شرح الحديث 47_48 من باب الوضوء - بلوغ المرام

 

47 - وَعَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ _رضي الله عنه_، قَالَ:

"رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ _صلى الله عليه وسلم_ يَفْصِلُ بَيْنَ الْمَضْمَضَةِ وَالِاسْتِنْشَاقِ" أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ بِإِسْنَادٍ ضَعِيْفٍ

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه أبو داود في "سننه" (1/ 34) (رقم: 139):

حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ لَيْثًا، يَذْكُرُ عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ:

«دَخَلْتُ - يَعْنِي - عَلَى النَّبِيِّ _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، وَالْمَاءُ يَسِيلُ مِنْ وَجْهِهِ وَلِحْيَتِهِ عَلَى صَدْرِهِ، فَرَأَيْتُهُ يَفْصِلُ بَيْنَ الْمَضْمَضَةِ وَالِاسْتِنْشَاقِ»

 

رواة الحديث:

 

* حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ بْنِ الْمُبَارَكِ السامي الباهلي، أبو علي (ويقال: أبو العباس)، البصري، من كبار الآخذين عن تبع الأتباع،  توفي سنة 244 هـ، روى له:  م د ت س ق، وقال ابن حجر:  صدوق

 

* معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي، أبو محمد البصري، يلقب "الطفيل" (مولى بني مرة، ولم يكن من بنى تيم، و إنما نزل فيهم، ولد سنة  106 هـ، من صغار أتباع التابعين، توفي سنة 187 هـ بـ البصرة، روى له:  خ م د ت س ق، وقال ابن حجر:  "ثقة."

 

* الليث بن أبى سليم (أيمن أو أنس أو زيادة أو عيسى) بن زنيم القرشي، أبو بكر الكوفي، من الذين عاصروا صغار التابعين، توفي سنة  148 هـ، روى له:  خت م د ت س ق، وقال ابن حجر: "صدوق اختلط جدا، ولم يتميز حديثه فترك." اهـ

 

* طلحة بن مُصَرِّفِ بن عمرو بن كعب الهمداني اليامي، أبو محمد الكوفي، من صغار التابعين، توفي سنة  112 هـ، روى له:  خ م د ت س ق، وقال ابن حجر: "ثقة قارئٌ فاضل."

 

* مُصَرِّفُ بْنُ عمْرٍو بْنِ كَعْبٍ (ويقال: مصرف بن كعب بن عمرو)، اليامي، الكوفي، من الطبقة التي تلي الوسطى من التابعين، روى له:  د، وقال ابن حجر: "مجهول."

 

* كعب بن عمرو (ويقال: عمرو بن كعب بن حُجَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْيَامِيُّ، صحابي، روى له: د

 

علة الحديث:

 

فيه ليث بن أبي سليم (ضعيف)، ومصرف بن كعب (مجهول).

 

وقال الحافظ في "التلخيص الحبير" – ط. العلمية (1/ 261):

"وَفِيهِ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَقْلِبُ الْأَسَانِيدَ وَيَرْفَعُ الْمَرَاسِيلَ وَيَأْتِي عَنْ الثِّقَاتِ بِمَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِمْ تَرَكَهُ يَحْيَى بْنُ الْقَطَّانِ وَابْنُ مَهْدِيٍّ وَابْنُ مَعِينٍ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [كتاب المجروحين (2/ 231)]

وَقَالَ النَّوَوِيُّ فِي تَهْذِيبِ الْأَسْمَاءِ: "اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى ضَعْفِهِ." [تهذيب الأسماء واللغات (2/ 75) (رقم: 537)]

وَلِلْحَدِيثِ عِلَّةٌ أُخْرَى ذَكَرَهَا أَبُو دَاوُد عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: "كَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ يُنْكِرُهُ وَيَقُولُ: أَيْشٌ هَذَا؟ طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ3."

وَكَذَلِكَ حَكَى عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ، وَزَادَ: وَسَأَلْت عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ عَنْ اسْمِ جَدِّهِ، فَقَالَ: (عَمْرُو بْنُ كَعْبٍ أَوْ كَعْبُ بْنُ عَمْرٍو وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ).

