الحديث الخامس عشر من رياض الصالحين

 

[15] وعن أبي حمزةَ أنسِ بنِ مالكٍ الأنصاريِّ[1] (خادِمِ رسولِ الله _صلى الله عليه وسلم_) _رضي الله عنه_ قَالَ :

"قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:

«للهُ أفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ سَقَطَ عَلَى بَعِيرهِ وقد أضلَّهُ في أرضٍ فَلاةٍ» . مُتَّفَقٌ عليه.

وفي رواية لمُسْلمٍ :

«للهُ أَشَدُّ فَرَحاً بِتَوبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يتوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتهِ بأرضٍ فَلاةٍ، فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابهُ فأَيِسَ مِنْهَا،

فَأَتى شَجَرَةً فاضطَجَعَ في ظِلِّهَا وقد أيِسَ مِنْ رَاحلَتهِ، فَبَينَما هُوَ كَذَلِكَ، إِذْ هُوَ بِها قائِمَةً عِندَهُ[2]، فَأَخَذَ بِخِطامِهَا،

ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الفَرَحِ : (اللَّهُمَّ، أنْتَ عَبدِي، وأنا رَبُّكَ!) أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الفَرَحِ»."

 

ترجمة أنس بن مالك الأنصاري النجاري _رضي الله عنه_ :


وفي تهذيب الكمال في أسماء الرجال (3/ 353) :

أَنَس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأَنْصارِيّ، النجاري، أَبُو حمزة المدني، نزيل البصرة. صاحب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسَلَّمَ، وخادمه.


وفي تهذيب الكمال في أسماء الرجال (3/ 368) :

"عن أَنَسٍ قال : "شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ _صلى الله عليه وسلم_ الْحُدَيْبِيَةَ، وعُمَرته، والْحَجَّ، والْفَتْحَ، وحُنَيْنا، والطَّائِفَ، وخَيْبَرَ." اهـ


وفي سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 406) : "وَقَالَ عِدَّةٌ - وَهُوَ الأَصَحُّ -: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ (93 هـ). قَالَهُ : ابْنُ عُلَيَّةَ، وَسَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ، وَالمَدَائِنِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَخَلِيْفَةُ، وَالفَلاَّسُ، وَقَعْنَبٌ. فَيَكُوْنُ عُمُرُهُ عَلَى هَذَا: مائَةً وَثَلاَثَ (103) سِنِيْنَ." اهـ


تخريج الحديث :

 

أخرجه : البخاري في صحيحه (8/ 68) (رقم : 6309)، ومسلم في صحيحه (4/ 2104) (رقم : 2747)

 

من فوائد الحديث :

 

شرح صحيح البخارى لابن بطال (10/ 80) :

"وقال سفيان بن عيينة : "التوبةُ نعمة من الله أنعم بها على هذه الأمة دون غيرهم من الأمم، وكانت توبة بنى إسرائيل القتل."

وقال الزهرى : لما قيل لهم: (فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ) [البقرة: 54]

قاموا صَفَّيْنِ، وقتل بعضهم بعضًا، حتى قيل لهم : كفوا. فكانت لهم شهادة للمقتول وتوبةً لِلْحَيِّ،

وإنما رفع الله عنهم القتل لما أعطوا المجهود فى قتل أنفسهم،

فما أنعم الله على هذه الأمة نعمةً بعد الإسلام هى أفضل من التوبة. إن الرجل ليفنى عمره أو ما أفنى منه فى المعاصى والآثام، ثم يندم على ذلك ويقلع عنه ويقوم وهو حبيب الله،

قال تعالى: (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) [البقرة: 222] ،

وقال (صلى الله عليه وسلم) : (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)." اهـ [وانظر : إكمال المعلم بفوائد مسلم (8/ 241)]

 

شرح صحيح البخارى لابن بطال (10/ 81) :

"وقال ميمون ابن مهران عن ابن عباس : "كم تائب يَرِدُ يوم القيامة يظن أنه تائب وليس بتائب، لأنه لم يُحْكِمْ أبواب التوبة."

