شرح الحديث 186-187 من الأدب المفرد

 

186 - حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَوَّامِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ ضَرَبَ ضَرْبًا ظُلْمًا اقْتُصَّ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

[قال الشيخ الألباني: صحيح]

 

رواة الحديث:

 

* حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ (صدوق ربما أخطأ، وكان أخباريا علامة: ت.240 هـ):

خليفة بن خياط بن خليفة بن خياط العُصْفُرِيُّ[1]، أبو عمرو البصري الحافظ، المعروف بـ"شَبَابٍ"، كبار الآخذين عن تبع الأتباع، روى له: خ

 

* قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ (صدوق يهم قليلا: 220 هـ):

عبد الله بن رجاء بن عمر الغُدَانِيُّ[2]، أبو عمر (ويقال: أبو عمرو)، البصري، من صغار أتباع التابعين، روى له: خ خد س ق  (خد: أبو داود في الناسخ والمنسوخ)

 

* قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَوَّامِ (صدوق يهم: بين 160 هـ و 170 هـ):

عمران بن دَاوَرَ العَمِّيُّ، أبو العوَّام القَطَّانُ البصري، من كبار أتباع التابعين، روى له: خت د ت س ق

 

* عَنْ قَتَادَةَ (ثقة ثبت: ت. 118 هـ):

قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي، أبو الخطاب البصري، ولد سنة 60 هـ أو 61 هـ، طبقة تلى الوسطى من التابعين، روى له: خ م د ت س ق

 

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ ():

عبد الله بن شقيق العقيلى ، أبو عبد الرحمن ، و يقال أبو محمد ، البصرى ( من بنى عقيل بن كعب بن عامر بن ربيعة بن عامر )

الطبقة :  3  : من الوسطى من التابعين

الوفاة :  108 هـ

روى له :  بخ م د ت س ق  ( البخاري في الأدب المفرد - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه )

رتبته عند ابن حجر :  ثقة فيه نصب

 

* عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (ت. 57 هـ):

أبو هريرة الدوسى اليماني، حافظ الصحابة، اختلف فى اسمه، والمشهور: عبد الرحمن بن صخر الدوسي، روى له :  خ م د ت س ق. وله 5370 حديثا.

 

نص الحديث وشرحه

 

عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ ضَرَبَ ضَرْبًا ظُلْمًا اقْتُصَّ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

 

تخريج الحديث وشرحه وفوائده سبق ذلك كله في الحديث السابق (رقم: 185)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

95- القيامة باب اكسوهم مما تلبسون

 

187 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ مُجَاهِدِ أَبِي حَزْرَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ:

"خَرَجْتُ أَنَا وَأَبِي نَطْلُبُ الْعِلْمَ فِي هَذَا الْحَيِّ فِي الْأَنْصَارِ، قَبْلَ أَنْ يَهْلِكُوا، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ لَقِينَا أَبُو الْيَسَرِ صَاحِبُ النَّبِيِّ _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_، وَمَعَهُ غُلَامٌ لَهُ، وَعَلَى أَبِي الْيَسَرِ بُرْدَةٌ وَمَعَافِرِيٌّ، وَعَلَى غُلَامِهِ بُرْدَةٌ وَمَعَافِرِيٌّ،

فَقُلْتُ لَهُ: "يَا عَمِّي، لَوْ أَخَذْتَ بُرْدَةَ غُلَامِكَ، وَأَعْطَيْتَهُ مَعَافِرِيَّكَ، أَوْ أَخَذْتَ مَعَافِرِيَّهُ وَأَعْطَيْتَهُ بُرْدَتَكَ، كَانَتْ عَلَيْكَ حُلَّةٌ أَوْ عَلَيْهِ حُلَّةٌ."

