شرح الحديث 169_171 من الأدب المفرد
169 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو
إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ مُضَرِّبٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَلْمَانَ:
إِنِّي لَأَعُدُّ الْعُرَاقَ خَشْيَةَ الظَّنِّ [قال الشيخ
الألباني: صحيح] |
* حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ
مِنْهَالٍ (ثقة فاضل: ت 216 أو 217 هـ):
حجاج بن المنهال الأنماطي، أبو
محمد السلمي البصري، من صغار أتباع التابعين، روى له: خ م د ت س ق
* قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (ثقة
حافظ متقن: ت 160 هـ بـ البصرة):
شعبة بن الحجاج بن الورد العتكى
مولاهم الأزدي، أبو بِسْطَام الواسطي ثم البصري (مولى عبدة بن الأغر)، من كبار
أتباع التابعين، روى له: خ م د ت س ق
* قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ (ثقة مكثر
عابد ، اختلط بأخرة: ت. 129 هـ بـ الكوفة):
عمرو بن
عبد الله بن عبيد الهمداني، أبو إسحاق السبيعي الكوفي، من الوسطى من التابعين، روى له: خ م د ت س ق
( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه )
* قَالَ:
سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ مُضَرِّبٍ (ثقة):
حارثة بن مضرب
العبدى الكوفى، من كبار التابعين، روى له: بخ د ت س ق
وقال الحافظ في
"الإصابة في تمييز الصحابة" (2/ 139):
"روى عنه
أبو إسحاق السّبيعي ووثّقه ابن معين وغير." اهـ
* قَالَ:
سَمِعْتُ سَلْمَانَ (صحابي: 34 هـ):
سلمان الخير
الفارسي، أبو عبد الله بن الإسلام (أصله من أصبهان، وقيل: من رامهرمز)، روى له: خ م د ت
س ق، وقال بن حجر: أول مشاهده الخندق
نص
الحديث:
إِنِّي لَأَعُدُّ
الْعُرَاقَ خَشْيَةَ الظَّنِّ
تخريج
الحديث:
سبق تخريجه في
الحديث السابق (رقم: 168)
فوائد
الحديث:
قد سبق بنا شرح
الحديث وفوائده في الحديث السابق، فلا حاجة لإعادته، والحمد لله والمنة.
90- بَابُ
أَدَبِ الْخَادِمِ 170 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ
قَالَ: أَخْبَرَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ
يَزِيدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ قَالَ: أَرْسَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عُمَرَ غُلَامًا لَهُ بِذَهَبٍ أَوْ بِوَرِقٍ، فَصَرَفَهُ، فَأَنْظَرَ
بِالصَّرْفِ، فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَجَلَدَهُ جَلْدًا وَجِيعًا وَقَالَ: اذْهَبْ،
فَخُذِ الَّذِي لِي، وَلَا تَصْرِفْهُ [قال الشيخ
الألباني: حسن] |
رواة
الحديث:
* حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى ():
أحمد بن عيسى بن حسان المصرى ، أبو عبد الله بن أبى موسى
العسكرى ، يعرف بالتسترى ( فى التقريب : ابن التسترى )
الطبقة : 10 : كبار
الآخذين عن تبع الأتباع
الوفاة : 243 هـ بـ
سر من رأى
روى له : خ م س
ق ( البخاري - مسلم - النسائي - ابن ماجه
)
رتبته عند ابن
حجر : صدوق تكلم فى بعض سماعاته ، قال
الخطيب : بلا حجة
* قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ():
