Penghalang-penghalang Ketaatan

  

[93] السابع: عن أبي هريرة _رضي الله عنه_:

أن رَسُول الله _صلى الله عليه وسلم_، قَالَ:

«بَادِرُوا بِالأعْمَالِ سَبْعاً، هَلْ تَنْتَظِرُونَ إلا فَقْراً مُنْسِياً، أَوْ غِنَىً مُطْغِياً، أَوْ مَرَضَاً مُفْسداً، أَوْ هَرَماً مُفَنِّداً، أَوْ مَوْتَاً مُجْهِزاً، أَوْ الدَّجّالَ، فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوْ السَّاعَةَ وَالسَّاعَةُ أدْهَى وَأمَرُّ»، رواه الترمذي، وقال: (حَدِيثٌ حَسَنٌ)

 

ترجمة أبي هريرة الدوسي _رضي الله عنه_:

 

اختلف فِي اسمه واسم أبيه اختلافا كثيرا،

فقيل: اسمه عبد الرحمن بْن صخر بن  ذِيْ الشري بْن طريف بْن عيان بْن أَبي صعب بْن هنية بْن سعد ابن ثعلبة بْن سليم بْن فهم بْن غنم بْن دوس بْن عدثان بن عَبد الله بن زهران بن كعب بن الْحَارِثِ بْن كعب بْن عَبد اللَّهِ بن مالك ابن نصر بْن الأزد.

 

وفي تهذيب الكمال في أسماء الرجال (34/ 366_367) للمزي :

"ويُقال: كَانَ اسمه فِي الجاهلية عبد شمس، وكنيته أبو الأسود...وروي عَنْهُ أنه قال، (إنما كنيت بأبي هُرَيْرة، أني وجدت أولاد هرةٍ وحشيةٍ، فحملتها فِي كمي، فقيل: "ما هَذِهِ؟" فقلت: "هِرَّة"، قِيلَ: "فأنت أَبُو هُرَيْرة")." اهـ

 

وذكر أَبُو القاسم الطبراني: أن اسم أمه ميمونة بنت صبيح.

 

وفي "تهذيب الكمال في أسماء الرجال" (34/ 377) :

"وَقَال عَمْرو بْن علي:

"نزل المدينة، وكان مقدمه وإسلامه عام خيبر، وكانت خيبر فِي المحرم سنة سبع."اهـ

 

وفي "تهذيب الكمال في أسماء الرجال" (34/ 378):

"قال سفيان بْن عُيَيْنَة، عن هشام بْن عروة: مات أَبُو هُرَيْرة، وعائشةُ سنة سبع وخمسين.

وَقَال أَبُو الحسن المدائني، وعلي ابن المديني، ويحيى بْن بكير، وخليفة بْن خياط، وعَمْرو بْن علي: مات أَبُو هُرَيْرة سنة سبع وخمسين.

 

وفي تاريخ الإسلام ت بشار (2/ 561) للذهبي:

"قَالَ الْبُخَارِيُّ : "رَوَى عَنْهُ: ثمان مائة رَجُلٌ أَوْ أكثر.

قلت: روي لَهُ نَحْو من خمسة آلاف حديث وثلاث مائة وسبعين حديثًا (5370). في الصحيحين منها ثلاث مائة وخمسة وعشرون (325) حديثًا، وانفرد الْبُخَارِيُّ أيضًا لَهُ بثلاثة وتسعين (93)، ومسلم بمائة وتسعين (190)." اهـ

 

نص الحديث وشرحه:

 

عن أبي هريرة - رضي الله عنه -:

أن رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ:

«بَادِرُوا بِالأعْمَالِ سَبْعاً، هَلْ تَنْتَظِرُونَ إلا فَقْراً مُنْسِياً،

 

وفي "شرح المصابيح" لابن الملك (5/ 394):

"(أو فقرًا مُنسِيًا) : وهو الذي يجعل صاحبَه مدهوشًا، فينسيه الطاعةَ من الجوع والعُري والتردُّد في طلب القُوت." اهـ

 

أَوْ غِنَىً مُطْغِياً،

 

وفي "تحفة الأحوذي" (6/ 488) للمباركفوري: "أَيْ مُوقِعٍ فِي الطُّغْيَانِ." اهـ

 

وفي "تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة" (3/ 291) للبيضاوي: "(أطغاه المال): إذا جعله طاغيا من البطر والغرور به." اهـ

 

وفي المفاتيح في شرح المصابيح (5/ 282) للزيداني:

"(المُطْغي) : الشيء الذي يجعل المرء طاغيًا، والطاغي: العاصي والمجاوِزُ عن الحد؛ يعني: لم لا يعمل أحدكم الأعمال الصالحة في حال وجدانه كفافًا من القوت، وليس له غنًى يمنعه عن الطاعة، وليس به فقر يمنعه أيضًا من الطاعة، فإذا لم يعمل في حال الفراغ الأعمالَ الصالحة، ربما يأتيه ما يمنعه من الطاعة كهذه الأشياء المذكورة." اهـ

