شرح الوجه الثالث والأربعين إلى الرابع والأربعين (43-44) - مفتاح دار السعادة

 

وقال ابن القيم _رحمه الله_ في "مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة" (1/ 62):

الْوَجْه الثَّالِث والاربعون: مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ أيضا من حَدِيث سهل بن سعد _رضى الله عَنهُ_:

أن رَسُول الله قَالَ لعَلِيٍّ _رضى الله عَنهُ_: (لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدًا خَيْرٌ لَك مِن حُمْرِ النَّعَمِ).

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه البخاري في "صحيحه" (4/ 47) (رقم: 2942)، صحيح مسلم (4/ 1872/ 34) (رقم: 2406)، سنن أبي داود (3/ 322) (رقم: 3661)

 

وَهَذَا يدل على فضلِ الْعلم والتعليم، وَشرَفِ منْزِلَةِ أهْلِهِ بِحَيْثُ إِذا اهْتَدَى رجُلٌ وَاحِدٌ بالعَالِمِ، كَانَ ذَلِك خَيْرًا لَهُ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ، وَهِيَ خِيَارُهَا وأَشْرَفُهَا عِنْد أَهلهَا. فَمَا الظَّن بِمن يَهْتَدِي بِهِ كُلَّ يَوْمٍ طوائِفُ من النَّاسِ؟!

 

تطريز رياض الصالحين (ص: 142):

في هذا الحديث: بيانُ فضل الدعاء إلى الهدى، وعظيمِ أجر من اهتدى بسببه أحد.

 

وقال النووي في "شرح صحيح مسلم" (15/178_179):

"وَقَدْ سَبَقَ بَيَانُ أَنَّ تَشْبِيهَ أُمُور الْآخِرَة بِأَعْرَاضِ الدُّنْيَا، إِنَّمَا هُوَ لِلتَّقْرِيبِ مِنْ الْأَفْهَام، وَإِلَّا فَذَرَّةٌ مِنْ الْآخِرَة الْبَاقِيَة خَيْرٌ مِنْ الْأَرْض بِأَسْرِهَا، وَأَمْثَالِهَا مَعَهَا لَوْ تُصُوِّرَتْ.

وَفِي هَذَا_الْحَدِيث: بَيَان فَضِيلَة الْعِلْم، وَالدُّعَاء إِلَى الْهُدَى، وَسَنّ السُّنَن الْحَسَنَة." اهـ

 

وقال أبو العباس القرطبي في "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" (3 / 1096):

"وقوله: (فوالله، لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خيرٌ لك من حمر النَّعم)؛ حَضٌّ عظيمٌ على تعليم العلم وبثه في الناس، وعلى الوعظ والتذكير بالدار الآخرة والخير.

وهذا كما قال في الحديث الآخر: (إن الله وملائكته يصلون على معلمي الناس الخير).[ت][1]

والهداية : الدَّلالة والإرشاد." اهـ

 

مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (17 / 428)

إن إيجاد مؤمن واحد خير من إعدام ألف كافر على ما صرح به ابن الهمام في أول كتاب النكاح معللا به على وجه تقديمه على كتاب السير والجهاد

 

وقال السفاريني _رحمه الله_ في "غذاء الألباب شرح منظومة الآداب" – ط. الكتب العلمية (2 / 373):

"(مطلب النَّاسُ فِي الْعُزْلَةِ وَالاخْتِلاطِ عَلَى ضَرْبَيْنِ )

قَالَ الإِمَامُ الْحَافِظُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ:

(وَفَصْلُ الْخِطَابِ فِي الْعُزْلَةِ وَالاخْتِلاطِ: أَنَّ النَّاسَ عَلَى ضَرْبَيْنِ: عَالِمٌ وَعَابِدٌ. فَالْعَالِمُ: لا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنْقَطِعَ عَنْ نَفْعِ النَّاسِ، فَإِنَّهُ خَلْفُ الأَنْبِيَاءِ، وَلْيُعْلَمْ أَنَّ هِدَايَةَ الْخَلْقِ أَفْضَلُ مِنْ كُلِّ عِبَادَةٍ .

وَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّ النَّبِيَّ _صلى الله عليه وسلم_ قَالَ لِعَلِيٍّ _رضي الله عنه_: (لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِك رَجُلا وَاحِدًا خَيْرٌ لَك مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ).

