شرح الحديث 113 (بابُ الحثِّ عَلَى الازدياد من الخير في أواخِر العُمر) من رياض الصالحين

 

12- بابُ الحثِّ عَلَى الازدياد من الخير في أواخِر العُمر


[113] الثاني: عن ابن عباس _رضي الله عنهما_ قَالَ :

"كَانَ عمر _رضي الله عنه_ يُدْخِلُنِي مَعَ أشْيَاخِ بَدرٍ، فكأنَّ بَعْضَهُمْ وَجَدَ في نفسِهِ، فَقَالَ:

"لِمَ يَدْخُلُ هَذَا معنا ولَنَا أبْنَاءٌ مِثلُهُ؟!"

فَقَالَ عُمَرُ: "إنَّهُ منْ حَيثُ عَلِمْتُمْ!"

فَدعانِي ذاتَ يَومٍ، فَأدْخَلَنِي مَعَهُمْ، فما رَأيتُ أَنَّهُ دعاني يَومَئذٍ، إلا لِيُرِيَهُمْ،

قَالَ: "مَا تقُولُون في قولِ الله _تعالى_: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1]؟"

فَقَالَ بعضهم: "أُمِرْنَا نَحْمَدُ اللهَ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، إِذَا نُصِرْنَا وَفُتِحَ عَلَيْنَا"،

وَسَكتَ بَعْضُهُمْ فَلَمْ يَقُلْ شَيئاً.

فَقَالَ لي: "أَكَذلِكَ تقُول يَا ابنَ عباسٍ؟" فقلت: "لا".

قَالَ: "فما تقول؟" قُلْتُ: "هُوَ أجَلُ رَسُول الله _صلى الله عليه وسلم_، أعلَمَهُ لَهُ."

قَالَ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} وذلك علامةُ أجَلِكَ {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً} [النصر (3)]".

فَقَالَ عمر _رضي الله عنه_: "مَا أعلم مِنْهَا إلا مَا تقول." رواه البخاري.

 

ترجمة عبد الله بن عباس _رضي الله عنهما_ :

 

وفي "سير أعلام النبلاء" – ط. الرسالة (3/ 331_359) للذهبي باختصار:

"عَبْدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ البَحْرُ أَبُو العَبَّاسِ الهَاشِمِيُّ* (ع): حَبْرُ الأُمَّةِ، وَفَقِيْهُ العَصْرِ، وَإِمَامُ التَّفْسِيْرِ، أَبُو العَبَّاسِ عَبْدُ اللهِ، ابْنُ___عَمِّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ شَيْبَةَ بنِ هَاشِمٍ، وَاسْمُهُ عَمْرُو بنُ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيِّ بنِ كِلاَبِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غَالِبِ بنِ فِهْرٍ القُرَشِيُّ، الهَاشِمِيُّ، المَكِّيُّ، الأَمِيْرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -.

مَوْلِدُهُ: بِشِعْبِ بَنِي هَاشِمٍ، قَبْلَ عَامِ الهِجْرَةِ بِثَلاَثِ سِنِيْنَ.

صَحِبَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَحْواً مِنْ ثَلاَثينَ شَهْراً، وَحَدَّثَ عَنْهُ بِجُمْلَةٍ صَالِحَةٍ.

انتَقَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ مَعَ أَبَويهِ إِلَى دَارِ الهِجْرَةِ سَنَةَ الفَتْحِ، وَقَدْ أَسْلَمَ قَبلَ ذَلِكَ، فَإِنَّهُ صَحَّ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ:

كُنْتُ أَنَا وَأُمِّي مِنَ المُسْتَضْعَفِيْنَ؛ أَنَا مِنَ الوِلْدَانِ، وَأُمِّي مِنَ النِّسَاءِ.

قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: تُوُفِّيَ ابْنُ عَبَّاسٍ سَنَةَ ثَمَانٍ (68 هـ)، أَوْ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ (67 هـ).