 

أَوْ مَرَضَاً مُفْسداً،

 

وفي "شرح المصابيح" لابن الملك (5/ 394):

"(أو مرضًا مُفسِدًا) : وهو ما يُفسد البدنَ لشدته، أو الدِّيْن للكسلِ الحاصلِ به." اهـ

 

أَوْ هَرَماً مُفَنِّداً،

 

وفي "تحفة الأحوذي" (6/ 488) للمباركفوري:

"(أَوْ هَرَمٍ مُفَنِّدٍ)، أَيْ: مُوقِعٍ فِي الْكَلَامِ الْمُحَرَّفِ عَنْ سُنَنِ الصِّحَّةِ مِنَ الْخَرِفِ والهذيان." اهـ

ورد التفنيد في الكتاب العزيز، فقال الله _تعالى_:

{وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ} [يوسف: 94]

 

وقال ابن الجوزي _رحمه الله_ في "زاد المسير في علم التفسير" (2/ 470_471):

قوله تعالى: (لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ)،

فيه خمسة أقوال:

أحدها: تُجهِّلونِ، رواه ابن أبي طلحة عن ابن___عباس، وبه قال مقاتل. والثاني: تسفِّهونِ، رواه عبد الله بن أبي الهذيل عن ابن عباس، وبه قال عطاء، وقتادة، ومجاهد في رواية. وقال في رواية أخرى: (لولا أن تقولوا: "ذهب عقلك"). والثالث: تُكَذِّبونِ، رواه العوفي عن ابن عباس، وبه قال سعيد بن جبير، والضحاك. والرابع: تهرِّمونِ، قاله الحسن، ومجاهد في رواية. قال ابن فارس: (الفَنَد: إِنكار العقل من هرم). والخامس: تعجِّزونِ، قاله ابن قتيبة.

وقال أبو عبيدة: (تسفِّهون وتعجِّزون وتلومون)." اهـ

 

أَوْ مَوْتَاً مُجْهِزاً،

 

وفي "شرح المصابيح" لابن الملك (5/ 394):

"(أو موتًا مُجهِزًا) بالتخفيف؛ أي: قاتلاً بغتةً بحيث لا يَقدِر على التوبة." اهـ

 

أَوْ الدَّجّالَ، فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوْ السَّاعَةَ وَالسَّاعَةُ أدْهَى وَأمَرُّ»، رواه الترمذي، وقال: (حَدِيثٌ حَسَنٌ)

 

وفي "شرح المصابيح" لابن الملك (5/ 394):

"(أو الدجالَ؛ فالدجالُ شرُّ غائبٍ يُنتظَر، أو الساعةَ؛ {وَالسَّاعَةُ أَدْهَى})"؛

أي: أشدُّ الدواهي وأفظعُها.

{وَأَمَرُّ}؛

أي: أشدُّ مرارةً من القتل ومن جميع الشدائد." اهـ

 

تخريج الحديث :

 

أخرجه الترمذي في "سننه" – ت. شاكر (4/ 552) (رقم: 2306)، وابن المبارك في "الزهد والرقائق" (1/ 3) (رقم: 7)، وأبو يعلى الموصلي في "مسنده" (11/ 421) (رقم: 6542)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (4/ 192 و 8/ 234) (رقم: 3945 و 8498)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (13/ 147) (رقم : 10088 و 10089)، وابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك" (ص: 150) (رقم : 524)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (2/ 31) (رقم : 823 و 824)، وابن أبي الدنيا في "الأهوال" (ص: 2) (رقم : 1)، وفي "قصر الأمل" (رقم : 109_ 110)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (4/ 230)، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" (2/ 642).

 

ضعفه الألباني _رحمه الله_ في "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة" (4/ 163) (رقم: 1666)

 

وفي "الدفاع عن كتاب رياض الصالحين" (ص: 5):

"أخرجه الترمذى (2476 ):

حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ الْمَدَنِىُّ عَنْ مُحَرَّرِ بْنِ هَارُونَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سَبْعًا هَلْ تَنْظُرُونَ إِلاَّ فَقْرًا مُنْسِيًا أَوْ غِنًى مُطْغِيًا أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا أَوِ الدَّجَّالَ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ أَوِ السَّاعَةَ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ».

قَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ مُحَرَّرِ بْنِ هَارُونَ. وَقَدْ رَوَى بِشْرُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ عَنْ مُحَرَّرِ بْنِ هَارُونَ هَذَا.

وَقَدْ رَوَى مَعْمَرٌ هَذَا الْحَدِيثَ عَمَّنْ سَمِعَ سَعِيدًا الْمَقْبُرِىَّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - نَحْوَهُ. وَقَالَ تَنْتَظِرُونَ.