قَالَ: فَمَتَى جَاءَ الشَّيْطَانُ، فَحَسَّنَ لِلْعَالِمِ الانْقِطَاعَ عَنْ الْخَلْقِ جُمْلَةً، فَذَاكَ خَدِيعَةٌ مِنْهُ، بَلْ يَنْبَغِي لِلْعَالِمِ أَنْ يَعْتَزِلَ شَرَّ مَا يُؤْذِي، وَيَبْرُزُ لِمَنْ يَسْتَفِيدُ، فَظُهُورُهُ أَفْضَلُ مِنْ اخْتِفَائِهِ.

وَالْعَابِدُ إنْ كَانَ عَابِدًا، لا يُنَافسُ فِي هَذَا، فَإِنَّ مِنْ الْقَوْمِ مَنْ شَغَلَتْهُ الْعِبَادَةُ، كَمَا رُوِيَ أَنَّ الْحَسَنَ رَأَى رَجُلا مُتَعَبِّدًا، فَأَتَاهُ، فَقَالَ: (يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا مَنَعَك مِنْ مُجَالَسَةِ النَّاسِ؟) فَقَالَ: مَا أَشْغَلَنِي عَنْ النَّاسِ. قَالَ: (فَمَا مَنَعَك أَنْ تَأْتِيَ الْحَسَنَ؟)، قَالَ مَا أَشْغَلَنِي عَنْ الْحَسَنِ.

قَالَ: (فَمَا الَّذِي أَشْغَلَك؟)، قَالَ: "إنِّي أُمْسِي وَأُصْبِحُ بَيْنَ ذَنْبٍ وَنِعْمَةٍ، فَرَأَيْت أَنْ أُشْغِلَ نَفْسِي بِهِ بِالاسْتِغْفَارِ لِلذَّنْبِ، وَالشُّكْرِ لِلَّهِ عَلَى النِّعْمَةِ."

فَقَالَ لَهُ: (أَنْتَ عِنْدِي أَفْقَهُ مِنْ الْحَسَنِ).

وَمِنْ الْقَوْمِ مَنْ غَلَبَتْ عَلَيْهِ مَحَبَّةُ الْحَيِّ الْقَيُّومِ فَلا يَحْصُلُ لَهُ أُنْسٌ وَلا طِيبُ عَيْشٍ إلا بِانْفِرَادِهِ بِرَبِّهِ , فَمِثْلُ هَؤُلاءِ عُزْلَتُهُمْ أَصْلَحُ لَهُمْ .

نَعَمْ لا يَنْبَغِي أَنْ تَشْغَلَهُمْ الْعُزْلَةُ عَنْ الْجَمَاعَاتِ وَمُجَالَسَةِ الْعُلَمَاءِ، فَإِنْ مَنَعَتْهُمْ كَانَتْ غَيْرَ مَحْمُودَةٍ .

وَعَلَى كُلِّ حَالٍ الْعُزْلَةُ حَمِيَّةٌ وَسُلَّمٌ لِلسَّلامَةِ، وَلَكِنْ لا بُدَّ مِنْ مَعْرِفَةِ الأَحْكَامِ لِيُعْبَدَ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ." اهـ [التبصرة (2 / 314_315) لابن الجوزي]

 

وقال ابن الجوزي _رحمه الله_ في "تلبيس إبليس" (1 / 195):

"ومن تلبيسه على الزهاد: احتقارُهم العلماءَ، وَذَمُّهُمْ إياهم. فهم يقولون: (المقصود: العمل)، ولا يفهمون أن العلْمَ نُوْرُ الْقَلْبِ. ولو عرفوا مرتبة العلماء في حفظ الشريعة، وأنها مرتبة الأنبياء، لعَدُّوْا أنْفُسَهُمْ كالْبُكْمِ عند الفُصَحَاءِ، والعُمْيِ عند الْبُصَرَاءِ.

