شرح الحديث 161_162 من كتاب الأدب المفرد للشارح الأستاذ عبد القادر أبي فائزة البوجيسي
باب سوء الملكة 161 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَحَمَّادٍ، عَنْ حَبِيبٍ، وَحُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ رَجُلًا أَمَرَ غُلَامًا لَهُ أَنْ
يَسْنُوَ عَلَى بَعِيرٍ لَهُ، فَنَامَ الْغُلَامُ، فَجَاءَ بِشُعْلَةٍ مِنْ
نَارٍ فَأَلْقَاهَا فِي وَجْهِهِ، فَتَرَدَّى الْغُلَامُ فِي بِئْرٍ، فَلَمَّا
أَصْبَحَ أَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَرَأَى الَّذِي
فِي وَجْهِهِ، فَأَعْتَقَهُ [قال الشيخ
الألباني: ضعيف] |
رواة
الحديث:
* حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ
مِنْهَالٍ (ثقة فاضل: ت 216 أو 217 هـ):
حجاج بن المنهال الأنماطي، أبو
محمد السلمي البصري، من صغار أتباع التابعين، روى له: خ م د ت س ق
* قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ (ثقة عابد أثبت الناس فى ثابت، وتغير حفظه بأخرة: ت. 167 هـ)[1]:
حماد بن سلمة بن دينار البصري، أبو سلمة بن أبى صخرة (مولى
ربيعة بن مالك بن حنظلة من بنى تميم، ويقال: مولى قريش)، من الوسطى من أتباع
التابعين، روى له: خت م د ت س ق
* عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ (ضعيف: 131 هـ بـ البصرة)
على بن زيد بن
عبد الله بن زهير بن عبد الله بن جدعان القرشي
التيمي، أبو الحسن، البصرى، المكفوف، طبقة تلى الوسطى من التابعين، روى له: بخ م د
ت س ق
* عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ (أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار: ت. 94 هـ على الصحيح)[2]:
سَعِيْدُ بنُ
المُسَيِّبِ بنِ حَزْنٍ بن أبى وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي
المخزومي، أبو محمد المدني (سيد التابعين)، من كبار التابعين، روى له: خ م د ت
س ق[3]
* وَحَمَّادٍ (ثقة عابد أثبت الناس فى ثابت، وتغير حفظه بأخرة: ت. 167 هـ)[4]:
حماد بن سلمة بن
دينار البصري، أبو سلمة بن أبى صخرة (مولى ربيعة بن مالك بن حنظلة من بنى تميم،
ويقال: مولى قريش)، من الوسطى من أتباع التابعين، روى له: خت م د ت س ق
* عَنْ حَبِيبٍ (ثقة ثبت: 145 هـ):
حبيب بن الشهيد
الأزدي، أبو محمد (ويقال أبو شهيد)، البصري، مولى قريبة، من صغار التابعين، روى
له: خ م د ت س ق
* وَحُمَيْدٍ
(ثقة مدلس: 142 هـ):
حميد بن أبى حميد
الطويل البصري، أبو عبيدة الخزاعي (ويقال: السلمي، أو الدارمي)، مولى طلحة الطلحات
(خال حماد بن سلمة)، من صغار التابعين، روى له: خ م د ت س ق
* عَنِ
الْحَسَنِ (ثقة فقيه، كان يرسل كثيرا
ويدلس: 110 هـ):
الحسن بن أبى
الحسن : يسار البصري، الأنصاري مولاهم أبو سعيد (مولى زيد بن ثابت، ويقال: مولى
جابر بن عبد الله)، من الوسطى من التابعين، روى له: خ م د ت س ق،
نص
الحديث وشرحه:
عَنِ الْحَسَنِ:
"أَنَّ
رَجُلًا أَمَرَ غُلَامًا لَهُ أَنْ يَسْنُوَ عَلَى بَعِيرٍ لَهُ، فَنَامَ
الْغُلَامُ، فَجَاءَ بِشُعْلَةٍ مِنْ نَارٍ فَأَلْقَاهَا فِي وَجْهِهِ، فَتَرَدَّى
الْغُلَامُ فِي بِئْرٍ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ _رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ_، فَرَأَى الَّذِي فِي وَجْهِهِ، فَأَعْتَقَهُ."
