شرح الحديث 125 من (2- الترهيب من أن يأمر بمعروفٍ وينهى عن منكر ويخالف قولُه فعلَه) - شرح الأدب المفرد
2 - (الترهيب من أن يأمر
بمعروفٍ وينهى عن منكر ويخالف قولُه فعلَه). 125 - (3) [صحيح] قال: (1) وإني
سمعتُهُ يقول – يعني: النبي _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_-: "مَرَرْتُ لَيْلَةَ
أُسْرِيَ بِيْ بأقوامٍ تُقرَضُ شفاهُهم بمقاريُضَ من نارٍ، قلتُ: (من هؤلاء يا جبريلُ؟) قال: (خطباءُ أمتِّكَ الذين يقولون
ما لا يَفعلون)." رواه البخاري، ومسلم، واللفظ له (2). رواه (3) ابن أبي الدنيا وابن حبان
والبيهقي من حديث أنس، وزاد ابن أبي الدنيا والبيهقي في رواية لهما: "ويقرؤون كتابَ
الله ولا يعملَون بِهِ". قال الحافظ: وسيأتي أحاديث نحوه في
"باب من أمر بمعروف أو نهى عن منكر وخالف قوله فعله". [21 - كتاب
الحدود]. __________ (1) كذا في الأصل
وغيره، يعني أنه من حديث أسامة بن زيد، وسيأتي كذلك في الباب الذي سيشير إليه
المؤلف قريباً، يعني في (21 - الحدود /2)، وهذا وهم فاحش، سببه -فيما أرى-
اعتماد المؤلف رحمه الله على حفظه، وإملاؤه أحاديث الكتاب من ذاكرته، دون أن
يرجع في ذلك إلى أصوله، فإن هذا الحديث الذي جعله من حديث أسامة بن زيد هنا
وهناك، ليس من حديثه مطلقاً، لا في "الصحيحين" ولا في غيرهما، وإنما
هو حديث آخر، لا صلة له بالأول، يرويه أنس ابن مالك رضي الله عنه، وأخرجه ابن
حبان في "صحيحه" (35 - موارد الظمآن) وغيرهم ممن ذكرهم المؤلف، وفاته
الإمام أحمد في "المسند" (3/ 120، 231، 239). ومن أجل ذلك فصلته عن
حديث أسامة، وأعطيته رقماً خاصاً، بخلاف ما فعله مصطفى عمارة وغيره كالمعلقين
الثلاثة. والله ولي التوفيق. (2) كذا قال! ولعله يعني الحديث
الأول؛ لما عرفت من أن الشيخين لم يخرجا الآخر، ولهذا قال الناجي: إنما صوابه:
واللفظ للبخاري، فإنه رواه هكذا في "باب صفة النار". رواه مسلم نحوه
في "كتاب الزهد"، ورواه البخاري بمعناه في كتاب الفتن. قلت: وسيأتي لفظ مسلم في الموضع الذي
أشار إليه المصنف هنا، والمراد بهذا التخريج حديث أُسامة الذي قبل هذا؛ كما
بينته آنفاً. (3) يعني: حديث الإسراء
الذي هو من حديث أنس، وليس من حديث أسامة كما سبق آنفاً، وهو مخرج في
"الصحيحة" (291). |
ترجمة أنس بن مالك –رضي الله
تعالى عنه- :
( خ م د ت س ق ) : أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن
جندب بن عامر بن غنم بن عدى بن النجار (تَيْمُ اللَّهِ) بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ
عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث
بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن
يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطَانَ : الأنصارى ، النجاري[1]، أبو حمزة المدنى ، نزيل البصرة ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وخادمه .
و أمه : أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام .
خدم رسول
الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين ، مدة مقامه بالمدينة . اهـ .
قال أبو القاسم البغوى :
"أمه: أم سليم بنت ملحان." قال: وقال علي بن المديني: "اسمها:
مليكة بنت ملحان، وأمها: الرميصاء."
و قال جابر الجعفي، عن خيثمة البصري، عن أنس بن مالك: "كنانى رسول
الله
_صلى الله عليه وسلم_، ببقلة كنت أجتنيها."
