الحديث السادس من صحيح الترغيب

 

 

6 - (6) [صحيح] وعن مُصعَب بن سعد عن أبيه رضي الله عنه:

أنّه ظن أنّ له فضلاً على من دونه (3) من أصحاب رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :

"إنما يَنصرُ اللهُ هذه الأمةَ بضعيفِها؛ بدعوتِهم وصلاتِهم وإخلاصِهم".

رواه النسائي وغيره، وهو في البخاري وغيره دون ذكر الإخلاص.[1]

__________

(3) أي: في المغنم.[2]


سعد بن أبى وقاص : مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب القرشى ، أبو إسحاق الزهرى (ت 55 هـ بـ العقيق) روى له :  خ م د ت س ق (أحد العشرة، أول فارس ورام في الإسلام)،

قال أبو عمر : و كان أحد الفرسان الشجعان من قريش ، الذين كانوا يحرسون

رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مغازيه ، و هو الذى كوف الكوفة و نفى الأعاجم ، و تولى قتال فارس ، أمره عمر بن الخطاب على ذلك ، و فتح الله على يديه أكثر فارس ، و له كان فتح القادسية و غيرها


شرح الحديث :

 

وفي صحيح البخاري (4/ 36) (رقم : 2896) : عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ :

رَأَى سَعْدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ لَهُ فَضْلًا عَلَى مَنْ دُونَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ»

وفي سنن الترمذي ت بشار (4/ 152) (رقم : 2345) : عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ : كَانَ أَخَوَانِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_، فَكَانَ أَحَدُهُمَا : يَأْتِي النَّبِيَّ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_، وَالآخَرُ : يَحْتَرِفُ، فَشَكَا الْمُحْتَرِفُ أَخَاهُ إِلَى النَّبِيِّ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_، فَقَالَ : "لَعَلَّكَ تُرْزَقُ بِهِ."

صححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته (رقم : 5084)، وقال : "(صحيح) [ت ك] عن أنس. المشكاة 5308." اهـ

وفي صحيح البخاري (رقم : 2887) : طُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَشْعَثَ رَأْسُهُ، مُغْبَرَّةٍ قَدَمَاهُ، إِنْ كَانَ فِي الحِرَاسَةِ، كَانَ فِي الحِرَاسَةِ، وَإِنْ كَانَ فِي السَّاقَةِ كَانَ فِي السَّاقَةِ، إِنِ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، وَإِنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ»


تخريج الحديث :

 

أخرجه : البخاري (2896)، والنسائي في سننه (6/ 45) (رقم : 3178)، وفي السنن الكبرى (4/ 305) (رقم : 4372)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 480) (رقم : 6389) وتَمَّامٌ الرازي في " الفوائد " (1/ 280) (رقم : 700)، وأبو نعيم في " الحلية " (5 / 26)، التوحيد لابن منده (2/ 194) (رقم : 344)

 

من فوائد الحديث :

 

·      التنوير شرح الجامع الصغير (4/ 210) للأمير الصنعاني :

"والإخبار بذلك إعلام بأنه تعالى جعل النصر بطاعات الضعفاء لا بقوى الأبطال،

وأن الأعمال الصالحة جهاد الضعفاء ولعل المراد بهم المعذورون." اهـ

 

·      ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (26/ 311)

"قال ابن بطّال -رحمه اللَّه تعالى-: تأويل الحديث أن الضعفاء أشدّ إخلاصًا في الدعاء، وأكثر خشوعًا في العبادة؛ لخلاء قلوبهم عن التعلّق بزخرف الدنيا.

وقال المهلّب -رحمه اللَّه تعالى-: أراد - صلى اللَّه عليه وسلم - بذلك حضّ سعد - رضي اللَّه عنه - على التواضع، ونفي الزهو على غيره، وترك احتقار المسلم في كلّ حالة." اهـ

 

التوسل أنواعه وأحكامه (ص: 103) للألباني :

"فقد بَيَّنَ الحديْثُ أن الاستنصار إنما يكون بدعاء الصالحين، لا بذواتهم وجاههم." اهـ

 

شرح رياض الصالحين (3/ 113) للعثيمين :

الضعفاء سبب للنصر وسبب للرزق، فإذا حنَّ عليهم الإنسان وعطف عليهم وآتاهم مما آتاه الله عز وجل؛ كان ذلك سبباً للنصر على الأعداء، وكان سبباً للرزق؛ لأن الله تعالى أخبر أنه إذا أنفق الإنسان لربه نفقة فإن الله تعالى يخلفها عليه. قال الله تعالى: (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [سبأ: 39] ، يخلفه: أي يأتي بخلفه وبدله.

