شرح الحديث 68 - مقدمة باب التقوى من كتاب رياض الصالحين لأبي فائزة البوجيسي
[68] التاسع: عن عُمَرَ
_رضي الله عنه_: عَنِ
النَّبيّ _صلى الله عليه وسلم_ قَالَ: «لا يُسْأَلُ الرَّجُلُ فِيمَ ضَرَبَ
امْرَأَتَهُ». رواه أبو داود وغيره. |
نص
الحديث:
عن
عُمَرَ _رضي الله عنه_:
عَنِ
النَّبيّ _صلى الله عليه وسلم_ قَالَ: «لا يُسْأَلُ الرَّجُلُ... »
وفي مرقاة
المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (5/ 2130) للقاري : "أَيْ: إِذَا رَاعَى شُرُوطَ
الضَّرْبِ وَحُدُودَهُ." اهـ
«فِيمَ
ضَرَبَ امْرَأَتَهُ». رواه أبو داود وغيره.
وفي تطريز
رياض الصالحين (ص: 66) :
"أي : لا يُسأل بأي سبب ضَرَبَ امرأتَه،
لإحتمال أنْ يكون السبب مما يُستحيا من ذكره، كالامتناع من التمكين، بل يترك ذلك
إليه وإلى مراقبته لمولاه، إلا إن احتاج الأمر إلى الرفع إلى الحكام.
قال الله
تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ
عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ
حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ
فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ
أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيّاً
كَبِيراً} [النساء (34)]." اهـ
وفي شرح
المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن (7/ 2337) :
"وهو عبارة عن النشوز المنصوص عليه في
قوله تعالي: {واللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ - إلي قوله - واضْرِبُوهُنَّ}
وقوله: ((لا يسأل)) عبارة عن عدم التحرج والتأثم؛ لقوله تعالي: {فَإنْ
أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً} أي أزيلوا عنهن التعرض بالأذى
والتوبيخ والتجني، وتوبوا عليهن، واجعلوا ما كان منهن كأن لم يكن." اهـ
وفي شرح رياض
الصالحين (1/ 512) للعثيمين :
"ومعني الحديث : إن الرجل المتقي الله_
عز وجل_ الذي انتهي به الأمر إلى آخر المراتب الثلاث التي أشار الله إليها في قوله
{وَاللَّاتِي
تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ
وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ
اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} [النساء: 34]،
فالضرب آخر
المراتب، فقد يضرب الرجل زوجته علي أمر يستحيا من ذكره، فإذا علم تقوي الرجل لله_
عز وجل_ وضرب امرأته فانه لا يسال، هذا إن صح الحديث، ولكن الحديث ضعيف. أما من
كان سيئ العشرة فهذا يسال فيم ضرب امرأته، لأنه ليس عنده من تقوي الله تعالى ما
يردعه عن ظلمها وضربها، حيث لا تستحق أن تضرب. والله الموفق." اهـ
وفي شرح سنن
أبي داود للعباد (246/ 19، بترقيم الشاملة آليا) : "والضرب لا يصار إليه إلا
عند الضرورة ومع حصوله يكون خفيفاً وسهلاً وغير مبرح." اهـ
ترجمة
عمر بن الخطاب _رضي الله عنه_ :
وفي مرقاة
المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (1 / 40_41) للقاري :
"(عَنْ
عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ) : وَهُوَ النَّاطِقُ بِالصَّوَابِ، الْمُسَمَّى بِالْفَارُوقِ
عَلَى مَا دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، وَأَوَّلُ مَنْ سُمِّيَ بِأَمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ فِيمَا بَيْنَ الْأَصْحَابِ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) : وَهُوَ.
عَدَوِيٌّ قُرَشِيٌّ يَجْتَمِعُ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ - فِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ،
كَنَّاهُ
النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأَبِي حَفْصٍ، وَهُوَ لُغَةً:
الْأَسَدُ،
وَلَقَّبَهُ
بِالْفَارُوقِ لِفُرْقَانِهِ بَيْنَ الْحَقِّ، وَالْبَاطِلِ.
