الاستقامة على الكتاب والسنة
الاستقامة على الكتاب والسنة
تعريف
الاستقامة:
وقال الراغب
_رحمه الله_ في "المفردات في غريب القرآن" (ص: 692):
"والاسْتِقَامَةُ،
يقال في الطريق الذي يكون على خطّ مستو، وبِهِ شُبِّهَ طرِيْقُ الحقّ. نحو: {اهْدِنَا
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6]
{وَأَنَّ
هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا} [الأنعام: 153]
{إِنَّ رَبِّي
عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [هود: 56]
واسْتِقَامَةُ
الإنسان: لزومه المنهج المستقيم." اهـ
وقال الجرجاني
_رحمه الله_ في "التعريفات" (ص: 19):
"وفي
اصطلاح أهل الحقيقة: (هي الوفاء بالعهود كلها، وملازمة الصراط المستقيم برعاية حد
التوسط في كل الأمور، من الطعام والشراب واللباس، وفي كل أمر ديني ودنيوي)،
فذلك هو
الصراط المستقيم، كالصراط المستقيم في الآخرة،
ولذلك قال
النبي _صلى الله عليه وسلم_: "شيبتني سورة هود"[1]؛
إذ أنزل فيها:
{فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} [هود: 112].
الاستقامة :
أن يجمع بين أداء الطاعة واجتناب المعاصي،
وقيل :
الاستقامة ضد الاعوجاج، وهي مرور العبد في طريق العبودية بإرشاد الشرع والعقل.
الاستقامة :
المداومة. وقيل : الاستقامة : ألا تختار على الله شيئًا." اهـ
[تعليق]:
شعب الإيمان
(4/ 83) (رقم: 2215):
أَخْبَرَنَا
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ السَّرِيَّ،
يَقُولُ:
رَأَيْتُ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ رُوِيَ
عَنْكَ أَنَّكَ قُلْتَ: " شَيَّبَتْنِي هُودٌ " قَالَ: " نَعَمْ
"،
فَقُلْتُ: مَا
الَّذِي شَيَّبَكَ مِنْهُ قَصَصُ الْأَنْبِيَاءِ وَهَلَاكُ الْأُمَمِ؟ قَالَ:
"لَا"، وَلَكِنْ قَوْلُهُ: {فَاسْتَقِمْ كَمَا
أُمِرْتَ} [هود: 112]." اهـ[2]
وقال الحافظ ابن
رجب _رحمه الله_ في "جامع العلوم والحكم" – ت. الأرنؤوط (1/ 510):
"وَالِاسْتِقَامَةُ: هِيَ سُلُوكُ الصِّرَاطِ
الْمُسْتَقِيمِ، وَهُوَ الدِّينُ الْقَيِّمُ مِنْ غَيْرِ تَعْرِيجٍ عَنْهُ
يُمْنَةً وَلَا يُسْرَةً، وَيَشْمَلُ ذَلِكَ فِعْلَ الطَّاعَاتِ كُلِّهَا،
الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ، وَتَرْكَ الْمَنْهِيَّاتِ كُلِّهَا كَذَلِكَ[3]."
اهـ
وفي "جامع
العلوم والحكم" – ت. الأرنؤوط (1/ 511_512):
"فَأَصْلُ
الِاسْتِقَامَةِ: اسْتِقَامَةُ الْقَلْبِ عَلَى التَّوْحِيدِ، كَمَا فَسَّرَ أَبُو
بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَغَيْرُهُ قَوْلَهُ: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا
اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [الأحقاف: 13] [الْأَحْقَافِ: 13] بِأَنَّهُمْ لَمْ___يَلْتَفِتُوا
إِلَى غَيْرِهِ،
فَمَتَى
اسْتَقَامَ الْقَلْبُ عَلَى مَعْرِفَةِ اللَّهِ، وَعَلَى خَشْيَتِهِ،
وَإِجْلَالِهِ، وَمَهَابَتِهِ، وَمَحَبَّتِهِ، وَإِرَادَتِهِ، وَرَجَائِهِ،
وَدُعَائِهِ، وَالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ، وَالْإِعْرَاضِ عَمَّا سِوَاهُ، اسْتَقَامَتِ الْجَوَارِحُ كُلُّهَا عَلَى طَاعَتِهِ،
فَإِنَّ
الْقَلْبَ هُوَ مَلِكُ الْأَعْضَاءِ، وَهِيَ جُنُودُهُ، فَإِذَا اسْتَقَامَ
الْمَلِكُ، اسْتَقَامَتْ جُنُودُهُ وَرَعَايَاهُ،
وَكَذَلِكَ
فُسِّرَ قَوْلُهُ _تَعَالَى_: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا} [الروم: 30]
[الرُّومِ: 30] بِإِخْلَاصِ الْقَصْدِ لِلَّهِ وَإِرَادَتِهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ
لَهُ.
وَأَعْظَمُ
مَا يُرَاعَى اسْتِقَامَتُهُ بَعْدَ الْقَلْبِ مِنَ الْجَوَارِحِ اللِّسَانُ، فَإِنَّهُ تُرْجُمَانُ الْقَلْبِ
وَالْمُعَبِّرُ عَنْهُ،
وَلِهَذَا
لَمَّا أَمَرَ النَّبِيُّ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ بِالِاسْتِقَامَةِ،
وَصَّاهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِحِفْظِ لِسَانِهِ،
وَفِي
" مُسْنَدِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ " عَنْ أَنَسٍ
عَنِ النَّبِيِّ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ قَالَ :
«لَا يَسْتَقِيمُ
إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى
يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ»[4]
وَفِي "
التِّرْمِذِيِّ " عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَرْفُوعًا وَمَوْقُوفًا: " «إِذَا
أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ، فَإِنَّ الْأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ،
فَتَقُولُ: اتَّقِ اللَّهَ فِينَا، فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ، فَإِنِ اسْتَقَمْتَ
اسْتَقَمْنَا، وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا» "[5].
