الْحَدِيثُ الرَّابِعُ وَالسِّتُّونَ من كتاب بهجة قلوب الأبرار
الْحَدِيثُ الرَّابِعُ وَالسِّتُّونَ:
لِكُلِّ داءٍ دَوَاءٌ.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
«مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ
شِفَاءً» رواه البخاري
تخريج الحديث:
أخرجه: البخاري في "صحيحه" رقم: 5678.
بهجة
قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار ط الوزارة (ص: 132_133): "الإنزال هنا بمعنى: التقدير. *
ففي هذا الحديث: إثبات القضاء والقدر، وإثبات الأسباب. وقد
تقدم أن هذا الأصل العظيم ثابت بالكتاب والسنة. ويؤيده العقل والفطرة. فالمنافع
الدينية والدنيوية والمضار، كلُّها بقضاء الله وتقديره، قد أحاط بها علما، وجرى
بها قلمُهُ، ونفذت بها مشيئته، ويسَّر العباد لفعل الأسباب التي توصلهم إلى
المنافع والمضار، فكل
ميسر لما خلق له: من مصالح الدين والدنيا، ومضارهما. والسعيد
من يسَّره الله لأيسر الأمور وأقربها إلى رضوان الله، وأصلحها لدينه ودنياه، والشقي
من انعكس عليه الأمر. |
قال الله _تعالى_:
{إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) فَأَمَّا مَنْ
أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى
(7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ
لِلْعُسْرَى (10) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11)} [الليل: 4 - 11]
وفي صحيح البخاري (6/ 171) (رقم: 4949)، وصحيح مسلم
(4/ 2040)
(رقم: 2647):
عن النبي _صلى الله عليه وسلم_، قَالَ:
«مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ كُتِبَ
مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ، وَمَقْعَدُهُ مِنَ الجَنَّةِ»
قَالُوا: "يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلاَ
نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا، وَنَدَعُ العَمَلَ؟"
قَالَ: «اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ
لَهُ، أَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أَهْلِ
السَّعَادَةِ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ فَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ
أَهْلِ الشَّقَاوَةِ»، ثُمَّ قَرَأَ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ
بِالحُسْنَى} [الليل: 6] الآيَةَ
وعموم
هذا الحديث يقتضي: أن جميع الأمراض الباطنة والظاهرة لها أدوية تقاومها، تدفع ما
لم ينزل، وترفع ما نزل بالكلية، أو تخففه. *
وفي هذا: الترغيب في تعلم طب الأبدان، كما يتعلم طب القلوب، وأن ذلك من جملة
الأسباب النافعة. وجميع
أصول الطب وتفاصيله، شرح لهذا الحديث؛ لأن الشارع أخبرنا أن جميع الأدواء لها
أدوية. فينبغي لنا أن نسعى إلى تعلمها، وبعد ذلك إلى العمل بها وتنفيذها. |
مسند أحمد - عالم الكتب (1/ 377)
3578): عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ ،
يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
«مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً ، إِلاَّ قَدْ
أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً ، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ».
صحيح: سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها
وفوائدها (1/ 813) (رقم: 451)
المستدرك على الصحيحين للحاكم (4/ 445)
8220): عن أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ:
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً - أَوْ لَمْ يَخْلُقْ دَاءً - إِلَّا
أَنْزَلَ - أَوْ خَلَقَ - لَهُ دَوَاءً عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ
جَهِلَهُ إِلَّا السَّامَ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا السَّامُ؟ قَالَ:
«الْمَوْتُ»
صحيح: سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها
وفوائدها (4/ 207) (رقم: 1650)
وقد
كان يظن كثير من الناس أن بعض الأمراض ليس له دواء، كالسُّلِّ ونحْوِهِ، وعندما ارتقى علم
الطب، ووصل الناس إلى ما وصلوا إليه من علمه، عرف الناس مصداق هذا الحديث، وأنه
على عمومه.____ وأصول الطب: تدبير الغذاء: *
بأن لا يأكل حتى تصدق الشهوة، *
وينهضم الطعام السابق انهضاما تاما، *
ويتحرى الأنفع من الأغذية، وذلك بحسب حالة الأقطار والأشخاص والأحوال، *
ولا يمتلئ من الطعام امتلاء يضره مزاولته، والسعي في تهضيمه، بل الميزان قوله
تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا} [الأعراف: 31]، * ويستعمل الحمية عن جميع المؤذيات في مقدارها، أو في ذاتها، أو
في وقتها. *
ثم إن أمكن الاستفراغ، وحصل به المقصود، من دون مباشرة الأدوية، فهو الأولى
والأنفع. *
فإن اضطر إلى الدواء، استعمله بمقدار. *
وينبغي أن لا يتولى ذلك إلا عارف وطبيب حاذق. * واعلم أن طيب الهواء، ونظافة البدن والثياب، والبعد عن الروائح
الخبيثة، خير عون على الصحة. *
وكذلك الرياضة المتوسطة. فإنها تقوي الأعضاء والأعصاب والأوتار، وتزيل الفضلات،
وتهضم الأغذية الثقيلة، |
عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مَلَأَ
آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أَكَلَاتٌ يُقِمْنَ
صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ، فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ، وَثُلُثٌ
لِشَرَابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ» رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ
وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ
جامع العلوم والحكم ت الأرنؤوط (2/ 468_469):
"وَهَذَا الْحَدِيثُ أَصْلٌ جَامِعٌ
لِأُصُولِ الطِّبِّ كُلِّهَا. وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ ابْنَ مَاسَوَيْهِ الطَّبِيبَ
لَمَّا قَرَأَ هَذَا الْحَدِيثَ فِي " كِتَابِ " أَبِي خَيْثَمَةَ،
قَالَ: لَوِ اسْتَعْمَلَ النَّاسُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ، سَلِمُوا مِنَ
الْأَمْرَاضِ وَالْأَسْقَامِ، وَلَتَعَطَّلَتِ الْمَارِسْتَانَاتُ وَدَكَاكِينُ
الصَّيَادِلَةِ، وَإِنَّمَا قَالَ هَذَا؛ لِأَنَّ أَصْلَ كُلِّ دَاءٍ التُّخَمُ،
كَمَا قَالَ بَعْضُهُمْ: أَصْلُ كُلِّ دَاءٍ الْبَرَدَةُ، وَرُوِيَ مَرْفُوعًا
وَلَا يَصِحُّ رَفْعُهُ. وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ
كَلَدَةِ طَبِيبُ الْعَرَبِ: الْحَمِيَّةُ رَأْسُ الدَّوَاءِ،
وَالْبِطْنَةُ رَأْسُ___الدَّاءِ،
وَرَفَعَهُ بَعْضُهُمْ وَلَا يَصِحُّ أَيْضًا.
وَقَالَ الْحَارِثُ أَيْضًا: (الَّذِي قَتَلَ
الْبَرِيَّةَ، وَأَهْلَكَ السِّبَاعَ فِي الْبَرِّيَّةِ إِدْخَالُ الطَّعَامِ
عَلَى الطَّعَامِ قَبْلَ الِانْهِضَامِ)،
وَقَالَ غَيْرُهُ: لَوْ قِيلَ لِأَهْلِ الْقُبُورِ:
مَا كَانَ سَبَبُ آجَالِكُمْ؟ قَالُوا: التُّخَمُ.
فَهَذَا بَعْضُ مَنَافِعِ تَقْلِيلِ الْغِذَاءِ،
وَتَرْكِ التَّمَلِّي مِنَ الطَّعَامِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى صَلَاحِ الْبَدَنِ
وَصِحَّتِهِ.
وَأَمَّا مَنَافِعُهُ بِالنِّسْبَةِ
إِلَى الْقَلْبِ وَصَلَاحِهِ، فَإِنَّ
قِلَّةَ الْغِذَاءِ تُوجِبُ رِقَّةَ الْقَلْبِ، وَقُوَّةَ الْفَهْمِ، وَانْكِسَارَ
النَّفْسِ، وَضَعْفَ الْهَوَى وَالْغَضَبِ، وَكَثْرَةُ الْغِذَاءِ تُوجِبُ ضِدَّ
ذَلِكَ
وتفاصيل
الطب معروفة عند الأطباء. ولكن هذه الأصول التي ذكرناها يحتاج إليها كل أحد. وصح
عنه صلى الله عليه وسلم : «الشِّفَاءُ
فِي ثَلاَثَةٍ: فِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أَوْ كَيَّةٍ
بِنَارٍ» [خ]، «وفي
الحبة السوداء : شفاء من كل داء» [خ م]. «العود
الهندي فيه سبعة أشْفِية: يُسْعَطُ[1]
مِنَ العُذْرَةِ[2]،
وَيُلَدُّ[3]
مِنْ ذَاتِ الجَنْبِ »[خ م]، |
عون
المعبود وحاشية ابن القيم (10/ 258): "(يُسْعَطُ)
بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ مُخَفَّفًا وَرُوِيَ مُشَدَّدًا وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ (السَّعُوطِ)،
وَهُوَ مَا يُصَبُّ فِي الْأَنْفِ
بَيَانُ
كَيْفِيَّةِ التَّدَاوِي بِهِ أَنْ يُدَقَّ الْعُودُ نَاعِمًا وَيُدْخَلَ فِي
الْأَنْفِ وَقِيلَ يبل ويقطر فيه قاله القارىء." اهـ
عون
المعبود وحاشية ابن القيم (10/ 258): "(وَيُلَدُّ)
بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ وَتَشْدِيدِ الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ مِنْ (لَدَّ الرَّجُلُ)،
إِذَا صَبَّ الدَّوَاءَ فِي أَحَدِ شِقَّيِ
الْفَمِ." اهـ
«الحمى من فيح جهنم، فأبردوها بالماء» [خ م]، «رخص
في الرقية من العين والحُمَّة والنملة» [م]، «وإذا
استغسلتم من العين فاغسلوا» [م]. «ونهى
عن الدواء الخبيث»[صحيح: د ت ق حم]، «وأمر
بخضاب الرجلين لوجعهما» [صحيح: د ت ق حم]. |
من فوائد خضاب الرجلين:
1_ تعالج مشاكل الجفاف والخشونة وتشقق القدمين.