وقال الزهري، عن أنس بن مالك: "قدم رسول الله _صلى الله عليه
وسلم_ المدينة، وأنا ابن
عشر سنين، وتوفى وأنا ابن عشرين سنة، وكُنَّ أمهاتِي يحثثنني على خِدْمَتِهِ.
وفي "صحيح البخاري" (8/ 73):
عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ
سُلَيْمٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَسٌ خَادِمُكَ، قَالَ:
«اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ، وَوَلَدَهُ، وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ» خ
م
وقال علي بن زيد
بن جدعان[2]، عن سعيد بن المسيب: قال أنس:
قدم رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ المدينة، وأنا ابن ثماني سنين،
فذهبتْ بِيْ أُمِّيْ إليه، فقالت: "يا رسول الله، إن رجال الأنصار، و نساءهم
قد أَتْحَفُوْكَ غيرِي، وإنيْ لَمْ أَجِدْ ما أُتْحِفُكَ بِهِ، إلا ابنيْ هذا،
فاقبله مني، يخدمك ما بدا لك ، قال : فخدمت رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ عشر
سنين، لم يضربني ضربة، ولم يسبني، ولم يعبس فى وجهي."
عن أنس بن مالك:
"جاءت بي أم سليم إلى رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، قد أزرتني
بنصف خمارها، ورَدَّتْنِىْ بِبِعْضِهِ. فقالت: "يا رسول الله، هذا أُنَيْسٌ
ابنيْ، أتيتك به يَخْدُمُكَ، فادعُ اللهَ له، فقال: " اللهم أكثر ماله وولده."
قال أنس: "فوالله، إنَّ مالِيْ لَكثيرٌ، وإنَّ ولدِيْ، وولد ولدى يتعادون على نحو من مئة اليوم."
عن أنس: "دعا لى رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، فقال : (اللهم
أَكْثِرْ مالَهُ ووَلَدَهُ، وأَطِلْ حَيَاتَهُ)، فأكثر الله مالي، حتى إن ليْ كَرَمًا يُحْمَلُ فى السَّنَةِ مرَّتَيْنِ، ووَلَدٌ لصلْبِيْ مِئَةٌ وسِتَّةٌ أولاد."
قال : و ذكر أن ابنته الكبرى أمينة . أخبرته : أنه دفه من صلبه إلى
مقدم الحجاج نيف على عشرين و مئة .
عن أنس ، قال : لما قدم
رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، أخذت أم سليم بيدى ، فقالت:
"يا رسول الله، هذا أنس، غلام لبيب، كاتب، يخدمك، قال: فقبلنى رسول الله _صلى الله عليه وسلم_.
عن أنس ، قال:
شهدت مع رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ الحديبية، وعمرته، والحج،
والفتح، وحنينا والطائف، وخيبر.
و قال أبو داود الطيالسى : حدثنا شعبة ، عن أنس بن سيرين ، قال : كان أنس أحسن الناس صلاة، فى السفر و الحضر .
و قال أبو نعيم الحلبى : حدثنا المعتمر بن سليمان ، عن أبيه ، قال :
سمعت أنس ابن مالك يقول :
ما بقى أحد ممن صلى القبلتين غيرى . قال أبو نعيم : والقبلتين بالمدينة
، بطرف الحرة ، قبلة إلى بيت المقدس ، و قبلة إلى الكعبة .
عن موسى بن أنس:
أن أبا بكر لما استخلف، بعث إلى أنس بن مالك، ليوجهه إلى البحرين على السعاية، قال: فدخل عليه عمر، فقال له أبو بكر: "إنى أردت أن أبعث هذا
إلى البحرين، وهو فتى شابٌّ."
قال: فقال له عمر : "ابعثه، فإنه لبيب كاتب." قال : "فبعثه."
و قال ثابت ، عن أنس : صحبت جرير بن عبد الله ، فكان يخدمنى ، و كان أسن من أنس و قال : إنى رأيت الأنصار ، يصنعون برسول الله ،
شيئا ، لا أرى أحد منهم إلا أكرمته .
و قال عمران بن حدير ، عن أيوب : ضعف أنس بن مالك عن الصوم ، فصنع جفنة من ثريد، ودعا ثلاثين مسكينا فأطعمهم .