التخويف من
النار والتعريف بحال دار البوار (ص: 240) لابن رجب :
"الإيمان
والعمل الصالح في الدنيا هو الصراط المستقيم في الدنيا الذي
أمر الله العباد بسلوكه والاستقامة عليه، وأمرهم بسؤال الهدية إليه،
فمن استقام
سيره على هذا المسقيم في الدنيا ظاهراً وباطناً، استقام مشيه على ذلك الصراط
المنصوب على متن جهنم،
ومن لم يستقم
سيره على هذا الصراط المستقيم في الدنيا، بل انحرف عنه إما إلى فتنة الشبهات أو
إلى فتنة الشهوات، كان اختطاف الكلاليب له على صراط جهنم بحسب اختطاف الشبهات
والشهوات له عن هذا الصراط المستقيم،
كما في حديث
أبي هريرة : "إنها تخطف الناس بأعمالهم."[6]
اهـ
التخويف من
النار والتعريف بحال دار البوار (ص: 243)
من ضيق على
نفسه في الدنيا، باتباع الأمر واجتناب النهي، وهو حقيقة الاستقامة على الصراط
المستقيم في الدنيا، كان جزاؤه أن يتسع له الصراط في الآخرة، ومن وسع على نفسه في
الدنيا، باتباع الشهوات المحرمة، والشبهات المضلة، حتى خرج عن الصراط المستقيم،
ضاق عليه الصراط في الآخرة بحسب ذلك، والله أعلم.
قال الإمام
النووي مصنف رياض الصالحين موردا بعض الآيات في الباب : قَالَ الله
تَعَالَى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} [هود:
112][7] |
وقال ابن
الجوزي _رحمه الله_ في "زاد المسير في علم التفسير" (2/ 404):
"قوله تعالى : (فَاسْتَقِمْ
كَما أُمِرْتَ)
* قال ابن
عيينة: استقم على القرآن.
* وقال ابن
قتيبة: امض على ما أمرت به." اهـ
وقال الطبري في
"جامع البيان" – ت. شاكر (15/ 499):
"قال أبو جعفر: يقول _تعالى ذكره_ لنبيه
محمد _صلى الله عليه وسلم_: فَاسْتَقِمْ أَنْتَ، - يَا مُحَمَّدُ - على أمرِ ربك،
والدينِ الذي ابتعثك به، والدعاءِ إليه، كما أَمَرَكَ رَبُّكَ." اهـ
وقال القرطبي
_رحمه الله_ في "الجامع لأحكام القرآن" (9/ 107):
"وَالِاسْتِقَامَةُ: الِاسْتِمْرَارُ
فِي جِهَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ غَيْرِ أَخْذٍ فِي جِهَةِ الْيَمِينِ وَالشِّمَالِ[8]،
فَاسْتَقِمْ عَلَى امْتِثَالِ أَمْرِ اللَّهِ. " اهـ
وقال أبو السعود محمد بن محمد بن مصطفى العِمَادِيُّ (المتوفى: 982هـ) _رحمه الله_ في "إرشاد
العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم" (4/ 244):
لما بيّن في
تضاعيف القصص المَحْكية عن الأمم الماضيةِ سوءَ عاقبة الكفرِ وعصيانِ الرسل،
وأُشير إلى أن حالَ هؤلاء الكفرةِ في الكفر والضلالِ واستحقاق العذابِ مثلُ أولئك
المعذبين وأن نصيبَهم من العذاب واصلٌ إليهم من غير نقص، وأن تكذيبَهم للقرآن مثلُ
تكذيبِ قوم موسى عليه السلام للتوراة وأنه لو لم تسبِقْ كلمةُ القضاءِ بتأخير
عقوبتِهم العامةِ ومؤاخذتِهم التامّةِ إلى يوم القيامة لفُعل بهم ما فُعل بآبائهم
من قبلُ وأنهم يُوفَّوْن نصيبَهم غيرَ منقوص وأن كل واحدٍ من المؤمنين والكافرين
يوفى جزاءَ عملِه، أُمر رسولُ الله _صلى الله عليه وسلم_
بالاستقامة كما أمر به في العقائد والأعمالِ المشتركة بينه وبين سائِر
المؤمنين، ولا سيما الأعمالُ الخاصةُ به عليه السلام من تبليغ الأحكامِ الشرعية،
والقيامِ بوظائف النبوةِ، وتحمّل أعباءِ الرسالةِ، بحيث يدخُل تحته ما أمر به فيما
سبقَ من قولِه _تعالى_ :
{فَلَعَلَّكَ
تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ} [هود: 12] الآية،
وبالجملة،
فهذا الأمرُ منتظمٌ لجميع محاسنِ الأحكامِ الأصليةِ والفرعية، والكمالاتِ النظريةِ،
والعملية. والخروجُ من عُهدته في غايةِ ما يكونُ من الصعوبة ولذلك قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم شيبتْني سورةُ هود." اهـ
محمد بن علي
اليمني، المعروف بـ"الشوكاني" (المتوفى:
1250هـ) _رحمه الله_ في "فتح القدير" (2/ 600):
"ثُمَّ أَمَرَ _سُبْحَانَهُ_ رَسُولَهُ _صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ بِكَلِمَةٍ جَامِعَةٍ لِأَنْوَاعِ الطَّاعَةِ لَهُ _سُبْحَانَهُ_،
فَقَالَ: "فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ" أَيْ : كَمَا أَمَرَكَ اللَّهُ،
فَيَدْخُلُ
فِي ذَلِكَ جَمِيعُ مَا أَمَرَهُ بِهِ وَجَمِيعُ مَا نَهَاهُ عَنْهُ، لِأَنَّهُ
قَدْ أَمَرَهُ بِتَجَنُّبِ مَا نَهَاهُ عَنْهُ، كَمَا أَمَرَهُ بِفِعْلِ مَا
تَعَبَّدَهُ بِفِعْلِهِ، وَأُمَّتُهُ أُسْوَتُهُ فِي ذَلِكَ." اهـ
وقال أبو
الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي (المتوفى : 774هـ) _رحمه الله_ في "تفسير
القرآن العظيم" – ت. سلامة (4/ 354):
"يَأْمُرُ _تَعَالَى_ رَسُولَهُ
وَعِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ بِالثَّبَاتِ وَالدَّوَامِ عَلَى الِاسْتِقَامَةِ،
وَذَلِكَ مِنْ أَكْبَرِ الْعَوْنِ عَلَى النَّصْرِ عَلَى الْأَعْدَاءِ
وَمُخَالَفَةِ الْأَضْدَادِ وَنَهَى عَنِ الطُّغْيَانِ، وَهُوَ الْبَغْيُ،
فَإِنَّهُ مَصرَعة حَتَّى وَلَوْ كَانَ عَلَى مُشْرِكٍ. وَأَعْلَمَ تَعَالَى
أَنَّهُ بَصِيرٌ بِأَعْمَالِ الْعِبَادِ، لَا يَغْفُلُ عَنْ شَيْءٍ، وَلَا يَخْفَى
عَلَيْهِ شَيْءٌ." اهـ
وقال الصنف
_رحمه الله_ : وَقالَ _تَعَالَى_:
{إِنَّ
الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ
الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ
الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ
وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32)} [فصلت:
30 - 32] |
تفسير
الآيات
وقال أبوْ
الْفَرَجِ عبد الرحمن بن علي الدمشقي، المعروف بـ"ابن
الجوزيِّ" (المتوفى: 597 هـ) _رحمه الله_ في "زاد المسير في علم
التفسير" (4/ 51):
"ثُمَّ (اسْتَقامُوا) فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: استقاموا
على التوحيد، قاله أبو بكر الصِّدِّيق، ومجاهد. والثاني:
على طاعة الله وأداء فرائضه، قاله ابن عباس، والحسن، وقتادة. والثالث: على الإِخلاص والعمل إِلى الموت، قاله أبو العالية،
والسدي." اهـ
وقال أبوْ
الْفَرَجِ عبد الرحمن بن علي الدمشقي، المعروف بـ"ابن
الجوزيِّ" (المتوفى: 597 هـ) _رحمه الله_ في "زاد المسير في علم
التفسير" (4/ 51):
"قوله _تعالى_: (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ
الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا)
أي: بأن لا
تخافوا. وفي وقت نزولها عليهم قولان:
أحدهما:
عند الموت، قاله ابن عباس، ومجاهد فعلى هذا في معنى «أَلَّا
تَخافُوا» قولان :
* أحدهما : لا تخافوا الموت، ولا تحزنوا على
أولادكم، قاله مجاهد.
* والثاني :
لا تخافوا ما أمَامكم، ولا تحزنوا على ما خَلْفكم، قاله عكرمة، والسدي.
والقول
الثاني : تتنزَّل عليهم إذا قاموا من القبور، قاله قتادة
فيكون معنى «أَلَّا تَخافُوا»: أنهم يبشِّرونهم بزوال الخوف والحزن يوم القيامة."
اهـ
وقال علي بن
محمد الشِيْحِيُّ[9]
أبو الحسن، المعروف بـ"الخازن" (المتوفى:
741هـ) _رحمه الله_ في "تفسير الخازن" = "لباب التأويل في معاني
التنزيل" (4/ 87) :
"قوله عز وجل : (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا
رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا)
قال أهل
التحقيق: كمال الإنسان أن يعرف الحق لذاته لأجل العمل به،
ورأس
المعرفة اليقينية: معرفةُ الله _تعالى_، وإليه الإشارة
بقوله (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ)،
ورأس
الأعمال الصالحة: أن يكون الإنسان مستقيما في الوسط غيرَ
مائِلٍ إلى طرفي الإفراط والتفريط، فتكون الاستقامة في أمر الدين والتوحيد فتكون
في الأعمال الصالحة.
سئل أبو بكر
الصديق رضي الله تعالى عنه عن الاستقامة فقا : "أن لا تشرك بالله شيئا."
وقال عمر بن
الخطاب _رضي الله تعالى عنه_ : "الاستقامة أن تستقيمَ على الأمر والنهي، ولا
تروغَ روغانَ الثعلبِ."
وقال عثمان _رضي
الله تعالى عنه_: "استقاموا أخلصوا في العمل."
وقال علي بن
أبي طالب _رضي الله عنه_ : "أدوا الفرائض". وهو قول ابن عباس.
وقيل : استقاموا
على أمر الله فعملوا بطاعته واجتنبوا معاصيه،
وقيل : "استقاموا
على شهادة أن لا إله إلا الله حتى لحقوا بالله."
وكان الحسن
إذا تلا هذه الآية، قال : "اللهم أنتَ ربُّنا فارزقنا الاستقامة." اهـ
وقال نصر بن
محمد، الشهير بـ"أبي الليث السمرقندي" (المتوفى:
373 هـ) _رحمه الله_ في "تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين"
(ص: 42_43):
"وَيُقَالُ: الْبِشَارَةُ عِنْدَ
الْمَوْتِ عَلَى خَمْسَةِ أَوْجُهٍ:
أَوَّلُهَا:
لِعَامَّةِ الْمُؤْمِنينَ، يُقَالُ لَهُمْ: لَا تَخَافُوا تَأْبِيدَ الْعَذَابِ،
يَعْنِي لَا تَبْقُونَ فِي الْعَذَابِ أَبَدًا، وَيَشْفَعُ لَكُمُ الْأَنْبِيَاءُ
وَالصَّالِحُونَ، وَلَا تَحْزَنُوا عَلَى____فَوَاتِ الثَّوَابِ، وَأَبْشِرُوا
بِالْجَنَّةِ، يَعْنِي مَرْجِعُكُمْ إِلَى الْجَنَّةِ.
وَالثَّانِي:
لِلْمُخْلِصِينَ، يُقَالُ لَهُمْ: لَا تَخَافُوا رَدَّ أَعْمَالِكُمْ، فَإِنَّ
أَعْمَالَكُمْ مَقْبُولَةٌ، وَلَا تَحْزَنُوا عَلَى فَوْتِ الثَّوَابِ، فَإِنَّ
لَكُمْ ثَوَابًا مُضَاعَفًا، وَلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ بَعْدَ
التَّوْبَةِ.