والعلماء أدلةُ الطريقِ، والخلْقُ وراءَهم." اهـ

 

 

 

ثم قال ابن القيم _رحمه الله_ في "مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة (1/ 62):

"الْوَجْه الرَّابِع والأربعون: مَا روى مُسلم فِي "صحيحه" من حَدِيث أبي هُرَيْرَة _رضي الله عَنهُ_، قَالَ:

قَالَ رَسُول الله _صلى الله عَلَيْهِ وَسلم_:

(من دَعَا إلى هُدًى، كَانَ لَهُ من الأجر مِثْلُ أجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا ينقص ذَلِك من أُجُوْرِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إلى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ من الإثم مِثْلُ آثامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِك من آثامهم شَيْئًا)

 

أخبر أنّ الْمُتَسَبِّبَ إلى الْهدى بدعوته، لَهُ مثْلُ أجْرِ من اهْتَدَى بِهِ. والمتسبِّبُ إلى الضَّلَالَة بدعوته، عَلَيْهِ مِثْلُ إِثْمِ مَنْ ضَلَّ بِهِ، لَأنّ هَذَا بذل قدرته فِي هِدَايَة النَّاسِ، وَهَذَا بذل قدرته فِي ضلالتِهِمْ. فَنزل كلُّ وَاحِد مِنْهُمَا بِمَنْزِلَة الْفَاعِل التَّام.

 

وَهَذِه قَاعِدَةُ الشَّرِيعَةِ، كَمَا هُوَ مَذْكُور فِي غير هَذَا الْموضع.

 

قَالَ _تَعَالَى_:

{لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ} [النحل: 25]

 

وَقَالَ _تَعَالَى_:

{وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِم} [العنكبوت: 13]

 

وَهَذَا يدل على أنَّ من دَعَا الأمة إِلَى غير سنة رَسُول الله، فهو عَدُوُّهُ حَقًا، لأنه قطع وُصُول أجْرِ مَنِ اهْتَدَى بِسُنَّتِهِ إلَيْهِ. وَهَذَا مِنْ أعظَمِ مُعَادَاتِهِ، نَعُوذ بِاللَّه من الخذلان."

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه مسلم في "صحيحه" (4/ 2060/ 16) (رقم: 2674)، وأبو داود في "سننه" (4/ 201) (رقم: 4609)، والترمذي في "سننه" – ت. شاكر (5/ 43) (رقم: 2674)، وابن ماجه في "سننه" (1/ 74 و 1/ 75) (رقم: 204 و 206).

 

والحديث صحيح: صححه الألباني _رحمه الله_ في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (2/ 522) (رقم: 865)، و"تخريج مشكاة المصابيح" (1/ 56) (رقم: 158)، وصحيح الجامع الصغير وزيادته (2/ 1071) (رقم: 6234)، والتعليقات الحسان على صحيح ابن حبان (1/ 218) (رقم: 112)

 

من فوائد الحديث:

 

بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار - (1 / 31_32)

"هذا الحديث - وما أشبهه من الأحاديث -، فيه: الحث على الدعوة إلى الهدى والخير، وفضلُ الداعي، والتحذيرُ من الدعاء إلى الضلالة والغي، وعِظَمُ جُرْمِ الداعي وعقوبتِهِ.

والهدى: هو العلم النافع، والعمل الصالح.

فكل من علَّم عِلْمًا أو وجَّه المتعلمين إلى سلوك طريقة يحصل لهم فيها علم: فهو داع إلى الهدى .

وكل من دعا إلى عمل صالح يتعلق بحق الله، أو بحقوق الخلق العامة والخاصة : فهو داع إلى الهدى،

وكل من أبدى نصيحة دينية أو دنيوية يتوسل بها إلى الدين: فهو داع إلى الهدى.

وكل من اهتدى في علمه أو عمله، فاقتدى به غيره، فهو داع إلى الهدى.

وكل من تقدم غيره بعمل خيري ، أو مشروع عام النفع : فهو داخل في هذا النص.

وعكس ذلك كله: الداعي إلى الضلالة .

فالداعون إلى الهدى: هم أئمة المتقين، وخيار المؤمنين .____والداعون إلى الضلالة : هم الأئمة الذين يدعون إلى النار .

وكل من عاون غيره على البر والتقوى، فهو من الداعين إلى الهدى .

وكل من أعان غيره على الإثم والعدوان، فهو من الداعين إلى الضلالة ." اهـ

 

وقال الحافظ أبو الفضل أحمد بن علي، المعروف بـ"ابْنِ حجر العسقلاني" (المتوفى:  852 هـ) _رحمه الله_ في "فتح الباري" – تعليق ابن باز (13 / 302):

"قال المهلب: هذا الباب والذي قبله في معنى التحذير من الضلال، واجتناب البدع ومحدثات الأمور في الدين، والنهي عن مخالفة سبيل المؤمنين انتهى.