عبد الله بن وهب بن مسلم القرشى مولاهم الفهرى ، أبو محمد
المصرى الفقيه
المولد : 125 هـ
الطبقة : 9 : من صغار أتباع التابعين
الوفاة : 197 هـ
روى له : خ م د ت س
ق ( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي
- النسائي - ابن ماجه )
رتبته عند ابن حجر :
ثقة حافظ عابد
* قَالَ:
أَخْبَرَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ ():
مخرمة بن بكير بن
عبد الله بن الأشج القرشى ، أبو المسور المدنى ، مولى بنى مخزوم
الطبقة : 7 : من
كبار أتباع التابعين
الوفاة : 159 هـ
روى له : بخ م د س
( البخاري في الأدب المفرد - مسلم - أبو داود - النسائي )
رتبته عند ابن
حجر : صدوق
* عَنْ
أَبِيهِ ():
بكير بن عبد الله
بن الأشج القرشى أبو عبد الله و يقال أبو يوسف المدنى ، مولى بنى مخزوم و يقال
مولى المسور بن مخرمة الزهرى
الطبقة : 5 : من
صغار التابعين
الوفاة : 120 هـ و قيل بعدها
روى له : خ م د ت س ق
( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه )
رتبته عند ابن
حجر : ثقة
* قَالَ:
سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ ():
يزيد بن عبد الله
بن قسيط بن أسامة بن عمير الليثى ، أبو عبد الله المدنى ، الأعرج
المولد : 32 هـ
الطبقة : 4 :
طبقة تلى الوسطى من التابعين
الوفاة : 122 هـ بـ المدينة
روى له : خ م د ت س ق
( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه )
رتبته عند ابن
حجر : ثقة
* قَالَ:
أَرْسَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ():
عبد الله بن عمر
بن الخطاب القرشى العدوى ، أبو عبد الرحمن المكى المدنى
الطبقة : 1 : صحابى
الوفاة : 73 أو 74 هـ
روى له : خ م د ت س ق
( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه )
رتبته عند ابن
حجر : صحابى
نص
الحديث وشرحه:
قَالَ: أَرْسَلَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ غُلَامًا لَهُ بِذَهَبٍ أَوْ بِوَرِقٍ، فَصَرَفَهُ،
فَأَنْظَرَ بِالصَّرْفِ، فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَجَلَدَهُ جَلْدًا وَجِيعًا وَقَالَ:
اذْهَبْ، فَخُذِ الَّذِي لِي، وَلَا تَصْرِفْهُ
فأنظر الصرف: أي:
صرفهُ إلى أجل ,وذلك حرام.
تخريج
الحديث:
أخرجه البخاري في
"الأدب المفرد" (ص: 70) (رقم: 170)،
والحديث
حسنٌ: حسَّن إسنادَهُ الألبانِيُّ _رحمه الله_ في "صحيح
الأدب المفرد" (ص: 84) (رقم: 126)
من
فوائد الحديث:
قال محمد لقمان
السلفي _رحمه الله_ في رش البرد (ص 110):
"فقه
الحديث:
1/ جواز ضرب
العبد للتأديب على الجريمة، وجواز المُحاسبة الشديدة على قدرِ شِدّة الخطأ وعِظمه."
اهـ
وقال الشيخ زيد
بن محمد المدخلي في "عون الأحد الصمد (1/ 194):
"والحديث
دليل على أن للسيد والمالك أن يؤدب مملوكه بما يراه رادعا عن فعل الشر، كالسرقة
ونحوها مما فيه ضرر يتعلق بأمر الدين أو يتعلق بسوء التصرف فيما يؤتمن عليه من مال
ونحوه." اهـ
* وفيه: ردٌّ على
مُعطّلين الضرب بالكُليّة تحت اسمِ الحضارة والتطوّر والثقافة، وخاصةً الضرْبُ في
الخطأ الشرعي، والبعض الآخر يضرب من أجِل المسائل الدُنيوية، ويغفل عن التأديب
للمُخطئ في المسائل الشرعيّة.
