وعيد شديد للعصاة
Ngerinya Hukuman Para Pemaksiat
قال الله _تعالى_:
{فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)} [النازعات: 37 - 41]
وفي "تفسير الطبري" = "جامع البيان" - ت. شاكر (24/ 212):
وقوله: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى) يقول: وأما من خاف مسألة الله إياه عند وقوفه يوم القيامة بين يديه، فاتقاه بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه،
(وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى) يقول: ونهى نفسه عن هواها فيما يكرهه الله، ولا يرضاه منها، فزجرها عن ذلك، وخالف هواها إلى ما أمره به ربه (فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) يقول: فإن الجنة هي مأواه ومنزله يوم القيامة.
----------
صحيح البخاري (9/ 44) (رقم: 7047):
عن سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ _رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ_،
قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ_ مِمَّا يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ
لِأَصْحَابِهِ: «هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ رُؤْيَا»
قَالَ: فَيَقُصُّ عَلَيْهِ مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ
يَقُصَّ، وَإِنَّهُ قَالَ ذَاتَ غَدَاةٍ:
«إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ، وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي،
فتح الباري لابن حجر (12/ 440)
وَتَحْرِيرُهُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُجِيدُ تَعْبِيرَ الرُّؤْيَا وَكَانَ لَهُ مُشَارِكٌ
فِي ذَلِكَ مِنْهُمْ، لِأَنَّ الْإِكْثَارَ مِنْ هَذَا الْقَوْلِ لَا يَصْدُرُ، إِلَّا مِمَّنْ تَدَرَّبَ فِيهِ وَوَثِقَ بِإِصَابَتِهِ كَقَوْلِكَ كَانَ زَيْدٌ
مِنَ الْعُلَمَاءِ بِالنَّحْوِ، وَمِنْهُ قَوْلُ صَاحِبَيِ السِّجْنِ لِيُوسُفَ
عَلَيْهِ السَّلَامُ نبئنا بتأويله: (إِنَّا نرَاك من الْمُحْسِنِينَ)، أَيْ: مِنَ
الْمُجِيدِينَ فِي عِبَارَةِ الرُّؤْيَ
فتح الباري لابن حجر (12/ 441)
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: (رَأَيْتُ مَلَكَيْنِ
وَسَيَأْتِي فِي آخِرِ الْحَدِيثِ أَنَّهُمَا جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ)." اهـ
------------------
* وَإِنَّهُمَا قَالاَ لِي انْطَلِقْ، وَإِنِّي
انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، وَإِنَّا أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ
مُضْطَجِعٍ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِصَخْرَةٍ، وَإِذَا هُوَ يَهْوِي بِالصَّخْرَةِ لِرَأْسِهِ، فَيَثْلَغُ رَأْسَهُ،
فَيَتَدَهْدَهُ الحَجَرُ هَا هُنَا، فَيَتْبَعُ الحَجَرَ فَيَأْخُذُهُ، فَلاَ
يَرْجِعُ إِلَيْهِ حَتَّى يَصِحَّ رَأْسُهُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ
فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ المَرَّةَ الأُولَى»
وفي "فتح الباري" لابن حجر (12/ 441):
قَوْلُهُ يَهْوِي بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَكَسْرِ
الْوَاوِ أَيْ يَسْقُطُ يُقَالُ هَوَى بِالْفَتْحِ يَهْوِي هُوِيًّا سَقَطَ إِلَى
أَسْفَلَ وَضَبطه بن التِّينِ بِضَمِّ أَوَّلِهِ مِنَ الرُّبَاعِيِّ وَيُقَالُ
أَهْوَى مِنْ بُعْدٍ وَهَوَى بِفَتْحِ الْوَاوِ مِنْ قُرْبٍ
------------------
قَالَ: " قُلْتُ لَهُمَا: سُبْحَانَ اللَّهِ
مَا هَذَانِ؟ "
قَالَ: " قَالاَ لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ
" قَالَ: " فَانْطَلَقْنَا، فَأَتَيْنَا عَلَى
رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ لِقَفَاهُ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِكَلُّوبٍ
مِنْ حَدِيدٍ، وَإِذَا هُوَ يَأْتِي أَحَدَ شِقَّيْ وَجْهِهِ فَيُشَرْشِرُ شِدْقَهُ إِلَى قَفَاهُ، وَمَنْخِرَهُ
إِلَى قَفَاهُ، وَعَيْنَهُ إِلَى قَفَاهُ،
- قَالَ: وَرُبَّمَا قَالَ أَبُو رَجَاءٍ: فَيَشُقُّ - "
قَالَ: «ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إِلَى الجَانِبِ الآخَرِ
فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ بِالْجَانِبِ الأَوَّلِ، فَمَا يَفْرُغُ مِنْ
ذَلِكَ الجَانِبِ حَتَّى يَصِحَّ ذَلِكَ الجَانِبُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ
عَلَيْهِ، فَيَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلَ المَرَّةَ الأُولَى»
فتح الباري لابن حجر (12/ 442):
"قَوْلُهُ: (فَيُشَرْشِرُ شِدْقَهُ
إِلَى قَفَاهُ)، أَيْ: يَقْطَعُهُ شَقًّا. وَالشِّدْقُ جَانِبُ الْفَمِ وَفِي
رِوَايَةِ جَرِيرٍ فَيُدْخِلَهُ فِي شَقِّهِ فَيَشُقُّهُ حَتَّى يَبْلُغَ قَفَاهُ."
اهـ
فتح الباري لابن حجر (12/ 442):
"قَالَ ابن الْعَرَبِيِّ: (شَرْشَرَةُ
شِدْقِ الْكَاذِبِ إِنْزَالُ الْعُقُوبَةِ بِمَحَلِّ الْمَعْصِيَةِ وَعَلَى هَذَا
تَجْرِي الْعُقُوبَةُ فِي الْآخِرَةِ بِخِلَافِ الدُّنْيَا)." اهـ
---------------------
قَالَ: " قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا
هَذَانِ؟ " قَالَ: " قَالاَ لِي: انْطَلِقِ
انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا، فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْلِ التَّنُّورِ - قَالَ:
فَأَحْسِبُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ - فَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ
وَأَصْوَاتٌ "
قَالَ: «فَاطَّلَعْنَا فِيهِ، فَإِذَا فِيهِ
رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ، وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ
مِنْهُمْ، فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ ضَوْضَوْا»
فتح الباري لابن حجر (12/ 442)
قَالَ فِي النِّهَايَةِ الضَّوْضَاةُ أَصْوَاتُ
النَّاسِ وَلَغَطُهُمْ وَكَذَا الضَّوْضَى بِلَا هَاءٍ مَقْصُورٌ
---------------------
قَالَ: " قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَؤُلاَءِ؟
" قَالَ: " قَالاَ لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ " قَالَ: «فَانْطَلَقْنَا، فَأَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ - حَسِبْتُ
أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ - أَحْمَرَ مِثْلِ الدَّمِ، وَإِذَا فِي النَّهَرِ رَجُلٌ
سَابِحٌ يَسْبَحُ، وَإِذَا عَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ
حِجَارَةً كَثِيرَةً،
وَإِذَا ذَلِكَ السَّابِحُ يَسْبَحُ مَا يَسْبَحُ،
ثُمَّ يَأْتِي ذَلِكَ الَّذِي قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ الحِجَارَةَ، فَيَفْغَرُ لَهُ
فَاهُ فَيُلْقِمُهُ حَجَرًا،
فَيَنْطَلِقُ يَسْبَحُ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِ
كُلَّمَا رَجَعَ إِلَيْهِ فَغَرَ لَهُ فَاهُ فَأَلْقَمَهُ حَجَرًا»
---------------------
قَالَ: " قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَانِ؟ "
قَالَ: " قَالاَ لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ " قَالَ:
«فَانْطَلَقْنَا، فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ كَرِيهِ المَرْآةِ، كَأَكْرَهِ مَا
أَنْتَ رَاءٍ رَجُلًا مَرْآةً، وَإِذَا عِنْدَهُ نَارٌ يَحُشُّهَا
وَيَسْعَى حَوْلَهَا»
وفي "فتح الباري" لابن حجر (12/ 443):
"وَقَالَ بن الْعَرَبِيِّ حَشَّ نَارَهُ حَرَّكَهَا." اهـ
--------------------
قَالَ: " قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَا؟ "
قَالَ: " قَالاَ لِي: (انْطَلِقِ انْطَلِقْ)."