ووجه التحذير: أن الذي يحدث البدعة قد يتهاون بها لِخِفَّةِ أَمْرِهَا في أول الأمر، ولا يَشْعُرُ بِمَا يترتب عليها من المفسدة، وهو أن يلحقه إثم من عمل بها من بعده، ولو لم يكن هو عمل بها بل لكونه كان الأصل في إحداثها." اهـ

 

وقال أبو زكريا يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676 هـ) _رحمه الله_ في "المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج" (16 / 226_227):

"هذان الحديثان صريحان في الحث على استحباب سن الامور الحسنة، وتحريمِ سن الامور السيئة، وأن من سن سنة حسنة كان له مثل أجر كل من يعمل بها إلى___يوم القيامة، ومن سن سنة سيئة كان عليه مثل وزر كل من يعمل بها إلى يوم القيامة،

وأن من دعا إلى هدى، كان له مثل أجور متابعيه، أو إلى ضلالة، كان عليه مثل آثام تابعيه، سواء كان ذلك الهدي والضلالة هو الذي ابتدأه أم كان مسبوقا إليه، وسواء كان ذلك تعليم علم أو عبادة أو أدب أو غير ذلك.

قوله _صلى الله عليه و سلم_: (فعمل بها بعده)، معناه: إن سنها سواء كان العمل في حياته أو بعد موته والله اعلم." اهـ

 

وقال شرف الحق العظيم آبادي (المتوفى: 1329 هـ) _رحمه الله_ في "عون المعبود" (12 / 236):

"إنما استحق الداعيْ إلى الْهُدَى ذلك الْأجْرَ لكون الدعاء إلى الهدى خَصْلَةً من خصال الأنبياء." اهـ

 

وقال شيخنا عبد المحسن بن حمد بن عبد المحسن بن عبد الله بن حمد العباد البدر _حفظه الله_ في "شرح سنن أبي داود" – تفريغ الشاملة (1 / 2):

"فهذا يدلنا على فضل تبليغ السنن، وتبليغ الحديث، وتبليغ الحق، وأن من دعا غيره إلى الحق والهدى، فاستفاد بسببه، فالله يأجُرُ هذا المستفيدَ على عمله، ويأجُرُ الذي أفاده بمثل ما آجره به دون أن ينقص من أجر الفاعل المستفيد شيئاً،

بل يعطي الله الدال مثلما أعطى المدلول تفضلاً منه _سبحانه وتعالى_؛ ولأنه كان هو السبب في وصول هذه السنة وهذا الحق والهدى إلى هذا الإنسان الذي عمل به.

ولهذا كان نبينا محمد _عليه الصلاة والسلام_ له مثل أجور أمته من حين بعثه الله إلى قيام الساعة، فله _صلى الله عليه وسلم_ مثلُ أجور أمته كلِّها من أولها إلى آخرها؛ لأنه هو الذي دل الناس على الحق والهدى، فله أجور أعماله وله مثل أجور أمته،

وبهذا يتبين كونُه خيْرَ الناسِ، وأنه سيد الخلق، وأنه أفضل البشر؛ لأن هذه الأجور التي تحصل لأمته على اختلاف العصور والدهور باتباع الحق والهدى الذي جاء به يكون له مثل أجورهم كلِّهم من أولهم إلى آخرهم،

وأحق الناس وأسعد الناس بعد رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ بهذا الثواب هم أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، الذين تلقوا السنن عنه وحفظوها وأدوها إلى من بعدهم،

فكل صحابي يحفظ سنة عن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، ثم الناس يتناقلونها ويعملون بها على مر العصور والدهور،

فالله تعالى يعطي ذلك الصحابي مثلما أعطى كل من عمل بهذه السنة التي جاءت من طريقه والتي رواها عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.