وَقَالَ الدُّوْرِيُّ عَنْ ابْنِ مَعِينٍ: (الْمُحَدِّثُونَ يَقُولُونَ: "إنَّ جَدَّ طَلْحَةَ رَأَى النَّبِيَّ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_". وَأَهْلُ بَيْتِهِ يَقُولُونَ: "لَيْسَتْ لَهُ صُحْبَةٌ." [ينظر: "تاريخ ابن معين" - رواية الدوري (2/278- 279)]

وَقَالَ الْخَلَّالُ عَنْ أَبِي دَاوُد: سَمِعْت رَجُلًا مِنْ وَلَدِ طَلْحَةَ يَقُولُ إنَّ لِجَدِّهِ صُحْبَةً.

وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ إنَّ لِجَدِّهِ صُحْبَةً.

وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي الْعِلَلِ: سَأَلْت أَبِي عَنْهُ، فَلَمْ يُثْبِتْهُ. وَقَالَ: طَلْحَةُ هَذَا يُقَالُ إنَّهُ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ قَالَ وَلَوْ كَانَ طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ لَمْ يَخْتَلِفْ فِيهِ. [ينظر "العلل لابن أبي حاتم" (1/52)]

وَقَالَ ابْنُ الْقَطَّانِ: (عِلَّةُ الْخَبَرِ عِنْدِي الْجَهْلُ بِحَالِ مُصَرِّفِ بْنِ عَمْرٍو وَالِدِ طَلْحَة) [انظر: بيان الوهم والإيهام (3/ 318)]." اهـ

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه أبو داود في "سننه" (1/ 34) (رقم: 139)، المعجم الكبير للطبراني (19/ 181) (رقم: 410)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/ 85) (رقم: 234)، وفي "معرفة السنن والآثار" (1/ 271) (رقم: 607)،

 

والحديث ضعيف: ضعف الألباني في "ضعيف أبي داود" - الأم (1/ 44_46) (رقم: 18)، وقال:

"والحديث أخرجه البيهقي من طريق المؤلف، وضعفه.

ولم تجد لهذا الحديث شاهداً يقويه، بل ثبت عند المصنف ما يخالفه من حديث عليِّ _رضي الله عنه_ في صفة وضوء النبي _عليه الصلاة والسلام_ بلفظ:

(ثم تمضمض واستنثر ثلاثاً، " فمضمض ونثر من الكف الذي يأخذ فيه ...") الحديث.

وإسناده صحيح؛ انظر (رقم 100) من الكتاب الأخر.___

وصح مثله من حديث عبد الله بن زيد في " الصحيحين " وغيرهما، وهو في الكتاب المذكور (رقم 110) ، ومن حديث ابن عباس رقم (126) .

ولذلك قال النووي (1/360):

"فهذه أحاديث صحاح في الجمع. وأما الفصل؛ فلم يثبت فيه حديث أصلاً، وإنما جاء فيه حديث طلحةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، وهو ضعيف كما سبق."

لكن قال الحافظ في " التلخيص " (1/400) :

" قلت: روى أبو علي بن السكن في " صحاحه " من طريق أبي وائل شقيق ابن سلمة قال: شهدت علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان توضآ ثلاثاً ثلاثاً وأفردا المضمضة من الاستنشاق، ثم قالا: هكذا رأينا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأً. فهذا صريح في الفصل."

ثم وجدته في " المختارة " (1/126) من طريق ابن ثوبان عن عبْدة بن أبي لُبابة

عن شقيق عن عثمان- وحده-.

قلت: لكني أشك في ثبوت ذكر المضمضة والاستنشاق في هذا الحديث!

فقد أخرجه ابن ماجه (1/161)، والطحاوي (1/17) من طريق ابن ثوبان عن

عبدة بن أبي لبابة عن شقيق بن سلمة قال:

"رأيت عثمان وعلياً يتوضان ثلاتاً ثلاثاً، ويقولان: هكذا كان وضوء رسول الله _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_."

وإسناده حسن؛ وابن ثوبان: هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وهو حسن الحديث إذا لم يخالف.

وهو عند الحاكم والدارقطني والبيهقي من طريق أخرى عن شقيق بن سلمة عن عثمان وحده؛ بلفظ:___"فمضمض واستنشق ثلاثاً ..." الحديثَ،

ليس فيه التفصيل المذكور عند أبي علي. وأصله عند المصنف في الكتاب الأخر (رقم 98) بإسناد حسن. والله تعالى أعلم." اهـ كلام الألباني _رحمه الله_.