فَانْطَلَقْنَا، فَأَتَيْنَا عَلَى رَوْضَةٍ
مُعْتَمَّةٍ، فِيهَا مِنْ كُلِّ لَوْنِ الرَّبِيعِ، وَإِذَا
بَيْنَ ظَهْرَيِ الرَّوْضَةِ رَجُلٌ طَوِيلٌ، لاَ أَكَادُ أَرَى رَأْسَهُ طُولًا
فِي السَّمَاءِ، وَإِذَا حَوْلَ الرَّجُلِ مِنْ أَكْثَرِ وِلْدَانٍ
رَأَيْتُهُمْ قَطُّ "
فتح الباري لابن حجر (12/
443):
"قَالَ
الطِّيبِيُّ: أَصْلُ هَذَا الْكَلَامِ (وَإِذَا حَوْلَ الرَّجُلُ وِلْدَانٌ، مَا
رَأَيْتُ وِلْدَانًا قَطُّ أَكْثَرَ مِنْهُمْ)، وَنَظِيرُهُ: قَوْلُهُ بَعْدَ
ذَلِكَ (لَمْ أَرَ رَوْضَةً قَطُّ أَعْظَمَ مِنْهَا)." اهـ
-----------------------
قَالَ: " قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَا مَا
هَؤُلاَءِ؟ " قَالَ: " قَالاَ لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ "
قَالَ: «فَانْطَلَقْنَا
فَانْتَهَيْنَا إِلَى رَوْضَةٍ عَظِيمَةٍ، لَمْ أَرَ رَوْضَةً قَطُّ
أَعْظَمَ مِنْهَا وَلاَ أَحْسَنَ»
قَالَ: " قَالاَ لِي: (ارْقَ فِيهَا)" قَالَ:
«فَارْتَقَيْنَا فِيهَا، فَانْتَهَيْنَا إِلَى
مَدِينَةٍ مَبْنِيَّةٍ بِلَبِنِ ذَهَبٍ وَلَبِنِ فِضَّةٍ، فَأَتَيْنَا بَابَ
المَدِينَةِ، فَاسْتَفْتَحْنَا، فَفُتِحَ لَنَا، فَدَخَلْنَاهَا، فَتَلَقَّانَا
فِيهَا رِجَالٌ شَطْرٌ مِنْ خَلْقِهِمْ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ، وَشَطْرٌ
كَأَقْبَحِ مَا أَنْتَ رَاءٍ»
قَالَ: " قَالاَ لَهُمْ: اذْهَبُوا فَقَعُوا
فِي ذَلِكَ النَّهَرِ " قَالَ:
«وَإِذَا نَهَرٌ مُعْتَرِضٌ يَجْرِي كَأَنَّ
مَاءَهُ المَحْضُ فِي البَيَاضِ، فَذَهَبُوا فَوَقَعُوا فِيهِ، ثُمَّ رَجَعُوا
إِلَيْنَا قَدْ ذَهَبَ ذَلِكَ السُّوءُ عَنْهُمْ، فَصَارُوا فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ»
قَالَ: "قَالاَ لِي: هَذِهِ
جَنَّةُ عَدْنٍ وَهَذَاكَ مَنْزِلُكَ." قَالَ: «فَسَمَا بَصَرِي
صُعُدًا، فَإِذَا قَصْرٌ مِثْلُ الرَّبَابَةِ البَيْضَاءِ»
قَالَ: "قَالاَ لِي: هَذَاكَ
مَنْزِلُكَ." قَالَ: " قُلْتُ لَهُمَا: بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمَا
ذَرَانِي فَأَدْخُلَهُ، قَالاَ: أَمَّا الآنَ فَلاَ، وَأَنْتَ دَاخِلَهُ "
فتح الباري لابن حجر (12/ 444): "قَوْلُهُ: (نَهَرٌ
مُعْتَرِضٌ)، أَيْ: يَجْرِي عَرْضًا." اهـ
=================
=================
قَالَ: "قُلْتُ لَهُمَا: فَإِنِّي قَدْ
رَأَيْتُ مُنْذُ اللَّيْلَةِ عَجَبًا، فَمَا هَذَا الَّذِي رَأَيْتُ؟"
قَالَ: "قَالاَ لِي: أَمَا إِنَّا
سَنُخْبِرُكَ،
أَمَّا الرَّجُلُ
الأَوَّلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالحَجَرِ،
فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَأْخُذُ القُرْآنَ فَيَرْفُضُهُ وَيَنَامُ عَنِ الصَّلاَةِ
المَكْتُوبَةِ،
وفي "فتح الباري" لابن حجر (12/ 444):
"قَالَ بن هُبَيْرَةَ: (رَفْضُ