وهكذا من جاء بعدهم ممن أخذ عنهم، ودل على الحق والهدى الذي جاء عن طريقهم، فإنه يؤجر مثل أجور كل من استفاد خيراً بسببه وبسبب دعوته وتوجيهه وإرشاده." اهـ

 

وقال محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفورى (المتوفى: 1353هـ) _رحمه الله_ في "تحفة الأحوذي" (7 / 364)

قال الطيبي: الهدى إما الدلالة الموصلة أو مطلق الدلالة، والمراد هنا ما يهدي به من الأعمال الصالحة وهو بحسب التنكير شائع في جنس ما يقال هدى،

فأعظمه هدى: من دعا إلى الله وعمل صالحا، وأدناه هدى من دعا إلى إماطة الأذى عن طريق المسلمين." اهـ

 

وقال محمد علي بن محمد بن علان بن إبراهيم البكري الصديقي الشافعي (المتوفى: 1057هـ) _رحمه الله_ في "دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين" (1/ 41_42):

"قال البيضاوي: أفعال العباد وإن كانت غير موجبة ولا مقتضية للثواب والعقاب بذواتها، إلا أن الله _تعالى_ أجرى عادته الإلهية بربط الثواب والعقاب بها ارتباطَ الْمُسَبَّباتِ بالأسباب، وليس للعبد تأثير في صدور الفعل عنه بوجه.

فكما يترتبان على ما يباشره ويزاوله بترتب كل منهما أيضاً على ما هو سبب في فعله كالإرشاد إليه والحث عليه.

ولما كانت الجهة التي بها استوجب المتسبب الأجر والجزاء غير الجهة التي استوجب بها المباشر لم ينقص أجره من أجره شيئاً.

وقال الطيبي: "الهدى في الحديث: ما يهتدى به من الأعمال، وهو بحسب التنكير مطلق شائع في جنس ما يقال له هدى يطلق على القليل والكثير،

فأعظمه هدى من دعا إلى الله، وأدناه هدى من دعا إلى إماطة الأذى عن طريق المسلمين،_____ومن ثم عظم شأن الفقيه الداعي الْمُنْذِرِ حتى فُضِّلَ واحدٌ منهم على ألف عابد، لأن نفعه يعم الأشخاص والأعصار إلى يوم القيامة." اهـ[2]

وسيأتي في هذا المعنى مزيد إن شاء الله تعالى_." اهـ كلام ابن علان

 

وقال عبد الرؤوف بن تاج العارفين الحدادي القاهري، الشهير بـ"الْمُنَاوِيّ" (المتوفى: 1031هـ) _رحمه الله في "فيض القدير" (6 / 125):

"قال البيضاوي: أفعال العباد وإن كانت غير موجبة ولا مقتضية للثواب والعقاب بذاتها لكنه تعالى أجرى عادته بربط الثواب والعقاب ارتباط المسببات بالأسباب وفعل ما له تأثير في صدوره بوجه،

ولما كانت الجهة التي بها استوجب الجزاء المتسبب غير الجهة التي استوجب بها المباشر لم ينقص أجره من أجره شيئا وكذا يقال فيما يأتي إلى هنا كلام القاضي وقال الطيبي: الهدى إما الدلالة الموصلة إلى البغية أو مطلق الإرشاد وهو في الحديث ما يهتدي به من الأعمال وهو بحسب التنكير مطلق شائع في جنس ما يقال له هدى يطلق على ما قل وكثر والحقير والعظيم

فأعظمه هدى من دعا إلى الله وعمل صالحا وأدناه هدى من دعا إلى إماطة الأذى ولهذا عظم شأن الفقيه الداعي المنذر حتى فضل واحد منهم على ألف عابد ولأن نفعه يعم الأشخاص والأعصار إلى يوم الدين." اهـ

 

وقال عبد الرؤوف بن تاج العارفين الحدادي القاهري، الشهير بـ"الْمُنَاوِيّ" (المتوفى: 1031هـ) _رحمه الله في "التيسير بشرح الجامع الصغير" (2 / 806):

"والعبد يستحق العقوبة على السبب وما تولد منه." اهـ

 

وقال عبد الرؤوف بن تاج العارفين الحدادي القاهري، الشهير بـ"الْمُنَاوِيّ" (المتوفى: 1031هـ) _رحمه الله في "فيض القدير" (6 / 125)

والعبد يستحق العقوبة على السبب وما تولد منه كما يعاقب السكران على جنايته حال سكره، وإذا كان السبب محظورا لم يكن السكران معذورا.

