شرح الحديث 85 من باب الاستقامة - رياض الصالحين

 

وَقالَ تَعَالَى:

{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (14)} [الأحقاف: 13، 14]

 

تفسير الآيتينِ:

 

وقال محمد بن جرير الآمُلِيُّ[1]، الشهير بـ"أَبي جعفرٍ الطَّبَرِيُّ" (المتوفى: 310هـ) _رحمه الله_ في "جامع البيان" – ت. شاكر (22/ 111):

"يقول _تعالى ذكره_: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ) الذي لا إله غيره (ثُمَّ اسْتَقَامُوا) على تصديقهم بذلك فلم يخلطوه بشرك، ولم يخالفوا الله في أمره ونهيه (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) من فزع يوم القيامة وأهواله (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) على ما خلفوا وراءهم بعد مماتهم.

وقوله (أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ) يقول تعالى ذكره: هؤلاء الذين قالوا هذا القول، واستقاموا أهل الجنة وسكانها (خَالِدِينَ فِيهَا) يقول: ماكثين فيها أبدا (جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) يقول: ثوابا منا لهم آتيناهم ذلك على أعمالهم الصالحة التي كانوا في الدنيا يعملونها." اهـ

 

محمد بن علي اليمني، المعروف بـ"الشوكاني" (المتوفى: 1250هـ) _رحمه الله_ في "فتح القدير" (5/ 21):

"(إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا) أَيْ: جَمَعُوا بَيْنَ التَّوْحِيدِ وَالِاسْتِقَامَةِ عَلَى الشَّرِيعَةِ." اهـ

 

وقال زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن، السَلامي، البغدادي، ثم الدمشقي، الحنبلي (المتوفى: 795 هـ) _رحمه الله_ في "جامع العلوم والحكم" – ط. الرسالة، بتحقيق الأرنؤوط (1/ 511_512):

"فَأَصْلُ الِاسْتِقَامَةِ اسْتِقَامَةُ الْقَلْبِ عَلَى التَّوْحِيدِ، كَمَا فَسَّرَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَغَيْرُهُ قَوْلَهُ: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [الأحقاف: 13] [الْأَحْقَافِ: 13] بِأَنَّهُمْ لَمْ___يَلْتَفِتُوا إِلَى غَيْرِهِ،

فَمَتَى اسْتَقَامَ الْقَلْبُ عَلَى مَعْرِفَةِ اللَّهِ، وَعَلَى خَشْيَتِهِ، وَإِجْلَالِهِ، وَمَهَابَتِهِ، وَمَحَبَّتِهِ، وَإِرَادَتِهِ، وَرَجَائِهِ، وَدُعَائِهِ، وَالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ، وَالْإِعْرَاضِ عَمَّا سِوَاهُ، اسْتَقَامَتِ الْجَوَارِحُ كُلُّهَا عَلَى طَاعَتِهِ،

فَإِنَّ الْقَلْبَ هُوَ مَلِكُ الْأَعْضَاءِ، وَهِيَ جُنُودُهُ، فَإِذَا اسْتَقَامَ الْمَلِكُ، اسْتَقَامَتْ جُنُودُهُ وَرَعَايَاهُ، وَكَذَلِكَ فُسِّرَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا} [الروم: 30] [الرُّومِ: 30] بِإِخْلَاصِ الْقَصْدِ لِلَّهِ وَإِرَادَتِهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ.

وَأَعْظَمُ مَا يُرَاعَى اسْتِقَامَتُهُ بَعْدَ الْقَلْبِ مِنَ الْجَوَارِحِ اللِّسَانُ، فَإِنَّهُ تُرْجُمَانُ الْقَلْبِ وَالْمُعَبِّرُ عَنْهُ،

وَلِهَذَا لَمَّا أَمَرَ النَّبِيُّ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ بِالِاسْتِقَامَةِ، وَصَّاهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِحِفْظِ لِسَانِهِ،

وَفِي " مُسْنَدِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ " عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ قَالَ :

«لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ»

وَفِي " التِّرْمِذِيِّ " عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَرْفُوعًا وَمَوْقُوفًا: " «إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ، فَإِنَّ الْأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ، فَتَقُولُ: اتَّقِ اللَّهَ فِينَا، فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ، فَإِنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا، وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا» "[2].