 

المفاتيح في شرح المصابيح (5/ 291) للزيداني :

"يحصل لكم النصرة على أعدائكم ويحصل لكم أرزاقكم ببركة الفقراء والضعفاء فأكرِموهم." اهـ

 

مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (8/ 3274)

وَحَاصِلُهُ أَنَّهُ إِنَّمَا جَعَلَ النَّصْرَ عَلَى الْأَعْدَاءِ، وَقَدَّرَ تَوْسِيعَ الرِّزْقِ عَلَى الْأَغْنِيَاءِ بِبَرَكَةِ الْفُقَرَاءِ، فَأَكْرِمُوهُمْ وَلَا تَتَكَبَّرُوا عَلَيْهِمْ، فَإِنَّهُمْ أَهْلُ سُلُوكِ الْمَحَبَّةِ عَلَى أَضْيَقِ الْمَحَجَّةِ، وَمُلُوكُ الْجَنَّةِ فِي أَعْلَى مَرَاتِبِ الْمَعَزَّةِ.

 

كشف المشكل من حديث الصحيحين (1/ 244)

إِنَّمَا أَرَادَ النَّبِي كسر سورته فِي اعْتِقَاده فَضله على غَيره ليستعمل التَّوَاضُع والذل، فَأعلمهُ أَن الضُّعَفَاء فِي مقَام انكسار وذل، وَهُوَ المُرَاد من العَبْد، وَهُوَ الْمُقْتَضِي للرحمة والإنعام.

 

فتح الباري لابن حجر (6/ 89) :

"وَقَالَ الْمُهَلَّبُ :

"أَرَادَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ حَضَّ سَعْدٍ عَلَى التَّوَاضُعِ وَنَفْيِ الزَّهْوِ عَلَى غَيْرِهِ وَتَرْكِ احْتِقَارِ الْمُسْلِمِ فِي كُلِّ حَالَةٍ،

وَقَدْ رَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ مِنْ طَرِيقٍ مَكْحُولٍ فِي قِصَّةِ سَعْدٍ هَذِهِ زِيَادَةً مَعَ إِرْسَالِهَا، فَقَالَ :

قَالَ سَعْدٌ : "يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا يَكُونُ حَامِيَةَ الْقَوْمِ، وَيَدْفَعُ عَنْ أَصْحَابِهِ، أَيُكُونُ نَصِيبُهُ كَنَصِيبِ غَيْرِهِ؟" فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

وَعَلَى هَذَا، فَالْمُرَادُ بِالْفَضْلِ : إِرَادَةُ الزِّيَادَةِ مِنَ الْغَنِيمَةِ،

فَأَعْلَمَهُ _صلى الله عَلَيْهِ وَسلم_ : أَن سِهَام الْمُقَاتلَة سَوَاءٌ، فَإِنْ كَانَ الْقَوِيُّ يَتَرَجَّحُ بِفَضْلِ شَجَاعَتِهِ، فَإِنَّ الضَّعِيفَ يَتَرَجَّحُ بِفَضْلِ دُعَائِهِ وَإِخْلَاصِهِ." اهـ

 

المفاتيح في شرح المصابيح (4/ 401) للزيداني :

"إنما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا الحديث، كَيْلاَ يتكبر المجاهدون على الضعفاء الذين لا يقدرون على الجهاد؛ يعني : هم معذورون في تخلُّفهم لضعفهم وقلبهم مع المجاهدين يدعون لهم بالنصرة في الْخَلَوَاتِ، وخَلْفَ الصلوات.

 

بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار ط الرشد (ص: 170_171)

فهذا الحديث فيه: أنه لا ينبغي للأقوياء القادرين أن يستهينوا بالضعفاء العاجزين، لا في أمور الجهاد والنصرة، ولا في أمور الرزق وعجزهم عن الكسب.

بيّن الرسول صلّى الله عليه وسلّم أنّه قد يحدث النصر على الأعداء وبسط الرزق بأسباب الضعفاء, بتوجّههم ودعائهم, واستنصارهم واسترزاقهم.