وقال عبد الله بن سُميط : "ما دام قلب العبد مصراّ على ذنبٍ واحد، فعمله معلق فى الهواء، فإن تاب من ذلك الذنب وإلا بقىّ عمله أبدًا معلقًا." اهـ

 

شرح صحيح البخارى لابن بطال (10/ 80_81)

"وقال ابن المبارك : حقيقة التوبة لها ست علامات :

أولها : الندم على ما مضى. والثانية: العزم على أن لا تعود. والثالثة: أن تعمد إلى كل فرض ضيعته فتؤديه. والرابعة: أن تعمد إلى مظالم العباد، فتؤدّى إلى كل ذى حق حقه. والخامسة: أن تعمد إلى البدن الذى ربيتهُ بالسحت والحرام فتذيبه بالهموم والأحزان حتى يلصق الجلد بالعظم، ثم تنشىء بينهما لحمًا طيبًا إن هو نشأ. والسادسة : أن تذيق البدن ألم الطاعة كما أذقته لذة___المعصية." اهـ

 

شرح صحيح البخارى لابن بطال (10/ 81) :

"فينبغى لمن أراد أن يكون من جملة المؤمنين أن يخشى ذنوبه، ويُعَظِّمَ خوفه منها، ولا يأمن عقاب الله عليها فيستصغرها، فإن الله تعالى يعذّب على القليل، وله الحجة البالغة فى ذلك." اهـ

 

التبصرة لابن الجوزي (1/ 34) :

"إِخْوَانِي : الذُّنُوبُ تُغَطِّي عَلَى الْقُلُوبِ، فَإِذَا أَظْلَمَتْ مِرْآةُ الْقَلْبِ لم يَبِنْ فيها وَجْهُ الْهُدَى، وَمَنْ عَلِمَ ضَرَرَ الذَّنْبِ اسْتَشْعَرَ النَّدَمَ.

قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : "مِنَ الاغْتِرَارِ أَنْ تُسِيءَ فَيُحْسَنَ إِلَيْكَ فَتَتْرُكَ التوبة توهما أنك تسامح في الهفوات!"

فوا عجبا لِمَنْ يَأْمَنُ، وَكَمْ قَدْ أُخِذَ آمِنٌ مِنْ مَأْمَنٍ،

وَمَنْ تَفَكَّرَ فِي الذُّنُوبِ عَلِمَ أَنَّ لَذَّاتِ الأَوْزَارِ زَالَتْ، وَالْمَعَاصِيَ بِالْعَاصِي إِلَى النَّارِ آلَتْ،

وَرُبَّ سَخَطٍ قَارَنَ ذَنْبًا، فَأَوْجَبَ بُعْدًا وَأَطَالَ عُتْبًا، وَرُبَّمَا بُغِتَ الْعَاصِي بِأَجَلِهِ وَلَمْ يَبْلُغْ بَعْضَ أَمَلِهِ، وَكَمْ خَيْرٍ فَاتَهُ بِآفَاتِهِ، وَكَمْ بَلِيَّةٍ فِي طَيِّ جِنَايَاتِهِ." اهـ

 

التوضيح لشرح الجامع الصحيح (29/ 203) لابن الملقن :

"وفي التوبة والاستغفار معنى لطيف؛ وهو استدعاء محبة الله كما سلف، لا جرم جرى عليها السلف والخلف. والأنبياء أكثروا منها، ومن الاستغفار، والأوبة والإنابة في كل حين،

والبراءة من الحُوْبَة استدعاءٌ للمحبة، والاستغفار فيه معني التوبة، قال : {لَقَدْ تَابَ اللهُ على النَّبِيِّ} [التوبة: 117]. {وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر: 3]." اهـ

 

بحر الفوائد المشهور بمعاني الأخبار - (1 / 154) للكلاباذي :

"فمعنى الحديث والله أعلم : إخبار عن كرم الله تعالى وفضله ومحبته لعبده المؤمن وكرامته عليه، وعِظَمِ منزلته عنده، وجليلِ قدره ومحله منه، حتى يكره إعراضه وذهابه عنه، ويحب منه إقبالَه عليه ودُنُوَّه منه وإيثارَه إياه،