* وفيه: إشارة
إلى تحريم ربا النسيئة
171 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ
الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي
مَسْعُودٍ قَالَ: كُنْتُ أَضْرِبُ غُلَامًا لِي، فَسَمِعْتُ مِنْ خَلْفِي
صَوْتًا: «اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ، لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَيْهِ»
، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَهُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ، فَقَالَ: «أَمَا
لَوْ لَمْ تَفْعَلْ لَمَسَّتْكَ النَّارُ» أَوْ «لَلَفَحَتْكَ النَّارُ» [قال الشيخ
الألباني: صحيح] |
رواة
الحديث:
* حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ (ثقة ثبت: 227 هـ):
محمد بن سلام
بن الفرج السلمى مولاهم ، أبو عبد الله أو أبو جعفر ، البخارى البيكندى، كبار
الآخذين عن تبع الأتباع، روى له: خ
* قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ (295
هـ: ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش):
محمد بن خازم
التميمى السعدى ، أبو معاوية الضرير الكوفى ، مولى بنى سعد بن زيد مناة بن تميم، من
صغار أتباع التابعين، روى له: خ م د ت س ق
* عَنِ الْأَعْمَشِ (ثقة
حافظ عارف بالقراءات: 147 أو 148 هـ):
سليمان بن
مهران الأسدى الكاهلى مولاهم ، أبو محمد الكوفى الأعمش (و كاهل هو ابن أسد بن
خزيمة)، من صغار التابعين، روى له: خ م د ت س ق
* عَنْ
إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ (ثقة إلا أنه يرسل و يدلس: 192 هـ):
إبراهيم بن
يزيد بن شريك التيمي، أبو أسماء الكوفى (من تيم الرباب، وكان من العباد)، من صغار
التابعين، روى له:
خ م د ت س ق
* عَنْ أَبِيهِ (ثقة: ت. فى خلافة عبد الملك):
يزيد بن شريك بن
طارق التيمي، تيم الرباب، الكوفي (والد إبراهيم التيمي)، من كبار التابعين، روى له: خ م د ت
س ق
* عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ (صحابى: قبل 40 هـ و قيل بعدها بـ الكوفة):
عقبة بن عمرو بن
ثعلبة بن عمرو أسيرة بن عسيرة الأنصاري، أبو مسعود البدري (وأمه سلمى بنت عامر بن
عوف بن عبد الله)، روى له: خ م د ت س ق
نص
الحديث وشرحه:
عَنْ أَبِي
مَسْعُودٍ قَالَ:
كُنْتُ أَضْرِبُ
غُلَامًا لِي، فَسَمِعْتُ مِنْ خَلْفِي صَوْتًا:
«اعْلَمْ أَبَا
مَسْعُودٍ، لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَيْهِ» ،
فَالْتَفَتُّ
فَإِذَا هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
قُلْتُ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، فَهُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ، فَقَالَ: «أَمَا لَوْ لَمْ
تَفْعَلْ لَمَسَّتْكَ النَّارُ» أَوْ «لَلَفَحَتْكَ النَّارُ»
وفي "المفاتيح
في شرح المصابيح" للزيداني (4/ 142):
"قوله: (لفحتْكَ
النارُ)؛ أي: أحرقتْك النارُ." اهـ
صحيح مسلم (3/
1280)
قَالَ: فَقُلْتُ:
لَا أَضْرِبُ مَمْلُوكًا بَعْدَهُ أَبَدًا،
وفي "المنتخب
من مسند عبد بن حميد" – ت. صبحي السامرائي (ص: 107):
"قَالَ:
فَجَعَلْتُ لَا أَلْتَفِتُ وَلَا أَعْقِلُ مِنَ الْغَضَبِ
حَتَّى دَنَا مِنِّي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَالْتَفَتُّ فَلَمَّا رَأَيْتُهُ سَقَطَ السَّوْطُ مِنْ
يَدِي مِنْ هَيْبَتِهِ أَوْ طَرَحْتُه
الأسماء والصفات
للبيهقي (2/ 106):
"فَقَالَ:
يَا نَبِيَّ اللَّهِ فَإِنِّي أَعْتَقْتُهُ لِوَجْهِ
اللَّهِ. وَفِي رِوَايَةِ وَهْبٍ قَالَ: فَإِنِّي أَعْتِقُهُ لِوَجْهِ
اللَّهِ.