وَقَالَ الوَاقِدِيُّ، وَالهَيْثَمُ، وَأَبُو نُعَيْمٍ: سَنَةَ ثَمَانٍ. وَقِيْلَ: عَاشَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ سَنَةً.

و(مُسْنَدُهُ): أَلْفٌ وَسِتُّ مائَةٍ وَسِتُّوْنَ (1660) حَدِيثاً. وَلَهُ مِنْ ذَلِكَ فِي (الصَّحِيْحَيْنِ): خَمْسَةٌ وَسَبْعُوْنَ (75). وَتَفَرَّدَ: البُخَارِيُّ لَهُ بِمائَةٍ وَعِشْرِيْنَ (120) حَدِيثاً، وَتَفَرَّدَ: مُسْلِمٌ بِتِسْعَةِ أَحَادِيْثَ." اهـ

 

نص الحديث وشرحه:

 

الثاني: عن ابن عباس _رضي الله عنهما_ قَالَ :

"كَانَ عمر _رضي الله عنه_ يُدْخِلُنِي مَعَ أشْيَاخِ بَدرٍ،

 

فتح الباري لابن حجر (8/ 735)

قَوْلُهُ كَانَ عُمَرُ يُدْخِلُنِي مَعَ أَشْيَاخِ بَدْرٍ أَيْ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَكَانَتْ عَادَةُ عُمَرَ إِذَا جَلَسَ لِلنَّاسِ أَنْ يَدْخُلُوا عَلَيْهِ عَلَى قَدْرِ مَنَازِلِهِمْ فِي السَّابِقَةِ وَكَانَ رُبَّمَا أَدْخَلَ مَعَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ إِذَا كَانَ فِيهِ مَزِيَّةً تَجْبُرُ مَا فَاتَهُ مِنْ ذَلِكَ

 

فكأنَّ بَعْضَهُمْ وَجَدَ في نفسِهِ، فَقَالَ:

"لِمَ يَدْخُلُ هَذَا معنا، ولَنَا أبْنَاءٌ مِثلُهُ؟!"

 

[تعليق]:

وفي "صحيح البخاري" (4/ 204)

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يُدْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: إِنَّ لَنَا أَبْنَاءً مِثْلَهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ مِنْ حَيْثُ تَعْلَمُ،

 

فتح الباري لابن حجر (8/ 735)

قَوْلُهُ: (فَكَأَنَّ بَعْضَهُمْ وَجَدَ)،

أَيْ: غَضِبَ وَلَفْظُ وَجَدَ الْمَاضِي يُسْتَعْمَلُ بِالِاشْتِرَاكِ، بِمَعْنَى: الْغَضَبِ وَالْحُبِّ وَالْغِنَى وَاللِّقَاءِ سَوَاءٌ كَانَ الَّذِي يُلْقَى ضَالَّةً أَوْ مَطْلُوبًا أَوْ إِنْسَانًا أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ

 

فَقَالَ عُمَرُ: "إنَّهُ منْ حَيثُ عَلِمْتُمْ!"

 

فتح الباري لابن حجر (8/ 735)

قَوْلُهُ: (فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّهُ مَنْ حَيْثُ عَلِمْتُمْ)

فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِلَفْظِ: (إِنَّهُ مِمَّنْ عَلِمْتُمْ)، وَفِي رِوَايَةِ شُعْبَةَ: (إِنَّهُ مِنْ حَيْثُ نَعْلَمُ)، وَأَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى قَرَابَتِهِ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ إِلَى مَعْرِفَتِهِ وَفِطْنَتِهِ.