  

[85] وعن أبي عمرو (وقيل: أبي عَمرة) سفيان بن عبد الله _رضي الله عنه_ قَالَ:

قُلْتُ : "يَا رَسُول الله، قُلْ لي في الإسْلامِ قَولاً، لا أسْأَلُ عَنْهُ أَحَداً غَيْرَكَ.

قَالَ : «قُلْ : آمَنْتُ بِاللهِ، ثُمَّ استَقِمْ». رواه مسلم.

 

ترجمة سُفْيَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الثقفي _رضي الله عنه_:

 

سفيان بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن مالك بن حُطيط بن جشم بن قَسِيِّ (وهو ثقيف) بن مُنَبِّه بن بكْر بن هوازنَ بْنِ منصورِ بنِ عِكْرِمَةَ بن خَصَفَة بن قيس بن عيلان بن مُضَرَ بن نَعَدّ بن عَدنَان[3]

 

وفي تاريخ الإسلام ت بشار (2/ 412) للذهبي :

"سُفْيَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ، وَقِيلَ: ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَطِيطِ بْنِ عَمْرٍو الثَّقَفِيُّ الطَّائِفِيُّ. [الوفاة: 41 - 50 هـ].

وَلِيَ الطَّائِفَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَلَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ ".". اهـ

 

الاستيعاب في معرفة الأصحاب (2/ 630) (رقم: 1003):

سفيان بن عبد الله بن ربيعة الثقفي، معدود في أهل الطائف. له صحبة وسماع ورواية، كان عاملا لعمر بن الخطاب على الطائف، ولاه عليها إذ عزل عثمان بن أبي العاص عنها، ونقل عثمان بن أبي العاص حينئذ إلى البحرين، يعد في البصريين." اهـ

 

الطبقات الكبرى ط العلمية (6/ 52) (رقم: 1681):

سفيان بن عبد الله الثقفي. وكان قد ولي الطائف. وكان في الوفد أيضا الذين قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -." اهـ

 

معرفة الصحابة لأبي نعيم (3/ 1385):

"سُفْيَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ الثَّقَفِيُّ الطَّائِفِيُّ، رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ اللهِ، وَعُرْوَةُ ابْنَا الزُّبَيْرِ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ سُفْيَانَ ابْنُهُ، وَنَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ، اسْتَعْمَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى الْعُشُورِ وَالصَّدَقَاتِ، سَكَنَ الْمَدِينَةَ." اهـ

 

إكمال تهذيب الكمال (5/ 409) 2078):

(م ت س ق) سفيان بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث (ويقال سفيان بن عبد الله بن حطيط) الثقفي، أبو عمرو، ويقال: أبو عمرة الطائفي.

عمل لعمر على أهل الطائف.

وقال أبو نعيم الأصبهاني: استعمله عمر على العشور والصدقات سكن المدينة.

وقال أبو عمر: ويعد في البصريين وله صحبة وسماع.

وفي كتاب العسكري: سفيان بن عبد الله بن أبي ربيعة بن الحارث بن مالك بن خطيط بن جشم.

وكناه ابن الجوزي في كتاب «الصحابة»: أبا عبد الله." اهـ

 

نص الحديث وشرحه:

 

وعن أبي عمرو (وقيل: أبي عَمرة) سفيان بن عبد الله _رضي الله عنه_ قَالَ:

قُلْتُ : "يَا رَسُول الله، قُلْ لي في الإسْلامِ قَولاً

 

[تعليق]:

وفي "شرح المشكاة" للطيبي = "الكاشف عن حقائق السنن" (2/ 456_457) :

"قوله: (قل لي في الإسلام)، أي: قل لي فيما يكمل الإسلام به، ويراعى به حقوقه، ويستدل به على توابعه ولواحقه قولا لا أفتقر معه أن___أسأل أحدّا غيرك." اهـ

 

لا أسْأَلُ عَنْهُ أَحَداً غَيْرَكَ

 

[تعليق]:

وفي "المعين على تفهم الأربعين" – ت. دغش (ص: 265_266) لابن الملقن:

"وقوله : (لا أَسْألُ عنهُ أحَدًا غيرَكَ) أي : جامِعًا لِمَعاني الإسلام، واضِحًا في نفسهِ بحيث لا يحتاج إلى تفسير غيركَ، كافيًا لا أحتاج إلى سؤال غيرك، وهو___نحوٌ مِمَّا سبقَ في قوله: "لا تغضَب" اهـ

 

قَالَ: «قُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ،

 

شرح رياض الصالحين (1/ 571)

 فقوله عليه الصلاة والسلام: ((قل: آمنت)) ليس المراد بذلك مجرد القول باللسان، فان من الناس من يقول: آمنت بالله واليوم الآخر، وما هم بمؤمنين. ولكن المراد بذلك قول القلب واللسان أيضا. أي: أن يقول الإنسان

بلسانه، بعد أن يقر ذلك في قلبه، ويعتقده اعتقادا جازما لا شك فيه، لأنه لا يكفي الإيمان بالقلب، ولا الإيمان باللسان، لا بد من الإيمان بالقلب واللسان، ولهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام_ يقول وهو يدعو الناس إلي الإسلام _ يقول: ((يا أيها الناس قولوا لا اله إلا الله تفلحوا)) فقال: ((قولوا)) أي: بألسنتكم. كما انه لا بد من القول بالقلب.

 

شرح رياض الصالحين (1/ 571)

وقوله: ((آمنت بالله)) يشمل الإيمان بوجود الله عز وجل، وبربو بيته، وبألوهيته، وبأسمائه وبصفاته، وبأحكامه، وبأخباره، وكل ما يأتي من___قِبَلِهِ_ عز وجل_ تؤمن به." اهـ

 

ثُمَّ استَقِمْ». رواه مسلم.

 

[تعليق]:

 

وفي "كشف المشكل من حديث الصحيحين" (4/ 220) لابن الجوزي:

"وَالْمعْنَى: اسْتَقِم على الْعَمَل بِطَاعَة الله." اهـ

 

الفتح المبين بشرح الأربعين (ص: 386) لابن الملقن :

"(ثم استقم) على عمل الطاعات، والانتهاء عن جميع المخالفات؛ إذ لا تتأتى الاستقامة مع شيءٍ من الاعوجاج؛ فإنها ضده".

 

التيسير بشرح الجامع الصغير (2/ 198) :

(ثمَّ اسْتَقِم) أَي : الزم عمل الطَّاعَات والانتهاء عَن المخالفات إِذْ لَا يُمكن مَعَ شئ من العوج فَإِنَّهَا ضِدّه

 

وفي جامع العلوم والحكم ت الأرنؤوط (1/ 510):

"وَالِاسْتِقَامَةُ: هِيَ سُلُوكُ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ، وَهُوَ الدِّينُ الْقَيِّمُ مِنْ غَيْرِ تَعْرِيجٍ عَنْهُ يُمْنَةً وَلَا يُسْرَةً، وَيَشْمَلُ ذَلِكَ فِعْلَ الطَّاعَاتِ كُلِّهَا، الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ، وَتَرْكَ الْمَنْهِيَّاتِ كُلِّهَا كَذَلِكَ، فَصَارَتْ هَذِهِ الْوَصِيَّةُ جَامِعَةً لِخِصَالِ الدِّينِ كُلِّهَا." اهـ

 

شرح رياض الصالحين (1/ 572)

فإذا آمنت، بذلك فاستقم علي دين الله، ولا تحد عنه يمينا ولا شمالا، لا تقصر ولا تزد. فاستقم علي الدين، واستقم علي شهادة أن لا اله إلا الله وان محمد رسول الله، وذلك بالإخلاص لله عز وجل، والمتابعة لرسول الله صلي الله عليه وسلم، واستقم علي الصلاة، وعلي الزكاة، والصيام والحج، وعلي جميع شريعة الله.

 

وفي مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (1/ 84) للقاري :

"هَذَا مُقْتَبَسٌ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [فصلت: 30] يَعْنِي عَلَى امْتِثَالِ الْأَوَامِرِ، وَاجْتِنَابِ الزَّوَاجِرِ {فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 38] وَفِي آيَةٍ أُخْرَى: {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت: 30] الْآيَاتِ." اهـ

 

تخريج الحديث :

 

أخرجه مسلم في صحيحه (1/ 65) (رقم : 38)، والترمذي في سننه (4/ 607) (رقم : 2410)، وابن ماجه في سننه (2/ 1314) (رقم : 3972)، وأحمد في مسنده (24/ 141) (رقم : 15416)، وغيرهم.