و قال على ابن المدينى:
"آخِرُ من بَقِيَ بالبصرة من أصحاب النبى _صلى الله عليه وسلم_ أنس بن مالك."
و قال محمد بن عبد الله الأنصاري: "مات أنس، وهو
ابن مئة وسبع سنين (107)
عن عبد الله بن يزيد الهذلي: "مات سنة اثنتين وتسعين (92 هـ)." اهـ
وقال البخارى فى "التاريخ الكبير":
عن قتادة :
لما مات أنس بن مالك
، قال مورق : ذهب اليوم نصف العلم . قيل : كيف ذاك يا أبا المعتمر؟ قال: كان الرجل من أهل الأهواء،
إذا خالفنا فى الحديث، قلنا: تعال إلى من سمعه من النبى _صلى الله عليه وسلم_.
روى له الجماعة . اهـ .
نص الحديث
وشرحه:
قال: وإني سمعتُهُ يقول – يعني: النبي _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_-:
"مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِيْ بأقوامٍ تُقرَضُ شفاهُهم بمقاريُضَ من نارٍ،
قلتُ: (من هؤلاء يا جبريلُ؟)
قال: (خطباءُ أمتِّكَ الذين يقولون ما لا يَفعلون)."
رواه البخاري، ومسلم، واللفظ له.
رواه ابن أبي الدنيا وابن حبان والبيهقي من حديث أنس، وزاد ابن أبي الدنيا والبيهقي في رواية لهما:
"ويقرؤون كتابَ الله ولا يعملَون بِهِ".
وفي "مسند البزار" = "البحر الزخار" (13/ 456) (رقم: 7231):
عَن أَنَس؛ أَن النَّبِيّ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم_ قَالَ:
"مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي بِقَوْمٍ تُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلاءِ؟ قَالَ: هَؤُلاءِ الْخُطَبَاءُ مِنْ أُمَّتِكَ، أَحْسَبُهُ قَالَ: الَّذِينَ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ."
في
"مسند أحمد" - عالم الكتب (3/ 120):
عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ :
"مَرَرْتُ
لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى قَوْمٍ تُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ
نَارٍ.
قَالَ: "قُلْتُ
مَنْ هَؤُلاَءِ؟" قَالُوا: "خُطَبَاءُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا مِمَّنْ كَانُوا يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ، وَيَنْسَوْنَ
أَنْفُسَهُمْ، وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ، أَفَلاَ يَعْقِلُونَ."
وفي
"مسند أحمد" – ط. عالم الكتب (3/ 231) (رقم: 13421):
عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ:
لَمَّا
أُسْرِيَ بِي مَرَرْتُ بِرِجَالٍ تُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ نَارٍ،
قَالَ: فَقُلْتُ: "مَنْ
هَؤُلاَءِ يَا جِبْرِيلُ؟"
قَالَ: "هَؤُلاَءِ
خُطَبَاءُ مِنْ أُمَّتِكَ يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ، وَيَنْسَوْنَ
أَنْفُسَهُمْ، وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ يَعْقِلُونَ."