فالله يعاقب على الأسباب المحرمة وما تولد منها كما يثيب على الأسباب المأمور بها وما تولد منها، ولهذا كان على قابيل القاتل لأخيه كِفْلٌ من ذنْب كلِّ قاتِلٍ." اهـ

 

وقال عبد الرؤوف بن تاج العارفين الحدادي القاهري، الشهير بـ"الْمُنَاوِيّ" (المتوفى: 1031هـ) _رحمه الله في "فيض القدير" (6 / 125):

"أخذ المقريزي من هذا الخبر: أن كل أجر حصل للشهيد، حصل للنبي _صلى الله عليه و سلم_ بسببه مِثْلُهُ، والحياة أجر، فيحصل للنبي _صلى الله عليه وسلم_ مثْلُهَا زيادة على مَا لَهُ من الأجر الخاص من نفسه على هذا المهتدي، وعلى ما له من الأجور على حسناته الخاصة من الأعمال، والمعارف، والأحوال." اهـ

 

وقال عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911 هـ) _رحمه الله_ في "تنوير الحوالك" (1 / 170):

"قال بن عبد البر: (هذا الحديث أبلغ شيء في فضل تعليم العلم اليوم والدعاء إليه وإلى جميع سبل الخير والبر)." اهـ

 

وقال محمد بن عبد الباقي بن يوسف المصري الأزهري المعروف بـ"أبي عبد الله الزُّرْقَانِيُّ المالكي" (المتوفى 1122 ه) _رحمه الله_ في "شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك" (2 / 62):

"قال ابن عبد البر هذا أبلغ شيء في فضل تعليم العلم والدعاء إليه وإلى جميع سبل الخير والبر." اهـ

 

وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (24 / 329)

"حديث هذا الباب أبلغ شيء في فضائل تعليم العلم اليوم والدعاء إليه وإلى جميع سبل البر والخير." اهـ

 

غذاء الألباب شرح منظومة الآداب ( ط: الكتب العلمية ) - (1 / 37)

فَأَخْبَرَ _صلى الله عليه وسلم_ أَنَّ الْمُتَسَبِّبَ إلَى الْهُدَى بِدَعْوَتِهِ لَهُ مِنْ الأَجْرِ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ اهْتَدَى بِهِ،

وَكَذَلِكَ الْمُتَسَبِّبُ إلَى الضَّلالَةِ عَلَيْهِ مِنْ الْوِزْرِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ ضَلَّ بِهِ، لأَنَّ الأَوَّلَ بَذَلَ وُسْعَهُ وَقُدْرَتَهُ فِي هِدَايَةِ النَّاسِ، وَالثَّانِي بَذَلَ قُدْرَتَهُ فِي ضَلالَتِهِمْ، فَنَزَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَنْزِلَةَ الْفَاعِلِ التَّامِّ .[3]

 

وقال شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني (المتوفى: 728هـ) _رحمه الله_ في "اقتضاء الصراط المستقيم" (20 / 4):

"ومن كرامة الأنبياء والصالحين، أن يتبع ما دعوا إليه من العمل الصالح، ليكثر أجرهم بكثرة أجور من اتبعهم." اهـ

 

وقال شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني (المتوفى: 728هـ) _رحمه الله_ في "الرد على البكري" (1 / 195_196):

"ومعلوم أن نبينا صلى الله عليه و سلم أفضل الناس عملا وأعظمهم على البر والتقوى، بل كلُّ خير في الوجود، فهو مُعِيْنٌ عليه، بل له مثل أجر كل عامل خير من أمته، فإنه هو الذي دعا إلى ذلك، ومن دعا إلى هدى، كان___له مثل أجور من تبعه من غير أن ينقص من أجورهم شيئا." اهـ

                                                       

وقال شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني (المتوفى: 728هـ) _رحمه الله_ في "جامع المسائل لابن تيمية" – ت. عزير شمس (4 / 385):

"مسألة:

في رجل قرأ القرآن وقال: هذا هديةٌ مني للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فهل يجوز هذا أم لا؟ وهل هو محتاجٌ إلينا حتى نُصَلِّيَ عليه أو نُسلمَ عليه؟

الجواب لشيخ الإسلام تقي الدين -رضي الله عنه-:

الحمد لله. لم يكن من عمل السلف أنهم يصلُّون ويصومون ويقرأون ويُهدُون للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -،

وكذلك لم يكونوا يتصدَّقون عنه ويعتقون عنه وإن فعلوا ذلك، لأن كلَّ ما يفعله المسلمون فله مثل أجر فعلهم من غيرِ أن يَنقُصَ من أجورِهم شيئًا،

لما ثبتَ في "الصحيح"[4] عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: "من دعَا إلى هُدىً كان له من الأجر مثل أجور من تَبعَه، مِن غير أن يَنقُص في لك من أجورِهم شيئًا".