قَالَ
الْقَاضِي فِي تَفْسِيرِهِ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى: {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا
إِلَى الطَّاغُوتِ} [النساء: 60]
عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «أَنْ مُنَافِقًا خَاصَمَ يَهُودِيًّا
فَدَعَاهُ الْيَهُودِيُّ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -،
وَدَعَاهُ الْمُنَافِقُ إِلَى كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ،
ثُمَّ
إِنَّهُمَا احْتَكَمَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
- فَحَكَمَ لِلْيَهُودِيِّ، فَلَمْ يَرْضَ الْمُنَافِقُ،
وَقَالَ :
نَتَحَاكَمُ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ لِعُمَرَ: قَضَى لِي رَسُولُ
اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمْ يَرْضَ بِقَضَائِهِ،
وَخَاصَمَ إِلَيْكَ، فَقَالَ عُمَرُ لِلْمُنَافِقِ: أَكَذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ،
فَقَالَ: مَكَانَكُمَا حَتَّى أَخْرُجَ إِلَيْكُمَا فَدَخَلَ فَأَخَذَ سَيْفَهُ،
ثُمَّ خَرَجَ فَضَرَبَ بِهِ عُنُقَ الْمُنَافِقِ حَتَّى بَرَدَ، وَقَالَ: هَكَذَا
أَقْضِي لِمَنْ لَمْ يَرْضَ بِقَضَاءِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، فَنَزَلَتْ.
وَقَالَ
جِبْرِيلُ: إِنَّ عُمَرَ فَرَّقَ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ» فَسُمِّيَ:
الْفَارُوقَ.
وَقِيلَ
بِإِسْلَامِهِ، إِذْ أَمْرُ الْمُسْلِمِينَ قَبْلَهُ كَانَ فِي غَايَةٍ مِنَ
الْخَفَاءِ، وَبَعْدَهُ عَلَى غَايَةٍ مِنَ الظُّهُورِ، وَالْجَلَاءِ، أَسْلَمَ
بَعْدَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا وَعَشَرَةٍ سَنَةَ سِتٍّ مِنَ النُّبُوَّةِ.
وَقِيلَ:
أَسْلَمَ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَلَاثَةٌ
وَثَلَاثُونَ رَجُلًا، وَسِتُّ نِسْوَةٍ، ثُمَّ أَسْلَمَ عُمَرُ ; فَنَزَلَتْ:
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال: 64] .
بُويِعَ لَهُ
بِالْخِلَافَةِ بَعْدَ مَوْتِ الصِّدِّيقِ بِعَهْدِهِ إِلَيْهِ، وَنَصِّهِ
عَلَيْهِ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ، فَفَتَحَ الْبِلَادَ
الْكَثِيرَةَ، وَالْفُتُوحَ الشَّهِيرَةَ، وَاسْتُشْهِدَ عَلَى يَدِ نَصْرَانِيٍّ
اسْمُهُ أَبُو لُؤْلُؤَةٍ غُلَامُ مُغِيرَةَ بْنِ شُعْبَةَ بِالْمَدِينَةِ فِي
صَلَاةِ الصُّبْحِ مِنْ يَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ لِأَرْبَعٍ بَقِينَ مِنْ ذِي
الْحِجَّةِ عَامَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ
وَسِتِّينَ عَلَى الْأَصَحِّ، وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ عَشْرَ سِنِينَ وَنِصْفًا،
وَصَلَّى عَلَيْهِ صُهَيْبٌ، رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ، وَبَاقِي الْعَشَرَةِ،
وَخَلْقٌ كَثِيرٌ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَالتَّابِعِينَ، أَحَادِيثُهُ
الْمَرْفُوعَةُ خَمْسُمِائَةٍ وَسَبْعَةٌ وَثَلَاثُونَ، لَهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ
أَحَدٌ وَثَمَانُونَ انْفَرَدَ الْبُخَارِيُّ مِنْهَا بِأَرْبَعَةٍ وَثَلَاثِينَ،