وذلك أنّ الأسباب التي تحصل بها المقاصد نوعان:

نوع يشاهد بالحسّ, وهو القوة والشجاعة القوليّة والفعليّة, وبحصول الغنى والقدرة على الكسب, وهذا النوع هو الذي يغلب على قلوب أكثر الخلق, ويعلّقون به حصول النصر والرزق, حتّى وصلت الحال بكثيرٍ من أهل الجاهليّة أن يقتلوا أولادهم خشية الفقر, ووصلت بغيرهم إلى أن يتضجّروا بعوائلهم الذين عدم كسبهم, وفقدت قوتهم, وهذا كلّه قصر نظر, وضعف إيمان, وقلّة ثقة بوعد الله وكفايته, ونظر للأمور على حقيقتها.

وأمّا النوع الثاني: أسباب معنويّة, وهي قوّة التوكل على الله في حصول المطالب الدينيّة والدنيوية, وكمال الثقة به, وقوّة التوجّه إليه والطلب منه.

وهذه الأمور تقوى جدّاً من الضعفاء العاجزين الذين ألجأتهم الضرورة إلى أن يعلموا حقّ العلم أنّ كفايتهم ورزقهم ونصرهم من عند الله, وأنّهم في غاية العجز, فانكسرت قلوبهم, وتوجّهت إلى الله, فأنزل لهم من نصره ورزقه -من دفع المكاره, وجلب المنافع- ما لا يدركه_____القادرون, ويسّر للقادرين بسببهم من الرزق ما لم يكن لهم في حساب: فإنّ الله جعل لكلّ أحدٍ رزقاً مقدّراً.

وقد جعل أرزاق هؤلاء العاجزين على يد القادرين, وأعان القادرين على ذلك, وخصوصاً من قويت ثقتهم بالله, واطمأنّت نفوسهم لثوابه فإنّ الله يفتح لهؤلاء من أسباب النصر والرزق ما لم يكن لهم ببال, ولا دار لهم في خيال.

فكم من إنسانٍ كان رزقه مقتراً, فلما كثرت عائلته والمتعلّقون به, وسّع الله له الرزق من جهات وأسباب شرعيّة قدريّة إلهية.

ومن جهة, وعد الله الذي لا يخلف: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ:39] .

ومن جهة: دعاء الملائكة كلّ صباحٍ يوم: "اللهم أعط منفقاً خلفاً وأعط ممسكاً تلفاً".[خ م]

ومن جهة: أنّ أرزاق هؤلاء الضعفاء توجّهت إلى من قام بهم وكانت على يده.

ومن جهة: أنّ يد المعطي هي العليا من جميع الوجوه.

ومن جهة: أنّ المعونة من الله تأتي على قدرة المؤنة, وأنّ البركة تشارك كلّ ما كان لوجه, ومراداً به ثوابه, ولهذا نقول:

ومن جهة: إخلاص العبد لله, وتقرّبه إليه بقلبه ولسانه ويده, كلّما أنفق, توجّه إلى الله وتقرّب إليه, وما كان له فهو مبارك.

ومن جهة: قوّة التوكّل, وثقة المنفق, وطمعه في فضل الله وبرّه, والطمع والرجاء من أكبر الأسباب لحصول المطلوب.

ومن جهة: دعاء المستضعفين المنفق عليهم, فإنّهم يدعون الله -إن قاموا وقعدوا, وفي كلّ أحوالهم- لمن قام بكفايتهم, والدعاء سبب قوي {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60] . وكلّ هذا مجرّب مشاهد, فتباً للمحرومين, وما أجل ربح الموفقين. والله أعلم." اهـ

 

منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري (4/ 105) لحمزة محمد قاسم المغربي _رحمه الله_ :

فقه الحديث: دل هذا الحديث على مشروعية الاستعانة بدعاء الضعفاء على النصر على الأعداء، إذا كانوا صالحين، وهو ما ترجم له البخاري، لأن النصر إنما هو من عند الله، فلا ينبغي الاعتماد فيه على مجرد القوة العسكرية، أو البطولة والشجاعة،

وإنما ينبغي الاعتماد على الله، والإكثار من التضرع والاجتهاد في الدعاء، والتماس دعاء الضعفاء والصالحين، لما له من عظيم الأثر في مثل هذه المواقف، فقد جاء في رواية البخاري عن سبب هذا الحديث، أن سعد بن أبي وقاص رأى أن له فضلاً على من دونه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " هل تنصرون وترزقون إلاّ بضعفائكم "، وفي رواية أنه قال: يا رسول الله أرأيت رجلاً يكون حامية القوم، ويدفع عن أصحابه أيكون نصيبه كنصيب غيره؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: " ثكلتك أمك، وهل ترزقون وتنصرون إلاّ بضعفائكم " فلما رأى سعد أنه هو وأمثاله من الفرسان هم الذين كسبوا المعركة قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - لا تظن أن المسلمين لم ينتصروا إلا بسواعد أبطالهم، وقوة فرسانهم، بل إنما انتصروا بدعاء ضعفائهم، وفي رواية أخرى " إنما ينصر الله هذه الأمة بضعفائهم، بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم ".