لأن من أضل راحلته وطعامه وشرابه ثم أصابها أقبل عليها وألزمها قربه وجعلها نصب عينيه ، وأوجب على نفسه حفظها وعماها عما ينفرها عنه." اهـ

 

شرح الأربعين النووية لابن دقيق العيد القشيري (ص: 137) :

"في هذا الحديث : بشارةٌ عظيمة وحِلْم وكَرَمٌ عظيم وما لا يحصى من أنواع الفضل والإحسان والرأفة والرحمة والامتنان." اهـ

 

 

شرح العقيدة الواسطية للعثيمين (2/ 19_21) :

* ويستفاد من هذا الحديث مع إثبات الفرح لله عزَّ وجلَّ :____كمال رحمته جلَّ وعلا ورأفته بعباده؛ حيث يحب رجوع العاصي إليه هذه المحبة العظيمة." اهـ

 

 

·     تطريز رياض الصالحين (ص: 21) للشيخ فيصل آل مبارك الحريملي :

"في هذا الحديث: محبة الله تعالى لتوبة عبده حين يتوب إليه، وأنه يفرح بذلك فرحًا شديدًا يليق بجلاله.

وفيه : أنَّ ما قاله الإنسان في حال دهشته وذهوله لا يؤاخذ به.

وفيه : ضرب المثل بما يصل إلى الأفهام من الأمور المحسوسة.

وفيه: بركة الاستسلام لأمر الله تعالى." اهـ

 

تطريز رياض الصالحين (ص: 300) :

"وفي الحديث : لطفُ الله بعباده، وفرحُه بتوبتهم، وأن من تقرَّب إليه بطاعته، تقرَّب إليه بإحسانه، وفضله، وجزائه المضاعف." اهـ

 

&      قال الله تعالى: ((غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ))[غافر/3]

 

&      قال الله تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ  [البقرة/286]

 

&      أضواء البيان - (ج 1 / ص 213)

قوله تعالى : { رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا } .

لم يبين هنا هل أجاب دعاءهم هذا أو لا؟ وأشار إلى أَنه أجابه بقوله في الخطأ : { وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ أَخْطَأْتُمْ بِهِ } [ الأحزاب : 5 ] الآية .

وأشار إلى أنه اجابه في النسيان بقوله : { وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشيطان فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذكرى مَعَ القوم الظالمين } [ الأنعام : 68 ]

فإنه ظاهر في أنه قبل الذكرى لا إثم عليه في ذلك ولا يقدح في هذا أن آية {وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشيطان } مكية،

وآية { لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَآ } مدنية، إذ لا مانع من بيان المدني بالمكي كعكسه.

وقد ثبت في صحيح مسلم أن النَّبي صلى الله عليه وسلم لما قرأ { رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا } قال الله تعالى نعم .

قوله تعالى : { رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الذين مِن قَبْلِنَا } .

لم يبين هنا هل أجاب داءهم هذا أو لا؟ ولم يبين الإصر الذي كان محمولاً على من قبلنا ، وبين أنه أجاب دعاءهم هذا في مواضع أخر كقوله : { وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ والأغلال التي كَانَتْ عَلَيْهِمْ } [ الأعراف : 157 ] وقوله : { لاَ يُكَلِّفُ الله نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا } [ البقرة : 286 ] وقوله : { وَمَا جَعَلَ عَلَيْكمْ فِي الدين مِنْ حَرَجٍ } [ الحج : 78 ] وقوله : { يُرِيدُ الله بِكُمُ اليسر } [ البقرة : 185 ] الآية . إلى غير ذلك من الآيات .