 

المعنى الإجمالي للحديث :

 

الشرح الموجز المفيد (ص: 43_44)[4]:

"يخبرنا الصحابي راوي هذا الحديث أنه طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلمه ما يحتاج إليه في دينه قولا جامعا شاملا لمعانق الإسلام واضحا جليا لا يحتاج إلى تفسير كافيا لا يحتاج معه إلى سؤال غيره، فأمره الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يداوم على الإيمان، ثم يعتدل ويستقيم على ما يقتضيه الإيمان من امتثال الأوامر ندبها___وواجبها. واجتناب النواهي حرامها ومكروهها،

فإذا عمل بهذا فقد نجا وفاز في دنياه وآخرته، وقد ورد في القرآن العزيز الفضل العظيم لمن آمن بالله ثم استقام.

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ}." اهـ

 

من فوائد الحديث :

 

شرح النووي على مسلم (2/ 9) :

"قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ _رَحِمَهُ اللَّهُ_ :

"هَذَا مِنْ جَوَامِعِ كَلِمِهِ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_، وَهُوَ مُطَابِقٌ لِقَوْلِهِ _تَعَالَى_ :

(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا الله ثم استقاموا)، أَيْ: وَحَّدُوا اللَّهَ، وَآمَنُوا بِهِ، ثُمَّ اسْتَقَامُوا، فَلَمْ يَحِيدُوا عَنِ التَّوْحِيدِ، وَالْتَزَمُوا طَاعَتَهُ _سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى_ إِلَى أَنْ تُوُفُّوا عَلَى ذَلِكَ.

وَعَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ مِنَ الصَّحَابَةِ فَمَنْ بَعْدَهُمْ، وَهُوَ مَعْنَى الْحَدِيثِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى".[5]

هَذَا آخَرُ كَلَامِ الْقَاضِي رَحِمَهُ اللَّهُ." اهـ

 

المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (1/ 138) :

"(قُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ، ثُمَّ اسْتَقِمْ): دليلٌ على أنَّ النبيَّ ِ _صلى الله عليه وسلم_ أُوتِيَ جوامعَ الكَلِمِ، واختُصِرَ له القول اختصارًا؛ كما قاله النبيُّ ِ _صلى الله عليه وسلم_ مُخْبِرًا بذلك عن نفسه؛ فإنّه ِ _صلى الله عليه وسلم_ جمَعَ لهذا السائلِ في هاتَيْن الكلمتَيْن معانيَ الإسلام والإيمانِ كلَّها؛ فإنَّه أمره أن يجدِّدَ إيمانَهُ متذكِّرًا بقلبه، وذاكرًا بلسانه.

ويقتضي هذا استحضارَ تفصيلِ معاني الإيمانِ الشرعيِّ بقلبه - التي تقدَّم ذكرُهَا في حديثِ جبريل ـ عليه السلام ـ - وأَمْرِهِ بالاِستقامةِ على أعمال الطاعاتْ، والانتهاءِ عن جميع المخالفاتْ؛ إذْ لا تتأتَّى الاستقامةُ مع شيء من الاعوجاج، فإنَّها ضِدُّه." اهـ[6]

 

تطريز رياض الصالحين (ص: 79):

"هذا الحديث جمع معاني الإِسلام والإِيمان كلها، وهو على وفاق قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [فصلت: 30].

قال بعض العارفين: مرجع الاستقامة إلى أمرين :

* صحة الإيمان بالله.

* واتباع ما جاء به رسول الله ظاهرًا وباطنًا.

وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:

«استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن» ." اهـ

 

التعيين في شرح الأربعين (1/ 170) لابن الملقن :

"وهذا على اختصاره من أجمع الأحاديث لأصول الإسلام، إذ الإسلام توحيد وطاعة، فالتوحيد حاصل بقوله : (آمنت بالله)

والطاعة حاصلة بجميع أنواعها في ضمن قوله: (استقم)، لأن الاستقامة هي امتثال كل مأمور، واجتناب كل محظور، وذلك يدخل فيه أعمال القلوب والأبدان من الإيمان والإسلام والإحسان." اهـ

 

المفاتيح في شرح المصابيح (1/ 86) للزيداني :

"وقوله _عليه السلام : (ثم استقم) لفظٌ جامعٌ للإتيانِ بجميع الأوامر، والانتهاءِ عن جميع المناهي؛ لأنه لو ترك أمرًا لم يكن مستقيمًا على الطريق المستقيم، بل عدل عنه حتى يرجع إليه،

ولو فعل منهيًا، فقد عَدَلَ عن الطريق المستقيم أيضًا حتى يتوبَ، ولهذا قال رسول الله _عليه السلام_: (شَيَّبَتْنِيْ سُوْرَةُ هود)[7] يعني: قوله تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ}؛ لأن الاستقامة كما يحبُّ الله ويرضى شديدةٌ." اهـ

 

في "بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار" – ط. الرشد (ص: 22):

فهذا الرجل طلب من النبي _صلّى الله عليه وسلم_ كلاماً جامعاً للخير نافعاً، مُوْصِلاً صاحبَه إلى الفلاح. فأمره النبي _صلّى الله عليه وسلم_ بالإيمان بالله الذي يشمل ما يجب اعتقادُه: من عقائد الإيمان، وأصوله، وما يتبع ذلك: من أعمال القلوب، والانقياد والاستسلام لله، باطناً وظاهراً، ثم الدوام على ذلك، والاستقامة عليه إلى الممات. وهو نظير قوله تعالى:

{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} [فصّلت:3] .

فرتب على الإيمان والاستقامة: السلامة من جميع الشرور، وحصول الجنة وجميع المحاب.

وقد دلت نصوص الكتاب والسنة الكثيرة على أن الإيمان يشمل ما في القلوب من العقائد الصحيحة، وأعمال القلوب: من الرغبة في الخير، والرهبة من الشر، وإرادة الخير، وكراهة الشر. ومن أعمال الجوارح، ولا يتم ذلك إلا بالثبات عليه." اهـ

 

في "التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثا النووية" (ص: 47):

يستفاد منه:

1 - الأمر بالاستقامة، وهي الإصابة في جميع الأقوال والأفعال والمقاصد. وأصلها استقامة القلب على التوحيد التي فسر بها أبو بكر الصديق قوله تعالى: ((إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا))

فمتى استقام القلب على معرفة الله وخشيته، وإجلاله، ومهابته، ومحبته، وإرادته، ورجائه، ودعائه، والتوكل عليه، والإعراض عما سواه، استقامت الجوارح كلها على طاعته، فإن القلب ملك الأعضاء وهي جنوده، فإذا استقام الملك استقامت جنوده.

 

شرح الأربعين النووية للعثيمين (ص: 213_214) :

"من فوائد هذا الحديث :

1_ حرص الصحابة رضي الله عنهم على العلم، وذلك لما يرد على النبي صلى الله عليه وسلم منهم من الأسئلة.

2_ عقل أبي عمرو أو أبي عمرة رضي الله عنه حيث سأل هذا السؤال العظيم الذي فيه النهاية، ويستغنى عن سؤال أي أحد.

3_ أن الإنسان ينبغي له أن يسأل عن العلم السؤال الجامع المانع حتى لا تشتبه عليه العلوم وتختلط، لقوله : "قَولاً لا أَسأَلُ عَنهُ أَحَدَاً غَيْرَك"،___

4_ أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطي جوامع الكلم حيث جمع كل الدين في كلمتين: "آمَنتُ بِاللهِ، ثُمَّ استَقِم" وهذا يشهد له قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (الاحقاف: 13) وقوله تبارك وتعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا___بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) (فصلت: 30) وقوله تعالى: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا) (هود: 112) والآيات في هذا المعنى كثيرة.

5_ التعبير بكلمة الاستقامة دون التعبير المشهور عند الناس الآن بكلمة الالتزام، فإن الناس اليوم إذا أرادوا أن يثنوا على شخص بالتمسك بالدين قالوا: فلان ملتزم، والصواب أن يقال: فلان مستقيم كما جاء في القرآن والسنة.

6_ أن من قصر في الواجبات فما استقام، بل حصل عنده انحراف، والانحراف تكون شدته بقدر ما ترك من الواجبات أو فعل من المحرمات..