وَمُسْلِمٌ بِأَحَدٍ وَعِشْرِينَ، نَقْشُ خَاتَمِهِ: كَفَى
بِالْمَوْتِ_____شَدِيدًا فِي أَمْرِ اللَّهِ، عَاقِلًا مُجْتَهِدًا صَابِرًا
مُحْتَسِبًا، جُعِلَ الْحَقُّ عَلَى لِسَانِهِ، وَأُعِزَّ الدِّينُ بِهِ،
وَاسْتَبْشَرَ أَهْلُ السَّمَاءِ بِإِسْلَامِهِ، وَلَهُ فَضَائِلُ لَا تُحَدُّ، وَشَمَائِلُ
لَا تُعَدُّ." اهـ
وفي تاريخ
الإسلام ت بشار (2/ 138) للذهبي :
"عمر
بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ بْن عَبْدِ العُزَّى بْن رياح بْن قُرط بْن رزَاح
بْن عديّ بْن كعْب بْن لُؤيّ، أمير المؤمنين، أَبُو حفص، القُرَشي العدوي، الفاروق
رضي الله عنه. [المتوفى: 23 ه]،
اسْتُشْهِدَ
في أواخر ذي الحجة. وأمّه حَنْتَمَة بنت هشام المخزومية أخت أبي جهل. أسلم في
السنة السادسة من النُّبُّوة وله سبعٌ وعشرون سنة." اهـ
تخريج
الحديث :
أخرجه أبو
داود في "سننه" (2/ 246) (رقم : 2147)، والنسائي في "السنن الكبرى"
(8/ 264) (رقم : 9123)، وابن ماجه في "سننه" (1/ 639) (رقم : 1986)، وأبو
داود الطيالسي في "مسنده" (1/ 52) (رقم : 47)، وأحمد في "مسنده"
(1/ 275) (رقم : 122)، عبد بن حميد في "المنتخب" - ت. صبحي السامرائي
(ص: 43) (رقم : 37)، والبزار في "البحر الزخار" (1/ 356) (رقم : 239)، محمد
بن نصر بن الحجاج المَرْوَزِي كما في "مختصر قيام الليل وقيام رمضان وكتاب
الوتر" (ص: 281)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6/ 342) (رقم: 2522)،
والخرائطي في "اعتلال القلوب" (2/ 358) (رقم: 741)، والحاكم في "المستدرك
على الصحيحين" (4/ 194) (رقم : 7342)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/
497) (رقم: 14778)، لأحاديث المختارة = المستخرج من الأحاديث المختارة مما لم
يخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما (1/ 188_189) (رقم: 94_95) كلهم من طريق دَاوُدَ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الْمُسْلِيِّ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ
والحديث
ضعيف لأجل
عبد الرحمن الْمُسْلِيِّ[1]
الكوفيِّ، صعفه الألباني في "إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل"
(7/ 98) (رقم : 2034)
وقال الذهبي
في ميزان الاعتدال (2/ 602) :
"عبد الرحمن الْمُسْلِيُّ [د، س، ق]
الكوْفِيُّ، والد وَبَرَة. لا يعرف إلا في حديثه عن الأشعث، عن عمر: لا تسأل الرجل
فيم ضرب امرأته. تفرد عنه داود بن عبد الله الاودى." اهـ
وبيَّن ضعفه
الألباني في ضعيف أبي داود - الأم (2/ 223) :
"وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات؛ غير عبد
الرحمن المسلي، وهو مجهول؛ تفرد عنه داودُ هذا،
ولم يوثقه أحد، لكن صحح له الحاكم حديثاً أشار إليه الحافظ في "التهذيب "
ولم أعرفه، والحاكم معروف بتساهله في التصحيح، وقد مضى له أمثلة عديدة." اهـ
6-
باب التقوى |
فصل : حقيقة التقوى
التعريفات (ص: 65) للشريف
الجرجاني :
"التقوى في اللغة: بمعنى الاتقاء، وهو
اتخاذ الوقاية، وعند أهل الحقيقة: هو الاحتراز بطاعة الله عن عقوبته، وهو صيانة النفس عما تستحق به
العقوبة من فعلٍ أو تركٍ." اهـ
بصائر ذوي التمييز في
لطائف الكتاب العزيز (2/ 299_300) للفيروزآبادي :
"بصيرة فى التقوى
وهى مشتقَّة من (الوِقَايَة)، وهى حفظ الشئِ ممّا
يؤذيه، ويضرّه.