وأشار إلى بعض الإصر الذي حمل على من قبلنا بقوله : { فتوبوا إلى بَارِئِكُمْ فاقتلوا أَنفُسَكُمْ } [ البقرة : 54 ] . لأن اشتراط قتل النفس في قبول التوبة من أعظم الإصر ، والإصر الثقل في التكليف

 

&      مفتاح دار السعادة - (1 / 286)

وليس في أنواع الفرح أكمل ولا اعظم من هذا الفرح -كما سنوضح ذلك ونزيده تقريرا عن قريب إن شاء الله-، ولولا المحبة التامة للتوبة ولأهلها لم يحصل هذا الفرح،

ومن المعلوم : أن وجود المسبب بدون سببه ممتنع، وهل يوجد ملزوم بدون لازمه أوْ غاية بدون وسيلتها،

وهذا معنى قول بعض العارفين : ((ولو لم تكن التوبة أحب الاشياء إليه لما ابتلى بالذنب أكرم المخلوقات، عليه فالتوبة هي غاية كمال كل آدمي، وإنما كان كمال أبيهم بها))." اهـ

 

الإفصاح عن معاني الصحاح (5/ 199_200) لابن هبيرة الشيباني الحنبلي :

"وكل من فاء إلى طاعة الله _سبحانه_ بعد مُرُوْقٍ منها، فإنه يأتي ذلك من فرح ربه سبحانه بعوده إلى طاعته إلى المبلغ الذي يمثل الإنسان نفسه له، لو لم يكن له في الوجود عبد غيره؛

كَمَا أن الْمُضِلَّ راحلتَه لم يكن له في مقامه في حالته تلك سوى راحلته تلك، وأنه قد كان بإباقه على ربه قد أشعر ظن إبليس بتصديقه له،

فكان ذلك في مقام فلح إبليس حيث: { قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيّ} [الإسراء: 62].___

فصار هذا الآبق شمتا إبليس بآدم الذي خلقه الله سبحانه بيده، وأسجد له ملائكته، ونفخ فيه من روحه،

فكان حال كل مؤمن في وفد إباق من يأنف من ذرية آدم عن طاعة ربهم سبحانه بمرى من العدو الذي قد أخبر الله عز وجل،

فإن النظرة له إلى يوم القيامة سبقت فيعود حالهم في مثل الفرية والمصيبة للمؤمنين كلهم؛

فإذا رجع كان في المعنى، وتلك الضالة الذي يفرح المؤمنون كلهم بعودها إليهم ووجدانهم لها؛ فلذلك الذي يفرح الله عز وجل به." اهـ

 

الروح (ص: 248_249) لابن القيم :

"فَلَو علم الْعاصِي إِن لَذَّة التَّوْبَة وفرحتها يزِيد على لَذَّة الْمعْصِيَة وفرحتها أضعافا مضاعفة، لبادر إِلَيْهَا أعظم من مبادرته إِلَى لَذَّة الْمعْصِيَة___

وسِرُّ هَذَا الْفَرح : إِنَّمَا يَعلمهُ من علم سر فَرح الرب تَعَالَى بتوبة عَبده أَشد فَرح يقدر، وَلَقَد ضرب لَهُ الرَسُول مثلا لَيْسَ فِي أَنْوَاع الْفَرح فِي الدُّنْيَا أعظم مِنْهُ، وَهُوَ فَرح رجل قد خرج براحته الَّتِي عَلَيْهَا طَعَامه وَشَرَابه فِي سفر، ففقدها فِي أَرض دوية مهلكة،

فاجتهد فِي طلبَهَا، فَلم يجدهَا، فيئس مِنْهُ، فَجَلَسَ ينْتَظر الْمَوْتَ حَتَّى إِذا طلع الْبَدْر رَأْي فِي ضوئه رَاحِلَتَه، وَقد تعلق زمامها بشجر، فَقَالَ من شدَّة فرحه : "اللَّهُمَّ أَنْت عَبدِي، وَأَنا رَبك."

أَخطَأ من شدَّة الْفَرح، فَالله أفرح بتوبة عَبده من هَذَا براحلته.