وفي "صحيح
مسلم" (3/ 1281):
فَقُلْتُ: يَا
رَسُولَ اللهِ، هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللهِ
تخريج
الحديث:
أخرجه البخاري في
"الأدب المفرد" (ص: 71) (رقم: 171)، صحيح مسلم (3/ 1280_1281/ 34_36) (رقم:
1659)، سنن أبي داود (4/ 340) (رقم: 5159)، سنن الترمذي ت شاكر (4/ 335) (رقم: 1948)،
مصنف عبد الرزاق الصنعاني (9/ 446) (رقم: 17959)، مسند أحمد - عالم الكتب (4/ 120
و 5/ 273 و 5/ 274) (رقم: 17087 و 22350 و 22354)، المنتخب من مسند عبد بن حميد ت
صبحي السامرائي (ص: 107) (رقم: 239)، مستخرج أبي عوانة (4/ 70) (رقم: 6061 و 6062)،
مكارم الأخلاق للخرائطي (ص: 169) (رقم: 509)، أمالي المحاملي رواية ابن يحيى البيع
(ص: 383) (رقم: 441)، فوائد تمام (1/ 359) (رقم: 917)، حلية الأولياء وطبقات
الأصفياء (4/ 218)، السنن الكبرى للبيهقي (8/ 17) (رقم: 15794 و 15795)، شعب
الإيمان (11/ 76_77) (رقم: 8207 و 8208)، الآداب للبيهقي (ص: 25) (رقم: 56)، الأسماء
والصفات للبيهقي (2/ 106) (رقم: 669)
والحديث
صحيح: صححه الألباني في "صحيح الأدب المفرد" (ص: 85)
(رقم: 127)، و"تخريج مشكاة المصابيح" (2/ 1002) (رقم: 3353)، صحيح الجامع
الصغير وزيادته (1/ 243) (رقم: 1071)، صحيح الترغيب والترهيب (2/ 558) (رقم: 2277)
من
فوائد الحديث:
1/ فيه:
تحريم ضرب المملوك من غير موجب شرعي
قال فيصل بن عبد
العزيز الحريملي _رحمه الله_ في "تطريز رياض الصالحين" (ص: 897):
"فيه: تحريم
ضرب المملوك من غير موجب شرعي." اهـ
2/ كفارة
ضرب المملوك إعتاقه
وقال العثيمين
_رحمه الله_ في "شرح رياض الصالحين" (6/ 297):
"أعتق
العبد، وهذا من حسن فهمه رضي الله عنه لأن الله تعالى يقول: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ
يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114]،
فبدلاً من أنه
أساء إلى هذا العبد، أحسن إليه بالعتق،
لهذا أرشد النبي
إلى هذا بأن من ضرب عبده أو لطمه فإن كفارة ذلك أن يعتقه، لأن الحسنات يذهبن
السيئات." اهـ
وقال ابن الجوزي
_رحمه الله_ في "كشف المشكل من حديث الصحيحين" (2/ 205):
"لفح
النَّار: الْإِصَابَة بحرها ولهبها. وَإِنَّمَا كَانَت تصيبه لأحد ثَلَاثَة
أَشْيَاء: إِمَّا لِأَنَّهُ ضربه ظلما. أَو لِأَنَّهُ زَاد على مِقْدَار
التَّأْدِيب. أَو لِأَنَّهُ استعاذ بِاللَّه فَلمْ يُعِذْهُ." اهـ
إكمال المعلم
بفوائد مسلم (5/ 430_431)
وقوله: هو حر
لوجه الله، فقال النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لو لم تفعل للفحتك
النار ": ليس فيه أن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمره بعتقه، لكنه
رأى أنه قد زاد فى قدر أدبه بما استوجب عقوبة الله،___
ألا تراه كيف كان
العبد يستعيذ منه بالله وهو يضربه حتى استعاذ برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فلعله لم يسمع استعاذته الأولى لشدة غضبه، كما لم يسمع نداء النبى
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له كما جاء فى الحديث، أو يكون لما استعاذ برسول
الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تنبه لمكانه.