قلت : أمَّا محرز بن هارون فمتروك[1]

 

ولكنه لم ينفرد به،فله متابعات وشواهد:

* ففي "المستدرك" للحاكم (7906):

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَكِيمٍ الْمَرْوَزِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْمُوَجَّهِ، أَنْبَأَنَا عَبْدَانُ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ _رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ_:

عَنِ النَّبِيِّ _صلى الله عليه وسلم_، قَالَ:

"مَا يَنْتَظِرُ أَحَدُكُمْ إِلاَّ غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوِ الدَّجَّالَ، وَالدَّجَّالُ شَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ،أَوِ السَّاعَةَ،وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ."

قَالَ الْحَاكِمُ: إِنْ كَانَ مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ سَمِعَ مِنَ الْمَقْبُرِيِّ " فَالْحَدِيثُ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ،ووافقه الذهبي .

قلت: ولكنه ورد في "الزُّهْدُ وَالرَّقَائِقُ" لِابْنِ الْمُبَارَكِ:

أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيَوَيْهِ، وَأَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ مَنْ سَمِعَ الْمَقْبُرِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:

عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ:

"مَا يَنْتَظِرُ أَحَدُكُمْ إِلَّا غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفْنِدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوِ الدَّجَّالَ. فَالدَّجَّالُ شَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ،أَوِ السَّاعَةَ،وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ."

فظهر أن فيه انقطاعاً بين معمر والمقبري، ليس إلا .

 

وفي "غريب الحديث" لإبراهيم الحربي (718):

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم_:

"مَا تَنْتَظِرُونَ، إِلَّا غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ فَقْرًا مُنْسِيًا."

قلت: لا شكَّ أن معمر أدرك سعيد بن أبى سعيد كيسان المقبري، ولا يَبْعُدُ أن يكون قد سمعه منه، ولكنه لم يذكر في شيوخه.

 

وله طريق أخر في "المعجم الكبير" للطبراني (ج 19 / ص 318) (774)، و"المعجم الأوسط" للطبراني (4092):

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن سَعِيدٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بن حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بن الْمُخْتَارِ، قَالَ: نا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بن أَعْيَنَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عَجْلانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ _صلى الله عليه وسلم_:

"مَا يَنْتَظِرُ أَحَدُكُمْ إِلا غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوِ الدَّجَّالُ، وَالدَّجَّالُ شَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوِ السَّاعَةُ، وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ".

لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مُحَمَّدِ بن عَجْلانَ إِلا مَعْمَرٌ، وَلا عَنْ مَعْمَرٍ، إِلا إِبْرَاهِيمُ بن أَعْيَنَ، وَلا عَنْ إِبْرَاهِيمَ، إِلا إِسْرَائِيلُ، وَلا عَنْ إِسْرَائِيلَ، إِلا إِبْرَاهِيمُ بن الْمُخْتَارِ، تَفَرَّدَ بِهِ: مُحَمَّدُ بن حُمَيْدٍ" وفي سنده ضعف .

 

وفي "مسند الشهاب" القضاعي (769):

وأنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْبَرَكَاتِ الْعَرَبِيُّ بِمِصْرَ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ، أنا أَبُو عُثْمَانَ، سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْحَلَبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي سَكِينَةَ، نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :

"مَا يَنْتَظِرُ أَحَدُكُمْ إِلَّا غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ هَرَمًا مُفْلِجًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوِ الدَّجَّالَ، فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ أَوِ السَّاعَةَ، فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ".

قلت: يحيى بن عبيد الله التيمى واهٍ فلا يحتجُّ به.

وقال العقيلي- بعد أن ذكر حديث محرر- :

"وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ، بِغَيْرِ هَذَا الْإِسْنَادِ مِنْ طَرِيقٍ أَصْلَحَ مِنْ هَذَا." [انظر: "الضعفاء الكبير" (4/ 230)]

قلت : فالصوابُ أنه حسنٌ لغيره كما قال الترمذي .

 

قال الشيخ عبد القادر الأرنؤوط في "جامع الأصول" (11/ 14):

"رواه الترمذي رقم (2308) في الزهد، باب: ما جاء في ذكر الموت، والنسائي (4/ 4) في الجنائز، باب: كثرة ذكر الموت، وهو حديث صحيح لشواهده الكثيرة." اهـ

 

من فوائد الحديث :

 

وقال الحافظ أحمد بن علي، المعروف بـ"ابْنِ حجر العسقلاني" (المتوفى:  852 هـ) _رحمه الله_ في "التلخيص الحبير" – ط. العلمية (3/ 265)

"وفيه: دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ لِلْغِنَى وَالْفَقْرِ طَرَفَيْنِ مَذْمُومَيْنِ، وَبِهَذَا تَجْتَمِعُ الْأَخْبَارُ فِي هَذَا الْمَعْنَى." اهـ

 