يقال: (وقاه وَقْياً ووِقاية
وواقية): صانه. والتَّوقية: الكلاءَة، والحفظ. وقيل: الأَصل فيها وِقاية النِّساءِ الَّتى تستُر المرأَةُ بها رأْسها،
تقيها من غبار، وحرّ، وبرد. والوِقاية: ما وقيت به شيئاً. ومن ذلك فرس واق: إِذا كان يَهاب المشىَ من وجَعٍ
يجده فى حافره.___
والتَّقوى والتُّقى واحد. والتُّقَاةُ: التقِيّة. يقال: اتَّقى تقِيّة، وتُقَاةً. قال الله _تعالى_: {إِلَّا
أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاة} [آل عمران: 28].
والتَّقِىّ: المتَّقى، وهو مَن جعل بينه وبين
المعاصى وِقاية تحول بينه وبينها: من قوّة عزمه على
تركها، وتوطين قلبه على ذلك. فلذلك قيل له: متَّقٍ.
والتَّقوى البالغة الجامعة: اجتنابُ كلّ ما فيه ضرر لأَمر الدين، وهو المعصية، والفضول. فعلى ذلك
ينقسم على فرض، ونفل." اهـ
وفي "جامع العلوم
والحكم" – ت. الأرنؤوط (1/ 401):
"وَقَالَ ابْنُ
مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
{اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ
تُقَاتِهِ} [آل عمران: 102] [آلِ عِمْرَانَ: 102] ،
قَالَ: أَنْ يُطَاعَ،
فَلَا يُعْصَى، وَيُذْكَرَ، فَلَا يُنْسَى، وَأَنْ يُشْكَرَ، فَلَا يُكْفَرَ.
وَخَرَّجَهُ الْحَاكِمُ مَرْفُوعًا وَالْمَوْقُوفُ أَصَحُّ، وَشُكْرُهُ يَدْخُلُ
فِيهِ جَمِيعُ فِعْلِ الطَّاعَاتِ.
جامع العلوم والحكم ت
الأرنؤوط (1/ 400)
* وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
: "الْمُتَّقُونَ الَّذِينَ يَحْذَرُونَ مِنَ اللَّهِ عُقُوبَتَهُ فِي تَرْكِ
مَا يَعْرِفُونَ مِنَ الْهُدَى، وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ فِي التَّصْدِيقِ بِمَا
جَاءَ بِهِ".
* وَقَالَ الْحَسَنُ :
"الْمُتَّقُونَ
اتَّقَوْا مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، وَأَدَّوْا مَا افْتَرَضَ
عَلَيْهِمْ."
* وَقَالَ عُمَرُ بْنُ
عَبْدِ الْعَزِيزِ:
"لَيْسَ تَقْوَى
اللَّهِ بِصِيَامِ النَّهَارِ، وَلَا بِقِيَامِ اللَّيْلِ، وَالتَّخْلِيطِ فِيمَا
بَيْنَ ذَلِكَ، وَلَكِنَّ تَقْوَى اللَّهِ تَرْكُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ، وَأَدَاءُ
مَا افْتَرَضَ اللَّهُ، فَمَنْ رُزِقَ بَعْدَ ذَلِكَ خَيْرًا، فَهُوَ خَيْرٌ إِلَى
خَيْرٍ."