الْقُرْآنِ بَعْدَ حِفْظِهِ جِنَايَةٌ عَظِيمَةٌ، لِأَنَّهُ يُوهِمُ أَنَّهُ رَأَى
فِيهِ مَا يُوجِبُ رَفْضَهُ، فَلَمَّا رَفَضَ أَشْرَفَ الْأَشْيَاءِ، وَهُوَ
الْقُرْآنُ عُوقِبَ فِي أَشْرَفِ أَعْضَائِهِ وَهُوَ الرَّأْس." اهـ
فتح الباري لابن حجر (12/ 444):
"قَوْلُهُ: (وَيَنَامُ عَنِ الصَّلَاةِ
الْمَكْتُوبَةِ)، هَذَا أَوْضَحُ مِنْ رِوَايَةِ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ بِلَفْظِ (عَلَّمَهُ
اللَّهُ الْقُرْآنَ، فَنَامَ عَنْهُ بِاللَّيْلِ وَلَمْ يَعْمَلْ فِيهِ
بِالنَّهَارِ)،
فَإِنَّ ظَاهِرَهُ أَنَّهُ يُعَذَّبُ عَلَى تَرْكِ
قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ بِاللَّيْلِ بِخِلَافِ رِوَايَةِ عَوْفٍ، فَإِنَّهُ عَلَى
تَرْكِهِ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَيَحْتَمِلُ: أَنْ يَكُونَ التَّعْذِيبُ
عَلَى مَجْمُوعِ الْأَمْرَيْنِ تَرْكِ الْقِرَاءَةِ وَتَرْكِ الْعَمَلِ." اهـ
-----------
وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ، يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إِلَى قَفَاهُ، وَمَنْخِرُهُ إِلَى
قَفَاهُ، وَعَيْنُهُ إِلَى قَفَاهُ، فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ،
فَيَكْذِبُ الكَذْبَةَ تَبْلُغُ الآفَاقَ،
"فتح الباري" لابن حجر (12/ 445):
"وَإِنَّمَا اسْتَحَقَّ التَّعْذِيبَ
لِمَا يَنْشَأُ عَنْ تِلْكَ الْكِذْبَةِ مِنَ الْمَفَاسِدِ، وَهُوَ فِيهَا
مُخْتَارٌ غير مكره وَلَا ملْجأ.
قَالَ ابن هُبَيْرَةَ: (لَمَّا كَانَ الْكَاذِبُ
يُسَاعِدُ أَنْفُهُ وَعَيْنُهُ لِسَانَهُ عَلَى الْكَذِبِ بِتَرْوِيجِ بَاطِلِهِ،
وَقَعَتِ الْمُشَارَكَةُ بَيْنَهُمْ فِي الْعُقُوبَةِ)." اهـ
-----------
وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ العُرَاةُ
الَّذِينَ فِي مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ، فَإِنَّهُمُ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي،
"فتح الباري" لابن حجر (12/ 445):
"قَوْلُهُ: (فَهُمُ الزُّنَاةُ)،
مُنَاسَبَةُ الْعُرْيِ لَهُمْ: لِاسْتِحْقَاقِهِمْ
أَنْ يُفْضَحُوا، لِأَنَّ عَادَتَهُمْ أَنْ يَسْتَتِرُوا فِي الْخَلْوَةِ،
فَعُوقِبُوا بِالْهَتْكِ. وَالْحِكْمَةُ فِي إِتْيَانِ الْعَذَابِ مِنْ تَحْتِهِمْ:
كَوْنُ جِنَايَتِهِمْ مِنْ أَعْضَائِهِمُ السُّفْلى
-----------
وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ
يَسْبَحُ فِي النَّهَرِ وَيُلْقَمُ الحَجَرَ، فَإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا،
فتح الباري لابن حجر (12/ 445):
"قَوْله: (فَإِنَّهُ آكل الرِّبَا)،
قَالَ ابن هُبَيْرَةَ: (إِنَّمَا عُوقِبَ آكِلُ
الرِّبَا بِسِبَاحَتِهِ فِي النَّهَرِ الْأَحْمَرِ، وَإِلْقَامِهِ الْحِجَارَةَ، لِأَنَّ أَصْلَ الرِّبَا يَجْرِي فِي الذَّهَبِ.