وَقَدْ رَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ:

(قَالَ الْمُهَاجِرُونَ لعمر: "أَلا تَدْعُو أبناءنا كَمَا تَدْعُو بن عَبَّاسٍ؟" قَالَ: "ذَاكُمْ فَتَى الْكُهُولِ، إِنَّ لَهُ لِسَانًا سَئُولًا، وَقَلْبًا عَقُولًا.")[1]

وَأَخْرَجَ الْخَرَائِطِيُّ فِي "مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ" مِنْ طَرِيقِ الشَّعْبِيِّ وَالزُّبَيْرِ بْنِ بَكَّارٍ مِنْ طَرِيقِ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَا: قَالَ الْعَبَّاسُ لِابْنِهِ: (إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ - يَعْنِي عُمَرَ – يُدْنِيكَ، فَلَا تُفْشِيَنَّ لَهُ سِرًّا، وَلَا تَغْتَابَنَّ عِنْدَهُ أَحَدًا، وَلَا يَسْمَعُ مِنْكَ كَذِبًا).[2]

وَفِي رِوَايَةِ عَطَاءٍ بَدَلَ الثَّالِثَةِ: (وَلَا تَبْتَدِئْهُ بِشَيْءٍ حَتَّى يَسْأَلَكَ عَنْهُ)." اهـ

 

فَدعانِي ذاتَ يَومٍ، فَأدْخَلَنِي مَعَهُمْ، فما رَأيتُ أَنَّهُ دعاني يَومَئذٍ، إلا لِيُرِيَهُمْ،

قَالَ: "مَا تقُولُون في قولِ الله _تعالى_: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1]؟"

فَقَالَ بعضهم: "أُمِرْنَا نَحْمَدُ اللهَ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، إِذَا نُصِرْنَا وَفُتِحَ عَلَيْنَا"،

 

 

 

وَسَكتَ بَعْضُهُمْ فَلَمْ يَقُلْ شَيئاً.

 

[تعليق]:

فتح الباري لابن حجر (8/ 736)

قَوْلُهُ وَسَكَتَ بَعْضُهُمْ فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ لَا نَدْرِي أَوْ لم يقل بَعضهم شَيْئا

 

وفي "صحيح البخاري" (6/ 179)

أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، سَأَلَهُمْ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالفَتْحُ} [النصر: 1]، قَالُوا: فَتْحُ المَدَائِنِ وَالقُصُورِ، قَالَ: «مَا تَقُولُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ؟» قَالَ: «أَجَلٌ، أَوْ مَثَلٌ ضُرِبَ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُعِيَتْ لَهُ نَفْسُهُ»

 

فَقَالَ لي: "أَكَذلِكَ تقُول يَا ابنَ عباسٍ؟" فقلت: "لا".

قَالَ: "فما تقول؟" قُلْتُ: "هُوَ أجَلُ رَسُول الله _صلى الله عليه وسلم_، أعلَمَهُ لَهُ."

قَالَ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} وذلك علامةُ أجَلِكَ {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً} [النصر (3)]".

فَقَالَ عمر _رضي الله عنه_: "مَا أعلم مِنْهَا إلا مَا تقول." رواه البخاري.

 

روايات الحديث:

 

السنن الكبرى للنسائي (10/ 349):

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] إِلَى آخِرِ السُّورَةِ، قَالَ: نُعِيَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفْسُهُ حِينَ أُنْزِلَتْ، فَأَخَذَ فِي أَشَدِّ مَا كَانَ اجْتِهَادًا فِي أَمْرِ الْآخِرَةِ،

وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ: «جَاءَ الْفَتْحُ، وَجَاءَ نَصْرُ اللهِ، وَجَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ»، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا أَهْلُ الْيَمَنِ؟، قَالَ: «قَوْمٌ رَقِيقَةٌ قُلُوبُهُمْ، لَيِّنَةٌ قُلُوبُهُمُ، الْإِيمَانُ يَمَانٌ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ، وَالْفِقْهُ يَمَانٌ»

 

وفي سنن الدارمي (1/ 216_217):

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1]، دَعَا رَسُولُ اللَّهِ _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ فَاطِمَةَ، فَقَالَ: «قَدْ نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي»، فَبَكَتْ،

فَقَالَ: «لَا تَبْكِي فَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي لِحَاقًا بِي»، فَضَحِكَتْ،

فَرَآهَا بَعْضُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَ: يَا فَاطِمَةُ، رَأَيْنَاكِ بَكَيْتِ ثُمَّ ضَحِكْتِ؟ قَالَتْ: إِنَّهُ أَخْبَرَنِي أَنَّهُ قَدْ نُعِيَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ فَبَكَيْتُ، فَقَالَ لِي «لَا تَبْكِي فَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي لَاحِقٌ بِي» فَضَحِكْتُ.

وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وَسَلَّمَ:

«جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، وَجَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ» فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا أَهْلُ الْيَمَنِ؟ فَقَالَ: «هُمْ أَرَقُّ أفْئدةً، وَالْإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَّةٌ»

 

المعجم الكبير للطبراني (10/ 264):

فَقَالَ لِي: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، كَذَلِكَ تَقُولُ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَمَا تَقُولُ؟ قُلْتُ: هُوَ أَجَلُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَّمَهُ اللهُ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ، فَتْحُ مَكَّةَ، فَذَاكَ عَلَامَةُ أَجَلِكَ، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا، فَقَالَ عُمَرُ: مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلَّا مَا تَعْلَمُ

 

المحدث الفاصل بين الراوي والواعي للرامهرمزي (ص: 239)

فَقَالَ عُمَرُ لِي: مَا تَقُولُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ؟ قُلْتُ: لَيْسَ كَمَا قَالُوا قَالَ: فَقُلْ قُلْتُ: الْفَتْحُ فَتْحُ مَكَّةَ، أَعْلَمَ اللَّهُ نَبِيَّهَ إِذَا فَتْحَ عَلَيْهِ مَكَّةَ، وَرَأَى النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا أَنْ يُسَبِّحَهَ وَيَسْتَغْفِرَهُ، وَأَعْلَمَهُ مَوْتَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: تَلُومُونَنِي عَلَيْهِ بَعْدَ هَذَا "

 

مسند البزار = البحر الزخار (1/ 296)

فَقَالَ لَهُمْ عُمَرُ: كَيْفَ تَلُومُونِي عَلَيْهِ بَعْدَ مَا تَرَوْنَ؟ "

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه البخاري في "صحيحه" (5/ 149 و 6/ 179) (رقم: 4294 و 4970)، والترمذي في "سننه" – ت. شاكر (5/ 450) (رقم: 3362)، و"السنن الكبرى" (6/ 379 و 10/ 348) (رقم: 7040 و 11647)، تفسير عبد الرزاق (3/ 472) (رقم: 3729)، وأحمد في "المسند" – ط. عالم الكتب (1/ 337) (رقم: 3127)، وفي "فضائل الصحابة" (2/ 959 و 2/ 979) (رقم: 1871 و 1933)، والبزار في "المسند" = "البحر الزخار" (1/ 296) (رقم: 192)، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/ 264) (رقم: 10616_10617)، والرَامَهُرْمُزِيُّ في "المحدث الفاصل بين الراوي والواعي" (ص: 239)، الحاكم في "المستدرك على الصحيحين" (3/ 620) (رقم: 6296)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء وطبقات الأصفياء" (1/ 316)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (5/ 446 و 7/ 167)، والخطيب البغدادي في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" (1/ 311) (رقم: 677)َ.

 

 

من فوائد الحديث:

 

تطريز رياض الصالحين (ص: 100)

في هذا الحديث: فضلُ ابن عباس وسِعة علمه، وكمال فهمه، وتأثيرٌ لإجابة دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - أنْ يفقٌهه الله في الدين، ويعلمه التأويل.