 

فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام ط المكتبة الإسلامية (6/ 439)

لا ينبغي الاعتماد على الأمور المادية؛ لأن هناك أشياء وراء الأمور المادية وهو قدر الله عز وجل, فلا تقل: أنا إذا أنفقت عشرة من مائة نقص مالي, وإن أنفقت عشرة أخرى نقص, نقول: هناك شيء وراء ذلك, ومن هذا ما يجري لبعض الناس حيث يقول: أنا لا أحب أن يكثر أولادي؛ لأنهم إذا كثروا طلبوا مني نفقات أكثر, إذا كانوا ثلاثة كم يحتاجون من الأرغفة؟ ثلاثة أرغفة, إذا كانوا أربعة يحتاجون أربعة أرغفة, من أين يأتي الرغيف الرابع؟ نقول: الأمر بيد الله عز وجل, وقد قال الله تعالى: {وما من دابةٍ في الأرض إلا على الله رزقها} [هود: 6]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم «إنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم»

 

فيض القدير (6/ 354)

واستدل به الشافعية على ندب إخراج الشيوخ والصبيان في الاستسقاء

 

ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (26/ 311)

في فوائده:

(منها) : ما ترجم له المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-، وهو استحباب طلب النصر على الأعداء من اللَّه تعالى بدعوة الضعفاء الصالحين.

(ومنها) : أن رفعة القدر عند اللَّه تعالى___ليست بالمظهر، وإنما هي بالتقوى، والإخلاص، والورع، كما قال اللَّه تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13].

(ومنها) : استحباب الغزو مع الضعفاء؛ رجاء النصر بسببهم.

(ومنها) : فضيلة الدعاء، والصلاة، والإخلاص للَّه سبحانه وتعالى، حيث كانت سببًا لانتصار الجيوش على أعداء الإسلام. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.



[1] وفي صحيح البخاري (4/ 36) (رقم : 2896) : عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ :

رَأَى سَعْدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ لَهُ فَضْلًا عَلَى مَنْ دُونَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ»

وفي سنن الترمذي ت بشار (4/ 152) (رقم : 2345) : عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ : كَانَ أَخَوَانِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_، فَكَانَ أَحَدُهُمَا : يَأْتِي النَّبِيَّ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_، وَالآخَرُ : يَحْتَرِفُ، فَشَكَا الْمُحْتَرِفُ أَخَاهُ إِلَى النَّبِيِّ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_، فَقَالَ : "لَعَلَّكَ تُرْزَقُ بِهِ."

صححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته (رقم : 5084)، وقال : "(صحيح) [ت ك] عن أنس. المشكاة 5308." اهـ

وفي صحيح البخاري (رقم : 2887) : طُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَشْعَثَ رَأْسُهُ، مُغْبَرَّةٍ قَدَمَاهُ، إِنْ كَانَ فِي الحِرَاسَةِ، كَانَ فِي الحِرَاسَةِ، وَإِنْ كَانَ فِي السَّاقَةِ كَانَ فِي السَّاقَةِ، إِنِ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، وَإِنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ»

[2] وفي ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (26/ 311) :

وقد روى عبد الرزّاق من طريق مكحول في قصّة سعد هذه زيادةً مع إرسالها، فقال: قال سعد: يا رسول اللَّه، أرأيت رجلاً يكون حاميةَ القوم، ويدفع عن أصحابه أن يكون نصيبه كنصيب غيره؟ "، فذكر الحديث.

وعلى هذا فالمراد بالفضل إرادة الزيادة من الغنيمة، فأعلمه النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - أن سهام المقاتلة سواء، فإن كان القويّ يترجّح بفضل شجاعته، فإن الضعيف يترجّح بفضل دعائه وإخلاصه. قاله في "الفتح".

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: الظاهر أن الحديث يعمّ المعنيين، فلا داعي لقصره على أحدهما. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

Komentar

Postingan populer dari blog ini

شرح الحديث 112 - 113 - الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير - من صحيح الرغيب

شرح الحديث 66 من رياض الصالحين