وَالذَّهَبُ: أَحْمَرُ. وَأَمَّا إِلْقَامُ الْمَلَكِ
لَهُ الْحَجَرَ، فَإِنَّهُ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّهُ لَا يُغْنِي عَنْهُ شَيْئًا.
وَكَذَلِكَ الرِّبَا فَإِنَّ صَاحِبَهُ يَتَخَيَّلُ أَنَّ مَالَهُ يَزْدَادُ
وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِ مَحَقَهُ." اهـ
-----------
وَأَمَّا الرَّجُلُ الكَرِيهُ المَرْآةِ، الَّذِي
عِنْدَ النَّارِ يَحُشُّهَا وَيَسْعَى حَوْلَهَا، فَإِنَّهُ مَالِكٌ خَازِنُ
جَهَنَّمَ،
فتح الباري لابن حجر (12/ 445):
"قَوْلُهُ: (خَازِنُ جَهَنَّمَ)،
إِنَّمَا كَانَ كَرِيهَ الرُّؤْيَةِ، لِأَنَّ فِي ذَلِكَ زِيَادَةً فِي عَذَابِ
أَهْلِ النَّارِ." اهـ
-----------
وَأَمَّا الرَّجُلُ الطَّوِيلُ الَّذِي فِي
الرَّوْضَةِ فَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
-----------
وَأَمَّا الوِلْدَانُ الَّذِينَ حَوْلَهُ فَكُلُّ
مَوْلُودٍ مَاتَ عَلَى الفِطْرَةِ "
قَالَ: فَقَالَ بَعْضُ المُسْلِمِينَ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، وَأَوْلاَدُ المُشْرِكِينَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَأَوْلاَدُ المُشْرِكِينَ،
فتح الباري لابن حجر (12/ 445)
قَوْلُهُ: (وَأَمَّا الرَّجُلُ الطَّوِيلُ الَّذِي
فِي الرَّوْضَةِ، فَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ)، فِي رِوَايَةِ جَرِيرٍ: (وَالشَّيْخُ
فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ إِبْرَاهِيمُ).
وَإِنَّمَا اخْتُصَّ إِبْرَاهِيمُ، لِأَنَّهُ أَبُو
الْمُسْلِمِينَ،
قَالَ _تَعَالَى_: {مِلَّةَ أَبِيكُمْ
إِبْرَاهِيمَ} [الحج: 78]،
وَقَالَ _تَعَالَى_: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ
بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوه} [آل عمران: 68]، الْآيَةَ.