مرقاة
المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (8/ 3221)
(يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ:
هَؤُلَاءِ خُطَبَاءُ مِنْ أُمَّتِكَ) : مِنْ بَيَانِيَّةٌ، وَفِي نُسْخَةٍ: خُطَبَاءُ
أُمَّتِكَ أَيْ: عُلَمَاؤُهُمْ وَوُعَّاظُهُمْ وَمَشَايِخُهُمْ، يَأْمُرُونَ النَّاسَ
بِالْبَرِّ وَيَنْسَوْنَ
أَنْفُسَهُمْ: مَحَطُّ
الْإِنْكَارِ الْجُمْلَةُ الثَّانِيَةُ،
وَإِنَّمَا
ذَكَرَ الْجُمْلَةَ الْأَوْلَى تَقْبِيحًا لِسُوءِ أَفْعَالِهِمْ وَأَقْوَالِهِمْ،
وَتَوْبِيخًا عَلَى عُلُومِهِمُ الْمَقْرُونَةِ بِتَرْكَ أَعْمَالِهِمْ، كَمَا
قَالَ تَعَالَى:
{أَتَأْمُرُونَ
النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ
أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [البقرة: 44]
أَيْ:
سُوءَ صَنِيعِكُمْ. وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ
تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 3]." اهـ
تخريج
الحديث:
أخرجه وكيع
في "الزهد" (ص: 568) (رقم: 297)، وعبد الله بن المبارك في "مسنده"
(ص: 15 و 78) (رقم: 27 و 132)، ابن المبارك في "الزهد والرقائق" (1/
282) (رقم: 819)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (7/ 335) (رقم: 36576)، أحمد
في "مسنده" – ط. عالم الكتب (3/ 120 و 3/ 180 و 3/ 231) (رقم: 12211 و 12856
و 13421 و 13515)، وأحمد بن حنبل في "الزهد" (ص: 40) (رقم: 244)، وعبد
بن حميد في "المنتخب" – ت. صبحي السامرائي (ص: 367) (رقم: 1222)، وابن
أبي أسامة في "مسند الحارث" كما في "بغية الباحث عن زوائد مسند
الحارث" (1/ 170 و 2/ 768) (رقم: 26 و 769)، والبزار في "مسنده" = "البحر
الزخار" (14/ 20) (رقم: 7418)، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (ص:
249) (رقم: 509)، وأبو يعلى الموصلي في "مسنده" (7/ 69 و 7/ 72) (رقم: 3992
و 3996)، والخطيب في "تاريخ بغداد" – ت. بشار (7/ 152 و 13/ 504) (رقم: 2050
و 3998)، والبغوي في "شرح السنة" (14/ 353) (رقم: 4159)، وأبو شجاع
الديلميّ الهمذاني في "الفردوس بمأثور الخطاب" (2/ 254) (رقم: 3185)، وابن
عساكر في "معجمه" (2/ 667) (رقم: 828) عن علي بن زيد بن جدعان
عن أنس بن مالك _رضي الله عنه_.
وصححه الألباني _رحمه الله_ في "صحيح موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان"
(1/ 109) (رقم: 34)، و"سلسلة الأحاديث الصحيحة" (1/ 585) (رقم: 291)، و"الإسراء
والمعراج" (ص: 52).
أخرجه ابن
حبان في "صحيحه" (1/ 249) (رقم: 53)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء
وطبقات الأصفياء" (8/ 44) عَنْ
مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
والحديث حسن
صحيح: صرح به الألباني _رحمه
الله_ في "التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان" (1/ 183) (رقم: 53)، و
"صحيح الترغيب والترهيب" (2/ 584) (رقم: 2327).
وأخرجه البزار في "مسنده" = "البحر الزخار" (13/ 456) (رقم: 7231) عَن قَتادة، عَن أَنَس (وفيه: عُمَر بْنُ نَبْهَانَ، وهو ضعيف)
وأخرجه
الطبراني في "المعجم الأوسط" (8/ 144) (رقم: 8223)، وأبو نعيم في "حلية
الأولياء وطبقات الأصفياء" (6/ 249) عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
وأخرجه
البيهقي في "شعب الإيمان" (7/ 39) (رقم: 4614): عَنْ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
من فوائد الحديث:
1/ الإِسراء والمعراج
كَانَا يقظة لَا مناما
وقال أبو القاسم،
الملقب بـ"قوام السنة" (المتوفى: 535 هـ) _رحمه الله_ في "الحجة في
بيان المحجة" (1/ 550_552):
"فصل: فِي أَن
الإِسراء والمعراج كَانَا يقظة لَا مناما___، قَالَ بعض الْعلمَاء: قَوْله
تَعَالَى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا} [الإسراء: 1]،
(سُبْحَانَ)
هَا هُنَا: للتعجب، فَوَجَبَ أَن يحمل عَلَى مَا هُوَ أعجب، وَلَو كَانَ عرج
بِرُوحِهِ دونه بدنه، لم يكن فِيهِ كَبِير عجب، لأَنَّ الرجل قد يرى فِي مَنَامه
أَنه عرج بِهِ إِلَى السَّمَاء، فَإِذَا أخبر بِهِ لم يتعجب مِنْهُ، وَلم ينْسب
إِلَى الْكَذِب.