وَالثَّالِثُ:
لِلتَّائِبِينَ يُقَالُ لَهُمْ: لَا تَخَافُوا مِنَ ذُنُوبِكُمْ فَإِنَّهَا
مَغْفُورَةٌ لَكُمْ، وَلَا تَحْزَنُوا مِنْ نُقْصَانِ الْأَضْعَافِ، وَأَبْشِرُوا
بِالْجَنَّةِ بِلَا حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ.
وَالْخَامِسُ:
لِلْعُلَمَاءِ الَّذِينَ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ الْخَيْرَ، وَعَمِلُوا بِالْعِلْمِ،
يُقَالُ لَهُمْ: لَا تَخَافُوا مِنْ أَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلَا
تَحْزَنُوا فَإِنَّهُ يَجْزِيْكُمْ بِمَا عَمِلْتُمْ، وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ
لَكُمْ وَلِمَنِ اقْتَدَى بِكُمْ، وَطُوبَى لِمَنْ كَانَ آخِرُ أَمْرِهِ
الْبِشَارَةَ،
فَإِنَّمَا
تَكُونُ الْبِشَارَةُ لِمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا مُحْسِنًا فِي عَمَلِهِ، فَتَتَنَزَّلُ
عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ، فَيَقُولُونَ: نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ، يَعْنِي
حَفَظَتُكُمُ الَّذِينَ كَنَّا نَكْتُبُ أَعْمَالَكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا،
وَنَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْآخِرَةِ، فَيَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ أَنْ
يَتَنَبَّهَ مِنْ رَقْدَةِ الْغَفْلَةِ." اهـ[10]
وقال نصر بن
محمد، الشهير بـ"أبي الليث السمرقندي" (المتوفى:
373 هـ) _رحمه الله_ في "تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين"
(ص: 594):
"وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ _رَحِمَهُ
اللَّهُ تَعَالَى_: مَا طَلَبَ رَجُلٌ هَذَا الْخَيْرَ، يَعْنِي الْجَنَّةَ،
إِلَّا اجْتَهَدَ وَنَحَلَ وَذَبُلَ، وَاسْتَمَرَّ (أَيْ: اسْتَقَامَ) حَتَّى
يَلْقَى اللَّهَ،
أَلَا تَرَى
إِلَى قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ
اسْتَقَامُوا} [فصلت: 30]." اهـ
وقال نصر بن
محمد، الشهير بـ"أبي الليث السمرقندي" (المتوفى:
373 هـ) _رحمه الله_ في "تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين"
(ص: 594):
"وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: عَلَامَةُ
الَّذِي اسْتَقَامَ أَنْ يَكُونَ مَثَلُهُ كَمَثَلِ الْجَبَلِ، لِأَنَّ الْجَبَلَ
لَهُ أَرْبَعُ عَلَامَاتٍ:
* أَحَدُهَا: أَنَّهُ لَا يُذِيبُهُ الْحَرُّ،
* وَالثَّانِي: لَا يُجَمِّدُهُ الْبَرْدُ،
* وَالثَّالِثُ: لَا تُحَرِّكُهُ الرِّيحُ،
* وَالرَّابِعُ: لَا يُذْهِبُهُ السَّيْلُ،
فَكَذَا
الْمُسْتَقِيمُ لَهُ أَرْبَعُ عَلَامَاتٍ :
* أَحَدُهَا : إِذَا أَحْسَنَ إِلَيْهِ
إِنْسَانٌ لَا يَحْمِلُهُ إِحْسَانُهُ عَلَى أَنْ يَمِيلَ إِلَيْهِ بِغَيْرِ
حَقٍّ،
* وَالثَّانِي
: إِذَا أَسَاءَ إِلَيْهِ إِنْسَانٌ لَا يَحْمِلُهُ ذَلِكَ عَلَى أَنْ يَقُولَ
بِغَيْرِ حَقٍّ،
* وَالثَّالِثُ
: أَنَّ هَوَى نَفْسِهِ لَا يُحَوِّلُهُ عَنْ أَمْرِ اللَّهِ _تَعَالَى_،
* وَالرَّابِعُ
: أَنَّ حُطَامِ الدُّنْيَا لَا يَشْغَلُهُ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ _عَزَّ وَجَلَّ_."
اهـ
وَقالَ
تَعَالَى: {إِنَّ
الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا
جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (14)} [الأحقاف: 13، 14] |
تفسير
الآيتينِ:
وقال محمد بن
جرير الآمُلِيُّ[11]، الشهير
بـ"أَبي جعفرٍ الطَّبَرِيُّ" (المتوفى:
310هـ) _رحمه الله_ في "جامع البيان" – ت. شاكر (22/ 111):
"يقول _تعالى ذكره_: (إِنَّ الَّذِينَ
قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ) الذي لا إله غيره (ثُمَّ اسْتَقَامُوا) على تصديقهم
بذلك فلم يخلطوه بشرك، ولم يخالفوا الله في أمره ونهيه (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ)
من فزع يوم القيامة وأهواله (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) على ما خلفوا وراءهم بعد
مماتهم.
