Aqidah Syaikh Muhammad bin Abdil Wahhab - Tersebarnya Kesyirikan dan Bid'ah di Tengah Umat

 

ثم قال الشيخ صالح بن عبد الله العبود _حفظه الله_ في "عقيدة محمد بن عبد الوهاب السلفية وأثرها في العالم الإسلامي" (1/ 103):

"وقد ذكر غالب هؤلاء العلماء وأمثالهم أن الشرك عم الابتلاء به في زمانهم وصاحوا بأهله من أقطار الأرض وذكروا أن الدين عاد غريبا1.

 

ولننظر ما قرره الفقهاء من كل مذهب، من نواقض الإسلام في (باب أحكام الردة) مما يدل على أن هذه الناحية لها معنى واقعي، ليس من باب الخيال بعيدا عن الأحداث الواقعة، لأن ذلك ليس من شأن فقهاء المسلمين، بل شأنهم مواجهة الأحداث بأحكامٍ فقهيةٍ من الإسلام،

 

وكل أولئك الفقهاء العلماء يعالجون ما حدث في زمانهم، ولاشك أن البلاء ازداد سُوْءاً، كلما مر الزمانُ من بعدهم خاصة في أول القرن الثاني عشر الهجري.

 

وقد أطلت النفس، في بيان صفة البيئة، قبيل ظهور الشيخ، لبيان أن الشيخ _رحمه الله_ ظهر على بيئةٍ، عاد الإسلام فيها غريبًا،

__________

1 انظر: روضة ابن غنام ج1/ 74-95، ص115-121.

 

عقيدة محمد بن عبد الوهاب السلفية وأثرها في العالم الإسلامي (1/ 103_104):

ومن يمارس أعمال___الشرك هم الأكثر الغالب، خلافا لما يذهب إليه الدكتور العثيمين من أن ابن غنام متحمس للدعوة، وابنُ بشر كذلك، فكان هذا التحمس من الأمور التي دفعتهما إلى إصدار أحكامٍ على الحالة التي كان عليها النجديون من حيث العقيدة، تنقصها الدقة، وأنه من المقارنة بين المصادر المختلفة يبدو أن الحالة الدينية التي كانت سائدة في نجد آنذاك لم تكن بالصورة التي أظهرتها بها المصادر المؤيدة لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب1

 

وقال بالحرف الواحد: (ربما كان تحمس ابن غنام لهذا الدعوة المباركة من الأمور التي دفعته إلى تعميم حكمه على أهل نجد قبل ظهورها ليوضح مقدار فضلها) 2

 

وقال عن ابن بشر أيضا:

"وابن بشر كما هو واضح، من تأمل تأريخه كان أيضا من المتحمسين لدعوة الشيخ وأنصارها، وموقف كهذا، قد يؤدي إلى إصدار أحكام تنقصها الدقة) 3.

 

وهذا غير صحيح،

فابن غنام وابن بشر لم يُصْدِرَا حُكْمًا عَامًّا، وهذا واضح للقارئ من تاريخهما كما بيناه في النقل عنهما آنفا،

__________

1 انظر: الشيخ محمد بن عبد الوهاب، حياته، وفكره، للدكتور العثيمين، تحت بحث الحالة الدينية في نجد، بـ: العقيدة وأركان الإسلام ص19، 20، 21.

2 مجلة الدارة ع 3، س 4 شوال 1398 هـ.

3 المصدر السابق.

 

وقال في "عقيدة محمد بن عبد الوهاب السلفية وأثرها في العالم الإسلامي" (1/ 104_105):

ولم ينفردا بما ذكراه عن حالة نجد وغيرها الدينية والسياسية قبيل ظهور الشيخ محمد بن عبد___الوهاب، كما بيناه من كلام الصنعاني، والبسام، وغيرهما قبل قليل.

 

ولم ينكر أحد من ابن غنام وابن بشر، أو غيرهما، وجودَ علماءَ في الفقهِ ووجودَ مسلمين، غير أن وجودهم لم يقض على اعتقاد أكثر الناس بالطواغيت (أمثالَ تَاج وشَمْسَانَ وحُسين وإدريسَ)، وبالأشجارِ والأحجار والقبور والقُبَبِ وتقديسِ الصالحين، والأولياء، وعبادتِهِمْ، كما قضى عليه وجودُ الشيخ محمد بن عبد الوهاب بمناصرة الأمير محمد بن سعود في نجد وما حولها.

 

أما ما بعُد فلا يزال؛ كما هو الشأن في مصر، وغيرها إلى يومنا هذا، فوجود العلماء فيها أهل الدراية والتحقيق لم يقطع المظاهر المنافية للإسلام من مجتمعهم.

 

وقد سبقني إلى هذه الملاحظة الأستاذ صالح محمد الحسنُ في "تعقيبه حول مقال الدكتور العثيمين" في (مجلة الدارة)،

 

فقد لاحظ:

* أن الدكتور العثيمين حين بحث الناحية العقيدية ذلك الزمنَ في مقاله أنهى تحليله بأن هناك جَهَلَةً يمارسون أعمالاً شركيّةً، لكِنَّ عدَدَ هؤلاءِ كان فيما يظهر قليلا،

 

* وأن هذه النتيجة تشكيك في الدور الَّذي قام به الشيخ محمد بن عبد الوهاب من محاربة مظاهر الشرك، والعودة بالأمة إلى الكتاب والسنة عقيدةً وسلوكا ومنهاجَ حياة،

* وتظهر الشيخ محبا للزعامة لأن الناس كانوا على العقيدة السليمة، إلا النزر اليسير منهم1.

__________

1 مجلة الدارة، ع 1، س 5 ربيع الثاني 1399هـ ص 352-358.

 

Komentar

Postingan populer dari blog ini

الحديث 12 من رياض الصالحين