* وَقَالَ طَلْقُ بْنُ
حَبِيبٍ: "التَّقْوَى أَنْ تَعْمَلَ بِطَاعَةِ اللَّهِ عَلَى نُورٍ مِنَ
اللَّهِ تَرْجُو ثَوَابَ اللَّهِ، وَأَنْ تَتْرُكَ مَعْصِيَةَ اللَّهِ عَلَى نُورٍ
مِنَ اللَّهِ تَخَافُ عِقَابَ اللَّهِ. " اهـ
وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ
قَالَ :
"تَمَامُ التَّقْوَى
أَنْ يَتَّقِيَ اللَّهَ الْعَبْدُ حَتَّى يَتَّقِيَهُ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ،
وَحَتَّى يَتْرُكَ بَعْضَ مَا يَرَى أَنَّهُ حَلَالٌ خَشْيَةَ أَنْ يَكُونَ
حَرَامًا يَكُونُ حِجَابًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْحَرَامِ[2]،
فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ بَيَّنَ لِلْعِبَادِ الَّذِي يُصَيِّرُهُمْ إِلَيْهِ،
فَقَالَ: {فَمَنْ يَعْمَلْ
مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا
يَرَهُ} [الزَّلْزَلَةِ: 7_8]،
فَلَا تَحْقِرَنَّ شَيْئًا
مِنَ الْخَيْرِ أَنْ تَفْعَلَهُ، وَلَا شَيْئًا مِنَ الشَّرِّ أَنْ
تَتَّقِيَهُ." اهـ
المفردات في غريب القرآن
(ص: 881)
والتَّقْوَى جعل النّفس في
وِقَايَةٍ مما يخاف، هذا تحقيقه، ثمّ
يسمّى الخوف تارة تَقْوًى، والتَّقْوَى خوفاً حسب
تسمية مقتضى الشيء بمقتضيه والمقتضي بمقتضاه،
وصار التَّقْوَى في تعارف
الشّرع: حفظ النّفس عمّا يؤثم، وذلك بترك المحظور، ويتمّ ذلك بترك بعض
المباحات لما روي: «الحلال بيّن، والحرام بيّن، ومن رتع حول الحمى فحقيق أن يقع
فيه» [خ م]
أشار إلى ما ورد عن النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
"الحَلاَلُ بَيِّنٌ،
وَالحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ
النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى المُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ: كَرَاعٍ
يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ، أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ
حِمًى، أَلاَ إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ، أَلاَ وَإِنَّ فِي
الجَسَدِ مُضْغَةً: إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ
فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ". أخرجه البخاري (رقم : 52)،
ومسلم (رقم : 1599)
فصل : ثمرة التقوى
المعين على تفهم الأربعين
ت دغش (ص: 239) لابن الملقن :
"وحصل لك من ذلك:
* المِدحةُ والثناء:
{وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [آل
عمران: 186].___
* والحفظُ والحِراسَةُ مِن
الأعداء: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} [آل
عمران: 120].
والثانية : والنَّصرُ:
{إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا} [النحل: 128]، و {اللَّهَ مَعَ
الْمُتَّقِينَ (194)} [البقرة: 194].
* والنَّجاةُ مِن
الشَّدائدِ، والرِّزقُ الحلال: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا
(2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2 - 3].
* وإِصلاحُ العَمَلِ:
{اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ
أَعْمَالَكُمْ} [الأحزاب: 70 - 71].
* وغُفرانُ الذُّنوبِ :
{وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [الأحزاب: 71].
* والنُّورُ : {اتَّقُوا
اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ
لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ} [الحديد: 28].
* والمحبةُ : {إِنَّ
اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: 4] وما أعظمها وأنفعها.
* والإِكرَامُ : {إِنَّ
أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13].
* والبِشارةُ عندَ الموتِ:
{الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [يونس: 63 - 64].