وقال فيصل بن عبد العزيز بن فيصل ابن حمد المبارك الحريملي النجدي (المتوفى: 1376 هـ) _رحمه الله_ في "تطريز رياض الصالحين" (ص: 86):

"في هذه الحديث: الحث على المبادرة بالأعمال الصالحة قبل الموانع الطارئة." اهـ

 

وقال فيصل بن عبد العزيز بن فيصل ابن حمد المبارك الحريملي النجدي (المتوفى: 1376 هـ) _رحمه الله_ في "تطريز رياض الصالحين" (ص: 385):

"في الحديث: الأمر بالمسارعة إلى الأعمال الصالحة، قبل حصول واحدة من هذه النوازل التي تذهل الإِنسان من التوجُّه إلى العبادات." اهـ

 

وقال محمد بن أبي إسحاق البخاري الحنفي، المعروف بـ"أبي بكر الكلاباذي" (المتوفى: 380 هـ) _رحمه الله_ في "بحر الفوائد" (ص: 382):

"فَإِذَا كَانَ الْفَقْرُ لِبَعْضِ النَّاسِ مُنْسِيًا، صَرَفَ الْحَقُّ عَمَّنْ عَرَفَ ذَلِكَ مِنْهُ الْفَقْرَ؛ لِأَنَّهُ لَا يُحِبُّ أَنْ يَنْسَاهُ حَبِيبُهُ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى غَيْرِهِ قَرِيبُهُ،

وَكَذَلِكَ مَنْ عَلِمَ أَنْ لَا يُصْلِحَ إِيمَانَهُ إِلَّا الْفَقْرُ أَفْقَرَهُ؛ لِأَنَّهُ _تَعَالَى_ يَعْلَمُ أَنَّ الْغِنَى يُطْغِيهِ، وَأَنَّ الْفَقْرَ لَا يُنْسِيهِ بَلْ يَشْغَلُ لِسَانَهُ بِذِكْرِهِ، وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، وَقَلْبَهُ بِالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ، وَالِالْتِجَاءِ إِلَيْهِ." اهـ

 

وقال محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفورى (المتوفى: 1353هـ) _رحمه الله_ في "تحفة الأحوذي" (6/ 488):

"أَكْثَرُ مَرَارَةً مِنْ جَمِيعِ مَا يُكَابِدُهُ الْإِنْسَانُ فِي الدُّنْيَا مِنَ الشَّدَائِدِ لِمَنْ غَفَلَ عَنْ أَمْرِهَا، وَلَمْ يَعُدَّ لَهَا قَبْلَ حُلُولِهَا.

وَالْقَصْدُ: الْحَثُّ عَلَى الْبِدَارِ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ قَبْلَ حُلُولِ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ وَأُخِذَ مِنْهُ نَدْبُ تَعْجِيلِ الْحَجِّ." اهـ[2]

 

وقال عبد الرؤوف بن تاج العارفين الحدادي القاهري، الشهير بـ"الْمُنَاوِيّ" (المتوفى: 1031هـ) _رحمه الله في "فيض القدير" (3/ 195):

"قال العلائي:

"مقصود هذه الأخبار: الحث على البداءة بالأعمال قبل حلول الآجال واغتنام الأوقات قبل هجوم الآفات،

وقد كان _صلى الله عليه وسلم_ من المحافظة على ذلك بالمحل الأسمى، والحظ الأوفى، قام في رضا الله حتى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ." اهـ

 

وقال محمَّدُ بنُ عبدِ اللطيف الرُّوميُّ الكَرمانيّ، المشهور بـ"ابن المَلَك الحنفيِّ" (المتوفى: 854 هـ) _رحمه الله_ في "شرح المصابيح" (5/ 393):

"خرج هذا الكلامُ مخرجَ التوبيخ على تقصير المكلَّفين في أمر دينهم؛ أي: (متى تعبدون ربَّكم؟ فإنكم إن لم تعبدوه مع قلة الشواغل وقوة البدن، فكيف تعبدونه مع كثرة الشواغل وتخاذُل القوى؟ لعل أحدَكم ما ينتظر إلا غنًى مُطغِيًا أطغاه المالُ، جعلَه طاغيًا)؛ أي: مجاوزًا للحدِّ من البَطَر والغرور به." اهـ

 

وقال الحسين بن عبد الله، المشهور بـ"شَرَفِ الدينِ الطِّيْبِيِّ" (743 هـ) _رحمه الله_ في "شرح المشكاة" المسمى بـ"الكاشف عن حقائق السنن" (10/ 3283) :

"فالسعيد من انتهز الفرصة، واغتنم المكنة، واستغل بأداء مفترضه ومسنونه قبل حلول مرضه." اهـ

 

وقال محمد بن إسماعيل الحسني، الكحلاني، المعروف بـ"الأمير الصنعاني" (المتوفى: 1182هـ) _رحمه الله_ في "التنوير شرح الجامع الصغير" (4/ 529):