وقوله
(أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ) يقول تعالى ذكره: هؤلاء الذين قالوا هذا القول،
واستقاموا أهل الجنة وسكانها (خَالِدِينَ فِيهَا) يقول: ماكثين فيها أبدا (جَزَاءً
بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) يقول: ثوابا منا لهم آتيناهم ذلك على أعمالهم الصالحة
التي كانوا في الدنيا يعملونها." اهـ
محمد بن علي
اليمني، المعروف بـ"الشوكاني" (المتوفى:
1250هـ) _رحمه الله_ في "فتح القدير" (5/ 21):
"(إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا
اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا) أَيْ: جَمَعُوا بَيْنَ التَّوْحِيدِ وَالِاسْتِقَامَةِ
عَلَى الشَّرِيعَةِ." اهـ
وقال زين
الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن،
السَلامي، البغدادي، ثم الدمشقي، الحنبلي (المتوفى:
795 هـ) _رحمه الله_ في "جامع العلوم والحكم" – ط. الرسالة، بتحقيق
الأرنؤوط (1/ 511_512):
"فَأَصْلُ
الِاسْتِقَامَةِ اسْتِقَامَةُ الْقَلْبِ عَلَى التَّوْحِيدِ، كَمَا فَسَّرَ أَبُو
بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَغَيْرُهُ قَوْلَهُ: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا
اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [الأحقاف: 13] [الْأَحْقَافِ: 13] بِأَنَّهُمْ لَمْ___يَلْتَفِتُوا
إِلَى غَيْرِهِ،
فَمَتَى
اسْتَقَامَ الْقَلْبُ عَلَى مَعْرِفَةِ اللَّهِ، وَعَلَى خَشْيَتِهِ،
وَإِجْلَالِهِ، وَمَهَابَتِهِ، وَمَحَبَّتِهِ، وَإِرَادَتِهِ، وَرَجَائِهِ،
وَدُعَائِهِ، وَالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ، وَالْإِعْرَاضِ عَمَّا سِوَاهُ،
اسْتَقَامَتِ الْجَوَارِحُ كُلُّهَا عَلَى طَاعَتِهِ،
فَإِنَّ
الْقَلْبَ هُوَ مَلِكُ الْأَعْضَاءِ، وَهِيَ جُنُودُهُ، فَإِذَا اسْتَقَامَ
الْمَلِكُ، اسْتَقَامَتْ جُنُودُهُ وَرَعَايَاهُ، وَكَذَلِكَ فُسِّرَ قَوْلُهُ
تَعَالَى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا} [الروم: 30] [الرُّومِ: 30]
بِإِخْلَاصِ الْقَصْدِ لِلَّهِ وَإِرَادَتِهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ.
وَأَعْظَمُ
مَا يُرَاعَى اسْتِقَامَتُهُ بَعْدَ الْقَلْبِ مِنَ الْجَوَارِحِ اللِّسَانُ، فَإِنَّهُ تُرْجُمَانُ الْقَلْبِ
وَالْمُعَبِّرُ عَنْهُ،
وَلِهَذَا
لَمَّا أَمَرَ النَّبِيُّ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ بِالِاسْتِقَامَةِ،
وَصَّاهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِحِفْظِ لِسَانِهِ،
وَفِي "
مُسْنَدِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ " عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ _صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ قَالَ :
«لَا
يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلَا يَسْتَقِيمُ
قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ»
وَفِي "
التِّرْمِذِيِّ " عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَرْفُوعًا وَمَوْقُوفًا: " «إِذَا
أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ، فَإِنَّ الْأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ،
فَتَقُولُ: اتَّقِ اللَّهَ فِينَا، فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ، فَإِنِ اسْتَقَمْتَ
اسْتَقَمْنَا، وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا» "[12].
[85] وعن
أبي عمرو (وقيل: أبي عَمرة) سفيان بن عبد الله _رضي الله عنه_ قَالَ: قُلْتُ : "يَا
رَسُول الله، قُلْ لي في الإسْلامِ قَولاً، لا أسْأَلُ عَنْهُ أَحَداً غَيْرَكَ.
قَالَ :
«قُلْ : آمَنْتُ بِاللهِ، ثُمَّ استَقِمْ». رواه مسلم. |
تخريج
الحديث :
أخرجه مسلم في
صحيحه (1/ 65) (رقم : 38)، والترمذي في سننه (4/ 607) (رقم : 2410)، وابن ماجه في سننه
(2/ 1314) (رقم : 3972)، وأحمد في مسنده (24/ 141) (رقم : 15416)، وغيرهم.
المعنى
الإجمالي للحديث :
الشرح الموجز
المفيد (ص: 43_44)[13]:
"يخبرنا
الصحابي راوي هذا الحديث أنه طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلمه ما يحتاج
إليه في دينه قولا جامعا شاملا لمعانق الإسلام واضحا جليا لا يحتاج إلى تفسير
كافيا لا يحتاج معه إلى سؤال غيره، فأمره الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يداوم على
الإيمان، ثم يعتدل ويستقيم على ما يقتضيه الإيمان من امتثال الأوامر ندبها___وواجبها.
واجتناب النواهي حرامها ومكروهها،
فإذا عمل بهذا
فقد نجا وفاز في دنياه وآخرته، وقد ورد في القرآن العزيز الفضل العظيم لمن آمن
بالله ثم استقام.
قال تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ
عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا
بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا
تَدَّعُونَ نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ}." اهـ
من
فوائد الحديث :
شرح النووي
على مسلم (2/ 9) :
"قَالَ
الْقَاضِي عِيَاضٌ _رَحِمَهُ اللَّهُ_ :
"هَذَا
مِنْ جَوَامِعِ كَلِمِهِ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_، وَهُوَ مُطَابِقٌ
لِقَوْلِهِ _تَعَالَى_ :
(إِنَّ
الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا الله ثم استقاموا)، أَيْ: وَحَّدُوا اللَّهَ،
وَآمَنُوا بِهِ، ثُمَّ اسْتَقَامُوا، فَلَمْ يَحِيدُوا عَنِ التَّوْحِيدِ،
وَالْتَزَمُوا طَاعَتَهُ _سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى_ إِلَى أَنْ تُوُفُّوا عَلَى
ذَلِكَ.
وَعَلَى مَا
ذَكَرْنَاهُ أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ مِنَ الصَّحَابَةِ فَمَنْ بَعْدَهُمْ،
وَهُوَ مَعْنَى الْحَدِيثِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى".[14]
هَذَا آخَرُ
كَلَامِ الْقَاضِي رَحِمَهُ اللَّهُ." اهـ
المفهم لما
أشكل من تلخيص كتاب مسلم (1/ 138) :
"(قُلْ:
آمَنْتُ بِاللهِ، ثُمَّ اسْتَقِمْ): دليلٌ على أنَّ النبيَّ ِ _صلى الله عليه وسلم_
أُوتِيَ جوامعَ الكَلِمِ، واختُصِرَ له القول اختصارًا؛ كما قاله النبيُّ ِ _صلى
الله عليه وسلم_ مُخْبِرًا بذلك عن نفسه؛ فإنّه ِ _صلى الله عليه وسلم_ جمَعَ لهذا
السائلِ في هاتَيْن الكلمتَيْن معانيَ الإسلام والإيمانِ كلَّها؛ فإنَّه أمره أن
يجدِّدَ إيمانَهُ متذكِّرًا بقلبه، وذاكرًا بلسانه.