وَقَالَ
أَبُو حَامِد الْمقري[4]:
"لَو
كَانَ ذَلِك فِي النّوم، لَمَا كَانَ دلَالَةً عَلَى النُّبُوَّة، إِذ مثل ذَلِك
جَائِز عَلَى غير الْأَنْبِيَاء أَن يروها فِي النّوم، وَلَا معنى لرد مَا تظاهرت
بِهِ الْأَخْبَار عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ –."...___
وَقَالَ
أَبُو صَالح:
"كَانَت
رُؤْيا يقظةٍ. وَقَول من قَالَ: (ظَاهر الرُّؤْيَا أَن يكون فِي النّوم دون
الْيَقَظَة)، وَقد يَقع هَذَا الِاسْم عَلَى الرُّؤْيَة فِي الْيَقَظَة بِدَلِيل
مَا رُوِيَ عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي حَدِيث
الْمِعْرَاج: (رَأَيْت كَذَا وَرَأَيْت كَذَا).
وَقَالَ
أهل اللُّغَة: رَأَيْت فِي الْيَقَظَة رُؤْيَةً ورؤيا مِثْلُ قُرْبَةٍ وقُرْبَى.
وَرُوِيَ
عَنِ ابْن عَبَّاس _رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ_ أَنه قَالَ فِي قَوْله _عَزَّ وَجَلَّ_:
{وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ} [الإسراء: 60]: إِنها رُؤْيَة
عين ويقظة لَا رُؤْيَة مَنَام.
قَالَ بعض
الْعلمَاء فِي حَدِيث الْمِعْرَاج: (مِنْهُ مَا كَانَ فِي حَال النّوم، وَمِنْه مَا كَانَ عيَانًا،
فَمَا كَانَ مِنْهُ رُؤْيا فمخرجه مخرج الْوَحْي)." اهـ
ثم قال أبو القاسم،
الملقب بقوام السنة (المتوفى: 535 هـ) _رحمه الله_ "الحجة في بيان المحجة"
(1/ 552):
"وَأما مَا رُوِيَ
فِي حَدِيث مَالك بْن صعصعة:
(أَنه كَانَ بَين
النَّائِم واليقضان)،
فتفصيل ذَلِك: أَنه كَانَ فِي ابْتِدَاء حَاله نَائِما أَو بَين النَّائِم
وَالْيَقظَان فأوقظ وَأتي بطست فَغسل قلبه، ثُمَّ أَتَى بِالْبُرَاقِ فَرَكبهُ،
فَكَانَ الإِسراء فِي حَال الْيَقَظَة لَا فِي الْمَنَام، وإِذَا حمل عَلَى هَذَا،
انْتهى الِاخْتِلَافُ." اهـ
2/ وَعِيدُ مَنْ
يَأْمُرُ بِالْمَعْرِوفِ وَلا يَأْتِيهِ
وقال البغوي _رحمه
الله_ في "شرح السنة" (14/ 350):
"بَابُ وَعِيدِ مَنْ
يَأْمُرُ بِالْمَعْرِوفِ وَلا يَأْتِيهِ
قَالَ اللَّهُ
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ
أَنْفُسَكُمْ} [الْبَقَرَة: 44]، وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {لِمَ
تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصَّفّ: 2]، وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ إِخْبَارًا
عَنْ شُعَيْبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا
أَنْهَاكُمْ عَنْهُ} [هود: 88] أَيْ: لَسْتُ أَنْهَاكُمْ عَنْ شَيْءٍ وَأَدْخُلُ
فِيهِ،
وَقَالَ
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ
الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10]،
قَالَ الضَّحَّاكُ
بْنُ مُزَاحِمٍ:
«الْعَمَلُ
الصَّالِحُ يَرْفَعُ الْكَلامَ الطَّيِّبَ إِلَى اللَّهِ، فَإِذَا كَانَ كَلامٌ
طَيِّبٌ وَعَمَلٌ سَيِّئٌ رُدَّ الْقَوْلُ عَلَى الْعَمَلِ»،
وَقَالَ قَتَادَةُ:
" {وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10] قَالَ: يَرْفَعُ اللَّهُ
الْعَمَلَ الصَّالِحَ لِصَاحِبِهِ." اهـ
أبو عبد الله محمد
