شرح الحديث 38 من صحيح الترغيب - كتاب السُّنَّةِ 1 - (الترغيب في اتباع الكتاب والسنة)

 

38 - (2) [صحيح] وعن أبي شُرَيح الخزاعيّ قال :

خرج علينا رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال:

" [أبشروا](1)، أليسَ تَشهدون أنْ لا إلهَ إلا اللهُ، وأنِّي رسولُ الله؟ ".

قالوا: بلى. قال:

"إنَّ هذا القرآن [سبب](2) طَرَفُهُ بيدِ الله، وطرفهُ بأيديكم، فتمسَّكوا به؛ فإنَّكم لن تَضلُّوا ولن تَهلِكوا بعده أبداً".

رواه الطبراني في "الكبير" بإسناد جيد (3).

__________

(1) و (2) هاتان الزيادتان مما استدركتُه في هذه الطبعة من "كبير الطبراني"، وقد طبع بعد الطبعات السابقة، ولذلك لم يستدركهما المعلقون الثلاثة، لأنهم مجرد مقلدة نقلة!!

(3) قلت: وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (1/ 286 رقم 122)، وابن نصر في "قيام الليل" (ص 74) بسند صحيح، وعندهما الزيادتان.

 

ترجمة صحابي الحديث:

 

قال المزي في تهذيب الكمال  :

( خ م د ت س ق ) : أبو شُرَيْحٍ الخُزَاعِيُّ العدوي الكعبي ، له صحبة .

قيل: اسمه خويلد ابن عمرو، وقيل: عبد الرحمن بن عمرو، وقيل: عمرو بن خويلد،

والمشهور: خويلد بن عمرو بن صخر بن عبد العُزى بن معاوية بن الْمُحْتَرِشِ بْنِ عَمْرٍو بْن زِمَّان بْنِ عدي بن عمرو بن ربيعة : إخوة بني كعب بن عمرو بن ربيعة .

أسلم يوم فتح مكة، و كان يحمل أحد أَلْوِيَةِ بَنِيْ كَعْبٍ الثلاثةِ يَوْمَئِذٍ . اهـ .

 

قال الحافظ في تهذيب التهذيب 12 / 126 :

"تتمة كلامه (أي: ابن سعد) فى طبقة الخندقيين : أسلم قبل الفتح." اهـ

 

الاستيعاب في معرفة الأصحاب (4/ 1689) لابن عبد البر:

"وَقَالَ مصعب: سمعت الْوَاقِدِيّ يقول:

"كَانَ أَبُو شريح الخزاعي من عقلاء أهل المدينة، فكان يقول:

* إذا رأيتموني أبلغ من أنكحته أَوْ نكحت إليه إِلَى السلطان فاعلموا أني مجنون فاكووني،

* وإذا رأيتموني أمنع جاري أن يضع خشبته فِي حائطي، فاعلموا أني مجنون فاكووني،

* ومن وجد لأبي شريح سمنًا أَوْ لبنًا أَوْ جداية، فهو له حل، فليأكله ويشربه." اهـ

 

وفاته:

 

وفي معجم الصحابة للبغوي (2/ 244):

"خويلد بن عمرو أبو شريح الخزاعي، سكن مكة." اهـ

 

معرفة الصحابة لأبي نعيم (2/ 960):

"كَانَ يَنْزِلُ الْمَدِينَةَ، وَبِهَا مَاتَ." اهـ

 

قال الحافظ في تهذيب التهذيب 12 / 126 :

وقال العسكرى : توفى سنة ثمان و ستين ، وقيل : سنة ثمان و خمسين . انتهى .

و الأول أصح ، لأنه تاريخ عمرو بن سعيد بن العاص و هو يبعث البعوث إلى مكة لقتال ابن الزبير ، و كان ذلك فى خلافة يزيد بن معاوية بعد سنة ستين . اهـ .

 

قال محمد بن سعد : مات بالمدينة سنة ثمان و ستين (68 هـ)،

وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث . روى له الجماعة . اهـ .

 

وقال صفي الدين الخزرجي (المتوفى: بعد 923هـ) في خلاصة تذهيب تهذيب الكمال (ص: 452):

"لَهُ عشرُون حَدِيثا اتفقَا على حديثين وَانْفَرَدَ (خَ م) بِحَدِيث." اهـ

 

تخريج الحديث :

 

أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (6/ 125) (رقم : 30006)، وعبد بن حميد في المنتخب (ص: 175) (رقم : 483)، وابن نصر المروزي كما في "مختصر قيام الليل" (ص: 178)، وابن حبان في "صحيحه" (1/ 329) (رقم : 122)، والطبراني في "المعجم الكبير" (22/ 188) (رقم : 491)، والبغوي في "معجم الصحابة" (5/ 122) (رقم: 2018)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3/ 338 و 391) (رقم : 1792 و 1858)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (4/ 282) (رقم : 2302)، والخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" (1/ 195)، وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة في بيان المحجة" (2/ 176) (رقم: 118).