فَمَسَحَ رَأْسِي، وَقَالَ:

"اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهِ، يَا ابْنَ أَخِي، بَصَرُ عَيْنَيَّ هَاتَيْنِ، وَسَمْعُ أُذُنَيَّ هَاتَيْنِ، وَوَعَاهُ قَلْبِي (وَأَشَارَ إِلَى نِيَاطِ قَلْبِهِ) النَّبِيَّ _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ يَقُولُ: «أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَاكْسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ»

وَكَانَ أَنْ أُعْطِيَهُ مِنْ مَتَاعِ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ حَسَنَاتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ."

[قال الشيخ الألباني: صحيح]

 

رواة الحديث:

 

* حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ (صدوق يهم: ت. 234 هـ بـ بغداد):

محمد بن عَبَّادِ بْنِ الزِّبْرِقَانِ، أبو عبد الله المكي، من كبار الآخذين عن تبع الأتباع، روى له:  خ م ت س ق

 

* قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ (صدوق يهم صحيح الكتاب: 187 هـ بـ المدينة):

حاتم بن إسماعيل المدني، أبو إسماعيل الحارثي مولاهم (أصله من الكوفة)، من الوسطى من أتباع التابعين، روى له: خ م د ت س ق

 

* عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ مُجَاهِدِ أَبِي حَزْرَةَ (صدوق: 150 هـ):

يعقوب بن مجاهد القرشي، أبو حَزْرَةَ المدني القاص (ويقال: أبو يوسف. وأبو حَزْرَةَ لقب)، مولى بنى مخزوم، من الذين عاصروا صغار التابعين، روى له: بخ م د 

 

* عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ (ثقة):

عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت الأنصاري، أبو الصامت المدني (أخو يحيى بن الوليد)، طبقة تلى الوسطى من التابعين، روى له:  خ م د س ق 

 

وفي "تاريخ الإسلام" – ت. بشار (3/ 76) (رقم: 108):

"سوى ت: عُبَادَةُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ، أَبُو الصَّامِتِ [الوفاة: 101 - 110 ه]." اهـ

 

* أَبُو الْيَسَرِ _رضي الله عنه_ (صحابي: 55 هـ بـ المدينة):

كعب بن عمرو بن عباد بن عمرو الأنصاري، أبو اليسر السُّلَمِي (عَقَبِيٌّ بَدْرِيٌّ جليل)، روى له:  بخ م د ت س ق

 

قال الذهبي _رحمه الله_ في "سير أعلام النبلاء" – ط. الرسالة (2/ 537) (رقم: 109):

"أَبُو اليَسَرِ كَعْبُ بنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ * (م، 4) السُّلَمِيُّ، المَدَنِيُّ، البَدْرِيُّ، العَقَبِيُّ، الَّذِي أَسَرَ العَبَّاسَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- يَوْمَ بَدْرٍ. شَهِدَ العَقَبَةَ، وَلَهُ عِشْرُوْنَ سَنَةً." اهـ

 

نص الحديث وشرحه:

 

عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ:

"خَرَجْتُ أَنَا وَأَبِي نَطْلُبُ الْعِلْمَ فِي هَذَا الْحَيِّ فِي الْأَنْصَارِ، قَبْلَ أَنْ يَهْلِكُوا، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ لَقِينَا أَبُو الْيَسَرِ صَاحِبُ النَّبِيِّ _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_، وَمَعَهُ غُلَامٌ لَهُ، وَعَلَى أَبِي الْيَسَرِ بُرْدَةٌ وَمَعَافِرِيٌّ، وَعَلَى غُلَامِهِ بُرْدَةٌ وَمَعَافِرِيٌّ،

فَقُلْتُ لَهُ: "يَا عَمِّي، لَوْ أَخَذْتَ بُرْدَةَ غُلَامِكَ، وَأَعْطَيْتَهُ مَعَافِرِيَّكَ، أَوْ أَخَذْتَ مَعَافِرِيَّهُ وَأَعْطَيْتَهُ بُرْدَتَكَ، كَانَتْ عَلَيْكَ حُلَّةٌ أَوْ عَلَيْهِ حُلَّةٌ."