وفي "الأدب
المفرد" – ت. الزهيري (ص: 87) ط. مكتبة المعارف:
"(أَنَّ
رَجُلًا أَمَرَ غُلَامًا لَهُ أَنْ يَسْنُوَ عَلَى بَعِيرٍ لَهُ)، أيْ: ينضح الماء
من البئر للسقي." اهـ
وقال ابن منظور
_رحمه الله_ في "لسان العرب" (7/ 181): "السَّانِي: الَّذِي
يَسْنُو عَلَى الْبَعِيرِ بِالدَّلْوِ." اهـ
وفي رواية:
مصنف عبد الرزاق
الصنعاني (9/ 437) (رقم: 17928):
عَنْ مَعْمَرٍ،
عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ:
«أَشْعَلَ رَجُلٌ
فِي جَوْفِ عَبْدِهِ نَارًا، فَقَامَ الْعَبْدُ فَزِعًا، حَتَّى أَتَى بِئْرًا،
فَأَلْقَى نَفْسَهُ فِيهِا»، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى عُمَرَ «فَأَعْتَقَهُ»،
فَأُتِي عُمَرُ
بِسَبْيٍ بَعْدَ ذَلِكَ فَأَعْطَاهُ عَبْدًا، قَالَ الْحَسَنُ: كَانُوا
يُعَاقَبُونَ، وَيُعْقَبُونَ ـ يَعْنِي لَمَّا أَعْتَقَهُ ـ أَعْقَبَهُ عُمَرُ
مَكَانَهُ."
مصنف عبد الرزاق
الصنعاني (9/ 438)
عَنِ الْحَسَنِ،
«أَنَّ رَجُلًا كَوَى غُلَامًا لَهُ بِالنَّارِ، فَأَعْتَقَهُ عُمَرُ»
تنبيه:
مسند أحمد - عالم
الكتب (3/ 494) (رقم: 16034):
عن حمزة بن عمرو الأَسْلَمِيُّ:
أَنَّ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّرَهُ عَلَى سَرِيَّةٍ، فَخَرَجْتُ
فِيهَا، فَقَالَ:
(إِنْ أَخَذْتُمْ
فُلاَنًا فَأَحْرِقُوهُ بِالنَّارِ)،
فَلَمَّا
وَلَّيْتُ، نَادَانِي، فَقَالَ:
(إِنْ
أَخَذْتُمُوهُ، فَاقْتُلُوهُ، فَإِنَّهُ لاَ يُعَذِّبُ بِالنَّارِ، إِلاَّ رَبُّ
النَّارِ).
تخريج
الحديث:
أخرجه البخاري في
"الأدب المفرد" (ص: 68) (رقم: 161)، عبد الرزاق الصنعاني في "مصنفه"
(9/ 437 و 9/ 438) (رقم: 17928 و 17929)،
والحديث
ضعفه الألباني _رحمه الله_ في "ضعيف الأدب المفرد" (ص:
35) (رقم: 32)، فإن فيه الحسن - وهو البصري -، لم يدرك عمر، إلا أن الحديث ورد من
طريقين ضعيفان يتقوى أحدهما بالآخر، والله أعلم.
من
فوائد الحديث:
1/
فيه: حض الإسلامِ على العناية بالعبيد
وقال عبد السلام
بن محسن آل عيسى في "دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب
وسياسته الإدارية _رضي الله عنه_" (2/ 1045):
لقد حض الإسلام
على العناية بالعبيد، وإعطائهم حقوقهم، والتعامل معهم باعتبارهم أناساً أسوياء
يتمتعون بكامل الحقوق الإنسانية، وأن ما وقع عليهم من الرق، والعبودية أمر طارئ،
قد يقع على غيرهم من البشر.
قال صلى الله
عليه وسلم: في العبيد:"إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه
تحت يده، فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن
كلفتموهم فأعينوهم"[خ].