فَلَا يُنكر أَن يحصل للتائب نصيب وافر من الْفَرح بِالتَّوْبَةِ، وَلَكِن هَاهُنَا أَمر يجب التَّنْبِيه عَلَيْهِ، وَهُوَ : أَن لَا يصل إِلَى ذَلِك إِلَّا بعد تَرَحَاتٍ ومَضَضٍ وَمِحَنٍ لَا تثبت لَهَا الْجبَال،

فَإِن صَبر لَهَا، ظفر بلذة الْفَرح. وَإِن ضعف عَن حملهَا، وَلم يصبر لَهَا، لم يظفر بِشَيْء. وَآخر أمره : فَوَات مَا آثره من فرحة الْمعْصِيَة، ولذتها،

فيفوته الْأَمْرَانِ، وَيحصل على ضد اللَّذَّة من الْأَلَم الْمركب من وجود المؤذي وفوت المحبوب، فَالْحكم لله الْعلي الْكَبِير." اهـ

 

مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (1/ 226) :

"وَفِي الْحَدِيثِ مِنْ قَوَاعِدِ الْعِلْمِ: أَنَّ اللَّفْظَ الَّذِي يَجْرِي عَلَى لِسَانِ الْعَبْدِ خَطَأً مِنْ فَرَحٍ شَدِيدٍ، أَوْ غَيْظٍ شَدِيدٍ، وَنَحْوِهِ، لَا يُؤَاخَذُ بِهِ، وَلِهَذَا لَمْ يَكُنْ هَذَا كَافِرًا بِقَوْلِهِ: أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ.

وَمَعْلُومٌ أَنَّ تَأْثِيرَ الْغَضَبِ فِي عَدَمِ الْقَصْدِ يَصِلُ إِلَى هَذِهِ الْحَالِ، أَوْ أَعْظَمَ مِنْهَا، فَلَا يَنْبَغِي مُؤَاخَذَةُ الْغَضْبَانِ بِمَا صَدَرَ مِنْهُ فِي حَالِ شِدَّةِ غَضَبِهِ مِنْ نَحْوِ هَذَا الْكَلَامِ، وَلَا يَقَعُ طَلَاقُهُ بِذَلِكَ، وَلَا رِدَّتُهُ، وَقَدْ نَصَّ الْإِمَامُ أَحْمَدُ عَلَى تَفْسِيرِ الْإِغْلَاقِ فِي قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَا طَلَاقَ فِي إِغْلَاقٍ» [د ق][3] بِأَنَّهُ الْغَضَبُ، وَفَسَّرَهُ بِهِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْأَئِمَّةِ، وَفَسَّرُوهُ بِالْإِكْرَاهِ وَالْجُنُونِ.

قَالَ شَيْخُنَا: وَهُوَ يَعُمُّ هَذَا كُلَّهُ، وَهُوَ مِنَ الْغَلَقِ، لِانْغِلَاقِ قَصْدِ الْمُتَكَلِّمِ عَلَيْهِ، فَكَأَنَّهُ لَمْ يَنْفَتِحْ قَلْبُهُ لِمَعْنًى مَا قَالَهُ.

وَالْقَصْدُ: أَنَّ هَذَا الْفَرَحَ لَهُ شَأْنٌ لَا يَنْبَغِي لِلْعَبْدِ إِهْمَالُهُ وَالْإِعْرَاضُ عَنْهُ وَلَا يَطَّلِعُ عَلَيْهِ إِلَّا مَنْ لَهُ مَعْرِفَةٌ خَاصَّةٌ بِاللَّهِ وَأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، وَمَا يَلِيقُ بِعِزِّ جَلَالِهِ.

وَقَدْ كَانَ الْأَوْلَى بِنَا طَيُّ الْكَلَامِ فِيهِ إِلَى مَا هُوَ اللَّائِقُ بِأَفْهَامِ بَنِي الزَّمَانِ وَعُلُومِهِمْ، وَنِهَايَةِ أَقْدَامِهِمْ مِنَ الْمَعْرِفَةِ، وَضَعْفِ عُقُولِهِمْ عَنِ احْتِمَالِهِ.