* والنَّجاة مِن النَّار:
{ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا} [مريم: 72]، {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى}
[الليل: 17].
* والخلود في الجنة:
{أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133]." اهـ
بصائر ذوي التمييز في
لطائف الكتاب العزيز (2/ 301_303) للفيروزآبادي:"
"وأَمّا البِشَارَات الَّتى بشَّر الله _تعالى_
بها الْمُتَّقِين فى القرآن:
* فالأَوّل: البشرى بالكرامات: {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)
لَهُمُ الْبُشْرَى} [يونس: 63، 64]
* الثانيْ: البشرى بالعون والنّصرة: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا}
[النحل: 128]
* الثَّالث: بالعلم والحكمة: {إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ
فُرْقَانًا} [الأنفال: 29]
* الرّابع: بكفَّارة الذّنوب وتعظيمه: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ
سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا } [الطلاق: 5]
السّادس: بالمغفرة: {وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }
[الأنفال: 69]
السّابع: اليُسْر والسّهولة فى الأَمر: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ
مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [الطلاق: 4]
الثَّامن: الخروج من الغمّ والمِحنةِ: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ
مَخْرَجًا } [الطلاق: 2].
التَّاسع: رزق واسع، بأَمن وفراغ: {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}
[الطلاق: 3].
العاشر: النَّجاة من العذاب، والعقوبة: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا}
[مريم: 72]
الحادى عشر: الفوز بالمراد: {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا
بِمَفَازَتِهِمْ} [الزمر: 61][3]، {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا } [النبأ: 31][4].
* الثانى عشر: التَّوفيق والعصمة: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ } [البقرة: 177] إِلى قوله: {وَأُولَئِكَ هُمُ
الْمُتَّقُونَ} [البقرة: 177].____
* الثالث عشر: الشهادة لهم بالصدق: {أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ
الْمُتَّقُونَ } [البقرة: 177].
* الرابع عشر: بشارة الكرامة والأَكرمية: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ
أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13].
* الخامس عشر: بشارة المحبّ: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: 4].
* السّادس عشر: الفلاح: {وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [البقرة:
189].
* السّابع عشر: نيل الوصال، والقُربة: {وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ}
[الحج: 37].
* الثامن عشر: نيل الجزاء بالممحنة: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ
اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ } [يوسف: 90]
* التَّاسع عشر: قبول الصّدقة: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}
[المائدة: 27].
* العشرون: الصّفاء والصّفوة: {فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32].
* الحادى والعشرون: كمال العبودية: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} [آل عمران: 102].[5]
* الثانيْ والعشرون: الجنَّات والعيون: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ}
[الحجر: 45].
* الثالث والعشرون: الأَمْن من البليّة: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ}
[الدخان: 51][6].
* الرابع والعشرون: عزّ الفوقيْة على الخَلْق: {وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ} [البقرة: 212].____
* الخامس والعشرون: زوال الخوف والحزن من العقوبة: {فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا
خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [الأعراف: 35][7]
* السادس والعشرون: الأَزواج الموافِقة: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً} إِلى قوله:
{وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً} . [قال أبو فائزة البوجيسي:
قال الله _تعالى_:{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31)
حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33)} [النبأ: 31 - 33]]
* السّابع والعشرون: قُرب الحضرة، واللِّقاءِ والرّؤية: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي
جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)}
[القمر: 54، 55]." اهـ
أثر التقوى :
وفي "جامع العلوم
والحكم" لابن رجب – ت. الأرنؤوط (1/ 401_402):
"وَقَالَ الْحَسَنُ:
مَا زَالَتِ التَّقْوَى بِالْمُتَّقِينَ حَتَّى تَرَكُوا كَثِيرًا مِنَ الْحَلَالِ
مَخَافَةَ الْحَرَامِ.