 

فتح الباري لابن حجر (8/ 736):

* وَفِيهِ: فَضِيلَةٌ ظَاهِرَةٌ لِابْنِ عَبَّاسٍ، وَتَأْثِيرٌ لِإِجَابَةِ دَعْوَةِ النَّبِيِّ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ أَنْ يُعَلِّمَهُ اللَّهُ التَّأْوِيلَ وَيُفَقِّهَهُ فِي الدِّينِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْعِلْمِ

* وَفِيهِ: جَوَازُ تَحْدِيثِ الْمَرْءِ عَنْ نَفْسِهِ بِمِثْلِ هَذَا لِإِظْهَارِ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِعْلَامِ مَنْ لَا يَعْرِفُ قَدْرَهُ لِيُنْزِلَهُ مَنْزِلَتَهُ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الْمَقَاصِدِ الصَّالِحَةِ، لَا لِلْمُفَاخَرَةِ وَالْمُبَاهَاةِ.

* وَفِيهِ: جَوَازُ تَأْوِيلِ الْقُرْآنِ بِمَا يُفْهَمُ مِنَ الْإِشَارَاتِ. وَإِنَّمَا يَتَمَكَّنُ مِنْ ذَلِكَ مَنْ رَسَخَتْ قَدَمُهُ فِي الْعِلْمِ،

وَلِهَذَا قَالَ عَلِيٌّ _رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ_: (أَوْ فَهْمًا يؤتيه الله رجلا فِي الْقُرْآن) [خ]." اهـ

 

 

الإفصاح عن معاني الصحاح (3/ 151)

* هذا الحديث يدل على أن فهم الرجل يلحقه بذوي الأسنان وإن كان حدثًا، وقد يبرز عليهم.

* وفيه أيضًا ما يدل على أن العلم هو في تدبر القرآن واستنباط معانيه.

* وهذا الحديث يوجد طريقًا مهيعًا لمتدبري كتاب الله في حمله على كل شيء يتناوله نطقه الشريف.

 

وقال ابن منظور _رحمه الله_ في "مختصر تاريخ دمشق" (2/ 367):

"باب إعلام الله نبيه بتوفيه." اهـ

 

وقال ابن المبرد الحنبلي (المتوفى: 909هـ) _رحمه الله_ في تعداد فضائل عمر بن الخطاب _رضي الله عنه_ في كتابه "محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب" (1/ 354):

"الباب التاسع والثلاثون: إهتمامه برعيته وملاحظته لهم." اهـ

 

وقال عبد السلام بن محسن آل عيسى في "دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه" (2/ 889):

"ومن الآداب التي وجه إليها عمر رضي الله عنه طالبَ العلم، توقيرُ العلماءِ وإجلالُهم، وأن يعرف لهم مكانتَهم ومنزلتَهم التي أنزلهم الله إياها.

ولقد كان عمر رضي الله عنه يجل أهل العلم ويوقرهم، ومن ذلك تكريمه رضي الله عنه لابن عباس رضي الله عنهما." اهـ



[1] أخرجه عبد الرزاق الصنعاني في "مصنفه" (11/ 241) (رقم: 20428)، وأحمد بن حنبل في "فضائل الصحابة" (2/ 844) (رقم: 1555)، المعجم الكبير للطبراني (10/ 265) (رقم: 10620)، المستدرك على الصحيحين للحاكم (3/ 621) (رقم: 6298)، حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (1/ 318)، المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي (ص: 290) (رقم: 426) بإسناد صحيح.

[2] أخرجه الخرائطي (ص: 233) (رقم: 706)، وفي "اعتلال القلوب" (2/ 341) (رقم: 699)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (5/ 229) (رقم: 25527)، وأحمد بن حنبل في "فضائل الصحابة" (2/ 974) (رقم: 1919)، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/ 265) (رقم: 10619)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (ص: 402) (رقم: 405) بإسنادهم عن مجالد بن سعيد بن عمير الهمدانى، أبو عمرو الكوفي، من الذين عاصروا صغار التابعين، توفي سنة 144 هـ، ليس بالقوي، وقد تغير فى آخر عمره.

Komentar

Postingan populer dari blog ini

الحديث 12 من رياض الصالحين