وعمر رضي الله
عنه أولى العبيد العناية والرعاية والرحمة والشفقة، وأعطاهم حقوقهم، ورد عليهم
ظلامتهم." اهـ
2/
تحذير من سوء الملكة
وقال محمد لقمان
الصديقي _رحمه الله_ في رش البرد شرح الأدب المفرد (ص 105):
"فيه: تحذير
من سوء الملكة." اهـ
3/
الإسلام يحث المسلمين أن يكونوا رحماء رفقاء للناس، وللعباد
4/ فيه
فضل عمر وعدله بين رعيته
5/ فيه
بيان عظم ذنب ظلم العبد
6/ فيه
الأمر بتحرير الرقبة
84_ بابُ بيْعِ
الْخَادِمِ مِنَ الْأَعْرَابِ 162 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَمْرَةَ، عَنْ عَمْرَةَ: أَنَّ
عَائِشَةَ _رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا_ دَبَّرَتْ أَمَةً لَهَا، فَاشْتَكَتْ
عَائِشَةُ، فَسَأَلَ بَنُو أَخِيهَا طَبِيبًا مِنَ الزُّطِّ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ
تُخْبِرُونِي عَنِ امْرَأَةٍ مَسْحُورَةٍ، سَحَرَتْهَا أَمَةٌ لَهَا،
فَأُخْبِرَتْ عَائِشَةُ، قَالَتْ: سَحَرْتِينِي؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ، فَقَالَتْ:
وَلِمَ؟ لَا تَنْجَيْنَ أَبَدًا، ثُمَّ قَالَتْ: بِيعُوهَا مِنْ شَرِّ الْعَرَبِ
مَلَكَةً [قال الشيخ
الألباني: صحيح] |
رواة
الحديث:
حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ (ثقة إمام حافظ: 224
هـ):
سليمان بن حرب بن
بجيل الأزدى الواشحي، أبو أيوب البصري (وواشح من الأزد، سكن مكة، وكان قاضيها)، من
صغار أتباع التابعين، روى له: خ م د ت س ق
* قَالَ:
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ (ثقة ثبت فقيه: 179 هـ):
حماد بن زيد بن
درهم الأزدي الجهضمي، أبو إسماعيل البصري الأزرق (مولى آل جرير بن حازم، وكان جَدُّهُ
درهم مِنْ سبى سجستان)، من الوسطى من أتباع التابعين، روى
له: خ م د ت س ق
عَنْ
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (ثقة ثبت: 144 هـ):
يحيى بن سعيد بن
قيس الأنصارى النجاري، أبو سعيد المدني القاضي، من صغار التابعين، روى له: خ م د ت
س ق
عَنِ
ابْنِ عَمْرَةَ (ثقة: 124 هـ):
محمد بن عبد
الرحمن بن حارثة أو عبد الله بن حارثة بن النعمان الأنصاري النجاري، أبو عبد الرحمن المدني، لقبه: أبو الرجال، من صغار التابعين، روى له: خ م س
ق
عَنْ
عَمْرَةَ (ثقة: 98 هـ):
عمرة بنت عبد
الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصارية النجارية المدنية
(والدة أبى الرجال محمد بن عبد الرحمن الأنصارى كانت فى حجر عائشة)، من الوسطى من
التابعين، روى له: خ م د ت س ق
أَنَّ
عَائِشَةَ _رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا_ (57 هـ على الصحيح):
عائشة بنت أبى
بكر الصديق التيمية، أم المؤمنين، أم عبد الله (وأمها: أم رومان بنت عامر بن عويمر
بن عبد شمس بن عتاب)، روى له: خ م د ت س ق
نص
الحديث وشرحه:
أَنَّ عَائِشَةَ _رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهَا_ دَبَّرَتْ أَمَةً لَهَا، فَاشْتَكَتْ عَائِشَةُ، فَسَأَلَ بَنُو
أَخِيهَا طَبِيبًا مِنَ الزُّطِّ، فَقَالَ: (إِنَّكُمْ تُخْبِرُونِي عَنِ امْرَأَةٍ
مَسْحُورَةٍ، سَحَرَتْهَا أَمَةٌ لَهَا)،
فَأُخْبِرَتْ
عَائِشَةُ، قَالَتْ: (سَحَرْتِينِي؟) فَقَالَتْ: (نَعَمْ)،
فَقَالَتْ: (وَلِمَ؟ لَا تَنْجَيْنَ أَبَدًا)، ثُمَّ قَالَتْ: بِيعُوهَا مِنْ شَرِّ الْعَرَبِ مَلَكَةً."
وفي "صحيح
الأدب المفرد" (ص: 81):
"(الزُّطِّ):
جِنْسٌ من السودان أو الهنود."