3/
فيه: حَضٌّ على الرّفق بالمماليك
إكمال المعلم
بفوائد مسلم (5/ 430):
"وقوله فى
حديث أبى مسعود وقد رآه يضرب غلاماً له بسوط: (إن الله أقدر عليك منك على هذا
الغلام): حَضٌّ على الرّفق بالمماليك، ووعْظٌ بليغٌ
فى الاقتداء بحلم الله عن عباده والتأدب بأدبه من كظم الغيظ والعفو الذى أمر به.
4/ وَالْوَعْظُ
وَالتَّنْبِيهُ عَلَى اسْتِعْمَالِ الْعَفْوِ وَكَظْمِ الْغَيْظِ
وقال النووي في "شرح
صحيح مسلم" (11/ 130):
"فِيهِ:
الْحَثُّ عَلَى الرِّفْقِ بِالْمَمْلُوكِ،
* وَالْوَعْظُ وَالتَّنْبِيهُ عَلَى اسْتِعْمَالِ الْعَفْوِ
وَكَظْمِ الْغَيْظِ، وَالْحُكْم كَمَا يَحْكُمُ اللَّهُ عَلَى عِبَادِهِ
5/ فيه
بيان حُسْنُ صحبتِهِمْ
"وقال شرف
الحق العظيم آبادي _رحمه الله_ في "عون المعبود" (14/ 47):
"قَالَ
النَّوَوِيُّ:
"فِيهِ
الْحَثُّ عَلَى الرِّفْقِ بِالْمَمَالِيكِ،
* وحُسْنُ صحبتِهِمْ، وأجمع الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ
عِتْقَهُ بِهَذَا لَيْسَ وَاجِبًا، وَإِنَّمَا هُوَ مَنْدُوبٌ رَجَاءَ كَفَّارَةِ
ذَنْبِهِ وَإِزَالَةِ إِثْمِ الظُّلْمِ عَنْهُ." اهـ
6/ وفي
الحديث هداية بليغة إلى أن الرجل ينبغي له أن يذكر عند سَوْرة غضبه مقامه في
الآخرة بين يدي ربّه
قال الإثيوبي
_رحمه الله_ في "البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج"
(29/ 25):
"وفي الحديث:
هدايةٌ بليغةٌ إلى أن الرجل ينبغي له أن يَذْكُرَ عندَ سَوْرةِ غَضَبِهِ مَقَامِهِ
في الآخرةِ بَيْنَ يَدَيْ ربِّهِ، ويستحضر ذلك، حين يطلب من الله _تعالى_ العفوَ
والغفرانَ،
فمن بذل ذلك لمن
هو في قدرته رجا حصول ذلك له من الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، ومن لم يبذله
فرجاؤه على خطر عظيم، ولا حول ولا قوّة إلا بالله العزيز الحكيم." اهـ
7/ فيه
تنبيه على أن الذي فعله من ضرب عبده حرام
قال الإثيوبي
_رحمه الله_ في "البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج"
(29/ 30):
"وقال
القرطبيّ -رَحِمَهُ اللهُ-: فيه تنبيه على أن الذي فعله من ضرب عبده حرام، فكأنه
تعدَّى في أصل الضرب؛ بأن ضربه على ما لا يستحقّ، أو في صفة الضرب، فزاد على
المستَحَق. ولا يُخْتَلَف: في أن تأديب العبد بالضرب، والحبس، وغيره جائز إذا وقع
في محله وعلى صفته.
ومساق الرواية
الأخرى يدلُّ على تحريم قذف المملوك، وأنَّه ليس فيه في الدنيا حدٌّ للقذف، وهو
مذهب مالك، والجمهور، وهو المفهوم من قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ
الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لم يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ} [النور:
4]،
فإن الإحصان هنا
يمكن حمله على الإسلام والحرية والعفة، على قول من يرى: أن اللفظ المشترك يحمل على
جميع محامله، ولأن العبد ناقص عن درجة الحر نقصانًا عن كفر، فلا يحدُّ قاذفه، كما
لا يحذ قاذف الكافر، ولأنَّه ناقصٌ عن درجة الحُر، فلا يحدُّ الحر بقذفه؛ كما لا
يقتل به.