غَيْرَ أَنَّا نَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ سَيَسُوقُ هَذِهِ الْبِضَاعَةَ إِلَى تُجَّارِهَا، وَمَنْ هُوَ عَارِفٌ بِقَدْرِهَا، وَإِنْ وَقَعَتْ فِي الطَّرِيقِ بِيَدِ مَنْ لَيْسَ عَارِفًا بِهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ." اهـ

 

شرح رياض الصالحين (1/ 103) للعثيمين :

وفيه : دليل على أن الإنسان إذا أخطأ في قول من الأقوال ولو كان كفرا سبق لسانه إليه؛ فإنه لا يؤاخذ فهذا الرجل قال كلمة كفر؛ لأن قوله سبق اللسان لربه : (أنت عبدي، وأنا ربك)، هذا كفر لا شك،

لكن لما صدر عن خطأ من شدة الفرح، أخطأ ولم يعرف أن يتكلم-صار غير مؤاخذ به، فإذا أخطأ الإنسان في كلمة؛ كلمة كفر؛ فإنه لا يؤاخذ بها، وكذلك غيرها من الكلمات؛ لو سب أحدا على وجه الخطأ بدون قصد، أو طلق زوجته على وجه الخطأ بدون قصد، أو أعتق عبده على وجه الخطأ بدون قصد،

فكل هذا لا يترتب عليه شيء؛ لأن الإنسان لم يقصده، فهو كاللغو في اليمين، وقد قال الله تعالي : (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ) [البقرة: من الآية : 225]،

بخلاف المستهزئ فإن المستهزئ يكفر إذا قال كلمة الكفر، ولو كان مستهزئا؛ لقول الله سبحانه : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ) (لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) (التوبة: من الآية65/66) ،

فالمستهزئ قصد الكلام، وقصد معناه؛ لكن على سبيل السخرية والهزء؛ فلذلك كان كافراً، بخلاف الإنسان الذي لم يقصده؛ فإنه لا يعتبر قوله شيئاً.

وهذا من رحمة الله - عز وجل- والله الموفق." اهـ

 

شرح رياض الصالحين (1/ 102_103) للعثيمين :

"في هذا الحديث من الفوائد : دليل على فرح الله - عز وجل- بالتوبة من عبده إذا تاب إليه، وأنه يحب ذلك- سبحانه وتعالي- محبة عظيمة، ولكن لا لأجل حاجته إلي أعمالنا وتوبتنا؛ فالله غني عنا، ولكن لمحبته سبحانه للكرم؛ فإنه يحب _سبحانه وتعالي_ يفرح، ويغضب، ويكره ويحب،

لكن هذه الصفات ليست كصفاتنا؛ لأن الله يقول : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى: من الآية : 11]،

بل هو____فرح يليق بعظمته وجلاله ولا يشبه فرح المخلوقين.

 

شرح العقيدة الواسطية للعثيمين (2/ 19_21) :

* في هذا الحديث: إثبات الفرح لله عزَّ وجلَّ؛ فنقول في__هذا الفرح: إنه فرح حقيقي، وأشد فرح، ولكنه ليس كفرح المخلوقين.

الفرح بالنسبة للإنسان هو نَشْوَةٌ وَخِفَّةٌ يجدها الإنسان من نفسه عند حصول ما يسرُّه، ولهذا تشعر بأنك إذا فَرِحْتَ بالشيء، كأنك تمشي على الهواء، لكن بالنسبة لله _عزَّ وجلَّ_، لا نفسِّر الفرح بمثل ما نعرفه من أنفسنا؛

نقول : هو فرح يليق به عزَّ وجلَّ؛ مثل بقية الصفات؛ كما أننا نقول : لله ذات، ولكن لا تماثل ذواتنا؛ فله صفات لا تماثل صفاتنا؛ لأن الكلام عن الصفات فرع عن الكلام في الذات.

فنؤمن بأن الله تعالى له فرح، كما أثبت ذلك أعلمُ الخلق به، محمدٌ - صلى الله عليه وسلم -، وأنصح الخلق للخلق، وأفصح الخلق فيما ينطق به عليه الصلاة والسلام.