بخلاف الأبوين، فإنه ليس كل ما يفعلُه الولدُ يكون لوالِده مثلُه، وإن كان الأب ينتفع بعملِ ولدِه." اهـ

 

وقال مفتي الديار السعودية عبد العزيز بن عبد الله بن باز (المتوفى: 1420هـ) _رحمه الله_ في "مجموع فتاوى ومقالات متنوعة" (30) جزءا - (27 / 168_169):

"وفي هذه الأحاديث وما جاء في معناها: تنبيهٌ للدعاة إلى الله والمجاهدين في سبيله على أن المقصود من الجهاد والدعوة إلى الله _سبحانه_ هو هِدَايَةُ البشر، وإخراجُهم من الظلمات إلى النور، وانْتِشَالُهُمْ من وَهْدَةِ الشرْكِ، وعبادةِ الخلق إلى عز الإيمان ورفعة الإسلام وعبادةِ الإله الحق الواحد الأحد الذي لا تصلح العبادة لغيره ، ولا يستحقها سواه _سبحانه وتعالى_.

وليس المقصود من الدعوة والجهاد هو سفكُ الدماء وأخذُ المال واسترقاقُ النساء والذريةِ، وإنما يجيء ذلك بالعرض لا بالقصد الأول." اهـ

 

وقال العثيمين _رحمه الله_ في "شرح رياض الصالحين" (1 / 1586)

"إذا نأخذ من هذا الحديث: فضيلة العلم لأن العلم به الدلالة على الهدى والحث على التقوى،

فالعلم أفضل بكثير من المال حتى لو تصدق بأموال عظيمة طائلة فالعلم ونشر العلم أفضل." اهـ

 

قال الإثيوبي _رحمه الله_ في "البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج" (41/ 701_702):

"في فوائده:

1 - (منها): الحثّ والتحريض على الدعوة إلى الخيرات، وسَنّ السنن الحسنات.

2 - (ومنها): التحذير من الدعوة إلى البدع والخرافات التي لا يؤيّدها دليلٌ شرعيّ، بل يردّها ويُبطلها،

قال النوويّ -رحمه الله-: هذا الحديث، وحديث جرير المتقدّم صريحان في الحثّ على استحباب سنّ الأمور الحسنة، وتحريم سَنّ الأمور السيّئة، وأن من سن سُنَّة حسنة كان له مثل أجر كلّ من يعمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سُنَّة سيئة كان عليه مثل وِزر كل من يعمل بها إلى يوم القيامة، وأن من دعا إلى هدى كان له مثل أجور متابعيه، أو إلى ضلالة كان عليه مثل آثام تابعيه، سواء كان ذلك الهدى والضلالة هو الذي ابتدأه، أم كان مسبوقًا إليه، وسواء كان ذلك تعليم علم، أو عبادة، أو أدب، أو غير ذلك. انتهى ["شرح صحيح مسلم" 16/ 226 - 227].

3 - (ومنها): أن بعض الأعمال لا ينقطع ثوابها، وكذا أوزارها، وهي التي تكون سببًا للاقتداء بفاعلها، فيجب على العاقل أن يكون مفتاحًا للخير، لا مفتاحًا للشرّ،

وقد أخرج ابن ماجه في "سننه" من حديث سهل بن سعد -رضي الله عنهما-:

أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال: "إن هذا الخير خزائن، ولتلك الخزائن مفاتيح، فطوبى لعبد جعله الله مفتاحًا للخير، مِغْلاقًا للشر، وويل لعبد جعله الله مِفتاحًا للشرّ، مِغلاقًا للخير" [حسنه الشيخ الألبانيّ في "الصحيحة" 3/ 320 - 321 رقم (1332)].

4 - (ومنها): ما قاله ابن عبد البرّ -رحمه الله-: هذا الحديث أبلغ شيء في فضل تعليم العلم اليوم، والدعاء إليه، وإلى جميع سبل الخير والبرّ ["تنوير الحوالك" (1/ 170)].