* وَقَالَ الثَّوْرِيُّ:
إِنَّمَا سُمُّوا مُتَّقِينَ، لِأَنَّهُمُ اتَّقَوْا مَا لَا يُتَّقَى.
* وَقَالَ مُوسَى بْنُ
أَعْيَنَ: "الْمُتَّقُونَ تَنَزَّهُوا عَنْ أَشْيَاءَ مِنَ الْحَلَالِ
مَخَافَةَ أَنْ يَقَعُوا فِي الْحَرَامِ، فَسَمَّاهُمُ اللَّهُ مُتَّقِينَ".
* وَقَدْ سَبَقَ حَدِيثُ
" «لَا يَبْلُغُ الْعَبْدُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُتَّقِينَ حَتَّى يَدَعَ
مَا لَا بَأْسَ بِهِ حَذَرًا مِمَّا بِهِ بِأْسٌ» [ت ق]".[8]
* وَحَدِيثُ: " «مَنِ
اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ»." [خ م].
وَقَالَ مَيْمُونُ بْنُ
مِهْرَانَ : "الْمُتَّقِي أَشَدُّ مُحَاسَبَةً لِنَفْسِهِ مِنَ الشَّرِيكِ
الشَّحِيحِ لِشَرِيكِهِ".
وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ
فِي قَوْلِهِ _تَعَالَى_:
{اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ
تُقَاتِهِ} [آل عمران: 102]،
قَالَ: "أَنْ يُطَاعَ
فَلَا يُعْصَى، وَيُذْكَرَ فَلَا يُنْسَى، وَأَنْ يُشْكَرَ
فَلَا يُكْفَرَ". وَخَرَّجَهُ الْحَاكِمُ مَرْفُوعًا
وَالْمَوْقُوفُ أَصَحُّ،
وَشُكْرُهُ يَدْخُلُ فِيهِ: جَمِيعُ فِعْلِ الطَّاعَاتِ.___
وَمَعْنَى ذِكْرِهِ (فَلَا
يُنْسَى): ذِكْرُ الْعَبْدِ بِقَلْبِهِ لِأَوَامِرِ اللَّهِ فِي حَرَكَاتِهِ
وَسَكَنَاتِهِ وَكَلِمَاتِهِ فَيَمْتَثِلُهَا، وَلِنَوَاهِيهِ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ
فَيَجْتَنِبُهَا." اهـ
[1] وفي "اللباب في تهذيب
الأنساب" (3/ 211) لابن الأثير:
"الْمُسْلِيُّ _بِضَم الْمِيم وَسُكُون السِّين وَفِي آخرهَا
لَام_: هَذِه النِّسْبَة إِلَى مسلية بن عَامر بن عَمْرو بن عِلّة بن خلد بن مَالك
بن أدد وَمَالك هُوَ مذْحج وَهِي قَبيلَة كَبِيرَة من مذْحج ينْسب إِلَيْهَا كثير
من الْعلمَاء." اهـ
[2] وفي جامع العلوم والحكم ت الأرنؤوط (1/
399) : "وَيَدْخُلُ فِي التَّقْوَى الْكَامِلَةِ فَعْلُ الْوَاجِبَاتِ،
وَتَرْكُ الْمُحَرَّمَاتِ وَالشُّبُهَاتِ، وَرُبَّمَا دَخَلَ فِيهَا بَعْدَ ذَلِكَ
فِعْلُ الْمَنْدُوبَاتِ، وَتَرْكُ الْمَكْرُوهَاتِ، وَهِيَ أَعْلَى دَرَجَاتِ
التَّقْوَى." اهـ
[3] وفي زاد المسير في علم التفسير (4/ 24) لابن
الجوزي:
"وفيها
للمفسرين ثلاثة أقوال: أحدها: بفضائلهم، قاله السدي. والثاني: بأعمالهم، قاله ابن
السائب، ومقاتل. والثالث: بفوزهم من النار. قال المبرِّد: المَفازة: مَفْعَلة من
الفوز، وإن جُمع فحسن، كقولك: السعادة والسعادات، والمعنى: ينجيهم الله بفوزهم،
أي: بنجاتهم من النار وفوزهم بالجنة." اهـ
[4] وفي زاد المسير في علم التفسير (4/ 390):
"إِنَّ
لِلْمُتَّقِينَ الذين لم يشركوا مَفازاً، وفيه قولان: أحدهما:
متنزَّهاً، قاله ابن عباس، والضحاك. والثاني: فازوا
بأن نَجَوْا من النار بالجنة، ومن العذاب بالرحمة، قاله قتادة. قال ابن قتيبة:
«مفازا» في موضع «فوز»." اهـ
[5] زاد المسير في علم التفسير (1/ 310)
وفي
حَقَّ تُقاتِهِ ثلاثة أقوال:
أحدها: أن يطاع فلا يُعصى، وأن يُذكر فلا
يُنسى، وأن يشكر فلا يكفر، رواه ابن مسعود___عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. وهو
قول ابن مسعود، والحسن، وعكرمة، وقتادة، ومقاتل.