وفي "معرفة
السنن والآثار" (14/ 427) للبيهقي:
أَنَّ عَائِشَةَ
زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَتْ أَعْتَقَتْ جَارِيَةً
لَهَا عَنْ دُبُرٍ مِنْهَا، ثُمَّ إِنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اشْتَكَتْ بَعْدَ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَشْتَكِيَ،
ثُمَّ إِنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهَا رَجُلٌ سِنْدِيٌّ، فَقَالَ
لَهَا: أَنْتِ مَطْبُوبَةٌ.
فَقَالَتْ
عَائِشَةُ: «وَمَنْ طَبَّنِي؟» قَالَ:
امْرَأَةٌ مِنْ نَعْتِهَا كَذَا وَكَذَا، فَوَصَفَهَا، وَقَالَ: "إِنَّ فِي
حِجْرِهَا الْآنَ صَبِيًّا، قَدْ بَالَ."
فَقَالَتِ:
«ادْعُوا لِي فُلَانَةً» لَجَارِيَة لَهَا كَانَتْ
تَخْدُمُهَا، فَوَجَدُوهَا فِي بَيْتِ جِيرَانٍ لَهُمْ فِي حِجْرِهَا صَبِيٌّ،
قَدْ بَالَ.
فَقَالَتْ:
حَتَّى أَغْسِلَ بَوْلَ هَذَا الصَّبِيِّ، فَغَسَلَتْهُ، ثُمَّ جَاءَتْ،
فَقَالَتْ
لَهَا عَائِشَةُ: «أَسَحَرْتِينِي؟»،
فَقَالَتْ: "نَعَمْ."
قَالَتْ: «لِمَ؟»
قَالَتْ: "أَحْبَبْتُ الْعِتْقَ."
قَالَتْ
عَائِشَةُ: «أَحْبَبْتِ الْعِتْقَ
فَوَاللَّهِ لَا تُعْتَقِينَ أَبَدًا».
ثُمَّ أَمَرَتْ
عَائِشَةُ ابْنَ أَخِيهَا أَنْ يَبِيعَهَا مِنَ الْأَعْرَابِ مِمَّنْ يُسِيءُ
مِلْكَهَا. قَالَتْ: «ثُمَّ ابْتَعْ لِي
بِثَمَنِهَا رَقَبَةً فَأَعْتِقْهَا» فَفَعَلَ."
تخريج
الحديث:
أخرجه البخاري في
"الأدب المفرد" (ص: 68) (رقم: 162)، وعبد الرزاق الصنعاني في "المصنف"
(9/ 141 و 10/ 183 و10/ 183) (رقم: 16667 و 18749 و 18750)، وأحمد "المسند"
- عالم الكتب (6/ 40) (رقم: 24126)، والدارقطني في "سننه" (5/ 246)
(رقم: 4267)، والحاكم في "المستدرك على الصحيحين" (4/ 244) (رقم: 7516)،
والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/ 236 و 10/ 527) (رقم: 16506 و 21562)، وفي
"السنن الصغير" (3/ 266) (رقم: 3134)، و"معرفة السنن والآثار"
(14/ 426 و 14/ 427) (رقم: 20597 و 20598_20600).
والحديث
صحيح: صححه الألباني في "صحيح الأدب المفرد" (ص: 81)
(رقم: 120)، و"إرواء الغليل" (6/ 177) (رقم: 1757).
وصححه الأرنؤوط
في "تخريج مسند أحمد" – ط. الرسالة (40/ 154) (رقم: 24126)
من
فوائد الحديث:
1/ من
استعجل شيئا قبل أوانه، عوقب بحرمانه
وقال محمد لقمان
الصديقي السلفي في "رش البرد" (ص ١٠٦):
"إنَّ الْجارِيَةَ
قد استعجلت وأرادتْ أنْ تَقْتُلَهَا لِتُعْتَقَ، فكان الإحسان إليها سَبَبًا في إساءتها
لسيدتها، وهذا لا يصدر، إلا من النفس الخبيثة، ولذلك أَمَرَتْ عائشةُ بِبَيْعِهَا
من الأعرابِ الذين لا يُحْسِنُوْنَ إلى الْمَمَالِيْكِ." اهـ
2/ جزاء
السيئةِ سيِّئَةٌ مِثْلُهَا
وقال محمد بن زيد
المدخلي _رحمه الله_ في "عون الأحد الصمد" (١/ ١٨٩):
* "وفي
الحديث: دليل على أن جزاء السيئةِ سيِّئَةٌ مِثْلُهَا،
3/ لا
إثم على المنتصر
وقال محمد بن زيد
المدخلي _رحمه الله_ في "عون الأحد الصمد" (١/ ١٨٩):
* وأنَّ الْمُنْتَصِرَ
لا إِثْمَ عليه، والاثم على من بدأ بالخطأ وبالسيئة.