وقد ذهب قوم: إلى
أن الحرَّ يحدُّ إذا قذف العبد. والحجة عليهم كلّ ما ذكرناه من الحديث، والقرآن،
والقياس. انتهى كلام القرطبيّ -رَحِمَهُ اللهُ-. ["المفهم لما أشكل من تلخيص
كتاب مسلم" (4/ 349 – 350)]
قال الجامع عفا
الله عنه: سيأتي تحقيق هذه المسألة بأدلّتها في محلها -إن شاء الله تعالى-."
اهـ
البحر المحيط
الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (29/ 34)
"الذي
يترجّح عندي: هو ما ذهب إليه الجمهور من عدم وجوب الحدّ
على من قذف مملوكه في الدنيا، وإنما يعزّر، كما تقدّم عن النوويّ، وذلك
لعدم نصّ يوجب الحدّ عليه،
بل حديث الباب
ظاهر في ذلك؛ لأنه لو كان عليه حدّ في الدنيا لذكره، كما ذكر الحدّ في الآخرة،
فليتأمل، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
8/ فيه
حث على تذكير العبد بربه عند الإخلال بواجباته
شرح سنن أبي داود
للعباد (586/ 9) – الشاملة:
"فيه تذكير
بالله _عز وجل_ وأن من كان له قدرة، وحصل منه إخلالٌ في الشيء
الذي أوجبه الله _عز وجل_ عليه وفي الشيء الذي
يلزمه مما هو قادر عليه، فإنه يُذَكَّرُ بِقُدْرَةِ اللهِ _عز وجل_ عليه، وأن الله
_عز وجل_ يجازيه،
وقد يحصل له ذلك
في الدنيا أو يؤخر ذلك في الآخرة، إذا لم يتجاوز الله _سبحانه وتعالى_ عنه."
اهـ
9/ فيه
ذكر حق المملوك من رحمته والرفق به
قال أبو داود
_رحمه الله_ في "سننه" (4/ 339):
"بَابٌ فِي
حَقِّ الْمَمْلُوكِ." اهـ
10/ النَّهْيِ
عَنْ ضَرْبِ الخَدَمِ وَشَتْمِهِمْ
قال الترمذي _رحمه
الله_ في "سننه" – ت. شاكر (4/ 335):
"بَابُ
النَّهْيِ عَنْ ضَرْبِ الخَدَمِ وَشَتْمِهِمْ." اهـ
11/ القدرة
تتعلق بالأعيان المنفصلة
مجموع الفتاوى
(6/ 237)
وَقَوْلِهِ:
{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ
يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ
بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} إلَى أَمْثَالِ ذَلِكَ مِمَّا
يُبَيِّنُ أَنَّهُ يَقْدِرُ عَلَى " الْأَفْعَالِ " كَالْإِحْيَاءِ
وَالْبَعْثِ وَنَحْوِ ذَلِكَ.
وَأَمَّا " الْقُدْرَةُ عَلَى
الْأَعْيَانِ "، فَفِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: " {كُنْت
أَضْرِبُ غُلَامًا لِي فَرَآنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ: اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْك مِنْك عَلَى هَذَا}
"
فَقَوْلُهُ: " لَلَّهُ أَقْدَرُ
عَلَيْك مِنْك عَلَى هَذَا " دَلِيلٌ عَلَى
أَنَّ الْقُدْرَةَ تَتَعَلَّقُ بِالْأَعْيَانِ الْمُنْفَصِلَةِ: " قُدْرَةَ
الرَّبِّ " وَ " قُدْرَةَ الْعَبْدِ "...