فَمَسَحَ رَأْسِي، وَقَالَ:

"اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهِ، يَا ابْنَ أَخِي، بَصَرُ عَيْنَيَّ هَاتَيْنِ، وَسَمْعُ أُذُنَيَّ هَاتَيْنِ، وَوَعَاهُ قَلْبِي (وَأَشَارَ إِلَى نِيَاطِ قَلْبِهِ) النَّبِيَّ _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ يَقُولُ: «أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَاكْسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ»

وَكَانَ أَنْ أُعْطِيَهُ مِنْ مَتَاعِ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ حَسَنَاتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ."

 

مسند الشهاب القضاعي (1/ 282) (رقم: 462):

عَنْ أَبِي حَزْرَةَ، أَخْبَرَنِي عُبَادَةُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَكَانَ لِلْوَلِيدِ صُحْبَةٌ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

" خَرَجْتُ مَعَ أَبِي وَأَنَا غُلَامٌ شَابٌّ وَإِذْ أَلْقَى الرَّجُلُ يَقُولُ: أَيْ عَمِّ عَرَفْتُ أَنَّهُ مِنْ صَحَابَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،

فَصَحِبَنَا شَيْخٌ أَوْ كَمَا قَالَ، وَمَعَهُ عَبْدٌ لَهُ يَحْمِلُ صُحُفًا فَقَالَ لَهُ أَبِي: كَيْفٍ أَصْبَحْتَ يَا عَمِّ؟، قَالَ: بِخَيْرٍ.

قَالَ أَبِي: أَرَى فِي___وَجْهِكَ سَفْعَةً مِنْ غَضَبٍ، قَالَ: أَجَلْ، كَانَ لِي عَلَى فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ دَيْنٌ فَجِئْتُ أَبْتَغِيهِ فَسَلَّمْتُ عَلَى الْبَابِ، فَخَرَجَ وَلِيدٌ مِنَ الْبَيْتِ، فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: هُوَ فِي الْبَيْتِ.

فَنَادَيْتُ: اخْرُجْ إِلَيَّ يَا فُلَانُ، فَخَرَجَ إِلَيَّ، فَقُلْتُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ سَلَّمْتُ عَلَيْكَ فَلَمْ تَخْرُجَ وَلَمْ تُجِبْنِي؟،

قَالَ: وَالَّذِي لَا إِلَهُ إِلَّا هُوَ مَا عِنْدِي، وَلَقَدْ خَشِيتُ أَنْ أَكْذِبَكَ وَأَعِدَكَ فَأُخْلِفَكَ." قُلْتُ: آللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهُ إِلَّا هُوَ؟، قَالَ: نَعَمْ، آللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهُ إِلَّا هُوَ،

قَالَ: فَأَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَسَمِعْتُهُ بِأُذُنِي وَوَعَاهُ الْقَلْبُ وَهُوَ يَقُولُ: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ أَظَلَّهُ اللَّهُ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ»

قَالَ: فَمَحَوْتُ عَنْهُ الْكِتَابَ.

قَالَ عُبَادَةُ بْنُ الْوَلِيدِ: فَإِذَا عَلَيْهِ بُرْدَةٌ وَنَمِرَةٌ وَعَلَى غُلَامِهِ مِثْلُ ذَلِكَ، قَالَ: فَقُلْتُ أَيْ عَمِّ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُعْطِيَ غُلَامَكَ هَذِهِ النَّمِرَةَ وَتَأْخُذَ الْبُرْدَةَ فَيَكُونُ عَلَيْكَ بُرْدَانِ وَعَلَيْهِ نَمِرَةٌ؟، قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَى أَبِي فَقَالَ: " ابْنُكَ؟، قَالَ: نَعَمْ، فَمَسَحَ عَلَى رَأْسِي وَقَالَ: بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ، أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ وَاكْسُوهُمْ مِمَّا تَكْتَسُونَ» يَا ابْنَ أَخِي ذَهَابُ مَتَاعِ الدُّنْيَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَأْخُذَ مِنِّي مَتَاعَ الْآخِرَةِ " قُلْتُ لِأَبِي: أَبَتَاهُ مَنْ هَذَا؟، قَالَ: " هَذَا أَبُو الْيَسَرِ بْنُ عَمْرٍو