فتح الباري لابن حجر (12/ 445):
(وَأَمَّا الْوِلْدَانُ الَّذِينَ حَوْلَهُ،
فَكُلُّ مَوْلُودٍ مَاتَ عَلَى الْفِطْرَةِ)، فِي رِوَايَةِ النَّضْرِ بْنِ
شُمَيْلٍ: (وُلِدَ عَلَى الْفِطْرَةِ)، وَهِيَ أَشْبَهُ بِقَوْلِهِ فِي
الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى (وَأَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ)، وَفِي رِوَايَةِ جَرِيرٍ: (فَأَوْلَادُ
النَّاسِ)، لَمْ أَرَ ذَلِكَ إِلَّا فِي هَذِهِ الطَّرِيقِ وَوَقَعَ فِي حَدِيثِ
أَبِي أُمَامَةَ الَّذِي نَبَّهْتُ عَلَيْهِ فِي أَوَّلِ شَرْحِ هَذَا الْحَدِيثِ:
(ثُمَّ انْطَلَقْنَا، فَإِذَا نَحْنُ بِجِوَارٍ وَغِلْمَانٍ، يَلْعَبُونَ بَيْنَ
نَهَرَيْنِ، فَقُلْتُ: مَا هَؤُلَاءِ قَالَ ذُرِّيَّةُ الْمُؤْمِنِين)." اهـ
-----------
وَأَمَّا القَوْمُ الَّذِينَ كَانُوا شَطْرٌ
مِنْهُمْ حَسَنًا وَشَطْرٌ قَبِيحًا، فَإِنَّهُمْ قَوْمٌ خَلَطُوا عَمَلًا
صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا، تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُمْ»
===========
===========
وقال ابن حجر في "فتح الباري" (12/ 445):
"وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنَ
الْفَوَائِدِ:
* أَنَّ الْإِسْرَاءَ وَقَعَ مِرَارًا يَقَظَةً
وَمَنَامًا عَلَى أَنْحَاءٍ شَتَّى،
* وَفِيهِ: أَنَّ بَعْضَ الْعُصَاةِ يُعَذَّبُونَ
فِي الْبَرْزَخِ،
* وَفِيهِ: نَوْعٌ مِنْ تَلْخِيصِ الْعِلْمِ،
وَهُوَ أَنْ يَجْمَعَ الْقَضَايَا جُمْلَةً ثُمَّ يُفَسِّرَهَا عَلَى الْوَلَاءِ
لِيَجْتَمِعَ تَصَوُّرُهَا فِي الذِّهْنِ،
* وَالتَّحْذِيرُ مِنَ النَّوْمِ عَنِ الصَّلَاةِ
الْمَكْتُوبَةِ، وَعَنْ رَفْضِ الْقُرْآنِ____لِمَنْ يَحْفَظُهُ. * وَعَنِ
الزِّنَا وَأَكْلِ الرِّبَا وَتَعَمُّدِ الْكَذِبِ.
* وَأَنَّ الَّذِي لَهُ قَصْرٌ فِي الْجَنَّةِ، لَا
يُقِيمُ فِيهِ، وَهُوَ فِي الدُّنْيَا، بَلْ إِذَا مَاتَ حَتَّى النَّبِيُّ
وَالشَّهِيدُ.[1]
* وَفِيهِ: الْحَثُّ عَلَى طَلَبِ الْعِلْمِ
وَاتِّبَاعِ مَنْ يُلْتَمَسُ مِنْهُ ذَلِكَ،
وَفِيهِ: فَضْلُ الشُّهَدَاءِ، وَأَنَّ
مَنَازِلَهُمْ فِي الْجَنَّةِ أَرْفَعُ الْمَنَازِلِ، وَلَا يَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ
أَنْ يَكُونُوا أَرْفَعَ دَرَجَةٍ مِنْ إِبْرَاهِيمَ _عَلَيْهِ السَّلَامُ_،
لِاحْتِمَالِ أَنَّ إِقَامَتَهُ هُنَاكَ بِسَبَبِ كَفَالَتِهِ الْوِلْدَانَ،
وَمَنْزِلُهُ: هُوَ فِي الْمَنْزِلَةِ الَّتِي هِيَ أَعْلَى مِنْ مَنَازِلِ الشُّهَدَاءِ
كَمَا تَقَدَّمَ فِي الْإِسْرَاءِ، أَنَّهُ رَأَى آدَمَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا،
وَإِنَّمَا كَانَ كَذَلِكَ لِكَوْنِهِ يَرَى نَسَمَ بَنِيهِ مِنْ أَهْلِ الْخَيْرِ
وَمِنْ أَهْلِ الشَّرِّ، فَيَضْحَكُ، وَيَبْكِي مَعَ أَنَّ مَنْزِلَتَهُ هُوَ فِي
عِلِّيِّينَ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، اسْتَقَرَّ كُلٌّ مِنْهُمْ فِي
مَنْزِلَتِهِ.