 

 

 

48 - وَعَنْ عَلِيٍّ _رضي الله عنه_ فِي صِفَةِ الْوُضُوءِ:

"ثُمَّ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ ثَلَاثًا، يُمَضْمِضُ وَيَنْثُرُ مِنَ الْكَفِّ الَّذِي يَأْخُذُ مِنْهُ الْمَاءَ" أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ

 

الحاوي الكبير (1/ 106)

أَمَّا الْمَضْمَضَةُ فَهِيَ إِدْخَالُ الْمَاءِ إِلَى مُقَدَّمِ الْفَمِ، وَالْمُبَالَغَةُ فِيهَا إِدَارَتُهُ فِي جَمِيعِ الْفَمِ، وَالِاسْتِنْشَاقُ فَهُوَ إِدْخَالُ الْمَاءِ مُقَدَّمَ الْأَنْفِ، وَالْمُبَالَغَةُ فِيهِ إِيصَالُهُ إِلَى خَيْشُومِ الْأَنْفِ،

وَالْمُبَالَغَةُ فِيهِمَا سُنَّةٌ زَائِدَةٌ عَلَيْهِمَا إلا أن يكون صائما فيبالغ في المضمضمة وَلَا يُبَالِغُ فِي الِاسْتِنْشَاقِ لِقَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لِلَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ:

"أَسْبِغِ الْوُضُوءَ وَخَلِّلْ بَيْنَ الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صَائِمًا." اهـ

 

سنن الدارمي (1/ 549) (رقم: 728):

عن عَبْد خَيْرٍ، قَالَ:

دَخَلَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، الرَّحَبَةِ بَعْدَمَا صَلَّى الْفَجْرَ قَالَ: فَجَلَسَ فِي الرَّحَبَةَ ثُمَّ قَالَ لِغُلَامٍ لَهُ: «ائْتِنِي بِطَهُورٍ» قَالَ: فَأَتَاهُ الْغُلَامُ بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ وَطَسْتٍ.

قَالَ عَبْدُ خَيْرٍ: وَنَحْنُ جُلُوسٌ نَنْظُرُ إِلَيْهِ فَأَدْخَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى فَمَلَأَ فَمَهُ، فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، وَنَثَرَ بِيَدِهِ الْيُسْرَى، فَعَلَ هَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ:

«مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى طُهُورِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهَذَا طُهُورُهُ» وإسناده صحيح

 

السنن الكبرى للنسائي (1/ 139) بإسنادٍ حسنٍ:

"ثُمَّ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ بِكَفٍّ وَاحِدَةٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ."

 

سنن أبي داود (1/ 28)

113 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ عُرْفُطَةَ، سَمِعْتُ عَبْدَ خَيْرٍ، رَأَيْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أُتِيَ بِكُرْسِيٍّ فَقَعَدَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ تَمَضْمَضَ مَعَ الِاسْتِنْشَاقِ بِمَاءٍ وَاحِدٍ»

 

وفي "سنن ابن ماجه" (1/ 142):

عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ:

عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_: «تَوَضَّأَ، فَمَضْمَضَ ثَلَاثًا وَاسْتَنْشَقَ ثَلَاثًا مِنْ كَفٍّ وَاحِدٍ»

 

مسند أحمد - عالم الكتب (1/ 141):

عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ ، قَالَ : أَتَيْنَا عَلِيًّا ، وَقَدْ صَلَّى، فَدَعَا بِكُوزٍ ثُمَّ تَمَضْمَضَ ثَلاَثًا، وَاسْتَنْشَقَ ثَلاثًا تَمَضْمَضَ مِنَ الكَفِّ الَّذِي يَأْخُذُ..."

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه سنن أبي داود (1/ 27) (رقم: 111)، سنن النسائي (1/ 68_69) (رقم: 92_94)، السنن الكبرى للنسائي (1/ 101 و 1/ 104 و 1/ 110 و 1/ 139) (رقم: 77 و 83 و 100 و 163 و 164)، سنن ابن ماجه (1/ 142) (رقم: 404)، مسند أبي داود الطيالسي (1/ 125) (رقم: 142)، الطهور للقاسم بن سلام (ص: 197) (رقم: 132)، مصنف ابن أبي شيبة (1/ 42) (رقم: 406)، مسند أحمد - عالم الكتب (1/ 123 و 1/ 125 و 1/ 139 و 1/ 141 و1/ 154) (رقم: 998 و 1027 و 1178 و 1199 و 1324)، مسند البزار = البحر الزخار (3/ 41) (رقم: 793)، مسند أبي يعلى الموصلي (1/ 407) (رقم: 535)، سنن الدارمي (1/ 549) (رقم: 728)، السنن الكبرى للبيهقي (1/ 84 و 1/ 85 و 1/ 112) (رقم: 232 و 233 و 319)، و شرح السنة للبغوي (1/ 432) (رقم: 222)، لأحاديث المختارة = المستخرج من الأحاديث المختارة مما لم يخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما (2/ 284) (رقم: 664)، تهذيب الكمال في أسماء الرجال (8/ 135).