 

صحيح مسلم (4/ 2303)

قال محمد فؤاد عبد الباقي _رحمه الله_:

"ووجه الكلام وصوابه أن يقول أو أخذت بأو لأن المقصود أن يكون على أحدهما بردتان وعلى الآخر معافريان.

(حُلَّةٌ) الْحُلَّةُ: ثوبان إزار ورداء. قال أهل اللغة: لا تكون، إلا ثوبين. سميت بذلك لأن أحدهما يَحُلُّ على الآخر. وقيل: لا تكون الحلة إلا الثوب الجديد الذي يحل من طيه." اهـ

 

شرح النووي على مسلم (18/ 134)

قَوْلُهُ (وَعَلَى أَبِي الْيَسَرِ بُرْدَةٌ وَمَعَافِرِيُّ):

الْبُرْدَةُ: شَمْلَةٌ مُخَطَّطَةٌ. وَقِيلَ: كِسَاءٌ مُرَبَّعٌ، فِيهِ صِغَرٌ يَلْبَسُهُ الْأَعْرَابُ. وَجَمْعُهُ: الْبُرُدُ. وَالْمَعَافِرِيُّ (بِفَتْحِ الْمِيمِ): نَوْعٌ مِنَ الثِّيَابِ، يُعْمَلُ بِقَرْيَةٍ تُسَمَّى مَعَافِرَ. وَقِيلَ: هِيَ نِسْبَةٌ إِلَى قَبِيلَةٍ نَزَلَتْ تِلْكَ الْقَرْيَةَ. وَالْمِيمُ فِيهِ زَائِدَةٌ." اهـ

 

البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (45/ 315)

(وَعَلَى غُلَامِهِ)؛ أي: عبد أبي اليسر (بُرْدَةٌ، وَمَعَافِرِيُّ) مماثلتان لما يلبسه

أبو اليسر.

والمقصود من هذا الكلام: التنبيه على أن أبا اليسر - رضي الله عنه - كان يلبس ما يلبسه غلامه، وإن كان من الممكن أن يلبس معافريين، ويُلبس غلامه بُردين، أو بالعكس؛ ليصير لكل واحد منهما حُلّة متوافقة، ولكنه فعل ذلك عملًا بقوله - صلى الله عليه وسلم -: (ألبسوهم مما تلبسون)." اهـ

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص: 75 و 257) (رقم: 187 و 738)، ومسلم في "صحيحه" (4/ 2301/ 74_75) (رقم: 3006)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 356) (رقم: 7312)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص: 172) (رقم: 522)، والطبراني في "المعجم الكبير" (19/ 168) (رقم: 379)، والقُضَاعِيُّ في "مسند الشهاب" (1/ 282) (رقم: 462).

 

من فوائد الحديث:

 

قال الشيخ محمد لقمان الصديقي السلفي _رحمه الله_ في "رش البرد شرح الأدب المفرد" (ص: ١١٧):

"فقه الحديث:

۱ - يستحب على السيد إطعامُ مملوكه مما يأكل وإلباسُه مما يلبسُ .

٢ - فيه إيماءٌ إلى أخذ القصاص للعبد من حسنات سيده يوم القيامة.