* وَفِيهِ: أَنَّ مَنِ اسْتَوَتْ حَسَنَاتُهُ
وسيآته يَتَجَاوَزِ اللَّهُ عَنْهُمْ اللَّهُمَّ تَجَاوَزْ عَنَّا بِرَحْمَتِكَ
يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ،
* وَفِيهِ: أَنَّ الِاهْتِمَامَ بِأَمْرِ الرُّؤْيَا
بِالسُّؤَالِ عَنْهَا وَفَضْلَ تَعْبِيرِهَا.
* وَاسْتِحْبَابُ ذَلِكَ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ،
لِأَنَّهُ الْوَقْتُ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ الْبَالُ مُجْتَمِعًا.
* وَفِيهِ: اسْتِقْبَالُ الْإِمَامِ أَصْحَابَهُ
بَعْدَ الصَّلَاةِ، إِذَا لَمْ يَكُنْ بَعْدَهَا رَاتِبَةٌ، وَأَرَادَ أَنْ
يَعِظَهُمْ أَوْ يُفْتِيَهُمْ أَوْ يَحْكُمَ بَيْنَهُمْ.
* وَفِيهِ: أَنَّ تَرْكَ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ
لِلْإِقْبَالِ عَلَيْهِمْ، لَا يُكْرَهُ بَلْ يُشْرَعُ كَالْخَطِيبِ.
* قَالَ الْكِرْمَانِيُّ: (مُنَاسَبَةُ
الْعُقُوبَاتِ الْمَذْكُورَةِ فِيهِ لِلْجِنَايَاتِ ظَاهِرَةٌ، إِلَّا الزُّنَاةَ
فَفِيهَا خَفَاءٌ. وَبَيَانُهُ: أَنَّ الْعُرْيَ
فَضِيحَةٌ، كَالزِّنَا وَالزَّانِيَ مِنْ شَأْنِهِ طَلَبُ الْخَلْوَةِ، فَنَاسَبَ
التَّنُّورَ، ثُمَّ هُوَ خَائِفٌ حَذِرٌ حَالَ الْفِعْلِ، كَأَنَّ تَحْتَهُ
النَّارَ).
* وَقَالَ أَيْضًا: (الْحِكْمَةُ فِي الِاقْتِصَارِ
عَلَى مَنْ ذُكِرَ مِنَ الْعُصَاةِ دُونَ غَيْرِهِمْ أَنَّ الْعُقُوبَةَ
تَتَعَلَّقُ بِالْقَوْلِ أَوِ الْفِعْلِ، فَالْأَوَّلُ: عَلَى
وُجُودِ مَا لَا يَنْبَغِي مِنْهُ أَنْ يُقَالَ، وَالثَّانِي:
إِمَّا بَدَنِيٌّ، وَإِمَّا مَالِي، فَذُكِرَ لكل مِنْهُم مِثَالٌ
يُنَبِّهُ بِهِ عَلَى مَنْ عَدَاهُ،
كَمَا نَبَّهَ بِمَنْ ذُكِرَ مِنْ أَهْلِ
الثَّوَابِ، وَأَنَّهُمْ أَرْبَعُ دَرَجَاتٍ:
* دَرَجَاتُ النَّبِيِّ،
* وَدَرَجَاتُ الْأُمَّةِ: أَعْلَاهَا الشُّهَدَاءُ،
وَثَانِيهَا: مَنْ بَلَغَ، وَثَالِثُهَا: مَنْ كَانَ دُونَ الْبُلُوغِ."
انْتَهَى مُلَخَّصًا." اهـ
[1] وفي
"صحيح مسلم" (3/ 1502/ 121) (رقم: 1887):
عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: سَأَلْنَا عَبْدَ اللهِ
عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ:
{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ
اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169]،
قَالَ: أَمَا إِنَّا قَدْ سَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ،
فَقَالَ: «أَرْوَاحُهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ، لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ
بِالْعَرْشِ، تَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى
تِلْكَ الْقَنَادِيلِ، فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمُ اطِّلَاعَةً»،
فَقَالَ: "هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا؟ قَالُوا:
أَيَّ شَيْءٍ نَشْتَهِي وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا،
فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ
يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يُسْأَلُوا، قَالُوا: يَا رَبِّ، نُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ
أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا حَتَّى نُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى،
فَلَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ لَهُمْ حَاجَةٌ تُرِكُوا."
Komentar
Posting Komentar