شرح الحديث 198-199 (بَابُ إِذَا كَرِهَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَ عَبْدِهِ) من الأدب المفرد
100- بَابُ إِذَا كَرِهَ أَنْ
يَأْكُلَ مَعَ عَبْدِهِ 198 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
سَلَّامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَخْلَدُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ
جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ: أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا يَسْأَلُ
جَابِرًا عَنْ خَادِمِ الرَّجُلِ، إِذَا كَفَاهُ الْمَشَقَّةَ وَالْحَرَّ،
أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَدْعُوهُ؟ قَالَ: «نَعَمْ، فَإِنْ كَرِهَ
أَحَدُكُمْ أَنْ يَطْعَمَ مَعَهُ فَلْيُطْعِمْهُ أُكْلَةً فِي يَدِهِ» [قال الشيخ الألباني: صحيح] |
رواة الحديث:
* حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
سَلَّامٍ (ثقة ثبت: 227 هـ):
محمد بن سلاَّم بن الفرج السُّلَمِي مولاهم، أبو عبد الله أو أبو جعفر، البخاري البيكندي، ولد سنة 162 هـ، من كبار الآخذين عن تبع
الأتباع، روى له: خ
* قَالَ: أَخْبَرَنَا
مَخْلَدُ بْنُ زَيْدٍ (صدوق له أوهام: 193 هـ):
مخلد بن يزيد القرشي
أبو يحيى، الحرّاني، من صغار أتباع التابعين، روى
له: خ م د س ق
* قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ
جُرَيْجٍ (ثقة فقيه فاضل، وكان يدلس ويرسل: 150 هـ):
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج القرشى الأموي
مولاهم، أبو الوليد (وأبو خالد) المكي، من الذين عاصروا صغار التابعين، روى له: خ م د ت س ق
* قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو
الزُّبَيْرِ (صدوق إلا أنه يدلس: 126 هـ):
محمد بن مسلم بن تدرس القرشي الأسدي، أبو الزبير المكي
(مولى حكيم بن حزام)، طبقة تلى الوسطى من التابعين، روى
له: خ م د ت س
أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا
يَسْأَلُ جَابِرًا (صحابي: 78 هـ):
جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام
الأنصاري الخزرجي السَّلِمِيُّ، أبو عبد الله (ويقال:
أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو محمد) المدني، الوفاة : بعد 70 هـ بـ المدينة
روى له : خ م د ت س ق
نص الحديث وشرحه:
أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا يَسْأَلُ
جَابِرًا عَنْ خَادِمِ الرَّجُلِ: إِذَا كَفَاهُ الْمَشَقَّةَ وَالْحَرَّ، أَمَرَ
النَّبِيُّ _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ أَنْ يَدْعُوهُ؟
قَالَ: «نَعَمْ، فَإِنْ كَرِهَ
أَحَدُكُمْ أَنْ يَطْعَمَ مَعَهُ فَلْيُطْعِمْهُ أُكْلَةً فِي يَدِهِ»
وفي "مسند أحمد" - عالم
الكتب (3/ 346) (رقم: 14730):
عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ:
أَنَّهُ سَأَلَ جَابِرًا، عَنْ خَادِمِ
الرَّجُلِ، إِذَا كَفَاهُ الْمَشَقَّةَ وَالْحَرَّ، فَقَالَ:
(أَمَرَنَا النَّبِيُّ
_صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ أَنْ نَدْعُوَهُ. فَإِنْ كَرِهَ أَحَدٌ أَنْ
يَطْعَمَ مَعَهُ، فَلْيُطْعِمْهُ أُكْلَةً فِي يَدِهِ).
وفي "المعجم الأوسط" (1/ 16)
للطبراني:
عَنْ جَابِرٍ قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«إِذَا كَانَ لِأَحَدِكُمْ خَادِمٌ
قَدْ كَفَاهُ الْمَشَقَّةَ، فَلْيُطْعِمْهُ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ،
فَلْيُنَاوِلْهُ اللُّقْمَةَ»
ورد الحديث في "مسند أحمد" -
عالم الكتب (2/ 483):
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(وَإِذَا صَنَعَ خَادِمُ أَحَدِكُمْ
طَعَامًا فَوَلِيَ حَرَّهُ وَمَشَقَّتَهُ ، فَلْيَدْعُهُ فَلْيَأْكُلْ مَعَهُ ،
فَإِنْ لَمْ يَدْعُهُ ، فَلْيُنَاوِلْهُ مِنْهُ).