ويقتضي هذا
استحضارَ تفصيلِ معاني الإيمانِ الشرعيِّ بقلبه - التي تقدَّم ذكرُهَا في حديثِ جبريل ـ عليه السلام ـ -
وأَمْرِهِ بالاِستقامةِ على أعمال الطاعاتْ،
والانتهاءِ عن جميع المخالفاتْ؛ إذْ لا تتأتَّى الاستقامةُ مع شيء من الاعوجاج،
فإنَّها ضِدُّه." اهـ[15]
تطريز رياض
الصالحين (ص: 79):
"هذا
الحديث جمع معاني الإِسلام والإِيمان كلها، وهو على وفاق قوله تعالى: {إِنَّ
الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [فصلت: 30].
قال بعض
العارفين: مرجع الاستقامة إلى أمرين :
* صحة الإيمان
بالله.
* واتباع ما
جاء به رسول الله ظاهرًا وباطنًا.
وقد قال النبي
- صلى الله عليه وسلم -:
«استقيموا ولن
تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن» ."
اهـ
التعيين في
شرح الأربعين (1/ 170) لابن الملقن :
"وهذا
على اختصاره من أجمع الأحاديث لأصول الإسلام، إذ الإسلام توحيد وطاعة، فالتوحيد
حاصل بقوله : (آمنت بالله)
والطاعة حاصلة
بجميع أنواعها في ضمن قوله: (استقم)، لأن الاستقامة هي امتثال كل مأمور، واجتناب
كل محظور، وذلك يدخل فيه أعمال القلوب والأبدان من الإيمان والإسلام والإحسان."
اهـ
المفاتيح في
شرح المصابيح (1/ 86) للزيداني :
"وقوله _عليه
السلام : (ثم استقم) لفظٌ جامعٌ للإتيانِ بجميع الأوامر، والانتهاءِ عن جميع
المناهي؛ لأنه لو ترك أمرًا لم يكن مستقيمًا على الطريق المستقيم، بل عدل عنه حتى
يرجع إليه،
ولو فعل
منهيًا، فقد عَدَلَ عن الطريق المستقيم أيضًا حتى يتوبَ، ولهذا قال رسول الله _عليه
السلام_: (شَيَّبَتْنِيْ سُوْرَةُ هود)[16]
يعني: قوله تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ}؛ لأن الاستقامة كما يحبُّ الله ويرضى
شديدةٌ." اهـ
في "بهجة
قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار" – ط. الرشد (ص: 22):
فهذا الرجل
طلب من النبي _صلّى الله عليه وسلم_ كلاماً جامعاً للخير نافعاً، مُوْصِلاً صاحبَه
إلى الفلاح. فأمره النبي _صلّى الله عليه وسلم_ بالإيمان
بالله الذي يشمل ما يجب اعتقادُه: من عقائد الإيمان، وأصوله، وما يتبع ذلك:
من أعمال القلوب، والانقياد والاستسلام لله، باطناً وظاهراً، ثم الدوام على ذلك، والاستقامة عليه إلى الممات. وهو
نظير قوله تعالى:
{إِنَّ
الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ
الْمَلَائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي
كُنتُمْ تُوعَدُونَ} [فصّلت:3] .
فرتب على
الإيمان والاستقامة: السلامة من جميع الشرور، وحصول الجنة وجميع المحاب.
وقد دلت نصوص
الكتاب والسنة الكثيرة على أن الإيمان يشمل ما في القلوب من العقائد الصحيحة،
وأعمال القلوب: من الرغبة في الخير، والرهبة من الشر، وإرادة الخير، وكراهة الشر.
ومن أعمال الجوارح، ولا يتم ذلك إلا بالثبات عليه." اهـ
في "التحفة
الربانية في شرح الأربعين حديثا النووية" (ص: 47):
يستفاد منه:
1 - الأمر
بالاستقامة، وهي الإصابة في جميع الأقوال والأفعال والمقاصد. وأصلها استقامة القلب
على التوحيد التي فسر بها أبو بكر الصديق قوله تعالى: ((إن الذين قالوا ربنا الله
ثم استقاموا))
فمتى استقام
القلب على معرفة الله وخشيته، وإجلاله، ومهابته، ومحبته، وإرادته، ورجائه، ودعائه،
والتوكل عليه، والإعراض عما سواه، استقامت الجوارح كلها على طاعته، فإن القلب ملك
الأعضاء وهي جنوده، فإذا استقام الملك استقامت جنوده.
شرح الأربعين
النووية للعثيمين (ص: 213_214) :
"من
فوائد هذا الحديث :
1_ حرص
الصحابة رضي الله عنهم على العلم، وذلك لما يرد على النبي صلى الله عليه وسلم منهم
من الأسئلة.
2_ عقل أبي
عمرو أو أبي عمرة رضي الله عنه حيث سأل هذا السؤال العظيم الذي فيه النهاية،
ويستغنى عن سؤال أي أحد.
3_ أن الإنسان
ينبغي له أن يسأل عن العلم السؤال الجامع المانع حتى لا تشتبه عليه العلوم وتختلط،
لقوله : "قَولاً لا أَسأَلُ عَنهُ أَحَدَاً غَيْرَك"،___
4_ أن النبي
صلى الله عليه وسلم أعطي جوامع الكلم حيث جمع كل الدين في كلمتين: "آمَنتُ
بِاللهِ، ثُمَّ استَقِم" وهذا يشهد له قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا
رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ
يَحْزَنُونَ) (الاحقاف: 13) وقوله تبارك وتعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا
رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا
تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا___بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ
تُوعَدُونَ) (فصلت: 30) وقوله تعالى: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ
مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا) (هود: 112) والآيات في هذا المعنى كثيرة.