"وفيه: أن خِيَارَ الناسِ أوْسَطُهُمْ حَالاً الذي لم يُنْسِهِ فَقْرُه، ولا أطْغَاهُ غِنَاهُ." اهـ

 

وقال علي بن سلطان، أبو الحسن نور الدين الملا الهروي القاري (المتوفى : 1014 هـ) _رحمه الله_ في "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (8/ 3240):

"فَالْمَعْنَى: أَنَّ الرَّجُلَ فِي الدُّنْيَا يَنْتَظِرُ إِحْدَى الْحَالَاتِ الْمَذْكُورَةِ. فَالسَّعِيدُ مَنِ انْتَهَزَ الْفُرْصَةَ، وَاغْتَنَمَ الْمُكْنَةَ، وَاشْتَغَلَ بِأَدَاءِ مُفْتَرَضِهِ وَمَسْنُونِهِ قَبْلَ حُلُولِ رَمْسِهِ، وَهَذِهِ مَوْعِظَةٌ بَلِيغَةٌ وَتَذْكِرَةٌ بَالِغَةٌ." اهـ

 

وقال محمد علي بن محمد بن علان بن إبراهيم البكري الصديقي الشافعي (المتوفى: 1057هـ) _رحمه الله_ في "دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين"

 (5/ 15):

"فَهُوَ [يعني: الدجالَ] شَرُّ غَائِبٍ (يُنْتَظَرُ) لما يُمْتَحَنُ بِهِ الْعِبَادُ، فَلاَ يَكَادُوْنَ يَنْجُوْنَ مِنْ فِتْنَتِهِ، إلاَّ مَنْ عَصَمَ اللهُ، فَكَيْفَ التَّمَكُّنُ مِنْ صَالِحِ الْعَمَلِ؟" اهـ

 

وقال محمد علي بن محمد بن علان بن إبراهيم البكري الصديقي الشافعي (المتوفى: 1057هـ) _رحمه الله_ في "دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين" (5/ 15):

"وحاصله: أن الصحيحَ البَدَنِ ذَا الكفاف المقصِّرَ في العبادات، المفرّط في تعمير الوقت بصالح العمل مغبونٌ في أَمْرِهِ نَدْمَانُ في صَفْقَتِهِ كما قال «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ» [خ][3]." اهـ

 

وقال الشيخ محمد بن صالح بن محمد العثيمين (المتوفى: 1421 هـ) _رحمه الله_ في "شرح رياض الصالحين" (2/ 41):

"ونحن نشاهد أن الغنى يكون سبباً للفساد والعياذ بالله، تجد الإنسان في حال فقره مخبتاً إلى الله، منيباً إليه، منكسر النفس، ليس عنده طغيان، فإذا أمده الله بالمال؛ استكبر ـ والعياذ بالله ـ وأطغاه غناه." اهـ

 

وقال الشيخ محمد بن صالح بن محمد العثيمين (المتوفى: 1421 هـ) _رحمه الله_ في "شرح رياض الصالحين" (2/ 41_42):

"فالفقر يُنْسِيْ الإنسانَ مصالحَ كثيرةً؛ لأنه يشتغل بطلب الرزق عن أشياء كثيرة تهمه، وهذا شيء مشاهد؛ ولهذا يُخْشَى على الإنسان من هذين الحالين: إما الغنى المطغي؛ أو الفقر المنسي.

فإذا مَنَّ الله على العبد بغِنًى لا يُطْغِيْ، وبِفَقْرٍ لا يُنْسِيْ، وكانت حاله وسطاً، وعبادته مستقيمة، وأحواله قويمة، فهذه هي سعادة الدنيا.

وليست سعادة الدنيا بكثرة المال؛ لأنه قد يطغي؛ ولهذا تأمل قوله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل: 97) ، لم يقل: من عمل عملاً صالحاً من ذكر أو أنثى فلنوسعن عليه المال ولنعطينه المال الكثير، قال: (فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) ؛ إما بكثرة المال أو بقلة المال، ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن الله في الحديث القدسي:

(إِنَّ مِنْ عِبَادِيْ من لَوْ أَغْنَيْتُهُ، لأَفْسَدَهُ الْغِنَى، وإِنَّ مِنْ عِبَادِيْ مَنْ لَوْ أَفْقَرْتُهُ، لَأَفْسَدَهُ____الْفَقْرُ).