صححه الألباني في "سلسلة الأحاديث
الصحيحة" (6/ 143) (رقم: 2569)
وفي "مسند أحمد" – ط. عالم
الكتب (2/ 283) (رقم: 7805) بسند صحيح:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(إِذَا أَتَى أَحَدَكُمْ خَادِمُهُ
بِطَعَامِهِ، قَدْ وَلِيَ حَرَّهُ وَمَشَقَّتَهُ وَدُخَانَهُ وَمُؤْنَتَهُ،
فَلْيُجْلِسْهُ مَعَهُ. فَإِنْ أَبَى، فَلْيُنَاوِلْهُ أُكْلَةً فِي يَدِهِ)."
تخريج الحديث:
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"
(ص: 79) (رقم: 198)، وأحمد في "المسند" - عالم الكتب (3/ 346) (رقم: 14730)،
والحارث "المسند" كما في "بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث"
(2/ 580) (رقم: 537)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (1/ 16) (رقم: 37)، وابن
الأعرابي "المعجم" (1/ 295) (رقم: 559).
والحديث سنده حسن، وصحيح
لغيره: صححه
الأرنؤوط في "تخريج مسند أحمد" – ط. الرسالة (23/ 70) (رقم: 14730)،
وقال: "حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، لكنه قد توبع."
اهـ
وقال الألباني _رحمه الله_ في "سلسلة
الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها" (6/ 144) (رقم: 2569):
"وهذا سند صحيح على شرطه في
الصحيح. وابن جريج وابن الزبير مدلسان، لكنهما قد صرحا بالتحديث." اهـ
من فوائد الحديث:
وقال أحمد بن عبد الرحمن بن محمد البنا
الساعاتي (المتوفى: 1378 هـ) _رحمه الله_ في "بلوغ الأماني من أسرار
الفتح الرباني" مع "الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني"
(14/ 146):
"الوصية بإطعام الموالي وكسوتهم
وعدم تكليفهم مالا يطيقون." اهـ
قال محمد لقمان السلفي _رحمه الله_ في
"رش البرد شرح الأدب المفرد" (ص: 122):
"فقه الحديث:
"الحث على تكريم المملوك وتشجيعه،
وذلك بإجلاسه معه على الطعام أو إعطائه من الطعام على الأقل. وهذا من مكارم الأخلاق، ومن
ميزات هذا الدين الحنيف." اهـ
وقال الشيخ زيد بن محمد المدخلي (المتوفى 1435 هـ) _رحمه الله_ في
"عون الأحد الصمد" (1/ ٢١٩):
"في هذا النص بيان أن دين الإسلام
دينُ السماحة والتيسير على الناس، لا مشقة فيه.
ومن جملة التوجيهات الإسلامية
والتعاليم الشرعية أن من صنع لك الطعام من مملوك أو أَجِيْرٍ، فالأصل أن يَجْلِسَ
معك على المائدة،
فإن لم تُطِقْ ذلك وكرهتَ ذلك، فأعطه
من الطعام الذي قاسی جره و متاعبه حتى قدّمه بين يديك،
ولا ينصرف بدون أن يأخذ نصيبه من
الطعام، فإن ذلك يتنافى مع الخلق الحسن، وأثار الرحمة التي ينبغي أن يتحلى بها
المسلم." اهـ
101- باب يطعم العبد مما يأكل 199 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْفَضْلِ
بْنِ مُبَشِّرٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ _صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ يُوصِي بِالْمَمْلُوكِينَ خَيْرًا، وَيَقُولُ:
«أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَأَلْبِسُوهُمْ مِنْ لَبُوسِكُمْ، وَلَا
تُعَذِّبُوا خَلْقَ اللَّهِ» [قال الشيخ الألباني: صحيح] |
رواة الحديث:
* حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ مَسْلَمَةَ (ثقة عابد، كان ابن معين وابن المديني
لا يقدِّمان عليه فى "الموطأ" أحدا: 221 هـ بـ مكة):
عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي الحارثي، أبو عبد الرحمن المدني البصري (نزيل
البصرة)، من صغار أتباع التابعين، روى له: خ م د ت
س
* قَالَ: حَدَّثَنَا
مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ (ثقة حافظ، وكان يدلس أسماء
الشيوخ: ت. 193 هـ بـ دمشق):
مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء بن
خارجة الفزاري، أبو عبد الله الكوفي (نزيل مكة
ودمشق، ابن عم أبى إسحاق الفزاري)، من الوسطى من أتباع التابعين، روى له: خ م د ت
س ق
* عَنِ الْفَضْلِ بْنِ
مُبَشِّرٍ (فيه لين):
الْفَضْلُ بْنُ مُبَشِّرٍ الأنصاري، أبو بكر المدني (مشهور بكنيته)، من صغار
التابعين، روى له: بخ ق
وفي "تاريخ الإسلام" – ت.