7_ أنه ينبغي للإنسان أن يتفقد نفسه دائماً: هل هو مستقيم أو غير مستقيم؟ فإن كان مستقيماً حمد الله وأثنى عليه وسأل الله الثبات، وإن كان غير مستقيم وجب عليه الاستقامة وأن يعدل سيره إلى الله عزّ وجل." اهـ

 

"الشرح الموجز المفيد" (ص: 43) لمؤلفه: عبد الله بن صالح المحسن:

"الفوائد :

(1) الأمر بالاستقامة وهي الإصابة والاعتدال في جميع الأقوال والأفعال والمقاصد المحمودة.

(2) اجتناب المحرمات وجميع ما كان مخالفا للشريعة من قول أو فعل أو اعتقاد.

(3) جواز الفتوى إجمالا إذا كان الإنسان يفهمها بدون تفصيل.

(4) في الحديث إثبات العموم والعمل بما يشتمل عليه." اهـ

 

فتح القوي المتين في شرح الأربعين وتتمة الخمسين للنووي وابن رجب رحمهما الله (ص: 75) للعباد :

"أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أشدُّ الناس حرصاً على معرفة الدِّين، وهم أسبقُ إلى كلِّ خير، وهذا السؤال من سفيان بن عبد الله _رضي الله عنه_ واضحٌ في ذلك؛

إذ سأل النَّبيَّ _صلى الله عليه وسلم_ هذا السؤال العظيم، الذي يريد جوابه جامعاً واضحاً لا يحتاج فيه إلى أحد بعد رسول الله _صلى الله عليه وسلم_." اهـ

 

فتح القوي المتين في شرح الأربعين وتتمة الخمسين للنووي وابن رجب رحمهما الله (ص: 76)

مِمَّا يُستفاد من الحديث:

1 حرص الصحابة على السؤال عن أمور دينهم.

2 حُسن السؤال من سفيان بن عبد الله الدَّال على كمال عقله ورغبته في الوصية الجامعة.

3 الإيمانُ بالله وبما جاء في كتابه وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم.

4 ملازمة الاستقامة على الحقِّ والهدى حتى بلوغ الأجل.

 

موارد الظمآن لدروس الزمان (6/ 416) لعبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن السلمان (المتوفى: 1422هـ) :

"وَمِنْ مَحَاسِنِ الدِّينِ الإِسْلامِيّ الْحَثُّ عَلَى الاسْتِقَامَةِ، الَّتِي هَيِ الاعْتِدَالُ فِي جَمِيعِ الأُمُورِ، مِنَ الأَقْوَالِ وَالأَفْعَالِ، وَالْمُحَافَظَةُ عَلَى جَمِيعِ الأَحْوَالِ، الَّتِي تَكُونُ بِهَا النَّفُسُ عَلَى أَفْضَلِ حَالَةٍ وَأَكْمَلِهَا، فَلا يَظْهَر مِنْهَا قَبِيح، وَلا يَتَوَجَّه إِلَيْهَا ذَمٌّ، وَلا لَومٌ وَذَلِكَ إِنَّمَا يَكُونُ بِالْمُحَافَظَةِ عَلَى الشَّرْعِ الشَّرِيفِ، وَالتَّمَسُّكِ بِالدِّينِ الْقَوِيم، وَالْوُقُوفِ عِنْدَ حُدُودِهِ مَعَ التَّخَلُّقِ بِالأَخْلاقِ الْفَاضِلَةِ، وَالصِّفَاتِ الْكَامِلَةِ." اهـ

 

التوضيح والبيان لشجرة الإيمان (ص: 62_63)

بين صلى الله عليه وسلم - بهذه الوصية الجامعة - أن العبد إذا اعترف بالإيمان ظاهرا___وباطنا، ثم استقام عليه - قولا وعملا، فعلا وتركا - فقد كمل أمره، واستقام على الصراط المستقيم، ورجي له أن يدخل مع من قال الله عنهم:

{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} [سورة فصلت: 30 - 32] .