بن أحمد الأنصاري الخزرجي، شمس الدين القرطبي (المتوفى: 671هـ) _رحمه الله_ في "التذكرة
بأحوال الموتى وأمور الآخرة" (ص: 890):
"باب ما جاء في شدة
عذاب من أمر بالمعروف ولم يأته ونهى عن المنكر وأتاه، ذكر الخطباء، وفيمن خالف
قوله فعله وفي أعوان الظلمة كلاب النار." اهـ
3/ الَّذِي يَأْمُرُ
بِالْمَعْرُوفِ يَحْتَاجُ إِلَى خَمْسَةِ أَشْيَاءَ
وقال أبو الليث السمرقندي
_رحمه الله_ في "تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين" (ص:
99):
"فَالَّذِي يَأْمُرُ
بِالْمَعْرُوفِ يَحْتَاجُ إِلَى خَمْسَةِ أَشْيَاءَ:
أَوَّلُهَا:
الْعِلْمُ لِأَنَّ الْجَاهِلَ لَا يُحْسِنُ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ،
وَالثَّانِي: أَنْ
يَقْصِدَ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَى وَإِعْزَازَ الدِّينِ،
وَالثَّالِثُ:
الشَّفَقَةُ عَلَى مَنْ يَأْمُرُ بِاللِّينِ وَالتَّوَدُّدِ وَلَا يَكُونُ فَظًّا
غَلِيظًا، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِمُوسَى وَهَارُونَ _عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ
وَالسَّلَامُ_ حِينَ بَعَثَهُمَا إِلَى فِرْعَوْنَ: {فَقُولا لَهُ قَوْلا
لَيِّنًا} [طه: 44]،
وَالرَّابِعُ: أَنْ
يَكُونَ صَبُورًا رَحِيمًا لِأَنَّ اللَّهَ _تَعَالَى_ قَالَ فِي قِصَّةِ
لُقْمَانَ _عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ_: {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ
عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ} [لقمان: 17]
وَالْخَامِسُ: أَنْ يَكُونَ عَامِلًا بِمَا يَأْمُرُ بِهِ لِكَيْلَا يُعَيَّرَ بِهِ،
وَلِئَلَّا يَدْخُلَ تَحْتَ قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ
بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} [البقرة: 44]،
4/ التعذيب لنسيان
أنفسهم لا للأمر
وقال عبد الحق
الدهلوي _رحمه الله_ في "لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح" (8/ 387):
"التعذيب لنسيان
أنفسهم لا للأمر، كما قالوا في قوله تعالى: {لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ}
[الصف: 2]:
إن الإنكار راجع
إلى عدم الفعل لا إلى القول، ولا ينافي جواز الأمر بالمعروف مع عدم فعله كما هو
المختار." اهـ
5/ إثبات الإسراء
والمعراج
وقال الهيثمي في
"موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان" (ص: 38) (رقم: 7):
"بَاب مَا
جَاءَ فِي الْوَحْي والإسراء."
6/ فيه: ذم الكذب
وقال ابن أبي
الدنيا في "الصمت" (ص: 234):
"بَابُ ذَمِّ
الْكَذِبِ."
7/ ذمُّ مَنْ
يَأْمُرُ بِالْمَعْرِوفِ وَلا يَأْتِيهِ
وقال السيوطي في
"القصاص والمذكرين" (ص: 205):
"الْبَابُ
الثَّامِنُ: فِي ذَمِّ مَنْ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَا يَأْتَمِرُ _صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ_."
8/ سبب مضاعفة عَذَابُ
الْعَالِمِ فِي مَعْصِيتِهِ
وقال الشيح عبد
العزيز بن محمد السلمان _رحمه الله_ في "موارد الظمآن لدروس الزمان" (2/
16):
"وَإِنَّمَا
يُضَاعَفْ عَذَابُ الْعَالِمِ فِي مَعْصِيتِهِ، لأَنَّهُ عَصَى عَنْ عِلْمٍ.