 

صححه الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها" (2/ 330) (رقم: 713)

 

من فوائد الحديث :

 

صحيح ابن حبان - مخرجا (1/ 329)

ذِكْرُ نَفْيِ الضَّلَالِ عَنِ الْآخِذِ بِالْقُرْآنِ

 

شرح صحيح ابن حبان - الشاملة (6/ 11) للراجحي:

"وهذا حق بلا شك، فإن من تمسك بالقرآن فإنه لا يضل، وأما من أعرض عن كتاب الله وسنة رسوله فهو الضال: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} [طه:123 - 124].

والمراد أيضاً السنة؛ لأن السنة موضحة للقرآن وشارحة له، وهي وحي ثان." اهـ

 

مقالات الألباني (ص 159 - 161):

"فليقرأ المسلمون كتاب ربهم وليتدبروه بقلوبهم يكن عصمة لهم من الزيغ والضلال، قال _صلى الله عليه وآله وسلم_:

«إن هذا القرآن طرفه بيد الله، وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبداً»." اهـ

 

المقدمات الأساسية في علوم القرآن (ص: 462) لعبد الله بن يوسف الجديع:

"وفي هذا بيان أنّ الاعتصام بكتاب الله سبب العصمة من الضّلال، ولا يتمّ ذلك إلّا بالإقبال عليه تعلّما وتدبّرا وعملا." اهـ

 

فيض القدير (7/ 12)

قال الطيبي: مَنْ تَرَكَ العملَ بآية أو بكلمة من القرآن مما يجب العمل به أو تَرَكَ قراءتَهَا من التكبرِ كُفْرٌ،

ومَنْ تَرَكَ عَجْزا أو كَسَلاً أَوْ ضَعْفًا مع اعتقاد تعظيمه، فلا إثم عليه، أي: بترك القراءة، ولكنه محروم، كذا في المرقاة." اهـ

 

فيض القدير (7/ 12)

والقرآن حبل الله المتين، طَرَفُهُ بِيَدِ اللهِ، وطرفُهُ الآخَرُ بِيَدِ الْمُؤْمِنِ. فمن استمسك به، فتعلم، وعمل، وعلَّم مخلصا لله متبعا لهدي كتابه وسنة رسوله _صلى الله عليه وسلم_، لَمْ يَضِلَّ أَبَدًا حتى يلقى الله.

فهذه بشارة من النبي _صلى الله عليه وسلم_ لمن حفظ كتاب الله، وعمل به، نسأل الله أن يجعلنا منهم." اهـ

 

لوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السنية (1/ 200) لمحمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي:

"وكذلك هنا فى الحديث أمر -صلى اللَّه عليه وسلم- عند الإفتراق والإختلاف بالتمسك بسنته وسنة الخلفاء الراشدين من بعده.

والسنة هي الطريقة المسلوكة كما تقدم فيشمل ذلك التمسك بما كان عليه هو وخلفاؤه الراشدون من الإعتقادات والأعمال والأقوال وهذه هي السنة الكاملة. وإن كان كثير من المتأخرين يخص اسم السنة بما يتعلق بالإعتقادات لأنها أصل الدين والمخالف فيها على خطر عظيم." اهـ

 

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)} [آل عمران: 102، 103]

 

تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن (ص: 142)

أمرهم تعالى بما يعينهم على التقوى وهو الاجتماع والاعتصام بدين الله، وكون دعوى المؤمنين واحدة مؤتلفين غير مختلفين، فإن في اجتماع المسلمين على دينهم، وائتلاف قلوبهم يصلح دينهم وتصلح دنياهم وبالاجتماع يتمكنون من كل أمر من الأمور، ويحصل لهم من المصالح التي تتوقف على الائتلاف ما لا يمكن عدها، من التعاون على البر والتقوى، كما أن بالافتراق والتعادي يختل نظامهم وتنقطع روابطهم ويصير كل واحد يعمل ويسعى في شهوة نفسه، ولو أدى إلى الضرر العام." اهـ

 

قال المقريزي في "مختصر قيام الليل وقيام رمضان وكتاب الوتر" (ص: 164):

"بَابُ ثَوَابِ الْقِرَاءَةِ بِاللَّيْلِ". اهـ

 

شعب الإيمان (3/ 338) (رقم: 1792) فصل : في تعلم القرآن

 

شعب الإيمان (3/ 391) (رقم: 1858) فصل في إدمان تلاوة القرآن

 

ومن فوائد الحديث:

 

فيه : الحث على التبشير بالخير

فيه : فضل كلمة التوحيد

فيه أن القرآن صلة وثيقة بين العبد وربه

القرآن سبيل نجاة من الضلال والهلاك في الدنيا وأمان من النار

Komentar

Postingan populer dari blog ini

فضائل عشر ذي الحجة