وَ " النُّصُوصُ " تَدُلُّ
عَلَى أَنَّ كِلَا الْقُدْرَتَيْنِ تَتَعَلَّقُ بِالْمُتَّصِلِ وَالْمُنْفَصِلِ
فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَخْبَرَ أَنَّ الْعَبْدَ يَقْدِرُ عَلَى أَفْعَالِهِ
كَقَوْلِهِ: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} وَقَوْلِهِ: {وَمَنْ لَمْ
يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ
مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ} فَدَلَّ عَلَى أَنَّ مِنَّا مَنْ
يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ وَمِنَّا مَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ. وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " {يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ
مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ
فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ} ". أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ. وَقَوْلُهُ:
" {إنْ اسْتَطَعْت أَنْ تَعْمَلَ بِالرِّضَا مَعَ الْيَقِينِ فَافْعَلْ}
وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي فِي الصَّحِيحِ: " {إذَا أَمَرْتُكُمْ
بِأَمْرِ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ}
وَقَدْ أَخْبَرَ أَنَّهُ قَادِرٌ عَلَى
عَبْدِهِ." اهـ
وقال علوي بن عبد القادر السَّقَّاف في
"صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة" (ص: 276):
"قال الخطابي في ((شأن الدعاء))
(85) : ((ووصف الله نفسه بأنه قادرٌ على كلِّ شيء أراده، لا يعترضه عجز ولا فتور، وقد
يكون القادر بمعنى المقدِّر للشيء، يقال: قَدَّرت الشيءَ وقدَرْتُه؛ بمعنى واحد))
12/ فيه حث إلى الإحسانِ إلى
المماليك
{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا
بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي
الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ
الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا
مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا
فَخُورًا} [النساء: 36]
وقال البيهقي في "الآداب"
(ص: 23)
بَابُ الْإِحْسَانِ إِلَى
الْمَمَالِيكِ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}، إِلَى
قَوْلِهِ {وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء: 36] .
13/ فيه تَشْدِيدٌ فِي
ضَرْبِ الْمَمَالِيكِ وَالْإِسَاءَةِ إِلَيْهِمْ وَقَذْفِهِمْ
وفي "السنن الكبرى" للبيهقي
(8/ 17):
"بَابُ سِيَاقِ مَا وَرَدَ مِنَ
التَّشْدِيدِ فِي ضَرْبِ الْمَمَالِيكِ وَالْإِسَاءَةِ إِلَيْهِمْ وَقَذْفِهِمْ."
اهـ
14/ فيه: أمرٌ بحُسْنِ
الْمَلَكَةِ وَالصَّفْحِ عَنْ زَلَلِ الْمَمْلُوكِينَ
وفي "مكارم الأخلاق"
للخرائطي (ص: 168):
"بَابُ حُسْنِ الْمَلَكَةِ
وَالصَّفْحِ عَنْ زَلَلِ الْمَمْلُوكِينَ." اهـ
15/ فِيه إِثْبَاتِ
الْوَجْهِ لله _عز وجل_ على ما يليق بجلاله
الأسماء والصفات للبيهقي (2/ 81)
بَابُ مَا جَاءَ فِي إِثْبَاتِ
الْوَجْهِ
التوضيح الرشيد في شرح التوحيد (ص: 93)
قَدْ سَبَقَ بَيَانُ أَنَّ
الاسْتِعَاذَةَ تَجُوْزُ إِذَا تَحَقَّقَتْ ثَلَاثَةُ شُرُوْطٍ:
* وَهِيَ كَوْنُ المَدْعُوِّ أَوِ
المُسْتَعَاذِ بِهِ حَيًّا؛
* حَاضِرًا أَمَامَهُ؛
* قَادِرًا عَلَى مَا أُعِيْذَ بِهِ
مِنْهُ، وَعَلَيْهِ فَلَا مَحْذُوْرُ فِي ذَلِكَ، وَيَكُوْنُ الأَخْذُ بِهَا هُوَ
مِنْ جُمْلَةِ الأَسْبَابِ الدُّنْيَوِيَّةِ المَأْذُوْنِ بِهَا.
وَلِذَلِكَ لَا تَجِدُ فِي شَيْءٍ مِنَ
الأَحَادِيْثِ أَنَّ أَحَدًا:
أ- اسْتَعَاذَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ غَائِبٌ عَنْهُ.