4/
وفيه بيان أن الأعراب هم أهل الجهل
وقال محمد بن زيد
المدخلي _رحمه الله_ في "عون الأحد الصمد" (١/ ١٨٩):
* وفي الحديث:
بيان أن الأعراب هم أهل الجهل لِبُعْدِهِمْ عَنْ مَوَاطِنِ الْعِلْمِ والعلماءِ،
وبعْضُهُمْ شَرٌّ مِنْ بَعْضٍ." اهـ
5/ وفيه
دليل على جواز بيع المدبر
وفي صحيح البخاري
(8/ 146) (رقم: 6716)، و"صحيح مسلم" (2/ 692) (رقم: 997):
عَنْ جَابِرٍ:
أَنَّ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ دَبَّرَ مَمْلُوكًا لَهُ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ
مَالٌ غَيْرُهُ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
«مَنْ يَشْتَرِيهِ مِنِّي» فَاشْتَرَاهُ نُعَيْمُ بْنُ النَّحَّامِ بِثَمَانِ
مِائَةِ دِرْهَمٍ فَسَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: عَبْدًا
قِبْطِيًّا، مَاتَ عَامَ أَوَّلَ."
وفي
رواية لمسلم:
عَنْ جَابِرٍ،
قَالَ: أَعْتَقَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ عَبْدًا لَهُ عَنْ دُبُرٍ، فَبَلَغَ
ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أَلَكَ مَالٌ
غَيْرُهُ؟» فَقَالَ: لَا، فَقَالَ: «مَنْ يَشْتَرِيهِ مِنِّي؟» فَاشْتَرَاهُ
نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْعَدَوِيُّ بِثَمَانِ مِائَةِ دِرْهَمٍ، فَجَاءَ
بِهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ، ثُمَّ
قَالَ: «ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَتَصَدَّقْ عَلَيْهَا، فَإِنْ فَضَلَ شَيْءٌ
فَلِأَهْلِكَ، فَإِنْ فَضَلَ عَنْ أَهْلِكَ شَيْءٌ فَلِذِي قَرَابَتِكَ، فَإِنْ
فَضَلَ عَنْ ذِي قَرَابَتِكَ شَيْءٌ فَهَكَذَا وَهَكَذَا» يَقُولُ: فَبَيْنَ
يَدَيْكَ وَعَنْ يَمِينِكَ وَعَنْ شِمَالِكَ
شرح النووي على
مسلم (7/ 83)
فِي هَذَا
الْحَدِيثِ فَوَائِدُ:
* مِنْهَا:
الِابْتِدَاءُ فِي النَّفَقَةِ بِالْمَذْكُورِ عَلَى هَذَا التَّرْتِيبِ،
* وَمِنْهَا:
أَنَّ الْحُقُوقَ وَالْفَضَائِلَ، إِذَا تَزَاحَمَتْ، قُدِّمُ الْأَوْكَدُ
فَالْأَوْكَدُ،
* وَمِنْهَا:
أَنَّ الْأَفْضَلَ فِي صَدَقَةِ التَّطَوُّعِ أَنْ يُنَوِّعَهَا فِي جِهَاتِ
الْخَيْرِ وَوُجُوهِ الْبِرِّ بِحَسَبِ الْمَصْلَحَةِ وَلَا يَنْحَصِرُ فِي جِهَةٍ
بِعَيْنِهَا:
* وَمِنْهَا:
دَلَالَةٌ ظَاهِرَةٌ لِلشَّافِعِيِّ وَمُوَافِقِيهِ فِي جَوَازِ بَيْعِ
الْمُدَبَّرِ.