والثاني: أن يجاهد في الله حق الجهاد، وأن لا
يأخذ العبد فيه لومة لائم، وأن يقوموا له بالقسط، ولو على أنفسهم، وآبائهم،
وأبنائهم، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس.
والثالث: أن معناه: اتقوه فيما يحق عليكم أن
تتقوه فيه، قاله الزجاج." اهـ
والمرفوع
ضعيف: أخرجه ابن المنذر كما في «الدر» 2/ 103 (آل عمران: 100) والواحدي في «أسباب
النزول» 231 عن عكرمة مرسلا، فهو ضعيف. الصواب موقوف:
أخرجه عبد الرزاق في «تفسيره» 441 والحاكم 2/ 294 والطبراني 8501 والطبري 7539 عن
ابن مسعود. وصححه الحاكم على شرطهما، وكرره الطبري 7534 و 7535 و 7536 موقوفا و
7537 و 7538 و 7540 و 7541 من طرق موقوفا. والمرفوع منه مرسل، والمرسل من أنواع ضعيف!.
[6] وفي فتح الرحمن في تفسير القرآن (6/ 258): "{أَمِينٍ}
من الفتن والمحن.." اهـ
وفي
"فتح البيان في مقاصد القرآن" (12/ 411) للقنوجي:
"(أَمِينٍ)
يأمن فيه صاحبه من جميع المخاوف، قال النسفي: هو من أمن الرجل أمانة فهو أمين وهو
ضد الخائن فوصف به المكان استعارة لأن المكان المخيف كأنما يخون صاحبه بما يلقي
فيه من المكاره انتهى.
وأصل
الأمن: طمأنينة النفس وزوال الخوف. والأمن والأمان والأمانة في الأصل: مصادر ويستعمل
الأمان تارة اسماً للحالة التي عليها الإنسان في الأمن، وتارة لما يؤمن عليه
الإنسان كقوله: {وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ} [الأنفال: 27]، أي: ما ائتمنتم عليه."
اهـ
[7] وفي تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن (ص:
288):
"{فَمَنِ
اتَّقَى} ما حرم الله، من الشرك والكبائر والصغائر، {وَأَصْلَحَ} أعماله الظاهرة
والباطنة {فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} من الشر الذي قد يخافه غيرهم {وَلا هُمْ
يَحْزَنُونَ} على ما مضى، وإذا انتفى الخوف والحزن حصل الأمن التام، والسعادة،
والفلاح الأبدي." اهـ
[8] أخرجه الترمذي في سننه – ت.
شاكر (4/ 634) (رقم: 2451)، وابن ماجه في سننه (2/ 1409) (رقم: 4215). وفيه عبد
الله بن يزيد الدمشقي، وهو ضعيف. ضعفه الألباني في "غاية المرام في تخريج
أحاديث الحلال والحرام" (ص: 130) (رقم: 178).
Komentar
Posting Komentar