5_ التعبير
بكلمة الاستقامة دون التعبير المشهور عند الناس الآن بكلمة الالتزام، فإن الناس
اليوم إذا أرادوا أن يثنوا على شخص بالتمسك بالدين قالوا: فلان ملتزم، والصواب أن
يقال: فلان مستقيم كما جاء في القرآن والسنة.
6_ أن من قصر
في الواجبات فما استقام، بل حصل عنده انحراف، والانحراف تكون شدته بقدر ما ترك من
الواجبات أو فعل من المحرمات..
7_ أنه ينبغي
للإنسان أن يتفقد نفسه دائماً: هل هو مستقيم أو غير مستقيم؟ فإن كان مستقيماً حمد
الله وأثنى عليه وسأل الله الثبات، وإن كان غير مستقيم وجب عليه الاستقامة وأن
يعدل سيره إلى الله عزّ وجل." اهـ
"الشرح
الموجز المفيد" (ص: 43) لمؤلفه: عبد الله بن صالح المحسن:
"الفوائد
:
(1) الأمر
بالاستقامة وهي الإصابة والاعتدال في جميع الأقوال والأفعال والمقاصد المحمودة.
(2) اجتناب
المحرمات وجميع ما كان مخالفا للشريعة من قول أو فعل أو اعتقاد.
(3) جواز
الفتوى إجمالا إذا كان الإنسان يفهمها بدون تفصيل.
(4) في الحديث
إثبات العموم والعمل بما يشتمل عليه." اهـ
فتح القوي
المتين في شرح الأربعين وتتمة الخمسين للنووي وابن رجب رحمهما الله (ص: 75) للعباد
:
"أصحابُ
رسول الله صلى الله عليه وسلم أشدُّ الناس حرصاً على معرفة الدِّين، وهم أسبقُ إلى
كلِّ خير، وهذا السؤال من سفيان بن عبد الله _رضي الله عنه_ واضحٌ في ذلك؛
إذ سأل
النَّبيَّ _صلى الله عليه وسلم_ هذا السؤال العظيم، الذي يريد جوابه جامعاً واضحاً
لا يحتاج فيه إلى أحد بعد رسول الله _صلى الله عليه وسلم_." اهـ
وفي "فتح
القوي المتين" (ص: 76) لشيخنا العباد _حفظه الله_:
"مِمَّا
يُستفاد من الحديث:
1 حرص الصحابة
على السؤال عن أمور دينهم.
2 حُسن السؤال
من سفيان بن عبد الله الدَّال على كمال عقله ورغبته في الوصية الجامعة.
3 الإيمانُ
بالله وبما جاء في كتابه وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم.
4 ملازمة
الاستقامة على الحقِّ والهدى حتى بلوغ الأجل." اهـ
موارد الظمآن
لدروس الزمان (6/ 416) لعبد العزيز بن محمد بن عبد
المحسن السلمان (المتوفى: 1422هـ) :
"وَمِنْ
مَحَاسِنِ الدِّينِ الإِسْلامِيّ الْحَثُّ عَلَى الاسْتِقَامَةِ، الَّتِي هَيِ
الاعْتِدَالُ فِي جَمِيعِ الأُمُورِ، مِنَ الأَقْوَالِ وَالأَفْعَالِ،
وَالْمُحَافَظَةُ عَلَى جَمِيعِ الأَحْوَالِ، الَّتِي تَكُونُ بِهَا النَّفُسُ
عَلَى أَفْضَلِ حَالَةٍ وَأَكْمَلِهَا، فَلا يَظْهَر مِنْهَا قَبِيح، وَلا
يَتَوَجَّه إِلَيْهَا ذَمٌّ، وَلا لَومٌ وَذَلِكَ إِنَّمَا يَكُونُ
بِالْمُحَافَظَةِ عَلَى الشَّرْعِ الشَّرِيفِ، وَالتَّمَسُّكِ بِالدِّينِ
الْقَوِيم، وَالْوُقُوفِ عِنْدَ حُدُودِهِ مَعَ التَّخَلُّقِ بِالأَخْلاقِ
الْفَاضِلَةِ، وَالصِّفَاتِ الْكَامِلَةِ." اهـ
التوضيح
والبيان لشجرة الإيمان (ص: 62_63)
بين صلى الله
عليه وسلم - بهذه الوصية الجامعة - أن العبد إذا اعترف بالإيمان ظاهرا___وباطنا،
ثم استقام عليه - قولا وعملا، فعلا وتركا - فقد كمل أمره، واستقام على الصراط
المستقيم، ورجي له أن يدخل مع من قال الله عنهم:
{إِنَّ
الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ
الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ
الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا
تَدَّعُونَ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} [سورة فصلت: 30 - 32] .
صحيح ابن حبان
(3/ 221) :
"ذِكْرُ
مَا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ سُؤَالِ الْبَارِي تَعَالَى الثَّبَاتَ
وَالِاسْتِقَامَةَ عَلَى مَا يُقَرِّبُهُ إِلَيْهِ بِفَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا
بِذَلِكَ". اهـ
شرح رياض
الصالحين (1/ 572)
وقوله: ((قل
آمنت بالله ثم)) دليل علي أن الاستقامة لا تكون إلا بعد الإيمان، وان من شرط
الأعمال الصالحة، أي: من شرط صحتها وقبولها أن تكون مبنية علي الإيمان
[1] أخرجه الترمذي في سننه (5/ 402) (رقم : 3297)، وصححه الألباني.
[2] والذي يظهر أنها رؤية منام، لا رؤية عين، فإن أبا علي السري ليس
من أصحاب رسول الله _صلى الله عليه وسلم_! ففيه انقطاع، بل إعضال، والله أعلم.
فخلاصته: أن الحديث ضعيف!
[3] وفي جامع العلوم والحكم ت الأرنؤوط (1/ 511) :
"عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ _رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ_ عَنِ النَّبِيِّ _صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ قَالَ : «سَدِّدُوا وَقَارِبُوا» .
