَّ من ثلاث: صدقة جارية، أو علمٍ يُنتفع به، أو وَلَدٍ صالح يدعو له " [أخرجه مسلم في صحيحه (رقم:1631)].

وروى البخاري في الأدب المفرد بإسناد حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " تُرفع للميِّت بعد موته درجتُه، فيقول: أيْ ربِّ، أيُّ شيءٍ هذه؟ فيُقال: ولدُك استغفرَ لك " [أخرجه البخاري في الأدب المفرد (رقم:36) ، وحسنه العلامة الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد (رقم:27)]

وإذا كان الدعاءُ للوالدين بالرحمة والمغفرَة بِرًّا وإحساناً وحقًّا ينبغي على الابن أن يعتني به." اهـ

 

البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (39/ 575)

في فوائده:

1 - (منها): بيان فضل الصحابيّ الجليل أبي هريرة - رضي الله عنه -.

2 - (ومنها): بيان فضل أم أبي هريرة - رضي الله عنهما -.

3 - (ومنها): أن فيه عَلَماً من أعلام النبوّة حيث استجاب الله - عز وجل - دعاء

نبيّه - صلى الله عليه وسلم - في أبي هريرة وأمه - رضي الله عنهما -.

4 - (ومنها): بيان قوّة إيمان أبي هريرة، وشدّة محبّته للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - حيث

اعتقد أن دعاءه لا يُردّ، فلذا قال: "فما خُلق مؤمن يسمع بي، ولا يراني إلا

أحبّني"، وذلك لأنه رأى أن الله استجاب دعاءه - صلى الله عليه وسلم - في أمه حيث أسلمت في

سويعة بعد دعائه، فأيقن أن دعاءه لهما بمحبّة المؤمنين مستجاب، {ذَلِكَ فَضْلُ

اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد: 21].

 

عون الاحد الصمد للشيخ زيد بن محمد المدخلي (١/ ٦٠_٦١)

* يفيد هذا الحديث: أن الدعوة إلى دين الاسلام من واجب العلماء ورثه الرسل أنَّ يبلِّغوا الناسَ الإسلامَ، من لم يسلم بدعوته للدخول في الإسلام، ومن كان مسلما يدعونه إلى الاعتصام بالإسـلام، بـَدْءً بتعلمـه والتفقه فيه والعمل بمقتضـاه، ودعوة الناس إليه بعد العلـم والعمل،

فأبو هريرة _رضي الله عنه_ (كما هو معلوم) من المكثرين من الرواية والأحاديث عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ لعظـم رغبته في جمع العلـم، حتى أنه يختلف عـن بقية الأصحاب مـن المهاجرين والأنصار في ملازمـة النبـي _صلى الله عليه وسلم_،

فكان من أكثرهـم ملازمةً للرسول _عليه الصلاة والسلام_، فيحضر على سبيل الدوام ويحفظ ما يقوله النبي _صلى الله عليه وسلم_ في مجالسه، ثم دعا له النبي _عليه الصلاة والسلام_، إذ قال له: «ابسط رداءك»، فدعا له، فصار من أكثر أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام حديثا،

ومن جملة أخباره: أن أمه كانت كافرة وهو يتردد عليها ويعرِض عليها الإسلامَ بإلحاح، وهي ترفض، فسلك هذا الطريق، وهو الطلب من النبي صلال عليه وسلم أن يدعو لها بالهداية إلى الإسلام، فدعا لها فانشرح صدرها للإسلام واغتسلت وشهدت شهادة الحق وأخـبرت ابنها فقرت عينه بذلك،

ثـم طـلـب من النبي _عليه الصلاة والسلام_ أن يدعو لـه ولها بدعـوة، فدعـا الله أن يحببها إلى عبـاده، فكان لا يوجد أحد إلا أحب أبا هريرة وأحب أمه _رض الله عنهما_،

ومـا ذلك إلا لأن دعوة النبي _صلى الله عليه وسلم_ مستجابة، فهي من معجزاته ومن الكرامة لأبي هريرة وأمه، حيث استجاب___الله دعاء نبيه _عليه الصلاة والسلام_ لها،