2_ الحناء مادة مرطبة على الجلد، فتعتبر أسفلُ
القدمين المنطقة الأكثر عرضة للجفاف خاصة في فصل الشتاء.
3_ تساعد في التئام الجروح المزمنة للقدم
وخاصة التي تصيب مرضى السكري. 4_ تعمل على تقوية الجلد وتجعله أكثر مقاومة، وتقلل
من إصابته بالجروح.
5_ تساعد في علاج الفطريات والجراثيم الموجودة في
القدمين.
6_ تعمل على خفض درجة الحرارة عند الإصابة بالحمى
من خلال تطبيقها على الأرجل
7_ تقلل من أعراض التهاب المفاصل من خلال وضع زيت
الحناء، فهو يعمل كمضاد حيوي ويحسن من حركة المفاصل.
8_ تعالج حروق القدم، وتعمل على تبريدها وتقليل
الألم الناتج، وتقضي على آثار الحروق بصورة نهائية.
اهـ
[1] عون المعبود وحاشية ابن القيم (10/ 258): "(يُسْعَطُ) بِصِيغَةِ
الْمَجْهُولِ مُخَفَّفًا وَرُوِيَ مُشَدَّدًا وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ السَّعُوطِ
وَهُوَ مَا يُصَبُّ فِي الْأَنْفِ بَيَانُ كَيْفِيَّةِ التَّدَاوِي بِهِ أَنْ
يُدَقَّ الْعُودُ نَاعِمًا وَيُدْخَلَ فِي الْأَنْفِ وَقِيلَ يبل ويقطر فيه قاله
القارىء." اهـ
[2] وفي عون المعبود وحاشية ابن القيم (10/
257): "(مِنَ الْعُذْرَةِ) أَيْ مِنْ أَجْلِهَا قَالَ الْعَيْنِيُّ الْعُذْرَةُ
بِضَمِّ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الذَّالِ الْمُعْجَمَةِ وَبِالرَّاءِ
وَهُوَ وَجَعُ الْحَلْقِ وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى سُقُوطُ اللَّهَاةِ بِفَتْحِ
اللَّامِ وَهِيَ اللَّحْمَةُ الَّتِي تَكُونُ فِي أَقْصَى الْحَلْقِ وَذَلِكَ
الْمَوْضِعُ أَيْضًا يُسَمَّى عُذْرَةً يُقَالُ أَعْلَقَتْ عَنْهُ أُمُّهُ إِذَا
فَعَلَتْ ذَلِكَ بِهِ وَغَمَزَتْ ذَلِكَ الْمَكَانَ بِأُصْبُعِهَا
وَفِي النِّهَايَةِ الْعُذْرَةُ
بِالضَّمِّ وَجَعٌ فِي الْحَلْقِ يَهِيجُ مِنَ الدَّمِ وَقِيلَ هِيَ قُرْحَةٌ
تَخْرُجُ فِي الْخُرْمِ الَّذِي بَيْنَ الْأَنْفِ وَالْحَلْقِ تَعْرِضُ
لِلصِّبْيَانِ عِنْدَ طُلُوعِ الْعُذْرَةِ فَتَعْمِدُ الْمَرْأَةُ إِلَى خِرْقَةٍ
فَتَفْتِلُهَا فَتْلًا شَدِيدًا وَتُدْخِلُهَا فِي أَنْفِهِ فَتَطْعَنُ ذَلِكَ
الْمَوْضِعَ فَيَتَفَجَّرُ مِنْهُ الدَّمُ أَسْوَدَ وَرُبَّمَا أَقَرْحَهُ
وَذَلِكَ الطَّعْنُ يُسَمَّى الدَّغْرُ يُقَالُ عَذَرَتِ الْمَرْأَةُ الصَّبِيَّ
إذا غمرت حَلْقَهُ مِنَ الْعُذْرَةِ أَوْ فَعَلَتْ بِهِ ذَلِكَ وَكَانُوا بَعْدَ
ذَلِكَ يُعَلِّقُونَ عَلَيْهِ عِلَاقًا كَالْعُوذَةِ." اهـ
[3] عون المعبود وحاشية ابن القيم (10/ 258): "(وَيُلَدُّ)
بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ وَتَشْدِيدِ الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ مِنْ لَدَّ الرَّجُلُ
إِذَا صَبَّ الدَّوَاءَ فِي أَحَدِ شِقَّيِ الْفَمِ." اهـ
Komentar
Posting Komentar