وَقَالَ مَالِكٌ
وَأَصْحَابُهُ: (لَا يَجُوزُ بَيْعُهُ إِلَّا إِذَا كَانَ عَلَى السَّيِّدِ دَيْنٌ،
فَيُبَاعُ فِيهِ)،
وَهَذَا
الْحَدِيثُ صَرِيحٌ أَوْ ظَاهِرٌ فِي الرَّدِّ عَلَيْهِمْ، لِأَنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا بَاعَهُ لِيُنْفِقَهُ سَيِّدُهُ عَلَى
نَفْسِهِ.
وَالْحَدِيثُ
صَرِيحٌ أَوْ ظَاهِرٌ فِي هَذَا وَلِهَذَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَتَصَدَّقْ عَلَيْهَا إِلَى آخِرِهِ وَاللَّهُ
أَعْلَمُ." اهـ
فتح الباري لابن
حجر (4/ 422)
قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ وَغَيْرُهُ اتَّفَقُوا عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ التَّدْبِيرِ
وَاتَّفَقُوا عَلَى أَنَّهُ مِنَ الثُّلُثِ غَيْرَ اللَّيْثِ وَزُفَرَ
فَإِنَّهُمَا قَالَا مِنْ رَأَسِ الْمَالِ." اهـ
[1] وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/ 141):
"سمعت
أبى يقول: (حماد ابن سلمة في ثابت، وعلي بن زيد أحبُّ إلي من همام. وهو أضبط الناس
وأعلمه بحديثهما بين خطأ الناس. وهو أعلم بحديث علي بن زيد من عبد الوارث)."
اهـ
[2] قال ابن القيم _رحمه الله_ في "إعلام الموقعين عن رب
العالمين" (1/ 19):
"وَكَانَ الْمُفْتُونَ بِالْمَدِينَةٍ مِنْ
التَّابِعِينَ: ابْنَ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَالْقَاسِمَ
بْنَ مُحَمَّدٍ، وَخَارِجَةَ بْنَ زَيْدٍ، وَأَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ حَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، وَسُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، وَهَؤُلَاءِ هُمْ الْفُقَهَاءُ،
وَقَدْ
نَظَمَهُمْ الْقَائِلُ، فَقَالَ:
إذَا
قِيلَ مَنْ فِي الْعِلْمِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ... رِوَايَتُهُمْ لَيْسَتْ عَنْ
الْعِلْمِ خَارِجَهْ
فَقُلْ
هُمْ عُبَيْدُ اللَّهِ عُرْوَةُ قَاسِمٌ ... سَعِيدٌ أَبُو بَكْرٍ سُلَيْمَانُ
خَارِجَهْ
[3] وقال المزي في تهذيب
الكمال في أسماء الرجال (11/ 73):
وَقَال أَبُو
طالب: قلت لأحمد بْن حنبل: سَعِيد بْن المُسَيَّب؟ فقَالَ: ومن مثل سَعِيد بْن
المُسَيَّب، ثقة من أهل الخير. قلت: سَعِيد عَنْ عُمَر حجة؟ قال: هو عندنا حجة، قد
رأى عُمَر وسمع منه، وإذا لم يقبل سَعِيد عَنْ عُمَر فمن يقبل؟ !
وَقَال أَبُو
الْحَسَنِ الميموني، وحنبل بْن إسحاق، عَن أحمد بْن حنبل: مُرْسلاًت سَعِيد بْن
المُسَيَّب صحاح، لا يرى أصح من مُرْسلاًته. زاد الميموني: وأما الْحَسَن وعطاء
بْن أَبي رباح فليس هي بذاك، هي أضعف المُرْسلاًت كلها، كأنهما كانا يأخذان من كل."
اهـ
وقال الحافظ في تهذيب
التهذيب (4/ 87):
"قلت وقد
وقع لي حديث بإسناد صحيح لا مطعن فيه فيه تصريح سعيد بسماعه من عمر." اهـ
[4] وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/ 141):
"سمعت
أبى يقول: (حماد ابن سلمة في ثابت، وعلي بن زيد أحبُّ إلي من همام. وهو أضبط الناس
وأعلمه بحديثهما بين خطأ الناس. وهو أعلم بحديث علي بن زيد من عبد الوارث)."
اهـ
Komentar
Posting Komentar