* ونحن نأخذ من الحديث: وجوب عرض الإسلام على الأمة _عمومـا_ وعـلى الأقارب _خصوصـا_. ومن كان مـن الأقارب مسـلما إلا أنه يغلب عليه الجهل، وجب بذل الجهد في تعليمه أركان الإسلام والإيمانِ، والإحسان، والحلالَ، والحرام، وكيفية أداء العبادات المفروضةِ والواجبةِ، حتى يكون عمله صحيحا، إذ أن العمل لا يصح إلا بعد العلم،

والعلـم لا يحصـل لأحد إلا بالتعلم، كما قال النبي _صلى الله عليه وسلم_: «إنما العلم بالتعلم» [أخرجه والطبراني في المعجم الكبير (19/ 395) (رقم : 929)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1/ 136) (رقم : 67)]،

وهذا من وظائف طلاب العلم على اختلاف طبقاتهم، كلٌّ بحسب استطاعته وقدرته، أن يبدأ يتعلم هو حتى يحرز نصيبا وافرا من العلم، ثم ينطلق عاملا بعلمـه معلما به،

وعندئذ يكون فردا من الأفراد المنعـم عليهم، إذ أن المنعم عليهم هم قوم علِموا وعمِلوا وعلَّموا: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ } [المطففين: 26]،

وطلاب العلم أئمة الناس في الدعوة إلى الإسلام ومحاسن الإسلام والاعتصام به، وأهلُ العناية بالكتاب وبالسنة المطهرة، حتى يصبح حالُ الإنسان أحسنَ حالٍ، ويتـم له التأسي بالرسل والأنبياء الذين اصطفاهـم الله، وأوحى إليهم العلـم وأمرهم بتبليغه،

فطلاب العلم هم ورثة الأنبياء كما قال النبي صلال علي سلم : «إن العلماء ورثة الأنبياء» [سنن أبي داود (3/ 317) (رقم : 3641)، سنن الترمذي ت شاكر (5/ 48) (رقم : 2682)، سنن ابن ماجه (1/ 81) (رقم : 223)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1/ 138) (رقم : 70)]." اهـ

 

رش البرد شرح الأدب المفرد (ص ٢٦) محمد لقمان السلفي:

فقه الحديث:

1_ فيه استجابه دعاء رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ على الفور لعين المسؤول، وهو من اعلام نبوته _صلى الله عليه وسلم_.

2_ حرص الولد على إسلام أمه من حيث عرض الاسلام عليها وطلب دعاء الرسول _صلى الله عليه وسلم_ حتى تعتنقه." اهـ

 

 

 



[1] وفي اللباب في تهذيب الأنساب (2/ 374) لابن الأثير:

"الغُبَرِيُّ (بِضَم الْغَيْن وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة وَفِي آخرهَا رَاء) : هَذِه النِّسْبَة إِلَى غُبَر بن غنم بن حبيب بن كَعْب بن يشْكر بن بكر بن وَائِل بطن من يشْكر ينْسب إِلَيْهِ خلق كثير." اهـ

[2] أي: تمتنع من الدخول فيما دعوتها

[3] وفي تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة (3/ 512) للبيضاوي: "«صِرْتُ إلى الباب», أي: واصلا إليه." اهـ

[4] "إذا" : هي الفجائيّة؛ أي: ففاجأني كونه مُجافاً، بضمّ الميم: اسم مفعول من أجاب الباب: إذا أغلقه.

وفي شرح المشكاة للطيبي = "الكاشف عن حقائق السنن" (12/ 3776): "قوله: «مجاف» نه: أجاف الباب، أي: رده عليه، ومنه الحديث: ((أجيفوا أبوابكم)) أي ردوها." اهـ

[5] بفتح الخاء والشين المعجمتين، وبسكون الشين أيضًا؛ أي: صوتهما في الأرض، وقال المجد -رحمه الله-: (الْخَشْف، والْخَشْفة؛ أي: بسكون الشين: وُيحرَّك: الصوت، والحركة، أو الحِسّ الخفيّ)،

قال: (وخَشَفَ، كضَرَبَ، ونصرَ: صَوَّتَ). انتهى من "القاموس المحيط" (ص 371)

[6] وفي لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح (9/ 452) عبد الحق بن سيف الدين بن سعد اللَّه البخاري الدِّهلوي الحنفي: "وقوله: (مكانك) بالنصب، أي: الزم مكانك وقِفْ." اهـ