قَالَ اللهُ
تَعَالَى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا
يَعْلَمُونَ } [الزمر: 9]،
وَلأَنَّهُ
قُدْوَةٌ، فَيَزِلُّ بِزَلَتِهِ خَلْقٌ كَثِيرُونَ، وَلِذَلِكَ قِيلَ: (زِلْةُ
الْعَالِمِ زَلْةُ الْعَالَمِ). وَقِيلَ: (كَالسَّفِينَة إِذَا غَرَقَتْ، غَرَقَ
مَعَهَا أُمَمٌ مَا يُحْصِيهُمْ إِلا اللهُ).
وَفِي الْخَبَرِ:
«وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيْئِةً فَعَلَيْهِ وِزْرَهَا وَوِزْرَ مَنْ عَمِلَ بِهَا
مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْتَقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا» [م ت س ق].
وَذَلِكَ أَنَّ أَتْبَاعَهُمْ
اقْتَدَوا بِهِمْ فِي السُّوءِ فَيَنَالُهُمْ مِثْلَ عِقَابِ أَتْبَاعِهِمْ،
قَالَ تَعَالَى:
{وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ}،
وَقَالَ:
{لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ
الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ} .
قَالَ: وَجُمْلَةُ
الأَمْرِ أَنَّ مَنْ فَتَحَ بَابِ الشَّرِّ لِغَيْرِهِ، وَسَهَّلَ لَهُ الدُّخُولَ
فِيهِ، فَقَدْ عَظُمَ عَذَابُهُ. وَكَذَلِكَ مَنْ دَعَا إِلَى خَيْرٍ، وَأَمَرَ
بِالْمَعْرُوفِ، وَسَهَّلَ لَهُ طَرِيقَهُ، فَقَدْ عَظُمَ قَدْرُهُ، وَحَسُنَ
جَزَاؤُهُ عِنْدَ اللهِ _تَعَالَى_. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ وَالتّرمذي." اهـ
9/ هذا وعيد شديد يدل
على أن هذا من الكبائر
وقال عبد العزيز الراجحي
_رحمه الله_ في "شرح صحيح ابن حبان" (3/ 11):
"وهذا فيه الوعيد
الشديد على من كان يقول الخير ويأمر به ولا يفعله، وقوله: (تقرض شفاههم بمقاريض من
نار)،
هذا وعيد شديد يدل
على أن هذا من الكبائر، والله تعالى نهى من يقول
ولا يفعل قال الله تعالى:
{أَتَأْمُرُونَ
النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ
أَفَلا تَعْقِلُونَ} [البقرة:44]،
أنكر على اليهود
كونهم يأمرون الناس بالخير وينسون أنفسهم، وقال تعالى:
{يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ
اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} [الصف:2 - 3].
وقال سبحانه عن
نبيه شعيب:
{وَمَا أُرِيدُ
أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ} [هود:88]،
وجاء في الحديث:
(أنه يؤتى بالرجل يوم القيامة، فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه، فيدور كما يدور
الحمار في الرحى، فيجتمع عليه أهل النار، فيقولون له: ما لك يا فلان؟ ألم تكن تأمرنا
بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟! فيقول: بلى كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وكنت
أنهاكم عن المنكر وآتيه)،
وهذا يدل على
الوعيد الشديد، وأن من يأمر بالخير وينسى نفسه ويخالف قوله فعله فإن عليه هذا
الوعيد الشديد، وقد ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب." اهـ
10/ الواجب على العبد
إصلاح نفسه قبل إصلاح غيره
وقال العثيمين
_رحمه الله_ في "لقاء الباب المفتوح" (52/ 7) – الشاملة:
"الواجب على العبد
أن يصلح نفسه أولاً، ثم يسعى في إصلاح غيره، فهنا واجبان: واجب للنفس وواجب للغير.