وهذا هو الواقع، من الناس من يكون الفقر خيراً له، ومن الناس من يكون الغنى خيراً له، ولكن الرسول _عليه الصلاة والسلام_ حذر من غنى مطغٍ، وفقر منسٍ." اهـ

 

الحديث القدسي الذي أورده الشيخ العثيمين _رحمه الله_:

* أخرجه الأولياء لابن أبي الدنيا (ص: 9) (رقم: 1)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (1/ 192) (رقم: 609) مُخْتَصَرًا دون محل الشاهد، والكلاباذي في "بحر الفوائد" – ط. العلمية (ص: 377)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء وطبقات الأصفياء" (8/ 318)، و القضاعي في "مسند الشهاب" (2/ 327) (رقم: 1456) مختصرا دون محل الشاهد، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 307) (رقم: 231)، والشجري كما في "ترتيب الأمالي الخميسية" (2/ 280) (رقم: 2446)، وقوَّامُ السنة أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1/ 164) (رقم: 205)، والبغوي في "شرح السنة" (5/ 21) (رقم: 1249)، وفي "معالم التنزيل" – ط. إحياء التراث (4/ 147) (رقم: 1877)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (7/ 95_96 و 74/ 21) (رقم الترجمة: 474 و 10058)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية في الأحاديث الواهية" (1/ 31) (رقم: 27)، وابو شجاع الديلمي في "الفردوس بمأثور الخطاب" (5/ 250) (رقم: 8100)، والضياء المقدسي في "المنتقى من مسموعات مرو" - مخطوط (ن) (ص: 243) (رقم: 421)، وابن المبرد الحنبلي في "صب الخمول" (ص: 105) عن أنس بن مالك الأنصاري _رضي الله عنه_.

ضعيف جدا: صرح بذلك الألباني _رحمه الله_ في "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة" (4/ 256) (رقم: 1775)، وفي "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (4/ 188) تحت الحديث (رقم: 1640)زيادة فائدة، وضعفه تضعيفا شديدا مشهور حسن سلمان في تعليقه على "السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم" للسخاوي (ص: 148).

* وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" – ت. بشار (6/ 503) (1899)، وابن الجوزي في العلل المتناهية في الأحاديث الواهية (1/ 31) (رقم: 26)، وأبو شجاع الديلمي في "الفردوس بمأثور الخطاب" (5/ 250) (رقم: 8098) عن عمر بن الخطاب _رضي الله عنه_،

ضعيف: صعفه الألباني _رحمه الله_ في "ضعيف الجامع الصغير وزيادته" (ص: 13) (رقم: 75)، و"سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة" (4/ 255) (رقم: 1774)،

* والطبراني في "المعجم الكبير" (12/ 145) (رقم: 12719):

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ كَثِيرٍ التَّمَّارُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْجُنَيْدِ، ثنا عِيَاضُ بْنُ سَعِيدٍ الثُّمَالِيُّ، عَنْ عِيسَى بْنِ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ هِنْدَ الْجَمَلِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ _رضي الله عنهما_ مرفوعا.

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد ومنبع الفوائد" (10/ 270) (رقم: 17953): "رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ جَمَاعَةٌ لَمْ أَعْرِفْهُمْ." اهـ

ضعيف جدا: صرح به الألباني في "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة" (11/ 661) (رقم: 5396)، وقال:

"وهذا إسناد ضعيف جداً مظلم؛ فإن ما بين ابن عباس والشيخ التمار؛ لم أجد لهم ترجمة،... قلت: الشيخ التمار متروك الحديث؛ كما قال الأزدي والدارقطني. وقال ابن حبان: "أدخلت عليه نسخة مقلوبة". اهـ

 

وقال الشيخ محمد بن صالح بن محمد العثيمين (المتوفى: 1421 هـ) _رحمه الله_ في "شرح رياض الصالحين" (2/ 42):

"المرض يفسد على الإنسان أحواله، فالإنسان ما دام في صحة؛ تجد منشرح الصدر، واسع البال، مستأنساً، لكنه إذا أصيب بالمرض انتكب، وضاقت عليه الأرض، وصار همه نفسه، فتجده بمرضه تفسد عليه أمور كثيرة، لا يستأنس مع الناس، ولا ينبسط إلى أهله؛ لأنه مريض ومتعب في نفسه. فالمرض يفسد على الإنسان أحواله، والإنسان ليس دائماً يكون في صحة، فالمرض ينتظره كل لحظة. كم من إنسان أصبح نشيطاً صحيحاً وأمسى ضعيفاً مريضاً، بالعكس؛ أمسى صحيحاً نشيطاً، وأصبح مريضاً ضعيفاً. فالإنسان يجب عليه أن يبادر إلى الأعمال الصالحة؛ حذراً من الأمور.

 

وقال الشيخ محمد بن صالح بن محمد العثيمين (المتوفى: 1421 هـ) _رحمه الله_ في "شرح رياض الصالحين" (2/ 42_43)

"فالإنسان إذا كبر وطالت به الحياة، فإنه ـ كما قال الله عز وجل {يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ} [النحل: 70]،

أي: إلى أسوئه وآرائه، فتجد هذا الرجل الذي عهدته من أعقل الرجال، يرجع حتى يكون مثل الصبيان، بل هو أردأ من الصبيان؛ لأن الصبي لم يكن قد عقل، فلا يدري عن شيء، لكن هذا قد عقل وفهم الأشياء، ثم رد إلى أرذل العمر، فيكون هذا أشد عليه؛

ولذلك نجد أن الذين يردون إلى أرذل العمر ـ من كبار____السن ـ يؤذون أهليهم أشد من إيذاء الصبيان؛ لأنهم كانوا قد عقلوا، وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من أن يرد إلى أرذل العمر.

نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من الرد إلى أرذل العمر؛ لأن الإنسان إذا رد إلى أرذل العمر؛ تعب وأتعب غيره، حتى إن أخص الناس به يتمنى أن يموت؛ لأنه آذاه وأتعبه، وإذا لم يتمن بلسان المقال؛ فربما يتمنى بلسان الحال.

 

وقال الشيخ محمد بن صالح بن محمد العثيمين (المتوفى: 1421 هـ) _رحمه الله_ في "شرح رياض الصالحين" (2/ 43)

والموت لا ينذر الإنسان قد يموت الإنسان بدون إنذار، قد يموت على فراشه نائماً، وقد يموت على كرسيه عاملاً، وقد يموت في طريقه ماشياً،

وإذا مات الإنسان انقطع عمله، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو لد صالح يدعو له) [م]،

فبادر بالعمل قبل الموت المجهز، الذي يجهزك ولا يمهلك." اهـ

 

وقال الشيخ محمد بن صالح بن محمد العثيمين (المتوفى: 1421 هـ) _رحمه الله_ في "شرح رياض الصالحين" (2/ 43_44):

"وهو رجل يبعثه الله ـ سبحانه وتعالى ـ في آخر الزمان، يصل إلى دعوى الربوبية، يدعي أنه رب، فيمكث في فتنته____

هذه أربعين يوماً؛ يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كأسبوع؛ يعني كجمعة. وسائر أيامه كالأيام المعتادة، لكن يعطيه الله ـ عز وجل ـ من القدرات ما لم يعط غيره، حتى إنه يأمر السماء فتمطر، ويأمر الأرض فتنبت، ويأمر الأرض فتجدب، والسماء فتقحط: تمنع المطر، ومعه جنة ونار، لكنها مموهة؛ جنته نار، وناره جنة." اهـ

 

وقال الشيخ محمد بن صالح بن محمد العثيمين (المتوفى: 1421 هـ) _رحمه الله_ في "شرح رياض الصالحين" (2/ 45):

"هذا الرجل أعور العين، كأن عينه عنبة طافية، مكتوب بين عينيه (كافر) كاف. فاء. راء. يقرؤه كل مؤمن؛ الكاتب وغير الكاتب، ولا يقرؤه المنافق ولا الكافر ـ ولو كان قارئاً كاتباً ـ وهذا من آيات الله.

هذا الرجل يرسل الله عليه عيسى ابن مريم عليه الصلاة السلام، فينزل من السماء فيقتله. كما جاء في بعض الأحاديث بباب لدّ في فلسطين حتى يقضي عليه.

فالحاصل: أن الدجال شر غائب ينتظر؛ لأن فتنته عظيمة؛ ولهذا نحن في صلاتنا ـ في كل صلاة ـ نقول: أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال. خصمها، لأنها أعظم فتنة تكون في حياة الإنسان." اهـ

 

وقال الشيخ محمد بن صالح بن محمد العثيمين (المتوفى: 1421 هـ) _رحمه الله_ في "شرح رياض الصالحين" (3/ 468)

ولهذا أُمرنا أن نستعيذ بالله منه في كل صلاة، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((إذا تشهد أحدكم التشهد الأخير فليقل: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال)) [م]

 

ورد في "صحيح مسلم" (رقم : 588):

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_:

"إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْ أَرْبَعٍ يَقُولُ: (اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ)."

 

وقال الشيخ محمد بن صالح بن محمد العثيمين (المتوفى: 1421 هـ) _رحمه الله_ في "شرح رياض الصالحين" (2/ 45):

"فهذه سبع حذر منها النبي عليه الصلاة والسلام، وأمرنا أن نبادر بالأعمال هذه السبع، فبادر يا أخي المسلم بأعمالك الصالحة قبل أن يفوتك الأوان، فأنت الآن في نشاط، وفي قوة، وفي قدرة، لكن قد يأتي عليك زمان لا تستطيع ولا تقدر على العمل الصالح، فبادر وعود نفسك،

وأنت إذا عودت نفسك العمل الصالح إعتادته، وسهل علينا وانقادت له، وإذا عودت نفسك الكسل والإهمال؛ عجِزت عن القيام بالعمل الصالح، نسأل الله أن يعينني وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته.