بشار (3/ 950) (رقم: 352) للذهبي: "ق: الْفَضْلُ بْنُ مُبَشِّرٍ، أَبُو
بَكْرٍ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]." اهـ
* قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ
بْنَ عَبْدِ اللَّهِ (صحابى: ت. 78 هـ بالمدينة):
جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام
الأنصاري الخزرجي السَّلِمِيُّ، أبو عبد الله المدني، روى
له: خ م د ت س ق
وفي "سير أعلام النبلاء" – ط.
الرسالة (3/ 194):
"(مُسْنَدُهُ) : بَلَغَ أَلْفاً
وَخَمْسَ مائَةٍ وَأَرْبَعِيْنَ (1540) حَدِيْثاً." اهـ
نص الحديث وشرحه:
قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ
اللَّهِ يَقُولُ:
كَانَ النَّبِيُّ _صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ يُوصِي بِالْمَمْلُوكِينَ خَيْرًا، وَيَقُولُ: «أَطْعِمُوهُمْ
مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَأَلْبِسُوهُمْ مِنْ لَبُوسِكُمْ، وَلَا تُعَذِّبُوا خَلْقَ
اللَّهِ»
تخريج الحديث:
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"
(ص: 76 و 79) (رقم: 188 و 199).
والحديث صحيح لغيره: صححه
الألباني في "صحيح الأدب المفرد" (ص: 90) (رقم: 139)، وفي "سلسلة
الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها" (2/ 365) (رقم: 740)
من فوائد الحديث:
وقال أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البُسْتِيُّ،
المعروف بـ"الخَطَّابِيِّ" (المتوفى:
388 هـ) _رحمه الله_ في "معالم السنن" (1/ 54):
"وقد نهى _صلى الله عليه وسلم_ عن
ضرب المماليك، إلاّ في الحدود، وأَمَرَنَا بالإحسانِ إِلَيْهِمْ." اهـ
وقال أبو العباس أحمد بن إدريس المالكي،
الشهير بـ"القَرَافِيِّ" (المتوفى: 684 هـ)
_رحمه الله_ في "الذخيرة" (13/ 359):
"الْزَمْ أَدَبَ مَنْ وُلِّيتَ
أَمْرَهُ وَلَا تُقْنِطِ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ
لِمَنِ اتَّبَعَكَ وَأكْرمهمْ فِي كنفك." اهـ
وقال الحسين
بن عبد الله، المشهور بـ"شَرَفِ الدينِ الطِّيْبِيِّ" (743 هـ) _رحمه الله_ في "شرح
المشكاة" المسمى بـ"الكاشف عن حقائق السنن" (7/ 2387):
"أنتم وهم سواء في كونكم خلقَ
الله، ولكُمْ فضلٌ عليهم بأن مَلَكْتُمْ أَيْمَانَهُمْ، فإن وافقوكم، فأحسنوا
إليهم، وإلا، فاتركوهم إلي غيركم، وهو من قوله _تعالى_:
{وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى
بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا
مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ} [النحل: 71]." اهـ
وقال شمس الدين محمد بن عمر السفِيْرِي
الشافعي (المتوفى: 956 هـ) _رحمه الله_ في "المجالس الوعظية في شرح
أحاديث خير البرية" (2/ 50_51):
"فندب - صلى الله عليه وسلم - إلى
الرحمة والعطف على جميع الخلق من جميع الحيوانات، على اختلاف أنواعها في غير حديث،
وأشرفها الآدمي،
وإذا كان كافرا فكن رحيماً لنفسك
ولغيرك، ولا تستبد بخيرك، فارحم الجاهل بعلمك، والذليل بجاهك، والفقير بمالك،
والكبير والصغير بشفقتك ورأفتك، والعصاة بدعوتك، والبهائم بعطفك، فأقرب الناس من
رحمة الله أرحمهم بخلقه.
فمن كثرت منه الشفقةُ على خلقه والرحمةُ
على عبادِهِ، رحمه الله برحمته، وأدخله دار كرامته، ووقاه عذابَ قبْرِهِ، وهوْلَ مَوْقِفِهِ،___وأظله
بظله إذ كل ذلك من رحمته." اهـ
Komentar
Posting Komentar