 

صحيح ابن حبان (3/ 221) :

"ذِكْرُ مَا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ سُؤَالِ الْبَارِي تَعَالَى الثَّبَاتَ وَالِاسْتِقَامَةَ عَلَى مَا يُقَرِّبُهُ إِلَيْهِ بِفَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا بِذَلِكَ". اهـ

 

شرح رياض الصالحين (1/ 572)

وقوله: ((قل آمنت بالله ثم)) دليل علي أن الاستقامة لا تكون إلا بعد الإيمان، وان من شرط الأعمال الصالحة، أي: من شرط صحتها وقبولها أن تكون مبنية علي الإيمان



[1] وفي "اللباب في تهذيب الأنساب" (1/ 22) لابن الأثير:

"الآمُلِيُّ (بِمد الْألف الْمَفْتُوحَة وَضم الْمِيم): هَذِه النِّسْبَة إِلَى موضِعين:

* أَحدهمَا آمل طبرستان وَهِي القصبة للناحية خرج مِنْهَا جمَاعَة من الْعلمَاء فِي كل فن وَأكْثر من ينْسب إِلَيْهَا يعرف بالطبري وطبرستان اسْم للناحية وَأكْثر أهل الْعلم من أهل طبرستان من آمل،

* وَالثَّانِي: آمل جيحون، وَيَقُول لَهَا النَّاس: "آموية." وَيُقَال لَهَا: "آمل الشط" أَيْضا، و"آمل الْمَفَازَة"، لِأَنَّهَا على طرف الْبَريَّة. فَمِمَّنْ ينْسب إِلَى الأول: أَحْمد بن عَبدة الآملي، يروي عَن عبد الله بن عُثْمَان روى عَنهُ أَبُو دَاوُد السجسْتانِي. وَمِمَّنْ ينْسب إِلَى الثَّانِي: عبد الله بن حَمَّاد الآملي روى عَن يحيى بن معِين وَغَيره." اهـ

[2] وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3/ 93) (رقم : 2871)

[3] قال الحافظ في تهذيب التهذيب (4/116):

"وقال العسكري: سفيان بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن مالك بن حطيط بن جشم، فكأن من قال: سفيان بن عبد الله بن حُطَيْطٍ نسب عبد الله إلى جده الأعلى. اهـ 

وقال ابن ماكولا (المتوفى: 475هـ) _رحمه الله_ في "الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب" (2/ 298 و 7/51):

"جُشَم بن قسي، وهو ثقيف...___جشم بن ثقيف " اهـ

محمد بن يزيد المبرد، أبو العباس (المتوفى: 285هـ) _رحمه الله_ في "نسب عدنان وقحطان" (ص: 13):

"بطون هوازن بن منصور، منهم: ثقيف، وأسمه: قَسِيّ بن منبّه بن بكر ابن هوازن." اهـ

وفي "الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب" (1/ 38)

هوازن بن منصور بن عكرمة بن خَصَفَة بن قيس بن عيلان." اهـ

وقال أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي (المتوفى: 204هـ) _رحمه الله_ نسب معد واليمن الكبير (1/ 18):

"قيس بن عَيْلان بن مُضَرَ بن نَعَدّ بن عَدنَان." اهـ

[4]  المؤلف : عبد الله بن صالح المحسن

[5]  انظره في "إكمال المعلم بفوائد مسلم" (1/ 275).

[6]  وفي "شرح الأربعين النووية" لابن دقيق العيد (ص: 80) :

"هذا من جوامع الكلم التي أوتيها صلى الله عليه وسلم فإنه جمع لهذا السائل في هاتين الكلمتين معاني الإسلام والإيمان كلها فإنه أمره أن يجدد إيمانه بلسانه متذكراً بقلبه وأمره أن يستقيم على أعمال الطاعات والانتهاء عن جميع المخالفات: إذ لا تأتي الاستقامة مع شيء من الاعوجاج فإنها ضده." اهـ

[7] وفي "سنن الترمذي" – ت. شاكر (5/ 402) (رقم: 3297):

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ شِبْتَ، قَالَ: «شَيَّبَتْنِي هُودٌ، وَالوَاقِعَةُ، وَالمُرْسَلَاتُ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ، وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ»، حديث صحيح: وصححه الألباني في "صحيح الجامع الصغير وزيادته" (1/ 692) (رقم: 3723)، و"سلسلة الأحاديث الصحيحة" (2/ 639) (رقم: 955)

Komentar

Postingan populer dari blog ini

فضائل عشر ذي الحجة