[7] وفي المفاتيح في شرح المصابيح (6/ 235):" و«درع المرأة» : قميصها، وهو ذكر." اهـ

[8] أي: عن لُبسه؛ يعني: أنها لاستعجالها نسيت أن تلبس خمارها؛

أي: عجلت في الخروج إلى الباب دون أن تغطي رأسها بالخمار، وهو بكسر الخاء، وتخفيف الميم: ثوب تُغَطّي به المرأة رأسها." اهـ

وفي "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (9/ 3799):

"(وَعَجِلَتْ) : بِكَسْرِ الْجِيمِ (عَنْ خِمَارِهَا) ، أَيْ: تَرَكَتْ خِمَارَهَا مِنَ الْعَجَلَةِ يُقَالُ: عَجِلْتُ عَنْهُ تَرَكْتُهُ، وَالْمَعْنَى أَنَّهَا بَادَرَتْ إِلَى فَتْحِ الْبَابِ بَعْدَ لَبْسِهَا الثِّيَابَ قَبْلَ أَنْ تَلْبَسَ خِمَارَهَا، وَهَذَا مَعْنَى مَا قَالَ الطِّيبِيُّ: عَجَّلَتِ الْفَتْحَ مُتَجَاوِزَةً عَنْ خِمَارِهَا." اهـ

[9] يعني: أنه من شدّة فرحه بإسلام أمه بكى.

[10] أي: تكلّم بخير بأن أثنى على أبي هريرة في سعيه إلى إسلام أمه، أو دعا لأمه بالثبات على الإسلام، أو نحو ذلك.

[11] إنما جزم أبو هريرة - رضي الله عنه - بهذا، وإن كان مغيّباً؛ لقوّة اعتقاده باستجابة دعاء النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، ولا سيّما، وقد شاهده في المرّة الأولى، حيث دعا - صلى الله عليه وسلم - لأمه، وكانت شديدة البغض للإسلام، فهداها الله تعالى بسبب دعائه،

فلهذا جزم هنا، والله تعالى أعلم.

[12] وفي معرفة الصحابة لأبي نعيم (3/ 1561_1562):

"الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ كَانَ سَيِّدَ دَوْسٍ، مُطَاعًا فِيهِمْ، شَاعِرًا لَبِيبًا، قَدِمَ مَكَّةَ أَوَّلَ الدَّعْوَةِ فَحَذَّرَتْهُ قُرَيْشٌ عَنِ الِاسْتِمَاعِ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْإِصْغَاءِ إِلَى كَلَامِهِ، فَسَدَّ أُذُنَهُ بِالْكُرْسُفِ خَوْفًا مِنْ أَنْ يَقَعَ____كَلَامُهُ فِي مَسَامِعِهِ فَأَبَى اللهُ تَعَالَى إِلَّا أَنْ يَهْدِيَهُ فَهَدَاهُ فَأَسْلَمَ بِمَكَّةَ، وَبَايَعَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَأَسْلَمَ أَبُوهُ وَزَوْجَتُهُ، ثُمَّ عَادَ إِلَى مَكَّةَ فَشَكَى دَوْسًا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَعَا لَهُمْ بِالْهُدَى فَاهْتَدَوْا وَقَدِمُوا مَعَهُ الْمَدِينَةَ بَعْدَ الْخَنْدَقِ عَامَ خَيْبَرَ فَبَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ذِي الْكَفَّيْنِ، صَنَمٍ لِعَمْرِو بْنِ حُمَمَةَ، بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ، فَأَحْرَقَهُ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَوْطَنَ الْمَدِينَةَ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَارَ إِلَى الْيَمَامَةِ، فَاسْتُشْهِدَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ مَعَ الْقُرَّاءِ، وَقِيلَ: اسْتُشْهِدَ بِالْيَرْمُوكِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ، وَالصَّحِيحُ: أَنَّهُ قُتِلَ بِالْيَمَامَةِ وَابْنُهُ عَمْرُو بْنُ الطُّفَيْلِ بِالْيَرْمُوكِ." اهـ

Komentar

Postingan populer dari blog ini

شرح الحديث 112 - 113 - الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير - من صحيح الرغيب

شرح الحديث 66 من رياض الصالحين