فالعاقل يبدأ أولاً
بنفسه ثم يحاول إصلاح غيره، وقد أنكر الله _عز وجل_ على من يأمرون الناس بالبر
وينسون أنفسهم،
فقال _تعالى_:
{أَتَأْمُرُونَ
النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ
أَفَلا تَعْقِلُونَ} [البقرة:44]،
ولكن مع ذلك
فالواجب على هذا الإنسان أن يأمر بالمعروف وإن كان لا يفعله، وكذلك يجب عليه أن
ينهى عن المنكر وإن كان يفعله، لأنه لو ترك الأمر بالمعروف وهو لا يفعله أضاع
واجبين، ولو ترك النهي عن المنكر وهو يفعله أضاع واجبين أيضاً، فإذا أضاع أحد
الواجبين وجب عليه الثاني، ولو أن الإنسان لا يأمر إلا بما يفعل ولا ينهى إلا عما
ترك لسقط كثير من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأضرب لهذا مثلاً
برجل ينهى عن الغيبة، والغيبة هي: ذكرك أخاك بما يكره، لكن هو يغتاب الناس،
هل نقول: لا تنه عن
الغيبة لأنك تغتاب الناس؟ لو قلنا بهذا لكان أكثر الناس لا ينهون عن الغيبة، من
الذي يسلم من الغيبة إلا من شاء الله؟
لهذا نقول: مُر
بالمعروف وإن كنت لا تفعله، لكن ذلك سوف يكون حجة عليك يوم القيامة، وانهَ عن
المنكر وإن كنت تفعله، ولكن هذا سيكون حجة عليك يوم القيامة." اهـ
11/ تحذير الداعي من مخالفة
قولِه فعلَه
قال الشيخ حمود بن
عبد الله التويجري _رحمه الله_ في "القول المحرر في الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر" (ص: 110):
"فصل [في التحذير أن
يخالف قول الآمر والناهي فعله]
وليحذر الآمر بالمعروف
والناهي عن المنكر أن يخالف قولُه فعلَه، فإن الله تعالى يمقت على ذلك أشد المقت
مع ما يدخره لصاحبه من العذاب الْمُهِيْنِ في الآخرة.
قال الله تعالى:
{يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ
اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)} [الصف: 2، 3]
وقال تعالى:
{أَتَأْمُرُونَ
النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ
أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [البقرة: 44]." اهـ
[1] وفي اللباب في تهذيب الأنساب (3/ 298) لابن الأثير :
"النِّسْبَة إِلَى النجار واسْمه تيم اللات بن
ثَعْلَبَة بن عَمْرو بن الْخَزْرَج وَإِنَّمَا قيل النجار لِأَنَّهُ اختتن بقدوم
وَقيل لِأَنَّهُ ضرب رجلا بقدوم." اهـ
[2] والأثر
ضعيف لأجله
[3] وهو: الطاعون
[4] وقال الذهبي في
"سير
أعلام النبلاء" – ط. الرسالة (15/ 548) (رقم: 326):
ابْنُ حَسْنُوَيْه أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ
النَّيْسَابُوْرِيُّ * الشَّيْخُ، المُعَمَّرُ الشَّهيرُ، أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ
بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ شَاذَانَ النَّيْسَابُوْرِيُّ، التَّاجِرُ،
السَّفَّارُ، ابْنُ حَسنُويه.
قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعَ مِنْ أَبِي عِيْسَى التِّرْمِذِيّ
جُمْلَةً مِنْ مصنَّفَاته، وَأَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ، وَالسَّرِيّ ابْن
خُزَيْمَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاء، وَالحَارِث بنِ أَبِي
أُسَامَةَ، وَكَانَ مِنَ المُجْتَهدين فِي العِبَادَةِ اللَّيْلَّ وَالنَّهَارَ."
اهـ
قال ابن حجر _رحمه الله_ في "لسان
الميزان" – ت. أبي غدة (1/ 540) (رقم: 641): أحمد بن علي بن حَسْنُوْيَه
المقرىء النيسابوري، أبو حامد، شيخ لأبي عبد الله الحاكم." اهـ
توفي أبو حامد ابن حسنويه النيسابوري _رحمه الله_
سنة 350 هـ.
قال الذهبي _رحمه الله_ في "سير أعلام النبلاء"
– ط. الرسالة (15/ 550): "قَالَ أَبُو القَاسِمِ بن مَنْدَة: تُوُفِّيَ فِي
رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ." اهـ
Komentar
Posting Komentar