ونحن على خطر إذا قلنا: المراد بالفرح الثَّوَابُ؛ لأن أهل التحريف يقولون : (إن الله لا يفرح، والمراد بفرحه : إثابتُه التائب، أو: إرادة الثواب)؛ لأنهم هم يثبتون أن لله تعالى مخلوقًا بائنًا منه هو الثواب، ويثبتون الإرادة؛ فيقولون في الفرح: إنه الثواب المخلوق، أو: إرادة الثواب.

ونحن نقول : المراد بالفرح: الفرح حقيقة[4]؛ مثلما أن المراد بالله عزَّ وجلَّ: نفسه حقيقة، ولكننا لا نمثل صفاتنا بصفات الله أبدًا.

 

شرح رياض الصالحين (3/ 334) للعثيمين :

"لما ذكر رحمه الله النصوص الدالة على الرجاء وعلى سعة فضل الله وكرمه، ذكر فضل الرجاء، وأن الإنسان ينبغي له أن يكون طامعاً في فضل الله عز وجل راجياً ما عنده." اهـ

 

مجموع الفتاوى (10/ 294) لابن تيمية :

"وَقَالَ آخَرُ: لَوْ لَمْ تَكُنْ التَّوْبَةُ أَحَبَّ الْأَشْيَاءِ إلَيْهِ لَمَا ابْتَلَى بِالذَّنْبِ أَكْرَمَ الْخَلْقِ عَلَيْهِ، وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصِّحَاحِ حَدِيثُ التَّوْبَةِ {لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ رَجُلٍ نَزَلَ مَنْزِلًا} إلَخْ.

وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222]،

وَقَالَ تَعَالَى: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} [الفرقان: 70]." اهـ

 

المستدرك على مجموع الفتاوى (1/ 209) لابن تيمية :

"فالله سبحانه أفرح بتوبة عبده من الذي طلب راحلته في الأرض المهلكة ثم وجدها فإذا كانت التوبة بهذه المثابة كيف لا يكون صاحبها معظما؟

وقد وصف الإنسان بالظلم والجهل، وجعل الفرق بين المؤمن والكافر والمنافق أن المؤمن يتوب، فيتوب الله عليه، إذ لم يكن له بدٌ من الجهل،

فقال تعالى : {وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ } [الأحزاب: 73]،

و«خير الخطائين التوابون» و «كل بني آدم خطاؤون»[5]." اهـ

 

معارف الإنعام وفضل الشهور والأيام (ص: 148) ليوسف بن حسن بن أحمد بن حسن ابن عبد الهادي الصالحي، جمال الدين، ابن المِبْرَد الحنبلي (المتوفى: 909 هـ) _رحمه الله_ :

"واعلمْ : أن التوبة إذا صحت، قُبلت بلا شك؛ إذا وقعت قبل نزولِ الموت، ولو كانت عن أيِّ ذنبٍ كان." اهـ

 

تشنيف المسامع بجمع الجوامع (4/ 951) لبدر الدين الزركشي :

"القنوط واليأس من رحمة الله لشدة الذنب أو استحضار عظمة الرب وشدة بأسه فهذا مقت من الله، وذنب آخر مضاف إلى ذنب المعصية،

وقد قال تعالى: {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف : 87]

وعلاج هذا الداء بما يضاده، وهو استحضار سعة رحمة الله." اهـ

 

صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال (2/ 383) للقاضي/حسين بن محمد المهدي - عضو المحكمة العليا للجمهورية اليمنية :

"فوائد التوبة وآثارها :

للتوبة منافع جليلة، وفوائد كثيرة، وخيرات وفيرة،

يتجلى الله على التائب برضوانه واحسانه، ويبسط له يده في ليله ونهاره, ويفتح له أبواب رحماته, فتدركه نعمه،

وتوبة المرء تدل على سعادته وإنعامه، وانشراح صدره وإكرامه، ألا ترى آن آدم _عليه السلام_ تلقى كلماتٍ من ربه، فتاب عليه، وأكرمه، واصطفاه، وعافاه.