3 - الحث على المعاملة الحسنة المرضية مع المملوك بصفة عامة وفي الإطعام والإلباس بصفـة خاصة." اهـ

 

وقال زيد بن محمد المدخلي _حفظه الله_ في "عون الأحد الصمد" (١/ ٢٠٩):

"هذا الحديث متصل بالأحاديث السابقة فيما يتعلق بحق المملوك، وأنه لا يجوز الإيذاء له، أو التقصير في حقه الشرعي، وأن من جلده أو ضربه بدون حق وإن كان سيده؛ فإنه يقتص منه يوم القيامة،

وهذا الحديث، فيه: الإرشاد والتوجيه لمن له مملوك من ذكر أو أنثى أن يلبسه مما يلبس، ويطعمه مما يطعم،

وهذا هو الإحسان الذي أمر الله _عَزَ وَجَلَّ_ به في قوله: ﴿ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [البقرة : ١٩٥]، ﴿ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ ﴾ [ النخص : ٧٧]،

فمن الإحسان إلى المملوك الذي هو في تصرف سيده أن يطعمه مما يطعم، وأن يكسوه مما يكتسي، ويلبسه مما يلبس." اهـ

 

البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (45/ 321_322):

"قال النوويّ رحمه اللهُ:

الأمر بإطعامهم مما يأكل السيد، وإلباسهم مما يلبس محمول على الاستحباب، لا على الإيجاب، وهذا بإجماع المسلمين،

وأما فِعل أبي اليسر - رضي الله عنه - في كسوة غلامه مثل كسوته، فعمل بالمستحب، وإنما يجب على السيد نفقة المملوك، وكسوته بالمعروف، بحسب البلدان، والأشخاص، سواء كان من جنس نفقة السيد، ولباسه، أو دونه، أو فوقه، حتى لو قَتَّر السيد على نفسه تقتيرًا خارجًا عن عادة أمثاله، إما زهدًا، وإما

شُحًّا، لا يحل له التقتير على المملوك، وإلزامه، وموافقته إلا برضاه،

وأجمع العلماء على أنه لا يجوز أن يكلفه من العمل ما لا يطيقه، فإن كان ذلك لزمه إعانته بنفسه، أو بغيره ["شرح النوويّ" 11/ 133]

والحاصل: أن المقصود عند الجمهور المواساة بحسب المعروف، لا المساواة، ويدلّ على ذلك ما أخرجه البخاريّ عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن___النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه، فإن لم يجلسه معه، فليناوله أكلة، أو أكلتين، أو لقمة، أو لقمتين، فإنه وَليَ حَرّه، وعلاجه"، والله تعالى

أعلم." اهـ

 

فيض القدير (6/ 449)

<فائدة> قال بعضهم: الجامع للأخلاق ومحاسن الشريعة على الإطلاق الخلق الحسن والأدب والاتباع والإحسان والنصيحة فهذه أمهات الأخلاق وقواعد الأخلاق أربعة الحكمة والشجاعة والعفة والعدل



[1] قال ابن الأثير في "اللباب في تهذيب الأنساب" (2/ 344):

"الْعُصْفُرِي (بِضَم الْعين، وَسُكُون الصَّاد، وَضم الْفَاء، وَفِي آخرهَا رَاء): هَذِه النِّسْبَة العصفر وَبيعه وشرائه وَهُوَ مَا تصبغ بِهِ الثِّيَاب حمرا، ينْسب إِلَيْهِ جمَاعَة، مِنْهُم: خَليفَة بن خياط بن خَليفَة بن خياط الْعُصْفُرِي الْبَصْرِيّ الْمَعْرُوف بشباب." اهـ

[2] قال ابن الأثير في "اللباب في تهذيب الأنساب" (2/ 375):

"الغُدَانِيُّ (بِضَم الْغَيْن، وَفتح الدَّال المخففة، وَبعد الْألف نونٌ): هَذِه النِّسْبَة إِلَى غُدَانَة بن يَرْبُوع بن حَنْظَلَة بن مَالك بن زيد مَنَاة بن تَمِيم ينْسب إِلَيْهِ خلق كثير، مِنْهُم: أَبُو عمر الغداني." اهـ

Komentar

Postingan populer dari blog ini

فضائل عشر ذي الحجة