 

والحديث صحيح: صححه الألباني في "صحيح أبي داود" - الأم (1/ 189 و 1/ 192) (رقم: 100 و 102)، وصححه الأرنؤوط في "تخريج مسند أحمد" – ط. الرسالة (2/ 289) (رقم: 998)

 

من فوائد الحديث:

 

المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود (2/ 31)

(فقه الحديث) والحديث يدل - زيادةً على ما تقدم – على جواز الجلوس على الكراسى، وعلى مشروعية الجمع بين المضمضة والاستنشاق بماء واحد.

 

فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام ط المكتبة الإسلامية (1/ 206)

ظاهره أنه كف واحد يتمضمض منها ثلاث مرات، ويستنشق ثلاث مرات، وهذا يدل على تقليل ماء الاستنشاق والمضمضة؛ لأن كفا واحدة يبقى الإنسان يتمضمض منها ثلاث مرات، ويستنشق ثلاث مرات وهو بعد الاستنشاق سوف يستنثر، واليد لابد أن يتسرب منها___الماء من بين الأصابع، على هذا ستكون آخرُ واحدةٍ قليلةً جدا،

ولهذا يكون الإتيان بهذه السنة فيه صعوبة، لكن مع ذلك لابد إذا كان اللفظ محتملا لها، فلا بد أن نعمل بها." اهـ

 

وقال عبد الحق الدهلوي في "لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح" (2/ 118):

"واعلم أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- غسل في بعض الأحيان مرة مرة اقتصارًا على مقدار الفرض الذي لا يصح الوضوء بدونه، وفي بعضها: مرتين مرتين مبالغة في تطهير، وسماه نور على نور، وجعله سببًا لمزيد الثواب ومضاعفة الأجر، وفي بعضها: ثلاثًا ثلاثًا، وهذا غاية." اهـ

 

زاد المعاد في هدي خير العباد (1/ 185)

وَكَانَ يَتَمَضْمَضُ وَيَسْتَنْشِقُ، تَارَةً بِغَرْفَةٍ، وَتَارَةً بِغَرْفَتَيْنِ، وَتَارَةً بِثَلَاثٍ. وَكَانَ يَصِلُ بَيْنَ الْمَضْمَضَةِ وَالِاسْتِنْشَاقِ، فَيَأْخُذُ نِصْفَ الْغَرْفَةِ لِفَمِهِ وَنِصْفَهَا لِأَنْفِهِ، وَلَا يُمْكِنُ فِي الْغَرْفَةِ إِلَّا هَذَا، وَأَمَّا الْغَرْفَتَانِ وَالثَّلَاثُ فَيُمْكِنُ فِيهِمَا الْفَصْلُ وَالْوَصْلُ، إِلَّا أَنَّ هَدْيَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ الْوَصْلَ بَيْنَهُمَا

 

وقال ابن أبي العز الحنفي في "التنبيه على مشكلات الهداية" (1/ 258):

"هذه الكيفية لم تثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -، والثابت في كيفية المضمضة والاستنشاق ما في الصحيحين من حديث عبد الله بن زيد:

"أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -تمضمض واستنشق من كف واحدة، فعل ذلك ثلاثًا".

وفي لفظ: "مضمض واستنشق، واستنثر ثلاثًا بثلاث غرفات".

ولم يجيء الفصل بين المضمضة والاستنشاق إلا في حديث طلحة بن___مصرف عن أبيه عن جده: "رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم -يفصل بين المضمضة والاستنشاق". خرجه أبو داود، ولكن لا يدرى من طلحة عن أبيه عن جده؟!. ولم يثبت لجده صحبة.

Komentar

Postingan populer dari blog ini

فضائل عشر ذي الحجة