فالتائب من خيار الناس، تزيل التوبةُ الصَّدَى من قلبه، والعَمَى من بصره، ويُقبل الله على التائب، ويفرح به." اهـ

 

 



[1] ترجمة أنس بن مالك الأنصاري النجاري _رضي الله عنه_ :

وفي تهذيب الكمال في أسماء الرجال (3/ 353) :

أَنَس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأَنْصارِيّ، النجاري، أَبُو حمزة المدني، نزيل البصرة. صاحب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسَلَّمَ، وخادمه.

وفي تهذيب الكمال في أسماء الرجال (3/ 368) :

"عن أَنَسٍ قال : "شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ _صلى الله عليه وسلم_ الْحُدَيْبِيَةَ، وعُمَرته، والْحَجَّ، والْفَتْحَ، وحُنَيْنا، والطَّائِفَ، وخَيْبَرَ." اهـ

وفي سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 406) : "وَقَالَ عِدَّةٌ - وَهُوَ الأَصَحُّ -: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ. قَالَهُ : ابْنُ عُلَيَّةَ، وَسَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ، وَالمَدَائِنِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَخَلِيْفَةُ، وَالفَلاَّسُ، وَقَعْنَبٌ. فَيَكُوْنُ عُمُرُهُ عَلَى هَذَا: مائَةً وَثَلاَثَ سِنِيْنَ." اهـ

وأمه أم سليم بنت ملحان بْن خَالِد بْن زيد بْن حرام. خدم رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، عشر سنين، مدة مقامه بالمدينة.

[2] (قَائِمَةً عِنْدَهُ) حال من الضمير المجرور؛ أي: إذا الرجل حاضر بتلك الراحلة حال كونها قائمةً عنده من غير تردد في طلبها، وعليها زادُه : طعامه وشرابه [البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (42/ 582)]

[3] أخرجه أبو داود في سننه (2/ 258) (رقم : 2193)، وابن ماجه في سننه (1/ 660) (رقم : 2046) : عن عَائِشَةُ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا طَلَاقَ، وَلَا عَتَاقَ فِي إِغْلَاقٍ».

حسنه الألباني في إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (7/ 113_114) (رقم : 2047)، وقال : "فالحديث بمجموع هذه الطرق عن صفية حسن إن شاء الله تعالى." اهـ

[4] وفي مقاييس اللغة (4/ 499_500) للراغب :

"(فَرَحَ) الْفَاءُ وَالرَّاءُ وَالْحَاءُ : أَصْلَانِ يَدُلُّ أَحَدَهُمَا عَلَى خِلَافِ الْحُزْنِ، وَالْآخَرُ الْإِثْقَالُ.

فَالْأَوَّلُ الْفَرَحُ، يُقَالُ فَرِحَ يَفْرَحُ فَرَحًا، فَهُوَ فَرِحٌ. قَالَ اللَّهُ – تَعَالَى : ___{ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ} [غافر: 75] . وَالْمِفْرَاحُ: نَقِيضُ الْمِحْزَانِ.

وَأَمَّا الْأَصْلُ الْآخَرُ فَالْإِفْرَاحُ، وَهُوَ الْإِثْقَالُ. وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -: «لَا يُتْرَكُ فِي الْإِسْلَامِ مُفْرَحٌ» قَالُوا: هَذَا الَّذِي أَثْقَلَهُ الدَّيْنُ. قَالَ : (إِذَا أَنْتَ لَمْ تَبْرَحْ تُؤَدِّي أَمَانَةً ... وَتَحْمِلُ أُخْرَى أَفْرَحَتْكَ الْوَدَائِعُ)." اهـ

[5] أخرجه الترمذي في سننه (4/ 659) (رقم : 2499)، وابن ماجه في سننه (2/ 1420) (رقم : 4251) : عَنْ أَنَسٍ _رضي الله عنه_ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : «كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ»

حسنه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (3/ 216) (رقم : 3139)، وفي تخريج مشكاة المصابيح (2/ 724) (رقم : 2341)

Komentar

Postingan populer dari blog ini

شرح الحديث 112 - 113 - الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير - من صحيح الرغيب

شرح الحديث 66 من رياض الصالحين