5 - (ومنها): ما قاله بعضهم: إن في هذا الحديث وحديث: "من سنّ سُنَّة حسنةً إلخ" المتقدم: ما يدلّ على أن كل أجر حصل للدالّ والداعي حصل للنبيّ -صلى الله عليه وسلم- مثلُه زيادةً على ما له من الأجر الخاصّ من نفسه على دلالته، أو____هدايته للمهتدي، وعلى ما له من الأجور على حسناته الخاصّة من الأعمال، والمعارف، والأجور التي لا تصل جميع أمته إلى عَرْف نَشْرها، ولا يبلغون عُشر عشرها،

وهكذا نقول: إن جميع حسناتنا، وأعمالنا الصالحة، وعبادات كل مسلم مسطّرة في صحائف نبينا -صلى الله عليه وسلم- زيادةً على ما له من الأجر، ويحصل له من الأجور بعدد أمته أضعافًا مضاعفةً، لا تحصى، يقصر العقل عن إدراكها؛ لأن كل عالم، ودالّ، يحصل له أجر إلى يوم القيامة، ويتجدد لشيخه في الهداية مثل ذلك الأجر، ولشيخ شيخه مثلاه، وللشيخ الثالث أربعة، والرابع ثمانية، وهكذا تضعف في كل مرتبة بعدد الأجور الحاصلة قبله إلى أن ينتهي إلى النبيّ -صلي الله عليه وسلم-،

إذا فرضت المراتب عشرة بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- كان للنبيّ -صلي الله عليه وسلم- من الأجر ألف وأربعة وعشرون، فإذا اهتدى بالعاشر حادي عشر صار أجر النبيّ -صلي الله عليه وسلم- ألفين وثمانية وأربعين، وهكذا كل ما زاد واحدًا يتضاعف ما كان قبله أبدًا إلى يوم القيامة، وهذا أمر لا يحصره إلا الله، فكيف إذا أُخذ مع كثرة الصحابة والتابعين والمسلمين في كل عصر، وكل واحد من الصحابة يحصل له بعدد الأجور الذي ترتّبت على فِعله إلى يوم القيامة،

وكل ما يحصل لجميع الصحابة حاصل بجملته للنبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وبه يظهر رجحان السلف على الخلف، وأنه كلما ازداد الخلف ازداد أجر السلف، وتضاعف، ومن تأمل هذا المعنى، ورُزق التوفيق انبعثت همته إلى التعليم، ورَغِب في نشر العلم؛ ليتضاعف أجره في الحياة، وبعد الممات على الدوام، ويكفّ عن إحداث البدع، والمظالم، من المكوس وغيرها، فإنها تضاعف عليه السيئات بالطريق المذكور، ما دام يعمل بها عامل، فليتأمل المسلم هذا المعنى، وسعادة الدالّ على الخير، وشقاوة الدالّ على الشرّ. انتهى ["فيض القدير شرح الجامع الصغير" 6/ 127.]،

والله تعالى أعلم. {إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}." اهـ



[1] وفي "صحيح الترغيب والترهيب" (1 / 19) (رقم: 81)

(حسن لغيره): وعن أبي أمامة قال:

"ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان: أحدهما عابد، والآخر عالم. فقال _عليه أفضل الصلاة والسلام_: (فضْلُ العالِمِ على العابد، كفضلي على أدناكم)،

ثم قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_:  (إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير)." رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.

[2]  انظر: "الكاشف عن حقائق السنن" (2/ 625_626) لشرف الدين الطيبي.

[3] وفي "الزهد والورع والعبادة" (1 / 152) لشيخ الإسلام: "والارادة الجازمة اذا فعل معها الانسان ما يقدر عليه كان في الشرع بمنزلة الفاعل التام له ثواب الفاعل التام وعقاب الفاعل التام الذي فعل جميع الفعل المراد حتى يثاب ويعاقب على ما هو خارج عن محل قدرته مثل المشتركين والمتعاونين على أفعال البر ومنها ما يتولد عن فعل الانسان كالداعي الى هدى أو ضلالة والسان سنة حسنة وسنة سيئة كما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليى وسلم أنه قال من دعا الى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن دعا الى ضلالة كان عليه من الوزر مثل أوزار من تبعه من غير أن ينقص أوزارهم شيء." اهـ

[4] أخرجه مسلم في صحيحه (2674) عن أبي هريرة.

Komentar

Postingan populer dari blog ini

فضائل عشر ذي الحجة