ب- اسْتَعَاذَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ مَوْتِهِ.
ج- اسْتَعَاذَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيْمَا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ البَشَرُ.
وَأَمَّا بِخُصُوْصِ نَفْسِ
الحَدِيْثِ؛ فَالغُلَامُ اسْتَعَاذَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
- عِنْدَمَا رَآهُ - لِيَنْجُوَ مِنَ العَذَابِ؛ وَلَيْسَ حَالَ غِيَابِهِ -
لِاعْتِقَادِهِ قُوْةً ذَاتِيَّةً فِي النَّفْعِ أَوِ كَشْفِ الضُّرِّ فِيْهِ! -،
وَدَلَّ لِذَلِكَ لَفْظُ الحَدِيْثِ فِي مُصَنَّفِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ؛ وَفِيْهِ:
(بَيْنَا رَجُلٌ يَضْرِبُ غُلَامًا
لَهُ - وَهُوَ يَقُوْلُ: أَعُوْذُ بِاللَّهُ -؛ إِذْ بَصُرَ بِرَسُوْلِ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَعُوْذُ بِرَسُوْلِ اللهِ).
- فَائِدَةٌ) أَمَّا وَجْهُ تَرْكِ
أَبِي مَسْعُوْدٍ لِضَرْبِ الغُلَامِ عِنْدَ الاسْتِعَاذَةِ بِالنَّبِيِّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَمْ يَكُنْ قَدْ تَرَكَهُ عِنْدَ الاسْتِعَاذَةِ
بِاللهِ تَعَالَى - هُوَ لِكَوْنِهِ لَمْ يَعْقِلْ مَا حَوْلَهُ مِنَ الكَلَامِ
لِشِدَّةِ الغَضَبِ؛ فَلَمَّا رَآى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
سَقَطَ السَّوْطُ مِنْ هَيْبَتِهِ - كَمَا فِي لَفْظٍ لِمُسْلِمٍ -؛ وَفِيْهِ
قَالَ أَبُو مَسْعُوْدٍ البَدْرِيُّ: (كُنْتُ أَضْرِبُ غُلَامًا لِي بِالسَّوْطِ؛
فَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ خَلْفِي: (اعْلَمْ أَبَا مَسْعُوْدٍ). فَلَمْ أَفْهَمِ
الصَّوْتَ مِنَ الغَضَبِ، فَلَمَّا دَنَا مِنِّي إِذَا هُوَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا هُوَ يَقُوْلُ: (اعْلَمْ أَبَا مَسْعُوْدٍ؛
اعْلَمْ أَبَا مَسْعُوْدٍ). قَالَ: فَأَلْقَيْتُ السَّوْطَ مِنْ يَدِي، وَفِي
لَفْظٍ آخَرَ لِمُسْلِمٍ أَيْضًا (فَسَقَطَ مِنْ يَدِي السَّوْطُ مِنْ
هَيْبَتِهِ)، فَقَالَ: (اعْلَمْ أَبَا مَسْعُوْدٍ؛ أَنَّ اللهَ أَقْدَرُ عَلَيْكَ
مِنْكَ عَلَى هَذَا الغُلَامِ). فَقُلْتُ: لَا أَضْرِبُ مَمْلُوكًا بَعْدَهُ
أَبَدًا).
قَالَ القَاضِي عِيَاضُ رَحِمَهُ اللهُ
فِي كِتَابِهِ (إِكْمَالُ المُعْلِمِ شَرْحُ مُسْلِمٍ): (فَلَعَلَّهُ لَمْ
يَسْمَعْ إِسْتِعَاذَتَهُ الأُوْلَى لِشِدَّةِ غَضَبِهِ؛ كَمَا لَمْ يَسْمَعْ
نِدَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ كَمَا جَاءَ فِي
الحَدِيْثِ، أَوْ يَكُوْنُ لَمَّا اسْتَعَاذَ بِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَنَبَّهَ لِمَكَانِهِ)." اهـ
Komentar
Posting Komentar