فَالسَّدَادُ:
هُوَ حَقِيقَةُ الِاسْتِقَامَةِ، وَهُوَ الْإِصَابَةُ فِي جَمِيعِ الْأَقْوَالِ
وَالْأَعْمَالِ وَالْمَقَاصِدِ، كَالَّذِي يَرْمِي إِلَى غَرَضٍ، فَيُصِيبُهُ، وَقَدْ
أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا أَنْ يَسْأَلَ
اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ السَّدَادَ وَالْهُدَى." اهـ
[4] أخرجه أحمد في مسنده – ط. عالم الكتب (3/ 198) (رقم:
13048)، وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (6/
822) (رقم: 2841)
[5] أخرجه الترمذي في "سننه" – ت. شاكر
(4/ 605) (رقم: 2407)، حسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3/ 93) (رقم:
2871)
[6] أخرجه البخاري في وصحيحه (1/ 160) (رقم : 806)، ومسلم في وصحيحه
(1/ 163) (رقم : 182)
[7] وتمام الآية :
{فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا
تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [هود: 112]
[8] وفي تفسير الخازن لباب
التأويل في معاني التنزيل (2/ 505) :
"قال
عمر بن الخطاب : الاستقامة أن تستقيم على الأمر والنهي ولا تروغ منه روغان
الثعلب." اهـ
وأثر
عمر _رضي الله عنه أخرجه الزهد والرقائق لابن المبارك (1/ 110) (رقم : 325)، الزهد
لأحمد بن حنبل (ص: 95) (رقم : 601)
[9] وفي الأنساب للسمعاني (8/ 209) (رقم: 2411): "الشِّيْحِيُّ
(بكسر الشين المعجمة وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين وفي آخرها حاء مهملة
مكسورة): هذه النسبة إلى شيحة___وهي قرية من قرى حلب." اهـ
[10] وفي تنبيه الغافلين
بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي (ص: 43_44) :
"وَعَلَامَةُ مَنِ انْتَبَهَ مِنْ رَقْدَةِ الْغَفْلَةِ
أَرْبَعَةُ أَشْيَاءَ:___
أَوَّلُهَا
: أَنْ يُدَبِّرَ أَمْرَ الدُّنْيَا بِالْقَنَاعَةِ وَالتَّسْوِيفِ.
وَالثَّانِي
: أَنْ يُدَبِّرَ أَمْرَ الْآخِرَةِ بِالْحِرْص وَالتَّعْجِيلِ.
وَالثَّالِثُ
: أَنْ يُدَبِّرَ أَمْرَ الدِّينِ بِالْعِلْمِ وَالِاجْتِهَادِ.
وَالرَّابِعُ
: أَنْ يُدَبِّرَ أَمْرَ الْخُلُقِ بِالنَّصِيحَةِ وَالْمُدَارَاةِ." اهـ
وفي تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي (ص: 44):
"وَيُقَالُ: أَفْضَلُ النَّاسِ مَنْ كَانَ فِيهِ خَمْسُ
خِصَالٍ:
أَوَّلُهَا
: أَنْ يَكُونَ عَلَى عِبَادَةِ رَبِّهِ مُقْبِلًا.
وَالثَّانِي
: أَنْ يَكُونَ نَفْعُهُ لِلْخَلْقِ ظَاهِرًا.
وَالثَّالِثُ
: أَنْ يَكُونَ النَّاسُ مِنْ شَرِّهِ آمِنِينَ.
وَالرَّابِعُ
: أَنْ يَكُونَ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ آيِسًا.
وَالْخَامِسُ
: أَنْ يَكُونَ لِلْمَوْتِ مُسْتَعِدًّا." اهـ
[11] وفي "اللباب في تهذيب الأنساب" (1/ 22) لابن الأثير:
"الآمُلِيُّ
(بِمد الْألف الْمَفْتُوحَة وَضم الْمِيم): هَذِه النِّسْبَة إِلَى موضِعين:
*
أَحدهمَا آمل طبرستان وَهِي القصبة للناحية خرج مِنْهَا جمَاعَة من الْعلمَاء فِي
كل فن وَأكْثر من ينْسب إِلَيْهَا يعرف بالطبري وطبرستان اسْم للناحية وَأكْثر أهل
الْعلم من أهل طبرستان من آمل،
*
وَالثَّانِي: آمل جيحون، وَيَقُول لَهَا النَّاس: "آموية." وَيُقَال
لَهَا: "آمل الشط" أَيْضا، و"آمل الْمَفَازَة"، لِأَنَّهَا
على طرف الْبَريَّة. فَمِمَّنْ ينْسب إِلَى الأول: أَحْمد بن عَبدة الآملي، يروي
عَن عبد الله بن عُثْمَان روى عَنهُ أَبُو دَاوُد السجسْتانِي. وَمِمَّنْ ينْسب
إِلَى الثَّانِي: عبد الله بن حَمَّاد الآملي روى عَن يحيى بن معِين
وَغَيره." اهـ
[12] وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3/ 93) (رقم : 2871)
[13] المؤلف : عبد الله بن صالح
المحسن
[14] انظره في "إكمال
المعلم بفوائد مسلم" (1/ 275).
[15] وفي "شرح الأربعين
النووية" لابن دقيق العيد (ص: 80) :
"هذا
من جوامع الكلم التي أوتيها صلى الله عليه وسلم فإنه جمع لهذا السائل في هاتين
الكلمتين معاني الإسلام والإيمان كلها فإنه أمره أن يجدد إيمانه بلسانه متذكراً
بقلبه وأمره أن يستقيم على أعمال الطاعات والانتهاء عن جميع المخالفات: إذ لا تأتي
الاستقامة مع شيء من الاعوجاج فإنها ضده." اهـ
[16] وفي "سنن الترمذي" – ت. شاكر (5/ 402) (رقم: 3297):
عَنْ
ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ شِبْتَ،
قَالَ: «شَيَّبَتْنِي هُودٌ، وَالوَاقِعَةُ، وَالمُرْسَلَاتُ، وَعَمَّ
يَتَسَاءَلُونَ، وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ»، حديث صحيح: وصححه الألباني في
"صحيح الجامع الصغير وزيادته" (1/ 692) (رقم: 3723)، و"سلسلة
الأحاديث الصحيحة" (2/ 639) (رقم: 955)
Komentar
Posting Komentar