 

شرح السنة للبغوي (14/ 225)

بَابُ مَثَلِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ

 

وفي "حفظ العمر" لابن الجوزي (ص: 31):

"الْبَابُ الأَوَّلُ: فِي بَيَانِ شَرَفِ الْعُمْرِ وَالْحَثِّ عَلَى اغْتِنَامِهِ فِي الْخَيْرِ." اهـ

 

الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (4/ 235)

الترغيب في ذكر الموت، وقصر الأمل، والمبادرة بالعمل، وفضل طول العمر لمن حسن عمله، والنهي عن تمني الموت." اهـ

 

وقال عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن السلمان (المتوفى: 1422 هـ) _رحمه الله_ في "موارد الظمآن لدروس الزمان" (3/ 257):

"اِعلم أيها الأخ الحريص على حفظ وقته عن الضياع أنه إن قلت أشغالك وقلت عوائقك ثم قعدت عن الجد والاجتهاد فيما يقربك إلى الله من أنواع الطاعات أن هذا هو الخذلان أعاذنا الله منه.

ففراغ القلب من الأشغال نعمة عظيمة لمن وفقه الله اغتنامَها، فصرفها في الباقيات الصالحات. والويل لمن كفر هذه النعمةَ بان فتح على نفسه باب الهوى وانجر في قياد الشهوات." اهـ

 

وفي "مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار" (1/ 87) للسلمان:

"وقال ابن القيم _رحمه الله_:

"وعمارة الوقت الاشتغال في جميع آنائه بما يقرب إلى الله تعالى أو يعين على ذلك من مأكل ومشرب أو منكح أو منام أو راحة،

فإن متى أخذها بنية القوة على ما يحبه الله وتجنب ما يسخطه كانت من عمارة الوقت، وإنْ كان له فيها أتم لذة فلا تحسب عمارة الوقت بهجر اللذات والطيبات المباحة.

قال بعض العلماء أغلق باب التوفيق عن الخلق من ستة أشياء.

انشغالهم بالنعمة عن شكرها.

ورغبتهم في العلم وتركهم العمل.

وإقبال الآخرة وهم معرضون عنها.

والاغترار بصحبة الصالحين وترك الاقتداء بفعالهم.

وإدبار الدنيا عنهم وهم يتبعونها.

والمسارعة إلى المعاصي والذنوب وتأخير التوبة.

 

قال ابن القيم _رحمه الله_ في "مدارج السالكين" (2/ 20):

وَعِمَارَةُ الْوَقْتِ: الِاشْتِغَالُ فِي جَمِيعِ آنَائِهِ بِمَا يُقَرِّبُ إِلَى اللَّهِ، أَوْ يُعِينُ عَلَى ذَلِكَ مِنْ مَأْكَلٍ أَوْ مُشْرَبٍ، أَوْ مَنْكَحٍ، أَوْ مَنَامٍ، أَوْ رَاحَةٍ.

فَإِنَّهُ مَتَى أَخَذَهَا بِنِيَّةِ الْقُوَّةِ عَلَى مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ، وَتَجَنَّبَ مَا يُسْخِطُهُ، كَانَتْ مِنْ عِمَارَةِ الْوَقْتِ، وَإِنْ كَانَ لَهُ فِيهَا أَتَمُّ لَذَّةٍ. فَلَا تُحْسَبُ عِمَارَةُ الْوَقْتِ بِهَجْرِ اللَّذَّاتِ وَالطَّيِّبَاتِ." اهـ

 

قال ابن القيم _رحمه الله_ في "الفوائد" (ص: 177):

"قَالَ شَقِيق بن إِبْرَاهِيم:

أغلق بَاب التَّوْفِيق عَن الْخلق من سِتَّة أَشْيَاء:

* اشتغالهم بِالنعْمَةِ عَن شكرها،

* ورغبتهم فِي الْعلم وتركهم الْعَمَل،

* والمسارعة إِلَى الذَّنب وَتَأْخِير التَّوْبَة،

* والاغترار بِصُحْبَة الصَّالِحين وَترك الِاقْتِدَاء بفعالهم،

* وإدبار الدُّنْيَا عَنْهُم وهم يتبعونها،

* وإقبال الْآخِرَة عَلَيْهِم وهم معرضون عَنْهَا." اهـ

 



[1] وفي "موسوعة أقوال أبي الحسن الدارقطني في رجال الحديث وعلله" (2/ 542): محرر (ويقال: محرز) بن هارون بن عبد اللهِ بن محرر بن الهدير التيمي، القُرَشِيّ.

[2] قاله أيضا المناوي _رحمه الله_ في التيسير بشرح الجامع الصغير (1/ 430) : ((وَالْقَصْد الْحَث على البدار بِالْعَمَلِ الصَّالح قبل حُلُول شَيْء من ذَلِك وَأخذ مِنْهُ ندب تَعْجِيل الْحَج)) اهـ

[3] أخرجه البخاري في "صحيحه" (8/ 88) (رقم: 6412)

Komentar

Postingan populer dari blog ini

فضائل عشر ذي الحجة